كاتب الموضوع :
fati_mel
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وكان هذا اعلان حرب ومديحا مرتجلا معا فقالت "انا ممتنة "
واملت الا يكون امتعاضها واضحا كثيرا حين اضافت "لا يمكنك العودة الى اليخت ....ولا املك الة تجفيف لذا سيلزمك الليل كله لتجف ثيابك امام النار " منتديات ليلاس
ادار راسه ونظر عبر النافدة الى المطر الذي يضرب السقف واخفى لحظة توتر احست روان انها قادرة على الاحساس بوجوده بكل خلية من جسمها
وبعد لحظة سال بهدوء "هل تقترحين علي البقاء هنا ؟"
فردت بصوت هادئ متجاهلة التحذير الذي اطلقه عقلها "انت مضطر لهذا ....لدي غرفة اضافية "
اسبل ولف رموشه وقال بسخرية "في هذه الحالة ساقبل ....شكرا لك "
وقفت روان متشنجة وتحركت نحو الباب "ساحضر العشاء للوبو ثم ابدا بعشائنا " منتديات ليلاس
قال "اريني الغرفة الاضافية ...وساحضر الفراش ثم نطهو العشاء معا "
واوضحت نبرة صوته انه لن يترك لها الخيار وسيعمل معها شاءت ام ابت
ولم يعجبها هذا فقد احتل مساحة كبيرة وقالت "سيكون الامر اسهل لو قمت بهذا لوحدي "
-ليس الليلة فانت مرهقة
ومع ان روان توقفت عن الارتجاف الا ان اطرافها لا تزال ثقيلة والتعب الذي تملكها كان ابعد من التعب الجسدي واستسلمت لارادته الاقوى ولمرة واحدة فقط كما وعدت نفسها فقالت "لست متعبة ...لكن شكرا على عرضك المساعدة " منتديات ليلاس
ودخلت بسرعة الى المطبخ ....انها بحاجة الى وقت ليرتاح قلبها الغبي وتعود خفقاته الى وتيرتها الثابتة المعتادة
وبعد ان اشارت الى غرفة النوم الاضافية قالت "تعال لوبو ....وقت العشاء "
قفز الكلب الى جانبها لكن اهتمامه بقي مركزا في مكان اخر عبر الباب وعبر الردهة
وفهمت روان شعور لوبو فلو اغمضت عينيها لرات صورة ولف تالامنتس مطبوعة على جفنيها..... وجهه الوسيم المتسلط .... وقوته الرشيقة وسلطته المتعجرفة المنضبطة ....والثقة الكاملة بالنفس منتديات ليلاس
في الاسابيع التي مرت حاولت يائسة ان تنساه ان تنسى كل شيء عنه لكنها لم تنجح فوجهه مطبوع في ذكرتها احست وكان رباطا خفيا يربط احدهما بالاخر ....وهذا ما اخافها
وفكرت بتعقل :لعله شبح حبها القديم يدعوها ....حب لا علاقة له بالمتعة الدنيوية حب تتشوق لتخليده .ربما لو فعلت ذلك لتحررت من هذا الضعف الحاد .
لا لن يقف امامها لتصنع له تمثالا ..وكيف يمكن ان تكون عادلة مع عينيه الذكيتين اللتين تملان وجهه ...عيناه تكشفان الكثير تعرفان الكثير من الاسرار عنها وتريدان معرفة المزيد ....؟ منتديات ليلاس
راحت ترتجف من قوة مشاعرها وتساءلت لماذا طلبت منه البقاء بدلا من ان تتصل بجارها جيم ليوصله الى القرية .
لكن هذا ليس عدلا بحق الجحيم ...كما انتها ليلة واحدة ...ستكون امنة تماما حتى من دون لوبو فالسنوات التي امضتها وهي تتعلم فن الدفاع عن النفس تمكنها من التعاطي مع اي موقف يهددها باذى جسدي .
على اي حال كانت واثقة من ان ولف لن يقدم على اي تصرف مقلق ...صحيح انه قاسي ولا رحمة في قلبه لكنه ليس مثل اخيه ...والتهديد الذي يمثله كان ضد راحة بالها وليس ضد حياتها . منتديات ليلاس
اخد المطر يضرب باصرار متقطع على السقف فتركت لوبو يتناول طعامه وتفحصت الة الغسيل حيث اطالت البقاء في غرفة الغسيل الباردة ...
في شهر كانون الاول حين تصبح الارض ردافئة سيكون ولف قد رحل منذ مدة طويلة وستتفتح براعم الزهور لتكشف عن ازهار قرمزية وحمراء كالدم
وابتلعت روان ريقها ...ودخل لوبو عبر الباب وضغط جسمه عليها ..انها بحاجة فعلا للمواساة بعد يوم كادت تفقد فيه حياتها
احست بالاشفاق الشديد عللا لاورا سمبسون التي تخلت عن ارادة الحياة تشوقا للحقيقة ...حقيقة ستحطم الى الابد وهمها عن ابنها الميت . منتديات ليلاس
فكرت بذهول كيف امكنها ان تقع في حب رجل كان له القدرة على جعل حياتها جحيما بقدر ما فعله شقيقه .
حملت روان منشر الثياب الى غرفة الجلوس حيث وجدت ولف واقفا عند النافدة ينظر الى المناء مقطبا استدار حين دخلت وتقدم اليها قائلا "كان يمكن ان افعل هذا "
قالت "انه ليس ثقيلا "
اعطته المنشر وراقبنه وهو يفتحه ...وكان هذا عملا دقيقا جعله يشتم من بين انفاسه بعد ان فشل في مهمته
حين ضحكت روان رفع نظره اليها فتوقفت عن الضحك وجف فمها . منتديات ليلاس
قال وهو يستقيم "ساحضر ملابسي من الالة واعلقها "
-حسن جدا ....ولو انها لم تنته بعد
وتناهى اليهما صوت المطر وهو يضرب النافدة فنظر اليها
قالت وقد ادركت ما يقلقه "سيكون اليخت على ما يرام ...في الواقع انه محمي اكثر منا "
-اعرف
وعلى امل التخفيف من توتر الجو بينهما سالت "لم اطلقت على اليخت اسم الساحرة التي حولت رجال "اوليسس"الى حيونات ؟هل هو البحث عن المتاعب ؟"
لمعت التسلية في عينيه حين اجاب "لا تنسي ان "سيريس "وقعت في حب "اوليسس"
فردت باشراق" امراة خطيرة ...على اي حال "
نظر اليها ببرود ساخرا وقال "العالم ملئ بامثالها ...لكنني قادر على التعامل مع هذا " منتديات ليلاس
يمكن ان تراهن ان ما من شيء لا يمكن لولف ان يتعامل معه خاصة بالنسبة للنساء وساورها احساس مخيف فجاها
سال "ماذا قلت ؟"
هزت كتفيها وردت "تبدو لي من النوع القادر على هذا "
وبدا من المهم الا يعرف ما رمت اليه ...لكن وبالرغم من النظرة البريئة في عينيها لم تستطع ان تعرف ما اذا نجحت
سال "هل اعدت النظر بعرضك على الملاذ لهذه الليلة ؟"
ورقبها بتحفظ هادئ فردت بسرعة وتركيز "لا"
واتبعت ردها بكلام محايد "ابدا ...لكنني لست معتادة على وجود ضيوف حتى ايام الصيف فدخل المناء صعب والقليل يجد طريقه الى الخارج مجددا "
-انت لا ترحبين باي تطفل على خلوتك منتديات ليلاس
وابتسم لها ابتسامة ذات سحر قوي جعلت عظامها تذوب و خفقت من توترها .
لكن بالرغم من رغبة جسمها في الاستسلام الا ان دماغها الخائن الساخر صاح مهللا ... لقد حاول التحقيق معها و لم ينجح و يبدو انه سوف يحاول اغراءها للحصول على المعلومات التي يريدها منها .
و المها هذا ... للانها تريد اكثر منه لنكها ستتمكن من مواجهته ... و سيلزمه اكثر من الفتنة للانتزاع الاسرار منها .
قالت " هذا يجعلني ابدو فضة و معزولة عن العالم لكن انت على حق... و انا مضطرة للعمل فانا صانعة خزف لدي طلبات البيها ". منتديات ليلاس
و لماذا الاستقرار في هذه البقعة البعيدة ؟.
بطريقة عفوية اجابت " كان جداي يعيشان هنا ... و بسبب وظيفة ابي كنا نتنقل كثيرا لذا كنا نعتبر هذا البيت بيتنا " .
قال " اذا ما بعته تستطيعين ان تشتري مكانا اقرب الى المدينة و يبقى معك ما يكفي من المال كي لا تعملي. ارض كهذه خاصة مع هذا المنظر الجميل تساوي ثروة صغيرة " .
احب المكان هنا و لقد تدبرت اموري حتى الان .
هزت كتفيها لتغير الموضوع و قالت" سابدا بتحضير العشاء"
نظر اليها مليا ووقف .
و فيما هي تقطع الفليفلة المشوية و تنقعها مع بعض التوابل غسل البطاطس و حضر الفاصوليا العريضة كان يعمل بسرعة و بكفاءة .... بدا و كانه يحتل المطبخ كله بحيت انها كلما تحركت وجدته في طريقها بين الحين و الاخر كانا يتلامسان صدفة مما جعل كل خلية من جسمها تتجاوب معه .
قالت بعد ان اخذ الجو يزداد توترا " هذه اخر فاصولياء في الحديقة ... انها تكره الطقس الحار ". منتديات ليلاس
قال بايجاز " وقت التغيير نهاية موسم و بداية اخر ".
و اقشعرت بشرتها بتحذير بدائي .
قال بطريقة اجفلتها " اخبريني اين ادوات الطعام للاحضر المائدة ".
لن يفهم كم تكره ان يصل الى الخزانة و الادراج ... فهو على الارجح لديه مدبرة منزل و يمتلك افضل المفارش و ادوات الطعام .
قالت بسرعة "سافعل هذا بنفسي " . منتديات ليلاس
حين قطب شكت في انه فهم ما تشعر به ... و احمر وجهها .
قال " ضعي الاغراض على رف المطبخ و ساخذها اين تتناولين الطعام ؟".
فتحت درجا و اخرجت مفرش الطاولة الائق الوحيد اللذي تملكه و هي تقول " على الطاولة الصغيرة في غرفة الجلوس ... فغرفة الطعام باردة جدا ان لم اشعل النار فيها ".
ما ان حمل المفرش حثى حضرت السكاكين و الشوك و الملح و البهار و الاطباق بسرعة ... و بينما كان ولف يحضر المائدة وضعت الورود في زهرية زجاجية كانت لجدتها ووضعتها على الطاولة .
و بعد دقائق علق ولف " لديك مواهب متعددة ... خزافة طباخة و بستانية ... هل هناك ما لا تستطيعين فعله ؟".
هذا كل ما استطيع فعله ... لا تطلب مني ان اخيط او احبك او ادير كمبيوتر . منتديات ليلاس
و ادهشها المديح و سرها و نسيت نفسها بما يكفي لتبتسم من دون حذر .
قال "تشغيل جهاز كمبيوتر لا يتطلب موهبة بل قدرة على اتباع التعليمات و التفكير المنطقي ".
و ابتسم حين شخرت ساخرة و عينا ه تعكسان النور الناعم فيما نظراته تتامل وجهها .
الا تشعرين بالوحدة و انت تعيشين هنا على بعد اميال من اي مكان ما عدا رجل يقضي معظم ايامه في صيد السمك ؟.
ربما ... لكنها تجد المكان امنا و هي تفضل ان يستمر في التعامل معها كما اعتادت ان يفعل فعلى الاقل هذا صدق منه .
و قالت بجراة " وحيدة؟ابدا ".
اوما براسه الى قصعة ملاتها بالفاكهة " هل هذه من صنعك ؟"
كانت القصعة المفضلة عنها فالطلاء يبدو رائعا و الشكل يكاد ان يكون مكتملا . منتديات ليلاس
اجل .
لامست اصابعه الطويلة القصعة برقة ارسلت القشعريرة في جسمها ... لقد عاملها هكذا ... بلطف ... ثم لم يعد لطيفا ابدا ..
ركزت على طعامها ... و كتمت هده الافكار الخائنة .
قال و كانه يكره ان يعترف بذالك " انها جميلة " .
و قاومت روان لتمحو فرحا مهللا هذه ليست اول مرة يمدح فيها عملها لكن كلماته عنت لها اكثر بكثير .
قالت "انا بارعة في عملي " .
بل انت اكثر من بارعة ... انت فنانة .
شكرا لك . منتديات ليلاس
هذا المنزل جنتها و ملجؤها ... و لم تكن معتادة ان يقتحمه احد و قالت في سرها لهذا السبب اشعر بالحرارة و التكاسل و التوتر .
كانت روان تعرف من تجربتها ان الرجال الاثرياء المحنكين جشعون و متطلبون فهم كالاولاد اللذين يلاحقون الفراشات لا يهتمون اذا ما سحقو اجنحتها ... و منذ عرفت طوني راحت تتجنب اي اختلاط و ساعدتها في هذه السنوات الخمس التي عاشتها في اليابان . منتديات ليلاس
على اية حال كانت تشك في ان تساعدها اي خبرة على التعامل مع ولف فهو لا يتصرف مثل اي رجل التقته .
قال متطفلا "لابد انك تحبين رفقة نفسك كثيرا " .
-و رفقة لوبو .
رفع لوبو راسه ...ولم يزمجر لكن تحفظه بدا واضحا .
قال ولف بما يشبه السخرية "من اطلق عليه هذا الاسم كان رومنسيا "
-انا لم اعطه اسمه ... بل انا من رباه .
-انه حيوان ممتاز ... هل انت من دريه ؟.
-اجل لكنه كان عنيدا لذا كان العمل شاقا و لزمني الصبر ... و ها قد نجحنا .
نظرة ولف المثيرة للاظطراب طافت على وجه لوبو الاسود ثم ارتفعت الى وجه روان و قال "كما كنت انت حين تعلمت الدفاع عن النفس " .
اذن هو يعرف هذا ايضا ... و قالت بتكبر " قمت بالكثير من الابحاث عني ".
-احب ان اعرف كل شئ عن خصمي .
نبرته الفولاذية ارسلت رجفة في جسم روان . منتديات ليلاس
انتهى الفصل السابع
|