لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-11, 04:31 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- الأفق المهجور




لم يتغير المكان كثيرا رغم مرور السنوات , ورغم توسيع الطريق الساحلي وهدوئه وكأن المدنية لم تمسه وبقيت الخضرة المحيطة به كما هي منسية منذ قرون.
وأحاطت أشعة شمس المساء الضبابية المنزل ونزافذه بلون ذهبي وخاصة عند ألتفاف السيارة قرب البوابة الخارجية , وزاد السلام المخيّم على المكان من ثقل أحساس جيردا بالتشاؤم وصدمت لأكتشافها أرتجاف ساقيها حين نزلت من السيارة , وتمنت , فجأة , لو أنها لم تكن موجودة في الشقة عند قدوم جوردان لرؤيتها صباح ذلك اليوم , كما تمنت لو أنها كانت قوية بما فيه الكفاية لرفض عرضه بقضاء العطلة معه.
دار حولمقدمة السيارة وأندمج ظله بظلها , ثم لمس ذراعها بأحدى يديه وقادها الى جانب المنزل , حاولت أن تمنع نفسها من الأرتجاف , ربما مرت ثلاث سنوات منذ سارت بالطريقة نفسها مع ستيوارت ليقودها الى باب الحديقة المستخدم من قبل الجميع.
منتديات ليلاس
بقيت غرفة الجلوس الكبيرة كما هي , المقاعد العميقة المريحة , منضدة كرة الطاولة قرب النافذة , قطع الأثاث غير المتناسبة , ألا أنها كانت ملائمة لبيت أستهدف وجود راحة المقيمين فيه , الكتب موجودة في كل مكان , والقنينة الزرقاء لا تزال في مكانها , في الخزانة الصغيرة قرب الزاوية , وساءلت جيردا نفسها عما أذا كانت أم جوردان لا تزال كما كانت ربة بيت فخورة بنفسها , وكانت غرف المنزل الأخرى متناسقة وجميلة , يحيط بها صمت يدفع الموجودين للتحرك بهدوء لئلا يؤثروا على كنوز السيدة بلاك , ربما أختلفت الأمور الآن , فكرت جيردا أذا تبعت جوردان عبر الغرفة الى قاعة صغيرة مطلية جدرانها باللون الأبيض , ولم تتذكر جيردا المكان .
" قمنا بأجراء بعض التغييرات منذ زيارتك الأخيرة للمكان".
قال جوردان موضحا.
" هذا هو مكتبي في المنزل الآن , توجب علينا أجراء التعديلات بسبب ستيوارت , فحوّلنا الطابق الأرضي للجناح الغربي الى شقة له بينما أحتفظت والدتي بغرفة الجلوس الأصلية والجناح الواقع فوق شقة ستيوارت , وأصبح الوضع أفضل بالنسبة الينا جميعا".
وقف عند قمة السلم وأومأ مشيرا الى الجانب الأيمن:
" أرتاحي هناك , أذ لديك متسع من الوقت لحين حلول موعد العشاء , أنولي عندما تكونين مستعدة وسأكون موجودا في غرفة الجلوس الكبيرة".
مد يده فأعطاها حقيبتها , تناولتها بصمت وبقيت واقفة في مكانها منتظرة أنصرافه لكنه رفع حاجبيه تعجبا , وقال:
" حسنا , ماذا تنتظرين؟ أو ربما تريدين مني مرافقتك لترتيب ملابسك؟".
" لن يكون ذلك ضروريا".
ثم توجهت الى غرفة الضيوف , فتحت الباب وأغلقته خلفها بعنف غير مناسب , بقيت ساكنة لعدة لحظات تفكر بسلوكه العادي معها , الى حد أأستعادت فيه هدوءها وبدأت تعتقد بأنها موجودة في بيت ريفي جاءت لقضاء عطلة نهاية أسبوع هادئة فيه.
ألا أن الأمر لم يكن كذلك , ولن تكون عطلتها هادئة أطلاقا , ولاحظت لأول مرة عزلة المكان وخلوه من السكان , وضعت حقيتها على السري ثم سارت نحو النافذة , فوجدتها مفتوحة , وأحست بالنسيم يداعب وجهها فأستندت بمرفقها على أطار النافذة وألقت نظرة شاملة على المكان المحيط بالبيت, كانت تواجه مقدمة المنزل , فرأت الأرض المكسوة بالعشب تحيط بها ممرات ضيقة مزينة بورود محتلفة الألوان , ثم رأت مقدمة المرسيدس عند الجهةاليسرى , قطبت جيردا جبينها , محدقة فترة أطول في الأفق المهجور قبل أن تتوجه الى حقيبتها الصغيرة , ففتحتها ورتّبت أشياءها, علقت بعضها في خزانة الملابس بينما وضعت أدوات الزينة عند المنضدة القريبة , رأت في المرآة عينيها وقد ظللهما التعب والقلق , وأستدارت برأسها فجأة لتبعد عن نفسها عدم الأحساس بالراحة وبدأت تنظف وجهها بالمستحضر الخاص بذلك.
منتديات ليلاس
عليها ألا تفقد أعصابها, كررت جيردا مخاطبة نفسها , أذ لن بستغرق الأمر أكثر من أربع وعشرين ساعة , يجب ألا تدع جوردان يحس بخوفها منه , لماذا يجب أن تخافه ؟ سألت نفسها محاولةرفع معنوياتها , ولكن الواقع كان شيئا آخر , فجوردان يكرهها ويلومها على ما حدث , كما أنه يمتلك القدرة على أيذائها , وخاصة من خلال رفضه توقيع العقد مع هوارد , وأن يؤذيها لأنها......
ورفضت جيردا مواجهة السبب الحقيقي , رافضة الأعتراف به , كلا , أنتهى الأمر منذ فترة طويلة , فلن تدفع له فرصة معرفة قدرته على أرباكها ذهنيا , وأبتعدت مذعورة من مواجهة عينيها المتعبتين في المرآة , وأعترفت أخيرا بأنها لن تحصل على راحة الباب ما لم تبتعد بأقصى سرعة عن جوردان بلاك.
كان سكونها الظاهري مجرد قناع حاولت التمسك به وهي تنزل الى الطابق السفلي , لم تر حتى تلك اللحظة أحدا , كما لم تسمع صوت أحد في المنزل وبقيت الأفكار السوداء محيطة بها وتحاول أختراقها مثل ظلمة لا تعرف مصدرها , وهكذا أنتابها أرتياح مفاجىء لسماع صوت فتاة منبعثا من الباب نصف المفتوح , المجاور لغرفة الجلوس.
توقفت جيردا في مكانها وأختفى الصوت , ثم سمعت جوردان يقول:
" كلا , سنتعشى معه الليلة , لذلك عليك نسيان الأمر".
" لكنني رتّبت كل شيء , وأراد هو ذلك , كانت هذه فكرته مبدئيا".
" لا تهمني فكرة من كانت , لن تأخذي ستيوارت الى ميرافيل الليلة , وفي أمكانك.....".
" في أمكاني ؟ حسنا , وتستطيع الآن نسيان الموضوع".
وأرتفع صوت الشابة بغضب:
" لم يحدث ذلك دائما ؟ أنك مستعد لعمل أي شيء لتتخلص مني أليس كذلك؟ أنك تخشى فقدانه , وخاصة أذا ما أخذته بعيدا عنك , لأنك اردت دائما السيطرة عليه وتنظيم حياته حسبما تريد , لن تنجح هذه المرة , هل تسمعني ؟ وأعتقد أنك أنسان بائس لجلبها لرؤيته بعد أن خذلته , إنه لا يريدها ! أنه لا يحبها , أنه يحبني أنا ولن تستطيع منعه من ذلك ...... أنا......".
" أخرسي , أو غادري المكان حالا".
" لن أغادر المكان , كيف تجرؤ على مخاطبتي بهذه الطريقة ؟ إنك ....".
" سأخاطبك بالطريقة التي تعجبني , والآن توقفي عن الحديث مثل مراهقة غبية , أذ لديك الأسبوع بكامله لتتمتعي مع ستيوارت , هل أطلب منك الكثير أذا ما سألتك أحترام رغباتي أمسية واحدة؟".
" رغبات ؟ إنك أكثر من ديكتاتور , إنك....".
" ربما , أخبري ليون أنني أرغب برؤيته".
" لست خادمة لك ".
" أذا لم يعجبك الأمر , تعرفين ما عليك عمله".
وساد المكان الصمت , ثم سمعت جيردا صوت خطوات سريعة أعقبها صوت غاضب , وظهرت الفتاة , وجهها بيضوي شاحب لا يتناسب مع أحمر الشفاه الغامق اللون والشعر الأسود المتناثر بلا ترتيب , كانت على وشك البكاء وتوقفت للحظة مندهشة , أذ كانت تصطدم بجيردا , حدقت في وجه جيردا الى أن جاء جوردان فنظرت بكراهية الى كليهما وغادرت المكان مسرعة , متّجهة الى الصالة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-08-11, 04:33 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت ملامح جوردان قاسية وغاضبة وسيطر على صوته بسرعة طالبا من جيردا الدخول , وحلّ محل أحساسها بالعطف نحو الفتاة , أذ كانت الأخرى ضحية لجوردان , أحساس بمعرفة شخصية الفتاة.
بدأت الحديث متساءلة:
" هل كانت الفتاة سوزان لاموند؟".
" نعم , إبنة سير هيوبرت , هل تعرفينها؟".
" قابلتها مرة واحدة قبل سنوات".
ونظرت جيردا بعيدا قبل أن تستطرد:
" لم أكن متأكدة من شخصيتها".
" نعم , أنها سوزان , الطفلة الثرية المدللة , أنها في الثامنة عشرة من عمرها وعصبية الى حد لا يطاق , لا أدري ما الذي سيحدث لها أذا كانت في سن أكبر ". قال بقسوة وأضاف : " أعذريني , سأعود خلال لحظة".
وتركها مسرعا وغادر الغرفة وشعرت جيردا بالأمتنان لمغادرته غير المتوقعة , كي تجد وقتا كافيا لأستعادة قدرتها على التفكير , ترى ما سبب وجود سوزان لاموند في هذا المكان ؟ جلست جيردا على كرسي مريح , واجمة تحدّق في فراغ الغرفة , كان والد سوزان مديرا عاما لمؤسسة وينتفورد ولا يزال شخصية بارزة في عالم التجارة , وكانت هناك منافسة حادة بين سير هيوبرت وأرنولد بلاك , والد جوردان يعود تاريخها الى سنوات بعيدة , أذ وسع سير هيوبرت مرتين أعمال مؤسسته في حقل الألكترونيات على حساب أرنولد بلاك , مما أدى الى أعلانه الأفلاس , والآن بعد وفاة أرنولد , تقاعد سير هيوبرت وأصبح جوردان بلاك الرجل المسيطر على مركز مهم في مؤسسة عدو والده القديم لكنه نجح في ذلك بالتأكيد , وأذا ما صحت توقعت هوارد فأنه سيصبح رئيس مجلس أدارة المؤسسة خلال عام واحد.
هل كان الأنتقام سبب ذلك؟ تساءلت جيردا , إنه رجل قاس وبلا رحمة بالتأكيد , إلا أن جيردا لم تستطع إنكار مساوىء سير هيوبرت في الماضي.
أين هو موقع سوزان في القضية إذن؟
أستنادا الى حديثهما , الى طريقتهما في فضح موقفه , والطريقة التي خاطبها بها , بدا لجيردا أن العداوة القديمة حيّة كالسابق.
نهضت جيردا وخطت نحو النافذة , وشعرت بثقل في صدرها , ولم تعتقد أن ستيوارت كان يساعد سوزان على هزيمة أخيه , بحيث سيؤدي الأمر إلى خلق عداوة أخرى بين الأخوين , أغلقت عينيها بيأس , ما الذي حدث خلال الثلاث سنوات التي نجحت فيها في تحرير نفسها من تأثير عائلة بلاك؟ ترى هل ستعود مرة أخرى , مجبرة , الى حياتهم العاصفة ؟
ولم تسمع خطوات جوردان بلاك عائدا الى الغرفة , وجفلت أذ وضع يديه على كتفيها وقال بنعومة:
" ألم تسمعيني أدخل الغرفة؟".
" كلا".
وتحركت في مقعدها لتبتعد بهدوء عن ملمس يديه , وقالت :
" هل تزحف دائما بهذا الشكل لتخويف الناس ؟".
" ليس دائما , فقط حين يستغرقهم حلم اليقظة , ماذا حدث ؟ تبدين وكأنك تشعرين بالأسف لشيء ما".
بادلته النظرات الثابتة وهزّت رأسها قائلة:
" توقفت عن الأحساس بالأسف منذ زمن بعيد , وخاصة حين تقدمت بالعمر".
" لا بد أنه كان يوما حزينا".
هزت كتفيها فإبتسم بطريقته المتميزة ولاحظ :
" ألا تشعرين بالأسف من أجلي؟".
" إنك آخر شخص أشعر بالأسف من أجله , هل تنشد الشفقة الآن؟".
" أنني لا أنشد الشفقة أطلاقا".
" إنك لا تمنحها أيضا".
" إلا أنني أفعل ذلك يا عزيزتي".

وكان يخلط الشراب في مكان ما خلفها , متذكرا دائما أن الشفقة ليست سوى مسكن مؤقت في أحسن حالاتها وهي تمرغ في الرثاء في أسوأ حالاتها , أي شراب تفضلين؟".
وقال الجملة الأخيرة دون أي تغيير في لهجته , فأجابت:
" عصير برتقال , رجاء , أين ستيوارت؟".
" يغيّر ملابسه أستعدادا للعشاء في مناسبة حضورك".
وناولها العصير مواصلا:
" ونتيجة للمشهد الدرامي القصير , طلبت من سوزان المغادرة طوال الأمسية".
" وهل لبّت سوزان أوامرك؟".
أومأ برأسه إيجابا وكان مستندا الى المكتب القريب محدّقا في كأسه قبل أن يشرب.
هكذا تجري الأمور أذن ؟ وتنهدت جيردا وبقيت الى جانب النافذة , من الغريب حدوث ذلك بسرعة , خاصة إنها سمعت الكثير عن عناد سوزان وسلوكها الجريء , وخاصة أذا طلب أحد منها إلغاء ترتيبات أستعدت من أجلها منذ بعض الوقت.
وأضاف جوردان قائلا:
" أخذها ليون..... أعتقد أننا سنشعر بحرية أكبر , أذا ما بقينا نحن الثلاثة وحدنا".
" هل سيتحقق ذلك؟ " ونظرت الى قدحها إلا أنها لم تشرب شيئا وقالت:
" من هو ليون؟".
" أنه يهتم بستيوارت , أذ يجب أن يرفعه أحد , ويضعه في الكرسي , كما يساعده على أرتداء ملابسه , ويساعده على........".
" نعم , أفهم ذلك , لم يجب علي........".
وأمتلأت عيناها بالدموع وأرتجف فمها وهمست:
" آسفة , لا بد أن الأمر فظيع بالنسبة اليه".
ودفعت بنفسها في مقعدها مدركة مدى خوفها من اللقاء المرتقب مع ستيوارت , ما فائدة ذلك ؟ تساءلت بعجز , لا بد أنها آخر شخص أراد الشاب المقعد رؤيته , لو أنها علمت فقط بخطة جوردان الحبيثة!
" إنك بحاجة الى الشراب , إشربي إذن".
وأذ قامت بحركة آلية محاولة أطاعة أمره , تحرك من مكانه وجلس إلى جانبها.
" هل أنت خائفة من لقاء ستيوارت؟".
سأل بنعومة:
" كلا , لست خائفة من رؤيته , أذا كانت تتضمن كلماتم معنى الخوف من مواجهة شيء مقيت , حين تتلفظ بها بتلك الطريقة".
وحاولت تجنب نظراته المحدقة:
" كلا ليس الأمر كذلك أطلاقا".
" ما هو أذن؟".
" هل من الحكمة لقاؤه ؟ ماذا سينجز ذلك؟ كيف سيساعد اللقاء ستيوارت؟".
وفقدت سيطرتها على نفسها وكادت أن تقترب منه أكثر لتلمسه إلا أنها تحكمت برغبتها.
" جوردان هل أنت واثق من صحة ما تقول ؟ ما حدث كان في الماضي , وليس منالصحيح أعادته الآن , أذ ليس في الإمكان تغيير الماضي".
" كلا , قد لا يكون للقائنا علاقة بما ذكرته , وأعتقد أنني أخبرتك بأنني سأوضح كل شيء هذا المساء , أو هل نسيت؟".
" لم أنس شيئا".
" أذن لا بد أنك توافقينني , حان الوقت لوضع نهاية للأمر".
" نهاية؟".
" نعم".
وتناول يديها وسحبها لتقف الى جواره.
" يبدو أنك غير قادرة على إدراك حقيقة واحدة بسيطة يا جيردا , إنك لا تستطيعين نسيان شيء لم ينته بعد".
وبقي ساكنا , ناظرا الى وجهها الحائر ثم لمس خدها بحنان قائلا:
" تعالي , حان الوقت لآخذك لرؤية ستيوارت".
وأذ رافقها جوردان بصمت الى الجانب الآخر من المنزل , شعرت جيردا بالتوتر في جسمها كله وتساءلت عما ستقوله خلال اللحظات الأولى الصعبة من اللقاء , وفجأة سألت نفسها أذا كان جوردان أخبر ستيوارت عن مجيئها , ولن تستغرب سلوك جوردان وحسّه الغريب بالدعابة لو أنه رتّب الأمر كله كمفاجأة لأخيه.
أرتجفت لسادية الفكرة , كلا , ليس في إمكان جوردان ... ولكن ربما لن يتعرف عليها ستيوارت , أذ مرت ثلاث سنوات منذ أفتراقهما وقد تغيرت هي كثيرا , لكنه سيتعرف عليها بالتأكيد.....
حين توقف جوردان ودفع باب الغرفة ليفتحها , تراجعت جيردا بشكل لا أرادي الى الوراء , شعرت بجفاف حلقها ,, كما لو أن كلمات الترحيب ألتصقت بلثتها , ثم أحست بيد جوردان على كتفها لتدفعها قليلا الى داخل الغرفة , كانت الغرفة كبيرة , والكرسي المتحرك يواجه النافذة , وتبخّرت كلمات الترحيب المهيأة مسبقا إذ لم تتوقع لقاء كهذا.
إستدار ستيوارت وقال بتجهم:
" أستغرقكما القدوم وقتا طويلا , أين كنتما؟".
وظنت للوهلة الأولى أنه يعنيها إلى أن تقدم جوردان خطوة الى الأمام:
" كنت أهتم بصديقتك الغالية , أنك تشجعها على إثارة الإضطراب هنا , والآن , أذا لم يكن بمقدورك أن تكون لطيفا , فكن مهذبا على الأقل".
" ألست مهذبا؟ مرحبا يا جيردا , مضى وقت طويل منذ لقائنا الأخير ".
تخدّرت في مكانها وكان رد فعلها آليا وغير واقعي , قال جوردان:
" أعد لها شرابا , سأراكما في غرفة الطعام".
وأنسحب من الغرفة دون أن ينظر اليها , ووقفت في مكانها ساكنة , لا تعرف ما الذي ستفعله , وألتقت عيناها بعيني ستيوارت الداكنتين.
وخطت الى الأمام , محاولة الأبتسام فقال:
" أوه , كلا , لا تفعلي ذلك أنت أيضا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-08-11, 04:35 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأشار بيديه رافضا وإبتسم لتعبير وجهها المصدوم:
" أنك تشبهين البقية تماما , فلو أنهم لم يروني منذ وقوع الحادث لتجنبوا النظر الى هذا".
وأشار بيده الى الغطاء الحريري الموضوع على ساقيه.
" ولأمتنعوا عن التفكير بساقي المشلولتين ولأجبروا أنفسهم على الأبتسام وسؤالي عن صحبتي , أنهم يثيرون تقززي".
قالت شاعرة بالحرج:
" أنا متأكدة بأنهم لا يعنون ذلك , لن أسألك عن صحتك أذن".
" من الأفضل ألا تفعلي ذلك , أذ أفضّل أن يتجاهلني الناس".
" ألن يكون ذلك قاسيا؟".
وأرادت أن تتساءل عما إذا كان تجاهله سيساعده على نسيان ساقيه المشلولتين , إلا أنها لم تجرؤ على قول ذلك.
" هل ترغبين بالشراب؟".
" كلا , شكرا".
ونظرت إلى الجهة البعيدة من الغرفة , محاولة تمالك أعصابها ومدركة لصعوبة موقفها:
" يا لها من غرفة جميلة !".
" ليست سيئة , هل هذا كل ما تريدين قوله؟".
عضّت على شفتها العليا وقالت:
" لا أعرفماذا أريد قوله أو ما الذي تتوقعه مني , إذ مضى وقت طويل منذ لقائنا الأخير".
" نعم وقت طويل جدا , أتمنى لو تقتربين قليلا , إذ لا أستطيع أنا القدوم بإتجاهك".
منتديات ليلاس
أقتربت منه ببطء , ونظرت اليه عن قرب رغم طريقته السيئة في معاملة الآخرين , كان لا يزال مزاجيا كالعادة , إلا أن المرض لم يغير كثيرا من ملامح وجهه , كان يشبه أخاه الى حد كبير رغم بعض الظلال المحيطة بعينيه , كان كعهده السابق , النسخة الصبيانية غير الناضجة لجوردان , الملامح الناعمة ذاتها , البشرة المخملية والشفة السفلى المكتنزة وكان الشعر هو الأختلاف الوحيد بين الأخوين , فشعر ستيوارت أسود مجعد أضفى على ملامحه نعومة خاصة , إضافة إلى أن عرض كتفي جوردان جعله يبدو كالطفل الى جانبه.
" هذا أحسن , تستطيعين الأقتراب مني وأنت مطمئنة على سلامتك , إذ كما تعلمين ليس بمقدوري ألحاق الأذى بك , حتى لو أردت ذلك".
إبتسمت وأجابته:
" نحن أكبر عمرا الآن وأكثر رزانة من السابق".
أختفى عبوسه ومد إحدى يديه نحوها مضمتها بين يديها :
" ربما كنت أكبر عمرا لكنني لست رزينا وها أنا أدرك الآن مقدار أفتقاري إياك".
" حقا؟ فكرت بك كثيرا , وتساءلت عن وضعك , ووصلت أحيانا الى حد الكتابة اليك , إلا أن الظروف ........".
ونظرت عبر النافذة الى الحديقة , لكنها لم تر الزهور ولا الخضرة المحيطة بها .
" ولم لم تكتبي أذن؟".
لم تجبه فشدّ على يدها بقوة أكبر وتساءل:
" لم لم تأتي لزيارتي في المستشفى؟".
" لم أظن أنك أردت رؤيتي".
وبدا تعبير ساهم على وجهه ثم قال:
" هل حذّرك جوردان من المجيء؟".
" كلا".
وكذبت , إلا أنها لم ترغب بسلوك طريق لا تحمد عاقبته فأضافت:
" بل ظننت أنه من الأفضل الأمتناع عن ذلك".
وصمت مرة أخرى وعلى وجهه سيماء التفكير , إلا أنه أبتسم أخيرا وقال:
" ربما كنت محقة".
فكرت بجوردان وأحست بمرارة الذكرى من جديد , كانت دوافعها خلال تلك الأيام المخيفة تحثّها لآداء الكثير , إلا أنها كانت أبعد ما تكون عن أتخاذ قرار حكيم , والآن أصبح الوقت متأخرا ولم يبق أمامها غير الندم.
قال فجأة :
" هل غفرت لي ما أرتكبته؟".
" بالطبع , سامحتك منذ زمن بعيد أذ أكتشفت أن ليس هناك ما يستدعي الغفران حتى........".
ومرر يده على وجهها قبل أن يقول:
" أنا مسرور لذلك , فقد غفرت أنا أيضا , لك كل شيء".
" هذا يجعلنا متساويين".
وعنت أن تكون كلماتها مرحة , إلا أن وقعها كان مختلفا فقالت :
" أتمنى ......".
بدأت الكلام ثم توقفت هازة رأسها:
" تتمنين لو أن الأمر لم يحدث؟".
" نعم........".
ولم تستطع أخباره أنها تمنت أيضا سماع كلمات الغفران من جوردان أيضا , تنهدت عارفة أن تحقيق ذلك أكثر صعوبة من لمس القمر وأحست بيد ستيوارت تمسد يدها.
" أنني مسرور لمجيئك اليوم".
إبتسمت وتجنبت نظراته , فحاولت تغيير موضوع الحديث بالأشارة الى الحديقة:
" من الرائع مغادرة الحديقة حين يكون الجو جميلا بهذا الشكل , لاحظت أن لا درجات هناك وهكذا تستطيع تمضية معظم وقتك في اخارج حين يكون الجو صحوا".
" نعم , أليس لديك شيء آخر للمقعد؟".
دهشت , أذ لم تسمع حركة الكرسي ونظرت اليه يقترب منها , وبدا في ملامح وجهه الهادىء ما أراده بوضوح , فتقدمت منه وعانقته.
بحركة خرقاء وضع يده حول عنقها وجذبها اليه بكل قوته القديمة .
أرادت في البداية التظاهر بالأستجابة ألا أنها علمت أن كذبها سيؤدي الى جرح مشاعره بعمق أكبر من الصدق فأنسلت بهدوء بعيدا عنه , وقبل أن يحررها لمس بهدوء خديها.
" لم تتغيري أطلاقا يا جيردا , تبدين مختلفة , أكثر ثقة بنفسك وأكثر جمالا , إلا أنك ما زلت في داخلك كالسابق , باردة ومكتفية بذاتك , وخائفة من أطلاق العنان لمشاعرك , هل تعلمين؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-08-11, 04:36 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأسترخى في مقعده فأحست براحة أكبر , وأستمر قائلا:
" كنت أول فتاة أمتنعت عن الأستسلام لي".
" أن لك طرقك المقنعة".
" إلا أنها لم تنجح معك , هل تعلمين لم عرضت عليك الزواج ؟".
ونظر اليها نظرة جانبية تتذكرها تماما وإبتسم قبل أن يواصل حديثه:
" لأنك كنت البرهان على نجاح الطريقة التقليدية في إجبار الرجل على الزواج".
" هل كان ذلك السبب الوحيد لعرضك الزواج عليّ؟".
" كلا , ليس تماما , رغم أنني جننت للجوئك إلى أستخدام أسلوب قديم لأبتزازي".
" لم أفعل ذلك ".
" ألم تفعلي ذلك ؟ ظننت أن ما قمت به يدل على معنى واحد : تزوجيني أو لا شيء آخر , إلا أنك بقيت الفتاة الوحيدة التي شعرت بأنني مستعد للنظر في وجهها صباح كل يوم طوال حياتي".
" كان هدفك أذن الزواج بشكل دائم؟".
" نعم , وتمنيت دوامه ما دمنا أحياء".
" غير أنني لم أفكر بما قمت به بأعتباره أبتزازا على الأطلاق".
قالت مستعيدة قدرتها على الدفاع.
" كلا , ألا أنك قدتني وراءك كالحمل الوديع ".
وضحك ثم لمس زرا جانبيا موضوعا على جانب المقعد فتحرك بهدوء وصار فجأة الى جانبها , الأمر الذي لم تتوقعه , ثم نظر اليها وقال:
" تعالي سأريك ما أستطيع عمله بهذا المقعد".
وقفت وتبعته الى وسط الغرفة.
" أرى أنك أسرع مني في الوصول ".
" أطار أحيانا سوزان , مدّعيا بأنني سأصدمها , وكنت مرة على وشك ذلك".
" لا يثير ذلك دهشتي ".
قالت جيردا بجفاف ونظرت الى أرضية الغرفة الناعمة , الصقيلة وتخيلت ستيوارت منزلقا بمقعده بسرعة مخيفة يغطي بها أحساسه بالعجز , وكما لو أنه حدس ما تفكر به فقال:
" أنه الجانب السادي في ذاتي , نوع من عقدة التفوق , أذ عليّ أقناع نفسي بقدرتي على السيطرة رغم أصابتي بالعجز".
بقيت جيردا صامتة وتبعته حول الغرفة حتى أقترب في النهاية من الباب الموجود في الجانب الآخر من الغرفة , وأذا أصبح المقعد على مبعدة ثلاث أقدام منه أنفتح الباب آليا ثم أنغلق بهدوء وكادت جيردا أن تنحصر بينه , لولا أنها أستطاعت الأبتعاد في اللحظة الأخيرة.
" آسف , كان علي تحذيرك بأنه باب آلي".
ثم أستدار ليوضح لها بقية الموجودات في الغرفة , مشيرا بيديه الى الأشياء.
" أترين ذلك اللوح الجانبي بجانب الفراش؟ أستطيع بواسطته أدارة الراديو والتلفزيون أضافة الى التدفئة والتبريد والأضاءة , أستطيع فتح النوافذ , سحب المكتبة الصغيرة وأستدعاء ليون أو أحد الخدم".
" معجزة ألكترونية , ما هذا؟".
لمس الزر فأنسحبت الستائر تغطي النوافذ وأصبحت الغرفة مظلمة , إلا أن أحد الأزرار بقي لامعا فقال:
" ثم أختار الضوء الملائم , في الوقت الملائم".
تأملت الشاشة السينمائية , أجهزة التسجيل الضخمة , الباب الجانبي الموضوع بحيث يمكن أستخدامه في غرفتين في آن واحد , والأثاث الفخم والجدران المكسوة بخشب صقيل أضفى على المكان أبهة أنيقة , كل شيء يمكن شراؤه , وضع في غرفة ستيوارت ... ولكن هل يعوّض هذا عن.........؟".
وراقبها قبل أن يعلق بمرارة:
" سخرية القدر... أليس كذلك؟".
تجاهلت تعليقه وقالت:
" بذل أحدهم جهدا كبيرا لأنجاز هذا العمل ".
" كل شيء تحت سيطرتي , تم كل ذلك تحت رعاية وأهتمام أخي الكبير".
" هل قام بكل ذلك؟".
وأغمضت عينيها أذ أنطفأت الأنوار وأنفتحت النوافذ لتسمح بدخول أشعة الشمس.
" نعم , وجاء معه خبيران ساعداه على أتمام كل شيء , ولم ينسوا شيئا بأستثناء عكازين أستخدمهما بدلا من الساقين".
عاد الى الغرفة وتوجه نحو النافذة منتظرا أياها لتلحق به , وبدا في أنتظار أن تعلق على شيء ما , فقالت أخيرا ببطء:
" أليس في مستطاعهم عمل شيء؟".
" من أجلي؟".
أومأت برأسها أيجابا وتساءلت فيما أذا كان سؤالها حكيما.
" كلا , تم أجراء كل شيء من أجلي , عمليت متواصلة , علاج طبيعي وحتى العلاج بالأعشاب , وكان الجواب واحدا : ( الأعصاب ميتة ولا فائدة من أصلاح العطب ) الى أن حدث شيء في العام الماضي.....".
وتوقف ستيوارت ليشعل سيجارة , وسحب نفاضة السجائر حتى قبل أن تستطيع رؤيتها لتجلبها له:
" في العام الماضي , سمع جوردان عن أخصائي ألماني له خبرة كبيرة في الموضوع فذهبنا الى ألمانيا لرؤية الأخصائي".
وحين لاحظت تردده قالت:
" ثم...؟".
بدا على وجه ستيوارت ألم المعاناة ومرت وهلة قبل أن يجيبها:
" أظن بأنه كان أول من منحني القليل من الأمل , كان مستعدا لأجراء العملية , إلا أن نسبة النجاح لم تكن حتى خمسين بالمائة , بل الثلث فقط".
" ولم لم توافق؟".
" هل تظنين أنني أحمق , خاصة بعد أن وضع الأخصائي بعض المحاذير حين قال قد أسير ثانية ولكن بمساعدة عكازين , أضافة الى أنني سأعاني من عدم القدرة على التوازن , أنها مجرد أحتمالات , قد أصاب بذلك وقد تنجح العملية".
" ولكن أجراء أي عملية يحمل ضمنا بعض الخطر , أتذكر ما حدث حين كانت والدتي مريضة وبدت الدنيا مظلمة في عيني , إلا أنها في صحة جيدة الآن وهي أسعد مما كانت عليه طوال حياتها".
" بلا شك ". ثم تنهد قائلا: " ولكن حالتي مختلفة , لقد كان علي الأختيار , أذ حذّرني بأنني قد أموت أثناء العملية ..... فهل تقبلين المخاطرة لو كنت مكاني؟".
" لا أدري".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-08-11, 04:38 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قالت مدركة معنى حيرته المعذية وكررت:
" لا أدري , أعتقد أنني ...... نعم أعتقد أن المحاولة تستحق التجربة ".
ونظرت في أتجاه مغاير متجنبة النظر اليه.
" كلا شكرا , لم ترد مني والدتي المخاطرة , رغم رغبة جوردان وكان هذا كافيا لأقناعي , أذ يبدو سهلا عليه الحديث عني بأعتباري الحي الميت , إلا أنه ينسى دائما بأنه ليس المعاني والمختار لمصيره , وهذا ساعدني على أن أقدر الحياة رغم عجزي".
ثم أضاف ببطء:
" حتى العام الماضي , كانت حياتي جحيما , وحاولت قدر أمكاني تحويل حياة المحيطين بي الى جحيم أيضا , ولكن بعد الرحلة الى ألمانيا , وبعد تفكيري مليا قررت أختيار الحياة , ثم أنني قادر من مكاني هذا على تحريك بعض الأحداث والأشخاص , وها أنا أستعيدك من جديد".
" أنك تشبه محرك الدمى على المسرح".
" هل هذا صحيح ؟ آمل ذلك رغم علمي جيدا بأن المحرك الأصلي هو , يا عزيزتي جيردا , الأخ الأكبر جوردان".
منتديات ليلاس
وصمتت حين أدركت أستعادته للأحساس بالمرارة كلما تحدث عن أخيه جوردان , وتذكرت ما أحست به حين لتقت بهما لأول مرة ولاحظت وجود بعض سوء التفاهم بينهما , أذ فكّرت بأنه أحساس طبيعي بين الأخوةخاصة أذا كان الأخ الكبير قاسيا ومتشددا بينما الأخ الصغير مدلل وغير ملتزم بأي نظام حياتي , لكنها.......
وأحست بالأرتياح حين فتح الباب ودخل جوردان , ألا أن ستيوارت لم يشاركها أحساسها بل أستدار لينظر الى جوردان بقامته الفارعة , مرتديا بدلة سوداء أنيقة وقال بتجهم:
" ماذا تريد ؟ كنا على ما يرام , ولسنا بحاجة الى أشرافك".
" حان وقت العشاء , ألا يهمك الأمر؟".
ولم يبد تأثر لخشونة ستيوارت وربما توصل بمرور الوقت الى حماية نفسه باللجوء الى الصير من نزوات الأخ المقعد , مهما تكن الأسباب أبدى جوردان هدوءا وصبرا , وتعجبت لذلك خاصة بعد تذكرها سلوكه معها , وبقيت مهمومة تفكر بذلك , رغم سيرها الى جوارهما , متوجهين الى غرفة الطعام.
وكان الجو هادئا , مشحونا بعواطف حاول الجميع أخفاءها , عدا ذلك كانت وجبة الطعام جيدة , فقدمت مدبرة المنزل حساء الخضار اللذيذ , وتركت لهم على الطاولة أنواعا مختلفة من السلطة واللحم المشوي.
وكان سلوك جوردان مهذبا طوال العشاء , وباردا أو هذا ما بدا لجيردا على الأقل , رغم ذلك أحست بالأضطراب أكثر مما لو كان سلوكه عدائيا , أما ستيوارت فلم يهتم بمتابعة الحديث معها , وأثبت ذلك عدم تغيّره كثيرا عن السابق أذ بقي مزاجيا , لا يستطيع أخفاء مشاعره أذا ما آذاه شيء ما أو أزعجه أحد الحاضرين مهما كان السبب ضئيلا , وأحست ببعض الراحة حين رمى ستيوارت منشفة الطعام على صينية الطعام المجاورة وقال مخاطبا جوردان:
" كان عليك أعلامي بالأمر في وقت أبكر".
" أعلامك بماذا؟".
" بترتيبك العطلة نهاية الأسبوع ومجيء جيردا".
" أخبرتك بالأمر الليلة الماضية , أليس هذا مبكرا ما فيه الكفاية ؟".
وحافظ جوردان على هدوئه مناولا جيردا بعض الحلوى , ومحاولا في الوقت نفسه تناول كمية أكبر.
" عليك تناولها مع القشطة الطازجة , هل تريد بعض الحلوى يا ستيوارت؟".
" كلا , شكرا , أنك ذو أعصاب هادئة حقا , أذ لم ترني وجهك طوال الستة أسابيع الأخيرة , وحتى لم تتصل هاتفيا , وها أنت تأتي فجأة مع جيردا , لم لم تخبرني؟".
" أنا نفسي لم أعرف ذلك".
فكرت جيردا بأنها , هي أيضا , لم تعلم عن مجيئها ألا عند الظهيرة وأحست بالغضب ينتابها , لا بد أنه قرر الليلة الماضية , وكان واثقا تماما من قبولها المجيء , ربما لأدراكه بأنه كان يحمل في يده سوط التهديد , وواصل ستيوارت المجادلة:
" وما كان ليخطر ببالك أن سوزان أعدت ترتيبا آخر لقضاء عطلة نهاية الأسبوع".
" نعم خطر ببالي ذلك , لذلك لا تتعب نفسك بتغيير أي شيء أذ أننا سنشاركك فيما سيجري , أما إذا أحسست بالضيق فسأذهب مع جيردا الى المدينة غدا صباحا وسنناقش أعمالنا هناك".
" أعمال ؟ أي أعمال؟".
وبدا ستيوارت مصدوما :
" عقد جديد , أذ تعمل جيردا مع جنيفر فولدز الآن".
نظر ستيوارت الى كليهما نظرات أتهام وقال:
" لم تخبرني بذلك , وكل ما فكرت به أنك ألتقيت بها صدفة ثم طلبت منها المجيء أستعادة لذكرى الأيام الماضية".
" فكرتك خاطئة أذن".
" يبدو بأنني المخطىء دائما , هل أستشرت......".
" رجاء توقف عن المجادلة , بحق السماء , ليس في نيتي أفساد عطلتك , ولو أنني علمت......".
وضع جوردان بده على ركبتها القريبة منه والمغطاة بشرشف الطاولة :
" دعني أحسم الأمر بنفسي , أذ أنك لم تفسدي شيئا و........".
" عزيزتي لم أعنيك بما قلته أطلاقا".
قاطع ستيوارت جوردان الذي قال:
" أتمنى لو أنك تخبرنا بما تريده , وسنحل الأشكال , هل تريد منا مغادرة المكان وتركك لتمتع نفسك؟"

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a man without mercy, مارجري هيلتون, لحظات الجمر, margery hilton, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:58 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية