كاتب الموضوع :
fati_mel
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-وانا اريد ان اعانقك
هل هذا هو صوتها منخفض واجش؟
وضعت يدها متعمدة على قلبه ونبضاتها تتسارع واطرافها يثقلها الشوق ذاته الذي يثقل جفنيها ...انتفض قلبه تحت كفها واطبقت اصابعه على يدها وغطت البشرة السمراء بشرتها الشاحبة .
تجاهلت روان اجراس الانذار التي انطلقت في راسها ...وخرج اسمه من بين شفتيها كاهة شوق ثم ابتسمت .
بدلا من ان يعانقها كما توقعت نظر طويلا في عينيها ...وفكرت ذاهلة في انه يريد الاستيلاء عليها من دون كلمات ...كفاتح منتصر بفرض سلطانه ويجعلها له الى الابد...
وبعد ان حطمت نظراته كل دفاعاتها ضمها اليه ببطء ليمحو كل افكارها وهواجسها وحتى احلامها .
خطر لها للحظة انها لا تعرف هذا الرجل ...فرد قلبها "ماذا في هذا؟" منتديات ليلاس
وشعرت بانها لطلما عرفته وتشوقت من دون وعي الى قربه واحتاجت اليه لذا كان هذا العناق ثمرة فيض من المشاعر المحبطة واكثر ما تمنته في العالم ارادت عناقه اكثر من راحة البال واكثر من الحب واكثر من الحياة ذاتها .
ابتسم بخبث ومن دون مرح قائلا "انت خطيرة فعلا "
كان لكلماته الخشنة صدى عنيد وكانه تعويدة .
وضمها مجددا فضاعت في حرارة المشاعر ولانت مستسلمة وبائسة مثله تماما تكاد تغرق في حرارة دفئه
قال "انت جميلة جدا ...ما اروع ما اشعر به وانت بين ذراعي " منتديات ليلاس
كل ما كانت تراه في وجه ولف الاسمر هو ذلك التركيز الكامل والبشرة السمراء المشدودة والملامح المتناسقة بحيث بدا وكانه محارب اسطوري .
لسنوات اقتنعت روان بان عجرفة طوني سلبتها القدرة على الاحساس بالمشاعر ...لكنها في بعض الاحيان وما بين النوم والصحو كانت تتخيل حبيبا مجهولا وكانت تشعر في احلامها بالخجل و الاحراج ولا تستطيع ان تتصور ما يمكن لهذا الحبيب الذي لا وجه له ان يفعل .
نظرة واحدة الى ولف اخترقت كل دفاعتها التي بنتها حول نفسها وسيبقى وجهه القاسي الارستقراطي مدموغا الى الابد في خيالها ....ورشاقته ستسكن احلامها الى الابد .
وحدقت روان بفم جاف الى وجه الغازي فلمحت شيئا من قوته التي لم تشك في وجودها ...واسرت عيناه عينيها فضاعت في النجوم الذهبية المتراقصة التي راحت تلمع وكانها شموس تتمايل منتديات ليلاس.
انه ذهب مخادع ...وحولت نظرها الى الارض ...والكلمات تتردد مبهمة في اذنيها ...كانت مسلوبة الارادة تسيرها المشاعر الجارفة التي تفجرت في داخلها .
اخد يمرر انامله على وجنتيها وعلى حاجبيها ورومشها وتمتم "انظري الي "
ردت متلعتمة "اكاد احترق حين افعل "
ضحك كم بين انفاسه وقال "وتظنين انني لا اشعر بهذا؟قريك اشبه بمواجهة العاصفة ...انظري الي "
اطاعت ولاحظت حرارته المتوحشة واللمعان تحت جفنية وقسوة تلك الابتسامة التي لا تعرف الرحمة .
قال بهدوء "هل كنت تظنين انك الوحيدة التي تتاثر ؟هذا حالنا نحن الاثنين يا روان " منتديات ليلاس
لكن ما يجري ليس جديدا او غير متوقع بالنسبة اليه .
فجاة بدات روان ترتجف وشعرت بيد تحاول ان تسلب منها روحها
تمتم ولف "تبكين ...لماذا تبكين ؟لم هذا الخوف في عينيك فهذه ليست المرة الاولى التي تكونين فيها مع رجل ؟"
ظلت الدموع تنهمر من عينيها وهي تقول "بل هذه المرة الاولى لم انجرف قط من قبل ...."
رات التردد في عينيه وقرات فيهما مزيجا من الدهشة والاعجاب ولكن ما قالته غير الامور وبدلها اذ راته يتراجع ويبتعد عنها . منتديات ليلاس
قال "حسنا ....ساتركك ...نامي الان ...لانني ارفض ان اخطف منك براءتك"
وكانت نبرة صوته الخشنة واضحة تماما ...
يجب ان تعود الى منزل بوبو ...لكن عليها ان تنام قليلا الان .
قريبا ...ستنهض وترحل .
وساد صمت انهمرت خلاله دموعها على خديها ثم تبخرت ....كانت السماء في الخارج تمطر ...وسمعت صوت قطرات الماء وهي تضرب النافدة .
قال لها قبل ان يغادر الغرفة "روان ....روان كوربيت ....هل تعرفين ماذا يعني الغراب ؟"
-اجل... لماذا ؟ منتديات ليلاس
-انه طائر شؤم ....ويتناسب مع هذا الشعر الاسود .
وسحب خصلة من شعرها ثم لفها على عنقها ...لمسة اصابعه الناعمة على بشرتها الحساسة اشعلت النار فيها .
وبهدوء متعمد قال "لديك سلطة بدائية "
جاءت نبرة صوته متابعدة تكاد تكون غير مبالية مع ذلك شعرت بلهب متاجج تحت سطح كلماته المتمهلة واكمل "حين انظر اليك ارى الهة وثنية امام جماعة من المصلين المحبين الخاشيعين رهبة "
فردت تتلعتم بالكلمات "انا عادية جدا " منتديات ليلاس
واغمضت عينيها امام حركة يده السمراء على بشرتها وانتشرت حرارة مثيرة في جسمها وهو يرتب شعرها على كتفيها قبل ان ينحني ليتنشق عطر الشعر الكثيف الاسود .
قال مكملا "اخلدي الى النوم الان "
وكان لصوته العميق سحرا جعلها تخلد الى سبات تدغدغه الاحلام .
نظر ولف مقطبا الى وجهها الجميل بعينين اعتادتا الليل وانتفض جسمه الضخم حين استقرت عيناه على فمها المنفرج وهي نائمة ....
هل لا تزال تحافظ على نفسها حتى الان ؟هل رؤية امه افقدتها التوازن بحيث سعت الى الحصول على المواسات حيثما استطاعت ؟
لم يكن هذا منطقيا بالنسبة الى فتاة حافظت على نفسها بمثل هذا التصميم .... منتديات ليلاس
لم تكن تعرف من هو كما لم ترها امه ...اتصالها به لتطلب منه تناول الغداء معها في اليوم التالي جعله يصر على ان يقوم بما في وسعه ليعرف ماذا جرى لاخيه .
لماذا بحق السماء لم تتورط روان في علاقة مع طوني ؟انغرز السؤال كخنجر في دماغه ...لتسيطر عليه بالطبع ...فطوني لم ترفضه امراة من قبل ابدا ....وتلك رفضته لا بد وان تثير رغبته بسحر التجديد والتحدي .
بريئة ام لا ....انها خصم يستحق العناء ...كانت تقرا طوني كالكتاب المفتوح ...لقد اجادت التصرف مع اخيه ايضا فهي على الارجح عرفت انه سيجد في خجلها وخوفها العذري ما يثير توتره .
سسسمع ولف تنهيدة ناعمة فوبخ نفسه لانه لم يستغل الوقت بشكل افضل ...وكان من الممكن ان ينتزع الحقيقة منها بالتملق ...لكنه لم يفكر بذلك واغضبه ضعفه لكنه جلب غطاء ووضعه عليها وقسى قلبه حين صدرت منها اهة احتجاج خافتة .
انه يحتاج الى فرصة ...عليه ان يفكر بوضوح ليس بدماغ مشوش . منتديات ليلاس
ماهي خطواتها التالية ؟هل تخطط لعلاقة تسمح لها بنقل مبلغ ضخم من المال من جيبه الى جيبها ؟
وابتسم ةلف ابتسامة نمر مفترس وتوتر جسمه سيسعده سعادة كبيرة وخطيرةان يرى كيف ستكسب المال منه .
واختفت الابتسامة في لحظة اكتئاب ...هذا امر مستحيل بالطبع ولو انه اسهل طريقة ليعرف ما الذي حدث منذ ست سنوات حين قصد طوني منزل والدها ليطلب يدها للزواج ومات هناك ...فقد اصيب بعيار نارير في قلبه من مسدس والدها .
يمكن ان يداهنها وان يخطب ودها ويكسب ثقتها وفي النهاية يقنعها بان تقول الحقيقة .
مع ذلك ثمة امكانية ان تعرف انه اخو طوني ورد فعلها على وجود امه الليلة كان محسوبا اكثر منه دون وعي . منتديات ليلاس
ربما كانت تامل ان تذهله ليبتعد عن امه ؟وهذا بكل تاكيد يفسر سبب استسلامها واظهارها التجاوب والحرارة التي تهز القلب واذا كان الامر كذلك فستعرف انه ليس من السهل ان تتلاعب به مثل اخيه . منتديات ليلاس
انتهى الفصل الثالث
|