لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-12, 12:12 PM   المشاركة رقم: 156
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الحادى عشر


تجاوب رنين الهاتف فى مسامع تشارلى وكأنه ات من مكان سحيق , كانت اذناها وكأنما حشيتا بالقطن فهى لا تكاد تسمع. وتقلبت فى فراشها وهى تتافف دافنه وجهها فى وسادتها. واستمر رنين الهاتف ملحاحا ليعلو معه تأففها.
وجاءها صوت من مكان ما يقول:" سأجيب انا عليه"
وفيما كانت تحاول استجماع افكارها, سمعت وقع اقدام بول ينزل السلم الى القاعه حيث الهاتف. وتناهى اليها صوت السماعه ترفع من مكانها, ثم صوته وهو يجيب:
" الو. من؟ رون؟ مرحبا"
كان رون اسم رئيسه فى الصحيفه, كما تذكرت تشارلى. وتمطت تحت الاغطيه.
وتحركت رافعه رأيها قليلا تستمع الى ما يقوله بول:
" طبعا سأكون هناك. اننى لا اريد ان يفوتنى هذا... على فقط ان اسوى بعض الامور البسيطه هنا"
وارهق تشارلى بذل هذا الجهد للاستماع . ولم تستطع المتابعه, وسرعان ما عادت تحلم باحداث الليله الماضيه.
"شارلوت..."
وايقظها من احلامها صوت بول الرقيق بهمس باسمها فى اذنها.
وحاولت هى ان تفتح عينيها عبثا, واذخت تهمهم, وسمعت ضحكته الدافئه, من محاولاتها هذه, ثم قال:
" لا تهتمى, يا حبيبتى, اسمعينى لحظه فقط ثم عودى الى النوم, على ان اخرج الان .. هذا ضرورى"
كان تأكيده هذا وهو يراها تعبس وهى مغمضه عينيها, ثم تهمهم محتجه.
لم تكن تريده ان يذهب الى اى مكان. كانت تريده ان يبقى بقربها. وتحركت, ومازالت عيناها مغمضتين, تمسك بيده تمنعه من الخروج.
وعاد هو يضحك منها قائلا:
" لا بد لى ان اذهب. ان عندى مقابله"
وفتح اصابعها المنقبضه على رسغه. برفق, حتى تحرر منها. ثم قبلها على شعرها وهو يتحول نحو الباب.
وفجأه, وشعرت تشارلى بالخوف يسيطر عليها, ليجعلها فى اتم يقظه, وفتحت عينيها لتلمح ظهر بول متواريا وهو يغلق الباب خلفه. ولكن هذا كان كافيا لكى تشعر بطعنه فى قلبها وهى تراه مرتديا تلك البذله الرماديه الانقيه التى كان يرتديها عندما خرجت معه الى العشاء فى مطعم تشالمورث هاوس.
هنالك شئ ما ... وشعرت بكلابات مؤلمه تعتصر فؤادها. وقفزت من السرير بدون تفكير. وسمعت الباب الخارجى يصفق. وهرعت الى السلم تهبطه راكضه الى الباب فى الوقت الذى كانت فيه سياره بول تتوارى فى الشارع.
وعادت تشارلى الى المطبخ. ووضعت ابريق الشاى على النار. ثم جلست تحاول لملمه افكارها المشتته, فى محاوله لفهم السبب فى هذا الحدس الذى انتابها, وعلت تقتنع بان شيئا مفزعا قد حدث.
ان ذلك لا يعود لشئ فعله بول, ليس بالنسبه اليها,على الاقل. وحملت فنجان القهوه عائده الى غرفتها, حيث دخلت الحمام. وتحت الماء تصلب جسدها وهى تفكر فى ان الامر هو ما سمعته فى تلك المحادثه الهاتفيه من كلمات متفرقه فى اثناء نومها المتقطع.( طبعا سألكون هناك ....... اننى لا اريد ان يفوتنى هذا..... على فقط ان اسوى بعض الامور البسيطه هنا...) كان يتكلم الى رئيسه رون, ثم, بعد ان جاء يودعها بقبله على راأسها, قال شيئا عن مقابله ما.
وهزت الصدمه فؤادها. ووقفت دون حراك, غير شاعره بتدفق الماء على جسدها وقد امتزج فى نفسها الالم بالحقيقه المره لتكون لما حدث , صورة جعلت فى نفسها تتلوى الما , لقد تلقى بول مخابره هاتفيه من رئيسه فى العمل الذى كما يبدو من رده الفعل عند بول, قد عرض عليه مشروعا جديدا لابد انه عظيم الاهميه مما جعل بول, كما هو معروف عنه, لا يتردد فى القبول. كما بدا من جوابه ذاك فى الهاتف,(لا اريد ان يفوتنى هذا) الى اين سيذهب هذه المره؟ هل الى غواتيمالا مره اخرى؟ ام الى بلاد اخرى فى اميريكا الجنوبيه لو ربما سيسافر الى طرف اخر من العالم؟
وخرجت من الحمام حيث اخذت تجفف جشدها بشكل الى عنيف ليس ذلك الرجل الذى يستقر فى مكان واحد. فهو فى ذلك, مثل بول وهى لم تتوقع منه قط ان يمكث فى بارفورد كل هذا الوقت الذى امضاه فعلا, كانت تعلم انه سيتابع طريقه فى اقرب وقت , سعيا وراء قصه جديده للصحافه.
ولكن ذلك كان قبل ان تقع فى غرامه. وهذا الذى اصبح يعنى لها كل شئ. والذى اصبح كل العالم بالنسبه اليها كل شئ. والذى اصبح كل العالم بالنسبه اليها. الا يعنى له هو. شيئا؟ وكانت ترتدى الجينز وفوقه قميص مشجر مقفلو, عندما عادت الى ذهنها بقيه مقوله بول بول فى الهاتف(على فقط ان اسوى بعض الامور البسيطه هنا)
منتديات ليلاس
وغامت عيناها العسليتان, واثقلهما الالم وهى تشعر بطعنه نجلاء فى فؤادها ,(اسوى بعض الامور؟) انه يريد ان ينظم الامور قبل ان يذهب فى طريقه, وربما لن يلقى عليها نظره اخرى.
وتصاعدت دقات ساعه الحائط من القاعه لتعلم منها, ذاهله ان النهار قد انتصف , لقد نامت اكثر كثيرا مما كانت تظن. ولكن ماذا قد انتصف. لقد نامت اكثر مما كانت تظن. ولكن,ماذا يهمها الوقت؟
ان امامها بقيه النهار قاحله موحشه قد خلت من كل معنى للحياه. وكان التفكير ف رؤيه بول مره اخرى هذا المساء والذى اعتاد ان يجعل قلبها يخفق سرورا, متمنيه لو تمضى الساعات سراعا. هذا التفكير جعلها الان توشك على البكاء بصوت عال. وهى مثله هوو, ترى فى ما حدث الليله الماضيه. مجرد متعه زالت وانتهت دون ان تترك خلفها اى شعور.
كانت دقات الساعه تذكرها كذكلك, بوعدها لمخدومتها بان تزورها هذا النهار. ولكنها لم تستطع التفكير فى انها ستواجه بول هناك مره اخرى , ربما لافضل ان تذهب مبكرا حيث يكون بول مازال فى المقابله التى تحدث عنها, لقد صممت على القيام بشئ , شئ كان يجب ان تقوم به قبل الان بوقت طويل.
وهتفت الانسه اميلى حال رؤيتها لتشارلى تدخل عليها:
" تشارلى , عندى خبرا رائعا. انهم سيسمحون لى بالخروج من المستشفى فى الاسبوع القادم"
هتفت تشارلى بدورها:
" احقا؟ ما اجمل هذا"
كانت استجابه تشارلى لهذا الخبر من كل قلبها, ولكن, لتجفل بعد لحظه وهى تتذكر ما سبق وصممت على القيام به. فان للانسه اميلى الحق فى ان تعرف الحقيقه. وليذهب برايان الى جهنم. انها تعرف الان ان تأجيله مكاشفه عمته بالحقيقه, وتظاهره بانه يخاف عليها من نكسه اذا هو اخبرها, تعرف ان ذلك ليس الا حجه من ورائها اطاله امد الخطبه المزعومه قد الاستطاعه بامل ان تعيد عمته كتابه الوصيه فى صالحه.
وسألت تشارلى:
" امازلت تريديينى ان اشتغل عندك عندما تعودين الى البيت؟"
فاجابت الانسه ماكنزى:
" طبعا اريد ذلك يا عزيزتى, فانت تعرفين كم تسرنى صحبتك"
وتساءلت تشارلى عما اذا كانت السيده العجوز ستبقى على شعورها هذا عندما تعلم الحقيقه.
قالت:
" يا انسه اميلى, عندى شئ احب ان اطلعك عليه"
وقالت مخدومتها:
" لمذا يبدو عليك القلق. شارلوت؟ هل ذلك بسبب تلك الخطبه الحمقاء؟"
وشعرت تشارلى بالارتياح وهى تسألها:
" هل اخبرك برايان بالامر؟"
فاجابت:
" كلا . انه لم يفعل, لانه هذا لا يناسب خطته ابدا. ولكن هل ظننت حقا اننى لم ارتاب فى الامر؟ كنت فى البدايه. غير صافيه الذهن, ولم اكن لاستوعب شيئاو ولكن اخيرا , عندما ابتدأت افكر فى الامر, ادركت ما الذى كان يجرى ثم انكما لم يظهر عليكما ابدا مظهر المخطوبين"
ولم تستطع تشارلى ان تصدق هذا الطريقه الهادئه التى تقبلت الانسه ماكنزى بها الاشياء.
وقالت:
"انك اذن غير مستاءه منى؟ اعنى... اننى فعلت ذلك"
فقاطعتها:
" اننى اعرف لماذا فعلات ذلك. لقد ظننت ان هذا يسعدنى. اذ لا يمكن ان تكونى فعلت هذا لاى سبب اخر.
وبالنسبه الى برايان . فصرت اعرف طريقه تفكيره. اننى متاكده من انه قد سبق وتعاقد مع مشتر للمنزل النهرى . فهو لم يرغب قد فى العيش فيه"
وعندما رأت الحقيقه فى وجه تشارلى. اومأت براسها بحزن وهى تتابع:
" ربما كان اكثر هذا نتيجه خطأ منى انا. ما كان يجب ابدا ان اقول ان المنزل هو لمن يتزوج اولا. لم يكن وضعا صحيحا ابدا . ولم يكن لى الحق فى فعل شئ كهذا. فهذان الشابان يركه الواحد منهما الاخر منذ اليوم الذى التقيا فيه. وجئت انا لاقدم اليهما شيئا اخر يتقاتلان من اجله"
فقالت تشارلى :
" اظننى اعلم السبب"
فتنهدت السيده العجوز قائله:
" حسنا, يجب ان يكون المنزل النهارى منزلا لاسره. لقد اردت ان اراه مليئا بالاولاد مره اخرى"
وشبكت يديها الواحده بالاخره. وقالت قد تالق وجهها:
" ولكننى حسمت الامر. لقد قررت ان ابيعه"
لم تصدق تشارلى اذنيها, وهتفت:
" ماذا؟ اتبيعين المنزل النهرى؟ ولكنه بيتك الذى تعيشين فيه!"
فبدا على الانسه ماكنزى نفاذ الصبر وهى تقول:
" ولكنه كبير بالنسبه لسيده عجوز, يا عزيزتى, ينبغى ان تعلمى انت ذلك قبل الجميل"
فقالت تشارلى:
" ولكن... ولكن ما هو رأى بول فى هذا؟" ماذا سيقول بول اذا هور اآ عمته تبيع المنزل النهرى؟ المكان الوحيد الذى يعتبره بيته؟ وم تستطع تشارلى ان تتصور رده فعله لهذا. وعلى المستوى الشخصى, فكرت تشارلى فى ان بول. اذ بيع المنزل, فلن يعود هناك سبب يعيده الى بارفورد فى المستقبل.
وصعقت تشارلى عندما اجابتها الانسه ماكنزى:
" انه موافق تمام, ثم انه هو الذى اقترح بيع المنزل"
وهنا, شعرت تشارلى برأسها يكاد ينفجر من جراء هذه الصدمات التى تتقلاها . وهتفت بذعر:
" بول... هل اقترح بول ان تبيعى المنزل؟"واومأت الانسه اميلى برأسها وعلى وجهها ابتسامه اعتداد بالنفس.
فعادت تشارلى تقول:
" ولكن, كيف امكنه ذلك؟"
فاجابت:
" ولماذا لا تسأليه هو هذا السؤال؟ اننى متاكده من انه سيشرح لك اسباب ذلك, بعد, فانت لم تعودى مخطوبه لبرايان لكى تهتمى بالمنزل. اليس كذكل؟"
وانتبهت تشارلى الى التغير الذى بدا فى صوت مخدومتها, والى نظره ذات معنى فى عينيها الصغيرتين اللامعتين. هل من الممكن ان يكون هدف السيده العجوز من وراء ذلك, هو ان توقف التنافس المخيف على المنزل بين ابنى الخاله؟

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
قديم 22-07-12, 04:33 PM   المشاركة رقم: 157
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

وقالت بكأبه :
" ان بول لن يخبرنى بشئ "
ولماذا يشرح لها الامر فى حين انها لا تعنى له شيئا؟ ثم اليس فى اقتراحه لعمته بأن تبيع المنزل, برهان واضح فى انه لا ينوى العيش فى هذه المنطقه؟ او حتى العوده يةما ما . فى المستقبل؟
وسألتها الانسه ماكنزى بحده ادهشتها:
" وهل سألته؟ هل سبق وسألته مره عن خططه بالنسبه للمستقبل؟"
اجابت:
" لا اظنه كان سيخبرنى, فان الصله بيننا ليست قويه الى هذا الحد"
كانت تجاهد لكى تبقى لهجتها هادئه طبيعيه. ولكن, على كل حال, كان ما قالته صحيحا تمام, فان الصله بينها وبين بول لم تكن قويه وبسرعه اخذت تشارلى تتصنع السعال لتغيير مجرى افكاره هذه. وتقبلت شاكره, كوبا من الماء من مخدومتها لتكسب من الوقت ما تستعيد به صفاء ذهنها مما يمكنها من ان تدير الموضوع الى النواحى العاديه الى ان يحين موعد خروجها.
وعندما عادت تارلى الى البيت. كان اول ما لمحته هى سياره بول امام البيت. وانقبض قلبها حالا لذلك. لقد حانت اللحظه التى كانت تتوقعها بخوف. طيله النهار, ولم يعد لها مناص من مواجهتها.
لقد حاولت جهدها. وتأخير لحظه المواجهه تلك, وذلك بالذهاب الى متجر الاغذيه لتشترى كل الاشياء غير الضروريه. ثم ذهبت الى المنزل النهرى فى الوقت الذى كانت تعرف انه سيكون فيه فى المستشفى, حيث امضت الساعات تعمل, لتجد فى ما بعد, عندما انتبهت الى نفسها, ان اكثر اوقاتها قد امضتها ساهمه تحدق فى الجدار بعينين لا تريان شيئا. ولكن المساء قد حل الان , وعليها ان تعود الى منزلها, حتى ولو لاجل تجهيز العشاء, كما يتطلب واجبها كمؤجره.
وشعرت بقدميها ثقيلتين كالرصاص , وهى تسلك طريق البيت لتدخل المنزل. امله فى ان تتمكن من التسلل خفيه الى المطبخ على الاقل. ولكن, ما ان دخلت القاعه, حتى ناداها بول الذى كان قد سمع خطوتها .
سائلا:
" اين كنت طيله النهار؟"
اجابت:
" هنا وهناك... وشعرت بالراحه وهى تجد صوتها طبيعيا.. فقط كان تنفسها المتسارع قليلا يشى بالتوتر الذى تعانيه. ربما بأمكانها ان تواجهه بشكل عادى فى كل حال. وتذكرت ما اعتادت امها ان تردد على الدوام. من انها اذا كان عليها ان تقوم بشئ غير سار, فالافضل ان تنتهى منه حالا. فجذبت نفسا عميقا, ثم اندفعت صاعده السلم.
كان بول فى غرفته, وترنحت تشارلى برهه. ولكنها ما لبثت ان تابعت صعودها. وقد نصبت قامتها. ان عليها ان واجهه على كل حال. وسألته:
" ماذا تريد ان تاكل؟"
كاتت الكلمات على شفتيها وهى تحدق قى المشهد البادى امامها. كانت حقيبه ثيابها مفتوحه على السرير تكاد تمتلئ بثيابه . وكانت حقيبه اخرى اصغر قد سبق وملئت, ثم اوقفت بجانب الجدار.
وقالت بصوت مبحوح وقد شعرت بقواها تفارقها فجأه:
" ما الذى تفعله؟"
فقال وقد بدت لمحه من التفكه فى عينيه:
" وما الذى يبدو لك؟ اننى احزم امتعتى طبعا"
لم تكن تتوقع قط انه سيرحل بهذه السرعه. او انه سيكون من القسوه بحيث يسخر منها اثناء ذلك.
وسألته:
" لماذا؟"
ورأا سؤالها ذا سخيفا... ولم ان ستطع ان تنطق بغير هذه الكلمه.
اجاب بشئ من نفاد الصبر:
" ظننت الامر واضحا اننى راحل فأنا لن استطيع البقاء بعد, لان ذلك يجلب الحظ السيئ"
حظ سيئ؟ وسرت هذه الكلمه فى اعماق تشارلى مسببه الما مبرحا فى كل خليه من جسدها. (حظ سيئ) واخذ عقلها يردد هذه الكلمه. ومالبثت ان قذفته بها قائله وقلبها يقطر الما:
" حظ سيئ؟"
لم يعد يهمها ان تخفى مشاعرها. لقد كان حظها هو السيئ يول وصل هو الى بارفورد. حظها السيئ الذى اوقعها فى غرامه ... ولكن خروجه من حياتها, هاجرا اياها بمثل هذه السرعه, لم يكن له ايه علاقه بالحظ.
وتابعت:
" كيف تجرؤ على القول فى وجهى( حظ سيئ...) كان يمكن ان يدوم هذا مده اطول لولا ان شيئا افضل قد حدث ليس خظا سيئا بل هى انانيه مجرمه منك... فلمااذا لا تعترف بالحقيقه , وهى ان ما حدث لم يعن لك شيئا ابدا وان كل ما يهمك هو الحريل باسرع وقت ممكن؟"
وصرخ بها:
" ما الذى تتحدثين عنه؟"
وادهشها ان تراه ينظر اليها باضطراب وعدم فهم. وليس كما توقعته من الغضب واللامبالاة... وعاد يهتفبها.
" تشارلى..."
ولكن اسمها المتخصر هذا التى تلفظ به. والذى سمعته منه لاول مره ليله امس اثناء المشاعر المحمومه التى اظهرها نحوها. اسمها هذا ينطلق من بين شفتيه. كان اكثر مما تستطيع احتماله. فصرخت به:
" لا تلفظ اسمى بهذا الشكل, ليس لك الحق بذلك"
فقال:
" اظنك اعطيتنى الحق فى ..."
قاطعته:
" ابدا, ما حدث بيننا ليله امس لا يعنى شيئا, هل تسمع؟ لا شئ على الاطلا"
وكان صوتها قد اصبح عاليا ينم عن اشيئا كثيره. ولكنها لم تهتم.
قال:
" حسنا"وشقت هذه الكلمه البارده القاسيه, الجو كحد الحسام لتطعن قلب تشارلى. وفكرت, وقد تملكتها التعاسه, انه كان عليها ان تتوقع هذا بعد ان رأت, اثناء وجودهما فى تلك المراعى, وقبل ذلك فى موقف السيارات عند المطعم شالمورث هاوس بعد ان رأت ميف استطاع ان يتخلص من كل مشاعره , كما يفعل الان.
وقال:
" فى هذه الحاله, ربما فى امكانك ان تشرحى لى من فضلك السبب الذى احدث هذا التغير فى قلبك"
التغير فى قلبها؟ وغمرت الكابه نفس تشارلى. انها اللحظه التى اعلن هو بها انه سيرحب.
وقال بول وهى يتخلل شعره بيده:
" ليله امس... تشارلى ... شارلوت..."
واخذ يغير من لفظ اسمها بتمهل. وهو يتابع:
" ما الذى تظنين كنا نفعل ليله امس؟"
وهتفت به, فى نفسها, كنت بين ذراعيك... وكان واضحا انما كنت ترضى شهوتك فقط, كا الالم الذى كانت تشعر به. والجهد التى كانت تبذله لكى لا تدعه يشعر بذلك, كان ذلك جعلها ترفع رأسها بتحد, وتجيب بصوت عال حوى كل ما امكنها تكلفه من الرود والتعالى:
" لقد اخبرتك ان لا شئ من هذاعنى لى شيئا. اننا... انك..."
واهتزت الكلمات على شفتيها عندما القت عيناها بعينيه ورأت ما ارتسم فيهما من تعبير.
لقد بدا فى عينيه من الام والشعور بالمهانه. ما جعلها تترنح شاعره بان ساقيها لم تعودا تقويام على حملها. ولكن, كلا... لا يمكن ان يشعر بول لاى الم. اليس هو الذى يحزم امتعته الان لكى يرحل دون اى اهتمام بشعورها؟
وفجأه, وجدت نفسها تقول مردده كلمات سبق ان سمعتها منه فى تلك المحادثه الهاتفيه:
" على فقط ان اسوى بعض الامور البسيطه هنا..."
قالتها بصوت عال تسوده المراراه.
فنظر اليها لتلحظ فى عينيه ذلك الاضطراب قد ازداد عمقا. بينما كان يقول:
" نعم... لقد اخبرتك..."
فقطعته وهى تقذف الكلمات فى وجهه بعد ان لم تعد تستطيع التحمل:
" اننى انا اذا, بعض الامور البسيطه التى يجب ان تسوى قبل ان تتابع حياتك"
قال:
" ولكن هذا ليس ما كنت اعنيه!"
قالت:
" كلا,؟ لماذا تحزم امتعتك اذا؟ لماذا تبدو عليك مثل هذه السرعه للعوده الى لندن؟ انك لم تستطع حتى ان تنتظر الى..."
صرخ فيها مقاطعا بحده اخرستها:
" كفى... من هو الذى تحدث عن لندن؟"
اذا, فقد كان ظنها صحيحا ... اذ انه لم يكن ينوى حتى مجرد البقاء فى انكلترا, بقد قرر السفر الى الخارج مباشره.
وقالت:
" حسنا, اظنك ستذهب الى مكتب الصحيفه؟"
اجاب ببطء وحذر غريبين, وكأنما يخشى ان يوقع نفسه كما بدا لها:
" نعم... ثم بعد ذلك"
فقطاعته:
" ثم بعد ذلك, تنطلق الى اى بلد اجنبى اخترته هذه المره, لكى تشرفه بوجودك فيه"
لاول مره , يرفع بول صوته فيها قائلا:
" كلا"
فقالت:
" كلا؟"
فاجاب:
" اننى غير مسافر الى الخارج... حتى الى لندن وفى ماعدا بعض الزيارات المختصره"
وجالت انظار تشارلى فى انحاء الحجره, محدقه فى الحقيبتين اللتين كانتا البرهان على رحيله وهى تقول:
" ولكنك قلت انك راحل؟"
ولم تستطع ان تتمالك نفسها من ان يحتوى صوتها شيئا من الامل وهى تقول ذلك.
واجاب هو:
" نعم, اننى سأنتقل من هنا الى المنزل النهرى. ان عمتى ستخرج من السمتشفى فى الاسبوع القادم. وانا اريد ان...."
قاطعته:
" اعلم ذلك... ولكنها لن... هل قلت انك ستنتقل الى المنزل النهرى؟"
تمتم هو جيبا وهو يومئ برأسه:
" لقد ابتدأت. على الاقل تستمعين الى"
قالت:
" ولكن الانسه اميلى ستبيع البيت؟"
قال:
" اعرف ذلك..."
وهذه المره, رفع يديه الاثنتين يدسهما بخشونه وهو يقول:
" حديثنت هذا كله غير مفهوم, اتانعين فى ان تبدأ من جديد؟
وفتحت هى فمها لتعلن ان كل هذا الحديث كان واضحا تماما لها... فقد تصرف بغير مراعاه لشعورها. ثم ها هو ذا راحل الان....
ولكن شيئا فى وجه بول منعها من ذلك. ولم تستطع سوى ان تشير اليه بصمت ان يستمر فى الكلام.
وقال:
" اولا, اننى راحل من هنا, ولكن الى المنزل النهرى فقط, ثم نعم..."
ورع يده يسكت تشارلى بعد ان راها تهم بالكلام. وهو يتابع:
" اننى اعلم ان عمتى اميلى ستبيع المنزل... فانا من سيتريه منها"
وهتفت:
" انت الذى...؟"
ولم تستطع اكمال سؤالها.
قال:
" انها لم تخبرك بذلك, ام تراها فعلات؟"
لم تصدق وهى ترى الضحك يمتزج بصوته وهو يتابع:
" اظن ان من الافضل ان نبدأ من البدايه.. اذ يبدو اننا لم نعد نعرف كيف نتفاهم"
وجذب نفسا عميقا, ثم تابع قوله:
" ذهبت الى المستشفى هذا الصباح بعد ان تركتك مباشره اذ ان الزياره اصبحت حره الان بعد ان تحسنت حاله عمتى, وبعد الظهر كنت مشغولا"
حدثت هى نفسها, بمراراه, انه كان مشغول بمقابله, ولم تتمالك نفسها من التساؤل عن نوع هذه القصه الجديده التى سيتابعها الان.
عاد هو يقول:
" على كل حال, عندما تحدثت مع عمتى اميلى كانت مهتمه جدا, والقلق يتملكها وهى تتحدث عن ان ما سمته برغبتها الحمقاء فى ان ترى اسره تسكن فى المنزل النهرى, قد تسبب فى مشكلات اخرى بينى وبين برايان"
قالت تشارلى وهى ترتجف:
" لقد اخبرتنى انها خائفه من ان الشرط الذى وضعته فى وصيتها هو المعلوم" قال بول:
" نعم, حسنا, اننا, انا وبرايان, لن نرى بعضنا البعض مره اخرى, ولكننى لا اريد ان تلوم عمتى نفسها, على اى شئ وهكذا اقتحرت ان حلا لذلك, فالحقيقه ان برايان لم يكن يريد المنزل النهرى ليسكن فيه, بل يريد ثمنه"
عندما راها تقطب جبينها غير فاهمه. قال يشرح لها الامر:
" لقد كان ينظر اليه كطريقه يزيد فيها نصيبه من الميراث... وهذا هو السبب فى طلبه منك الادعاء بانكما خطيبان, عندما كان يظن ان عمتى اميلى ستموت"
بان غضبه هذا لم يكن موجها نحوها.
عاد هو يقول:
" كما نعلم, نحن الاثنين, كان يخطط لبيع البيت حالما يضع يده عليه , وقد وضع خبرا بذلك عند مجموعه التنقيب تلك, وهذا يظهر بجلاء ان ليس للمنزل ايه قيمه عاطفيه عنده. وهكذا, اقترحت انا على عمتى ان اشترى المنزل منها على ان تبقى هى فيه ساكنه بقيه حياتها"
سألته تشارلى وهى مازلت لا تستطيع تصديق ذلك:
"احقا ستشترى المنزل؟"
اوما برأسه بحزم وهو يجيب:
" ولقد وافقت عمتى على هذا الحل"
وارتسمت على شفتيه ابتسامه جافه, هو يتابع:
" ولقد فرضت شرطا صعبا, وهو ان ادفع فيه سعر السوق بكامله اى تخفيض بصفتى من اقاربها, وليكن هذا بعلمك"
ادركت هى من اهجته. انه لم يكن, هو ايضا ليريد البيع بغير هذه الطريقه, وكان هذا ما توقعته هى, اذ ان حبه الشديد لعمته جعله حريصا على ان يكون معها فى منتهى الامانه على مصلحتها.
عاد هو يقول:
" انه مالها هى ولها ان تفعل به ما تريد من استثمار او انفاق بالطريقه التى تحب. ولكن, فى النهايه, سيحصل برايان على كل ما كان يحلم بان يؤول اليه... ولو اننى اتمنى ان يطول امد انتظاره هذا"
فكرت تشارلى فى ان بول سيحصل على المنزل الذى يحب. كان هذا حلا يثير الاعجاب, حلا يخدم الجميع... ولكن, بقى هنالك مشكله واحده, فقد كان مجرد صحافى, وسيكلفه المنزل النهرى مبلغ غير قليل, وسألته:
" اننى لا افهم, كيف يمكنك ان تدفع ثمن..."
قاطعها:
" شارلوت. ان الاختلاف الرئيسى بينى وبين برايان, هو انه يريد مالا, لقد كان دوما يملك المال, وباستطاعته ان يفعل اى شئ لىك يحصل عليه, وربما كان هو يظن ان فى امكانى الاستغناء عن البيت, فهو يرى الدهشه الشديده تتجلى على وجهها, والتى كانت من القوه بحيث لم تستطع اخفاءها , وتابع قائلا:
" اننى صحافى لاننى احب هذا العمل... فانا لست بحاجه الى ان اعمل لاعيش, ولم اكن بحاجه الى ذلك قط. وكذلك كان ابى الذى كان ادب الرحلات عنده مجرد هوايه رغم نجاحه بصوره مدهشه فقد زاد ريع كتبه من ثروته التى ورثها عن والديه, ولما كنت لا اكاد امس شيئا من تلك الثروه التى خلفها لى, منذ ابتدأت اعمل محصلا معيشتى بنفسى, فقد كانت تتزايد باستمرار بالاستثمار. منذ ذلك الحين حتى الان , وهذا ما كنت اخطط له دوما, وهو ان اعيش بما احصله نفسى دون ان امس راس المال حتى اتاكد مما احب فعلا ان افعله به"
تمتمت قائله:
" وهو شراء المنزل النهرى"
اومأ موافقا وهو يقول بصوت عميق اجش:
" المنزل النهرى, وشئ اخر"
تردد فى ذهنها كلمات الانسه ماكنزى,( اسأليه, فانا متاكده من انه سيشرح لك كل شئ) فقالت له:
" ولكننى لا افهم لماذا تريد منزلا كبيرا مذل هذا؟"
ارتسمت على فمه ابتسامه غامضه حذره وهو يقول:
" اننى وعمتى اميلى متشابهان من بعض الوجوه. ولكن, قبل ان اخبرك, اريد ان اسألك شيئا"
فتصلبت تشارلى فى جلستها وهى تقول :
" ماذا؟"
قال:
" اريد ان اعلم ما الذى جعلك تظنين اننى عائد الى لندن؟"
شعرت هى بالارتياح, فهذا, على الاقل, سؤال من السهل الاجابه عليه. واجابت:
" لانك تلقيت مخابره هاتفيه هذا الصباح من رئيسك, واجبته انت بانك ستكون هناك..."
واهتز صوتها من الالم.
قال:
" واستنتجت انت من هنا اننى سأبدأ العمل مره اخرى؟ واقلقك هذا؟"
والقى عليها نظره فاحصه مخترقا بعينيه عينيها وكأنه يريد ان يستل الحقيقه منهما, وهو يتابع:
" لماذا يا شارلوت؟ لماذا ساءت ذلك الى هذا الحد؟ لماذا كنت تبدين كئيبه الى هذا الحد عندما دخلت غرفه؟ هل ظننت اننى كنت سأتركك؟"
اجابت:
" اننى..."
وادارت رأسها فجأه بانفعال ومد هو يده يدير وجهها اليه باصابع قويه ثابته, وهو يقول:
" تشارلى, ارجوك"
ورأت تلك المشاعر التى سبق ورأتها فى عينيه من قبل , تعود اليهما على اقوى ما يكوون, وتابع هو:
" هل يسرك ان اخبرك اننى لا اريد ان اتركك ابدا؟"
هتفت:
" انت..."
كانت الصدمه من القوه بحيث شعرت عها بالدوار, وترنحت فى وقفتها. وفى لحظه واحده كان بول بجانبها يلفها بذراعيه القويتين... ولكنها لن تشأ ان تستسلم الى عناقه هذا.... ليس بعد ... انها ما زالت غير متاكده تماما.
عاد هو يقول:
" اننى لا استطيع تركك, يا تشارلى, ولم افكر قط فى الانفصال عندك. ووكنت اعلم ان هذا ما ترتدينه انت ايضا"
لم تصدق تشارلى ما تسمع. يبدو ان كل احلامها تحقق الان. ولكن هل هذا هو كل شئ؟ مجرد احلام سرعان ما ستتيقظ منها؟
قالت وهى ترتجف :
" بول..."
ولكنها لم تستطع ان تكمل كلامها. قال:
" اننى احبك يا تشارلى"
وبدا وكأن هذه الكلمات انفجرت فى اعماقها كالاف النجوم. بينما كان هو يتابع:
" اننى لست عائد الى لندن او الى اى مكان اخر. الا اذا..."
وتغير التعبير الذى يكسو ملامحه, فجأه وفارقته الثقه التى كانت تكسوها تماما وهو يقول:
" الا اذا انت طردتنى من حياتك"
هتفت تشارلى دون وعى منها:
" اوه, كلا.... ابدا"
وحلا, زال التوتر من وجهه وهو يسألها:
" وماذا قلت اذاعن الليله الماضيه حين..."
ولم تستطع ان تدعه يكمل كلامه,فقالت:
" اظن اننى اقول ما ترتيده انت, بينما كان شعورى مخالفا تماما لكلامى ذلك"
اغمض بول عينيه لخظه وهو يهمس:
" لو كنت انت قصدت حقا ما قلته حينذاك. لكان ما قمت به اليوم, من تغيير حياتى وشراء ذلك المنزل, غطله كبرى"
وسألته . كما اوصتها الانسه اميلى ان تفعل:
" ولماذا اشتريت المنزل النهرى؟"
اجاب:
" لاننى, مثل عمتى اميلى, اريد ان اراه موئلا لاره مره اخرى, ثم اننى كنت دوما اريد ان اعيش فيه"
قالت:
" ولكننى عندما سألتك مره عما اذا كنت تريد ان تعود الى هنا للاستقرار, اجبتنى بان هناك شيئا مفقودا"
ادارها بول لتواجهه, وذراعاه حول خصرها وهو ينظر فى عينيها قائلا:
" لقد قلت ان شيئا مفقودا كان دوما هناك فى ما مضى من حياتى, ولكنه لم يعد مفقودا لانك انت هنا الان. انك انت ما كنت انا دوما اتطلع اليه"
هتفت باسمه مطلقه اهة طويله:
" اه, يا بول, اننى احبك"
قال وهو يشد ذراعيه حولها:
" ظننت انك لن تتلفظى بهذه الكلمه ابدا"
نظرت اليه متسائله لتقول:
" لكن, مهنتك يا بول, ورئيسك رون..."
قاطعها:
" لم يعد رئيسى, كذلك مهنتى لم تعد مهنتى"
ارتسمت على شفتيه ابتسامه عريضع وهو يراها تعبس غير فاهمه. وشابت ابتسامته لمحه من الارباك وهو يقول:
" اسف اننى لم اخبرك الحقيقه كامله بالنسبه لهذا الامر, ان احد اسباب رغبتى فى البقاء هنا , هذا الى رغبتى بان اكون الى جانب عمتى . هو ان افكر فى الامر مليا, كنت قد سبق ومللت من وظشفتى تلك باسفارها التى لا تنتهى دون ان يكون ثمه مكان يمكننى ان اسميه موطنا. وعندما جرى حادث الطائره ذاك. كان لدى من الوقت. وانا فى سريرى فى المستشفى. ما امكننى معه من التفكير مليا. ووجدت اننى اصبحت مثل ابى جوالا على الدوام دون ان يستقر فى مكان واحد. ولم احب هذه الحياه لاى من اولادى"
ابتسم بول مره اخرى فى عينى تشارلى العسليتين المتسعتين. وهو يتابع:
" ترين من هذا. ان حلمى الدائم كان ان اعيش فى المنزل النهرى مه زوجه واطفال. ولكننى لم اصادف المرأه التى تشارلى كنى هذا الحلم. لقد افادنى حقا حادث الطائره ذاك. فى الاستقرار على رأآ. اذ ادركت اننى واجهت الموت دون ان احقق حلمى ذاك. وهكذا حتى قبل ان اعلم بمرض عمتى واترك غواتيمالا, كنت قد صممت على الاستقاله منعملى. ولكننى لم انفذ تلك الاستقاله لانه كان عندى اجازات كثيره ممتراكمه اردت ان امضيها هنا الى جانب عمتى. ولم اضع فى حساى اننى سألقاك لاقع فى الغرام رأسا على عقب"
قالت تغيظه:
" ليس هذا حبا من اول نظره , ذلك لانك لم تكن لتطيق رؤيتى فى البدايه"
هز رأسه بعنف قائلا:
" هذا ليس صحيحا. لقد تعلقت بك منذ الزياره الاولى لمنزلكم لكى اسألأ عن مكان لاقامتى.. ولكننى, عند ذاك, اكتشفت انك شارلوت هارينغتون التى سبق وكتب لى عمتى عنها.وهكذا ضربت رأسى بالخائط وزاد غضبى شعورى بانجذابى اليك وهذا لم اشأ ان يحدث"
قالت تشارلى:
" اننى اتفهم شعورك ذاك, لاننى انا نفسى كنت فى ذلك الوضع"
ضحك بول وهو يهزر رأسه قائلا:
" يا لنا من شخصين ولكننى نسيت شيئا هاما جدا. انه عن تلك المخابره الهاتفيه الى تلقيتها من رون.. لقد كان يقيم لى حفله وداع فى مكاتبهم. وكان من الطبيعى..."قاطعته:
" وقلت انت انك(لاتريد ان تخسر هذه الفرصه) وماذا عن(تسويه بعض الامور)"
تالقت عينا بول بالسرور وهو يجيب:
"ذلك هو المكان الذى كنت فيه بعد الظهر. انه المقابله"
واتسعت الان ابتسامته وقد بان فيها الانتصار وهو يقول:
" لقد اشتريت صحيفه خاصه بى. انك تنظرين الان الى المالك الجديد لصحيفه(ميركورى) ... اننى..."
مهما كان الذى سيقوله , فقد تلاشى ازاء احتضان شارلوت العنيف له تعبر عن سعادتها البالغه. وهى تقول:
"لا استطيع ان اصدق انك ستبقى هنا. ولنك لن ترحل بعد الان"
قال بصوت شبه مختنق:
" طبعا انا باق هنا , هذا اذا لم تخنقينى بعناقك هذا, قبل ذلك"
وعندما تركته هى بسرعه, تابع يقول:
"اتعلمين؟ اننى اتساءل عنا اذا كانت عمتى اميلى قد خططت لهذا الامر فعلا عندما اشارت على بأخذ غرفه فى منزلكم؟ لقد كانت شديده التاكيد على فى ان هذا المكان سيناسبنى جدا. وانا لا اصدق انها لم تكن تعلم من ايه ناحيه سيناسبنى"
قالت تشارلى وهى تفكر فى بعض التلميحات التى كانت مخدومتها تلقيها اليها احيانا اثناء زيارتها لها فى المستشفى. قالت:
" ربما معك حق,ثم اننا نعرف مبلغ رغبتها فى ان ترى اسره فى المنزل النهرى"
قال وقد بدت فى عينيه نظره عميقه:
"اه ,نعم بالنسبه لهذا الامر . ما رأيك فى ان نحقق لها هذه الامنيه فنتزوج؟ ويمكننا, بذلك ان نعيش فى ذلك المنزل معا, ونمنحها اولئك الاطفال الذين تحلم هى برؤيتهم"
اجابت:
"خشيت ان لا تذكر هذا الشئ ابدا, اذ ليس احب الى من ذلك"
وخطر ببالها, فكره مفاجئه فقالت تسأله:
" وعندما قلت منذ فتره (حظ سيئ)...؟"
اجاب:
" قصدت ما قالته لى عمتى من ان سكن العريس فى منزل عروسه التى كانت تعيش فيه قبل الزواج يجلب الحظ السيئ قالت لى ذلك عندما اخبرتها اننى سأعرض عليك الزواج"
وسكت برهة. ثم قال:
" اظن ان العمه اميلى اخترعت هذا الشئ لكى نبقى عاقلين الى ان يجمعنا الزواج برباطه الشرعى"
قالت:
" اذا كانت العمله اميلى تريد ان ترى اولادنا اثناء حياتها, فمن الافضل ان لا نضيع الفرصه"
قال وهو يزيد من احتضانها:
" هذا صحيح. لا بد ان يتم زواجنا باسرع ما يمكن"

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
قديم 22-07-12, 04:39 PM   المشاركة رقم: 158
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

واخيرا نهايه شئ مفقود
انا اسفه لكل اللى تابع الروايه
سورى بجد انى طولت فيها بس بجد بعد كده مش هانزل روايه الا اما اكون كتبتها عندى الاول
ويارب تكون الروايه عجبتكم
قراءه ممتعه بأذن الله

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
قديم 27-07-12, 05:43 AM   المشاركة رقم: 159
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 61559
المشاركات: 67
الجنس أنثى
معدل التقييم: *mero* عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 34

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
*mero* غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مشكوره ياعسل الله يعطيك الف عافيه وشهر رمضان مبارك عليك

 
 

 

عرض البوم صور *mero*   رد مع اقتباس
قديم 27-07-12, 04:13 PM   المشاركة رقم: 160
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

العفو ويا رب تكون عجبتك الروايه
ورمضان كريم عليكى بأذن الله

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دار النحاس, kate walker, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, شيء مفقود, something missing, عبير, كيت ووكر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية