كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قال ساريزن بصوت يشوبه الغضب والبرود:
" وما شانك انت بهذا؟"
تراجعت هى خطوه الى الخلف وقد جف حلقها. بينما تابع هو قائلا:
" لم هذا التدخل فى شؤون الاخرين, وامورهم التى لا خصك, بينما لم اعرف بعد اسمك ولا طبيعه عملك هنا؟"
قالت:
" اسمى تشارلى... تشارلى"
كانت على وشك ان تقول شارلوت, ولكن الخوف الذى سبق وتملكها, قبل ان, من ان يعرف هذا الرجل الخطر انها فتاه, هذا الخوف عاد اليها لتتمسك باللقب الذى يطلقه عليها الجميع ما عدا عمتها والانسه اميلى اللتين كانتا تدعو انها باسمها الكامل, وتابعت تشير الى الصبى:
" هذا تومى نيوتن"
قال:
" وماذا تفعلان هنا, يا تشارلى نيوتن؟"
اجابت:
" لا... لا شئ"
انستها الخطوات الثلاثه التى خطاها نحوها, حقيقه انه ظن انهما اخون وان اسمهما واحد هو نيوتن. وقالت والكلمات تخرج من فمها بشبه حشريه:
" لقد كنا... كنا نتنزه, ثم.."
اكل كلامها قائلا:
" ولانكما تعلمان ان الانسه ماكنزى فى المستشفى, فقد جئتما لتسرقا البيض"
فقالت وهى تنكر التهمه بعنف:
" كلا...ز لم نكن نقوم بمثل هذا ال...."
لكنه لم يسمح لها بان تنهى كلامها, فقال:
" ان وجودى هنا لابد افسد عليكما هذه اللعبه. حسنا, اعلما ان ايامكما التى كنتما تسرقان فيها البيض قد انتهت. ربما كانت الانسه ماكنزى فى المستشفى, ولكن هذا لا يعنى ان تكون املاكها مباحه للصوص الصغار امثالكما"
قالت محاوله لاحتجاج:
" اسمع الان..."
لكنه قاطعها بعجرفه:
" كلا, بل اسمعها انتما, مادامت عمتى فى المستشفى فانا المسؤول هنا, وانا انذركما بانكما ستندمان اذا ما وجدت مره اخرى ايا منكما فى ارضى هذه"
قالت دون ان تبالى بسماعه لها:
" لن يكون ندمنا اكثر معا هو الان"
لقد كانت كلماته تحرقها, وكذلك عجرفته وهو يقول ( ارضى) مما اضافت وقودا الى نار غضبها.
قال:
" والان, اخرجا من هنا"
قالت:
" اه, اننا ذاهبان"
امسكت تشارلى بيد توم وسارت خطوات نحو الطريق وهى تعلم ان ايه كلمه اخرى منها ستزيد الامر سوءا رغم تحرقها الى ان تخبر هذا الرجل القاسى اقلب رأيها فيه. وكادت تدير ظهرها الى السياج الذى يحيط بارض مخدومتها, عندما تراءى لها وجه هذه كما راته لاخر مره, شاحبا نحيلا ممتقعا لا يكاد يختلف عن الوساده التى كان رأسها ملقى عليها , وغلى دمها من الغضب مما جعلها تتخلى عن الحذر, فعادت تحوم حول المكان مره اخرى قائله له:
" لكننى اريد ان اخبرك شيئا, ايها السيد, اننى المسؤوله هنا. انها ليست ارضك يا ساريزون ولن تكون ابدا اذا كان ثمه عداله فى هذا العالم, انك لست ابن الاخ الوحيد عندها. فهناك برايان موتون ايضا. وهو, فى رأيى, له نفس الحق الذى لك انت, ان لك يكن اكثر, بالنسبه الى املاك عمتك"
لاحظت ان كلامها لم يعجبه, وتملكها موجه من الخوف وهى ترى برود الثلج فى عينيه وقد ازداد تقلص وجهه. كما ان الغضب جعل وجهه وكأنما قد من الصوان. وتذكرت ما قاله برايان مره عن الكراهيه المتبادله بينه وبين ابن خالته هذا, ولكن نظراتها الى وجه بول ساريزن جعلتها تدرك انه لم يقدر هذا الامر تمام.
وكان المنطق والحذر ينطلبان من تشارلى ان تسكت مكتفيه بما قالته, ولكن حده طبعها جعلتها تفقد اعصابها فلم تستطع مقاومه رغبتها فى ان تلقى فى وجه الرجل الغاضب امامها باخر ما فى جعبتها, فتابعت قائله:
" كان عليك ان تفكر فى امالك فى الارث قبل ان تهجر عمتك بهذا الشكل. وانا متأكده من انك ستدرك فداحه غلطتك هذه عندما ترى عمتك وقد فضلت عليك اقرباءها الاقل انانيه منك"
لم تنتظر لترى نتيجه هجومها الاخير هذا. اذ انها تذكرت اخسرا مسؤوليتها عن سلامه توم, هذا اضافه الى سلامتها هى. وهكذا قررت انها قالت ما يزيد عن الكفايه فقبضت على يد ابن عمتها الصغير, وانطلقا معا دون ان تكلف نفسها هناء القاء نظره خلفها على حفيد اخ اميلى ماكنزى الكريه ذاك والذى حدثت نفسها بأنه سيبقى فى ذاكرتها ابدا كأحد ابغض الاشخاص الذين قابلتهم. الى كقضاء واجب ليس الا, امله ان يذهب اليوم بعد الظهر الى المستشفى لاثبات وجوده, ثم يخرج عند انقضاء موعد الزياره الى حيث لن ترى وجهه مره اخرى, ذلك انمقابله واحده لبول ساريزن هى اكثر من كافيه بالنسبه اليها.
|