لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-12, 02:29 AM   المشاركة رقم: 136
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل التاسع


قال بول وعيناه لا تفارقان الطريق:
" لا بد ان ننزل عند البحيره, فهى رائعه فى ضوء القمر"
واذ تذكرت تشارلى ان هذه البحيره اعتاد الناس تسميتها ببحيره العشاق اذ انت مقصدا للمتحابين, لم تستطع ان تتفوه بكلمه, وصدرت عنها, مره اخرى, تلك الهمهمه التى اتخذها بول شاهدا على قبولها حين استدار بسالياره نحو الطريق المتتفرع من الرقي, وبعد عشر دقائق, اوقف السياره’ ليميل بظهره الى الخلف وهو يتنهد راضيا.
واشار بيده الى صفحه المياه الممتده العميقه الساكنه سكون المراه , تنعكس فيها صوره القمر موحشا ساكنا فى هذأه الليل.
زلم تتمالك تشارلى نفسها من التساؤل, كم من النساء احضر الى هذا المكان, فى الماضى؟ وهل كان بول, مراهقا وفتى, يستغل تلك الظلام حول شاطئ بحيره العشاق؟
قال بول بهدء:
" لسن كثيرات"
لتدرك هى انها قد نطقت بالقسم الاول من هذا التساؤل بصوت عال.
وابتدأت تقول بارتباك:
" اننى.."
ولكن بول استدار نحوها عند ذاك. وعيناه بمثل قتامه البحيره تلك, فتلاشت الكلمات على شفتيها, وارتسمت على شفتيه ابتسامه بطيئه جذابه وهو يقول:
" لقد كنت احضر فقط الى هنا الفتيات اللاتى اكن لهن شعورا خاصا"
وتساءلت هى, مره اخرى, اين موضعها هى مما يصفه هو, بالفتيات اللاتى يكن لهن شهورا خاصا..."
قال بول:
" انك تشعرين ببرد, ساعيدك الى المنزل"
فقالت:
" كلا..."
انها, هذه المره ايضا, لا تريد العده الى المنزل, ولكن لسبب مختلف الان, ذلك ان ابتسامه بول وصوته.. اخرجاها من عالم الحقيقه, الى عالم سحرى فى ليله صيف, حيث السكون بحيره القمر الرائعه, وتابعت قائله:
" اريد ان اتمشى قليلا حول البحيره"
وفتحت باب السياره وخرجت منها وهى تقول له:
" هل ترافقيننى؟"
بدا من صفه لباب سيارته معنى التصميم, النقطه الفاصله.. نهايه عهد وبدايه عهد اخر مما جعل تشارل ترتعش مره اخرى لدى تفكيرها فى ما عسى ان يكون معنى عملها هذا. ومره اخرى, فهم بول ارتعاشها هذا على انه تأثر ببروده الليل. فخلع سترته ووضعها حول كتفيها. وتلاقت اعينهما برهه. وجف حلقها, وتوترت اعصابها متوقعه ان يحيطها بذراعيه كما فعل منذ فتره فى موقف السيارات.
منتديات ليلاس
لكن, فجاه تغير مزاج بول, وتحولت ابتسامته الجابه الى ابتسامه صبيانيه عريضه مما جعله يبد احدث سنا باعوام, ثم القى بقبله خفيفه على طرف انفها كأنها لمسه الفراشه قبل ان يمسك بيدها, ثم يقودها فى الممر المؤدى الى حافه المياه. وتعثرت هى فى سيرها خلفه. جاهده فى تمالك مشاعرها, وهى تفكر فى تلك الابتسامه الصبيانيه التى جعلتها تتخيل وكأن كل تلك السنوات, منذ كان بول فتى حدثا, قد تلاشت ليعود مره اخرى ذلك الفتى. وتصبح هى واحده من تلك الفتيات ذوات الاعتبار الخاص عنده!
واثناء سيرهما, كان الصوت الوحيد الذى يخترق السكون حولهما هو ارتطام المياه بالحصى على حافه البحيره. ولكن بول ما لبث ان وقف واخذ يحدق فى وجه البحيره القاتم الساكن, وهو يتأوه, مره اخرى, راضيا, وهو يقول:
" فى وقت مثل هذا, اتساءل انا عن السبب الذى جعلنى افكر بالاسفار"
هل ما يحدق به من الجمال, هو الذى جعله بفكر بهذا, ام انها من الحماقه بحيث تسمح لنفسها بالاعتقاد بان وجودها له علاقه بمزاجه هذا؟
وسألته:
" الا يبدو لك هذا المكان صغيرا جدا بعد كل البلاد الى شاهدتها؟"
وتمنت تشارلى ان لا يبدو صوتها بالخشونه التى احستها هى بها. ووضع بول ذراعه حول كتفيها يجذبها نحوه. وتسارعت خفقات قلبها وهو يقول:
" صغيرا؟ ربم, ولكن كما يبدو لك كل شئ احببته عندما كنت صغيره, وعندما عدت اليه عندما كبرت, وجدته قد تقلص"
كان صوته دافئا وهادئا ووجدت تشارلى نفسها تتجاوب معه فى نفس الطريقه ليتلاشى التوتر من جسدها حتى انها استندت اليه دون تفكير, وقد شعرت لاول مره منذ قابلته عند بيت الددجاج. بالارتياح الى وجوده. وسألته وقج شعرت فجأه بانه سيصدقها القول:
" هل سبق وفكرت فى ان تعود يوما لتستقر فى انكلترا؟"
فاجاب بسرعه بصوت مفعم بالمشاعر:
" كثيرا لقد كنت اشتاق احيانا الى يوركشاير والمنزل النهرى بشكل لا يصدق. وفى غواتيمالا عندما..."
سكت فجأه, وقد تصلب جسده فشعرت هى بذلك حيث كانت مستنده اليه.
وقالت هى تشير الى القسم الاول من حديثه, متجنبه ما قد يريد ان يحتفظ بذكره بشأن وجوده فى غواتيمالا:
" الشوق فقط الى يوركشاير؟ الم تفكر قط بالعوده الى كندا؟"
اجاب:
" سافرت مرتين الى هناك. ولكنه لم يكن قط وطنا حقيقيا. فقد كنا دائمى التجوال. ذلك ان ابى لم يشأ ان يسقر فى مكان واحد تمتد جذوره فيه. وهكذا ارين ان ليس ثمه مكان ننتمى اليه فعلا"
وعادت تسأله. قد ساورها العجب من السهوله التى يجيب هى فيها عن اسئلتها المتدفقه:
" وماذا بالنسبه اليك انت؟ اما فكرت قط فى الاستقرار ومذ الجذور؟"
فاجاب:
" لقد فكرت فى ذلك فعلا, ولكن, كان هنالك دوما شئ مفقود"
وسألته:
" ولكن, اذا انت فعلت ذلك, فهل ستكون انكلترا هى التى ستعود اليها؟"
ما الذى كانت تعفله؟ هل كانت تحاول حمله على الاعتراف برغبته فى شئ سبق واخبرها بوضوح انه لم يخلق له؟ ولكنها دهشت حقا حين اومأ بول براسه موافقا وهو يقول:
" قد تكون هذه الجزيره, انكاترا, بارده ورطبه, ولكنها سرقت قلبى منذ عشرين عاما" واضاف ضاحكا:
" انما لم تعد هذه صفاتها, هذه الايام"
فقالت:
" بالضبط. ذلك ان الناس ابتدأوا يتحدثون عن امكانيه حدوث قحط. وانت تعرف جيم العجوز. انه متشائم جدا بالنسبه لما سيحدث مستقبلا"
فقال:
" اعرف لك, لقد سمعته مره يتحدث فى مكتب البريد. كان يقول وهو يومئ بيديه متحدثا بلهجه سكان بارفورد كبار السن:
" الاشياء غير طبيعيه, والنتائج سيئه جدا. ستكون الحياه كالجحيم, سجلوا على هذا الكلام"
قالت تشارلى:
" نعم, هذا هو كلام جيم العجوز المعتاد"
وضحكت وهى تتابع:
" انه ممتلئ بالتكهنات المتشائمه ولا يفتأ يتحدث عن الاحزان والماسى, ويوم الحساب, عندما يرى الاشياء تمضى على غيرما يظن انها يجب ان تكون"
وابتسم بول لها وهو يقول:
" اظنه شخصيه رائعه, اظن ان كل قريه يجب ان يكون فيها من ينحدث بلهجتها القديمه"
فقالت:
" انه كذلك فعلا"
وتلاشى ضحكها الذى اخمدته مشاعر نتجت عن تلك الابتسامه التى مثلت لها نوعا من المشاكره العفويه شاعره بان بول يفتح لها قلبه.
وعندما يبدو بول بهذا الشكل, تشعر هى بالمتعه فى صحبته وكأن كل توتر او عداء بينهما لم يحدث قط, حتى لكأن رقرقه الامواج وهى ترتطم بالحصى على ضفاف البحيره قد غسلت كل ذكريات ذلك التجهم والاهامات كما تغسل الاقذار عن تلك الحصى لتتركها بعد ذلك نظيفه متألقه. لقد شعرت حقيقه, ان فى امكانهما ان يبدءا من جديده وكلأنما تراجع الزمن الى الوراء ليعودا مره اخرى, عاشقين صغيرى السن جاءا الى هذا المكان. قد ملاتهما البهجه بتعارفهما الحديث.
قالت بحماس:
"اننى مسروره لمجيئنا الى هذا المكان"
قال:
" كذلك انا"
وجذبها اليه يحضنها بحركه سريعه, وهو يتابع.
" واكن يجب علينا ان نذهب الان..."
وقالت محتجه:
" كلا, ليس بعد"
ورأت فى ملامحه علامات الذهول للحماس الذى تجلى فى صوتها, وابتدأ بالقول:
" ولكن..."
وعبس متسائلا وقد غلب عليه التردد .
كان فى هذا العبوس النتسائل وفى هذه اللمحه من شعور بالغ الرقه ما لم تتعوده فى شخصيه بول ساريزن....
وبحركه سريعه, استدارت اليهتواجهه, ثم طوقته بذراعيها, رافعه وجهها اليه وقد تألقت عيناها فى ضوء القمر.
وماكان لها ان تلوم سوى نفسها, عندما انكب ه عليها يحتضنها بين ذراعيه , وقد امتزجت خفقات قلبه بخفقات قلبها.
" بول" وخرح اسمه من بين شفتيها مصحوبا باهه من اعماقها, ورفعت ذراعيها تطوقان عنفه وتجذبان رأسه اليها. ولكن, لترتفع يداه فجأه تمسكان بيديها, بقيضتين من حديد, وما ان شعرت بضغط هاتين القبضتين تشعر انها برفضه وعدم رغبته فى ما تريد, حتى عاد الى ذاكرتهاصوته وهو يقول بابتسامه متشفيه, لقد كسرت انفه, لتخمد عواطفها المضطربه فى اعماقها كما يخمد الماء النار.
وقالت هامسه:
" بول..."
ولكنه تجاهلها وهو يبعد وججه عنها, ثم يرفع يده يسوى من شعره بضيق.
واكتوى قلب تشارلى بالالم, وجاهدت فى كبح شهقه اسى, لقد انسحب من بين ذراعيها تمام وقد تصلب جسدهرافضا بصمت, وفجأه, شعرت بسكون تلك الليله الرائعه يستحيل ظلمه مخيفه بارده يملؤها الوعيد, وبعد لحظه, انحنى بول يلتقط سترته التى كانت قد ازلقت الى الارض من على كتفيها دون شعور منها, وهو يقول بصوت حسم كل جدال:
" سنذهب الى البيت"

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
قديم 08-01-12, 09:57 AM   المشاركة رقم: 137
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64726
المشاركات: 961
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاطالجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 127

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجبل الاخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يلا ننتظرررررررررررررررررررررررررررررررر التكمله لاتتاخري علينا

 
 

 

عرض البوم صور الجبل الاخضر   رد مع اقتباس
قديم 27-01-12, 01:28 AM   المشاركة رقم: 138
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

وقطعا الطريق الى البيت بسرعه تثير الاعصاب وقد سيطر عليهما صمت متوتر, وشعرت تشارلى بالضيق الذى سبق واستولى عليها, شعرت به يعود اليها بكامل قوته مما جعلها تتصلب فى مقعدها طوال القوت شاعره بما يشبه الغثيان فى معدتها.
وعليها ان تواجه تواجدهما بعد قليل, فى البيت بمفردهما. وزاد ضيقها وهى تفكر فى ذلك, متسائله ايه شخصيه من شخصيات بول المتعدده التى راته عليها هذه الليله, ستراه بها عندما يضمهما البيت, هل ستكون تلك الشخصيه العدائيه المتهجمه التى راتها فى اول لقاء بينهما. ام ذاتالوجهه البارد التى كرهتها, ام تلك الشخصيه الخطره , وهو يتحدث, دون ندم . عن كسره انف ابن خالته, لم تلك الشخصيه التى يبدو فيها فتى خالى البال كما بدا عند البحيره. اما شخصيته تلك , تمثله رجلا محموم العواطف والذى ايقظ الرغبه فى اعماقها فهذا ما لم تشا ان تتذكره. ان من الخطر الشديد , حقا ان يضمهما منزل واحد بمفردهما.
واخيره عندما وقفت السياره امام منزلها , قررت ان الحل الوحيد هو تاخد هى المبادره. فاذا هى تكلمت بلهجه جاده بقيت ذلك المساء. فان بول سيفهم حتما معنى ذلك, والافضل, لها ان تعود الى شخصيه المؤجره لتعامله كمستاجر عندها لا اكثر, فتكون العلاقه بينهما علاقه عمل فقط, وهكذا كانت تنزل من السياره حال توقفها, ومفتاح المنزل فى يدها, لتجتاز الممر بخفه الى داخل المنزل وهى تنير الاضواء فى طريقها الى المطبخ, لتسمك بابريق الشاى.
وتمتم بول وهو يقف خلفها عند الباب:
" انها النهايه المعتاده لكل موعد غرامى"
وقالت بجفاء:
" كلا, ليس الامر كذلك. اننى اقدم اليك شرابا ساخنا بصفتك مستأجر عندى وهى ليست دعوه من هذا النوع ثم لم يكن بيننا اى موعد غرامى"
فقال ببطء ساخر جعل تشارلى تصر باسنانها:
" ما هو بالضبط نوع الدعوه التى ظننت انت اننى افكر فيه يا ترى؟"
وازداد اشتداد قبضتها على الابريق.
وبقيت هى موليه ظهرها له لكى لا يرى تاثير كلماته على وجهها, مع ان الطريق التى دفعت فيها الابريق تحت صنبور الماء, كشفت عما تشعر به من ضيق بالغ.
وقالت, غير راغبه فى ان ترد على استفزازه لها:
" والان, هل تريد قهوه ام لا؟"
قال:
"لا"
وادهشها ان ينطق بهذه الكلمه المفرده لخاليه من سخريته السابقه , فاستدارت تواجهه بدهشه لكنه قال:
" اظننى ساصعد مباشره الى فراشى فقد تعبت اليوم بما فيه كفايه"
وفكرت تشارلى فى انها ادركت شعوره جيد. ولاول مره, نظرت اليه فى النور لتعترف, بينها وبين نفسها, انه يبدو حقا متعبا, وفى الحقيقه, لم تكن كلمه متعب لتعبر عن حالته تمام. ذلك ان بدا متهالكا على قدميه, مان الامتقاع الخفيف على وجهه, والظلال تحت عينيه, كل هذا ذكرها بالول ويم جاء فيه الى منزلهم.
وقالت بتحفظ وهى تلقى نظره على ساعتها ادركت منها انهما امضيا, عند البحيره,وقتا اثر مما تصورت .قالت:
" الوقت متاخر"
وشمعت صوتا يقول فى اعماقها,
" لقد انتهى الوقت الذى كنت تمتعين به نفسك"
واقفلت صنبور الماء وهى تقول:
" اذا فانت لا تريد قهوه"
فاجاب:
" كلا, شكرا"
ونظرت اليه وهو يخرج من المطبخ صاعدا الى غرفته, وقد تملكها احساس بالفراغ, كبالون وخز بدبوس فتهالك بعد ان تلل منه الهواء لقد كانت اعدت نفسها لمواجهه معه دون تفكير فى ما عسى ان تكون رده الفعل عنده. ولكنها لم تتوقع هذا, واعترفت بحماقه, وخبيه املها.
لقد تعبت اليوم بما فيه كفايه" هذا كانت كلمات بول, فهل كان يعنى كفايه من كل شئ بوجه عام؟ ام انه كان يعنيها هى, تشارلى, بالتحديد ولكنها عندما تذكرت كل تلك الليالى التى اثار استغرابها فيها بصعود الى فراشه ساعه مبركه, عاجت تنظر الى ما قال على ضوء مختلف, فاسرعت خلفه الى القاعهه, وهى تساله:
" هل انت على ما يرام؟"
وتوقف هو بينما يده على حاجز السلم وقدمه على اول درجه منه, وهو يجيبها قائلا:
" انننى بخير"
وعاد يصعد السلم. ولكنه توقف ثانيه وكان خطرت بباله, واستدار ينظر فى اعماق عينى تشارلى ثم قال:
" انك لم تجيبى ابدا عن سؤالى"
ردت:
" اى سؤال هو؟"
فقال:
" سالتك ان كنت تفضلين حياه المدينه على بلده بارفورد هذه"
قالت:
" اه ذلك السؤال"
وجعلتها ذكرى الجو الذى دار فيه هذا السؤال, فى ذلك المعطم, تنتقل فى وقفتها, بقلق, من ذاق الى اخرى وهى تستطرج دون تفيكر:
" ليس ثمه مجال للمقارنه, فى الحقيقه, اننى لم احب قد حياه المدينه ان الشئ الوحيد الذى افتقده هو, كما سبق وقلت, الخروج والطواف فى الانحاء"
فقال:
" كذلك انا لقد قررت ان الوقت قد حان لكى اقوم باكتشاف المناطق الريفيه فى هذه الانحاء, فهذا هى المره الاولى منذ سنوات, التى اجد فيها فرصه تزيد عن عده ايام قليله, وهكذا قررت ان استفيد منها فى اكتشاف المكام حولى"
وتردد برهه وكأنه يفكر فى شئ خاص, ثك عاد يقول:
" ربما تحبين ان تاتى معى؟"
اجابت وقد خافت من ان يظن انها تلمح الى الخروج معه ليله اخرى:
" اوه, اننى لم اقصد..."
فقاطعها:
" اعرف ذلك, اسمعى اننى اعرف انك لا ترغبين فى الخروج معى فى موعد غرامى مره اخرى.."
وشدد على كلمه" معى" وهو يتابع:
" ولكننى لم اكن افكر فى هذا, اذ اننى كمل قلت, اريد ان اقوم باكتشاف المناطق الريفيه حولنا, ويبدو لى ان من الخساره ان استعمل السياره لنفسى فقد فى الوقت الذى تحبين انت ان تقومى بمثل هذا العمل, وهكذا, انا اقدم لك هذه الدعوه, فهل تريدين المجئ معى ان لا؟ ان الامر, فى هذا, يعود اليك"
لم تكن هذه دعوه شاعريه, ولكنها, بالنسبه الىتشارلى. كان القبول بها اسهل عليها. ذلك ان ايه دعوه اقل ارتجالا ما كانت وهى فى حالتها هذه, الا لتلقى الرفض منها على الفور دون اى تفكير مسبق ولكن مثل هذه الدعوه العاديه البسيطه, فهى تقبلها طبعا. وبعد, فانها تتمنى فعلا, الخروج اكثر مما تفعل الان, فهى قد امضت فى هذه البلده قرابه العشره اشهر دون ان تخرج منها, ما عدا رحلات الى ليدز فى المناسبات. وربما لم تكن تريد ان تعود الى المدينه لتعيش فيها مره اخرى, ولكنها كانت فقط فى الرابعه والعشرين من عمرها, فهى فى حالجه الى شئ من المتعه فى حياتها.
واخيرا قالت بتحفظ:
" لا باس اظننى ساحب ذلك"
كان ذهنها مازال غير مستوعب الفكره تماما.
وقال لها متهكما مما جعلها تجفل:
" انما لا تفرط فى الحماس اكثر مما يجب"
فقالت:
" اننى احب ان اتى معك"
وسرعان ما ادركت كيف ان وخز كلماته جعلها تسارع فى التاكيد, رغم عدم تاكدها من شعورها الحقيقى.
قال:
" حسنا, ساراك اذا فى الصباح"
هل كان حقا متعبا الى هذا الحد؟ تساءلت تشارلى وهو تعود الى المطبخ, ام لعله كان يقصد انه سئم ونال كفايه من مرافقتها؟
وغيرت رأيها فلم تصنع لنفسها فنجان قهوه مفضله على ذلك كوبا من الحليب قد يساعدها على النوم, اذ شعرت بان انفعالها, والارتعاش الذى تشعر به لن يمكناها من النوم بهدوء دون ان تبدأ فى استعاده ما حدث فى ذلك المساء مره بعد مره.
لماذا كان احتضانه لها؟ ربما لم يكن ذلك يعنى شيئا, بالنسبه الى بول على الاقل. واخذت ترشف الحليب ببطء حتى ينتهى بول من استحمامه, ثم يدخل غرفته, كانت تفكر فى تصرفاتها تلك... ان الطريقه التى احتضنته فيها, طالبه منه معانقتها, جعلت رفضه لها فى غايه الاحراج, ومن الواضح ان ذلك كان السبب فى اسراعه فى العده , ثم ادعاءه برغبته فى الصعود الى غرفته حال وصوله, اما عناقه لها فلا بد انه كان بالنسبه اليه, شيئا عاديا لا يحمل اى شعور خاص, بعكسها هى.
لم يسبق لها قط ان تصرفت مع رجل من قبل بهذه الطريقه. حتى ولا مع تيرى عندما كانت تظن نفسها مغرمه به . ومن يدرى ما عسى ان تكون فكره بول عمها الان.
لم تفكر تشارلى . الا بعد ان استقرت فى فراشها, فى ان احداث تل الليله لو كانت قد سارت فى طبيعتها المقرره و لما ذهبت هى الى ذلك المطعم مع بول, بدلا انيت, هذا المساء. ولو كان هو قج ذهب مع تلك الفتاه, هل كان قج تصرف معها بشكل مختلف. وهل كان سياخذها الى البحيره وهل كان سيعانقها فى ضوؤ القمر؟ ثم هل كان سيوصلها الى بيتها ويعود, ام انه سيدخل معها الى بيتها؟
وانتابتها, لكل هذه الافكار, وخزه مؤلمه ادركت تشارلى منها انها اللغيره, لتتسمر, هل هى, تحب بول؟
نعم. لقد كانت تحبه, رغم انكارها الدائم, ومحاوله تجنبها الاجابه. كان جوابها نعم وان ذلك ما كانت تشعر به حقيقه. واعترافها بذلك لنفسها جعلها تواجه حقيقه انه لا يبادلها هو حبا بحب. فهو لم يخرج معها هذا المساء الا بعد خذلان انيت له, فى المقام الاول. فهى لم تكن الا بديله لها. بديله تسد الحاجه مؤقتا لهذا المساء. وانحدرت دمعه ساخنه من عينى تشارلى وهى تشعر . فى ظلام غرفتها ذاك, باقسى ما يمكن ان سشعر به محب واشده ايلاما.

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
قديم 10-02-12, 03:32 AM   المشاركة رقم: 139
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل العاشر



اخترات تشارلى ارتداء قميص خفيف دون اكمام, فوق سروال قصير فى ذلك اليوم احار من ايام شهرحزيران_ يونيو _ الذى سطعت فيه الشمس فى سماء الغيوم, والذى جعلها تترك سترتها الخفيفه خلفها فى السياره.
وقالت لبول لاهثه وهى تجر قدميها صاعده ذلك المنحدر وراءه:
" كان نزولنا من هذا المنحدر, جملا, بعكس الصعود اليه"
اجاب:
" جميل انك لم تعيشى فى العصر الفيكتورى, والا كان تخطليك هذا التل مختلفا تمام"
تنهدت تشارلى وهى تقول موافقه على كلامه:
" هذا الصحيح, تصور اننى ارتدى تنوره منتفخه تصل الى كاحلى فى مثل هذا الجو الحار, وليس بمستغرب ان النساء, فى ذلك العهد, كن كثيرات الاغماء, واننى مسروره لوجودى فى هذا الزمن"
فقال وهو يلقى نظره رضا على ساقيها الطويلتين النحفيتين المسمرتان قليلا من تعرضهما لاشعه الشمس والبارزتين من السروال القصير الذى ترتديه:
" وانا ايضا مسرور"
وسرت هى لاطرائه, ومنحته ابتسامه سريعه لا يبدو فيها اثر من ذلك الارتباك الذى ازعجها امس. وبدا هذا التغيير الذى ساد علاقتهما فى مدى نصف يوم فقط. ذلك ان بول, عندما دعاها الى الخروج معه فى تلك الجوله الاستكشافيه, كانت ما تزال تتوقع منه ان يتجه رأسا نحو المدن, على الاقل مدينه يورك, وذهلا, تحيرت وهى تراه يدخل بها اعماق الريف فى البرارى حيت المراعى الخضراء, كان قصدهما الوصول الى هاوورت بلده الاخوات برونتى, وبعد ان زارا المنزل الذى تحول الان الى متحف. تابعا صعودهما فى طريق شديد الانحدار يفتشان عن مكان يتناولان فيه القهوه والفطائر المصنوعه فى البيت والتى اعترف بول بولعه بها.
وقالت تشارلى:
" اتعلم؟ اننى اظن ان اميلى برونتى ما كانت لتحب كل هذه الاشياء"
كانت تشير الى الجماهير النشطيه والحوانيت التى تبيع التذكارات المتنوعه والتى تحمل لافتاتها اسماء مستمده من روايات الاخوات برونتى, وتابعت:
" اذ من المعروف انها كانت شخصيه انطوائيه, حتى انها كانت تخفى كتاباتها عن شقيقتها. اننى لا اصدق انها كانت تقبل بان يتحول منزلها الى مقصد للسياح"
قال بول موافقا على كلامها:
" نعم, من الصعب تصور العالم الذى كتبت عنه. ازاء كل هذا, اذ كنت تحبين المشى, يمكننا ان نصعد الى تلك المراعى حيث نكمل سيرا على الاقدام الى قمه ويذينس التى هى الامسم الذى يفترض انه اسم مرتفعات ويذيرينغ الذى اطلقته اميلى على رواياتها.
لم تكن تشارلى فى حاجه الى كثير من الاقناع لكى تهرب معه من هذا المكان الذى يكثر فيه التدافع والتزاحم.
وقالت بحماس:
" هيا. فلنذهب. فانا سأصرخ اذا داس على اصابع قدى شخص ما مره اخرى"
بعد ذلك بمده قصيرره لو يتوقفا اثناءها. الا لشراء بعض السندوتشات والعصير, وجدا نفسيهما فى الرقيه التى تاتى بعد هاوورث ليتجها منها نحو المراعى والشلال حيث يقال ان الاخوات برونتى كن دوما يتنزهن.
وتنفست تشارلى بعمق وهى تتنهد بارتياح قائله:
" هذا احسن. اننى استطيع هنا ان اتنشق الهواء النقى مره اخرى"
منتديات ليلاس
ورد بول عليها بنفس الابتسامه العفويه الهادئه التى كانت على شفتيه طيله النهار. مما جعلها تفكر بالدرجه التى تغير فيها منذ بدء رحلتهما هذه. فمنذ نزل فى غرفته ليتناول الفطور هذا الصباح, اختفت تلك الظلال من تحت عينيه والتى كانت تسبغ الشحوب على وجهه الليله الشحوب على وجهه الليله الماضيه, ظهر بوضوح ان مزاجه قد تغير مره اخرى, فقد تبدل الرجل الصعب المتجهم الذى كانه ليحل محله مرافق سهل القايد حسن المعشر لم تجد صعوبه فى تبادل الافكار معه دون ان تجد حاجه للتفكير فى كل مره قبل ان تقول شيئا.
وقالت له:
" اتعمل ان امى سمتنى شارلوت تيمنا بشارلوت برونتى لاتى كانت معجبه جدا بروايتها" جين اير"؟
فقال:
" وكنت اظن تفضين كتابات اميلى؟"
فأومأت تشارلى برأسها فتألق شعرها الكستنائى الفاتح تحت اشعه الشمس بلمعات برونزيه وذهبيه. وهى تقول:
" لقد كانت شخصيه متفرده متحرره حتى بالنسبه لعصرها ذاك. واظن ان تشارلوت كانت اكثر تمسكا بالتقاليد من اميلى التى كانت ذات روح متحرره طليقه.
وقال بول يتلو ببطء:
" ان روحى ليست بالجبانه"
فسألته:
" ما هذا الذى تقوله؟"
اجاب:
" انه بيت من قصيده لاميلى برونتى, لقد كنت دوما اشعر بان هذا البيت يلخص شخصيتها"
قالت:
"ان بين الشعر هذا يلخص شخصيتها بالتاكيد, كما قلت انت, ان التفكير هو اكثر سهوله فى هذا المكان.... اننى اتصورها هنا, مع كلبها الضخم ذاك, ماذا كان اسمه؟ ذلك الكلب الذى رأينا صورته فى المتحف"
اجاب :
" اسمه كيبر"
فقالت:
" نعم كيبر"
وكان الفضول هنا قج استبد تشارلى وهى تسألأ :
" كيف تعلم كل هذه الاشياء عن الاخوات برونتى؟ اننى لا لظن انهن النوع المفضل من الكتاب الذى تحب ان تقرأ لهم"
وتابعت مسرعه خشيه ان يشعر بالاستياء:
" اعنى ان كتابات الاخوات برونتى تفضلها, عاده النساء"
ولكن بول ابتسم واجابها دون تردد:
" لقد كانت كتابات اميلى هى المفضله عند عمتى, خاصه لانها تحمل اسمها, وهى مثلك تفضلها على كتابه اختها شارلوت, وعندما كنت اسكن معها, كنا نقرأ هذه الكتب بالتناوب بصوت عال فى امسيات الشتاء"
وحاولت تشارى تصور هذا المشهد لبول ساريزن وهو يقرأ بصوت عال لامرأه سمنه.. كانت صوره اكثر الفه مما تعرفها عن صحافيا يجوب البلاد دون ان يستوطن واحدا منها.
وعاد هو يقل:
" اثناء عطله من المدرسه الداخليه, رفت خالتى وزوجها استقبالى فى منزلهما"
واضاف بحسره لم تتوقعها منه:
" وانا لا الومهما. وهكذا اخذتنى عمتى اميلى الى منزلها"
فقالت تشارلى :
" لم اكن اعلم انك كنت تسكن فى المنزل النهرى, وانما كنت اظنك تزوره من وقت لاخر"
قال:
" كلا, لقد كنت امضى كل اجازاتى هناك منذ كنت فى الرابعه عشره حتى دخلت الجامعه واقمت فى لندن. كان المنزل النهرى هو المنزل الوحيد الذى اعرف"
وعلمت تشارلى. من هذا سبب عشقه لذلك المنزل, ولماذا احب عمته الى هذا الحد, كان حبه لها واضحا من الساعات الطويله التى امضاها قرب سريرها فى المستشفى منذ عودته منذ اكثر من ثلاثه اسابيع الى بارفورد.

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
قديم 11-02-12, 06:05 PM   المشاركة رقم: 140
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 39949
المشاركات: 485
الجنس أنثى
معدل التقييم: saeda45 عضو على طريق الابداعsaeda45 عضو على طريق الابداعsaeda45 عضو على طريق الابداعsaeda45 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 316

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saeda45 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكرا بلاك ستار اتمنى تكملى الرواية يسرعة الله ما يحرمنا من مشاراكاتك الجميلة

 
 

 

عرض البوم صور saeda45   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دار النحاس, kate walker, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, شيء مفقود, something missing, عبير, كيت ووكر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية