سمعتا أخيرا شخص غادر المكتب وشاهدتا من خلال النافذة , السيد تيلور والمدير الآخر , يدخلان سيارتيهما , إستدارت جيردا وقالت لأليزابيث:
" لا أستطيع تحمل الأمر أكثر , سأذهب لأتقصى ماهية ما يجري".
" لا تنسي العودة لأخباري ".
قالت أليزابيث بلهجة مستسلمة عائدة للجلوس خلف مكتبها.
ترددت لحظة حين سمعت رنين الهاتف , لكن أليزابيث أومأت برأسها نحوها.
وجدت ميرك غارقا في كآبته , ونظر اليها وبقيت نظراته ساهمة:
" ماذا حدث؟".
" قرر مدير تيلور الأنسحاب من المؤسسة".
" ماذا؟ الأنسحاب من جيرنغفودز ؟".
وجمدت جيردا من مكانها .
" نعم بعد عمله طوال حياته في المؤسسة , سمعنا الخبر هذا الصباح".
" لكنه لا يستطيع إنه يملك ثلت الأسهم.....".
" أنسحب وأنتهى الأمر".
" لا أستطيع تصديق الحدث , ما الذب ستفعله؟".
" دعوت مجلس الأدارة الى إجتماع طارىء , إلا أنه لن يتم قبل الأثنين ولا نستطيع أتمامه قبل ذلك , أريد منك الأتصال بهم مباشرة شخصيا , أرسلي برقيات لهم إذا تطلّب الأمر , وبجب أن يكونوا موجودين جميعا يوم الأثنين , وأخيرا ألقي نظرة على هذه!".
ونظر خلال الأوراق الموضوعة على المكتب ثم سحب ورقة وسلّمها إياها ,كانت رسالة رسمية تحمل ختم وينتفوردز ,وأحست بالتصلب والبرودة ,إذ شعرت بوقوفها عند حافة هاوية جديدة.
" شكرا على رسالتكم المؤرخة في الخامس عشر من الشهر الحالي ,وتبعا لأستقصائي نتائج بعض التحقيقات ولحاجتي قضاء وقت أطول في مداولتها ,آسف إذ اخبركم بتأجيل قرار بصدد منحكم إمتياز العقد , وأعتذر لأي إخلال قد ينتج عن التاخير وأؤكد لكم في الوقت نفسه ان التأخير لا يعكس عدم رضانا عن نتاج مؤسستكم ,ارجو تبليغ أفضل تمنياتي للسيد دوريل لتحسن صحته
المخلص ........
منتديات ليلاس
كان التوقيع واضحا ,جوردان بلاك , لا بد إنه يستخدم حبرا أسود كإسمه ,فكرت جيردا , واضعة الرسالة جانبا بغضب , إن لوقع افضل تمنياته صدى الأحتقار للمؤسسة , قال ميرك:
" إنها القشة الأخيرة ,أليس كذلك؟".
هزّت جيردا رأسها بدون أن تجرؤ على الحديث , نهض ميرك عن مقعده وإتجه نحو النافذة ,محدقا في الطريق العام ثم قال ببطء:
" ترى أليس من المحتمل جلب هوارد الى هنا , صبيحة الأثنين قبل نقله الى المصح ؟ اعرف أنه سيرغب بالمجيء ,ويجب ا نياتي ,حين سيسمع عن تيلور وحين يعلم بخبر هذه الرسالة...
هل زرته الليلة الماضية؟ ماذا تظنين؟".
" كلا ,إنه مريض ويجب ألا نخبره , يجب الا نخبره !".
" ولكن , يجب أن نطلعه على ما حدث ,وسيغضب إذا لم نفعل ذلك ,إنك لا تعرفين ما تتحدثين عنه".
" نعم , لكنها ستكون صدمة كبيرة له , مصيبة واحدة تكفي ولا يجب إعلامه بالكارثتين معا ,ألا تفهم ؟ قد ينهي ذلك تحسنه الصحي , خاصة أن الاطباء نصحوا بعدم إزعاجه ,ولا بد أن الصدمة ستنهي حياته".
" اعرف انه بحاجة للراحة ,ولكن ما الذي نستطيع عمله غير ذلك؟".
ومرر اصابعه في شعره قبل ان يضيف:
" أو ما الذي تقترحين عمله؟".
ولم تؤلمها لهجته الساخرة , إذ نالت في الايام الماضية ما يكفيها من الألم .
فقالت بعجز :
" لا أدري , أتمنى لو أنني اعرف ,ألا نستطيع الأنتظار حتى إنتهاء الأجتماع ؟ لنر ماذا سيحدث ونخبره بالنتيجة.......".
" وماذا عن الرسالة ؟".
وقلب ميرك بعض الأوراق على مكتبه ثم حدّق في وجهها ,قائلا:
" كلا , لا فائدة من ذلك يا جيردا , اعرف بأنك تحبينه لكنه وقت غير ملائم لأظهار العواطف ,إنها مسألة مهمة ويجب إطلاعه على التفاصيل".
بقيت جيردا صامتة , مدركة في داخلها بعدم وجوب جواب آخر , ومع ذلك بقي هناك حافز يحذرها من خطورة إطلاع هوارد على المشاكل .
قال ميرك :
" سأذهب لزيارته الليلة , وننتهي من المشكلة ,هل تريدين المجيء معي".
" كلا......لدي فكرة أخرى .... إمنحني فرصة يوم واحد ......حتى الغد".
" ماذا ستفعلين بحق الله ؟ليس بمقدورك منع ما سيحدث".
" نعم استطيع , سأذهب للقاء جوردان بلاك ,لا أستطيع الحيلولة دون تخلي المدير عن المؤسسة ,ولكنني قد استطيع إقناع جوردان بلاك بتغيير رأيه".
دهش ميرك واشار إلى الرسالة :
"هل تدل لهجة الرسالة على إحتمال تغيير رايه؟".
"كلا ,لكنني سأحاول , يجب أن احاول".