كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لكن الاهم من ذلك كله هو ان يصفهما بالغلامين مما يظهر ان سروال الجينز والكنزه الكحليه اللذين ترتديهما قد اخفيا كل مظهر للانوثه فى جسدها, هذا بالاضافه الى القلنسوه الكبيره التى تخفى شعرها الاشقر الذى يصب الى كتفيها, وكذلك وجهها الخالى من ايه زينه على الاطلاق ما عدا مسحوق مرطب للبشره, كل ذلك جعلها تبدو له غلاما, وربما الاخ الاكبر لتوم.
وتبعا لوضعها الحالى, واحتمال التهديد من قبل هذا الرجل اذا هو ادرك انها ليست غلطته وهذه تشعر بالارتياح. ولكنها, بدلا من ذلك, شعرت بطعنه فى كبرياء انوثتها لوصفه المزرى ذاك لها ولكنها سرعان ما تخلت عن افكارها هذه ليحل محلها ادراك اكثر اهميه, وهو انه ذكر اسم اميلى ماكنزى بكل الفه. فسألته:
" من انت؟"
وبدا لها للحظه , انه لن يجيبها عن سؤالها, اذ نظر اليها وقد ظهر عليه وكانه وجد سؤالها هذا وقحا لا موجب له, ولكنه مالبث ان هز كتفيه دون اكتراث وهو يقول:
" اسمى بول ساريزن"
قال ذلك بتعال لا يتضمن فقط انها تتدخل بهذا السؤال , فى ما لا يعنيها, بل وكأنه مرفوض انها لا بد سمعت باسمه من قبل... وكان هذا صحيحا كما اعترفت تشارلى لنفسها وهى تخفى شعورها العدائى لدى سماعها باسمه.
هتف توم بتسرع الصبيان:
" اهو عجبا! انت اذن ابن الاخ الكريه؟"
لا شك فى ان العمه جين كانت تشتد فى تعنيفها لو هى سمعته يتلفظ بمثل هذا الكلام الانى دون زجر منها. ولكن قلبها لم يكن ليطيعها فى زجره. وخصوصا وهو يعبر, بكلماته هذه, عما فى نفسها هلا, وفى الواقع ان توم كان قد كون رأيه غير الحسن فى هذا الرجل من تعليقاتها هى التى كانت تلقيها جزافا, لانه مثلها هى, لم يكن قد راّه ابدا من قبل, وانما العمه ماكنزى قد ارتها صورا له. بالطبع, وهذا يفسر شعورها بانها ربما سبق ورأته من قبل, ولكنه فى الصور كان يبدو احدث سنا لا يشبه ابدا هذا الرجل ذا الوجه القاسى المشاكس. وشعرت تشارلى بما يشبه الغثيان وهى تفكر فى مدى الحب والزهو اللذين كانا يظهران فى ملامح السيده العجوز وهى تريها هذه الصور الغاليه.
اجاب بول ساريزن باقتضاب:
" فى الواقع, ابن بنت الاخ"
ولم يظهر صوته اى استياء كم كلمات توم الصغيره ولكن تأثير ذلك ظهر فى الغضب الذى ساد ملامحه. وتابع:
" ان اميلى ماكنزى هى اخت جدى"
فكرت تشارلى بازدراء فى انه يؤكد قرابته الان.. اى عندما وجد فى ذلك مصلحه له. ومن المؤسف انه لم يفعل ذلك من قبل عندما كان لهذا الامر اهميه اكبر كثيرا منها الان.
قال:
" لقد جئت لزيارتها"
لم تستطع تشارلى ان تكتم رنه الغضب فى صوتها وهى تقول:
" بقد تأخرت كثيرا"
ولكنها ندمت لما قالته حالما افلتت الكلمات من شفتيها. وذلك حينما رأت وجه بول يشحب من الغضب وسألها بحده:
" لماذا؟ هل ماتت؟"
فكرت تشارلى فى نفسها ان من لا يعرف حقيقته يظن انها ذات اهميه حقا لديه, ولكنها هى تعلم كل شئ. اذ طالما امضت الساعات مع الانسه اميلى ماكنزى تستمع الى احاديثها عنه اذ كان عزيزا عليها جدا. وكانت تعدد لها كل كل جائزه تلقاها. وكيف سافر الى ما وراء البحار, مرسلا اليها بطاقات من كل انحاء العالم, انما نادرا ما كان يرسل رسائل كامله وهذا كان يعنى لها الكثير. فقط بعض الماحظات يخطها بسرعه... حتى هذه قطعها عنها فى المده الاخيره. وسادت القسوه ملامح تشارلى وهى تتذكر كل هذا رغم جهودها فى تمالك مشاعرها, ولكن الازدراء بان على شفتيها وهى تقول:
" كلا. لم تمت"
وكان صوتها ينضج بالغضب والاشمئزاز اللذين كانت تشعر بهما. ذلك انها, فى مناسبات كثيره فى الاشهر الماضيه. كانت ترى وجه اميلى ماكنزى يشرق كلما سمعت وقع خطوات ساعى البريد. لتغمرها, بعد ذلك بخيبه امل عميققه اذ تدرك ان حفيد اخيها الحبيب ما زال يهملها. وتابعت تقول:
" ولكنها ما زالت مريضه جدا كما كانت فى الثلاثه اشهر الاخيره"
قالت ذلك بحده ودمها يغلى من الغضب. وكان قد سمح لها عده رات فقط بزياره مخدومتها العجوز بينما كانت هذه تكافح للشفاء من النوبه التى انتابتها والتى كادت تقتلها ولم تكن هى لتحتمل النظر الى تيلك العينين الزرقاوين الباهتتين وهما تملئان بالدمع عندما لا تجد هى مناصا من الاعرتاف بعد تلقى اجوابه رسائلها التى كانت قد ارسلتها تخبر بها بول ساريزن عن مرض عمته.
لقد ارسلت الى هذا الرجل خمس رسائل, اثنتين منها الى عنوان منزله فى لندن. والقيه بولسطه كتب الصحيفه التى يعمل فيها. وبهذه الطريقه, استطاعت تشارلى ان تضمن وصول الرسائل الى جهه فى العالم يكون فيها ولم يدركها اليأس من تلقى جواب منه الا بعد الرساله الاخيره التى لم يجب عليها حتى ببطاقه او باقه ورود تصل الى جانب سرير اميلى ماكنزى, معترفه بان ما سبق وقاله برايان كان صحيحا وهو ان بول ساريزن لا يهتم مثقال ذره بحب عمته له, مهما كان مقدرا هذا الحب
|