كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
اجاب ونظراته الساخره تفصح عن انه كان يعلم ان كلامه هذا سيجذب اهتمامها:
" انه ايجار الاسابيع الثلاثه الزائده. لقد دفعتها امس مقدما عندما سألت عما اذا كنت استطيع البقاء هنا. فأنا اريد استعادتها اذا انت لم تقبلى ببقائى"
قالت بذعر وهى ترى يده على مقبض الباب:
" لقد فهمت, لقد فهمت, كلا... انتظر. هل قلت انك دفعت مقدما؟"
كان صوتها الان قد تدنى الى درجه الهمس.
اجاب:
" لقد اعطيت امك امس صباحا شيكا بالمبلغ"
وامها, كما تعلم, قد ذهبت الى البنك امس بعد الظهر, وذلك الشيك لا بد صرف ليعزز دخلهم المتواضع. وامها ستكون فى حاجه الى كل قرش منه لتنفقه فى تلك الرحله, واذا كاان عليها ان تعيده اليه.."
تنهدت من اعماقها وهى تفكر فى ان اى ذكر لاسترجاع تلك النقود, فان امها سترفض السفر تماما الى البرتغال بسبب عدم امكانها الانفاق على ذلك. وهى, تشارلى, مرغمه, لهذا, على ان تقبل ببقاء بول تلك الاسابيع الزائده, فهذا واجبها, من ناحيه, ثم انها, اذا هى لم تشأ تسلم مسؤوليه بول فى غياب والدتها, فان هذه الاخيره لن تخلف وهدها له وستبقى حتما, لاجله مضحيه لذلك. بحلم عمرها. تمتمت وهى تشعر انها وقعت فى الفخ:
" يمكنك ان تبقى"
اجاب:
" عفوا لم اسمعك تماما"
وصرت هى على اسنانها غيظا للتهذيب الزائف الذى غلف به لهجته. ودست يديها بشده فى جيبى سروالها تمنعهما من توجيه صفعه الى وجهه. فقد سبق وجربت من قبل ما يقود اليه هذا لتصرف . وفى مره واحده, الكفايه.وقالت بصوت مخنوق:
" قلت يمكنك البقاء. لقد دفعت, بالامس. اجره الطعام والمنامه وهذا فقط ستحصل عليه"
اضافت فى سرها ان هذه هى واجبات صاحبه الايجار وهى ما ستنفذها. فالطعام والمنامه هما فقط ما عليها تقديمه له, فليس عليها تقديم مرافقه او محادثه او ايه مهارات اخرى كما لمح فى حديثه.
شعرت بالارتياح وهو ينزل يده عن مقبض الباب وهو يقول:
" هذا حسن جدا. اننى مسرور لتغييرك رأيك, فان من الصعب ايجاد مكان اخر اقيم فيه"
ورمقها بنظره ساخره وهو يتابع:
" ظننتك ستسرين لبقائى"
قالت:
" وما الذى يجعلنى اسر ببقائك؟"
اجاب:
" لانك انت التى قلت اننى يجب ان ابقى بجانب عمتى مده اطول"
وهذا كان صحيحا. فهذا ما لا تستطيع انكاره. وشعرت تشارلى وكأنه البساط قد سحب من تحت قدميها. وادركت الفزع وهى تعلم انها, فى كل مناقشاتها لم تضع مخدومتها فى حسابها. منذ اللحظه التى اعلن بول فيها انه سيبقى, لم تفكر الا فى نفسها وفى تأثير ذلك عليها. كيف امكن ان تكون بمثل هذه الانانيه؟ لقد كانت تعتقد ان امر السيده العجوز يهمها. ولكنهاو بدلا من ذلك. لم تفكر حتى فى مشاعرها. بالنسبه لهذا الامر, كيف امكن بول ان يؤثر على توازنها العقلى مما ادى الى تصرفها بهذا الشكل.
وتابع:
" ام انك لم تكونى تفكرين بها؟"
تبا له! هل تراه كان يقرأ افكارها؟ هل فى امكان هاتين العينين الفاحصتين ان تنفذا الى اعماقها لتسبرا ما تفكر فيه؟
اجابت:
" لقد فكرت فيها طبعا! ان امر الانسه اميلى يهمنى جدا و...."
ذبل صوتها وهى ترى حاجبيه يرتفعان بتساؤل ساخر:
" لماذا اذا لم تعودى تكثرين من زارتها فى الده الاخيره؟ لقد اخبرتنى ان هذا اليوم كان الاول منذ اكثر من اسبوع"
اجابت:
" لقد ظننت انها تفضل ان تمشى الوقت معك"
مره اخرى, رفع حاجبيه متسائلا عن صحه ما تقول, لتدرك ان عقله الساخر, من خلف عينيه الثاقبتين, قد حكم عليها بالادانه بعدما وجدها مذنبه ولو بشاهد صغير فى الحقيقه.
|