لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-11, 03:46 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 187877
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: ملاك القمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 27

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ملاك القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ملاك القمر المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

البـارت الخـامس عشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أين كنت ...؟
ـــــــــــــــــــــــــ
زفرت بانزعـاج من صوت المنبه الـذي لم يتوقف عن الرنين فوقفت من على السـرير بغضب و توجهت بسرعة نحو الحمـام فتحت صنبور المـاء وبدأت بغـسل وجهها بالمـاء البارد مسحت وجهها بالمنشفة و عـادت لغرفتها حدقت بالسـاعة فوجدتها تقـارب الثامن صباحاً أنها لازلت تشعر بالنـعاس لكن يجب عليها الذهـاب للمستشفى لتدرب ابتسمت بسخرية بداخلها أي مستشفى وأي تدرب فهذه الأيـام أصبحتُ مهملة والجميع يلاحظ علي ذلك ولا أتقدم كالسابق مستواي بالطب تدهور كثيراً كل هذا بسببه بسبب ذاك الشبح
أخذت تتذكر ما جرى قبل أيام عديدة على الكورنيش هذا آخر لقاء جمعهم معاً لقد اشتاقت لهُ كثيراً صحيح أنها تراه أحيـاناً عندما تذهب لزيارة السيدة ليزا لكنـها أبداً لا تتحدث معه وكانت دائماً تهرب من رؤيته لقد صممت على أن تدفن تلك المشـاعر هو كذلك لم يعد ذاك الشـاب الذي يسعى للانتـقام هو الآن جـاك الجليدي حتى أن السيدة ليزا قالت أن جـاك غريب جـداً هذه الأيام حتى أنهُ لم يعد يخرج لسهرات ولم يعد يخرج مع الفتيات تذكرت كم هي حمـقاء عندما ظنت أنها تحب ديف يبدو أن حبها الحقيقي هو جـاك تعرفت كثيراً عن بيلا خلال هذه الفترة وتأكدت أنها تحب جـاك كأخ فقط وأنها تخطط كما تخطط السيدة ليزا لم تنكر أنها سعدت عندما علمت أنَّ من المستحيل أن تقع علاقة بين بيلا وجـاك ابتسمت عندما تذكرت مـاري وألكس في هذه المـدة تطورت علاقتهما وأصبحا دائماً على تواصل حتى أنها خرجت معهُ اليوم في رحلة منذُ الصبـاح نظرت لنـافدة وظلت تحدق بالثلوج قريباً ستتوقف هذه الثلوج عن الهطول لم يبقى إلا عشرة أيام على قدوم الربيع أخيراً ستذوب الثلوج و أخيراً سيعم الدفء أرجاء فرنـسا والزهور ستـتـفتح والفراشات ستنتشر بكثرة بالحدائق أغمضت عينيها وهي تتخيل هذا المنظر الرائع بعد مـدة طويـلة من البرودة استيقظت من خيالها على صوت طرقـات الباب استغربت من القادم لها في هذا الوقت المبكر فتحت الباب واندهشت من الموجود أمامها ابتسمت وقـالت بدهشة
- ليــون
حدق بها وهو يرسم ابتسامة خفيفة على شفتيه فابتعدت عن البـاب لتسمح لهُ بالدخول
- تـفضل
دخـل وأشارت لهُ نحو الصالة فجلس على الأريكة وقالت بابتسامة
- ما رأيك بمشروب سـاخن
حرك رأسه بالنفي وقال
-لا .. لقد أتيت مبكر لأراك قبل ذهابك للمشفى
- آه .. لقد سمعت بأنك ستغادر فرنسا ..؟
سألتهُ بقلق فرد عليها
-ربـما لكنني لم أقرر بعد
- من أخبـرك بأمر سفري
- لا تهتم ..أرجوك ليون لا تـغادر فرنسا بسبب شيء تافه
- ليس تافه كما تظني لـمار أنها المرة الثانية دائماً أقع بحب فتـاة لا تحبني
أحست بالحزن عليه نظرت له قليلاً وقالت بعد تردد كبير بسؤاله هذا السؤال
- هل تحبني ليـون
لمحت تلك العينين الرمادية التي برقت وهي تحدق بوجهها قال بهمس
- أحبـك أكثر مما تتصورين
فردت بتوتر
- لكـن سونيـا هل زال ذاك الحب من قلبك لا تنسى ليون أنهُ حبك الأول
حرك رأسه بالنفي وقـال بحزن
- لا لم أنسى بعد سونيا لكنني أحبك لـمار
- كيف !! تحبني وأنت بعد لم تنسى سونيا
رد عليها قائلاً
- لا لـمار ..إذا بقيتِ بجانبي سأنساها بسهولة
حركت رأسها باستفهام
-ماذا تقصد ..؟
قال برجاء
- كوني معي لـمار إذا بقيتي معي لن أغادر فرنسا
ابتعدت عن قليلاً وقالت
-مـاذا ! إذا كنت تقصد.....
توقفت عن الحديث فأكمل
- أقصد أن أكون بدلاً عن ديــف لـمار
فتحت عينيها بدهشة و حركت رأسها بالنفي بعد صدمة من كلامه
- لا لا ..أنا آســفة ليون
ابتسم بسخرية وقـال
- هل تحبينه ..؟
حدقت به وعليها نظرات استفهام فأكمل
- جـاك أنا متأكد بأنك تحبيه أليس كذلك
أنتظر إجابة منها لكنها أكتفت بالسكـوت فكرر سؤاله مجـدداً وتلقى نفس الإجابة السكـوت لم ترد عليه بل بقيت صـامتة فوقف من مكانه وقـال
- حسناً ..لقد فهمتُ كل شيء أتمنى لكي حياة سعيدة لـمار
خرج من الشقة و وقفت هي من مكانها بعد أن عكر مزاجها ليون أكـثر بطلبـه السخيـف ذهبت لغرفتها لتستعد للمشفى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الشــركة
ـــــــــــــــــــــ
ركز على الأوراق الموجودة بين يديه بإمعان وهو يحـاول عدم التركيز بأشياء أخرى غير هذه الأوراق المهمة قطع تركيزه صوت هاتف المكتب فزفر بغـضب لقد أخبر السكرتيرة بأن لا تزعجه رد عليه بانزعـاج
- ألم أخبرك أن لا تزعجيني
ردت بخـوف
- أنا آسفة سيد جـاك لكن هنـاك رجـل يصـر على مقابلتك
رد بنفس نبرة الانزعاج
- ألم أخبرك بأنني لا أريد رؤية أحد اليوم
-لكن سيـدي أنهُ لا يفهم ذلك يصر على مقابلتك ويقول أنك ستخسر كثيراً إذا لم تقابله
زفر بغضب وقال
- من هو ..؟
- لم يعطيني اسمه
شعر بالفضول من هو الرجل الذي سيأتي لزيارتي إلى الشركة هدأ قليلاً وقـال
- دعيـه يتفضل
ثـوان فقط حتى فتح باب المكتب بقوة رفع نظـره وحـدق بالرجل لذي يقف أمامه بدون تصديق
- ديـف
ضحك بسخرية
- نعم أنـا ديــف
حـاول أن يكون هادئ بقدر الإمكان فقال
- لمـاذا أتيت ..؟
ضحك بسخرية واضحة ورد ممثل التعجب
- لمـاذا أتيت ..؟ ! سؤال تافه لكن سأجاوب عليه أتيتُ لأحذرك جـاك
رفع نظرهُ له أكثر
-تحذرنـي !
- اسمع اسمع لـمار هي لي
- أتيت إلى هنا لتخبرني بأن لـمار هي لك
- لا
- إذن ماذا تريد..؟
-اسمع جيداً لن أدع الساحة لك فارغة وأهرب كم تظن مستحيـل جـاك أنَّ خطيبتي لي
وقف من مكانه بغضب وضرب على طـاولة المكتب وصرخ
- كـفاك جنـون .. لـمار ليست خطيبتك ابتعد عنها
- هل تعني أن أبتعد عنكما
قبض على يده بقوة و تكلم من بين أسنانه
- أكرر سؤالي لماذا أتيت ..؟
- قلتُ لأحذرك أنا سأفعل المستحيل من أجل لـمار وأنت أذهب لفتياتك الكُثر
قبل أن يخرج صرخ عليه
-ديف إن أديت لـمار ستكون نهايتك بيدي
خرج من المكتب دون أن يرد بينما هو جلس على كرسي المكتب محاولاً أن يهدأ قليلاً أعـصابه قد تلفت ولم يعد قـادر على التركيز أخذ سترته وخرج من الشـركة بأكملها قـاد سيارته واتجه نحو القـصر صعد لغرفته دون أن يرد على أسئلة بيلا و السيدة ليزا التي استغربت أنهُ عاد بسرعة كبيرة لم يمضي عن غيابه من القصر إلا ساعة حتى عـاد لقد تعمد اليوم الخروج مبكراً بسبب الأشـغال الكثيرة فتح غرفته و استلقى على السرير بتـعب مرر أصابع يده على شعره وهو يشعر أن رأسه سيتفجر بهذه الأيام كل هذا بسبب لـمار منذُ أن خرجت معها إلى الكورنيش وأنا أتساءل دائـماً عن ذاك الكلام التي قالته أيعقل أنها لا تريد الابتـعاد عني تريد مني أن أبقى معها كما قالت لكن مستحيل ليست لـمار من يقول هذا الكلام ربما كانت لا تعني ما قالته لقد كانت نائمة حتى بعد أن أيقظتها لم تشعر بما قالته أنها المرة الأولى التي لا أعرف بها الإجابة أيعقل أن لـمار تحبني لكن لا لا مستـحيل لـمار فتـاة لا تكسر كيف لها أن تحبني لقد تعودت أن أرى لـمار القوية ليست لـمار الضعيـفة التي تقع بالشباك بسرعة أنا الفتاة الوحيدة الذي لم أتوقع أنها ستحبني أو ستستسلم للخسـارة أنزعج من اهتمامه بلـمار كل هذا القـدر لمـاذا أشغل بالي بها كثيراً تضايق كثيراً من حاله هذه الأيـام أغمض عينيه قليلاً وبدأ بمعاودة السؤال الذي يدور برأسهُ منذُ أيـام طويلة
أيعقل أنَّ لـمار تحبني ..؟ أم لا الاحتمال الأكبر بأنها تحبني فعندما يقول شخص هذا الكلام دليل عن الحب أو حتى التمسك بالشخص فالبشر لا يتمنوا الاقتراب إلا لمن يحبوهم فقط لكن إذا أتيت من طريق آخر سأرى أن لـمار هي آخر فـتاة في هذا العالم يمكن أن تقع بغرامي لكن لمَّ لا ربما أحبتني فهي فتاة لديها مشاعر مثلها مثل أي فتـاة رغم كل هذه التحليل والاستفسار إلا أنني أبقى شـاك فتح عينيه على طرقات باب الغرفة
- تـفضل
فُتِحَ الباب فلف نظره إلى الباب رسم ابتسامة صغيرة وقال
- بيلا مـاذا تفعلين بالقرب من البـاب اقتربي
تقدمت نحوه عندما أطمأنت أنهُ ليس غاضب كما تخيلت لأنهُ إذا كان غاضب لم ابتسم لها ولما تجرأت هيا بالدخول للغرفة كانت ستهرب فقط من نظرات عينيه المخيفة عندما يغضب جلست بالقرب منه على السرير وقالت بابتسامة وهي تحاول قدر الإمكان أن تستدرجه بالحديث فقالت
- اممم جـاك لماذا أتيت مبـكراً اليوم ألم تقل بأن لديك أعـمال كثيرة
رد وهو يوجه نظرهُ لها وقـال بشك
- أمي من قـادتك إلي أليس كذلك
بلعت ريقها خوفاً من أن تكشـف وقالت وهي تحاول أن تبعد الشك منها فردت بمرح
- لا .. فقط كنتُ أريد الذهاب معك إلى مدينة الملاهي
حدق بها بنظرات أخافتها وقال
- ليس هذا الوقت المناسب لذهاب لمدينة الألعـاب
حركت رأسها بسرعة بالنفي لتخفي الارتباك
- لا .. أخي كان ذلك في السـابق أمَّ الآن فأنا لا أريدُ الذهاب للملاهي
رد بلا مبالاة
- جيد إذن
ابتسمت وسكتت لثوان فقالت
- جـاك لقد تغيرت كثيراً جميعنا لاحظ ذلك فمثلاً لم تعد تخرج كثيراً لسهرات والمواعيد ولـم تــ....
لم تكمل كلامها حتى قطعها وقال
- أعلم بيلا لا داع لثرثرة
يا له من وقح لكنني لكن مستحيل أن استسلم ربما استدرجه في الكلام أكثر فردت عليه
-ما هو السبب
- السبب لا يعني لك ابداً
-إذا لم أكن مخطئــة فهي لـمار صحيح
ابتسمت لكنها خافت من نظراته المخيفة التي تنبهها بالسكوت بلعت ريقها بخوف وتلاشت ابتسامتها فرد عليها
- نعم مخطئة ...هنـاك فقط سؤال يدور برأسي ولم أعرف لهُ جـواب بعد...
هزت رأسها وحدقت به بعدم اقتـناع وقالت بعد تفكير
- امممم يا ترى مل هذا السؤال الذي يعجز عـقل جـاك عن الإجابة عنه أكملت بخبث أهو سؤال قلبك إذا كـان يحب لمـار أو لا
ارتجفت خـوفاً بداخلها من النظرات التي وجهها لها نظرات تحذير لمحتها بعينيها لكنها لن تخرج من هذه الغرفة حتى تـقول ما لديها من كلام اقتربت من أكثر وربتت على ظهره قليلاً وقالت وهي ترسم ابتسامة رائعة عليها
- أخي إذا كنت تحب لـمار حـقاً فأذهب إليها لا تردد أبعد ذاك الغرور والكبرياء أنزع ذاك الغلاف الجليدي وأنظر للحـياة بطريقة أخرى ومن جوانب أخرى سترى أنها جميلة جـداً وخـاصة مع الذين نحبهم عندها ستفتح لك أبواب السـعادة أمَّ إذا بقيت على عنـادك هكذا فالجميع سيهرب منك والأبواب ستغلق في وجهك حتى لـمار لن تكون لك أبداً
- هل أكملتي كلامك ..؟
ألتفت له باستغراب عندما أشتمت رائحة السخرية من كلامك فقالت
- جـاك لا تستخف بكلامي أنا لا أقول شيء يستحق السخرية
- أبعدوا فكرة أنني أحب لـمار عندها لن أسخر منكم بيلا
- مـاذا ..؟ ! يا لك من مغرور أتظن بأننا لا نلاحظ حبك للـمار أتظن بأنَّ حتى الآن لم يكشفك أحد أنَّ جميع العائلة تـعلم بذلك وخـاصة بعد أن رقصت معها بالحفل
فتح عينيها بدهشة فضحكت عليه وقفت من على السرير وعبثت بشعره قليلاً فصرخ عليها بغضب لقد قامت بنزع تسريحة شعره خشيت من صراخه فركضت بعدها خارجة من الغرفة وصوت ضحكاتها يرن بأذانه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المشفى
ــــــــــــــــــــ
مشت خارجة من غرفة الطبيب وهي تشعر بتـعب فضيع وكلام ليون لازال صداها على أذانها استندت قليلاً على جـدار المشفى أغمضت عينيها و تنفست قليلاً محاولة أن تهدأ فتحت عينيها على صوت إحدى الممرضات
- لـمار هنـاك فتاة تريد مقابلتك وسألتني عنك
استغربت قليلاً فمن المستحيل أن تكون مـاري فهي مع ألكس فردت عليه باستفسار
- من هي ..؟
ردت عليها الممرضة قبل أن تبتعد
- لا أعلم أنها تنتظرك بالطاولة رقم سبعة في في الكفتريا تبع المشفى
مشت نحو المطعم والفضول يذبحها لمعرفة تلك الزائرة الغريبة نزلت عبر السلم الكهربائي متجه لمطعم حدقت بالطاولة رقم سبعة واستغربت من أن بها فتاة و معها كرسي مخصص للأطفـال اقتربت نحوهما لترى ملامح الفتاة أكثر وجلست على الكرسي بعد أن قالت
- مرحباً
لم تسمع رد فحدقت بالفتاة والطفل جيداً ملامح تلك الفتاة ليس غريبة عليها لقد رأتها من قبل ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت
- لقد طلبتني مع أحدى الممرضـات هـل
لم تكمل كلامها حتى قاطعتها وقالت الفتاة
- ألم تتعرفي علي بـعد
فتحت عينيها بدهشة وبشك أيعقل أنها هي لا مستحيل كيف ستجرؤ على القدوم للمشفى بشك تكلمت
-أنتِ أنتِ ....
توقفت عن الكلام وهي ترى أن ما ستقوله شيء مستحيل لكنها فقدت صوابها عندما قالت الفـتاة وكأنها عرفت بما تفكر به لـمار
- أنا تلك الفتاة التي رقصت مع خاطبك
فتحت عينيها بقوة من وقاحتها و الغضب ظهر على ملامح وجهها ردت باستحقار وهي تحاول قدر الإمكان خفض صوتها
-يا لكي من وقحة كيف تجرئين على القدوم بعد أن سرقتي خاطبي مني
اندهشت من الثقة الموجودة على الفتاة التي ردت عليها بثقة ممزوجة بالحقد
-أعيدي ترتيب حسابك يا آنسة فأنتِ من سرق زوجي مني
قطبت حاجبيها بتعجب
- زوجـك !
ابتسمت بنصر وقالت
- ألم يخبرك ديف عن ماضيه معي أنا تولين زوجته السابقة لقد تزوجنا منذُ سنوات وبعضها انفصلنا عن بعض لم تنتهي حكايتنا بالانفصال لأن هناك رابط قوي يجمعنا معاً أشارت لطفل الموجود بكرسي الأطفال وأكملت هذا الطفل أنهُ طفلنـا
لمحت الدهشة على لـمار لقد تغيرت ملامح وجهها كثيراً وأخيراً نطقت بعد سكوت
- أنتِ كاذبة ديـف ليس بهذه النذالة
ضحكت بسخرية وقالت
-يبدو أنهُ كان كذلك فهذا الطفل طفلنا نحنُ الاثنين أنظري لـمار لديف أسرة فابتعدي عنهُ فـأنا حـقاً أريدُ العيش مع والد طفلي ولستُ مستعدة بأن يعيش طفلي بعيداً عن والده
تمالكت أعصابها وهي تسمع كلام تولين مستحيل بأن يصل ديف إلى هذا الحد رفعت عينيها لتولين وقالت
وهي تكتم ثورة أعصابها
- أذهبي إلى زوجك إذن وأخبريه بأن يكف عن ملاحقتي ولا تأتي إلي لأنني أخرجتهُ من حياتي منذُ فترة
- ديف يخطط هذه الأيام كثيراً ليعيدك إليه و يفكر بكذب أخرى لتعودي له لهذا أتيت لأخبرك بأن تري حقيقته قبل أن تعودي إليه
-لا تقلقي فأنا حـقاً أكرهه
- إذن يبدو أننا اتفقنا بسهولة
وقفت من على الكرسي وغـادرت مع الطفل ظلت تحدق بهما حتى غادرا الكفتيريا أيعقل أن يصل ديف إلى هذه الندال كـان متزوج ..! ولم يخبرني لا الأسوأ من ذلك أنَّ لديه طفل ويريد العودة إلي أي قلب يمتلكه كيف سيضحي بطفله ليعود إلي هذه المرة لن أبكي هو لا يستحق دموعي أبداً أحست بيد من خلفها تربت على كتفها بلطف ألتفت بحزن وقالت
- دكتور جريف
اقترب ليجلس على الكرسي الآخر وهو يرسم ابتسامة حنان ربت على يدها الصغيرة التي ضاعت بين يديه وقال بحنـان
- لـمار يا ابنتي تبدين حزينة جـداً
ردت بحزن
- أن المشاكل تتدفق إلى حياتي بسرعة وكلما قررت التخلص من مشكلة تظهر لي مشكلة أكبر منها أصبحت لا استطيع التحكم بحياتي بل المشاكل هي من تتحكم بحياتي دكتور لكن أعدك بأنني لن ادخل مشاكلي إلى المشفى
ربت على يدها الصغيرة وقال
- لا تأتي إلى المشفى لـمار
حدقت به بصدمة وقالت
- لا تقلق دكتور فأنا لن أدخل مشاكلي إلى المشفى أبداً
ضحك وقال
- لمـار لم أقصد ذلك فأنتِ تأتين إلى المشفى بتعب كبير لم تعودي لـمار السابقة أصبح مستواك في الطب سيء ولا تتقدمي بسرعة كالسابق هذا كلهُ بسبب المشاكل التي تحل عليك لقد أثرت على مستواك كثيراً لـمار كنتُ أقصد بأن تأخذي إجازة حتى تقل مشاكلك الشخصية و ترتاحي قليلاً عودي بعدها إلى المشفى ومتأكد بأنك ستعودين كما كنتِ سابقاً لمار النشيطة
ابتسمت على حنان الطبيب وقالت
- شكراً لك دكتور جريف أعدك بأن أعود لـمار النشيطة
ابتسم لها وقال ممازحاً
- إذن هيا إلى المنزل قبل أن أغير رأيي لـمار
أنفجر ضاحكاً وشاركتهُ الضحك قالت
-لا لا سأذهب حالاًُ
اتجهت للغرفة وأخذت معطفها وحقيبتها بعدها غادرت المشفى عبر الحافلة متجه إلى شقتها دخلت الشقة و اندهشت بوجود مـاري تكلمت باستغراب
-مـاري لمَّ عدتي بهذه السرعة ألم تذهبوا إلى الرحلة
-اممم لقد غيرنا رأينا تناولنا طعام الإفطار معاً وتمشينا قليلاً
ردت بقلق
- لـماذا ..؟
-لا تقلقي لم يحصل أي شيء لقد دعاني ألكس اليوم إلى العشاء لكنني رفضت فاضطر لتأجيله لغداً
- لمـاذا رفضتِ
- يكفينا اليوم تناول الإفطار معاً غداً سنلتقي قالت بعد ذلك مستفهمة لـمار لماذا عدتي من المشفى بسرعة على غير موعدك
أقتربت وقالت وهي تخلع معطفها
- لقد أعطاني الطبيب إجازة حتى أحل جميع مشاكلي وأرتاح قليلاً
- حـقاً !
- نعم وأنا سعيدة جــداً وأخيراً سأتخلص من المشفى قليلاً
- يا لك من كسول لـمار
ضحكت على ماري واتجهت نحو غرفتها لترتاح قليلاً ارتمت على السرير وبدأت بالتفكير بهذه الأجازة القصيرة علي ترتيب أموري و أن أفعل جدولاً لحياتي الجيدة ديف قمتُ بطردهُ من حياتي وهذا خطوة موفقة سأجتهد كثيراً وأصبح طبيبة ماهرة مثل الدكتور جريف ولن أرتبط بأي أحد سأنسى كل شيء ودائماً سأتواصل مع والداي عبر الإنترنت والهاتف وكل ما أتاحت لي الفرصة سأذهب إلى روما لأزورهم ابتسمت وهي تخطط لحياتها الجديدة لكنها سرعان ما تلاشت ابتسامتها وتحولت لحزن جـاك كيف سأطرده من عقلي وهو الذي يتحكم بي زفرت بانزعاج يبدو أن المسألة ستطول كثيراً عاودت ابتسامتها وهي تمرر أصابعها على قلبها همست لا بأس سيبقى هذا القلب ملك لها لن أسلمهُ لأحد سأبقى دوماً أسيرة جـاك أفاقت على صوت رنين الهاتف لكن هذه المرة برقم غريب ردت على الهاتف بحذر
-ألو ...
قابلت صوت رجولي معروف
- لـمار حبيبتي
لم تحتمل نفسها وصرخت بغضب
- ديف ألم أخبرك بأن لا تتصل مجدداً
- لقد اتصلتُ من رقم آخر حتى تردي على مكالمتي
غضبت وقالت بصراخ
- لا تتصل أرجوك دعني أعيش بسلام ديف
رد بلطف وهو يحاول أن يُهدئ من أعصابها قليلاً
-لـمار حبيبتي أنا لن أزعجك أبداً فقط اتصلت لأعتذر منك ونعود لفتح صفحة جديدة
ردت بنفس الصراخ
-قل لي بأي حق تريد التحدث معي رد علي ديف لمـاذا الرجال خونه دائماً أنتم خونه
استغرب من الانفجار وتكلمها عن الخيانة وقبل أن يتكلم سمعها تكمل كلامها
- ديف أبتعد عني وأذهب إلى طفلك أذهب إلى زوجتك السابقة أذهب لتولين لديك أسرة ماذا تريد مني ديف
أحس وأنهُ تلقى صفعة من أحد كيف عرفت بأمر تولين و طفلي وأنا الذي أحاول إخفاء الأمر عنها بقدر الإمكـان رد باضطراب
- لـمار أنتِ تفهمين الأمر بشكل خاطئ تولين فتاة كاذبة لا تصديقها أنـها تريد فقط ...
صرخت عليه مجدداً قبل أن يكمل كلامه وبصراخ وبكاء قالت
- لا يوجد أحد كـاذب غيرك ديف أن تولين لا تكذب أي أب أنت ألا تخشى أن يسألك طفلك عندما يكبر لماذا تخليت عني أبي هذا إذا ناداك أبي عندها ألا تخشى من عذاب الضمير أم أن لا ضمير لك ديف !
تحمل كلامها الذي أحس أنهُ كان كطعنات الخناجر فقال
- معك حق لـمار كلامك صائب أنا سأذهب لطفلي وساتخلى عنك
مسحت دموعها براحة وقالت
- هذا هو القرار الجيد إلى اللقاء إذن
قبل ان تغلق السامعة سمعتهُ يقول
- لكن بشرط ..
رفعت حاجبيها باستغراب وقالت
-أي شرط تتحدث عنه
- سأتخلى عنك لمار وسأتركك تعيشين حياة سليمة لكن بشرط ..
تنهدت محاولة أن تهدأ مجدداً وهي تعلم كم أنهُ عنيد ولن يتوقف عن ملاحقتها حتى تلبي له الشرط ردت بنفاد صبر قل ما عندك وبسرعة
-أريد رؤيتك
لم يندهش من السكوت و عدم سماع رد للمار كان يعرف أنها مصدومة فأكمل كلامه
- لا تخافي مني فأنا أريدُ رؤيتك للمرة الأخيرة قبل أن أغادر فرنسا
- ستغادر فرنسا !
رد متصنع الحزن
- نعم سأغادر فرنسا سأذهب إلى نيويورك مع تولين وطفلي كادي وسأتزوجها وأعيش هناك أكمل بحزن يعلم جيداً كم أن قلب لمار لا يحتمل حزن أحد أرجوك لـمار أنها المرة الأخيرة بعدها ستتخلصين مني سأغادر البلد بأكملها لم يسمع لها رد علم أن قلبها قد بدأ بليونة قليلاً فأكمل من أجل الأيام الرائعة التي قضيناها معاً

لينت قلبها قليلاً وأحست أنهُ هذه المرة صادقاً بكلامه فقالت بتردد
- حسناً لكن هي المرة الأخيرة أنهُ وعد ديف
ابتسم بخبث وقال متصنع الطيبة
- وعد أنها المرة الأخيرة لـمار
- حسناً أين..؟
- في فلا استأجرتها قريباً
لم يخب ظنهُ أبداً عندما قامت بالصراخ عليه
- ماذا ماذا .. ؟ ! بالتأكيد أنت لستَ جـاد ديف
- لا بل جـاد
عاودت عليه الصراخ فقطع حديثها
- كوني على ثقة بي فأنا لن أفعل بكِ شيء لـمار أريد التحدث معك فقط بالفلا لن أفعل شيء أبداً فالفلا تطل على البحر والجو هادئ ورائع جداً أريد التحدث مع بهدوء أريد الاعتذار منك لـمار
- كل ذلك نستطيع فعله بمكان آخر
رد بتذمر
- لـمار لا أريد إزعاج ثم أنها المرة الأخيرة من أجل الأيام التي عشناها ودائماً تذكري كادي ابني لن أفعل لكي شيء ما دام هو موجود يستحيل أن أفعل شيء
تنهدت وظلت تفكر بكلامهُ لن يفعل لها شيء بالتأكيد فهو سيذهب مع طفلة ردت بخوف وبشك
- حسناً لكن لن نتأخر فقط دقائق ديف وبعدها سأغادر ولن أدخل إلى الداخل بالحديقة سنتحدث
ابتسم برضا
- حسناً ..
أعطاها العنوان فالتقطت إحدى الأقلام وسجلته على الدفتر
- المكان بعيد ديف
ضحك متصنع العفوية
- ليس بعيد جداً لـمار أنتظرك على الساعة الثامنة مساء
- حسناً أراك اليوم إلى اللقاء
أغلقت الهاتف قبل أن تسمع رده ابتسم بخبث وجلس على الأريكة بالفلا وهو يبتسم بنصر مشكلتك يا لـمار قلبك طيب تقعين بالفخ بسهولة ضحك بانتصار و فتح التلفاز وبدأ بشرب السجائر بينما هي وقفت من على السرير واتجهت لماري وبدأت تحكي لها عن ديف وعن تولين ردت ماري باندفاع بعد أن علمت أنها ستذهب لمقابلة ديف
- أيتها المجنونة ستذهبين بقدميك إليه حمقاء
- لكنهُ مختلف هذه المرة ثم أنها الطريقة الوحيدة لأتخلص منه ماري
- أنه يكذب عليك بكل تأكيد لمار
- لا هذه المرة أنهُ جاد سيغادر فرنسا بكاملها سأذهب إليه ولن أتأخر
- حسناً هل المكان بعيد
- اممم ربما .
حكت لها العنوان فوبختها ماري
- كيف وافقتِ لـمار أنهُ بعيد بعض الشيء
تنهدت وقالت
-لا بأس أهم شيء أنهُ سيتركني ماري
- عنيدة دائماً عنيدة أتمنى فقط أن لا تكون مكيدة
- لا تقلقي لن يفعلها
وقفت من مكانها واتجهت نحو سريرها حدقت بالساعة وكانت عقاربها على الحادي عشر وخمسون دقيقة صباحاً ستنام قليلاً ضبطت المنبه حتى الساعة الثالثة مساء وتقلبت كثيراً على السرير وأخيراً غفوت قليلاً
ـــــــــــــــــــــــ
على الساعة السابعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونصف مساء وقفت من الصالة وتركت ماري تشاهد التلفاز و دخلت لغرفتها بملل جلست على السرير وزفرت بانزعاج عندما تذكرت أنها ستقابل ديف اليوم لن تتزين سترتدي ملابس عادية فقط فنحنُ سنتحدث فقط توجهت لخزانة الملابس و اختارت سروال أسود مع بلوزة بلون النيلي عدلت شعرها أمام المرآة ابتسمت برضا على شكلها و طلبت أحدى سيارات الأجرة ستتأخر بالطريق لدى خرجت قبل الموعد بنصف ساعة رغم اعتراض ماري إلا أنها أصرت أنهُ هذه المرة لن يفعل شيء فهو سيغادر فرنسا خرجت من الشقة و ركبت سيارة الأجرة وأعطت السائق العنوان
ـــــــــــــــــــــــــــ
كان يجلس مع ألكس بإحدى المطاعم الفاخرة يتحدثون بأمور كثيرة قطعه صوت رنين هاتفه الذي يعلن على قدوم رسالة ابتسم لألكس وفتح الهاتف استغرب من الرقم الغريب و محتوى الرسالة المدهش حتى أن ألكس لاحظ ذلك قرأ الرسالة مرات عدة ~ إن حبيبتك في طريقها إلي جـاك~ حبيبة ! أي حبيبة لذي من هذا المرسل الغريب أفاق على صوت ألكس
- جـاك ما بك ..؟
- ها لا أعلم هناك من أرسل لي رسالة غريبة دعك منه الآن لنكمل سهرتنا معاً
هز رأسه بالإيجاب و طلبوا العشاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزلت من السيارة وأعطت السائق أجرته حدقت بالفلا ونظرت للعنوان الذي بيدها أنها هي بكل تأكيد لم أتوقع أن تكون الفلا معزولة بهذا الشكل فلا يوجد جيران بالقرب منها فهي كبيرة وحديقتها كذلك تقدمت نحو باب الحديقة واستغربت أنهُ مفتوحة دخلت وهي ترتجف خوفاً لم تكن تسمع إلا فحيح الأشجار أقتربت نحو باب الفلا وطرقته بخفه ارتجفت عندما سمعت خطوات تقترب نحو الباب وتفتحه هدأت قليلاً عندما رأت ابتسامته قال بلطف
- تفضلي إلى الداخل
- لا كما اتفقنا بالحديقة سنتحدث
هز رأسه وهو يحاول أن يدخل الاطمئنان إلى قلبها
- لا تقلقي فصديقي هنا
- هذا لا يعني لي كن على وعدك ديف
- حسناً حسناً لـمار لكن أمهليني بعض الوقت الجو بارد في الحديقة علي ارتداء ملابس ثقيلة
هزت رأسها بشك وقالت
- حسناً سأنتظر بالخارج
ضحك بعفوية متصنعة وقال
- لا لا تبدين خائفة جداً لكن أنا لن أسمح لك بالبقاء بالخارج ستمرضين الجو بارد ثقي بي لمار فأنا تغيرتُ كثيراً حياتي أصبحت معلقة بطفلي
استغربت من التغير المفاجئ الذي ظهر على ديف فابتسمت ابتسامة خفيفة وبشك دخلت معه إلى الصالة
جلست بمكانها وقالت
- أين صديقك ..؟
- في الحمام سيأتي الآن
هزت رأسها بشك واستغربت أنهُ لم يبدل ملابسهُ كما قالت بل جلس على الأريكة وظل يحدق بها
- كيف حالك لمار
ردت برسمية
-بخير
- حسناً ماذا تشربين ..؟
- لا شيء لقد جئتُ لأسمع ماذا تريد أن تقول فقط ارتدي ملابسك لنخرج للحديقة
- الجو بالحديقة بارد جداً لا يمكننا الخروج
رفعت حاجبيها باستغراب وقالت
- وأنا لن أبقى معك بالفلا
وقفت من مكانها بسرعة واتجهت نحو الباب ومسكت بيدها معصم الباب فتحتهُ لكنها صدمت أنهُ مغلق ألتفت خلفها فرأت ديف يشير لها للمفاتيح بيده تقدمت نحوه بغضب وقالت بتهديد
- إذا لم تعطيني المفتاح سأصرخ وسأنادي لصديقك ليخرجني من هنا
ضحك وقال بتعجب
- أي صديق !
لقد كان يكذب علي ألتفت له بصدمة كبيرة
- أكنت تكذب ..؟
بدأت بالصراخ عليه فقال
- اهدئي لـمار أريد التحدث معك بأمر تولين تلك الفتاة أمرها لا يهمني أنها تكذب عليك فقط لتبعدك عني
صرخت عليه وهي تحبس دموعها
- أعطيني المفتاح ديف
رد بإصرار
- لن أفعل ذلك لن تخرجي من هنا حتى تلبسي هذا الخاتم من جديد
صدمت أنهُ أخرج لها خاتماً من جيبه و ركزت أنهُ خاتمها السابق أعطاها إياه فأخذتهُ ورمتهُ بعيداً جن عندما فعلت ذلك فصرخ بجنون
- لماذا فعلتِ ذلك أنهُ رمز خطوبتنا
- نحن لسنا مخطوبان إلا متى سنبقى هكذا
مسك ذراعها بعنف وهزها بقوة
- كل هذا من أجله من أجل جـاك أنتِ تحبيه بينما أنا لم تحبيني يوماً
حاولت أن تحبس دموعها وردت عليه
- لأنك خائن مستحيل أن أحبك
نزلت دموعها بخوف عندما جذبها بقوة محاولاً أن يقبلها فغرست أظافرها بوجهه صرخ من الألم فبتعد عنها قليلاً وهو يمسح الدماء التي نزلت من خده استغلت الفرصة فركضت إلى الأعلى عبر السلالم و دموعها تسيل بخوف لم يساعدها حذائها العال فالركض كانت تزيد بكاء عندما لحقها وهو يقول بهدوء
- إلى أين ستهربين يا لمار ..؟
نزلت دموعها أكثر و كم كرهت نفسها بأنها صدقته ولم تسمع كلام ماري توجهت بسرعة إلى إحدى الغرف وصدمت أنها غرفة نوم لقد جئتُ للمكان الخاطئ بكت بأعلى صوت لديها ثوان فقط وسيقتحم الغرفة لمحت المفتاح فوق الطاولة التقطته بسرعة وأغلقت الباب استندت على الباب وهي تسمع صراخ ديف خلفه وهو يحذرها بأن تفتح الباب وإلا سيكسره بسهولة لم يكن لديها أي هاتف فحقيبتها بالأسفل وقدميها تؤلماها زادت بكاء عندما كان الباب يهتز أنهُ يحاول كسره همست بصوت خافت لو أنك موجود يا جـاك
ــــــــــــــــ
عودة للمطعم
ـــــــــــــــــــــــــــ
- جـاك ما بك ..؟ تبدو قلقاً
- ربما ألكس فرسالة لازلت تحيرني
- أي رسالة
- رسالة من رقم غريب تقول أن حبيبتك قادمة إلي جـاك
- آه لا تقلق نفسك ربما يكونوا الشخص مخطئ بالرقم
- لا لقد ذكر اسمي في الرسالة
- آه .. وماذا تستنتج أنت
رد بقلق
- أنا مشوش لكن شعور يخبرني بأن لـمار بخطر
- لمار !
- اممم أشك بذلك لقد جاء اليوم ديف لشركة ليهددني و يخبرني أن لمار له أنهُ يظن أنَّ لمار حبيبتي
- أتقصد أن .... توقف عن الكلام فأكمل قم بالاتصال بها
- لقد فعلتُ ذلك عدت مرات هاتفها النقال لا يرد لهذا شككت بالأمر حتى ماري فقد قمتُ بالاتصال بها لكنها لم ترد علي دعنا نذهب إلى شقتهم ألكس
- هيا
أخذ مفاتيح السيارة وركبوا بسيارة جـاك قاد السيارة بسرعة نحو الشقة نزلا بسرعة نحو السيارة وركضوا إلى الأعلى توقف أمام الشقة وطرقها بقوة ثوان فقط حتى خرجت ماري وفتحت الباب بسرعة استغربت عندما رأت ألكس وجاك الذي يبدو قلقاً وسرعان ما راها صرخ بسرعة
- أين لـمار ..؟
حدقت به بخوف أنها المرة الأولى التي تراه بهذا الشكل وأخيراً استطاعت أن تتكلم
- لقد .. لقد ذهبت إلى دديف
تجمدت بمكانها وهي ترى جـاك يصرخ عليها بجنون لقد تأكدت أن جميع الناس الموجودين في الشقق ستسمع صوته
- كيف سمحتي لها بالذهاب إليه
ردت بارتباك وبخوف بنفس الوقت على لمار وهي ترى أن الكس يحاول أن يهدأ جـاك
- لقد حذرتها كثيراً لكنها قالت بأنها متأكدة أنهُ لن يؤذيها وبقلق قالت هل جرى لها شيء
- لا تسأليني .. تكملي هل تعرفين العنوان
- لقد أخبرتني عنهُ من قبل لكنني غير متأكدة قالت أنها فلا مطلة على البحر و هي بعيدة بعض الشيء من هنا ظلت تتذكر حتى استنتجت العنوان وهي تلاحظ ألكس الذي أخذ قلما من جيبه وبدأ بالكتابة بيده حتى أنه لم يطلب ورقة أكملت وصف العنوان وقالت بإدنفاع و قلق
- أحدث شيء للمار ..؟
رد عليها ألكس
-لا تقلقي ماري سنعيدها حالاً
- أرجوك ألكس خذوني معكم
-لا لا أبقي في الشقة
أكمل كلامه وابتعد بسرعة عندما رأى جـاك ينزل السلالم بسرعة كبيرة متجه نحو سيارته لحقه وقال
- لن تذهب بمفردك سآتي معك
- لا أبقى هنا
تقدم ليجلس بالمقعد الأمامي وهو يقول
- لا تحاول إقناعي
قاد السيارة بسرعة جنونية متجه إلى العنوان لكنهُ جن عندما توقفت جميع السيارات بالطريق نظراً لزحام قبض يده بغضب وهو يرى أن إشارة المرور حمراء
- اهدأ قليلاً جـاك إذا بقيت تقود بهذه السرعة الجنونية قد نموت قبل أن ننقذ لـمار
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صرخ بجنون وقال
-أفتحي الباب
لم يسمع لها رد سوى شهقات بكائها و هي تزيد أكثر كلما ضرب الباب بقوة كانت تستمع لشيء قوي يضرب بالباب يبدو أنهُ أحظره ليكسر الباب صرخت عليه عندما رأت الباب قد بدأ بالانفتاح قليلاً
- يكفي توقف ديف أرجوك دعني أغادر بسلام أذهب إلى طفلك الصغير أنت بحاجة إليه
كانت تحاول أن تلين قلبه قليلا لكن دون فائدة أدركت أن الباب سينفتح خلال ثوان أخذت تبحث عن شيء تدافع به عن نفسها لم ترى شيء قوي فالغرفة مرتبة ولا يوجد بها شيء قوي لا يمكنني كسر باب الدولاب فهو قوي لمحت المرآة فاقتربت نحوها أجمعت قوتها وضربت المرآة بيدها أغمضت عينيها بألم عندما أحست أن الزجاج قد دخل لأصابع يدها والدماء قد بدأت بالنزول من أطراف أصابعها حاولت أن تخرج قطعة زجاج الكبيرة من المرآة فأخرجتها بصعوبة وهي تشعر أن يدها قد تمزقت تماماً ألتفت بسرعة فرأت أن الباب قد كسر ارتجفت وهي ترى نظرات ديف الحادة لها وهو يحدق بالدماء التي تنزف من يدها وقطعة الزجاج أقترب قليلاً فصرخت
- إياك أن تقترب إذا فعلت سأقتل نفسي
كانت تكذب عليه لكنها تريد أن تدخل الخوف إليه بأي طريقة توقف عن التقدم عندما قالت ذلك فقال
-ضعي قطعة الزجاج لـمار ولا تتهوري
- أفضل الموت على أن تقترب مني ديف
هدأ قليلاً و تكلم بحزن لقد شكت أن ديف يعاني من مشاكل نفسية
- لقد خرجتُ مع كثير من الفتيات ودائماً كانوا يقابلوني بحب إلا أنتِ لـمار كنتِ دائماً حذرة مني حتى قبلة واحدة لم تمنحيني إياها شعرتُ أنكِ شيء نادر الوجود وباهظ كالذهب لـمار وصعب الحصول عليك وأكمل لكنني اليوم سأحصل عليك مهما كان الثمن أقترب أكثر فرفعت الزجاج إلى عنقها وكأنها تهدده بأنها ستقتل نفسها إذا أقترب لكنها جمدت عندما أبعد قطعة الزجاج من يدها ليسقطها على الأرض ألتفت بسرعة نحو قطعة الزجاج الذي سقطت على الأرض و رأت أن قطعة الزجاج قد تلاشت إلى قطع صغيرة
- لديك قلب رقيق لا يمكن لفتاة مثلك قتل نفسها لهذا لا تحاولي خداعي لمار
رفعت نظرها من الأرض لتقابل عينيها تراجعت إلى الوراء فصدمت بالجدار وقبل أن يحاصرها على الجدار ابتعد قليلاً لتهرب لكنها تعثرت فسقطت على السرير ضغطت على طرف السرير لتوقف فصرخت بأعلى صوتها عندما ثبتها بالسرير وأقرب وجهه من وجهها همس بغضب
- لا تصرخي هو لن يأتي لإنقاذك مني لـمار
تكلمت والدموع تسيل بعينيها بكثرة
- أرجوك دعني ديف إذا كنت تحبني فاتركني أرجوك ديف سأفعل لك ما تشاء لكن دعني الآن
مسح على شعرها بلطف فأحست بالقشعريرة من لمسته مسح على دموعها وقال مما جعلها تتأكد أنهُ حقاً يعاني من مشاكل نفسية
-لمار حبيبتي لا تبكي امسحي دموعك أنا معك هنا لن أدعك وحيدة ً وسنقضي ليلة رائعة اليوم وسنتزوج و ننجب أطفال كثر يشبهون أمهم بكل تأكيد سنعيش حياة جميلة جداً مع أطفالنا وستكونين أجمل أم بالعالم
وأخيراً استطاعت التكلم فقالت من بين شهقات بكائها
- أنها محضُ أحلام يستحيل أن تتحقق ابتعد عني ديف أنا .. أنا أحب شخص آخر
كانت تريد منه الابتعاد عنها لكن عينيها برقت غضباً فاقترب ليقبلها متجاهلاً صراخها توقف عن ذلك عندما سمع صوت تكسير أنتظر لثوان وهو يتأكد من الصوت ألتفت لها وحول نظراته لغضب مسك معصمها بقوة وقال
- هل أخبرتي أحد عن مكان الفلا
حركت رأسها بالنفي فقبض على معصمها وقال
- إذن من هنـاك
صرخت عليه
- قلتُ لا أعلم
جن عندما سمع صوت يكرهه كثيراً وخطوات تقترب نحو الغرفة

لـــــــــــــــــمار لــــــمار أين أنتِ لـمار
لم تعرف لماذا ابتسمت وهي بهذا الوضع و صرخت
- جـــــــاك جــا
لم تكمل صراخها حتى أغلق فمها بكفه
- اشششش أصمتي
ابتعد عنها ومسكها من ذراعها ليوقفها من على السرير لم تستطع الوقف أشارت على قدمها مال ليحملها لكنها صدت عنه فصرخ عليها أكثر وجن عندما اقترب الصوت أكثر للغرفة
- أخرسي
مال ليحملها لكن تجمد بمكانه عندما أحس بخطوات تقتحم الغرفة بقوة ألتفت وصدم عندما رأى جـاك وشاب أخر لم يعرفه
-حـــقير
تقدم كالأسد الذي يهجم نحو فريسته مسكه من قميصه ودفعه حتى ضرب بالجدار وسقط على الأرض صرخ من جديد
- ألم أخبرك أن اقتربت منها ستكون نهايتك على يدي
زاد جنونهُ عندما سمع بكاء لـمار يزيد وهي على السرير والدماء ملطخه بيدها وعلى ملابسها وعلى السرير لقد لوثت المكان بأكمله بسبب قطع الزجاج جن جنونه عندما فكر أن ديف قد أقترب منها أنهال عليه ضرباً حتى تدخل ألكس بسرعة ليبعد ديف عنه قال مخاطباً جـاك
- جاك أرجوك يكفي ستقتله هكذا
صرخ بجنون
- دعني أقتله
أقترب ليضربه لكن منعهُ ألكس
- كفاك جـاك
جر ديف خارج الغرفة خوفاً من أن يقتلهُ جـاك خف صوت الصراخ قليلاً لكن صوت البكاء لازال يستمع ألتفت للمار وهي تضم رجليها على السرير وتبكي بقوة وهمس
- لــمار
رفعت نظرها نحوه والدموع تنسال على خديها و بدون شعور قفزت من على السرير ونست الألم مشت نحوه بتردد وقفزت إلى حضنه عندما رأت ملامح وجهه الحنون وكأنها تأكدت أنهُ لن يصرخ وأنها بأمان الآن دفنت رأسها بحضنه وبدأت بالبكاء همست بصوت باكي
- لمـاذا تأخرت ..؟ لماذا تركتني معه جـاك
تمسكت بقميصه فأمتزج دمها مع قميصه لاحظ أنها متعبة جداً واندهش من تمسكها به أحس أنها تحتاج لحضن دافئ يحميها رفع يده ليضمها إليه لكنهُ تردد في فعل ذلك و أغمض عينيه على صوت بكائها فضمها إليه بحنان همس باسمها وهو يزيد بضمها إليه فزادت شهقات بكائها و تمسكت أكثر بقميصه وقالت
-أين كنت ..؟ لقد كنتُ خائفة جـاك
ربت على شعرها وقال بحنان
- عندما أكون معك لا تخافي لمار سأحميك لكن قولي لي الآن هل أقترب منك
حركت رأسها بالنفي وقالت
- لقد جئت بالوقت المناسب جـاك
أبعد رأسها قليلاً عن صدره ومسك بكفيه خديها الناعمتان ومرر أصابعه ليمسح دموعها ابتسم وقال
- ألم أخبرك من قبل أن البكاء للأطفال فقط
هزت رأسها كالأطفال وقالت
- نعم أخبرتني
ضحك والتفت لأصابعها المليئة بالدماء أبعد يده من خدها وأنزلها ليحمل كفها و يرفعها ليقبل راحتها نظر لدماء التي تنزف من أصابعها استفهم
-ما سر هذه الدماء
- جرحتُ نفسي بزجاج المرآة
أشارت لهُ على زجاج المرآة فضمها إليه مجدداً وقال
-لا بأس سنعالجه في المنزل
ضمها إليه مع دخول ألكس فابتعد عنها لاحظ الابتسامة على فم ألكس لكنهُ لم يعلق قال مخاطباً جاك
- هيا أنزلوا سنغادر
-وديف
التفتوا للمار التي سألت عن ديف فأجابها جـاك
- لا تخافي لن يجرؤ على أن يفعل بك شيء
تدخل الكس
-هل نبلغ الشرطة..؟ تعتبر جريمة خطف
تدخلت بسرعة وقالت
-لا لا تفعل ذلك أنا ذهبتُ إليه بقدماي لكنهُ كذب علي قال أنهُ لن يتركني حتى أذهب إلى الفلا وتصنع الطيبة لقد كان يكذب كل هذا كان تمثيل
لاحظت نظرات جاك الذي قال لها بلؤم
- كان عليك أن لا تثقي به لمار
ابتعد ألكس متوجه نحو السيارة فمشت قليلاً مع جـاك فأغمضت عينيه بسبب ألم بقدمها لاحظ ذلك فمال ليحملها فلم تعارض كانت متعبة جـداً استسلمت له وتوجه بها نحو السيارة ركب بالخلف معها وقاد ألكس السيارة ارتكأت على كتفه بدون شعور لم تكن نائمة لكنها كانت متعبة جداً لقد لاحظ هو وألكس هذا الشيء يبدو أنها قاومت كثيراً وتعبت اليوم ظل ينظر لها فقطعهُ ألكس
- إلى أين نذهب
- لفلتي
لم ترد عليهم كانت بعالم غير عالمهم أوصلهم إلى الفلا وغادر هو بسيارة جـاك بعد أن أخبرهُ أنهُ سيعيدها إليه في الصباح الباكر عند ذاهبة للعمل وأخبر الكس أنهُ لن يذهب لشركة غداً فتح الباب ودخل معها إلى الداخل رغم اعتراضها إلا أنهُ أصر على ذلك فهي مليئة بالدماء وتبدو متعبة كثيراً صعد معها إلى الطابق العلوي كان يحرص على أن لا تسقط من السلالم فمسكها من ذراعها ليساعدها على الصعود أوصلها إلى غرفته فتح لها الباب وأجلسها على السرير جلس بجانبها وقال
- ارتاحي قليلاً
-أنا أنا أريد العودة لماري ستقلق علي
- سيشرح لها ألكس الأمر
- لكن أنا لا أريد البقاء معك
- خائفة مني صحيح
لم ترد عليه بل صمتت فتكلم
- لا تخافي لن أفعل بك شيء أبقي هنا أتذكر أنهُ يوجد بعض الطعام المثلج في المطبخ سأذهب لأحضرهُ لك
ابتعد عنها قبل أن تنطق كلمة واحدة ظلت تنظر للغرفة جيداً أنها غرفة جـاك أيعقل أنني الآن في غرفته تبدو غامضة جداً مثل شخصيته نظرت لصوره المعلقة بالجدران وغضبت أن هناك صور جماعية له مع الكثير من الفتيات يبدو أنهُ سافر كثير من الدول الصور تقول ذلك سرحت قليلاً بأغراضه الخاصة فقطعها دخوله وهو يحمل طبق طعام وضعهُ على الطاولة و سحب الطاولة نحوها جلس بالقرب منها وقال
- الطعام متواضع لم أجد سواه بالثلاجة ومع الأسف أنا لا أجيد الطباخة
لمحت الطاولة وبها كأس الحليب الساخن والخبز و قطع من الدجاج يبدو أنها من النوع المثلج الذي فقط يحتاج لزيت لينجح بسرعة وقطع الجبن بالإضافة إلى السلطة أنا أحلم بكل تأكيد ألتفت لجـاك وشردت قليلاً معقول أنَّ الشخص الذي أحبه يعد لي طعاماً بنفسه أعادت نظرها إلى الطاولة عندما تذكرت أن عليها أن تبتعد عن الأحلام قليلاً ولا تفكر هكذا فقالت
- شكراً لك لكن ليس لدي رغبة بتناول الطعام
- لا لا أنتِ متعبة أنها المرة الأولى الذي أعد بها طعاماً لأحد غير ألكس
ضحكت عليه فأشارت له على يدها ابتسم عندما رأى الدماء في أصابعها لقد نسي أمرهم قال
-إذن يجب بالأول تعقيم الجروح
أحظر بعض الأدوية ليعالج أصابعها وقبل أن تأخذها قال
-هذه المرة سأكون أنا الطبيب
بدأ بتعقيم الجرح واستغرب من الصراخ المتواصل لكنهُ لم يعرها اهتماماً وهي تصرخ
-اي اي ... مؤلم مؤلم جـاك
توقف قليلاً وحدق بها
- هل حقاً أنتِ طبيبة على الأطباء أن يكونوا شجعان
ردت عليه مدافعه عن نفسها كالأطفال
- وحتى إذا كنتُ طبيبة أليس للأطباء أحاسيس
أعطاها نظرة غريبة و واصل تعقيم الجرح رغم الصراخ إلى أنهُ لم يأبه لها وأخيراً انتهى وبدأت بتناول الأكل أبعدت الطاولة عنها وقالت
- لقد شبعت شكراً لك كان شهياً
ابتسم لها وقال
- ألا تشعرين بالنوم ..؟
- هزت رأسها بالإيجاب
فاتجه نحو دولابه وأخرج ملابس أعطاها إحدى ملابس النوم الرجالية وقال بأمر
-ألبسي هذا فلا يوجد لدي ملابس لنساء هنا
حدقت بملابس النوم تبعه أنها كبيرة جداً ستغرق بداخلها حدقت به وقالت
- أنها كبيرة جداً جاك
- ما ذنبي إذا كنتِ صغيرة الحجم هذه القطعة هي أصغر ملابسي
حدقت به وبحقد قالت
- عملاق
- فتاة غيورة لأنك صغيرة الحجم تغارين مني
كانت تريد أن تغرس أظافرها بوجهه كم فعلت مع ديف لكنها هدأت وظلت تحدق بملابس النوم الذي تتكون من قميص وسروال أخذتهم بخيبة أمل ودخلت الحمام الموجود بالغرفة خرجت بعد ذلك وحدقت بنفسها بالمرآة أنَّ شكلها مضحك للغاية بهذه الملابس الكبيرة فيدان القميص طويلة والسروال نصفه في الأرض مشت فتعثرت بالسروال وقبل أن تسقطت مسكت بالجدار تجمدت بمكانها عندما سمعت أحد خلفها يحاول كتم ضحكته التفت ورأت جـاك جالس على السرير وسرعان ما رآها لم يعد يستطيع كتم ضحكته حتى أنفجر ضاحكاً وهو يشير إليها
- أنَّ شكلك مضحك جداً ينبغي أن التقط لكي صورة
ألتفت على شكلها وغضبت تقدمت نحو السرير وضربته بإحدى الوسادات على وجهه فرد لها الضربة وهو يضحك بمرح عليها أخذت الوسادة ثانية وبدأت بضربه بكامل قواها وقف من على السرير و زاد بالضحك من شكلها الطفولي صرخت عليه وهي ترمي إحدى الوسادات
- لا تضحك علي جـاك
زاد ضحكاً
ومال ليأخذ إحدى الوسادات ليرميها عليها وقبل ان يأخذ وسادة أخرى جمعت جميع الوسادات وضمتهم بيدها فاقترب ليأخذهم منها حدقت به بانتصار وقالت بأسلوب كالأطفال
- أنهم لي سأضربك بهم
رفع يده ليأخذهم فابتعدت قليلاً ليأخذهم مسك ذراعها فضمتهم إليها كانت تقاوم بكل قوتها بينما هو كان يجاريها وهو يضحك من أعماق قلبه سحب إحدى الوسائد فتعثرت إلى الوراء مسكت بيده لترتكئ عليه لكنها صدمت أنهُ لم يسمك بل تعثر هو الآخر سقطت فوق السرير وفتحت عينيها وهي تشعر بخوف فلم ترى شيء فتحت عينيها أكثر وصدمت بوجود جـاك فوقها حدقت به بإحراج ولمحت الإحراج الموجود بوجهه تنحنح وابتعد عنها و قبل أن يخرج صرخت باسمه
- جـاك
ألتفت نحوها و أكملت كلامها
- إلى أين ..؟
حدق بها باستغراب وقال
- سأذهب لنوم
- أنا أخاف أن أنام بمكان كبير كهذا
أرتكئ على الباب وقال
- والمطلوب
ردت بحرج
-نام معي
فتح عينيه بدهشة ومتعمد إحراجها
- أنام معك !
ارتبكت وقالت بإحراج
- لالا لم أقصد ذلك قصدت سأنام أنا على الأرض ونام أنت على السرير لأنني أخشى الظلام كثيراً وأخاف أن أنام في فلا كبيرة بمفردي
دخل الغرفة وقال
- حقاً أنتِ طفلة نامي على السرير سأنام أنا في هذه الأريكة

أخذ لحاف من الدولاب و وسادة و أغلق الأنوار ونام بهدوء لقد نام تمددت هي على السرير وتقلبت من مكان لآخر إن السرير كبير ومريح كان الخوف يقتلها أنها نائمة في غرفة واحدة مع شبح جذاب دقات قلبها تدق بقوة تقلبت على السرير بخوف وتوتر فقال بانزعاج
- أريد النوم دعكي من هذا الخوف فأنا لن أفعل شيء
أغمضت عينيها بخوف وغطت بالنوم عميق استيقظت في الصباح ورأت المكان الذي هي به تذكرت ليلة البارحة فالتفت لمكان جـاك لم يكن جاك موجوداً لكنها نطت من مكانها عندما استنشقت رائحة أنها أنها رائحة حريـــــق





 
 

 

عرض البوم صور ملاك القمر   رد مع اقتباس
قديم 25-09-11, 03:48 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 187877
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: ملاك القمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 27

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ملاك القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ملاك القمر المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

البارت السادس عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرار صعب
.............
استيقظت في الصباح ورأت المكان الذي هي به تذكرت ليلة البارحة فالتفت لمكان جـاك لم يكن جاك موجوداً لكنها نطت من مكانها عندما استنشقت رائحة أنها.. أنها رائحة حريـــــق التفت للغرفة و تفحصتها جيداً أوقفت نظرها على الباب ركضت بسرعة وفتحته خرجت من الغرفة وتاهت بالمكان أين أنا ..؟ أين جـاك ..؟ ألتفت يميناً ويسار وهي تبحث عن مصدر الحريق نزلت من السلالم وهي تصرخ
- جــاك .. جــاك
وقفت في الصالة وأخذت تدور بها أين الحريق أنها لا ترى أي حريق لكن الرائحة تزداد حدقت بالمكان بإمعان وهي لا تعرف إلى أين تذهب أنها لا تعرف الفلا لكنها خاطرت و ظلت تمشي بها وهي تنتقل من غرفة إلى غرفة أخرى غريب أمر هذا الحريق لكن كلما مشيتُ نحو الأمام زادت الرائحة شهقت عندما رأت الدخان يخرج من أحد الغرف ركضت بسرعة ودخلت فتحت عينيها بقوة مطبــخ ! قبل أن تصرخ باسم جـاك جمدت بمكانها وهي تراه بالداخل تقدمت خطوتين إلى الأمام وهمست
- جـاك أنت بخير ..؟
فزعت من صوته الصارم عندما قال بأمر
- أخرجي من المطبخ سأعالج الأمور بنفسي
تقدمت نحوه وهي تكاد تكظم من رائحة الحريق فالمطبخ لم يكن كبيراً وهو مغلق شهقت عندما رأت مقلى البيض لم يعد مقلى أصبح قطعة سوداء التفت للأرض ورأت أكياس مرمية بإهمال وبها بعض الأغراض كانت الأكياس مفتوحة ففهمت أنها أغراض منزل ألتفت لطاولة وصدمت أن الملح مبعثر بكل مكان و قشرة البيضة مرمية على الطاولة والجبن مرمي بأهمال حتى حبات الطماطم مقطعة بشكل مفزع هذا ليس مطبخاً أنهُ بيت لدجاج
ألتفت لجاك وهو يقف أمام الشواية ويمسك المقلى الموجود بالشواية ألتفت نحو نار الشواية فاقتربت بسرعة لتطفئها مدت يدها لتغلق الغاز حتى ينطفئ النار لكنها فوجئت عندما صدها وابعد يدها عن الشواية وقال بثبات
- أخرجي من المطبخ
- دعني أغلق الغاز سيحترق المطبخ بأكمله
- بالأول علي أن أقلي البيض
التفت للمقلى المحروق وأعادت نظرها لجـاك قالت بدهشة وهي تشير بأصبعها نحو المقلى
- هل ستقلي البيض بهذا المقلى ..؟ !
وجه ظهرهُ لها وأخذ مزيداً من البيض راقبتهُ وهو يسكب الزيت على المقلى مجدداً أنتشر الدخان أكثر فوضعت كفها على أنفها من رائحة الدخان المخنقة كتمت ضحكتها من غبائه هل سيطهو هكذا قبل أن يكسر البيضات أبعدت كفها عن فمها و مسكت كتفه وقالت
-لن ينفع هكذا جـاك أغلقت الغاز وأكملت ماذا فعلت ليصبح المطبخ هكذا
أحست أن الخجل قد تسلل إليه عرفت ذلك من نظراته فارتكأت على البراد وهي تنتظر رده فرك رأسه بأصابع يده وقال
- اممم لقد فكرت باقتحام المطبخ وأسرق دور الطباخ أشار بيده نحو المطبخ وأكمل وهذه النتيجة
انفجرت ضاحكة و هي تقترب نحو النوافد لتفتحها وقالت
- كدت تقتلني رعباً جـاك لقد ظننت أن الفلا احترقت
- أهذا جزائي ! لقد قلتُ بأن ضيفتي تحتاج لإفطار لذيذ و انتهزت الفرصة عندما جاء ألكس في الصباح ليعيد السيارة لي وأعطاني أغراض كثيرة لطبخ لقد حذرني من الطباخة لكنني تجاهلته
ضحكت وقالت
- كل هذه الفوضى بسبب قلي حبات بيض
رد بتذمر
- أوه يكفي لـمار لقد حذرني ألكس كثيراً من الطبخ
-صحيح متى جاء ألكس
- قبل ساعتين
-يبدو أنني نمتُ كثيراً أنا حتى لم أرى كم هي الساعة لقد قفزت من مكاني فور اشتمامي لرائحة
- أوه كيف شممتِ الرائحة وأنتِ في الطابق العلوي ! يبدو أن حاسة الشم لديك قوية
حدقت به بنظرات نارية مخيفة وقالت
- حدق بالمطبخ ثم أسألني جـاك أن الشواية ممتلئة بالزيوت والمقلى محترق والدخان منتشر والأغراض مرمية بكل الأماكن أتساءل حقاً كيف فعلتِ هذه الفوضى من منظر المطبخ أرى أنهُ لن يعود كما كان سابقاً حتى إذا أحضرنا جميع أدوات التنظيف في العالم و ..
قبل أن تكمل كلامها مسك يدها و سحبها خارج المطبخ وقال بهدوء
- لقد تحدثنا كثيراً في المطبخ لمار ستختنقين من رائحة الدخان
أبعدت يدها عنه بسرعة وتراجعت إلى الوراء بخوف تمنت أن تستيقظ من النوم وتراه جـاك الحنون كما كان أمس لكن هذه النظرات بداية للعودة إلى جـاك الجليدي ابتعدت عنه وصعدت لغرفته توجهت نحو السرير ورأت ملابسها نظرت للبلوزة والسروال من الصعب أن تلبسهما فالدماء أصابعها ملطخة بالملابس أخذتهم ونزلت إلى الأسفل رأت جـاك يشاهد التلفاز و يبدو أنهُ شارد الذهن تقدمت قليلاً
- جـاك
ألتفت نحوها وفهمت أنهُ ينتظر منها التحدث فأكملت كلامها
- أيوجد لديك أدوات تنظيف أريد غسل ملابسي
رد ببرود
- ولـماذا تريدين غسل ملابسك
استغربت من السؤال التافه فردت
- لتعود كما كانت و استطيع المغادرة
هز رأسه وكأنهُ أستوعب المعلومة فرد
-هناك أدوات تنظيف ملابس لكن لا أعلم إذا كانت ستنفع
- أين ..؟
وقف من مكانه وأشار لها بيده أن تتبعه مشت بعده ودخلت الطبخ الذي أصبح أسوداً فتح دولاباً و أشار لها نحوه اقتربت و رأت بعض أدوات التنظيف لم تكن جيدة كثيراً لكنها تفيد بالغرض أخذت أدوات التنظيف الخاصة بالملابس وكما توقعت أنها جديدة فهو لن يقوم باستخدامها ظهرت على ملامحها ابتسامة خفيفة تعبر بها على الشكر مشت نحو باب المطبخ لتخرج وقبل خروجها ناداها استدارت لتسمع صوتهُ البارد
- إذا أردتي استخدام المغسلة الكهربائي فهي هنا
أشار بيده على المغسلة الكهربائية كادت أن تضحك عندما رأت أن المغسلة تبدو جديدة ولامعة يبدو أنهُ لم يستخدمها يشتري أدوات المطبخ والتنظيف فقط لزينة هذا ما يبدو ظهرت ابتسامتها وأخفتها بسرعة عندما لمحت عينين جـاك التي تحذرها من الضحك كأنهُ فهم ما كانت تفكر
- لا شكراً فأنا لا أحتاج إلى المغسلة فملابسي تتكون من قطعتين فقط
حرك رأسهُ معلناً انهُ استوعب الأمر فمشت متجه لغرفته و دخلت الحمام لم يكن السروال مليء بالدماء كثيراً لذلك قامت فقط بغسل بقع الدم أمَّ البلوزة فالدماء منتشر بها بشكل كبير لذلك اضطرت لتغسلها بأكملها تأخرت كثيراً بالغسل فأدوات التنظيف لم تكن جيدة كثيراً وأخيراً انتهت خرجت من الحمام وأخذت تنفخ على يدها وهي تشعر أنه محترقة وخـاصة أنها قد جرحت بالزجاج البارحة الجرح يؤلمها بشدة كما أنها لم تغسل الملابس بيدها قط بل تغسلها دائماً بالمغسلة الكهربائية يا لي من حمقاء لقد عرض علي جـاك المغسلة لكنني رفضت لم أتوقع بأن ازالت الدماء من الملابس صعب لقد ظننت بأنني سأغسله بسهولة كما أزيل الشوكلاه من الملابس هذا ما قالته بنفسها وهي لازلت تنفخ على يدها وتحركها أغمضت عينيها بألم وهي تشتم تسرعها وتهورها كيف أفعل ذلك وأنا سأصبح قريباً طبيبة يبدو أنني سأكون طبيبة مهملة وفاشلة أيضاً وقبل أن تندثر دمعة حارة من عينيها أحست بأنامل تمسك بوجهها وترفع وجهها قليلاً لتقابل عينيها عينيه الزرقاء الحادة حدقت بتلك الأعين الزرقاء التي كانت تتفحصها بإمعان نسيت ألمها وتاهت بعينيه وبدون شعور انهارت بالبكاء أنهُ قريب مني لكن المسافة بيننا بعيدة أنهُ بعيد ..بعيد كبعد النجوم عن الأرض أنا يمكنني رؤية النجوم لكن لا يمكنني الاقتراب منها وإمساكها فالحصول عليها مجرد حلم فقط إن جـاك نجم في السماء بإمكاني التحديق به فقط وإذا أقربت منهُ أكثر سأحترق كالنجوم تماماً استيقظت من تفكيرها على أنامله التي مُررت برقة على عينيها لتبعد الدموع المتلألئة و خوفاً من الضعف دفعته وركضت نحو الحمام أغلقت باب الحمام واستندت عليه وبدأت بالبـكاء بشكل هستيري البكاء لم يكن من أناملها
المجروحة التي نزفت دماً بل على قلبها المسروق لقد أصبح يتحكم بها كلياً لماذا انفرجت فجأة لم يفعل بي شيء لقد أصبحتُ ضعيفة جداً و يوماً عن يوم أضعف إن الفرق بيني وبين جـاك شاسع جداً ولا يمكننا الاجتماع في آن واحد جلست على أرضية الحمام الباردة وهي تتجاهل طرقات الباب وصرخاته الممزوجة ببعض القلق
- لـمار .. ماذا جرى لكي افتحي الباب ..؟ لـمار لـمار لماذا تبكي ..؟

لــمار ..لــمار.. لــمار.. تردد صوته المنادي باسمها في عقلها كثيراً وهي تسمع صداها في أذنيها ضمت ساقيها و وضعت كفيها على أذنيها لتمنع صدى صوته فأجهشت بالبكاء كالطفلة وصرخت
- أرجوك جـاك دعني وحيدة
- لن أخرج قبل أن أراك
صوتهُ كان ممزوج بالقلق ويبدو أن الغلاف الجليدي الذي يحوط قلبه قد بدأ بالانصهار شيء فشيء اقترب من باب الحمام ليستند عليه ويكمل حديثه
-ما الذي يجري لكي يا لمار أصبحتِ كالطفلة الضعيفة تضعفي بسبب نسمات الهواء الباردة أنا لم أعد أرى لمار القوية التي صرخت في وجهي و وصفتني بشتائم لا تعد وتجرأت وصفعتني أنا لم أعد أرى لمار السابقة أين حيويتك يا لمار أين نشاطك السابق

استمعت لكلامه بإنصات والدموع تتضاعف كلما زاد كلامه أنا حقاً أصبحت كما يقول تمالكت قوها و وقفت من أرضية الحمام ونظرت للباب الذي يمنعها من رؤية جـاك فتحتهُ ببطء وتراجعت خطوة للوراء عندما رأتهُ بالقرب من الباب أطلق تنهيده و قال
- عيناك محمرتان !
مررت أناملها على خديها لتمسح الدموع وركزت أن نظراته موجهه إلى أصابعها فقبل أن يتكلم رفعت أصابعها وقالت
- سأعالجهم بنفسي
هز رأسه مستوعباً الأمر وبسؤال قال
- هل ستبقي كثيراً في الحمام ...؟
حركت رأسها ببطء بالنفي
- إذن ماذا تنتظرين ..؟
كان يقف بالقرب من باب الحمام فمشت محاولة أن تتجاوزه ولا تصطدم به فمسكها من ذراعها و جذبها لتقابل وجهه حاولت أن تزحزح ذراعها من قبضة يده القوية لكن هذا لا يجيد بشيء أغمضت عينيها محاولة أن تهدأ وفتحتها وبنفاد صبر قالت
- مـاذا الآن ..؟
-ماذا الآن ! أريد أن أعرف سبب هذا البكاء المفاجئ
- هذا لا يعني لك
حاولت أن تكون جافة وقاسية بالتحدث معه بالحقيقة كانت قاسية على قلبها داست على حبها بقدميها و بدأت بالسيطرة على نفسها فمن المستحيل أن تزول كرامتها من أجل حب ضيقت عينيها الخضراء بتحدي وهي ترى علامات الاستخفاف على ملامح جـاك أبعدت ذراعها عن قبضة يده و قبل أن تخرج من الغرفة صرخ بأمر
- الإفطار ينتظرنا في غرفة الطعام
لم تعرهُ اهتماماً وكأنها لم تسمع شيء نزلت لصالة وجلست على إحدى الأرائك و أخذت جهاز التحكم وبدأت تقلب بين القنوات و تشاهد التلفاز بشرود كيف قسوت عليه أنهُ لم يفعل شيء لأكون بهذه القسوة معه يبدو أنهُ جاء إلى الغرفة ليخبرني بأمر الطعام فقط كما أنهُ البارحة أنقذني من ديف بدل أن أشكره أعاملهُ بهذه الطريقة أغمضت عينيها بألم لكنها عاودت النظر لشاشة عندما
أحست بخطوات تنزل من السلالم لم تظهر خوفها وتصنعت القوة والكبرياء ارتجفت عندما اقتربت الخطوات نحوها أكثر فالتفت نحوه بدون مبالة لكنها فوجئت باليد الذي مسكتها بقوة ورفعتها حتى وقفت من على الأريكة وبإصرار قال
- لقد قلتُ أنا طعام الإفطار بانتظارنا
سحبها قبل أن يعطيها فرصة بالتحدث ودخل بها نحو إحدى الغرف فتحت عينيها و حدقت بالغرفة وبطاولة المليئة بالطعام والكراسي المحيطة بها أدركت أنها غرفة طعام تساءلت لمَّ كل هذه الكراسي وكأننا في اجتماع و بفضول سألته
- من أين لك بالطعام بعد أن أصبح المطبخ مليء بالدخان الأسود ؟
ضيق عينيه فأدركت أن تلك النظرة علامة تحذير لحفظ لسانها خشيت أن يعود كما كان سابقاً عندها ستنتهي بين يديه فحفظت لسانها وتقدمت نحو الطاولة بأدب وبيدها السليمة بدأت بالتقاط بالشوكة الخيار والجزر من السلطة لكن الفضول كان يقتلها فرفعت نظرها نحوه وسألت بفضول ممزوج بالخوف
- لم تخبرني جـاك من أين لك هذا الطعام ..؟
- أحياناً أشك أن الفضول سيقضي عليك لمـار ضم شفتيه بانزعاج وأكمل والإجابة عن سؤالك الغبي هو أن هناك العديد من المطاعم في باريس
-لكن المكان بعيد جداً كيف استطعت طلب طعام من مطعم
سألتهُ بفضول كبير فرد عليه باستهزاء
- أظن أننا في القرن الواحد والعشرون وليس في العصر الحجري لـمار
أعطاها نظرة حادة مليئة بالسخرية وعاود نظره لطبق طعامه فتأكدت أنهُ عاد لطبعه السابق وتجنب للمشاكل تكلمت بهدوء
- أريد العودة لشقتي مع مـاري
هز رأسه وتكلم
- وبأي ملابس ستخرجين
- لا بأس لقد قمتُ بتنظيف ملابسي وهي الآن بالحمام
وضع الشوكة على الطاولة وعدل من جلسته قليلاً وبصوت رجولي سألها
- وهل تجف الملابس بالحمام ..؟ !
حركت رأسها بالنفي وقالت
- سأدعها بعد قليل بحديقة الفلا لتجف وعندما تجف أريد مغادرة الفلا
رفع حاجبيه باستغراب وقال
-هكذا بكل هذه البساطة ستغادرين
توقفت عن الأكل وسألتهُ بدهشة
- وهل لوجودي فائدة أنا فقط مصدر إزعاج بالنسبة لك
ضحك و حرك رأسه بالنفي و بسخرية واضحة تكلم
- لم أقصد ذلك لقد قصدت أنك ناكرة للجميل لقد أنقذتك البارحة من يد وحش مفترس واليوم بكل بساطة تقولين سأغادر وأعود لشقتي
لم تعد تحتمل أهانته وقفت من مكانها و وجهت وجهها نحوه وبصراخ قالت
- ليس عليك أن تستغل الأشخاص جـاك ماذا تريد مني لقد تنازلت كثيراً من أجـلك فعلتُ الكثير ودست على أشياء كثيرة توقفت قليلاً عن الصراخ وهي تشعر أن دموعها قد بدأت بالنزول لكنها أكملت صراخها باندفاع لستُ أنا من يجب أن يضعف دائماً لستُ أنا من يجب أن يعتذر على كل شيء ويقدم التنازلات دائماً أنا لن أسمح لك بالتمادي أكثر جـاك ستجف ملابسي وسأغادر الفلا حتى إذا اضطرني ذلك على المغادرة بقدمي فأنا لن أمتنع أبداً عن المغادرة اليوم
ركضت بسرعة مبتعدة عنه وأجهشت بالبكاء وهي تصعد السلالم بينما هو بقي يستوعب كلامها وهو يراه أنهُ ألغاز ماذا تقصد ما هي التنازلات التي قدمتها ما هي الأشياء التي داست عليها إن كلامها غريب جداً ومعظمه ليس لهُ علاقة بما كنا نتحدث به ولماذا كل هذا الانفجار إن لمـار تخفي شيء
ركضت هي نحو غرفته ورمت نفسها نحو السرير بكت بصوت عـال وهي تلوم نفسها على تسرعها لقد كادت أن تصرح لهُ بحبها جلست على السرير وبدأت بالتفكير بحل مناسب لهذه المشكلة لا أعرف لماذا أنا متعلقة به لماذا أحبه رغم أنهُ لا يبادلني هذا الشعور لقد تهددت حياتي كثيراً يبدو أن أفضل حـل هو مغادرة البلد هزت رأسها بنفي من هذه السيرة كيف أغادر باريس هذا شيء صعب لكنهُ أفضل من الغرق في حب لم يتفتح بعد ومن المستحيل أن يتفتح دام هذه الثلوج تتساقط بغزارة سأقع بالوحل إذا لم أغادر باريس سأذهب لروما وأبقى هناك مدة طويلة أخبرني والدي أن صديقه لديه مستشفى له يمكنني إكمال طريقي هناك سأبقى في روما حتى أنساه عندها سأعود لمـار القوية لمحت المكواة وبدون شعور قفزت من مكانها نحو المكواة مسكتها بيدها وشبكتها بالكهرباء اتجهت نحو الحمام بسرعة وأخرجت ملابسها سأقوم بتسخينها بالمكواة بدأت بكي ملابسها بحذر شديد ابتسمت بعد جهد وهي ترى أن ملابسها أخيراً قد جفت بعد تعب بسبب الماء نزعت تلك الملابس الرجالية التي ضايقتها كثيراً ولبست ملابسها مسحت دموعها وهي تحدق بنفسها بالمرآة و بسرعة خرجت من الغرفة ونزلت للأسفل ظلت تحدق بالمكان واتسعت ابتسامتها كاللصوص عندما لم تراه في الصالة فتقدمت بخطوات حذرة نحو باب الفلا وقبل أن تمسك معصم الباب أغمضت عينيها باستياء عند تذكرها لحقيبتها لقد نسيتها في فلت ديف لكن أنا متأكدة أنَّ ألكس قد أخذها وأعطاها لجـاك كيف سأركب سيارة أجرة وأنا لا أملك قرشاً واحد تراجعت إلى الوراء خطوتين فارتجفت من يدين حوطت جسدها من الخلف تجمدت لثوان وتنحنحت قليلاً استدارات لتقابله بلعت ريقها بتوتر ولتبعد جو التوتر تكلمت بهدوء
- حقيبتي معك ..؟
ابتعد قليلاً واستند بمرفقه على الجدار وبيده الأخرى مرر أنامله على شعره لوا شفتيه بمكر وقال
- ستهربين ..؟
حولت نظراتها لقوة وثقة تكلمت
-سأعود لمنزلي الأصلي
استدارت بثقة إلى الباب ونسيت أمر الـحقيبة فتحت الباب وقبل أن تخرج صدمت بكلماته الباردة التي خرجت من فمه ببرود كالجليد فأحست بطعنات بقلبها عندما قال
- ستعودين ..فالسمكة لا تستطيـع التخلي عن موطنها
ارتعشت من كلاماته وتاهت بتفكيرها السمكة لا تستطيع التخلي عن موطنها يقصد البحر بكل تأكيد ما دخل المثل بي أيعقل أن جـاك بذكائه أستطاع أن يكشف حبي حركت رأسها بالنفي وهي تردد كلمة مستحيل بسرها فاستدارت بصدمة أخفتها بنظرات الاستفهام على وجهها فتقدمت نحوه أكثر وسألته
- أنت تقول أشياء لا تدخل بالعقل أكملت باستفزاز أنصحك بمراجعة طبيب نفسي لأن حالتك نادرة وغريبة كثيراً قد يكتشف الأطباء مرض نفسي جديد
ضحك بسخرية واضحة و عدل من موضعه حيث ابتعد عن الجدار وضم يديه رفع حاجبيه و باستفزاز قـال
- إن كلامي منطقي يا لـمار فالذي لا يفهمه أو يحـاول عدم استيعابه هو الذي يحتاج لطبيب نفسي
حركت رأسها وهي ترسم ابتسامة سخرية على شفتيها و القلق يشتعل بداخلها فرفعت نظرها له ولم تعلم من أين ظهرت لها كل تلك الجراءة عندما سألته ببساطة والشرار يقدح بعينيها
- وضح أكثر .. لأني لم أفهم شيء
خرج السؤال من فمها دون أن تخشى الإجابة منه فارتعشت خوفاً بداخلها من إجابته لكن ملامح وجهها كانت قوية جداً و زرعت الحقد بقلبها عندما رأت ابتسامة سخرية خفيفة لكن تزحزحت الشجاعة من قلبها وبدأ الخوف يسيطر عليها فقبل أن يرد عليها خرجت نحو الحديقة ولمحت باب الحديقة الذي يؤذي للخارج تنفست براحة وهي ترى الباب فتلاشت سعادتها عندما أحست بقبضة يد فولاذية تعيدها إلى الوراء كتمت شهقتها عندما أدارها لتقابل جسده وهو لازال يمسك بمعصمها جذبها أكثر ومال بوجهه نحو وجهها واقترب ليهمس بأذنها
- هل تحبينني لـمار ..؟
بدون شعور وجدت نفسها ترتجف بين جسده فأجمعت قواها ودفعته عن جسدها و دموعها بدأت بالنزول صرخت عليه بجنون
- لا توهم نفسك بأحلام أن أحبك هو شيء من سابع المستحيلات
لم يتحرك من مكانه لكنهُ قال باستفزاز
- ولمَّ كل هذه الدموع لم ترد عليه فأكمل سأعرف كل شيء بنفسي لأني متأكد بأن السمك لا يستطيعون مغادرة البحر
- نـذل
نطقت بتلك الكلمة من أعماق قلبها وابتعدت بسرعة خارج الفلا ركضت والدموع تزداد أكثر وهي لا تعلم إلى أين تذهب فالفلا بعيدة جـداً أحست بسيارة تتبعها فالتفت خلفها وكما توقعت أنهُ جـاك تقدم نحوها و أنزل زجاج النافدة و بحزم تكلم
- اصعدي فأنتِ لا تملكين قرش واحد
لم ترد عليه فاوصلت سيرها لكنها فزعت عندما صرخ بغضب
-لـمار لا تدعيني أتهور أركبي تجنب للمشاكل سأوصلك لأقرب محطة
خشيت من كلامه وخاصة أنها في مكان بعيد فركبت بهدوء و أوصلها نحو المحطة دون أي شجار بالسيارة وقبل أن تنزل أعطاها حقيبتها أخذتها منهُ دون أن تشكره فهو لا يستحق الشكر كما قالت بقلبها واتجهت نحو إحدى الحافلات لتصعدها حرك هو سيارته بغضب كبير نحو البحر فتح باب السيارة وجلس مقابل البحر شرد بصوت البحر الجميل وأمواجه القوية التي تضرب الحجارة مولده صوت كبير يدخل بأعماق قلبه انزعج من التغيرات التي تحصل بحياته هذه الأيام كل هذا بسبب لـمار ماذا تفعلين بي ..؟
استرخى على المقعد و الصراع لا زل مستمر بين أعـضاء جسده
مشت بعد أن نزلت من الحافلة نحو المبنى التي تسكن به صعدت السلالم واتجهت نحو شقتها أخرجت من حقيبتها مفتاح و فتحت الباب لم تكن مـاري موجودة كما توقعت فهي في المدرسة الآن توجهت نحو غرفتها واستلقت على السرير بتعب أخرجت هاتفها من الحقيبة و صدمت بعدد المكالمات التي لم ترد عليها من جـاك ومـاري لابد أنها من ليلة البارحة عندما كنتُ عند ديف أيعقل أنهُ كان قلق علي كل هذا القدر هزت رأسها محاولة إبعاد هذه الأفكار عن دماغها وفجأة تذكرت ليون و بدون شعور بحثت عن اسمه في الهـاتف وضغطت على زر الاتصال لم تنتظر كثيراً حتى سمعت صوته
- لـمار
نطق اسمها بحب فأغمضت عينيها بقوة وبصعوبة تكلمت
- هل لازلت تريد مني أن أبقى معك ليون..؟
لم تعرف كيف استطاعت أن تتكلم هكذا داست على قلبها واتبعت عقلها هذه الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها الابتعاد عن مشاكلها مع جـاك سمعت صوته من الهاتف يقول بعد ثوان من الانتظار
- لازلتُ على كلامي لـمار لكنك أنتِ من يرفض ذلك
- أنا موافقة بشرط واحد
- اطلبي ما تريدين
- سافر معي إلى روما
استغرب من طلبها لقد كانت تكره مغادرة باريس لكنهُ قال
- سأذهب معك إلا أي مـكان إذا وعدتني إنك ستنسين جـاك
أحست بألم من ذكر اسم جـاك فقالت
- أنا وجـاك لا تربطنا أي علاقة هو لا يحبني أنا فقط من أحببته لكنني معك سأحاول نسيانه
- وهل أنتِ متأكدة أنهُ لم يحبـك ...؟
صدمت من سؤال ليون حقاً هي لا تعرف إذا كان جـاك يحبها أحست بقيمة ما فكرت به فابتسمت بسخرية بداخلها على نفسها أيعقل أنني أفكر بهذه الطريقة كم أنا غبية ذاك القلب المتحجر يستحيل أن يلين قليلاً
ردت عليه
- لم أسأله لكنني متأكدة أنهُ لا يحبني لقد قررت ليون سأذهب معك
رد بسعادة
- شكراً لكي لـمار لم ترد عليه فأكمل كلامه متى تريدين مني أن أحجز تذاكر لسفر
- في أول أيام فصل الربيع
صدم بكلامها فقال باستغراب
- لـماذا تحديداً في أول أيـام الربيع
- أريد إنهاء الشتاء هنا
- كما تشائين
- لدي طلب آخر ليون لا أريد رؤيتك في هذه الأيام أريد البقاء وحيدة سنلتقي في المطار يوم السفر
كان طلب صعب كثيراً عليه لكنهُ رد باستسلام
- لا بـأس
- اتفقنا إذن إلى اللقاء
- أراك قريباً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المســاء
ــــــــــــــــــــــــ
كانت تغمض عينيها بقوة محاولة أن تنام لكن دون فائدة لقد أخبرت والديها عن قرارها الجديد ستغادر باريس لقد سعدا والديها كثيراً بهذا الخبر إلا ماري التي كانت تصر أنهُ قرار خاطئ وأنها تفعل ذلك من أجل الهروب من جـاك كذلك ليون التي تصر أنهُ الضحية الوحيدة لقد كشفتها مـاري أنها تحب جـاك بسهولة بينما هي لازلت تنكر هذا الشيء فتحت عينيها على صوت ماري
- لـمار لقد وصل ألكس هل أنتِ متأكدة بأنك بحالة جيدة
ردت بهدوء
- نعم
- لا بأس لمار سأجل هذا الموعد من أجلك تبدين متعبة
- لالا مـاري أنا بخير إياك أن تأجلي الموعد سيحزن ألكس
هزت رأسها باستسلام وخرجت مع ألكس كان سعيد جداً برؤيتها و مظهرهُ أنيق رحب بها بحرارة واتجه بها معهُ نحو إحدى المطاعم المطلة على البحر تناولوا العشاء على البحر وبعد أن انتهوا من الأكل ابتسم لها ابتسامه خبيثة وقال
- أنظري لتلك الصخرة
حركت رأسها باستفهام فأشار لها إلى صخرة كبيرة بوسط البحر أكمل كلامها
- موقعها جميل أليس كذلك
هزت رأسها وتكلمت مؤيدة
- جميل جداً
لوا شفتيه وبمكر قال
- مـا رأيك بالصعود عليه
شعرت بالضحك فابتسمت له وقالت
- لا سأبتل بالماء
رد بتذمر
- ما بك ..؟ لن تبتلي كثيراً فالبحر ليس عميق بهذا القدر
لم يعطيها فرصة بالتفكير حتى وقف من الكرسي ومسك يدها جرها معهُ نحو البحر ارتعشت برداً عندما لامست مياه البحر قدميها لكنها لم تبتل كثيراً فالبحر كان هادئ ولم يكن عميقاً كما تصورت وصلت لصخرة بسهولة ساعدها ألكس بالصعود عليها ابتسم بسعادة وهي تحدق بألكس وتنظر لسـماء بدهشة أحست بيديه تمسك كتفيها نظرت لهُ فأقترب ليجلس بالقرب منها رد بابتسامة
- هل أعجبك المكـان ..؟
هزت رأسها بالإيجاب وقالت
-رائع وجميل
- أنهُ جميل مثلك
صمتت قليلاً وأنزلت رأسها للأسفل شعرت بالحرج منهُ قليلاً لكنهُ ضحك بمرح وكأنهُ كشف خجلها ضرب على رأسها بخفة وقال وهو يحاول كتم ضحكته
- لمـاذا لا تتكلمي مـاري ألستِ جميلة
رفعت نظرها نحو السـماء السوداء بدت النجوم كلألأ بالسماء الصافية والقمر يعطيها شكل أجمل عاودت النظر له وقالت بابتسامة وهي تحاول تغير الموضوع
- السماء جميلة أشارت بإصبعها نحو السماء وأكملت والنجوم كذلك
رفع نظرهُ نحو السماء وقال
- صحيح ..
تنهدت براحة وقالت
- آه .. كم أحب النجوم
تكلم بحمـاس
-هل تريدين واحدة
ضحكت بمرح وقالت
- أتمنى ذلك لكن الحصول على نـجم يكون في الأحلام فقط
تكلم بتحدي ممزوج بالحماس
- ليس حلمـاً أنظري ألكس البطل سيحضر لـماري الجميلة نجم لامع
انفجرت ضاحكة و هي تراه يقف على الصخرة و يقفز ممثلاً أنهُ يحاول الإمساك بالنجوم لم تتوقف عن الضحك واستغربت أنهُ لم يتوقف عن القفز فوق الصخرة تكلمت من بين ضحكاتها
- حسناً ألكس سأعتبر أنك أحضرت نجم لي توقف الآن
لم يرد عليها بل بقي يصرخ
- أنظري انظري لقد أحضرتُ نجماً
لم تشعر بنفسها إلا وقد وقفت من مكانها اتجهت نحوه وكأنها تريد رؤية النجم وبدون شعور قالت
- أين هو..؟
أحست بقيمة ما قالته يا لي من حمقاء كيف قلتُ ذلك أنني كالأطفال ارتبكت عندما رد بابتسامة
- وهل تريدين رؤية النجم ..؟
غيرت من نبرة صوتها إلى جدية تامة محاولة أن تخرج نفسها من الموقف السخيف هذا فقالت بمزاح
- وهل صدقت ..؟ أكملت بجدية لا أن تحضر نجم وهو من سابع المستحيلات فقط كنتُ أمازحك
- و ما الذي جعلك تقفين بسرعة مـاري ..؟
سألها بخبث لقد كان يتعمد إحراجها و نجح بذلك فضحك بمرح وقـال
- لكنني لا أكذب مـاري لقد استطعت حقاً أن أجلب لكي نجماً
كانت تريد أن تسخر منهُ لكنها دهشت من طريقة كلامه لقد تحدث بجدية وبثقة عالية تعجبت عندما مد كفه المغلقة لها فركزت نظرها نحو كفه فتحها ببطء و دهشت مما رأته حدقت بكفه كثيراً و رفعت نظرها نحوه وهي ترى الابتسامة لازلت مرسومة على شفتيها همست بصوت خـافت
- خـاتــم !
- وعلى إصبعك سيكون أجمل
لمح الخجل بعينيها فحمل يدها وألبسها الخاتم برقة رسم ابتسامة هادئة و قال برجـاء
- في وسط البحر مـاري أتقبلين الزواج مني ..؟
حدقت به بدون تصديق لم تتوقع بهذه السرعة كل ما تعرفهُ الآن أنها واقعة في حب هذا الشاب المرح ومن المستحيل أن تضيع سعادتها معه ابتسمت و رفعت إصبعها لسماء لترى خاتم الألمـاس المتلألئ
- أنهُ جميل
تنهد براحة و سعـادة من جوابها لقد فهم أنها قبلت عرض الزواج وبدون شعور ضمها إليه بحنان همس بأذنها برقة
- أنـا حقاً أحـبكـ
أغمضت عينيها بسعادة متخيلة حياتها الجديدة لقد صرح لها بحبـه ابتعدت بعد دقائق عنه وقالت
- أنني سعيدة ألكس لأنني سأكمل حيـاتي معك سأكمل حياتي مع شخص أحبه
سعد بكلامها و شعر بالإطمئنان عندما عرف ان ماري تبادله الحب
- وأنـا أشعر أنني سأحلق بالسماء من سعادتي ماري
ضحكت بسعادة فقال بمرح معتاد
- بما أنني قررت الزواج بعد ثامني عشرون عاماً من عمري علي إخبار أقرب صديق إلي
ابتسمت وقالت
- إذا لم أكن مخطئة فهو جـاك صحيح ..؟
اخرج هاتفه من جيبه ورد عليها
- ومن غيره
بحث بين الأرقام عن اسمه و ضغط على زر الاتصال أنتظر قليلاً دون فائدة أتصل مجدداً لكن يرن حتى يفصل الخط تكلم بقلق
- أنهُ لا يرد
- ربـما يكون مشغولاً أو لم يسمع هاتفه
- لا فجـاك يرد علي حتى إذا كان مشغولاً لا أعرف لـماذا أشعر بالقلق
حاولت تهدئته فقالت
- لا تقلق سيكون بخير
- سأحاول مجدداً
ضغط على زر الاتصال وهو يتمنى بداخله أن يرد عليه أنتظر قليلاًَ و تنهد براحة عندما سمع صوت جـاك
- ألو
تلاشت ابتسامته بسرعة من صوت جـاك واضح منهُ أنهُ متعب تكلم بقلق
- جـاك ما بك هل أنت بخير..؟
- من أنت ..؟
صدم من صوت جـاك الغريب فقال بقلق
- هل جرى لك شيء..؟
- هاا ألكس ..؟
قالها باستغراب وانفجر بضحكة هستيرية خمن من صوتهُ أن شرب كثيراً ويبدو أنهُ وصل لمرحلة السكر قال بغضب كبير
- لـمـاذا فعلت بنفسك هكذا
- لـمار
همس باسمها بصعوبة فازداد غضبهُ أكثر وصرخ على جـاك
- أين أنتــ .؟
- أنا .. أنـا لا أعلم
- قلتُ أين أنت ..؟
صرخ بغضب حتى أن ماري ارتعبت من صوته قبض يده بقوة وهو يسمع جـاك يقول بتعب كبير
- أنـا في البحر
- أي بحر ..؟
أعطاه العنوان واستغرب أن البحر بعيد لـماذا أختار هذا البحر أنهُ مكـان بعيد حتى أن النـاس لا تذهب إليه بكثره وإذا ذهبوا لا يتأخروا كثيراً فهو بعيد وفي المساء المكان يكون مظلم رد محاولاً تمالك أعصابه
- لا تتحرك
أغلق السماعة و لاحظ تحديق مـاري به وكأنها تسألهُ عن سبب الغضب فرد قبل أن تسأل
- جـاك في حـالة صعبة ويبدو من صوته أنه شرب كثيراً علي الذهاب إليه
نزل من الصخرة وساعدها بالنزول اتجهت معهُ خارجة من البحر ودخلت سيارته تكلمت بقلق
- وما الذي جرى له
حرك السيارة وقال
- كل ما أعرفه أن للمـار شأن بالموضوع
- لـمار !
ألتفت لها وعاود نظره لطريق وقال
- إذا كنتِ تعرفين شيء أرجوك أخبريني أريد مساعدتهما وأنا متأكد بأنك تريدين كذلك مساعدة صديقتك
- لقد عادت لمـار اليوم من فلت جـاك وهي متعبة و تبكي كثيراً لقد خمنت أن لـجاك علاقة ببكائها المتواصل خـاصة أن لـمار أصبحت غارقة بحبه لقـ ..
قطع كلامها بدهشة
- تحـبه !
حركت رأسها بالإيجاب
- نعم أنها تحبه كثيراً وتتألم أكثر عندما تتذكر أن هذا الحب يستحيل أن يدوم لقد جاء ليدفن في قلبها إن الحواجز تتفوق على حبها بشكل كبير
- لكن الحب يستطيع كسر كل الحواجز
- ربما... لكن مع جـاك ولـمار لا أظن ذلك إلا إذا تواضع جـاك قليلاً عندها ستدمر الحواجز بسهولة
- أنا متأكد أن جـاك سيتواضع بالنهاية
- لكن بعد فوات الأوان
- ولماذا ..؟
- لـمار لقد قررت السفر لروما مع ليون
- مـاذا ..؟ السفر ! ومع ليون !!
- نعم
- متى ..؟
- تقول في أول أيام الربيع لكن لا أعرف تحديداً
أوصلها إلى الشقة وهو يطلب منها أن تحاول إقـناع لـمار بالتخلي عن فكرة السفر ويعتذر منها بنفس الوقت لأنهُ أنهى هذه الليلة بسرعة بعدها حرك السيارة نحو البحر وأخيراً وصل إليه وكما توقع لم يجد أحد على البحر غير سيارة سوداء والمكان مظلم ومفزع نزل من سيارته ومشى نحو سيارة جـاك انحنى قليلا لينظر من نافدة السيارة وصعق مما راها مستحيل أن يكون هذا جـاك فتح باب السيارة وأشمئز من رائحة الكحول الموجود بها حدق بالسيارة التي أصبحت قذرة فزجاجات الكحول الفارغة متوفرة والممتلئة أخرجهُ من السيارة بغضب
- دعني .. اتركــني
صرخ بصوت عـال لكنهُ كان متعب لم يستطيع الإفلات من ألكس الذي كان يكتم غضبه و يحاول الهدوء انزعج من صراخ جـاك المتواصل فقـال
- سنذهب لفلتك أنت متعب
لم يرد عليه كان متعب جداً أدخله سيارته و أوقف السيارة أمام الفلا واستغرب أن باب الحديقة مفتوح دخل إلى الحديقة وفتح باب الأمامي عند جـاك كـان شبه نائم والتعب واضح عليه جره خارج السيارة وساعده على المشي ليدخله الفلا اندهش أن الأبواب كلها مفتوحة لكنها لم يأبه لذلك مشى به نحو الحمام فتح صنبور المـاء على رأسه ليعيده إلا وعيه تجاهل صراخ جـاك بسبب المـاء البارد لكنهُ لم يغلق الصنبور حتى شعر أنهُ نشط قليلاً أخرجهُ بعد ذلك من الحمـام نحو الصالة ارتمى على الأريكة بتعب
- سأذهب لأحضر كوب من القهوة
قالها بصرامة وهو يحدق بجـاك واتجه نحو المطبخ عـاد بعد دقائق و صدم مما رآها فتح عينيه بقوة و هو يرى جـاك بالقرب من دولاب صغير صدم عندما رآها يخرج زجاجة كحول ويفتحها وبيده الأخرى كأس زجاجي يسكب عليه الكحول و قبل أن يشرب صرخ عليه بجنون و وضع كوب القهوة على الطاولة وتقدم نحو جـاك
- تــوقف توقف مـاذا تفعل هل جننت ..؟ هل أحضرتك من البحر لتعاود الشرب في الفلا
- مـاذا مـاذا تريد أنت دعني أشرب فـا
لم يكمل جملته حتى شعر بضربة قوية على أنفه ولأنه لم يكن بكامل قواه سقط على الأرض بسهولة وبصوت تكسير الكأس الزجاجي رفع نظرهُ لألكس أنها المرة الأولى منذُ أكثر من عشرون عـام لم يضربني بها ألكس منذُ أن تعرفنا على بعض لم نتعارك يوماً أنزل رأسه إلى الأسفل وهو يسمع صوت ألكس كان يقول بغضب كبير
- يا لك من غبي ألم أحذرك من قبل من انقلاب السحر على الساحر لكنك لم تسمع كلامي و واصلت الحرب الذي انتهت بهزيمتكما الاثنين لقد أحببتها جـاك صرخ بصوت أكبر ومـاذا إذا أحببتها ماذا تنتظر هل تنتظر أن تهرب من بين يديك إذهب إليها جـاك أكسر كبريائك قليلاً و صرح بحبك لها كما فعلت أنا مع ماري أمَّ إذا بقيت هكذا فهي ستبتعد إلى الأبد ولا تفكر أنها لك لأن لـمار قد بدأت بالتفكير بحياة جديدة بعيداً عن رجل مغرور مثلك

أكمل كلامه وبقي يحدق بجـاك لقد قصي عليه كثيراً لكنهُ يستحق ذلك لكنهُ جن عندما قال جـاك ببرود
- أنا لا أحبــها
تأكد حقاً أن لا فائدة بالكلام مع جـاك
- ألم أقل لك بأنك بمغرور وغرورك الذي سيقوم بتدميرك
لم يرد عليه فمال ألكس ليساعده على الوقوف واتجه به نحو غرفته رمـاه على السرير و نـام بسرعة كبيرة اتجه هو نحو غرفة أخرى ونـام بها استيقظ اليوم الثاني في الصباح واتجه نحو غرفة جـاك وجده جالس على السرير ويديه برأسه يبدو متعباً تقدم نحوه وقـال
- صبـاح الخير
رفع نظرهُ لألكس وقال
- صبـاح الخير صمت قليلاً وقال ألكس أنا أعتذر عن ليلة البارحة
- وأنا كذلك لم أعرف كيف تجرأت على ضربك بعد صداقة طويلة بيننا
- لا بأس
- حسناً هل تذكر ما قلتهُ لك في البارحة
- نعم أتذكر لكن ليس كثيراً
- حسناً ألن تقوم بتهنئتي جـاك
- على مـاذا ..؟
- امم لقد وافقت مـاري البارحة على عرض الزواج مني
رد بفرح
- حــقاً .. حظ سعيداً ألكس أتمنى أن تقيم حفل زفافك في أقرب وقت ممكن
- وأنت كذلك ننتظر فتاة أحلامك جـاك
- ستنتظر طويلاً
أراد تغيير الموضوع فقال
- اممم ألم أخبرك
- عن مـاذا ..؟
- لـمار ستغادر فرنسا
فتح عينيه بقوة بدت الدهشة عليه فأكمل كلامه ألكس وهو يرى أنهُ بدأ بالتأثير قليلاً على جـاك
- ستذهب لإيطاليا عند والديها مع ليون
- مـاذا تقول أنت ..؟
تكلم بلا مبالاة وهو يعرف جيداً أن كلامهُ يؤثر على جـاك بشكل كبير
- لم أقل شيء مخطئ لقد قررت أن تكمل حياتها مع ليون فهو شـاب متواضع ولا يخبئ مشاعره بقلبه أخبرتني مـاري أنها ستسافر في أول أيام الربيع
فهم كلام ألكس جيداً أعاد نظرات الجليد إلى عينيه وقـال
- امم حظ موفق إذن
استغرب البرود الموجود بجـاك أنهُ حقاً لا يطـاق فقال
- و هل ستدعها تذهب بسهولة
- لتذهب إلى أي مكان تريد علي التركيز فقط بالعمل وليس بمـجاراة طفلة
- جـاك لمـاذا تصر على العناد إذا كنت خائف من أن ترفضك فلا أظن ذلك أعتقد أن لـمار تميل لك كذلك
- أعرف
فضل السكوت فلا جدوى بالتحدث مع شخص مثل جـاك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
 

 

عرض البوم صور ملاك القمر   رد مع اقتباس
قديم 25-09-11, 03:49 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 187877
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: ملاك القمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 27

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ملاك القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ملاك القمر المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

والان حنزل البارت الأخير قراءة ممتعة للجميع

 
 

 

عرض البوم صور ملاك القمر   رد مع اقتباس
قديم 25-09-11, 03:50 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 187877
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: ملاك القمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 27

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ملاك القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ملاك القمر المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

البارت السابع عشر والأخير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لتتوقف الثلوج ...فانظري لعيناي وقولي أحبك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
.........................

في القصر
ــــــــــــــــــــــ
بكت بأعلى صوتها
- لـمار ستغادر يا بيلا
اقتربت بيلا لتجلس بالقرب منها على الأريكة وربتت على كتفيها وقالت
- خالتي أنها لن تهاجر قالت أنها ستتصل بك دائماً
- مستحيل لقد ضاع تعبي وسهري بالتخطيط آآآه أريتِ لقد دخلت وأخبرتنا بأنها ستسافر في أول أيام الربيع و خرجت من القصر وابني القاسي لم يعيرها أي اهتماماً لا أعلم لمن طلع قلب ذاك الولد

واصلت بكائها بينما ابتسمت بيلا بداخلها على تفكير خالتها و همست بخبث بأذن السيدة ليزا
-خالتي لا داعي لكل هذا البكاء فجـاك لن يسمعك
حدقت بها السيدة ليزا بغضب وقالت بأمر
- أصمتي دعيني أكمل بكائي لن يدمر هذا المتعجرف كل ما خططت لهُ
زادت بكائها عندما سمعت صوت خطوات تتقدم من الغرفة ولأن الباب كان مفتوحاً قليلاً استطاعت أن تميز أنهُ جـاك فرفعت صوتها أكثر عندما فُتِحَ الباب حدق بهما ببرود وقال
- أمي لـماذا تبكي ..؟
انفجرت عليه بالصراخ
- لماذا أبكي ..؟ أيها المتعجرف تتساءل لماذا أبكي
- ألم أخبرك من قبل أن لا تبني تلك الأحلام
- اصمت لـمار ستسافر مع صديقك وأنت لا يهمك الأمر
- لا يوجد شيء بيني وبين لـمار لأهتم كما تقولين
- لا يوجد شيء قالتها بسخرية و أكملت بخبث هل نسيت أنك كدت تقبلها ...آه إذا نسيت سأذكرك في الفلا التي كانت تعيش بها لمار مع والديها
فتح عينيه بغضب ولاحظ أن بيلا لم تندهش عرف أن والدتها قد أخبرتها من قبل و قال
- لقد فهمتي الأمر بشكل خاطئ
ردت بسخرية بالغة
- صدقتك ...
- حسناً أمي ماذا أفعل..؟ هل تريدي مني أن أذهب إليها مثلاً..؟
ردت بلهفة
- وهل ستفعل ذلك بني..؟
تمالك أعصابه وقال
- أنا لا اصدق ما تقولين لقد كنتُ اسخر فقط
ابتعد عن الغرفة فتلك الخدع لم تعد تؤثر عليه توقف عندما سمع صوت ليدا استدار وقال
- ماذا ليدا ..؟
ابتسمت له بلطف وقالت
- ألن تودعني ..؟
- إلى أين ستذهبين ..؟
- يبدو أنك لا تعرف ففي الأيام الأخيرة لم تكن متواجد معنا في القصر سأسافر مع أبي إلى برلين لسياحة بعدها سأعود لروما لقد قررت أن أنساك وأبدأ حياة جديدة من المستحيل أن أعيش في وهم جـاك

ابتسم لها وقال
- خطوة رائعة وقرار موفق
- أنا آسفة جـاك لقد كنتُ مزعجة دائماً أتمنى أن تحبني كما تحب بيلا لا أريدك أن تكرهني جـاك

اقترب منها وضمها بحنان لم تصدق ذلك فلقد ظنت أنهُ يكرهها يبدو أنهُ كان يكره طباعي فقط لم أتخيل يوم أن يضمني جـاك كان هذا أحلامي فقط ابتعد عنها وضرب على رأسها بخفة وقال
- أنا أحب ليدا اللطيفة وليست ليدا السابقة
قالت بسعادة
- شكراً لك
- في المرة القادمة اختاري الشخص المناسب أتمنى لكي حياة سعيدة
-وأنت كذلك أختر الشخص المناسب أتمنى أن تعيش مع لمار بسعادة أنا متأكدة أنك تميل للمار بشكل كبير جـاك عندما كنت ترقص معها كانت نظراتك مليئة بالشغف أتمنى لك حياة سعيدة عندما أعود أريد رؤية أطفالك فهمت
ابتسم لها وضحك بلطف فقالت بعد ذلك
-حسناً أنت تبدو مشغولاً و أنا سأذهب الآن علي ترتيب بعض الأشياء
ابتسمت له فبادلها الابتسامة بعدها ابتعدت عنهُ و ركضت نحو غرفتها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت ليون
...........
أغلق حاسوبه بملل عندما سمع طرقات الباب وقف بضجر واتجه ليفتح الباب فتحهُ وصعق بالزائر الغريب حدق بالزائر باندهاش
- ليون
حدق بها ببرود فأكملت
- هلا سمحت لي بالدخول
ابتعد قليلاً عن الباب ليسمح لها بالدخول دخلت وتبعت خطواتهُ نحو الصالة أشار له بيده نحو الأريكة وقال برسمية بالغة
- تفضلي
لم تجلس بل استدارت لتحدق به وقالت
- لم تتعامل معي يوماً بهذه الرسمية
- أنتِ من أراد ذلك
- هذا يعني أنك تلبي رغبتي
حرك رأسه بالإيجاب فقالت
- أين والديك ..؟
- أنا أعيش بمفردي
- فهمت ...صمتت لثوان و مشت بالصالة وهي تحدق بالأثاث و أكملت مستفسرة سمعتُ أنك ستسافر ..
- صحيح
- ومع لـمار
- نعم إلى روما
- هل مللت مني ..؟
- أريد أن أعيش حياتي سونيا
- آه وهل نسيتني ..؟
- ربما لا ..لكن في روما سامحك من عقلي لا أنكر بأن لكي مكانة خاصة في قلبي لأنك حبي الأول لكن لـمار فتاة رائعة و أنا أحبها وأميل لها كثيراً ..لقد استطاعت أن تجذبني نحوها بسهولة
- يبدو أنها استطاعت التحكم بكم جميعا..
- جميعاً .. ماذا تقصدين ..؟
- لم أقصد شيء سأغادر الآن
- لماذا آتيتي ..؟
التفت نحوه وقالت
- ليون أتيت لأخبرك قبل سفرك أن جـاك لم يخونك الصحافة كانت كاذبة جاك لم يحبني يوماً أنا من كنتُ اتبعه وأنا من مسكت يده في تلك الصورة لكنهُ يحبك كثيراً حتى أنهُ عندما علم أنك تحبني قدم لمنزلي وأقنعني بأن أعطيك فرصة أخرى لكنني رفضت أرجوك تصالح معه
اندهش من كلام سونيا لكنهُ لم يظهر ذلك رد عليها
- سأتصل به عندما أكون في روما
- حسناً سأذهب الآن
اتجهت نحو الباب لتخرج لحقها هو وقبل أن تبتعد هتف باسمها
- سونيا
استدارت لتراه فقال
- وداعاً
ردت بحزن
- ألن تأتي لتودعني ليون ..؟
- لن أفعل أنا أريدُ نسيانك
ابتسمت له بتصنع وركضت نحو سيارتها لم تعرف لـماذا أجهشت بالبكاء قادت السيارة وبكت بصوت عال كم أنا حمقاء كيف تخليتُ عن ليون لقد ذهب صديقي السابق وأنا لم أجني شيء من جـاك سوى الخسائر لم أكن أتخيل بأني سأحب ليون يوماً
ـــــــــــــــــــــــ
~بعد مرور أيام~
.....................
الساعة الرابع مساء
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشت بغرفتها بحزن واستقرت عينيها على النافدة الزجاجية كم أحبت هذه النافدة اقتربت نحوها وفتحت الزجاج هذه المرة لم تشعر بلسعة برد أنهُ الربيع آه كم تمنيت أن أرى الدفء طويلاً في باريس كم تمنيت رؤية الأزهار تتفتح حدقت بالشارع جيداً لم تكن الثلوج تغطي الشارع ولا سطوح المباني والبيوت حتى السيارات لم تكن الثلوج تغطيها كالعادة كان الجو صافياً ودافئ لقد توقفت الثلوج في مدينة باريس و رحل الشتاء وجاء فصل الربيع لينشر الأوان الخلابة في المدينة لكن الثلوج الذي في قلبي لم تتوقف بعد حتى بعد رحيل الشتاء و بعد تفتح الأزهار سمعت صوت طرقات باب غرفتها فابتسمت بتصنع وقالت
- تفضلي ماري
دخلت ماري للغرفة و التفت لها بإمعان وكأنها تبحث عن شيء قالت باستفهام
- أين حقيبتك لـمار ..؟
- لن أخذ أي حقيبة لدي ما يكفيني من أغراض في روما
- لقد ظننت أنك غيرتي رأيك
- لقد حجزنا التذاكر ماري ستقلع الطائرة بعد ساعة و ..
قطعها رنين هاتفها ردت على الهاتف
-مرحباً ليون
تكلم باندفاع
- لـمار أين أنتِ..؟ لقد تأخرتِ كثيراً
- أنتظر سيارة الأجرة ليون
تنهد براحة وقال
- لقد ظننت أنك غيرتِ رأيك
- لم أفعل
- حسناً أراك في المطار
- إلى اللقاء
أغلقت الهاتف وحدقت بماري وقالت
- هل طلبتي سيارة أجرة
- لقد فعلت ويبدو أنها وصلت
اقتربت لتضم ماري لم تحتمل أكثر وخاصة عندما بكت ماري بكت معها فمن الصعب مفارقة الأصدقاء وخاصة صديقة مثل ماري كذلك مفارقة أرض الوطن ابتعدت عن ماري وبصوت باكي قالت
- أتمنى لكي حياة سعيدة ماري مع ألكس لا تنسي دعوتي لحضور حفل الزفاف
- وهل ستأتي من روما من أجلي
- بكل تأكيد ..
- حسناً وأنا كذلك أتمنى لكي حياة رائعة مع ليون
ابتسمت لها حملت حقيبة يدها وخرجت من الشقة نزلت السلالم و دموعها لم تتوقف بعد عن النزول صعدت سيارة الأجرة وقالت
- إلى المــطار
حرك السيارة هو نحو المطار بينما هي أخرجت هاتفها واتصلت لسيدة ليزا لم تنتظر كثيراً حتى سمعت صوت السيدة ليزا ويبدو أنها كانت تبكي
- مرحباً سيدة ليزا
- لـمار هل ستغادرين ..؟
- أنا في طريقي نحو المطار بعد أقل من ساعة ستحلق الطائرة آسفة سيدة ليزا لن استطيع توديعك أنا أكره لحظات الوداع كثيراً
- لا تعتذري حبيبتي
- شكراً لك سيدة ليزا لقد كنتِ طيبة معي لن أنسى طيبتك يوماً
- أتمنى لك السعادة إعتني بنفسك لـمار أراك في المرة القادمة
- إلى اللقاء
أغلقت الهاتف وحدقت من نافدة السيارة على الخارج لقد عانيت الكثير في فصل الشتاء في باريس لكنني كذلك سعدت بالتعرف على أشخاص طيبون كالسيدة ليزا وبيلا التي تعرفت عليها مؤخراً وليون كذلك و جاك الذي لم أعاني منهُ سوى الألم صحيح أنني سأشتاق له لكن هذا ما يجب علي فعله
..............
أغلقت السيدة ليزا هاتفها بحزن وحدقت بحقد بمن يجلس أمامها صرخت عليه
- أيها الأحمق ستسافر مع صديقك
رد ببرود
- وماذا أفعل أمي
-بني أرجوك لا تكن قاسي القلب أنهُ مستقبلك ليون لا يناسب لـمار فهو يحب سونيا وسونيا تحبه
وأنت تحب لمار وهي كذلك تحبك
- لحظة لحظة .. من قال لكي بأن سونيا تحب ليون
- التقيت معها منذُ أيام أخبرتني بأنها نادمة كثيراً
- تستحق لقد كان ليون بين يديها
- هذا الكلام سيطبق عليك بعد مغادرة لمار فرنسا أرجوك بني إذا كنت تخشى من ردة فعل لـمار فدع هذا الأمر علي حدقت به لثوان وقالت بشوق مـاذا قلت ..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نزلت من سيارة الأجرة بعد أن أعطت السائق حسابه وحدقت بالمطار كأنهُ قاتلها تمنت أن تكون قلم خشبي لتمسح ماضيها ولتمحي جـاك من كتاب حياتها لكن كل هذه محضُ أحلام دخلت المطار و قبل أن تخرج هاتفها لتتصل بليون أحست بخطوات تتقدم نحوها رفعت نظرها لليون كان مبتسماً بسعادة بالطبع فالوضع يختلف أنهُ سيسافر مع فتاة يميل إليها بينما هي ستسافر مع شاب اعتبرتهُ صديق قال
- لقد تأخرتِ
- لا أظن ذلك
- أين حقيبتك ..؟
-لا أحتاج لحقيبة .. يوجد لدي الكثير من الأغراض في روما
- تعالي معي
- إلى أين ..؟
-لننتظر الرحلة لمار
تقدمت معه وجلست على إحدى المقاعد ابتعد هو ليكمل بعض الإجراءات وعاد بعد ذلك وهو يحمل أنواع كثيرة من العلك أشارت لهُ نحو العلك باستفهام فقال
-العلكة تناسب وضع الطيران
- أعرف لكن لماذا كل هذه الأنواع ..؟
- امم لأني لم أكن أعرف نوعك المفضل فأحضرت معظم الأنواع المتوفرة هنا
ابتسمت لهُ وبداخلها استغربت كم أن ليون طيب وأقنعت عقلها أنهُ بمرور الزمن ستتمكن من حبه التفت نحوهُ وقالت
- سأتمشى قليلاً
- لا تبتعدي دقائق فقط ويعلنوا على رحلتنا
- لن ابتعد
وقفت ومشت في المطار تذكرت أول لقاء مع جـاك لها وبدأ قلبها يدق لقد جئتُ من روما والتقيتُ بجاك يا ترى عندما أعود في المرة القادمة سأرى فتى آخر عنيد و جميل مثله وهل سأقع في غرامه كما وقعت بغرام جـاك لكنني لا اعتقد بأنهُ يوجد فتى أعند من جاك في العالم كله أحست بما تفكر به لامت تفكيرها وقالت بسرها يا لي من غبية في المرة القادمة سأعود مع ليون أفضل شيء أن أعود لمحلي استدارت و رأت ليون يبتسم لها ويشير بأصبعه إلى ساعة يده فهمت أنهُ يشير لها إلى الوقت مرت بالقرب من مجموعة من الفتيات كانوا يتحدثون بصوت مسموع
- مسكين ...حقاً كانت نهايتهُ مؤسفة
- أنا حقاً لا أتخيل كيف ستستطيع تلك العائلة تحمل هذه الكارثة
- سمعتُ أنهُ ابنهم الوحيد
- نعم لقد كنتُ من أكبر معجبين رجل الأعمال الوسيم جـاك لكن مع الأسف نهايته كانت مؤسفة
صعقت بمكانها من كلام الفتاة و بدأت الدموع تتجمع بعينيها وكلام الفتاة يرن بأذنيها .. نعم كنتُ من أكبر معجبين رجل الأعمال الوسيم جـاك لكن مع الأسف نهايته كانت مؤسفة ..نهايتهُ كانت مؤسفة.. و بدون شعور وجدت نفسها تقترب نحو الفتاة وتسألها بقلق والدموع متجمعة بعينيها
- عذراً .. هل كنتِ تقصدين رجل الأعمال جـاك..؟ هو نفسه
- نعم مع الأسف لقد شب حريق في فلته يقال أن الحريق ألتهم الفلا بأكملها
صرخت
- هل أنتِ متأكدة
- ألم تعرفي لقد أنتشر الخبر منذُ دقائق
- هل جرى له شيء هل مـا..
توقفت عن الكلام مستحيل مات لا ردت الفتاة وكأنها فهمت ما تقصده لـمار
- لا أعلم المطافي تقوم الآن بعملية إطفاء الحريق بينما هو لم يتم العثور عليه بعد لكن ما علاقتك به أنتِ مهتمة به كثيراً لا تبدين معجبة به فقط
لم يكن هذا السؤال مناسب في هذا الوقت فهي حقاً لازلت لا تعرف ما موقعها من الإعراب في حياة جـاك أحست بيدين تربت على كتفها و صوت يقول باستفهام
- لـمار ما بك..؟ أنهم ينادون برحلتنا
استدارت نحو ليون وصدم عندما رآها تبكي
- لحظة لحظة .. لماذا هذه الدموع..؟
- أنا آسفة لا يمكنني القدوم معك
حدق بها بحزن و تغيرت ملامح وجهه بأكملها وبألم قال
- ماذا جرى ..؟
- جـاك في خطر لا يمكنني الذهاب معك آسفة ليون
ركضت مبتعدة عنه في مطار باريس متجاهله صرخاته المنادية باسمها حتى أنهُ لفت أنظار الناس أحس بأنامل تمسك يده استدار خلفه وصدم بما رآها همس بصعوبة
- سونيا ..
قالت بثقة ممزوجة بالمرح وهي تشير لنفسها
- نعم هي ..
- لـماذا أنتِ هنا ..؟
سألها باستغراب فردت بمرح وعينيها تبرق حباً
- لدي تذكرة سفر ألا تود السفر معي حبيبي إلى روما
- حبيبي !
صدم بكلمتها كثيراً لم يستوعب ما تقوله لكنها قالت له
- نعم .. هيا ماذا تنتظر ستحلق الطائرة
ابتسم و تلاشت ابتسامته بسرعة قال
- لكن لـمار ...
قطعته وهي تمسك يده
- لمار مع الشخص المناسب لها
- ماذا تقصدين ..؟
- سأحكي لك كل شيء في الطائرة
ابتسم لها ومشى معها توقف عن المشي فاستدارت لتنظر له باستفهام تكلم
- أريد أن أقول لكي شيء قبل ان أسافر معك
- مـاذا ..؟
اقترب ليهمس بأذنها
- أنا أحبك
ابتسمت بلطف وبسعادة غامرة قالت
- وأنا أعشقك ليون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ركبت سيارة الأجرة وهي تجهش بالبكاء و بصعوبة بالغة استطاعت أن تتذكر عنوان فلت جـاك أعطت العنوان لسائق و أكملت بكائها لقد اتصلت لسيدة ليزا أكثر من مرة لكن هاتفها مغلقاً كررت الاتصال دون فائدة توقفت عن البكاء عندما قال السائق
- يا آنسة هل هذا هو العنوان المطلوب..؟
حدقت بالمكان فوجدت أنها قريبة من الفلا مسحت دموعها وقالت
-شكراً لك
نزلت من السيارة بعد أن أعطت السائق أجرته واتجهت بسرعة نحو الفلا بقدميها لم تسمع مطافي ولا فوضى صحافة كما توقعت فكيف لصحافة أن تفوت خبر مثل هذا اقتربت أكثر وفتحت عينيها عندما رأت الفلا لا يوجد مطافي ولا صحافة ولا حريق حتى !! و بدون شعور وجدت نفسها تدخل الفلا بواسطة باب الحديقة المفتوح وكأنها تريد التأكد إذا كانت في حلم أم حقيقة فتحت عينيها أكثر بصدمة ودارت في الحديقة كالأغبياء همست بصوت مسموع أين المطافي وأين الصحافة ...أين الحريق ؟!!

وأيـــن جـــاك ..؟

فتحت عينيها بقوة وهي تسمع صوت معروف صوت يميزه قلبها عن ألاف الأصوات لا يمكن أن تنسى ذاك الصوت استدارت بسرعة لتلتفت خلفها مستحيل جـاك ظلت تحدق به بدون تصديق فتقدم هو خطوات إلى الأمام ليقترب منها استغربت من ابتسامته الهادئة خالية من السخرية والغضب و بدون شعور وجدت نفسها ترفع أناملها لتتحسس جسده وكأنها تتأكد إن كانت في حلم أو حقيقة همست بصعوبة
- جـاك هل أنت بخير ..؟
ابتسم لها وقال
- كما ترين أنني بخير
هزت رأسها معلنة أنها لم تستوعب شيء وقالت
-كيف حدث ذلك ..؟ لقد سمعتُ أن ......
قطع كلامها و رد بثقة
- أن حريق قد شب في فلتي
فتحت عينيها بدون تصديق كيف عرف ذلك وقبل أن تتساءل رد على تساؤلاتها
- كانت خططت أمي لكن بصراحة لقد شاركت بمساعدتها قليلاً هذه المرة
قالت بدهشة
- السيدة ليزا مجدداً
ضحك و قال
- وإلى الأبد ..
- إذن لقد كانت كذبة سأذهب الآن علي اللحاق بالطائرة
- لقد حلقت الطائرة قبل دقائق
لقد كانت تعرف ذلك لكنها أرادت الهروب فقط فقالت ببرود
- ليون سيكون في انتظاري
- لقد سافر مع سونيا إلى روما
اندهشت بداخلها لكنها لم تبين ذلك و بنفس الوقت سعدت لليون فهو على الأقل التقى بالنهاية بفتاة أحبها يستحق ذلك فسونيا أفضل مني بكثير فهو يحبها كثيراً رفعت نظرها له وقالت
- حقاً ! حظ موفق لهما سأذهب الآن
مشت لتتجاوزه فمسك ذراعها و أعادها لتقابله حدق بها وبلطف قال
- أنظري للحديقة لمار لقد جاء الربيع و تفتحت الزهور
التفت للحديقة كانت جميلة جداً ألوان الزهور رائع وتسر الناظر عاودت نظرها لجـاك وقالت
- و أخيراً رحل الشتاء وعما الدفء أرجاء مدينة باريس
نظر لها أكثر وبهيام قال
- وهل سيعم الدفء على قلبينا لـمار ..؟
دهشت من كلامه و نظرت لعينيه الزرقاء الساحرة من جملته و بدهشة قالت
- قلبينا !
مرر أنامله على خدها الناعم وبيده الأخرى مسك خدها الآخر بنعومة وسمح لعينيه بالتحديق بعينيها الخضراء وحول نظراته إلى شغف كبير وهو يحدق بها وبهيام ممزوج بالحب تكلم
- قلـبي يؤلمني .. وعقلي يعجز على التفكير .. و دماء عروقي لازلت تسري بجسدي لكنها لا تمدني بالحياة و الثلوج التي تتساقط بقلبي بغزارة خانتني وتوقفت عن التساقط .. فاحترق قلبي رافضاً للانتقام واشتعل ليناديني بكسر الحواجز و زرع ورود الربيع حدق بها وبشغف أكمل هل تحددين مرضي دكتورة .؟

لم تعرف ماذا تقول بقيت تحدق به ولمسات يده لازلت على خديها فأشعرها بالدفء و لأول مرة أرادت أن تبكي من شدة سعادتها كلامه لا زال يرن على أذنيها كالصدى و كل كلمة كانت تزيد سعادتها أضعافاً أحست بلسانها عاجزة عن التحدث رفع يده من خدها ليمررها على شعرها الأشقر أكمل كلامه
- لقد حل الربيع في مدينة باريس و توقفت الثلوج عن التساقط في المدينة جذبها نحوه أكثر وأكمل
لنوقف الثلوج المتساقطة على قلبينا لـمار
- كيف ..؟
همست بتلك الكلمة بصعوبة كانت تريد إخباره أن من المستحيل أن تجتمع معه فالحواجز كبيرة و مع شاب مغرور مثلهُ لن تستطيع أكمال حياتها كان الكلام يتضارب برأسها فلم تجد سوى كلمة كيف أنها تنتظر الإجابة إذا كانت هي عاجزة على الحل ليخبرها بالحل هو نظرت لهُ منتظرة الإجابة فرد مبتسماً
- أنظري لعيناي لـمار
رفعت عينيها نحو عينيها أكثر وركزت بللون الأزرق الداكن أخذها إلى بحر الجزيرة الأزرق الساحر وتاهت بعينيها الجميلة ظلت تحدق به لثوان فهمس مكملاً كلامه
- قولي أحبــك
ارتجفت من جملته الصغيرة نبضات قلبها دقت بسرعة كبيرة أحست أن قلبها سيخترق أضلاعها وجملتهُ تكرر بأذنيها قولي أحبك امتلأت دموع السعادة في عينيها و هي لازالت تحدق بشبحها الجذاب تمنت أن يتوقف الزمن قليلاً لتستمتع بالحب الذي يبرق بعينيه و بتلك الابتسامة الساحرة و بدون شعور
- أحــبك جـاك
همست بصوت خافت وانفجرت مشاعرها و بحب قالت وعينيها تبرق حباً
- أنا أحبك كثيراً أحبك ..أحبكــ جـاك
ابتسم بسعادة وبدون شعور مال ليقبل شفتيها بشغف و ابتعد قليلاً ليضمها إليه بحنان أغمض عينيه وضمها أكثر لجسده ليمتلكها إلى الأبد مــعلناً توقف الثلوج ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

~بعد مرور عام واحد ~
...........................
في المستشفى
...............
سأل أمهُ بقلق للمرة العاشرة نفس السؤال
-أمي لقد تأخرت كثيراً متى ستخرج ..؟
صرخت عليه بغضب
- جـاك أهدئ أنها المرة العاشرة التي تسألني بها نفس هذا السؤال
- أمي لقد تأخرت حقاً
حدقت به وبغضب قالت
- أنها ولادة جـاك وليس محضُ فحص طبي
رد بتذمر
- أوه ..لماذا لا أحد يفهمني أنا قلق على زوجتي و طفلي القادم
ابتسمت بسعادة و قالت بفرح
- آه كم تمنيتُ سماع هذا الكلام من قبل لقد تحقق حلمي الآن جمعتُ ابني بالفتاة المناسبة له وها هو حلمي يكتمل بقدوم حفيدي الأول التفت لزوجها وقالت بحقد أنظر وليم ألم أخبركم من قبل أنني سأصل إلى مرادي أنظر لقد حققت انتصارات كبيرة استطعت اقتحام حياة جـاك ببراعة

حدق بوالدته بدهشة أنها دائماً تذكر والده أنها لم تستسلم واستطاعت بذكائها أن تجمعه مع لـمار تكلم
- أمي أرجوك ليس هذا هو الوقت المناسب لتذكير والدي بانتصاراتك
لوت شفتيها بغضب وقالت بتحذير
- اسمع يا ولد حفيدي القادم إذا قمتَ بإزعاجه تأكد أني سأقتلك
- لكنهُ طفلي أمي
رد بعناد فردت عليه بعناد أكبر
- و أيضاً هو حفيدي سأقوم بتربيته بيدي وسأشتري لهُ كل ما يريد أكملت بسعادة آه أتمنى أن يكون لطيفاً مثل والدته الأليفة التفت لجـاك وأكملت بحقد وليس مثل والده المفترس عاودت نبرة السعادة وبمكر تكلمت إذا كان صبياً سأرسم خططي من الآن لأجمعهُ مع الفتاة المناسبة له وهي بالتأكيد ستكون طفلة مـاري وألكس القادمة قريباً أمَّ إذا كانت فتاة سأجمعها مع فارس أحلامها الوسيم أكملت بأسى
أنا حقاً حزينة من لـمار لقد رفضت أن تحدد جنس الطفل لو حددت لكنتُ قد رسمتُ خططي من قبل ولادته

فزع من تفكير والدته لقد أصبح يخشى منها أنها تنفد كل ما تقوله و تفكر بما ستفعله بطفلي حتى قبل قدومه مسكين يا طفلي رد باندفاع ممزوج بالخوف
- لا لا ... ماذا ستفعلين بطفلي أمي
حدقت به بغضب و قالت
- لكنهُ حفيدي كذلك لن تمنعني أنت الآن من تربيته وتعليمه الخطط الخبيثة بعد أن انتظرت كل هذه المدة و رسمتُ كل هذه المخططات
تكلم بخوف
- يبدو أنني سأضطر لحمل طفلي والسفر خوفاً من مخططاتك
- أيها الأحمق لن ....
قبل أن تكمل كلامها توقفت من صراخ من السيد وليم
- كــــفى هل أنتم أطفال متى ستنتهي مشاجرتكم ..؟
توقفوا عن المشاجرة لثوان بعد ذلك خرجت الدكتورة من الغرفة قفز من مكانه واتجه نحوها بسرعة سألها بقلق واضح
- لـمار أقصد زوجتي هل هي بخير ..؟ والطفل كذلك
ابتسمت لهُ وقالت
- أنها بخير .. لقد أنجبت فتاة جميلة مبارك لكما
تنهد براحة وابتسم بسعادة ضحك من الفرحة التي ارتسمت على ملامح والدته و والده والسعادة التي غمرت أمه واصل ضحك على والدته عندما اقتربت منهُ وضمته وبسعادة تكلمت
- أخيراً كبرت و أصبح لديك طفلة
ابتسم لأمه بسعادة والتفت نحو الدكتورة و قال
- يمكنني الدخول ..؟
- يمكنك ذلك
ابتعدت الدكتورة و التفت هو لأمه وقال
- هيا أمي ادخلي معي
غمزت بخبث له وقالت
- سألحقك بعد قليل
ابتسم لها ودخل الغرفة ارتجف و أحس بالعرق يتجمع بجبينه من التوتر التفت نحو السرير الأبيض لم يرى لمار فقط هذه المرة حدق بالطفلة التي بين يديها كانت الممرضة تساعد لـمار لتجلس وتحمل الطفلة خرجت الممرضة من الغرفة و اتجه نحوها جلس بجانبها على السرير و سأل لـمار بشوق
- هل أنتِ بخير حبيـبتي ..؟
هزت رأسها وقالت
-بخير حبيبي
انزل نظرهُ ليتأمل المخلوق الصغير بين يدين زوجته حدق بفتاته الصغيرة لم يستوعب بعد أنها قطعة منه ومن حبيبته ابتسم بحب لها ولامس بإصبعه خدها الأحمر الصغير حدق بها أكثر لم يعرف لمن تشبه بعد كانت عينيها مغمضتان لم يستطع التحديد هل تشبهه أم تشبه لـمار أم قد تكون تشبه جدتها احس بالضحك عاود نظرهُ للمار وقال
- أنها تشبهك
-لازلت صغيرة لا تكن مخادع فأنت لا تستطيع التميـيز بعد
ضحك بخفه وقال
- لكنني أريدها أن تشبه والدتها إلا بشيء واحد هو العناد طبعاً
ضحكت وقالت
- أتمنى أن لا تكون عنيدة
- أنها طفلة جـاك ولـمار بتأكيد ستكون عنيدة
ضحك فقالت له
- ماذا نسميها ..؟
حدق بطفلتهُ و شرد بالماضي و همس بحب
- يـارا
صمت لثوان فقالت
- يارا ! لمـاذا
- امم يارا تعني أول زهرة تتفتح بعد فصل شتـاء بارد الاسم مناسب لحكايتنا لـمار لقد تفتحنا بعد فصل شتاء بارد كان على باريس وعلى قلبينا كذلك ما رأيك بالاسم ..؟
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت
- بإمكانك أن تناديها بعد الآن بيارا
ضحك وقال
- حسناً متى تستيقظ ..؟
- لا تقلق ستنام الآن وفي موعد النوم بالمساء تحديداً ستستيقظ حتى تبكي لتزعجك حبيبي
رد بخوف ممزوج بالمزاح
- لا لا طفلتي ليس خفاشاً ينام في الصباح ويستيقظ في الليل نظر لطفلته وسألها بمزاح أليس كذلك حبيبتي الصغيرة
ردت عليه لمار بمزاح
- عليك أن ترتب جدولاً آخر جـاك يبدو أننا سنسهر في المساء و ننام في النهار بعد اليوم
- كالخفافيش إذن
- نعم حتى تكبر يارا
ضحك وضحكت معه ساعدته بعد ذلك على حمل طفلته حملها بين يديه بحذر وتعامل معها بحذر أكبر وعينيه تاهئة بين فتاتيه زوجته حبيبته وطفلته حبيبته الصغيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
~بعد مرور ثلاث أعوام أخرى ~
..................................
صرخت بصوتها الطفولي

بـــــــــــــابــــــــــــــــــــــــــــا
- يكــــــــفي أرجوك ... دعيني أنام
- بابا استيقظ لقد تأخر الوقت كثيراً
ابعد الوسادة من وجهه وقال بنعاس
- يارا كم الساعة ..؟
- لقد أخبرتني ماما أنها السادسة والنصف صباحاً
فتح عينيه بدهشة وقال
- يارا أنهُ يوم العطلة لازال الوقت مبكراً دعيني أنام
قطبت حاجبيها الصغيرتان باستفهام وقالت بانزعاج
- لا ليس مبكراً لقد تأخر الوقت
تجاهلها و أغمض عينيه لينام فقالت بانزعاج
- أنا وماما نستيقظ دائماً قبلك
- لا تكوني محتالة فأنتِ من يقوم بإثارة الفوضى كل يوم حتى تستيقظ ماما من النوم لكن ماما ليس كبابا حبيبتي لأن بابا لا يستسلم بسهولة
- إذن سأقوم بإثارة الفوضى من أجل أن تستيقظ
بدأت بالصراخ كالعادة فابعد الوسادة من وجهه مجدداً من بعد قدوم هذه الطفلة المشاغبة لم يعد يذق طعم النوم حدق بطفلته الشقية ذات الثلاث أعوام مسح على شعرها الاشقر و حدق بعينيها الزرقاء وقال برجاء
- أرجوك يارا .. ساعة واحد فقط أمهليني ساعة أخرى
حركت رأسها بالنفي وغضبت عندما أغمض عينيه لينام فقالت
- بابا ألن تحكي لي لماذا أسميتني يارا..؟
- لقد حكيتُ لكي تلك القصة أكثر من مليون مرة
رفعت يدها بمرح و صرخت
- مرة أخرى ..
أشعرهُ منظرها بالضحك فقال
- لأنك زهرة
أشارت بأصبعها الصغيرة إلى نفسها كالعادة وقالت بسعادة
- وهل أنا زهرة
ضحك من منظر يارا أنها لا تمل دائما تسألهُ عن سبب تسميتها بيارا و عندما يخبرها أنها زهرة تشير لنفسها كالعادة وتقول وهل أنا زهرة ..؟ أكمل ضحكتهُ وقال
-بل أجمل زهرة ولأن الزهور جميلة يارا ستدع بابا ينام ساعة أخرى وستكف عن الإزعاج
- لالا لا تنام مجدداً
لم يعد يحتمل أكثر صرخ
- لـــــــــــــــمار
سمع صوتها من خارج الغرفة يرد عليه
- ماذا ..؟
صرخ لتسمعه
- تعالي خذي ابنتك أريد أن أنام
ردت عليه أيضاً بصراخ ليصل صوتها إليه
- اصبر قليلاً جـاك
- لم أعد أحتمل تعالي اخرجي ابنتك من غرفة النوم
- أنها ابنتك أيضـاً
لم يكن لهُ خيار سوى الصبر تجاهل صراخ يارا وبعد دقائق مرت على جـاك كساعات فُتِحَ باب غرفة النوم و دخلت لـمار بثوبها الوردي يصل لركبتيها وشعرها يزينه تاج وردي تقدمت لتجلس بالقرب منها على السرير الكبير و حملت يارا لتضمها إليها وتقبلها على وجنتيها وبتوبيخ خفيف قالت
-ماذا تفعلين ببابا أيتها الشقية ..؟
أحس بالضحك عندما قالت للمار وهي تشكو لها من جـاك ببراءة
- ماما .. بابا لم يستيقظ من النوم ستأتي جدتي ليزا
انفجر ضاحكاً وقال
- أكل هذا الإزعاج من أجل حضور جدتك
- بابا أنا أحب جدتي كثيراً
- أعرف
التفت يارا للمار وقالت
- ماما قولي لبابا أن يستيقظ وإلا شكوتهُ لجدتي
- ماذا ماذا .. ؟ هذا ما كان ينقصني طفلتي الصغيرة تشكوني عند أمي
ردت على جـاك بإصرار
- سأشكوك بابا
أطلقت لـمار ضحكتها على طفلتها لقد تعودت هي وجـاك على حركات وكلام يارا المضحك و خاصة عندما تهدد جـاك بجدتها يشعرها هذا بالضحك لأنها تفعل ذلك و يلقى جـاك توبيخاً من أمه خاطبت جـاك وقالت
- لا تنسى جـاك سنذهب اليوم للمطار لنستقبل أمي و أبي
- صحيح كدتُ انسى
تكلمت يارا بفضول
- ماما هل ستأتي جدتي جوليا وجدي أنتوني اليوم ..؟
- نعم حلوتي
رفعت يديها بسعادة وقالت
- رائــع أنــ .......
لم تكمل كلامها حتى قطعها صوت الجرس قفزت من على السرير وصرخت بسعادة
- جدتي ليزا لقد وصلت
ركضت لتخرج من الغرفة فصرخت لمار
-يارا تمهلي قليلاً ستقعين في الأرض كالعادة
استدارت لجـاك وقالت
- هيا حبيبي استيقظ عمتي قد جاءت
جلس على السرير وقبل وجنتين لـمار وقال
- لا مجال لنوم ما دام أمي قد جاءت
ضحكت وقبل أن تتكلم سمعت صوت يارا تصرخ من الأسفل
- ماما تعالي بسرعة لتفتحي الباب لجدتي أنني لا أصل لمعصم الباب
وقفت من على السرير بسرعة خوفاً من أن تحضر يارا الكرسي وتصعد عليه لتفتح الباب فتقع على الأرض لقد فعلتها مرة من قبل فوقعت وعما صراخها أرجاء الفلا أنها فضولية بشكل غير طبيعي فتحت الباب لعمتها و قبل أن تضمها قفزت يارا إلى حضن جدتها فتحت لها يديها السيدة ليزا لتضمها بحنان و هي تنشر القبلات على وجه حفيدتها الصغيرة بسعادة
- اووه .. لقد اشتقتُ لكي يارا
- وأنا جدتي أنا أحبك كثيراً
فتحت يدها بطريقة طفولية لتخبر جدتها بكمية الحب الذي تكنهُ لها فابتسمت لها جدتها وقالت
- و أنا أحبك كثيراً حبيبتي
أنزلتها على الأرض و اقتربت لتحتضن لـمار
- مرحباً بك عمتي كيف حالك ..؟
- أنا بخير برؤيتكم أين جـاك ..؟

أنا قـــــادم
نزل من السلالم وهو يغلق أزرار قميصه الرمادي اقترب ليحتضن والدته و يقبلها
- مرحباً بك أمي
قبل أن ترد عليه تكلمت يارا وهي تشير لجـاك
- جدتي لقد تأخر بابا في النوم اليوم
حدق بطفلته الصغيرة بحقد و هو يستمع لتوبيخ والدته فرد مدافعاً عن نفسه
- أمي أنا لم أتأخر في النوم أنَّ يارا كالدجاج والديك تستيقظ مبكراً وبسرعة كبيرة
ردت عليه يارا بانزعاج طفولي وقالت
- بابا أنا لستُ دجاجة
ضحك وشاركته لمار وأمه بالضحك و دخلوا الصالة توجهت لمار للمطبخ لتنزل طعام الإفطار إلى الحديقة بينما ركضت يارا إلى حضن جدتها و اتجه جاك للمطبخ ليساعد لمار بإنزال الطعام للأسفل رتب الطاولة معها بعد أن انتهوا من إنزال الطعام
- هكذا جميلة
قالتها لمار مشيرة لطاولة فاقترب نحوها و ابتسم وهو يقبل خدها قال
- كوني على استعداد حبيبتي بعد تناول الطعام سنذهب إلى المطار
هزت رأسها بعلامة الموافقة وقالت
- سأذهب لأنادي عمتي و يارا لنتناول الطعام
قبل أن تتحرك أحست بخطوات صغيرة تقترب نحوهما التفت ليارا وهي تقترب من جـاك وترفع يديها له علامة أن يحملها ابتسم ومال ليحملها بيده قالت ببراءة
- بابا أنظر لتلك الفراشة أريد أن ألمسها
ضحك على تفكير طفلته الطفولي و أقترب نحو إحدى أشجار الورد التي بها الفراشة توقف أمام الشجرة فتعالت ابتسامات وضحكات يارا و هي تحدق بالفراشة الوردية مدت يدها لتلمسها لكنها صدمت أن الفراشة ابتعدت عنها تجمعت دموعها بعينيها الزرقاء وقالت بحزن
- بابا إن الفراشة لا تحبني
ضحك وهو يمسح بأنامله دموع طفلته وقال
- بل تحبك صغيرتي
- لكنها حلقت بعيدة عني
- لأنها خائفة تظن الفراشة بأنك ستؤذيها
ردت ببراءة
- لكنني لن أفعل
- أعرف .. لكن الفراشة لا تفهم ذلك
ابتسمت وكأنها فهمت وقالت بسعادة
- هذا يعني أن الفراشة لازالت تحبني
ضحك وقال
-بكل تأكيد
حدقت بالأزهار والورود وقالت
- إن الأزهار جميلة والفراشات أجمل ألوانها جميلة جداً
- بالطبع نحن في فصل الربيع.. يارا في هذا الفصل تتفتح الأزهار وتنتشر الفراشات بكثرة
هزت رأسها وقالت
- أعرف لقد حكت لي مـاما هذا الشيء من قبل
ضحك واستدار ليحدق بلمار كانت تنظر لهما بحب و هي ترى العلاقة الرائعة بين يارا و جـاك أنهُ يحب طفلتهُ كثيراً ويخشى عليها لقد تغير جـاك كثيراً ظلت تحدق بهما عن بعد فاقترب نحوها وهو يحمل يارا بيده حوط بيده الأخرى خصرها وقال مخاطباً يارا
- يبدو أن ماما حكت لكي أشياء كثيرة
هزت رأسها بالإيجاب فغمز للمار بحب وقال
- وهل حكت لكي ماما عن حكايتي معها
حركت رأسها بالنفي وقالت
- لم تفعل أحكيها أنت لي
- لن يفهم عقلك الطفولي حكايتي مع ماما عندما تكبرين سأحكي لك
ردت بتذمر
- هيا بابا أحكيها لي
- كفاك فضولاً يا فتاة أذهبي ونادي جدتك لنتناول الطعام هيا بسرعة
ابتسمت بسعادة فور ذكر اسم جدتها وانزلها على الأرض ركضت لتنادي جدتها وبعد أن تناولوا الطعام اتجهت لمار لتجهز نفسها حتى تذهب للمطار لاستقبال والديها جهزت يارا ونزلت عند سماعها لصوت جـاك يناديهم ركبت السيارة بالمقعد الأمامي مع يارا بينما قالت السيدة ليزا أنها ستنتظر في الفلا حتى قدومهم من المطار حرك السيارة نحو المطار و أوقفها فور وصوله للمطار نزلت معه وحمل هو يارا بيده وبيده الأخرى شبك أنامله بأنامل لـمار ودخلوا المطـار حدقت بالمـطار بإمعان كانت آخر زيارة لها في هذا المطار قبل أربع سنوات مع ليون ابتسمت فور ذكر اسم ليون لقد تصالح مع جـاك و قد تزوج سونيا ويبدو أن سونيا أصبحت غارقة بحبه مشت مع جـاك إلى داخل المطار فبدأت أحداث الماضي تعود لقد التقيت بجـاك في هذا المطار تذكرت ديف لقد أخبرها جـاك أنهُ علم أن ديف تعالج تحت يدين طبيب نفسي و هو بخير الآن ويعيش مع تولين لقد أضطر ليكمل بقية حياته معها بسبب طفله كادي و عادت ذاكرتها لتذكرها بأول موقف لها في المطار مع جاك التقت به في أول أيام الشتاء لقد كرهتهُ كثيراً وكرهت فصل الشتاء معه كان كابوساً بالنسبة لها بعدها تحول إلى حلم رائع و الآن هو حقيقة رائعة لازالت تعيشها استيقظت على صوت جـاك
- بماذا شردي ..؟
ابتسمت وردت
- في أول لقاء لنا
- كان عاصفاً
- بالنسبة لي كان أكثر من عاصف
أزعجهُ حركات يارا بين يده فقال
-يارا كفي عن هذه الحركات المزعجة
- بابا لقد مللت أنزلني إلى الأرض أريد أن أمشي
أنزلها إلى الأرض وقال
- لا تبتعدي كثيراً
- حاضر
مشت في المطار ولم تبتعد عنه كانت نظراتهُ موجها ليارا خوفاً من أن تضيع عاود نظرهُ للمار وقال بحب
- في المرة السابقة تلك النظرات كانت موجه لك لقد خشيتُ أن تضيعي مني في هذا المطار لقد أحببت هذا المطار كثيراً لأنهُ جمعني بأعند و أجمل فتاة بالعالم
- و أنا كذلك لقد جمعني هذا المطار بفارس أحلامي الوسيم
نظر لها بحب عميق و قال
- لقد التقينا في أول أيام الشتاء و اعترفنا بحبنا في أول أيام الربيع لقد تفتح حبنا كالورود
-صحيح...أتمنى أن يدوم الربيع في قلبينا لا أريد أن يعود الشتاء و تأتي الثلوج مجدداً لتقتحم قلبينا حتى إذا عاد فصل الشتاء في أرض باريس أتمنى أن تبقى الإزهار متفتحة بحياتنا ولا تذبل هكذا سيبقى الربيع في قلبينا دوماً حبيبي
حوط بيده جسدها وقال
- لقد توقفت الثلوج إلى الأبد حبيبتي و ...
قطع كلامه تقدم إحدى الفتيات وهي تحمل بيدها دفتر و قلم كانت تنظر لهُ بإعجاب وقالت بسعادة
- أوه لا أصدق عينيي أنت رجل الأعمال الوسيم جـاك أنا من أكبر المعجبين بك أنت حقاً رائع و وسيم أكملت مدحها له شعر بضحك من لمار بدت عينيها تبرق ناراً وهي تحدق بمعجبة زوجها أسعده الغيرة التي اشتعلت بلـمار و شعر بكمية الحب الكبير التي تكنه لـمار له فجنت عندما ابتعد عنها ليلتقط الدفتر و القلم ويوقع عليه ابتعد الفتاة عنه كاد يضحك عندما حدقت به لـمار وبغضب تكلمت
- هل سعدت من المدح المتواصل لك من إحدى معجباتك الكُثر اوه أنها حقاً فتاة جميلة ما رأيك بأن تذهب إليها و تخرج في موعد معها ألن يكون هذا أجمل ماذا تنتظر ..؟ ألحقها ...
قالتها بسخرية كبيرة أشعرهُ بالضحك فقال مدافعاً عن نفسه
- لكنني منذُ أن صرحتُ بحبي لك وأنا لم أخرج مع فتاة أو أي معجبة
ردت عليه بغيرة
- أعرف .. إذا فعلت ذلك كنتُ سأقتلك جـاك
ابتسم بسعادة وهمس بأذنها
- تعرفين جيداً من هي حبيبة جـاك أليس كذلك ..؟
هزت رأسها بالإيجاب وقالت بثقة
- بالطبع هي أنا
ابتسمت بحب فأطلق ضحكته و حوط بيده خصرها وهو يرى يارا تقترب نحوهما جذبها نحوه أكثر وبحب همس بأذن لـمار
- أقسم بأني أحــبك لـمار ...

................................................
تمت
لتتوقف الثلوج... فانظري لعيناي وقولي أحبك

22|سبتمبر|2011

 
 

 

عرض البوم صور ملاك القمر   رد مع اقتباس
قديم 25-09-11, 03:52 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 187877
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: ملاك القمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 27

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ملاك القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ملاك القمر المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

كذااا اكتملت
وبكون أنا كملت نقل الرواية
و ان شاء الله تكون عجبتكو مثل ما عجبتني

 
 

 

عرض البوم صور ملاك القمر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبةsmile rania, لتتوقف الثلوج فأنظري لعيناي و قولي أحبك كاملة, ليلاس, الثلوج, القسم العام للقصص و الروايات, تتوقف, rania, smile, عيناى, قصه مكتملة, قولي أحبك
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية