لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم العام > المنتدى الاسلامي > ركن شهر رمضان المبارك
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-12, 12:44 PM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP
عضو راقي



البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12239
المشاركات: 7,390
الجنس ذكر
معدل التقييم: المجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالق
نقاط التقييم: 2606

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المجنون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شبيهة القمر المنتدى : ركن شهر رمضان المبارك
افتراضي

 

مشكوره نجلاء يم القلب الكبير
ماننحرم منك كلك ذوق ربي يحفظك ويطول عمرك
وكل عام وانتي ومن تحبين بخير
طاااانكيو

 
 

 

عرض البوم صور المجنون   رد مع اقتباس
قديم 21-07-12, 01:00 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP
عضو راقي



البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12239
المشاركات: 7,390
الجنس ذكر
معدل التقييم: المجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالق
نقاط التقييم: 2606

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المجنون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شبيهة القمر المنتدى : ركن شهر رمضان المبارك
افتراضي

 

الخنســـــاء

نسب الخنساء:

هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية ولقبها الخنساء، وسبب تلقيبها
بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه .


حال الخنساء في الجاهلية:



عرفت الخنساء رضي الله عنها بحرية الرأي وقوة الشخصية, ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر،
والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم؛ لأنها
آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز
السلمي، إلا أنها لم تدم طويلاً معه؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله، لكنها
أنجبت منه ولدًا، ثم تزوجت بعده من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي،
وأنجبت منه أربعة أولاد.


وأكثر ما اشتهرت به الخنساء في الجاهلية هو شعرها وخاصة رثاؤها لأخويها
صخر ومعاوية والذين ما فتأت تبكيهما حتى خلافة عمر, ومما يذكر في
ذلك ما كان بين الخنساء و هند بنت عتبة قبل إسلامها, نذكره لنعرف إلى
أي درجة اشتهرت الخنساء بين العرب في الجاهلية بسبب رثائها أخويها.


عندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند
بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها
بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء:
من أنت يا أختاه؟ فأجابتها: أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني
أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو
الشريد، وأخي صخر ومعاوية. فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم
سواء عندك؟
ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:


أبكي عميد الأبطحين كليهما *** ومانعها من كل باغ يريدهـا
أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي *** وشيبة والحامي الذمار وليدها
أولئك آل المجد من آل غالب *** وفي العز منها حين ينمي عديدها

فقالت الخنساء:



أبكي أبي عمرًا بعين غزيـرة *** قليل إذا نام الخلـي هجودهـا
وصنوي لا أنسى معاوية الذي *** له من سراة الحرتيـن وفـودهـا
وصخرًا ومن ذا مثل صخر إذا *** غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها
فذلك يا هند الرزية فاعلمي *** ونيران حرب حين شب وقـودهـا


قصة إسلام الخنساء :


قال ابن عبد البر في الاستيعاب: "قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم".
وتعد الخنساء من المخضرمين؛ لأنها عاشت في عصرين: عصر الجاهلية
وعصر الإسلام، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها .


من أهم ملامح شخصية الخنساء :

1- قوة الشخصية :


عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في
بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر
بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد
بن الصمة أحد فرسان بني جشم؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها.


2- الخنساء شاعرة :


يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها.
كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له:
وهل الخنساء كذلك، فقال: تلك التي غلبت الرجال.
أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها:


قذى بعينيك أم بالعين عوار *** أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء، قيل: فيم فضل شعرها عنك؟ قال: بقولها:
إن الزمان ومـا يفنى له عجـب *** أبقى لنا ذنبًا واستؤصل الــرأس



3- البلاغة وحسن المنطق والبيان :


في يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت:
إن صخرًا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل
الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر؟ فأجابتهم: بأن صخر حر
الشتاء، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر
فجمر الكبد، وأما معاوية فسقام الجسد.


4- الشجاعة والتضحية :


ويتضح ذلك في موقفها يوم القادسية واستشهاد أولادها. فقالت:
الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم.

ولها موقف مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يستنشدها فيعجبه
شعرها, وكانت تنشده وهو يقول: "هيه يا خناس". أو يومي بيده .


أثر الرسول في تربية الخنساء :


تلك المرأة العربية التي سميت بالخنساء، واسمها تماضر بنت عمرو، ونسبها
ينتهي إلى مضر. مرت بحالتين متشابهتين لكن تصرفها تجاه كل حالة كان
مختلفًا مع سابقتها أشد الاختلاف, متنافرًا أكبر التنافر, أولاهما في
الجاهلية, وثانيهما في الإسلام. وإن الذي لا يعرف السبب يستغرب من تصرف هذه المرأة.



- أما الحالة الأولى فقد كانت في الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر,
فوقع الخبر على قلبها كالصاعقة في الهشيم, فلبت النار به, وتوقدت
جمرات قلبها حزنًا عليه, ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد, وكان مما قالته:



قذى بعينك أم بالعين عوار *** أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
كأن عيني لذكراه إذا خطرت *** فيض يسيل على الخدين مدرار
وإن صخرا لوالينا وسيدنا *** وإن صخرًا إذا نشتـوا لنـحـار
وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا *** وإن صخرًا إذا جاعـوا لعقـار
وإن صخرا لتأتم الهداة به *** كــأنه عـلم في رأسـه نـار
حمال ألوية هباط أودية *** شهاد أنـديـة للجـيـش جـرار



ومما فعلته حزنًا على أخويها "صخر ومعاوية" ما روي عن عمر أنه شاهدها
تطوف حول البيت وهي محلوقة الرأس, تلطم خديها, وقد علقت نعل صخر في خمارها.



- أما الحالة الثانية التي مرت بها هذه المرأة والتي هي بعيدة كل البعد عن
الحالة الأولى: فيوم نادى المنادي أن هبي جيوش الإسلام للدفاع عن الدين
والعقيدة ونشر الإسلام، فجمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد
في سبيل الله، لكن الغريب في الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم, فما نطق
لسانها برثائهم وهم فلذات أكبادها, ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب,
وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة: "الحمد لله الذي شرفني
باستشهادهم, وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته"!



ومن لا يعرف السبب الذي حول هذه المرأة من حال إلى حال يظل مستغربًا,
ويبقى في حيرة من أمره فهذه المرأة تسلل إلى قلبها أمر غــير حياتها, وقلب
أفكارها, ورأب صدع قلبها, إنها باختصار دخلت في الإسلام, نعم دخلت
في الإسلام الذي أعطى مفاهيم جديدة لكل شيء, مفاهيم جديدة عن
الموت والحياة والصبر والخلود.



فانتقلت من حال اليأس والقنوط إلى حال التفاؤل والأمل، وانتقلت من حال
القلق والاضطراب إلى حال الطمأنينة والاستقرار، وانتقلت من حالة الشرود
والضياع إلى حالة الوضوح في الأهداف, وتوجيه الجهود إلى مرضاة رب
العالمين.



نعم هذا هو الإسلام الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال, ويرقى به إلى
مصاف الكمال, فيتخلى عن كل الرذائل, ويتحلى بكل الشمائل, ليقف ثابتًا
في وجه الزمن, ويتخطى آلام المحن, وليحقق الخلافة الحقيقية التي أرادها
الله للإنسان خليفة على وجه الأرض .



من مواقف الخنساء مع الصحابة :


لها موقف يدل على وفائها ونبلها مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلم تزل
الخنساء تبكي على أخويها صخرًا ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو
عمها إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي عجوز كبيرة فقالوا: يا أمير المؤمنين هذه
الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي.



فقال لها عمر: اتقي الله وأيقني بالموت فقالت: أنا أبكي أبي وخيري مضر:
صخرًا ومعاوية, وإني لموقنة بالموت, فقال عمر: أتبكين عليهم وقد صاروا
جمرة في النار؟ فقالت: ذاك أشد لبكائي عليهم؛ فكأن عمر رق لها فقال:
خلوا عجوزكم لا أبا لكم, فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي



من كلمات الخنساء :


كانت لها موعظة لأولادها قبيل معركة القادسية قالت فيها: "يا بني إنكم
أسلمتم وهاجرتم مختارين, والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد, كما
أنكم بنو امرأة واحدة, ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم, ولا هجنت
حسبكم ولا غيرت نسبكم. وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب
الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية


يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]
فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين, فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين,
وبالله على أعدائه مستنصرين. وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها
واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارًا على أوراقها, فتيمموا وطيسها,
وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة"



الأم الصابرة

أخذت تتلقى أخبار بنيها وأخبار المجاهدين. لقد جاءها النبأ بالاستشهاد فقالت وهي المرأة المحتسبه والصابرة....
(الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته)....
هكذا كانت تماضر بنت عمرو - الخنساء- مثالا مميزا وفريدا ..يحتذي به ...لصبر المرأة المسلمه.. المؤمنه بقضاء الله وقدره..عند البلاء ..


الوفاة
توفيت الخنساء بالبادية في أول خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- سنة 24 هـ.



 
 

 

عرض البوم صور المجنون   رد مع اقتباس
قديم 21-07-12, 01:43 PM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,528
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شبيهة القمر المنتدى : ركن شهر رمضان المبارك
افتراضي

 

المجنوون ..

ألف شكر لك ولجهودك في اثرااء الموضوووع ..وابقاائه على قيد الحيااه >>فيس كان ناسيه ههههه

واضافااتك اعتبرهاا مرجع ثقاافي وكتااب مفتووح لك عاابر من هناا

جزااك الله كل خييير وجعله في موازين حسناتك ..

وكل عاام وانت الى الله اقرب

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر   رد مع اقتباس
قديم 22-07-12, 08:27 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP
عضو راقي



البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12239
المشاركات: 7,390
الجنس ذكر
معدل التقييم: المجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالق
نقاط التقييم: 2606

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المجنون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شبيهة القمر المنتدى : ركن شهر رمضان المبارك
افتراضي

 



الأمام المجهول وشيخ الأئمة..!


(مارأيت أحدا أحفظ للسُنَّة من "ربيعة")* ابن الماجشون



"إن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته نفسك كلها"*ربيعة الرأي



هو صاحب القصة العجيبة ..هو إمام المدينة وفقيهها ..
هو من بدأ يبين للناس ما استعصى عليهم من امور دينهم و هو لم يتجاوز الثلاثين من عمره ..


وقد قيل (لا يُفتي ومالك ف المدينة) .


مقولة معروفة والمقصود بها الامام مالك وكلنا نعرفه حق المعرفة
لكن من منّا يعرف على يد من تتلمذ الامام مالك ؟
وكذلك الامام الثوري والاوزاعي وابو حنيفة من كان معلمهم ؟؟

جميع هؤلاء الائمة الكبار تتلمذوا على يد التابعى الجليل - عالم المدينة " رَبيعةُ بن فروخ"
أو كما أشتهر بين الناس بـ رَبيعةُ الرأي




يقول الامام مالك كانت أمي تلبسني العصابه وأنا ابن 7 سنين
وتأخذني إلى المسجد وتقول اذهب إلى حلقة ربيعة الرأي
وخذ عنه الأدب قبل أن تأخذ عنه الحديث.."


*


ها نحن أولاء في سنة إحدى وخمسين للهجرة .
وها هي ذي كتائب المسلمين تضرب في فجاج الأرض مشرقة مغربة.

تحمل للبشرية العقيدة البانية..

وتنشر في ربوعها الشرعة التي تحرر الإنسان من عبودية الإنسان ..
وتجعل ولاءه لله وحده لاشريك له..

وهذا الصحابي الجليل الربيع بن زياد الحارثي ,
أمير خرسان وفاتح سجستان والقائد المظفر يمضي على رأس جيشه الغازي في سبيل الله..
ومعه غلامه الشجاع فرُّوخ.
فلقد عزم بعد أن أكرمه الله بفتح سجستان أن يختم حياته الجافله بعبور نهر سيحون ..


أعد الربيع بن زياد للمعركة عدتها واتخذ لها أهبتها..
وفرض على عدوه زمانها ومكانهافرضًا ..

ولما ثار القتال أبلى فيه الربيع وجنده المغاوير بلاء ما يزال يذكره التاريخ بلسان ندي بالحمد رطيب بالإكبار..

وأظهر غلامه فرُّوخ في ساحات الوغى من ضروب البسالة وصنوف الإقدام ..
ما زاد الربيع إعجابا به وتقديرا لمزاياه..

وانجلت المعركة بنصر مؤزر للمسلمين..

ثم عبروا النهر الذي كان يحول دونهم ودون الانسياح في بلاد الترك ..
فتوضأ القائد وجنوده من مائه فأحسنوا الوضوء وصلوا ركعتين شكرا لله واهب النصر..

ثم كافأ القائد الكبير غلامه فرُّوخ :
فأعتق رقبته ,
وقسم له نصيبه من الغنائم ,
ثم زاده من عنده شيئًا كثيرًا..


ولم تمضي سنتين على تلك المعركه حتى توفي الربيع فمضى إلى ربه راضيًا مرضيًا ..


*

أما فرُّوخ فقد عاد إلى المدينة المنورة يحمل معه سهمه الكبير من الغنائم ..

وكان فرُّوخ حين هبط المدينة شاباً موفور الشباب وكان قد وصل الثلاثين من عمره ..

وقد عزم فرُّوخ على أن يتخذ لنفسه منزلا ..وعزم أيضاً على الزواج ..
فحصل له ما أراد ..

ولكن تلك الدار العامرة على كل ما فيها من مزايا ,
وتلك الزوجة الصالحة على كل ما حباها الله من كريم الشمائل ..
لم يستطيعا أن يتغلبا على حنين الفارس المؤمن في خوض المعارك ..

وفي ذات يوم من أيام الجُمع سمع فرُّوخ خطيب المسجد النبوي يزف للمسلمين بشرى انتصارات الجيوش الإسلامية..ويحض الناس على الجهاد..
فعاد إلى بيته وقد عزم على الجهاد وأعلن عزمه لزوجته .


فقالت له:يا أبا عبدالرحمن لمن تتركني وتترك هذا الجنين الذي أحمله بين جوانحي ؟
فأنت رجل غريب عن المدينة , لا أهل لك ولا عشيرة ..

فقال: أتركك لله..ثم إني خلفت لك ثلاثين ألف دينار جمعتهامن غنائم الحرب فصونيها وثمريها.
وأنفقي منها على نفسك ووليدك بالمعروف حتى أعود لك سالمًا غانمًا ...

أويرزقني الله الشهادة التي أتمناها ..

ثم ودعها ومضى ..!


ولادة ربيعة .."


وضعت السيدة الرزان حملها بعد رحيل زوجها ببضعة أشهر ..
فكان حسن الوجه ..
وأطلقت عليه إسم ربيعة ..


بدت على ذلك الغلام أمارات الذكاء وعلامات النجابة منذ نعومة أظفاره ..
فاستدعت له المؤدبين والمعلمين وأوصتهم على أن يحسنوا تأديبه وتعليمه ..
فما لبث حتى أتقن القراءة والكتابة ..
ثم حفظ القرآن وحفظ ما تيسر له من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم..

وقد أغدقت أم ربيعة على معلمي ولدها المال إغداقاً..

فكانت كلما رأته يزداد علما تزيدهم برًا وإكرامًا .

وكانت تترقب عودة أبيه الغائب ..!

لكن فرُّوخ طالت غيبته ..

ثم تضاربت الأقوال فيه .
فقال بعضهم : إنه وقع أسيراً في أيدي الأعداء ..
وقال آخرون : إنه ما زال طليقًا يواصل الجهاد..
وقال فريق ثالث عائد من ساحات القتال: إنه نال الشهادة التي يتمناها..

فترجح القول الاخير عند أم ربيعة..
لانقطاع أخباره فحزنت عليه واحتسبته عند الله..



كان ربيعة يومئذ قد أيفع وكاد يدخل مداخل الشباب .

فقال الناصحون لأمه : هاهو ربيعة قد استكمل ما ينبغي لفتى مثله ..
فلو تخيرت له حرفة من الحرف ليتقنها وينفق عليك وعلى نفسه ..
فقالت :اسأل الله أن يخير له ما فيه صلاح معاشه ومعاده ..إن ربيعة قد اختار لنفسه العلم ..!


مضى ربيعة في الطريق التي اختطها لنفسه غير مقصر ..
وأقبل على حلقات العلم في مسجد رسو ل الله.
ولزم البقية الباقية من الصحابة الكرام ,
وعلى رأسهم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

وبعضا من التابعين الأوائل :كــ سعيد بن المسيب , ومكحول ,ومسلمة بن دينار ..


وواصل كلال ليله بكلال نهاره حتى أنهكه الجهد ..

فإذا كلمه أحد في ذلك ودعاه إلى الرفق في نفسه قال: سمعنا أشياخنا يقولون " إن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته نفسك كلها "

ثم مالبث كثيرًا حتى ارتفع ذكره وبزغ نجمه ,
وأولع به تلاميذه وسوده قومه .
ولقد سارت حياة عالم المدينة هادئة وادعة ..
ولقد مضت حياته متشابهه حتى وقع فيها مالم يكن في الحسبان..


*

في ذات عشية من عشيات الصيف المقمرة ...

بلغ المدينة المنورة فارس في اواخر العقد السادس من عمره.

ومضى في ازقتها راكبا جواده قاصداً داره ...

وهو لا يدري ان كانت داره ماتزال قائمة على عهده بها أم أن الايام قد فعلت بها فعلها ...

فلقد مضى على غيابه عنها ثلاثون عاماً او نحوا من ذلك ...

وكان يُسائل نفسه عن زوجته الشابه التي خلفها في تلك الدار: ما فعلت ؟

وعن جنينها الذي كانت تحمله بين جوانحها :


أوضعته ذكرا أم أنثى ؟ ...أحي هو أم ميت ؟ .

وإذا كان حياً ، فما شأنه ؟

وعن ذلك المبلغ الكبير الذي جمعه من غنائم الجهاد

وتركه وديعة عندها

حين مضى مجاهداً في سبيل الله مع الجيوش الإسلامية المتوجهة لفتح ( بخارى ) و ( سمرقند ) وما جاورهما ...


ولقد كانت أزقة المدينة وشوارعها ما تزال عامرة بالغادين والرائحين ...

فالناس لم يفرغوا من صلاة العشاء إلا وشيكاً ( قريبا )

لكن أحدا من هؤلاء الناس الذين مر بهم لم يعرفه ولم يأبه له ( لم يهتم به )

ولم يلتفت إلى جواده المطهم ولا إلى سيفه المدلى من عاتقه ...

فسكان المدن الإسلامية كانوا قد ألفوا منظر المجاهدين الغادين إلى القتال في سبيل الله أو العائدين منه .

لكن ذلك كان سبباً في إثارة حزن الفارس وازدياد وساوسه .


وفيما كان الفارس سابحاً في أفكاره هذه

ماضياً يتلمس طريقه في تلك الأزقة التي عراها ( أصابها ) التغيير ...

وجد نفسه فجأة أمام داره ...

وألفى ( وجد ) بابها مشقوقا ، فأعجلته الفرحة عن الاستئذان على أهلها ...

وولج من الباب وأوغل في صحن الدار ...

سمع رب الدار صرير الباب فأطل من عليته

فرأى في ضوء القمر رجلا متوشحاً سيفه متقلدا رمحه يقتحم عليه في الليل داره .

وكانت زوجته الشابة تقف غير بعيد عن مرمى بصر الرجل الغريب .

فهب مغضباً ، ونزل إليه حافيا وهو يقول :

أتتستر بجنح الليل يا عدو الله ، وتقتحم منزلي ، وتهجم على حريمي ؟!

واندفع نحوه كما يندفع الأسد الضاري اذا أريد عرينه ( بيت الأسد ) بسوء

ولم يدع له فرصة للكلام ...

وتواثب كل من الرجلين على صاحبه ، وعلت جلبتهما ( ضوضائهما )

وارتفع ضجيجهما وتدفق الجيران على البيت من كل صوب .

فأحطوا بالرجل الغريب إحاطة الغل ( طوق من حديد ) بالعنق ، وأعانوا جارهم عليه ...

فأمسك به صاحب الدار وأحكم قبضته على خناقه ( رقبته ) وقال :

والله لا أطلقك – يا عدو الله – إلا عند الوالي .

فقال الرجل :

ما أنا بعدو الله ... ولم أرتكب ذنبا ...

وإنما هو بيتي وملك يميني ، وجدت بابه مفتوحاً فدخلته ...

ثم التفت إلى الناس وقال :

يا قوم .. اسمعوا مني

هذا البيت بيتي ... شريته بمالي ...

يا قوم ... أنا ( فروخ )

ألم يبق في الجيران أحد يعرف ( فروخاً ) الذي غدا منذ ثلاثين عاما مجاهدا في سبيل الله ؟!


وكانت والدة صاحب الدار نائمة ، فاستيقظت على الضجيج

وأطلت من نافذة علّيتها ، فرأت زوجها بشحمه ولحمه .

فكادت تعقد الدهشة لسانها ...

لكنها ما لبثت أن قالت :

دعوه ...

دعه يا ربيعة ...

دعه يا ولدي ... إنه أبوك ...


انصرفوا عنه يا قوم بارك الله عليكم .

حذار يا أبا عبد الرحمن ...

إن هذا الذي تتصدى له ولدك وفلذة كبدك ( قطعة كبدك ) .


فما كادت كلماتها تلامس الآذان حتى أقبل ( فروخ ) على ( ربيعة )

وجعل يضمه ويعانقه ...

وأقبل (ربيعة ) على ( فروخ ) وطفق يقبل يديه وعنقه ورأسه ...


وانفض عنهما الناس ...

ونزلت أم ربيعة تسلم على زوجها

الذي ما كانت تظن ظناً أنها ستلقاه على هذه الأرض

بعد ان انقطعت أخباره مدة تقارب ثلث قرن من الزمان .

جلس فروخ الى زوجته وطفق يحدثها عن احواله ...

ويكشف لها عن اسباب انقطاع أخباره ..

ولكنها كانت في شغل شاغل عن كثير مما يقول

فلقد نغص( كدر ) عليها فرحتها بلقائه واجتماع شمله بولده ، من غضبته على إضاعة كل ما أودعه لديها من مال ...



كانت تقول في نفسها :

ماذا لو سألني الآن عن ذلك المبلغ الكبير الذي تركه أمانة عندي

وأوصاني أن أنفق منه بالمعروف ؟! ...

أيقنعه قولي له :

إنني أنفقت ما تركه عندي على تربية ابنه وتعليمه ؟...

وهل تبلغ نفقة ولد ثلاثين ألف دينار ؟!

أيصدق أن يد ابنه أندى من السحاب ( أكرم من الغيم الممطر )

وأنه لا يبقي على دينار ولا درهم

وأن المدينة كلها تعلم أنه أنفق على إخوانه الآلاف المؤلفة ؟.

وفيما كانت أم ربيعة في هواجسها ( خواطرها ) هذه ، التفت إليها زوجها وقال :

لقد جئتك يا أم ربيعة بأربعة آلاف دينار ...

فأخرجي المال الذي أودعته عندك لنضم هذا إليه ، ونشتري بالمال كله بستانا

أو عقاراً نعيش فيه ما امتدت بنا الحياة .

فتشغالت عنه ولم تجبه بشئ .


فأعاد عليها الطلب وقال :

هيا أين المال حتى أضم إليه ما معي ؟

فقالت : لقد وضعته حيث يجب أن يوضع .. وسأخرجه لك بعد أيام قليلة إن شاء الله .


وقطع صوت المؤذن عليهما الحديث .. فهب ( فروخ ) إلى إبريقه وتوضأ .



ثم مضى مسرعاً نحو الباب وهو يقول : أين ربيعة ؟

فقالوا : سبقك إلى المسجد منذ النداء الأول .

ولا نحسب أنك تدرك الجماعة .

بلغ فروخ المسجد فوجد أن الإمام قد فرغ وشيكا من الصلاة

فأدى المكتوبة ثم مضى نحو الضريح الشريف فسلم على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه
ثم التقى نحو الروضة المطهرة

فقد كانت في فؤاده أشواقٌ إليها ، وحنين إلى الصلاة فيها

فتخير لنفسه مكاناً في رحابها النضرة .

ثم جعل يتنقل ( يصلي نقلاً ، والنقل : ما زاد عن الفرائض )

فصلى ما شاء أن يصلي ، ثم دعا بما أُلهِم أن بدعو .

ولما هم بمغادرة المسجد ، وجد باحته قد غُصت على رحبها
بمجلس من مجالس العلم لم يشهد له نظيراً من قبل .

ورأى الناس قد تحلقوا حول شيخ المجلس حلقة إثر حلقة ،
حتى لم يتركوا في الساحة موطئاً لقدم .


وأجال بصره في الناس ، فإذا فيهم شيوخ معممون ذوو أسنان ( ذو أعمار أي كبار السن ) .

ورجال متوقرون ( مظهرون الوقار ) تدل هيئاتهم على أنهم ذوو أقدارٍ( لهم منزلة وشأن ) .

وشبان كثيرون قد جثوا على ركبهم ، وأخذوا أقلامهم بأيديهم

وجعلوا يلتقطون ما يقوله الشيخ كما تُلتقط الدرر .


ويحفظونه في دفاترهم كما تُحفظ الأعلاق ( النفائس التي تقتنى ) النفسية .

وكان الناس متجهين بأبصارهم إلى حيث يجلس الشيخ

منصتين إلى كل ما يلفظ من قول حتى لكأن على رؤوسهم الطير ( كناية عن سكوتهم وصمتهم ) .

وكان المبلغون ينقلون ما يقوله الشيخ فقرة فقرة ،
فلا يفوت أحدا شئ من كلامه مهما كان بعيدا .



*

وحاول ( فروخ ) أن يتبين صورة الشيخ ..فلم يُفلح لموقعه منه وبعده عنه .

لقد راعه منه بيانه المشرق ، وعلمه المتدفق ، وحافظته العجيبة .

وأدهشه خضوع الناس بين يديه .


وما هو إلا قليل حتى ختم الشيخ مجلسه ونهض واقفاً ...

فهب الناس متجهين نحوه وتزاحموا عليه ، وأحاطوا به ، واندفعوا وراءه

يشيعونه ( يودعونه ) إلى خارج المسجد .




وهنا التفت فروخ إلى رجل كان يجلس بجانبه وقال :

قل لي بربك من الشيخ ؟!

فقال الرجل باستغراب :أو لست من اهل المدينة ؟ .

فقال فروخ :بلى

فقال الرجل :وهل في المدينة رجل واحد لا يعرف الشيخ ؟!

فقال فروخ :

أعذرني إذا كنت لا أعرفه .

فلقد أمضيت نحواُ من ثلاثين عاماً بعيدا عن المدينة ، ولم أعد إليها إلا أمس ...

فقال الرجل :

لا بأس .. اجلس إلي قليلاً لاحدثك عن الشيخ .

ثم قال :

إن الشيخ الذي استمعت إليه سيد من سادات التابعين .. وعلم من أعلام المسلمين .

وهو محدث المدينة وفقيهها وإمامها على الرغم من حداثة سنه .


فقال فروخ :ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..


فأتبع الرجل يقول :

وإن مجلسه يضم – كما رأيت – مالك بن أنس

وأبا حنيفة النعمان ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وسفيان الثوري

وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، والليث بن سعد ، وغيرهم وغيرهم .

فقال فروخ : غير أنك .

فلم يتيح له الرجل فرصة لاتمام كلامه ، وأردف ( أتبع )يقول :

وهو فوق ذلك كله سيد كريم الشمائل ، موطأ الأكناف

( متواضع رضي الخلق ) ، سخي اليد ...

فما عرف أهل المدينة أحدا أوفر منه جوداً لصديق وابن صديق ..

ولا أزهد منه في متاع الدنيا ، ولا أرغب منه بما عند الله .

فقال فروخ :ولكنك لم تذكر لي اسمه .


فقال الرجل : إنه ربيعة الرأي .

فقال فروخ : ربيعة الرأي !!

نعم إن اسمه ربيعة .. لكن علماء المدينة وشيوخها دعوه ربيعة الرأي لأنهم

كانوا إذا لم يجدوا لقضية نصاً في كتاب الله أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لجؤوا إليه ..

فيجتهد في الأمر ..

ويقيس ما لم يرد فيه نص على ما ورد فيه نص.

ويأتيهم بالحكم فيما أشكل عليهم على وجهٍ تركن إليه النفوس ( ترتاح إليه )

وتطمئن له القلوب .




فقال فروخ في لهفة : ولكنك لم تنسبه لي .

فقال الرجل : إنه ( ربيعة بن فروخ ) المكنى بأبى عبد الرحمن .!

لقد ولد بعد أن غادر أبوه المدينة مجاهدا في سبيل الله .. فتولت أمه تربيته وتنشئته .

ولقد سمعت الناس قبيل الصلاة يقولون :

إن أباه عاد الليلة الماضية .

عند ذلك تحدرت من عيني ( فروخ ) دمعتان كبيرتان لم يعرف لهما الرجل سبباً ..




فمضى يحث الخطى ( يسرع الخطى ) نحو بيته ...

فلما رأته أم ربيعة والدموع تملأ عينيه

قالت : ما بك يا أبا ربيعة ؟

فقال : ما بي إلا الخير ...

لقد رأيت ولدنا ربيعة في مقام من العلم والشرف والمجد ما رأيته لأحد من قبل .

فاغتنمت أم ربيعة الفرصة وقالت : أيهما أحب إليك ...

ثلاثون ألف دينار أم هذا الذي بلغه ولدك من العلم والشرف ؟

فقال : بل والله هذا أحب إلي وآثر ( أفضل وأحب ) عندي من مال الدنيا كله .

فقالت : لقد أنفقت ما تركته عندي عليه .. فهل طابت نفسك بما فعلت ؟



فقال : نعم .. وجزيتِ عني وعنه وعن المسلمين خير الجزاء.



مـــآثــرهـ .."

كان "ربيعة" بصيرًا بالرأى:
(وأصحاب الرأى عند أهل الحديث هم أصحاب القياس لأنهم يقولون برأيهم فيما لم يجدوا فيه حديثًا أو أثرًا)

فلُقِّب لذلك "ربيعة الرأى وعُرف "ربيعة" بالجود والكرم،
حيث أنفق على إخوانه (40) ألف دينار.

ولما قَدِم السَّفاح "المدينة" أمر له بمال فرفضه..



قـــالـــوا عــنــه .."


وقال عنه ابن الماجشون: (مارأيت أحدا أحفظ للسُنَّة من "ربيعة")

وقال عبد الله الصنعانى: (أتيت "مالك بن أنس" فجعل يحدث عن "ربيعة الرأى" فكنُّا نستزيده من حديث "ربيعة ".)

(قال مطرف: سمعت مالكا يقول: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة..)

(قال أبو داود: ربيعة وعمر مولى غفرة ابنا خالة .)

(وقال مصعب الزبيري: كان يقال له: ربيعة الرأي، وكان صاحب الفتوى بالمدينة،

وكان يجلس إليه وجوه الناس. كان يُحصى في مجلسه أربعون معتما.
وعنه أخذ مالك بن أنس .)

(وروى الليث عن يحيى بن سعيد قال: ما رأيت أحدا أفطن من ربيعة بن أبي عبد الرحمن .)

(وروى الليث عن عبيد الله بن عمر قال: هو صاحب معضلاتنا، وعالمنا، وأفضلنا)



وفــآتـــه.."

توفى "ربيعة الرأى" في"الهاشمية" من أرض "الأنبار" سنة (136 هـ)..

فرحم الله ربيعة ووالده وأمه وأجزاهم خير الجزاء ..

"

 
 

 

عرض البوم صور المجنون   رد مع اقتباس
قديم 26-07-12, 04:45 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP
عضو راقي



البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12239
المشاركات: 7,390
الجنس ذكر
معدل التقييم: المجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالقالمجنون عضو متالق
نقاط التقييم: 2606

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المجنون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شبيهة القمر المنتدى : ركن شهر رمضان المبارك
افتراضي

 



الإمام الشافعي نسبه ومولده


هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف. يلتقي الشافعي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في جَدِّه عبد مناف، فالإمام الشافعي (رحمه الله) قرشي أصيل. أمَّا أمُّه فإن أكثر من أرَّخ للشافعي أو ترجم له قد اتفقوا على أن أمَّه أزدية أو أسدية، فهي من قبيلة عربية أصيلة.

وقد وُلِد بغزَّة في شهر رجب سنةَ 150هـ/ أغسطس 767م، ولما مات أبوه انتقلت به أمُّه إلى مكة؛ وذلك لأنهم كانوا فقراء، ولئلا يضيع نَسَبُه، ثم تنقَّل (رحمه الله) بين البلاد في طلب العلم.

وكان الإمام الشافعي (رحمه الله) رجلاً طويلاً، حسن الخلق، محببًا إلى الناس، نظيف الثياب، فصيح اللسان، شديد المهابة، كثير الإحسان إلى الخلق، وكان يستعمل الخضاب بالحمرة عملاً بالسنة، وكان جميل الصوت في القراءة.

ملامح من شخصية الإمام الشافعي وأخلاقه

سعة علم الإمام الشافعي وفقهه:

لقد عُرف الإمام الشافعي بالنجابة والذكاء والعقل منذ أن كان صغيرًا، وشهد له بذلك الشيوخ من أهل مكة؛ قال الحميدي: "كان ابن عيينة، ومسلم بن خالد، وسعيد بن سالم، وعبد المجيد بن عبد العزيز، وشيوخ أهل مكة يصفون الشافعي ويعرفونه من صغره، مقدمًا عندهم بالذكاء والعقل والصيانة، لم يُعرف له صبوة". وقال الربيع بن سليمان - تلميذ الشافعي وخادمه وراوي كتبه -: "لو وُزِن عقل الشافعي بنصف عقل أهل الأرض لرجحهم، ولو كان من بني إسرائيل لاحتاجوا إليه".

تقوى الإمام الشافعي وورعه وعبادته:

وكما كان الإمام الشافعي (رحمه الله) إمامًا في الاجتهاد والفقه، كان كذلك إمامًا في الإيمان والتقوى والورع والعبادة؛ فعن الربيع قال: "كان الشافعي قد جزّأ الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول يكتب، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام". وكان رحمه الله لا يقرأ قرآنًا بالليل إلا في صلاة، يقول المزني: "ما رأيت الشافعي قرأ قرآنًا قَطُّ بالليل إلا وهو في الصلاة".


شيوخ الإمام الشافعي

شيوخ الإمام الشافعي بالمدينة: الإمام مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد الأنصاري، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وإبراهيم بن أبي يحيى، ومحمد بن سعيد بن أبي فديك، وعبد الله بن نافع الصائغ.

وشيوخ الإمام الشافعي باليمن: مطرف بن مازن، وهشام بن يوسف قاضي صنعاء، وعمرو بن أبي سلمة صاحب الإمام الأوزاعي، ويحيى بن حسان.

شيوخ الإمام الشافعي بالعراق: وكيع بن الجراح، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفيان، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب بن عبد المجيد البصريان.

تلامذة الإمام الشافعي

نبغ على الإمام الشافعي كثير من الناس، في مقدمتهم أبو عبد الله أحمد بن حنبل، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني، والحسين الكرابيسي، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، وأبو محمد الربيع بن سليمان المرادي، والربيع بن سليمان الجيزي، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، وأبو حفص حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي، وأبو يوسف يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، وعبد الله بن الزبير الحميدي.

مؤلفات الإمام الشافعي


لم يُعرف لإمام قبل الإمام الشافعي من المؤلفات في الأصول والفروع والفقه وأدلته، بل في التفسير والأدب ما عرف للشافعي كثرةً وبراعةً وإحكامًا؛ يقول ابن زُولاق: "صنف الشافعي نحوًا من مائتي جزء".

ولقد كان في سرعة التاليف مع الدقة والنضج والإتقان أعجوبة منقطع النظير، حتى إنه ربما أنجز كتابًا في نصف نهار. يقول يونس بن عبد الأعلى: "كان الشافعي يضع الكتاب من غدوة إلى الظهر".

ومن مؤلفاته رحمه الله:

كتاب (الرسالة) وهو أول كتاب وضع في أصول الفقه ومعرفة الناسخ من المنسوخ، بل هو أول كتاب في أصول الحديث. وألَّف كتابًا اسمه (جماع العلم)، دافع فيه عن السنة دفاعًا مجيدًا، وأثبت ضرورية حجية السنة في الشريعة. وكتاب (الأم)، و(الإملاء الصغير)، و(الأمالي الكبرى)، و(مختصر المزني)، و(مختصر البويطي)، وغيرها.

منهج الإمام الشافعي

أخذ الإمام الشافعي بالمصالح المرسلة والاستصلاح، ولكن لم يسمها بهذا الاسم، وأدخلها ضمن القياس وشرحها شرحًا موسعًا. وكذلك كان الشافعي يأخذ بالعرف مثل مالك. وكان الشافعي يتمسك بالأحاديث الصحيحة، ويُعرِض عن الأخبار الواهية والموضوعة، واعتنى بذلك عناية فائقة؛ قال أبو زُرعة: "ما عند الشافعي حديث فيه غلط".

وقد وضع الشافعي في فن مصطلح الحديث مصطلحات كثيرة، لم يُسبَق إليها، مثل: الاتصال، والشاذ، والثقة، والفرق بين حدَّثنا وأخبرنا.


ما قيل عن الإمام الشافعي

قال المزني: "ما رأيت أحسن وجهًا من الشافعي، إذا قبض على لحيته لا يفضل عن قبضته". قال يونس بن عبد الأعلى: "لو جمعت أمة لوسعهم عقل الشافعي". وقال إسحاق بن راهويه: "لقيني أحمد بن حنبل بمكة، فقال: تعالَ حتى أريك رجلاً لم ترَ عيناك مثله. قال: فأقامني على الشافعي".

وقال أبو ثور الفقيه: "ما رأيت مثل الشافعي، ولا رأى مثل نفسه". وقال أبو داود: "ما أعلم للشافعي حديثًا خطأً".


من كلمات الإمام الشافعي

- طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.
- من ضُحِكَ منه في مسألة لم ينسها أبدًا.
- من حضر مجلس العلم بلا محبرة وورق، كان كمن حضر الطاحون بغير قمح.
- من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل مقداره، ومن تعلم اللغة رقَّ طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.

وفاة الإمام الشافعي

ألحَّ على الإمام الشافعي المرض وأذابه السقم ووقف الموت ببابه ينتظر انتهاء الأجل. وفي هذه الحال، دخل عليه تلميذه المزني فقال: كيف أصبحت؟ قال: "أصبحتُ من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقًا، ولكأس المنيَّة شاربًا، وعلى الله جلَّ ذكره واردًا، ولا والله ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنِّئها، أو إلى النار فأعزِّيها"، ثم بكى.

وقد دُفِنَ الإمام الشافعي (رحمة الله تعالى عليه) بالقاهرة في أول شعبان، يوم الجمعة سنةَ 204هـ/ 820م. وكان له ولدان ذكران وبنت، وكان قد تزوج من امرأة واحدة.

 
 

 

عرض البوم صور المجنون   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحجر, برنامجنا
facebook




جديد مواضيع قسم ركن شهر رمضان المبارك
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:16 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية