وتابع هو:
" لقد كنت قادما الى هنا على ايه حال ,لارى ما يحدث واقيم الوضع عندما وقع لى حادث الطائره تلك . وعندما رجعت , وجدت مكانك المتين فى نفس عمتى لا يحاتج الى ايضاح, هذا الى اخذك راتيا كبيرا من عمتى دون ان تقومى بعمل يستحقه, ثم فوق هذا, تتهميننى باهمال..."
وقاطعته:
" ولماذا لم تخبرنى عن حادث الطائره, وعن اصابتك؟"
رغم ان تشارلى وجهت اليه هذا السؤال , فقد كانت تعرف الجواب وهو ان بول, لايمانه العميق بانها فتاه ماديه قاسيه القلب, لم يشأ ان يطلعها على مواطن ضعف فيه فى القوت الذى اراد ان شظهر فيه بمظهر قوة. والتقت عيناه الباردتان بعينيها برهة:
" ثم قال:
" اكثر ما اخبرتنى به, كان صحيحا. فأنا لم اكن هنا عندما كانت عمتى فعلا فى حاجه الى , لقد جئت متأخرا, اشهر عديده ثم عرفت بأمر الخطبه المزعومه , تلك"
ورأت تشارلى فى عينيه نظره غاضبه هى انعكاس لما كان قد شعر به فى ذلك الحين, مما احدث رعشه فى اوصالها رغم علمها بأنها لم تعد مثارا لغضبه.
ووجهت اليه سؤالا لم تكن متاكده من جوابه, قالت:
" بول. هل كسرت حقا انف ابن خالتك؟"
لم تكن فى حاجه الى ان يومئ برأسه ايجابا, فقد قرأت الجواب من ملامحه. فسألته:
" لماذا؟"
ورأت من ملامحه ان هذا السؤال لم يفكر والدا برايان نفسهما بالقائه عليه. واجاب:
" ان برايان, كما تعلمين, يكبرنى بثلاث سنوات. وفى السابعه عشرة من عمره كان قد ابتدأ يهتم بالعمل الذى يقوم به الان من شراء التحف وبيعها. كان قد ابتدأ يحصل على البضاعه بطريقته الخاصه. فيذهب الى منازل كبار السن طالبا شراء ما عندهم من مقتنيات قديمه عديمه القيمه. وطبعا كانت هناك دائما اشياء قديمه لا يعرفون قيمتها"
قاطعته:
" مثل لوحه السيد (هادج)!"
فأوما برأسه متجهما وهو يقول:
" تمام مثل لوحه السيد (هادج) . لقد وجدت فى ذلك الحين, انه احتال على سيده مسنه ليسلبها شيئا ثمينا, وهنا... فقدت اعصابى"
وهكذا فقد اعصابه فى المنزل الى يأويه, اذ ان خالته وزوجها رفضا ان يسمحا له بالعيش معهما بعد ذلك, لهذا السبب.
وسألته:
" ولكن الانسه اميلى, طبعا, فهمت السبب"
فأجابها:
" اظنها ارتابت فى ما يقصد. فقد كانت احد الناس الذى لم يؤخذوا بنعومه ابن خالى العزيز الساحره"
فقالت بندم:
" كما كنت انا"
وفكرت لحظه, فى السهوله التى خدعت بها, بتصرفات برايان الحسنه, فلا عجب اذا, وهو يعلم من هو ابن خالته, فى ان يتهمها, وهو يراها تدافع عنه بكل تلك الحماسه, يتهمها بانها شريكه فى خطته التى كان يريد بها ان يجعل عمته تترك له البيت لكى ينشئ فيه اسره. وذلك فى الوقت الذى كان هو يفاوض على بيعه الى مجموعه التنقيب تلك.
وبدت على شفتى بول ابتسامه ملتويه وهو يقول:
" انك لست الاولى التى خدعت به, ولن تكونى الاخيره. واذا كان ثمه ما يبعث على التعزيه, فهو اننى استعدت مته تلك اللحوه للسيد هادج العجوز"
وانعكست ابتسامه تشارلى المسروره فى عينيه . ولكنه لم يلبث ان عاد الى تجهمه وهو يتابع قوله:
" ان ما يؤسفنى هو اعتقادى انك كنت مشتركه معه, كان يجب ان اكون اكثر حذقا بالنسبه الى برايان... وايضا اكثر ايمانا بعمتى اذ لا يمكن لها ان تخدع بفتاه محتاله كما بدت"
كان غضبه الان قد تلاشى تمام من وجهه. وشجعها هذا لان تتقدم منه برغبه لا تقهر, بعد ان القت بكتاب الشعر الذى فى يدها . على كرسى بجانبها ثم مدت يدها ملامس, بكل رقه, الاثار الحمراء للجروح على صدره, وعدنا سمعت لهاثه المكتومه من بين اسنانه, وهى تفعل ذلك. سألته بهتمام:
" هل تتألم؟"
اجاب:
" كلا"
كان صوته خشنا غير منتظم, صدقينى, اننى فى حاجه فقط, الى بعض الوقت, لكى اعود الى سابق قوتى, اننى اتعب احيانا بسهوله, وهذا كل شئ"
ومره اخرى, تذكرت تشارلى تلك الليالى التى كان يذهب فيها باكرا الى الفراش. كان واضحا ان ثمه شيئا غير طبيعى. لماذا لم تلاحظ ذلك؟ كان يجب ان تدرك ان رجلا مثل بول لم يكن ليتأخر عن القدو الى عمته المريضه دون سبب وجيه, ولكنها, فى ذلك الوقت, لم تشأ ان تصدق ان فعله ذاك قد يكون له ما يبرره, لقد كرهته يومذاك... ولكن شعورها الان اصبح مختلفا جدا. وقطبت حاجبيها وهى تعود فتمرر اصابعها على صدره وهى تعض على شفتيها لدى احساسها بنتوء اثار التئام الجراح. والتفكير فى تلك الاسابيع التى امضاها فى المستشفى.
وقال لها بخشونه بصوت نبه احاسيسها:
" تشارلى لا اظن انك ينبغى ان تفعلى ذلك"
فقالت:
" ولكنك قلت ان هذا لا يؤلمك"
قال:
" انه لا يؤلمنى , ولكن..."
القت اعينهما لترى فى عينه نظره غريبه. وانتابها احساس بانوثتها جعل الدم يسرى حارا فى عروقها وبقيت تلامس صدره وقد بدت على شفتيها ابتسامه تغيظه بها.
وقال هو:
" اذا انت لم تتوقفى عن هذا العمل, فانك تعرفين ما الذى سيحدث."
قالت:
" كلا لا اعرف..."
زنظرت اليه وقد اتسعت عيناها متصنعه البراءه. وهى تتابع بخبث:
" لماذا لا ترينى ماذا سيحدث؟ ونظر اليها برهة مذهولا, ثم ما لبث ان مد ذراعيه اليها يجذبها الى احضانه , وهو يقول:
" هذا ما انذرتك انه سيحدث"
وابتسمت وهى قد تدفقت المشاعر من نظراتها وهى تقول:
" وهذا ما رجوت انا ان يحدث"