لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-08-11, 08:33 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 186562
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: badodo عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
badodo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Wavey

 

تسلم الايادى

 
 

 

عرض البوم صور badodo   رد مع اقتباس
قديم 16-08-11, 09:54 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- غريب يطرق الباب




حين أستيقظت جيردا صبيحة يوم السبت , كانت لا تزال تعاني من ثقل لقائها بجوردان , ورسم الأرق خطوطه الزرقاء تحت عينيها فظل لونها الوردي الطبيعي.
أعدت أفطارها ببطء لتشغل نفسها حتى بلوغ الوقت الملائم للأتصال بهوارد , وحين أشارت عقلرب الساعة وضعت صحيفة الصباح جانبا وأسرعت لتلتقط سمتعة التلفون.
بقي جرس التلفون يرن في الجهة الثانية دون جواب وبقيت منتظرة عدة دقائق ثم أعادت سماعة الهاتف الى مكانها , ربما عانى هوارد طوال الليل ولجأ للنوم في ساعة متأخرة ولا بد أن السيدة ساندرز , مدبرة منزله , غير موجودة لأنها ذهبت تسوق.
دارت جيردا في شقتها بلا غاية , تمزقها الرغبة في الأتصال بهوارد بأسرع وقت ممكن , وفي رغبتها في تقدير ما يحتاجه الرجل المريض من راحة , ومع ذلك , أذا لم تتصل به الآن ربما سيحس بالقلق , أنتظرت حتى التاسعة والنصف ثم توجهت نحو الهاتف , ولكنها وفي لحظة ألتقاطها سماعة الهاتف , أرتجفت لسماعها الجرس يرن , ثم ألتقطت السماعة بسرعة هامسة لنفسها أسم هوارد..
منتديات ليلاس
وكادت أن تنطق بأسمع مرحبة , ألا أن كلمات وصوت المخاطب جعلت عينيها تتسعان وصدمت لسماع الخبر حتى أنها قالت:
" آه , كلا , كلا".
بعد لحظات , أعادت سماعة الهاتف الى مكانها وبدأت تتوار خلف حزنها , وفحزى المكالمة أن هوارد سقط فاقدا وعيه في الليلة الماضية , أذ عانى من نزيف في معدته ونقل فورا الى المستشفى وأخبرتها السيدة ساندرز بأنه لا يزال في حالة خطرة.
حاولت جيردا أستعادة رباطة جأشها , وقد نسيت في خضم الخبر السيء جوردان بلاك , وبينما قضت طوال ليلتها السابقة قلقة على نفسها , كان هوارد يعاني من آلامه المبرّحة وبشكل أسوأ مما توقعت , ورغم أن السيدة ساندرز أتصلت بالمستشفى قبل اخبار جيردا , ألا أن رغبتها بالأتصال بالمستشفى من جديد غلبت على تفكيرها السليم القائل بأن لا أخبار جديدة عنه.
وجاءها صوت الممرضة المشرفة على الردهة هادئا ومثيرا للأطمئنان , وحاولت جيردا أن تتحدث بهدوء بدورها موضحة هويّتها , متذكرة أن أغلب المستشفيات تتبع قانونا عاما بعدم أعطاء المعلومات عن حالة المرضى ألا للمقربين منهم , فقالت:
" ليس للسيد دوريل أقرباء , بأستثناء أرملة شقيقه في أسكوتلندا".
" الأمر واضح الآن , فقد كان السيد دوريل مريضا جدا في الليلة الماضية ولم يستطع تزويدنا بالمعلومات اللازمة , كما كانت ربة منزله قلقة جدا".
" كيف حاله الآن؟".
" لا يزال مريضا , ألا أنه أفضل من السابق".
" هل أستطيع زيارته؟".
" لحظة واحدة...".
وتلا ذلك لحظات صمت طويلة , وطرقت سمعها أصوات بعيدة تتحدث , ثم سمعت صوت الممرضة من جديد , قائلة:
" نعم , في أستطاعتك زيارته , ووقت الزيارة من الثانية حتى الرابعة بعد الظهر , ولكن عليك رؤيتي قبل دخولك الردهة".
كانت لهجتها آمرة وشكرتها جيردا بأمتنان , وذكرتها أوقات الزيارة بمرض أمها قبل أربع سنوات حين سمح لها بالزيارة في أي وقت شاءت , ترى هل يدل التحديد على خطورة وضع هوارد الصحية........؟
وكانت على وشك اليأس من حلول وقت الغداء لأنتظارها بفارغ الصبر , ألا أنه حلّ أخيرا , وغيّرت ملابسها أستعدادا للذهاب الى المستشفى , هل يحتاج أي شيء؟ لم يكن من المحتمل أن يحتاج لأي طعام في هذه المرحلة , كما ليس في أستطاعته القراءة حتما , هل تذكرت السيدة ساندرز كل حاجاته الشخصية , البيجاما , المنشفة , آلة الحلاقة ........ ألخ؟ ولكن ربما لن يحتاج أيا منها الآن , وأهم شيء في الوقت الحاضر هو رؤيته.
ورغم أستعدادها لمشاهدة المستشفى والمرضى لكنها لم تستطع مغالبة صدمة رؤية جانب الردهة حيث وضع هوارد , وبدا الرجل الضخم أكبر من عمره بعدة سنوات وبدا وجهه شاحبا الى حد ماثل فيه لون بشرته لون المخدة , وكل ذلك تمّ خلال ساعات قليلة فقط , والى جانب سريره , وضع محلول البلازما , وكان مغطى بشراشف بيضاء كانت تبدو وكأنها تمحو شخصية المريض.
فتح عينيه وبدا فيهما ألتماع دل على تعرفه عليها , حاول الأبتسام وبدهشة أنحنت وقبّلت خدّه.
همست بسرعة:
" لا تتحدث , أذا كنت متعبا جدا".
" جيردا رؤيتك أمر جيد".
وأشار بيده فأمسكت به ولم تستطع كبح دموعها أذ رأت شحوب اليد وبروز عروقها الزرقاء فاضحة مقدار ما فقده من الدم.
أستقامت ونظرت حولها باحثة عن مكان لتضع فيه باقة الورود , مجموعة من الزهور الصفراء أشترتها من محل الزهور القريب من المستشفى , قال:
" أنها جميلة...... ما كان عليك تكبد المشقة".
وضعت جيردا الزهور في مغسلة اليد الصغيرة , وحين أستدارت رأت علامات التساؤل في وجهه فأدركت ما أراد السؤال عنه , جلست الى جواره وقالت:
" حذّرتني الممرضة ألا أبقى طويلا..... وألا أقلقك , لذلك لا تقلق بل أهتم بصحتك".
وأبتسمت بتفاؤل.
" يجب أن أعرف وإلا سأقلق , ماذا حدث في الليلة الماضية؟".
" لم يكن الأمر سيئا".
وحاولت الحفاظ على هدوء صوتها , عارفة في الوقت أن عليها أن تكون صريحة معه.
" لم يوقع جوردان بلاك العقد ولم يعد بشيء , كما توقعت أنت تماما , وسيذهب الى باريس يوم الأثنين , ثم الى بون , هكذا علينا الأنتظار لحين عودته".
فكّر هوارد بما قالته لحظة ثم قال:
هل كان موقفه مبشّرا بالخير؟".
" لست متأكدة تماما , أذ بدا عليه وكأنه يستهين بحضوري".
" ولكن هذا ما أخبرتك به من قبل , لا بد أنك جذبت أهتمامه أذن".
وأذ نظرت بعيدا قال هوارد مبتسما :
" أرجو أنك تذكرت ذكر العقد في طريق العودة الى البيت".
" نعم , وعدة مرات قبل ذلك".
وأستدارت جيردا أذ سمعت صوت أنفتاح الباب ونداء الممرضة , وقالت جيردا:
" أعتقد بأنهم سيرمونني خارجا , هل تريد مني جلب أي شيء غدا؟".
" كلا , يا عزيزتي ولا حاجة لك لقضاء يوم عطلتك في المستشفى".
ألا أنها كانت مستعدة للمجيء رغم أعتراضه , ولاحظت في مساء اليوم التالي , تحسن صحته قليلا , وشعرت براحة غريبة أذ لم يعاود ذكر مسألة العقد وشكرت ضمنيا جوردان بلاك لرحلته خارج البلد , وحدث أن أوقفتها الممرضة يوم الثلاثاء وهي في طريقها الى الردهة , فأحست برجفة خوف تسري في أوصالها , تابعة الممرضة الى مكتبها ثم دخل طبيب الى الغرفة ,وبلا مقدمة قال:
" نحن نقدر زيارتك له يا سيدة مانستون , لكننا لسنا مرتاحين عن بعض النواحي".
شعرت بالتصلب وقالت:
" ماذا تعني يا دكتور؟".
" عالجنا حلالات مشابهة من قبل , رجال الأعمال المرضى وزوارهم يجلبون معهم مشاكل مكاتبهم , وأضطررنا في الشهر الماضي الى منع زيارة أحد المرضى , حين بدأ المريض وهو رجل أعمال بأدارة أعمال شركته من سريره في المستشفى , وأذ وصلت أوراقه الخصوصية وسكرتيرته مع المسجل أضطررنا الى أيقاف ذلك , نحن لا نتهمك بالأمر نفسه ولكنني أحاول أبداء أهتمامي بصحته , هناك شيء ما يقلقه أليس كذلك؟".
" نعم , عقد مهم".
" حسنا , عليك تخليصه من القلق , ما حدث لرئيسك كان شيئا خطرا , وقريبا من الموت , ربما كان ذلك العقد الأخير في حياته , حيث فقد أربعين بالمئة من دمه , وهو ليس شابا , هل توضح الأمر لك؟".
" تماما , وتستطيع الوثوق بي ولن يجد السيد دوريل سببا للقلق وسأهتم بذلك".
ولكن هل تستطيع هي؟ في أستطاعتها مراوغته في الأجابة وطمأنته أن كل شيء على ما يرام , واعدة أياه أنها ستخبره بكل التطورات ولكن كيف تستطيع منحه ما سيعيد الطمأنينة الى ذهنه حقا؟
وأذ مرّ الوقت سريعا زاد قلقها لمعرفتها بما يدور في رأس هوارد ويوم الخميس جعلها مصممة أن تحصل على العقد , ولكن كيف؟
تبدو المسألة سهلة نظريا , كل ما عليها عمله هو سؤال السيد ميرك ألغاء كل أرتباطاته والأهتمام بصفقة وينتفورد بعد أن تسلمه كل شيء , ولكن الأمر لم يكن بهذه السهولة عمليا , لقد ألغى ميرك عطلته وعاد ليمارس مهام عمل دوريل ورغم أنه كان ماهرا في أدارة الأمور المالية ألا أنه كان عاجزا عن التعامل بطريقة دبلوماسية , وكان هوارد هو الخبير الأول في دعوة رجال الأعمال وتسليتهم.
قال السيد ميرك بلا حماس , بعد أن ذكرت له توضيحاتها غير المقنعة:
" حسنا , أذا كنت تشعرين بأنك غير قادرة على أجتذاب بلاك فمن الأفضل ترك الأمر لي".
قالت بتواضع:
" نعم يا سيد ميرك".
ألا أنها ورغم محاولاتها المتواصلة للأتصال بجوردان , لم تستطع العثور عليه , وطال الأمر حتى يوم الجمعة , فنقلت الخبر الى ميرك فقال:
" لا تهتمي , قد ألتقي الليلة بكينغسلي في النادي".
ألا أنها كانت واثقة , في قرارة نفسها , بأنه أمل شبه يائس , أذ عالم التجارة لا يتعامل بالتعطاف وشكت فيما لو كان لكلمة كينغسلي أي تأثير الآن , كانت له قوته ونفوذه مع فان لورن , أما مع وينتفورد فلا بد أنه يسائل نفسه الآن عن ماهية مركزه , وبدا كأن ميرك قرأ أفكارها , رغم أستغراقها في تغطية الآلة الطابعة وترتيب مكتبها , فعلق:
" هذا أذا كان كينغسلي محتفظا بمنصبه".
" هل ستطلعني على الأخبار, أذا ما حدث شيء جديد؟".
وظهرت على ملامح وجهه القاسية علامات التفهّم وقال:
" بالتأكيد , أذا كان الأمر مثيرا للتفاؤل , ولن نفعل ذلك أذا كان ما سيحدث هو العكس".
أومأت برأسها بحزن قائلة:
" نعم , شيء من هذا القبيل".
منتديات ليلاس
وعدها أن يتصل بها تلفونيا , في شقتها , صبيحة اليوم التالي , لكنه لم يتّصل حتى الساعة الحادية عشرة وظنّت أنه نسي أو فشل في الأتصال بكينغسلي , وخطت نحو النافذة وتأملت من خلالها أزدحام السيارات والناس يوم السبت , كلا لم يعد بمستطاعها أخفاء مخاوفها , أذ لم تدع لها أحداث الأسبوع الماضي أي أحساس بالتفاؤل , فلو لم يقع هوارد ضحية المرض ولو لم تذهب للقاء جوردان لكان العقد الآن في متناول هوارد , لا شيء يستطيع أقناعها بأنها لم تكن السبب في أعاقته التصديق على المشروع طوال الأسبوع.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-08-11, 09:55 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كم كانت حمقاء أذ جعلته بحس أن قراره سيؤذيها شخصيا , لو أنها .......
أبطأت السيارة الخضراء المتوجهة نحو بنايتها , كما حاولت سيارة شحن صغيرة الوقوف في مكان غير مسموح الوقوف فيه , وفكرت بأن بعض السائقين حمقى........ كانت السيارة الخضراء مارسيدس , وأنحنت جيردا محاولة تفحص ما جر ألا أن رأسها أرتطم بزجاج النافذة , وقفت سيارة المرسيدس وترجّل السائق , وأنعكس ضوء النهار على الشعر الفضي ولاحظت أرتسام صورة الرجل على الباب بعد أنغلاقه , ألقى جوردان بلاك نظرة على البناء ونوافذه العالية ثم سار بأتجاه المدخل , تلك الخطوات المتمهلة , الخطوات المتميزة ..... كلا أنه ليس قادما لرؤيتها!
وقفت جيردا في مكانعا مرعوبة ثم أسرعت الى المرآة ونظرت الى ماكياجها وحاولت أن تتذكر أذا كان وجهها بحاجة ماسة له , كلا , لن تسرع لتمشيط شعرها ووضع أحمر الشفاه , كلا لن تفتح الباب....
حين سعت جرس الباب يقرع وفتحت الباب تذكرت قرارها الخاطف بعدم فتح الباب , ورأت عينيه تحدقان في وجهها ثم تنحدران الى جسدها وقدميها وأحست بتفوّقه عليها , قال:
" حسنا , هل سأبقى عند الباب طوال اليوم؟".
تراجعت , محاولة أخفاء قدميها العاريتين , ثم دعته الى الصالون قبل أن تهمس بعذر ما وتتوجه بعد ذلك الى غرفة النوم لترتدي حذاءها.
" بحذائيك أو بدونهما , الأمر سواء بالنسبة اليّ".
قال مخاطبا أياها , بينما كان واقفا قرب الباب يراقب خطواتها المتعجلة وأكمل:
" بل أن مظهرك غير الرسمي أفضل بدونهما".
" صحيح؟ هل تريد أن تشرب شيئا؟".
" كلا , أنجح دائما في تفادي الشراب حتى منتصف النهار".
وتبعها الى الصالون وأسترخى على الكنبة المريحة ثم قال:
" سأجرب القهوة".
وأحست بنظراته تخترق ظهرها , أذ سارت متوجهة الى المطبخ , خلال الحاجز راقبته وهو يشعل سيجارته ثم نهض ليبحث عن منفضة سجائر , وخلال نظراته رأت الصالون الفسيح الذي أختارت أثاثه وألوانه المتناسقة مع بليز وكيف قررا تصميم كل شيء وفق الطراز الأسكندنافي , ووقف يتفحص تخطيط صورتها , التخطيط الذي أتمه بليز بعد أسبوع من زواجهما , ثم دخلت حاملة الصينية , فأدار رأسه قائلا:
" كما رآك بليز؟".
" أظن ذلك , هل تريد سكرا في القهوة؟".
" كلا , شكرا , يجب ألا يرسم الأزواج زوجاتهم".
وعاد الى مكانه في الكنبة , ثم واصل حديثه:
" وفي الحقيقة يجب ألا يحاول المحب رسم صورة حبيبته".
بقيت صامتة , جالسة بأستقامة في كرسيها المجاور للنار.
" الصورة ليست حقيقية".
" هل هناك صورة ببعدين؟".
" أنه نقيض مثير للتصوير , أو ربما لا توافقينني الرأي؟".
تصلّبت في مكانها بينما أبتسم بتهكم:
" أرى أنك لم تنس , هل كان هذا سبب فرض بليز لأنطباعه الجديد عن فتاة التقويم العالمي؟".
وضعت جيردا كوب قهوتها جانبا وقالت بحدة:
" لم تأت الى هنا لمناقشة ذلك , ومن الأفضل أن تخبرني عن سبب مجيئك".
وتقوّس حاجبه تعجبا :
" سؤال غريب من فتاة أتصلت بمكتبي سبع مرات خلال اليومين الأخيرين".
" السيد ميرك أتصل بمكتبك سبع مرات".
" لا تراوغي , كيف صحة دوريل؟".
" أفضل بقليل , ألا أنه لا يزال مريضا جدا".
" وهل هناك ما يشير الى عودته القريبة الى بيته؟".
" كلا".
ونهضت لتأخذ قدحه الفارغ , ألا أن ذكرى شيء ظنت أنها نسته منذ فترة بعيدة جعلها غير متوازنة , فأهتز الكوب بين يديها وهي تضعه في الصحن الصغير وسقطت الملعقة الفضية على السجادة , وكان رد فعل جوردان أسرع منها بكثير فأنحنى ملتقطا الملعقة ثم تناول الكوب والصحن من بين يديها.
" أنك عصبية اليوم , هل لديك ألتزامات معينة خلال العطلة؟".
" لماذا؟".
وتذكرت طريقته الماهرة في تغيير الموضوع.
" هل تريد رؤية السيد ميرك؟".
" كلا , أذا كانت لديك أي مواعيد فألغيها".
" بهذه السهولة ؟".
جلس ثانية وقال:
" أمامك عطلة نهاية أسبوع حافلة بالعمل".
" أسمع أرجو أن تخبرني بصراحة , ماذا عن عطلة نهاية الأسبوع؟".
" أنت تريدين التحدث عن العقد , حسنا , سنناقش الموضوع اليوم وغدا , سآخذك معي الى غرين ريغ مباشرة".
" ولكن..........".
وأنتابها خوف غريب:
" ولكنني لا أستطيع ...ز ليس دون أن أرتب حالي , ثم أنني سأذهب لزيارة هوارد مساء يوم غد , و..........".
" لن يهتم بذلك , فما سيجري سيكون لمصلحته أليس كذلك؟".
ولم تسمع سؤاله القصير الجاف , الذهاب الى غرين ليومين , ومع جوردان بلاك , وصرخ كل شيء في داخلها مطالبا أياها بالرفض لم يكن العقد مهمّا بالنسبة لوينتفورد الى حد يكرّس فيه جوردان بلاك عطلة نهاية الأسبوع بكامله لمناقشته , لا بد أن ما يهدف اليه شيء آخر , شيء مخادع يتعلّق بها , وأحست به يراقبها وملامحه تشير الى ثقته العالية بنفسه , مدركا بأنها ستتبع خطواته.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-08-11, 09:57 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فتحت فمها لترفض ثم تذكرت هوارد دوريل وعلمت أن في هذا نهاية أمله بالحصول على العقد , كانت عاجزة عن الرفض ولم يكن بأستطاعتها خذلانه الآن , قالت:
" عليّ حزم بعض الأشياء القليلة".
وتوجهت الى غرفة النوم.
" بالتأكيد".
وأسترخى على مقعده واضعا قدميه على المقعد الصغير المجاور , ثم أضاف:
" تذكري بأن الرحلة غير رسمية , وأنني أستطيع التباحث بشؤون الأعمال قرب ساحل البحر أو في مكتب الشركة".
وتنبأت هي بذلك إلا أنها ستحاول جهدها ألا يتم التباحث في العقد قرب ساحل البحر , فكرت بأمتئاب واضعة بعض ملابسها في حقيبة صغيرة.
كان الجو صاحيا والشمس مشرقة مما دعا غالبية سكان المدينة للجوء الى البحر فأكتظت الشوارع بالسيارات , الأمر الذي أشعر جيردا بالأمتنان لأنه شغل جوردان عن الحديث اليها , منذ ثلاث سنوات قامت بالرحلة نفسها , جنوبا قرب الساحل , حيث يلجأ جوردان بلاك عادة كلما أحس بالتعب , وجعلها الطريق تستعيد العديد من الذكريات المريرة وأصبحت مشاعرها أكثر سوداوية كلما أقتربا أكثر من نهاية الرحلة , ومجرد جلوسها بجانبه أشعرها بالقلق , أما العودة الى مكان الذكريات ....... ذكريات تحققت منذ ثلاث سنوات فهو أمر لم تحسب حسابه بعد .
منتديات ليلاس
كان الوقت عصرا حين أتخذ جوردان طريق جانبيا حول القرية , وأمتنعت عن سؤاله حين أوقف السيارة أمام كوخ صغير وقال:
" سنتناول الشاي هنا".
كان في الصالة الصغيرة أربع طاولات فقط , وبأستثناء زوجين شابين وطفلهما الصغير , بدا المكان خاليا من أي شخص آخر , وحين قدم إليهما الشاي والكعك , فضّل جوردان تناول الشاي وحده ثم قال:
" قلت بأننا سنصل عند السابعة".
ونظر إليها بشكل يتحدّاها فيه أن تناقش ذلك , ألا أنها أكتفت بالقول :
" لديك ثلاث ساعات أضافية أذن".
وساد بينهما الصمت وشغلت نفسها بالنظر خلال النافذة , الى المكان الريفي الجميل وهدوء المنطقة مع حضور جوردان وتوتر أعصابها المتزايد بمرور الوقت , رغم حرصها على عدم أظهار قلقها , ثم تحرك في مقعده فتبعته الى السيارة.
" أين سنذهب الآن ؟".
قال بادئا تشغيل السيارة :
" سنطوف حول المنطقة قليلا , ثم نسير قليلا بعد ذلك , لأنني بحاجة الى بعض الهواء النقي".
وبدت ملاحظاته واضحة بما فيه الكفاية , ألا أن جيردا لم تستطع غير النظر اليه جانبا , الأمر الذي ندمت له فيما بعد , حيث أدار رأسه بأتجاهها وأرتسمت على وجهه أبتسامة تهكم غريبة , وتحاشت النظر خاصة الى وجهه وشفتيه , وقال:
" هل لديك أيّ أعتراض؟".
بعد مسير أربعة أميال , ظهر البحر أمامهم , فأوقف جوردان السيارة في مكان بعيد عن الطريق العام , وأطفأ محرك السيارة , أستدار نحوها وبدأ قلب جيردا بالخفقان بسرعة.
" حسنا لم لا تتحدثين عن الأمر؟".
" أتحدث عن ماذا؟".
" عن سبب مجيئنا الى هنا".
" قلت أنك بحاجة الى هواء البحر النقي".
" صحيح ! أنك لم تتغيري أطلاقا".
وترك السيارة سائرا بأتجاهها وكان من المستحيل تجاهل يده الممدودة لتساعدها على الترجل على الأرض غير المستوية.
وأحتفظ بيدها في يده أذ بدا الأنحدار الى الساحل وكانت واثقة بمعرفته رغبتها في التخلص من قبضته والأنطلاق حرّة وحدها , بدأ الصفير بعد ذلك كأنه لم يلاحظ تعثر خطواتها عند أقترابهما من البرز الطباشيري , قال بلا مبالاة:
" هل لا تزالين بحّارة سيئة؟".
" نعم".
وجاء أعترافها أجباريا أذ علمت ما الذي سيتبع ذلك".
" تخلى ستيوارت عن الأبحار كما تعلمين".
" توجب عليه ذلك , أنه أمر مؤسف , أذ أحب الأبحار كثيرا".
ولعقت شفتيها الجافتين وأحست بالألم يسري في جسمها , وتسلق جوردان الى الفجوة وفرش السترة الطويلة على الأرض ثم أنحنى ومد يديه ليجذبها , وشعرت بأنها واقعة تحت سيطرته أكثر وأكثر , وأمسكت بيديه فجذبها الى جانبه , وللحظة ظنت بأنه سيجذبها أكثر وسيضمها بين ذراعيه , ألا أنه حررها وأشار لها بالجلوس.
جلس جوردان في وضع مريح وحدّق في البحر.
" أعتدنا جلبه الى اليخت في كرسيه المتحرك بعد أن صمم له مكان خاص ليصون سلامته , ألا أنه كره ذلك خاصة بعد أن أدرك فشله في المشاركة بأي شيء وتحولت الرحلات البحرية الى تعاسة للجميع , لذلك قررنا , في النهاية بيع اليخت , بعد ذلك , يئسنا من محاولة أثارة أهتمامه بالخروج من البيت , لأنه رفض تعلم قيادة السيارة الخاصة بالمقعدين كما رفض الخضوع لأي علاج , كان يجلس لساعات متواصلة وبيده كتاب لا يرغب حتى بقلب صفحاته , وتحول الى مخاوق لا يستطيع أحد الحديث اليه , وبدأت تنتابه نوبات غضب يلعن فيها ساقيه العاجزتين , وبلعننا لأننل نستطيع السير بينما عجز هو عن ذلك".
بقي صوته محايدا طوال فترة حديثه وملامحه قاسية كالعادة , وأستمر قائلا:
" أستمر الأمر عدة أشهر , الى أن عانت والدتي من أنهيار عصبي , فأرسلتها الى أيطاليا ثم الى الجزر اليونانية بصحبة مرافقة لها , وبقيت أنا وحدي مع ستيوارت , ونجحت بعد فترة قصيرة في أعادته الى الحياة , لأنه أكتشف أهتماما بالرسم وخاصة بالحركة الأنطباعية الجديدة , كانت لوحات ستيوارت مشابهة للكوابيس الليلية , ألا أن ما كان مهما هو ظهور الأهتمام بشيء ما , لكنني لم أستطع البقاء معه فترة غير محددة محيطا أياه بالناس والمتع , وحين عاد الى البيت جعلته يستقر في غرين ريغ وبدأ تدريجيا العودة الى أنطوائيته ويأسه , ولكن مع أختلاف ضئيل : بدأ يتقبل مصيره".
منتديات ليلاس
تحرك جوردان ونظر مباشرة في عيني جيردا مضيفا:
" ألا أنه لم ينس أبدا".
فقالت :
" كما لم تنس أنت".
وفقدت سيطرتها على نفسها نتيجة لرتابة صوته وأستطراده في ذكر التفاصيل المؤلمة , ورفعت يديها المرتجفتين الى وجهها متسائلة:
" لماذا؟ لماذا تواصل لومي على عجز ستيوارت؟ ما حدث كان مجرد حادث".
" نحن نعلم بأنه كان حادثا , نعرف أصطدام ستيوارت , ألا أنني أعرف سبب الحادث , رغم أنه يرفض حتى الآن لومك".
" لماذا تواصل لومي أذن؟".
سألت بمرارة:
" لأنك لو حافظت على وعدك لأختلف الأمر , ألا أنك لم تفعلي ذلك , كنت أنانية , ولم تكوني قادرة على الأكتفاء برجل مقعد , أليس كذلك؟".
تحاشت الأجابة على سؤاله وهزت رأسها يائسة , كان من المستحيل أقناع جوردان بسوء حكمه , لقد حاولت منذ ثلاث سنوات , القيام بذلك وفشلت , قالت :" هل هذا سبب جلبك أياي الى هنا؟ أن تفتح الجرح القديم مرة أخرى , أنت تمارس تعذيبي بكراهيتك وحقدك , لا أظن أن ستيوارت يكرهني الى هذا الحد رغم أنه هو المصاب , ألا أن كل ما تهتم به هو رغبتك في الأنتقام , ولكن لماذا؟ ما الذي فعلته لك؟ وما فائدة الحقد الآن؟".
تساءلت بمرارة , هز كتفيه أستهجانا بدون أن يتأثر بألمها.
" لا أدري , كل ما أعرفه هو رغبتي بالعودة منذ مجيئك الى توبي تلك الليلة , لأرى هل تغيّرت خلال ثلاث سنوات , أو أذا ما زلت قادرة على الوقوف بشكل محايد , كما لو أن شيئا لم يحدث".
" هل تعني بأنك أردت أقناع نفسك بصحة موقفك السابق ؟ وأن الشك لا يراودك , وأنك لا تشعر بالذنب لأدانتك أياي؟".
" لم يكن هناك شك في الموضوع , كنا نعلم أن ستيوارت لم يكن في وضع عقلي يسمح له بقيادة السيارة تلك الليلة , وكان سبب ذلك جيدا : فقد ظن أنك قبلت الزواج به ثم أكتشف خداعك له مع رجل آخر , وقاد السيارة كالمجنون , ما الذي توقعته؟ أن يتقبل الأمر بصمت ؟ لو ان عاقلا لفعل ذلك بالتأكيد".
ثم أضاف جوردان بمرارة:
" كان عليه أكتشاف حقيقتك وحقيقة كونك أمرأة أنانية , باحثة عن ثروة تكسبها".
" هل ما زلت تصدق ذلك ؟ رغم أنني أخبرتك أنني كنت مع بليز تلك الليلة , بعد....".
وتوقفت غير قادرة على الأستمرار فلوى جوردان شفتيه علامة عدم التصديق.
" وتزوجت بليز , أليس كذلك؟ آمل أنه تمتع بصفقته".
وأرتعشت بشكل لا أرادي لقسوته وأستهانته بها , ثم قال:
" لم يكن هناك تفسير آخر لسلوكك المروع , حتى أذا أستثنينا وجود بليز , حين أكتشفت عدم قدرتك عل أخفاء الحقيقة , أجبرت على الأعتراف بأنك كنت مع ستيوارت في السيارة تلك الليلة , وصدقيني لو أن ذلك الشاهد الذي رآك تهربين من موقع الحادث , كان أكثر أيجابية لتكفل بأن يذكر أسمك في كل صحيفة في البلد ولتشوّه أسمك الى الأبد , كاشفا عن حقيقتك التافهة , ولكان ذلك أقل مما تستحقين حيث تركته وحده , فاقدا وعيه وهربت لتنجي بنفسك , ثم بدأت بأطلاق الأكاذيب لحماية سمعتك".
ورأت الأحتقار المرتسم على وجهه.
" ولكن الأمر لم يكن كذلك أطلاقا , لم لا تصدقني؟ فقد عدت الى مكان الحادث , في البداية ركضت طلبا للنجدة , ركضت باحثة عن هاتف عمومي وكان على بعد عدة أميال , وحين عثرت عليه كان عاطلا , وواصلت الركض.....".
" من الغريب أننا لم نعثر على أحد يثبت أنك أستدعيت سيارة الأسعاف , لماذا تضيّعين وقتك ؟ أذ نعلم جيدا ما حدث , كنت مذعورة الى حد أنك هربت بأقصى سرعة".
" لم أهرب , بل عدت الى مكان الحادث, ولكنني كنت متأخرة".
" أجدك محقة في هذا: كنت متأخرة".
" لكنني أخبرتك , أتصل أحدهم بالمستشفى من لمنزل , لا بد أنه كان راكب الدراجة النارية , وحين عدت لم أجد أحدا , أذ تم نقل ستيوارت الى المستشفى , ولم يكن في أمكاني عمل أي شيء".
كررت جيردا حديثها بتعاسة.
منتديات ليلاس
" وأسرعت الى منزلك محاولة التظاهر بعدم معرفتك بأي شيء , وصدقتك في البداية , رغم أن شحوب وجهك فضح الحقيقة وأحساسك بالذنب , ثم حثني ستيوارت على تجنب ذكر أسمك في القضية ولم يرغب بأقحامك في أي أشكال , وماذا فعلت أنت عرفانا بالجميل ؟ هجرته وتزوجت رجلا آخر , وها أنت تتساءلين لماذا أشعر بالمرارة؟".
شعرت جيردا بالألم في حلقها , وأدركت أنها لن تستطيع أقناعه ببراءتها ولا فائدة من أخباره بأن ما حدث لم يكن بسببها ما لم ترغب بأخباره الحقيقة كاملة , وهو شيء لن تفعله أبدا , أذ سيؤّدي ذلك الى إيلام آخرين , وساعدها أحساسها بالشفقة على الصمت وما دام ستيوارت قد أختار الصمت , فقد توجّب عليها فعل الشيء ذاته , ولكن الى متى ستبقى متحملة أتهامات جوردان المريرة؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-08-11, 09:58 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تشنّجت يداها وغابت دموعها , ثم قال جوردان فجأة :
" لو كنت صادقة لما أستطعنا لومك الى هذا الحد , ونحن لسنا قديسين كما أن الرجل لم يعد يتوقع بقاء الفتاة ملاكا بريئا ولكنك خدعت الجميع بمظهرك البريء منذ البداية , فلو أخبرت الجميع أن هناك شخصا آخر بدلا من رمي شباك حول ستيوارت , لتغير الأمر , لكنك لم تفعلي ذلك , بل حاولت خداعي أيضا".
صرخت معترضة:
" أوه , كلا , لمني على حادث ستيوارت , أذا توجب عليك ذلك ولكن لا تتهمني بخداعك".
" ألم تفعلي ذلك؟".
كان قريبا جدا منها وأنتقلت نظراته المتألمة الى وجهها بطريقة أشعرتها بالحرارة تسري في جسمها .
" لا أتذكرك بغير ذلك , وربما لم تستطيعي حسم أمرك في الأختيار بين الأخوين ؟".
وأصبح لنظراته قوة غريبة عليها.
" صدم ستيوارت حين جئت معه لأول مرة , في عطلة نهاية الأسبوع وأخبرته بأنك لا تحبين الأبحار بالقارب , أدعاء كاذب , أذ أن صديقات ستيوارت يفضّلن الأبحار وقيادة سيارات السباق السريعة عادة , ولم تختر أي واحدة منهن التسكع في الضواحي الريفية مع شقيقه".
" لكنك طلبت مني ذلك".
ضحك بسخرية وقال:
" صدقتك أذ أن بعض الناس يخافون الأبحار , والأصابة بدوار البحر تفسد على بقية الناس عطلتهم , فلم يبق أمامي إلا أن أختار غير تسليتك بطريقة أخرى".
" قد لا تصدقني , لكنني كنت ممتنة لمساعدتك , لم أعلم حين قبلت دعوة ستيوارت أنه سيبحر وأنه توقع مني الذهاب معه".
" وهل كان أختيارك لبدلة السباحة صدفة أيضا؟".
أنه لم ينس شيئا , حتى ملابسها , حتى ....... وأرتعشت.
" كانت فرصة سانحة أنتظرتها طويلا , أليس كذلك ؟ لأختباري ولتحكم أذا ما كانت صالحة للزواج من أخيك ".
" كان لديك ذوق رفيع في أختيار ما أرتديته , ذلك المايوه الأزرق تعلوه السترة البيضاء ذات الأزرار النحاسية وصورة المرساة الحمراء الصغيرة .... لا عجب أنك أثرت غضب ستيوارت عندما رفضت الإبحار معه , ولم يراودني الشك في موقفك حينئذ".
" كلا".
أجابته بقوة عارفة بأنه مصر على كشف التفاصيل وحاجتها الى الهرب من المواجهة.
أمسكت بحقيبتها ونهضت واقفة ولكن جوردان تحرك أيضا , أمسك بذراعها وأدارها لتواجهه , تعثرت وكانت على وشك الوقوع ألا أن ذلك لم يخلصها من قبضته.
" لم تكوني مستعجلة في المرة الأخيرة".
قال ببرود , حاولت التخلص منه ألا أنه هز رأسه , وأبتسم بهدوء قائلا:
" لم تحن فرصة الهرب بعد".
أنكمشت أذ أحست بيده تلمس مؤخرة عنقها وتداعب شعرها الناعم مجبرا إياها على النظر اليه.
" لست الآن في الثامنة عشرة ولست بريئة كالسابق يا جيردا!".
أحست بقلبها يرتجف كما لو كان على وشك الأنفجار وإنتابها أحساس بالضعف أعاق صراعها معه للتخلص من قيده.
رفع رأسه وكانت عيناه شبه مغلقتين تحت جفنيه.
" هل نسيت أول مرة عانقتك فيها؟".
هزت كتفيها وأدارت رأسها جانبا متحاشي النظر اليه.
" في ذلك الوقت شككت ولأول مرة بسوء حكمي عليك , حين جلسنا هنا في تلك الأمسية وأبتعدت متراجعة الى الوراء , مذعورة , وشعرك مبتل بماء البحر وبدوت صغيرة وبريئة الى حد لا يتجرأ معه أي رجل على لمسك , وعانقتك لأكشف حقيقة ذلك".
وضحك بنعومة وواصل حديثه:
" هل تعلمين ما فكرت فيه في تلك اللحظات ؟ تخيلتك بطلة لأحدى قصص الأطفال , ظننت بأنك أستحوذت على البراءة في قلبك , كم كنت مخطئا".
أطلقت جيردا أنينا مؤلما فوضع يده تحت ذقنها ليجبرها على النظر اليه .
" كنت على وشك التراجع , حتى أنني أوشكت على تحذيرك من أخي لسمعته السيئة مع الفتيات".
توقف جوردان عن الحديث وألتوى فمه سخرية:
" لم أنس أبدا تلك اللحظة , حين وضعت يدك على كتفي وأقتربت مني".
في مكان ما أطلقت نوارس البحر صراخها , وبدت الأصوات كأنها صادرة من عالم آخر , فأرتعشت جيردا من ثقل الذكريات , وأستدعت كلماته الماضي بعذاباته وقارنته بالحاضر أذ تقف الآن في الموقف ذاته , قريبة منه وراغبة فيه , جوردان الآن وجوردان حينئذ , المساء الحار وملوحة البحر على جسديهما , كيف تستطيع أقناعه بأنه كان أول رجل يضع يديه عليها؟
سقطت يدا جوردان عن كتفيها فأحست بالضياع , كما لو أن جزءا منها توقف عن الحياة , قال ببطء:
" سألت نفسي عن عدد الرجال الذين خدعتهم بنظراتك البريئة وتلك التي في القلب , خدعتهم الى حد أنهم فقدوا عقولهم من أجلك".
إبتعدت عنه وكتفاها تشيران الى أندحارها , وتساءلت بمرارة:
" أنك واثق من معرفتك بكل شيء , أليس كذلك ؟".
" أنا واثق الآن , لم أعرف حينئذ عن قضية التقويم السنوي , وأن ستيوارت أختار لنفسه فتاة أعلانات رخيصة , لو علمت ذلك في حينه , لتغير الكثير من الأمور وما كنت سمحت بالخطوبة".
" تمنيت لو أنك علمت , تمنيت لو أنني لم ألتق بك في حياتي كلها , لا شيء يجعلك تصدقني , أنك مصمم على تصديق أفتراءاتك عني دون وجود برهان واحد على صحة ما تقول".
وخذلها صوتها , وفجأة لم تعد تهتم حتى بتظاهرها بالكبرياء وأخبرته:
" كنت أول رجل عانقني بتلك الطريقة , لذلك فمهما كانت الصورة المرتسمة في ذهنك عني , فإنك ساعدتني على خلقها".
" أنا؟ جيردا أن الوقت متأخر لمثل هذا النوع من الأكاذيب".
" أنها الحقيقة , وكرهتك ذلك اليوم بقدر ما كرهت نفسي".
" كراهية؟".
ولفظ الكلمة بلهجة شك وعدم تصديق :
" لأنني حاولت عناقك؟".
" نعم , ولأنني كنت حمقاء الى حد أنني وثقت بك".
نظر إليها غير متأثر بألتماع دموع الغضب في عينيها وقال:
" ماذا توقعت؟ فتاة ترتدي تلك الملابس وتسير الى جانب رجل , وحدهما , ثم ذعرت وتراجعت متذكرة أنك لا ترغبين في الأقتراب مني الى ذلك الحد وتظاهرت بالخجل والغضب".
ولمس خده بيدها وتفحّصها بنظرة بارد قبل أن يقول:
" لم تكن صفعة مقنعة أبدا".
وبدون وعي , شابكت يديها وأحست كأنها صفعته لتوها , وتمنت لو تستطيع أيذاءه بقدر ما آذاها حتى الآن , إلا أن الحافز أختفى بسرعة , أذ بدا محصنا ضد أن يلحقه الأذى , وأستدارت لتنظر بعيدا.
" حسنا , ما الذي سيحدث الآن ؟ هل تشعر بالأكتفاء ؟ هل تريد مني العودة لأخبار جيرنغفولدز أنهم خسروا الصفقة , وأن منافسيهم فازوا بالعقد؟".
وأستدارت لتواجهه قائلة:
" ولم ر تقول ذلك ؟ أنك لا ترغب بمنحنا العقد , أن موقفك واضح".
لم يتغير وجه جوردان , بل أنحنى وألتقط سترته ثم نظر اليها قائلا:
" يبدو أن دوريل لم يعلمك الكثير عن الجانب التجاري , أليس كذلك؟".
" لا أدري ما الذي تعنيه بقوبك , إلا أنني أثق عادة بغرائزي".
" وما الذي تخبرك به غرائزك الآن؟".
" أنني أضيع وقتي , وأنت أيضا تضيع وقتك".
" أذن ها أنا هنا أضيّع وقتي , كيف؟".
وقفز ثم مد يده لمساعدتها , إلا أنها تجاهلت يده الممدودة وكانت على وشك السقوط.
" لا فائدة مما يجري , أذ أنتهى كل شيء منذ فترة طويلة".
" ما الذي أنتهى؟".
وبدا متمتعا الى حد كبير بتعذيبه إياها ببطء وخاصة بأسئلته المتتالية .
" كل شيء , وأنت تعرف ذلك كما أعرفه أنا".
" أتظنين ذلك؟".
وحدّق في وجهها الحائر وهز رأسه قائلا:
" كلا لا أظن ذلك".
ورفع يده ومس خدها مضيفا:
" لم ينته شيء بعد , بل إنها البداية يا جيردا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a man without mercy, مارجري هيلتون, لحظات الجمر, margery hilton, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية