كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وجلست على الفراش فجاة , ويداها ترتجفان وهما تمسكان باطراف السرير وتجاهد لتمنع تتدفق دموعها . ماذا دهاها ؟ اين ذهبت روح التحدى والكبرياء فيها ؟ اتترك نفسها على الدوام يؤلمها رجل لايهتم بها , ويغادر الفراش غالبا قبل ان تستيقظ , ويعاملها وكأنها ليست اكثر من عشيقة امراة دفع لها المال لتنام معه ؟
ولكن هناك اوقات خلال الاسابيع الماضية عندما كانا يعيشان معا هنا اعتقدت انه يهتم بها , وحتى الان لاتزال تشعر بالارتعاش من آثر لمسات اصابعه على ذراعيها , لقد كان غاضبا لانها كانت مفقودة , وغاضبا جدا منها لانها ذهبت تتمشى لوحدها فى الظلام وكان يمكن ان تقع وتؤذى نفسها .
وعادت تينا لتقف قرب الباب
- هل انت مستعدة كيريا ؟ هل أحضر الطفل للرحلة فى الهليكوبتر ؟
- لا لم استعد بعد ............ يجب ان أحضر امتعتى ........ فانا لن اعود الى هنا
وساعدتها تينا فى توصيب اغراضها وحضرت بول للرحلة ووضعته فى حمالته التى حملتها بنفسها واوصلته الى قائد الهليكوبتر وكأنها لاتثق فى كيلى .... السفر فى الهليكوبتر ليس جديدا على كيلى لانها كانت قد قدمت من أثينا فيه قبل ثلاثة اسابيع , ولكن الاقلاع لايزال يجعلها تحبس انفاسها .
قد تكون هذه آخر مرة ترى فيها سكيوس , وتطلعت الى الميناء الضغير من تحتها , وربما تكون آخر مرة ترى فيها البحر حيث تقع هذه الجزيرة الضغيرة بين مجموعة من الجزر الاخرى جزر اليونان التى خلقتها الالهة كما تقول القصص بعد خلق الارض كلها , بعد ان وجدن ان لديها حفنة من الصخور متبقية فشكلتها وحملتها على ثديها ووضعتها هنا لتصبح جزر اليونان .
كانت الوان البحر خضراء كالجاد , تركواز , واحمر قانى وكانت الجزر فقاقيع من الصخور باللوان الاضفر والاحمر وعلى مسافة منها كانت جبال الارض الام تلتمع كالفضة والذهب امام زرقة السماء .
عبر خليج سالوتيك انسابت الهليكوبتر نحو مطار أثينا , وهبطت الى مهبطها وهى تحدث الضجيج وفكرت كيلى بان تسرع الى مبنى المطار الرئيسى والى مكتب الخطوط الجوية وان تحاول الحصول على رحلة تأخذها الى لندن فى هذه الامسية .
منتديات ليلاس
ولكنها عاجلا ما ادركت ان بول لايزال مع الطيار وقد اخذه باتجاه سيارة ديتريوس الكاديلاك التى كانت متوقفة قرب مكان الهبوط فاسرعت تجرى خلفه .
وحياها سائق السيارة بادب ووقار , وبعد بضعت دقائق كان المطار قد اصبح خلفها , والسيارة تنساب بسرعة عبر الطريق الرئيسى باتجاه أثينا . وشعرت كيلى بشعور من يعود الى بلده عندما بدات تتعرف على الاماكن والشوارع والاكروبوليس الذى ظهر فجاة عندما انعطفت السيارة فى احدى المنعطفات كانت عواميده الرخامية تلمع فى ضوء مغيب الشمس مما اعطاها رعدة من الاثارة .
وكان هناك شعور اخر وهج خفيف من الرضى بالامتلاك عبر من خلالها عندما استدارت السيارة آخيرا لتدخل بوابة الفيلا الضغيرة على سفح جبل ليكافيتوس , ولم تستطع كبح الشهور بالسعادة لكون الفيلا لها ولكونها الان فيها , فى بيتها , بيتها الخاص , وان نيقولاس ينوى لقاءها بعد الظهر فيه وليس فى شقته الكبيرة الفارغة فى فيلا ديتريوس .
ولم يحضر احد الى البوابة الامامية لتحيتها , ووقفت امام الباب متحيرة غير متاكدة ان المفاتيح مها , وصعد السائق الدرج ووضع حمالة بول على الارض وامام دهشتها اخرج المفتاح من جيبه وادخله فى ثقب الباب وفتحه وانحنى لها لتدخل قبله .
كان جو البيت دافئا مع بعض رائحة العفن , وكانما كان مغلقا لفترة طويلة ومع ذلك فلم يكن هناك آثر للغبار على الاثاث , ولا آثر بان المكان كان مسكونا مؤخرا , تجولة كيلى فى غرفة الاستقبال وتساءلت ماذا جرى لانيكا والخدم الاخرين الذين كانو يعتنون بالبيت خلال الوقت القصير الذى عاشت فيه , وسمعت الباب الامامى يقفل واسرعت خارجة الى الردهة كانت حقيبتاها والحقيبة الضغيرة التى تضع فيها اغراض بول موضوعة داخل المنزل والى جانبها بول يبكى بصوت مرتفع ورجلاه الضغيرتان ترفسان عنه غطاء الحمالة . كان السائق قد ذهب وعندما حاولة اللحاق به لتسأله متى سيعود نيقولاس سمعت محرك السيارة يدور وتبعه صوت السيارة ترحل , ولم يكن بالامكان تجاهل ضجيج بول اكثر من هذه فحملته الى غرفة الجلوس وبدأت تغير له وعندما انتهت حملته وبدأت تتفقد المنزل , كان المطبخ نظيفا وادواته لاتزال وكأتها جديدة ولم تستعمل والخزانة والبراد مليئين بالاطعمة . فى الطابق العلوى كان السرير فى غرفة نومها مرتبا وعليه شراشف نظيفة وفى غرفة الملابس الضغيرة كان هناك مهد طفل جديد كامل .
|