كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تابعت فال حديثها:
" ان هديه يوبيل زواجنا الفضى سيكون تجديد الاسلاك فى هذا البيت. وهذه ليست هديه شاعريه تماما"
تمنت تشارلى لو لم تكن امها بهذه الصراحه فى اعلان حاجتهم, اذ ان اخر شئ يحتاجه بول. هو معرفه المزيد من تفاصيل صعوباتهم الماليه. وبنظره الى ابتسامه المتهكمه. استطاعت ان تعرف تقريبا. ما يدور فى ذهنه وهو يستوعب المعلومات التى يسمعها.
سألته تشارلى:
" وماذا عن اسرتك انت؟"
وجهت اليه هذا السؤال ليس فضولا منها, بل رغبه فى تحويل مجرى الحديث الى ناحيه اقل ازعاجا لها, وتابعت:
" انك لم تخبرنا بالكثير عن نفيك. ثم ان اسمك, ساريزن, ليس بالاسم الشائع"
اجاب بول ببساطه:
" انه ليس انكليزيا"
والقى عليها نظره يفهمها بها انه يعرف سبب تحويلها دفه الحديث هذا. وانه يجيبها عن سؤالها فقط لانه شاء هو ذلك . وتابعت قوله:
" كان ابى كنديا فرنسيا. من كويبك حيث امضيت انا حداثتى عندما لم نكن نسارفى. وكان ابى كاتبا جواله. وقد امشى قسما كبيرا من حياته متنقلا. كنت, امى نسافر معه"
قالت فال برقه:
" انك تتكام بصيغه الماضى"
فأومأ برأسه قائلا:
" لقد توفى والداى عندما كنت فى الثالثه عشره. كانت امى تسبح عندما اوشكت على الغرق. وحاول ابى انقاذها فلم يفلح, فغرقا معا. وبعدئذ, جشت الى انكلترا وعشت فى بيت خالتى, اسره برايان"
ورفعت تشارلى. عن ذاك, رأسها بسرعه, ذلك انها لم تعرف ذلك من قبل.
وتابع هو:
" لقد خذلتنى خالتى وزوجها الى منزلهما, وقد ارادت عمتى اميلى ان تعتنى بى, ولكنها اعتبراها اكبر سنا من ان يمكنها ذلك. بينما كان عندهما غلام يكبرنى بسنتين"
لقد كشف صوته ما كان يشعر نحو بن خالته ذلك الحين. وتساءلت تشارلى عما اذا كانت العداوه بينه وبين برايان. قد نمت فى ذلك الوقت. من عشرين سنه مضت واقشعر جسدها وهى تتذكر نوع اللقاء الذى كان بينهما, ذلك اليوم.
سألته فال:
" كم من الوقت امضيت معهم؟"
هز بول رأسه بسخريه لاذعه وهو يقول:
" تقريبا سته اشهر, اذ اثناء ذلك. فتحت وصيه والدى التى ظهر منهما ان فى امكانى ان اذهب الى مدرسه داخليه. ومن هناك. ذهبت الى الجامعه. ومنها الى اول وظيفه لى فى لندت"
سألته:
" ولكنك, بالطبع كنت تعود الى بيت خالتك فى العطل المدرسيه؟"
وادركت تشارلى ما الذى تفكر فيه امها. فهى, لحبها العميق لاسرتها, لم تكن تصدق ان ثمه اناسا لا يملكون نفس المحبه والمشاعر الدافئه مثلها هى. وهى كذلك. لم يسبق ان شاهدت بول وبرايان معا فى المستشفى. والا لاحزنها الامر جدا.
اجاب هو باقتضاب" مره واحده فقط"
ودهشت تشارلى اذ رأت فى عينيه نظره غضب وحشى وهو يتابع:
" ولكننى, بعد ذلك, كنت امشى اغلب اوقاتى مع العمه اميلى"
اردات تشارلى ان تسأله عن السبب الذى جعل خالته وزوجها يرفضان اقامته معهم بعد ذلك ولكن النفور الذى بدا فى لهجته اسكتها. وحاولت ان تتصوره مراهقا فى الثالثه او الرابعه عشره, ذاكن الشعر متألق العينيه ذا طبيعه متجهمه, ولكن شرعان ما تحول انتباها الى ابيها عائدا الى غرفه الجلوس وهلى وجهه ابتسامه عريضه, وهو يقول مخابا زوجته :
" احزمى حقائبك يا سيده هارينغتون, فأنت ذاهبه فى اجازه"
وكانت التشويق باديا فى صوته.
هتفت غير مصدقه:
" اجازه؟ ما الذى تتحدث عنه يا جيرى؟"
|