كاتب الموضوع :
أمة اللة
المنتدى :
أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
الفصل السابع
وهرولت اليكس الى داخل المنزل وأغلقت الباب خلفها..
وسمعت جيرالد يقول :
-لا تغلقى الباب..
واسعفها ذهنها بالجواب المناسب..
قالت بسرعة: أخشى أن يغزو البعوض المنزل وأنا امقت البعوض..هل تتوهم اننى سأغازل الجزار أيها الأبلة؟
وما أن وصلت الى الردهة حتى اختطفت سماعة التليفون وطلبت رقم فندق (السائح)
تم الأتصال بينها وبين الفندق على الفور فسألت:
ألايزال مستر ديك وندفورد بالفندق؟ هل أستطيع التحدث الية؟
ثم وثب قلبها بين ضلوعها.. فقد دفع زوجها الباب ودخل..
قالت فى دلال:
- اذهب يا جيرالد..أرجوك.. اننى لا أحب ان ينصت الى أحد وأنا أتحدث بالتليفون!
فضحك وقال وهو يلقى بنفسة على أحد المقاعد :
-أهو اجزار من تتحدثين الية حقا ؟
فأسقطفى يدها وتملكها اليأس..
لقد فشلت خطتها مرة أخرى..
بعد قليل سيتناول ديك السماعة ويتحدث اليها فهل تجازف بكل شىء وتصرخ وتطلب النجدة؟
وأنها فى أشد حلات اليأس اذ بها ترى الزر الصغير المثبت بالسماعة الذى يسمح لصوتها أو لا يسمح
لة بالوصول الى الطرف الأخر..
وأوحىاليها هذا الزر بخطة جديدة..
قالت لنفسها:
-انها خطة صعبة التنفيذ .. لأنها تتطلب اليقظة وحضور الذهن وحسن اختيار الكلمات المناسبة
مع الجرأة وعدم التردد ولكنى أعتقد أننى أستطيع تنفيذها بل يجب أن أنفذها..
وسمعت صوت ديك وندفورد فى الطرف الأخر..
فضغطت الزر قائلة:
-مسز اليكس مارتن تتكلم من منزل البلابل..احضر..
ثم رفعت اصبعها عن الزر فانقطع الأتصال التليفونى
ولكنها مضت تقول:
-غدا صباحا رطلين من لحم العجول.
وضغطت الزر ليحدث الاتصال التليفونى.. واستطردت قائلة:
إن الأمرهام جدا
ورفعت اصبعها عن الزر ومضت تقول:
-شكرا لك يا مستر هاثواى ومعذرة لأزعاجك فى مثل هذا الوقت من الليل ولكنها..
وضغطت الزر واستطردت قائلة:
- مسألة حياة أو موت..
ثم رفعت اصبعها عن الزر قائلة:
- حسنا .. غدا صباحا..
وضغطت الزر وقالت:
- بأسرع ما يمكن
ثم وضعت السماعة واستدارت نحو زوجها وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة..
قال لها: أبهذا الأسلوب تتحدثين إلى الجزار ؟
فردت وهى تصطنع المرح:
-انه أسلوب النساء أيها العزيز..
كانت وجنتاها موردتين من فرط الانفعال ..
أن جيرالد لم يلاحظ شيئا.. أما ديك سواء فهم أو لم يفهم ..فأنة سيأتى حتما.
وانتقلت الى غرفة المعيشة وأضاءت المصباح.
قال جيرالد وهو ينظر اليها بفضول ودهشة:
-أراك ممتلئة نشاطا وحيوية؟
فأجابت:
-لا غرابة فى ذلك فقد زال الصداع!
وجلست فى مقعدها المألوف.. وابتسمت لزوجها وهو يتهالك فى المقعد المقابل.
لقد نجحت!
الساعة الأن الثامنة و25 دقيقة ومن المحقق أن ديك سيحضر قبل أن تدق الساعة التاسعة
قال جيرالد شاكيا:
- لم تعجبنى القهوة التى أحتسيتها الآن كانت مرة المذاق.
فردت:
-لقد صنعتها من نوع جديد من البن على سبيل التجربة وما دامت لم تعجبك فلن أبتاع هذا النوع مرة أخرى.
قالت ذلك وتناولت قطعة من القماش وأخذت تطرزها بينما شرع جيرالد فى قراءة أحد الكتب.
ولكنة ما لبث أن نظر إلى الساعة وطرح الكتاب بقربة وتمتم:
- الساعة الآن الثامنة والنصف..وقد آن لنا أن نذهب إلى القبو لتحميض الأفلام
فسقطت قطعة القماش من يد اليكس ..
وردت بأضطراب:
-لا يزال الوقت مبكرا فلننتظر حتى الساعة التاسعة
- كلا يا فتاتى.. أنني حددت الساعة الثامنة والنصف موعدا للعمل.. حتى يتسنى لك أن تأوى الى فراشك فى ساعة مبكرة.
ولكنى افضل الانتظار حتى الساعة التاسعة.
-أنت تعلمين اننى ألتزم دائما بالموعد الذى أحددة هلمى بنا يا اليكس انى لن أنتظر دقيقة أخرى.
فنظرت إلية.. وشعرت على الرغم منها بموجة من الذعر تغشى جسدها!
لقد سقط القناع أخيرا.
رأت يدية ترتجفان وعينية تتألقان ولاحظت أنة لا يكف عن ترطيب شفتية الجافتين بلسانة!
لقد تملكتة شهوة القتل ولم يعد يهتم بإخفاء انفعاله ولهفته
وتمتمت اليكس لنفسها :
- نعم انه لا يستطيع الانتظار أنة كالمجنون!
ومشى أليها وألقى بيدة على كتفها وأنهضها عنوة وهو يقول:
- هلمى يا فتاتى وألا حملتك إلى القبو.
قال ذلك بهدوء ولكن بصوت ينطوى على وحشية روعتها
وبحركة فجائية اودعتها كل ما تملك من قوة تخلصت من قبضتة وتراجعت حتى التصقت بالجدار.
كانت بلا حول ولا قوة وليس فى استطاعتها الفرار.. بل ليس فى مقدورها أن تفعل شيئا على الأطلاق وها هو يقترب منها.
قال: هلمى يا اليكس
فصرخت: كلا.. كلا!
وبسطت يديها كأنما لتدفعة عنها وصاحت:
- قف يا جيرالد.. أريد أن أقول لك شيئا.. أريد أن اعترف لك.
فتوقف وقال بفضول:
- تعترفين؟
كانت كلمة الأعتراف هى أول كلمة تبادرت ألى ذهنها فنطقت بها دون أن تعى..
ثم أرادت أن تثير اهتمامة وتصرفة عما عزم علية فمضت تقول فى يأس:
- نعم أريد أن أعترف لك
فنظر إليها بأذدراء وسأل:
-بعلاقة بينك وبين عاشق آخر فيما أظن؟
- كلا .. أريد أن أعترف لك بشىء آخر.. يمكنك ان تسمية جريمة
ولاحظت على الفور انها مست وترا حساسا وأنها استطاعت أن تثير أهتمامة..
وأشعرها ذلك بالطمأنينة .. وبأنة لا يزال فى مقدورها أن تسيطر على الموقف.
قالت فى هدوء:
-يحسن بك أن تجلس ..
ومضت الى مقعدها فجلست علية وأكثر من ذلك أنها انحنت وتناولت قطعة القماش التى كانت تطرزها.
كانت تتظاهر بالهدوء والثبات ولكن عقلها كان يعمل بسرعة..
لتلفيق قصة خليقة بأن تثير فضولة واهتمامة الى أن تأتى النجدة.
وبدأت تتحدث ببطء وقالت
- لقد قلت لك مرة أننى عملت كاتبة اختزال طوال خمسة عشر عاما ولكن تلك لم تكن الحقيقة..
الحقيقة هى اننى انقطعت عن العمل مرتين.. الأولى وأنا فى الثانية والعشرين من عمرى حين
التقيت برجل متقدم فى السن .. يملك ثروة صغيرة فأحبنى وطلب الأقتران بى فوافقت وتزوجنا !
وتريثت قليلا ثم استطردت قائلة:
-وبعد الزواج اقنعتة بالتأمين على حياتة لمصلحتى.
ورأت دلائل الاهتمام على وجة زوجها فمضت فى حديثها بمزيد من الثقة والاطمئنان قالت:
- وحدث خلال الحرب اننى عملت بعض الوقت فى صيدلية أحد المستشفيات العسكرية00
وعرفت الكثير عن العقاقير النادرة والسموم.
وصمتت ونظرت الية
كان اهتمامة المفرط واضحا فى عينية.. ولا عجب فأن المجرم يهتم دائما بأنباء الجرائم
وهى قد قامرت على هذة الحقيقة ونجحت..ونظرت خلسة إلى عقربى الساعة.
كانت الساعة قد بلغت الثامنة و35 دقيقة
قالت:
-كان يوجد نوع من السموم على شكل مسحوق أبيض تكفى كمية قليلة جدا منة لقتل من يتناولها..
أنت تعرف شيئا عن السموم البس كذلك؟
ألقت هذا السؤال على سبيل الاختبار حتى اذا كان الجواب بالإيجاب توخت الحذر فى قصتها
ولكنة أجاب :
- كلا اننى لا أعرف عنها إلا القليل.
فتنهدت بأرتياح وردت:
- لا شك أنك سمعت عن عقار الهيوكسين ؟ ان مفعول ذلك السم لا يختلف عن مفعول الهيوكسين مع فارق واحد
هو أنة لا يترك اثرا وأى طبيب يفحص جثة من يموت بة لا يسعة الا أن يقرر أن الوفاة طبيعية
نتيجة هبوط فى القلب.
وذات يوم سرقت كمية صغيرة من السم واحتفظت بها
وصمتت لتستجمع أفكارها فقال جيرالد:
- استمرى
-كلا اننى خائفة سأروى لك القصة فى وقت آخر.
فصاح وقد نفذ صبرة:
بل الأن اريد أن أسمعها الآن
- كان قد مضى على زواجنا شهر واحد وكنت أعامل زوجى العجوز بكل رقة ولطف فراح يمتدحنى ويطرى
صفاتى ويتحدث عن اخلاصى الى الأصدقاء والجيران حتى أستقر فى ذهن الجميع اننى زوجة وفية تحب
زوجها وتتفانى فى خدمتة وارضائة.
وكنت أعد لة القهوة بنفسى كل مساء!
وذات ليلة كنا وحدنا أعددت لة القهوة كالمعتاد ووضعت كمية من ذلك السم فى قدحة
قالت ذلك وتريثت .. وتشاغلت بوضع الخيط فى الإبرة فى هدوء!
لم يكن قد سبق لها أن مثلت دورا ولكنها كانت فى تلك اللحظة
تضارع أعظم ممثلة وقفت على خشبة المسرح.
كانت فعلا تعيش دور القاتلة ذات الضمير الميت والقلب الآسم !
[COLOR=purple][/COLOR]
|