كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قالت:
" اننى اكتب لها رسائلها ايضا؟"
لم تكن تشارلى تريد ان تبدو وكأنها تدافع عن نفسها, ولكن يبدو انه اصاب من نفسها وترا حساسا. لقد سبق وحاولت اقناع مخدومتها بان ليس لها ان تستلم راتبا كاملا لما هو الان, فى الواقع, عمل جزئى ولكن هذا ليس من شأنه. وشخصيا وجدت من الدناءه من جانبه. فى اول زياره لعمته بعد اكثر من عام. ان يستوجب عمته تلك عن المبلغ الذى تدفعه لمدبره المنزل. لقد كان الحق مع برايان حين قال ان بول ساريزن هو مادى طماع لا يتورع عن شئ. اجابها هو بصوت ناعم لطيف ينضج شخريه كرهتها هى فى الحال:
" اه, نعم الرسائل"
علمت من دون ان يخبرها احد, انه كان يتذكر الرسالتين جافتين منها. وتابع قائلا:
" لا بد انها كانت تأخذ كثير من وقتك. اخبرينى, هل تحتاجك عمتى الى ان تكتبى الى اناس كثيرين غيرى؟"
اجابت:
" كلا"
كان علينا ان تعترف بذلك.
فقد كان يعرف الجواب على كل جال. ولما شعرت بانها تحشر فى الزاويه دون اى مبرر. استدار اليه ثائره. وقد اشتعل غضبها لان كل ما يقوم به. انها يتعلق بمناقشتها هى نفسها منذ اسابيع مع عمته عندما احتجت لديها على استمرارها فى دفع راتبها كاملا لقاء عملها السابق كمدبره منزل وسكرتيره ومرافقه. فى حين انها لم تعد تقوم بكل هذه الامال.
قالت:
" ولكن الانسه ماكنزى قالت ان فى استطاعتها دفع المبلغ"
قال:
" اه, اننى متأكد من انها قالت ذلك... ولكن, ليس هذا هو الموضوع, اليس كذلك؟"
قالت بحده وقد حدست بغريزتها. بما يريد ان يقول, ولكنها لم تكن, فى الحقيقه, تصدق انه يعتقد فعلا بشئ كهذا. قالت:
" ما هو الموضوع اذا؟"
اجاب:
" لو ان لدين اى نوع من النزهه, لما سألت هذا السؤال. انك تسلبين همتى بالتحايل, يا انسه هارينغتون, محاوله ان تبتزى منها قدر استطاعتك باقل مقابل تقدمينه من ناحيتك"
تملك تشارلى الغضب ولم تعد تدرى ما تقول, فاخذت تقول لاهثا:
" لماذا انت.... انت..."
واعوزتها الكلمات المناسبه فى مثل هذا الموقف, ثم انفجرت متابعه قولها:
" كيف تجرؤ على ان تهيننى فى منزلى؟ اريدك ان تخرج الان وتتركنى وحدى"
ومالبثت, وقد فقت اعصابها تمام,ان امسكت بذراعيه واخذت تدفعه نحو الباب.
قا هو بهدوء دون ان تسطيع زحزحته:
" اه. ولكن هذا غير ممكن كما ترين. انك نسيت ان هذا المكان قد اصبح بيتى. مؤقتا على الاقل"
واذا وصل الامر الى التحدى. فان فى استطاعه تشارلى ان تدعى نفس الشئ. ولما كانت قد نسيت انه ضيف مستأجر. فقد صدمها التذكير بهذه الحقيقه. فتجمدت فى مكانها. ثم ارخت قبضتيها عم ذراعيه كما لو كانتا قد احرقتاها. ولكن الحقيقه كانت اكثر تعقيدا من لك, لامر ما لم تشأ ان تواجهها.
ان ما صدمها. وسبب الاضطراب لها.هو ان تجد ان كلمه " الاحتراق" كانت اقرب وصف لما شعرت به. اذ انه فى اللحظه التى غرزت فيها اصابعها فى عضلات ذراعى بول القويتين. وشعرت بالدفء المنبعث منهما من خلال قمصيه القطنى. احست بما يشبه الصدمه الكهربائيه تشع من اطراف اصابعها الى كل عصب فى جسمها. ليصل الى قلبها فينفص هذا بعنف مما جعلها تخشى ان يتوقف عن الخفقان , لقد ابعدت يديها عنه بسرعه لانها, مهما حاولت الانكار بينها وبين نفسها. اذا هى اطالت بقاءهما لحظه واحده لوجدت نفسها ضغط عليهما ولما استطاعت مقاومه التصرف ابعد من ذلك. ودفعها هذا الشعور نحو هذا الرجل الذى تكن له كل تلك المشاعر المقيته. دفعها الى الشك بسلامه عقلها.
انها لا تستطيع ان ترى ايه جاذبيه فى هذا الرجل. وعندما حدثها برايان عن ابن خالته هذا. نفرت من الصوره التى اظهره بها رجلا انانيا قاسى القلب. وشعرت انها ى يمكن ان تحب اىشئ يتعلق ببول ساريزن. ومنذ ان قابلته لاول مره. بدل ان شكوكها هذه كانت صحيحه. اذ ام تجد ما يغير من نظرتها السيئه اليه. اما ما احدث ذلك الاندفاع العنيف نحوه.. وهزها داخليا. فقد ارغمت تشارلى نفسها على ان تواجه كلمه" الرغبه" اذ انها اكلمه الوحيده التى تفسر ما انتابها من احاسيس غامضه.
قالت:
" اننى لا اريدك هنا"
ولم تهتم لتصرفها الصبيانى ولا للهجتها. وفى اعماقها تغلى المشاعر وخوف قوى مما يمكن ان يحدث لو ان هذا الرجل بقى فى بيتها ينام. ويستريح فى غرفه الجلوس ويتناول الطعام معهم على نفس لمائده..ز ولم تستطع ان تتمالك نفسها من ان تنابها رجفه شملت جسمها راجمعه. لقد كانت الغرفه الى اعتادت امها ان تؤجرها هى بقرب غرفه تشارلى تمام.
عادت تقول:
" يمكنك ان تجد مكانا اخر"
اجاب بجمود واقضاب:
" ام لجد مكانا اخر"
وشعرت هى وكأن هذا الجواب دفعها بعنف الى جدار حجرى. واستدار تواجهه لتذهل وهى تراه يبتسم. ولكنها, بعد احظه, فكرت فى ان( الابتسام) ليش بالشئ المناسب فى هذه الظرف, ذلك ان الابتسام يعنى الدفء ويبعث على الراحه. ولكن ابتسامه هذه بعثت بمشارع البروده فى اعماقها. وتصورتها ابتسامه الافعى قب ان تلدغ ضحيتها.
قال:
" فى الحقيقه. اظن ان العمع اميلى معها كل الحق حين قالت ان الاقمه فى هذا البيت ستناسبنى تمام. وجعلتنى افهم ان امك ستكون مسروره يوجودى هنا, لاشياء تتعلق بالاسك الكهربائيه"
حدثت تشارلى نفسها بانها قد ابتدأت تفهم الان كيف بنى لنفسه تلك السمعه الاسطوريه كونه باحثا محققا لا يقف فى امها هذه المعلومات ولكن, تبا له, فقد كان على حق, لم تكن الاسلاك الكهربائيه فى الكوخ قديمه جدا, ولكن كان يخشى منها من انلاع حريق, فيجب, لهذا, استبدال السخان المركزى قبل حلول الشتاء. وكان اليأس يجتاح امها من العثور على النقود اللازمه للانفاق على ذلك. وكان الايجار الذى سيدفعه بول لغارفته. لا يكاد يفى التكاليف ولكنه يمكن ان يساعد على ذلك, فالان, ثمه حاجه قصوى لاى مبلغ مهما كان تافها.
ثم خطر فى بالها انه, بالنسبه الى شخص يسيئ الظن فيها دون اى مسوغ, اذا هو اكتشف حاجه اهلا الماديه. فسيكون فى هذا البرهان الكافى على صحه شكوكه فى
|