كاتب الموضوع :
ملاك القمر
المنتدى :
القصص المكتمله
البـارت الخـامس عشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أين كنت ...؟
ـــــــــــــــــــــــــ
زفرت بانزعـاج من صوت المنبه الـذي لم يتوقف عن الرنين فوقفت من على السـرير بغضب و توجهت بسرعة نحو الحمـام فتحت صنبور المـاء وبدأت بغـسل وجهها بالمـاء البارد مسحت وجهها بالمنشفة و عـادت لغرفتها حدقت بالسـاعة فوجدتها تقـارب الثامن صباحاً أنها لازلت تشعر بالنـعاس لكن يجب عليها الذهـاب للمستشفى لتدرب ابتسمت بسخرية بداخلها أي مستشفى وأي تدرب فهذه الأيـام أصبحتُ مهملة والجميع يلاحظ علي ذلك ولا أتقدم كالسابق مستواي بالطب تدهور كثيراً كل هذا بسببه بسبب ذاك الشبح
أخذت تتذكر ما جرى قبل أيام عديدة على الكورنيش هذا آخر لقاء جمعهم معاً لقد اشتاقت لهُ كثيراً صحيح أنها تراه أحيـاناً عندما تذهب لزيارة السيدة ليزا لكنـها أبداً لا تتحدث معه وكانت دائماً تهرب من رؤيته لقد صممت على أن تدفن تلك المشـاعر هو كذلك لم يعد ذاك الشـاب الذي يسعى للانتـقام هو الآن جـاك الجليدي حتى أن السيدة ليزا قالت أن جـاك غريب جـداً هذه الأيام حتى أنهُ لم يعد يخرج لسهرات ولم يعد يخرج مع الفتيات تذكرت كم هي حمـقاء عندما ظنت أنها تحب ديف يبدو أن حبها الحقيقي هو جـاك تعرفت كثيراً عن بيلا خلال هذه الفترة وتأكدت أنها تحب جـاك كأخ فقط وأنها تخطط كما تخطط السيدة ليزا لم تنكر أنها سعدت عندما علمت أنَّ من المستحيل أن تقع علاقة بين بيلا وجـاك ابتسمت عندما تذكرت مـاري وألكس في هذه المـدة تطورت علاقتهما وأصبحا دائماً على تواصل حتى أنها خرجت معهُ اليوم في رحلة منذُ الصبـاح نظرت لنـافدة وظلت تحدق بالثلوج قريباً ستتوقف هذه الثلوج عن الهطول لم يبقى إلا عشرة أيام على قدوم الربيع أخيراً ستذوب الثلوج و أخيراً سيعم الدفء أرجاء فرنـسا والزهور ستـتـفتح والفراشات ستنتشر بكثرة بالحدائق أغمضت عينيها وهي تتخيل هذا المنظر الرائع بعد مـدة طويـلة من البرودة استيقظت من خيالها على صوت طرقـات الباب استغربت من القادم لها في هذا الوقت المبكر فتحت الباب واندهشت من الموجود أمامها ابتسمت وقـالت بدهشة
- ليــون
حدق بها وهو يرسم ابتسامة خفيفة على شفتيه فابتعدت عن البـاب لتسمح لهُ بالدخول
- تـفضل
دخـل وأشارت لهُ نحو الصالة فجلس على الأريكة وقالت بابتسامة
- ما رأيك بمشروب سـاخن
حرك رأسه بالنفي وقال
-لا .. لقد أتيت مبكر لأراك قبل ذهابك للمشفى
- آه .. لقد سمعت بأنك ستغادر فرنسا ..؟
سألتهُ بقلق فرد عليها
-ربـما لكنني لم أقرر بعد
- من أخبـرك بأمر سفري
- لا تهتم ..أرجوك ليون لا تـغادر فرنسا بسبب شيء تافه
- ليس تافه كما تظني لـمار أنها المرة الثانية دائماً أقع بحب فتـاة لا تحبني
أحست بالحزن عليه نظرت له قليلاً وقالت بعد تردد كبير بسؤاله هذا السؤال
- هل تحبني ليـون
لمحت تلك العينين الرمادية التي برقت وهي تحدق بوجهها قال بهمس
- أحبـك أكثر مما تتصورين
فردت بتوتر
- لكـن سونيـا هل زال ذاك الحب من قلبك لا تنسى ليون أنهُ حبك الأول
حرك رأسه بالنفي وقـال بحزن
- لا لم أنسى بعد سونيا لكنني أحبك لـمار
- كيف !! تحبني وأنت بعد لم تنسى سونيا
رد عليها قائلاً
- لا لـمار ..إذا بقيتِ بجانبي سأنساها بسهولة
حركت رأسها باستفهام
-ماذا تقصد ..؟
قال برجاء
- كوني معي لـمار إذا بقيتي معي لن أغادر فرنسا
ابتعدت عن قليلاً وقالت
-مـاذا ! إذا كنت تقصد.....
توقفت عن الحديث فأكمل
- أقصد أن أكون بدلاً عن ديــف لـمار
فتحت عينيها بدهشة و حركت رأسها بالنفي بعد صدمة من كلامه
- لا لا ..أنا آســفة ليون
ابتسم بسخرية وقـال
- هل تحبينه ..؟
حدقت به وعليها نظرات استفهام فأكمل
- جـاك أنا متأكد بأنك تحبيه أليس كذلك
أنتظر إجابة منها لكنها أكتفت بالسكـوت فكرر سؤاله مجـدداً وتلقى نفس الإجابة السكـوت لم ترد عليه بل بقيت صـامتة فوقف من مكانه وقـال
- حسناً ..لقد فهمتُ كل شيء أتمنى لكي حياة سعيدة لـمار
خرج من الشقة و وقفت هي من مكانها بعد أن عكر مزاجها ليون أكـثر بطلبـه السخيـف ذهبت لغرفتها لتستعد للمشفى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الشــركة
ـــــــــــــــــــــ
ركز على الأوراق الموجودة بين يديه بإمعان وهو يحـاول عدم التركيز بأشياء أخرى غير هذه الأوراق المهمة قطع تركيزه صوت هاتف المكتب فزفر بغـضب لقد أخبر السكرتيرة بأن لا تزعجه رد عليه بانزعـاج
- ألم أخبرك أن لا تزعجيني
ردت بخـوف
- أنا آسفة سيد جـاك لكن هنـاك رجـل يصـر على مقابلتك
رد بنفس نبرة الانزعاج
- ألم أخبرك بأنني لا أريد رؤية أحد اليوم
-لكن سيـدي أنهُ لا يفهم ذلك يصر على مقابلتك ويقول أنك ستخسر كثيراً إذا لم تقابله
زفر بغضب وقال
- من هو ..؟
- لم يعطيني اسمه
شعر بالفضول من هو الرجل الذي سيأتي لزيارتي إلى الشركة هدأ قليلاً وقـال
- دعيـه يتفضل
ثـوان فقط حتى فتح باب المكتب بقوة رفع نظـره وحـدق بالرجل لذي يقف أمامه بدون تصديق
- ديـف
ضحك بسخرية
- نعم أنـا ديــف
حـاول أن يكون هادئ بقدر الإمكان فقال
- لمـاذا أتيت ..؟
ضحك بسخرية واضحة ورد ممثل التعجب
- لمـاذا أتيت ..؟ ! سؤال تافه لكن سأجاوب عليه أتيتُ لأحذرك جـاك
رفع نظرهُ له أكثر
-تحذرنـي !
- اسمع اسمع لـمار هي لي
- أتيت إلى هنا لتخبرني بأن لـمار هي لك
- لا
- إذن ماذا تريد..؟
-اسمع جيداً لن أدع الساحة لك فارغة وأهرب كم تظن مستحيـل جـاك أنَّ خطيبتي لي
وقف من مكانه بغضب وضرب على طـاولة المكتب وصرخ
- كـفاك جنـون .. لـمار ليست خطيبتك ابتعد عنها
- هل تعني أن أبتعد عنكما
قبض على يده بقوة و تكلم من بين أسنانه
- أكرر سؤالي لماذا أتيت ..؟
- قلتُ لأحذرك أنا سأفعل المستحيل من أجل لـمار وأنت أذهب لفتياتك الكُثر
قبل أن يخرج صرخ عليه
-ديف إن أديت لـمار ستكون نهايتك بيدي
خرج من المكتب دون أن يرد بينما هو جلس على كرسي المكتب محاولاً أن يهدأ قليلاً أعـصابه قد تلفت ولم يعد قـادر على التركيز أخذ سترته وخرج من الشـركة بأكملها قـاد سيارته واتجه نحو القـصر صعد لغرفته دون أن يرد على أسئلة بيلا و السيدة ليزا التي استغربت أنهُ عاد بسرعة كبيرة لم يمضي عن غيابه من القصر إلا ساعة حتى عـاد لقد تعمد اليوم الخروج مبكراً بسبب الأشـغال الكثيرة فتح غرفته و استلقى على السرير بتـعب مرر أصابع يده على شعره وهو يشعر أن رأسه سيتفجر بهذه الأيام كل هذا بسبب لـمار منذُ أن خرجت معها إلى الكورنيش وأنا أتساءل دائـماً عن ذاك الكلام التي قالته أيعقل أنها لا تريد الابتـعاد عني تريد مني أن أبقى معها كما قالت لكن مستحيل ليست لـمار من يقول هذا الكلام ربما كانت لا تعني ما قالته لقد كانت نائمة حتى بعد أن أيقظتها لم تشعر بما قالته أنها المرة الأولى التي لا أعرف بها الإجابة أيعقل أن لـمار تحبني لكن لا لا مستـحيل لـمار فتـاة لا تكسر كيف لها أن تحبني لقد تعودت أن أرى لـمار القوية ليست لـمار الضعيـفة التي تقع بالشباك بسرعة أنا الفتاة الوحيدة الذي لم أتوقع أنها ستحبني أو ستستسلم للخسـارة أنزعج من اهتمامه بلـمار كل هذا القـدر لمـاذا أشغل بالي بها كثيراً تضايق كثيراً من حاله هذه الأيـام أغمض عينيه قليلاً وبدأ بمعاودة السؤال الذي يدور برأسهُ منذُ أيـام طويلة
أيعقل أنَّ لـمار تحبني ..؟ أم لا الاحتمال الأكبر بأنها تحبني فعندما يقول شخص هذا الكلام دليل عن الحب أو حتى التمسك بالشخص فالبشر لا يتمنوا الاقتراب إلا لمن يحبوهم فقط لكن إذا أتيت من طريق آخر سأرى أن لـمار هي آخر فـتاة في هذا العالم يمكن أن تقع بغرامي لكن لمَّ لا ربما أحبتني فهي فتاة لديها مشاعر مثلها مثل أي فتـاة رغم كل هذه التحليل والاستفسار إلا أنني أبقى شـاك فتح عينيه على طرقات باب الغرفة
- تـفضل
فُتِحَ الباب فلف نظره إلى الباب رسم ابتسامة صغيرة وقال
- بيلا مـاذا تفعلين بالقرب من البـاب اقتربي
تقدمت نحوه عندما أطمأنت أنهُ ليس غاضب كما تخيلت لأنهُ إذا كان غاضب لم ابتسم لها ولما تجرأت هيا بالدخول للغرفة كانت ستهرب فقط من نظرات عينيه المخيفة عندما يغضب جلست بالقرب منه على السرير وقالت بابتسامة وهي تحاول قدر الإمكان أن تستدرجه بالحديث فقالت
- اممم جـاك لماذا أتيت مبـكراً اليوم ألم تقل بأن لديك أعـمال كثيرة
رد وهو يوجه نظرهُ لها وقـال بشك
- أمي من قـادتك إلي أليس كذلك
بلعت ريقها خوفاً من أن تكشـف وقالت وهي تحاول أن تبعد الشك منها فردت بمرح
- لا .. فقط كنتُ أريد الذهاب معك إلى مدينة الملاهي
حدق بها بنظرات أخافتها وقال
- ليس هذا الوقت المناسب لذهاب لمدينة الألعـاب
حركت رأسها بسرعة بالنفي لتخفي الارتباك
- لا .. أخي كان ذلك في السـابق أمَّ الآن فأنا لا أريدُ الذهاب للملاهي
رد بلا مبالاة
- جيد إذن
ابتسمت وسكتت لثوان فقالت
- جـاك لقد تغيرت كثيراً جميعنا لاحظ ذلك فمثلاً لم تعد تخرج كثيراً لسهرات والمواعيد ولـم تــ....
لم تكمل كلامها حتى قطعها وقال
- أعلم بيلا لا داع لثرثرة
يا له من وقح لكنني لكن مستحيل أن استسلم ربما استدرجه في الكلام أكثر فردت عليه
-ما هو السبب
- السبب لا يعني لك ابداً
-إذا لم أكن مخطئــة فهي لـمار صحيح
ابتسمت لكنها خافت من نظراته المخيفة التي تنبهها بالسكوت بلعت ريقها بخوف وتلاشت ابتسامتها فرد عليها
- نعم مخطئة ...هنـاك فقط سؤال يدور برأسي ولم أعرف لهُ جـواب بعد...
هزت رأسها وحدقت به بعدم اقتـناع وقالت بعد تفكير
- امممم يا ترى مل هذا السؤال الذي يعجز عـقل جـاك عن الإجابة عنه أكملت بخبث أهو سؤال قلبك إذا كـان يحب لمـار أو لا
ارتجفت خـوفاً بداخلها من النظرات التي وجهها لها نظرات تحذير لمحتها بعينيها لكنها لن تخرج من هذه الغرفة حتى تـقول ما لديها من كلام اقتربت من أكثر وربتت على ظهره قليلاً وقالت وهي ترسم ابتسامة رائعة عليها
- أخي إذا كنت تحب لـمار حـقاً فأذهب إليها لا تردد أبعد ذاك الغرور والكبرياء أنزع ذاك الغلاف الجليدي وأنظر للحـياة بطريقة أخرى ومن جوانب أخرى سترى أنها جميلة جـداً وخـاصة مع الذين نحبهم عندها ستفتح لك أبواب السـعادة أمَّ إذا بقيت على عنـادك هكذا فالجميع سيهرب منك والأبواب ستغلق في وجهك حتى لـمار لن تكون لك أبداً
- هل أكملتي كلامك ..؟
ألتفت له باستغراب عندما أشتمت رائحة السخرية من كلامك فقالت
- جـاك لا تستخف بكلامي أنا لا أقول شيء يستحق السخرية
- أبعدوا فكرة أنني أحب لـمار عندها لن أسخر منكم بيلا
- مـاذا ..؟ ! يا لك من مغرور أتظن بأننا لا نلاحظ حبك للـمار أتظن بأنَّ حتى الآن لم يكشفك أحد أنَّ جميع العائلة تـعلم بذلك وخـاصة بعد أن رقصت معها بالحفل
فتح عينيها بدهشة فضحكت عليه وقفت من على السرير وعبثت بشعره قليلاً فصرخ عليها بغضب لقد قامت بنزع تسريحة شعره خشيت من صراخه فركضت بعدها خارجة من الغرفة وصوت ضحكاتها يرن بأذانه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المشفى
ــــــــــــــــــــ
مشت خارجة من غرفة الطبيب وهي تشعر بتـعب فضيع وكلام ليون لازال صداها على أذانها استندت قليلاً على جـدار المشفى أغمضت عينيها و تنفست قليلاً محاولة أن تهدأ فتحت عينيها على صوت إحدى الممرضات
- لـمار هنـاك فتاة تريد مقابلتك وسألتني عنك
استغربت قليلاً فمن المستحيل أن تكون مـاري فهي مع ألكس فردت عليه باستفسار
- من هي ..؟
ردت عليها الممرضة قبل أن تبتعد
- لا أعلم أنها تنتظرك بالطاولة رقم سبعة في في الكفتريا تبع المشفى
مشت نحو المطعم والفضول يذبحها لمعرفة تلك الزائرة الغريبة نزلت عبر السلم الكهربائي متجه لمطعم حدقت بالطاولة رقم سبعة واستغربت من أن بها فتاة و معها كرسي مخصص للأطفـال اقتربت نحوهما لترى ملامح الفتاة أكثر وجلست على الكرسي بعد أن قالت
- مرحباً
لم تسمع رد فحدقت بالفتاة والطفل جيداً ملامح تلك الفتاة ليس غريبة عليها لقد رأتها من قبل ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت
- لقد طلبتني مع أحدى الممرضـات هـل
لم تكمل كلامها حتى قاطعتها وقالت الفتاة
- ألم تتعرفي علي بـعد
فتحت عينيها بدهشة وبشك أيعقل أنها هي لا مستحيل كيف ستجرؤ على القدوم للمشفى بشك تكلمت
-أنتِ أنتِ ....
توقفت عن الكلام وهي ترى أن ما ستقوله شيء مستحيل لكنها فقدت صوابها عندما قالت الفـتاة وكأنها عرفت بما تفكر به لـمار
- أنا تلك الفتاة التي رقصت مع خاطبك
فتحت عينيها بقوة من وقاحتها و الغضب ظهر على ملامح وجهها ردت باستحقار وهي تحاول قدر الإمكان خفض صوتها
-يا لكي من وقحة كيف تجرئين على القدوم بعد أن سرقتي خاطبي مني
اندهشت من الثقة الموجودة على الفتاة التي ردت عليها بثقة ممزوجة بالحقد
-أعيدي ترتيب حسابك يا آنسة فأنتِ من سرق زوجي مني
قطبت حاجبيها بتعجب
- زوجـك !
ابتسمت بنصر وقالت
- ألم يخبرك ديف عن ماضيه معي أنا تولين زوجته السابقة لقد تزوجنا منذُ سنوات وبعضها انفصلنا عن بعض لم تنتهي حكايتنا بالانفصال لأن هناك رابط قوي يجمعنا معاً أشارت لطفل الموجود بكرسي الأطفال وأكملت هذا الطفل أنهُ طفلنـا
لمحت الدهشة على لـمار لقد تغيرت ملامح وجهها كثيراً وأخيراً نطقت بعد سكوت
- أنتِ كاذبة ديـف ليس بهذه النذالة
ضحكت بسخرية وقالت
-يبدو أنهُ كان كذلك فهذا الطفل طفلنا نحنُ الاثنين أنظري لـمار لديف أسرة فابتعدي عنهُ فـأنا حـقاً أريدُ العيش مع والد طفلي ولستُ مستعدة بأن يعيش طفلي بعيداً عن والده
تمالكت أعصابها وهي تسمع كلام تولين مستحيل بأن يصل ديف إلى هذا الحد رفعت عينيها لتولين وقالت
وهي تكتم ثورة أعصابها
- أذهبي إلى زوجك إذن وأخبريه بأن يكف عن ملاحقتي ولا تأتي إلي لأنني أخرجتهُ من حياتي منذُ فترة
- ديف يخطط هذه الأيام كثيراً ليعيدك إليه و يفكر بكذب أخرى لتعودي له لهذا أتيت لأخبرك بأن تري حقيقته قبل أن تعودي إليه
-لا تقلقي فأنا حـقاً أكرهه
- إذن يبدو أننا اتفقنا بسهولة
وقفت من على الكرسي وغـادرت مع الطفل ظلت تحدق بهما حتى غادرا الكفتيريا أيعقل أن يصل ديف إلى هذه الندال كـان متزوج ..! ولم يخبرني لا الأسوأ من ذلك أنَّ لديه طفل ويريد العودة إلي أي قلب يمتلكه كيف سيضحي بطفله ليعود إلي هذه المرة لن أبكي هو لا يستحق دموعي أبداً أحست بيد من خلفها تربت على كتفها بلطف ألتفت بحزن وقالت
- دكتور جريف
اقترب ليجلس على الكرسي الآخر وهو يرسم ابتسامة حنان ربت على يدها الصغيرة التي ضاعت بين يديه وقال بحنـان
- لـمار يا ابنتي تبدين حزينة جـداً
ردت بحزن
- أن المشاكل تتدفق إلى حياتي بسرعة وكلما قررت التخلص من مشكلة تظهر لي مشكلة أكبر منها أصبحت لا استطيع التحكم بحياتي بل المشاكل هي من تتحكم بحياتي دكتور لكن أعدك بأنني لن ادخل مشاكلي إلى المشفى
ربت على يدها الصغيرة وقال
- لا تأتي إلى المشفى لـمار
حدقت به بصدمة وقالت
- لا تقلق دكتور فأنا لن أدخل مشاكلي إلى المشفى أبداً
ضحك وقال
- لمـار لم أقصد ذلك فأنتِ تأتين إلى المشفى بتعب كبير لم تعودي لـمار السابقة أصبح مستواك في الطب سيء ولا تتقدمي بسرعة كالسابق هذا كلهُ بسبب المشاكل التي تحل عليك لقد أثرت على مستواك كثيراً لـمار كنتُ أقصد بأن تأخذي إجازة حتى تقل مشاكلك الشخصية و ترتاحي قليلاً عودي بعدها إلى المشفى ومتأكد بأنك ستعودين كما كنتِ سابقاً لمار النشيطة
ابتسمت على حنان الطبيب وقالت
- شكراً لك دكتور جريف أعدك بأن أعود لـمار النشيطة
ابتسم لها وقال ممازحاً
- إذن هيا إلى المنزل قبل أن أغير رأيي لـمار
أنفجر ضاحكاً وشاركتهُ الضحك قالت
-لا لا سأذهب حالاًُ
اتجهت للغرفة وأخذت معطفها وحقيبتها بعدها غادرت المشفى عبر الحافلة متجه إلى شقتها دخلت الشقة و اندهشت بوجود مـاري تكلمت باستغراب
-مـاري لمَّ عدتي بهذه السرعة ألم تذهبوا إلى الرحلة
-اممم لقد غيرنا رأينا تناولنا طعام الإفطار معاً وتمشينا قليلاً
ردت بقلق
- لـماذا ..؟
-لا تقلقي لم يحصل أي شيء لقد دعاني ألكس اليوم إلى العشاء لكنني رفضت فاضطر لتأجيله لغداً
- لمـاذا رفضتِ
- يكفينا اليوم تناول الإفطار معاً غداً سنلتقي قالت بعد ذلك مستفهمة لـمار لماذا عدتي من المشفى بسرعة على غير موعدك
أقتربت وقالت وهي تخلع معطفها
- لقد أعطاني الطبيب إجازة حتى أحل جميع مشاكلي وأرتاح قليلاً
- حـقاً !
- نعم وأنا سعيدة جــداً وأخيراً سأتخلص من المشفى قليلاً
- يا لك من كسول لـمار
ضحكت على ماري واتجهت نحو غرفتها لترتاح قليلاً ارتمت على السرير وبدأت بالتفكير بهذه الأجازة القصيرة علي ترتيب أموري و أن أفعل جدولاً لحياتي الجيدة ديف قمتُ بطردهُ من حياتي وهذا خطوة موفقة سأجتهد كثيراً وأصبح طبيبة ماهرة مثل الدكتور جريف ولن أرتبط بأي أحد سأنسى كل شيء ودائماً سأتواصل مع والداي عبر الإنترنت والهاتف وكل ما أتاحت لي الفرصة سأذهب إلى روما لأزورهم ابتسمت وهي تخطط لحياتها الجديدة لكنها سرعان ما تلاشت ابتسامتها وتحولت لحزن جـاك كيف سأطرده من عقلي وهو الذي يتحكم بي زفرت بانزعاج يبدو أن المسألة ستطول كثيراً عاودت ابتسامتها وهي تمرر أصابعها على قلبها همست لا بأس سيبقى هذا القلب ملك لها لن أسلمهُ لأحد سأبقى دوماً أسيرة جـاك أفاقت على صوت رنين الهاتف لكن هذه المرة برقم غريب ردت على الهاتف بحذر
-ألو ...
قابلت صوت رجولي معروف
- لـمار حبيبتي
لم تحتمل نفسها وصرخت بغضب
- ديف ألم أخبرك بأن لا تتصل مجدداً
- لقد اتصلتُ من رقم آخر حتى تردي على مكالمتي
غضبت وقالت بصراخ
- لا تتصل أرجوك دعني أعيش بسلام ديف
رد بلطف وهو يحاول أن يُهدئ من أعصابها قليلاً
-لـمار حبيبتي أنا لن أزعجك أبداً فقط اتصلت لأعتذر منك ونعود لفتح صفحة جديدة
ردت بنفس الصراخ
-قل لي بأي حق تريد التحدث معي رد علي ديف لمـاذا الرجال خونه دائماً أنتم خونه
استغرب من الانفجار وتكلمها عن الخيانة وقبل أن يتكلم سمعها تكمل كلامها
- ديف أبتعد عني وأذهب إلى طفلك أذهب إلى زوجتك السابقة أذهب لتولين لديك أسرة ماذا تريد مني ديف
أحس وأنهُ تلقى صفعة من أحد كيف عرفت بأمر تولين و طفلي وأنا الذي أحاول إخفاء الأمر عنها بقدر الإمكـان رد باضطراب
- لـمار أنتِ تفهمين الأمر بشكل خاطئ تولين فتاة كاذبة لا تصديقها أنـها تريد فقط ...
صرخت عليه مجدداً قبل أن يكمل كلامه وبصراخ وبكاء قالت
- لا يوجد أحد كـاذب غيرك ديف أن تولين لا تكذب أي أب أنت ألا تخشى أن يسألك طفلك عندما يكبر لماذا تخليت عني أبي هذا إذا ناداك أبي عندها ألا تخشى من عذاب الضمير أم أن لا ضمير لك ديف !
تحمل كلامها الذي أحس أنهُ كان كطعنات الخناجر فقال
- معك حق لـمار كلامك صائب أنا سأذهب لطفلي وساتخلى عنك
مسحت دموعها براحة وقالت
- هذا هو القرار الجيد إلى اللقاء إذن
قبل ان تغلق السامعة سمعتهُ يقول
- لكن بشرط ..
رفعت حاجبيها باستغراب وقالت
-أي شرط تتحدث عنه
- سأتخلى عنك لمار وسأتركك تعيشين حياة سليمة لكن بشرط ..
تنهدت محاولة أن تهدأ مجدداً وهي تعلم كم أنهُ عنيد ولن يتوقف عن ملاحقتها حتى تلبي له الشرط ردت بنفاد صبر قل ما عندك وبسرعة
-أريد رؤيتك
لم يندهش من السكوت و عدم سماع رد للمار كان يعرف أنها مصدومة فأكمل كلامه
- لا تخافي مني فأنا أريدُ رؤيتك للمرة الأخيرة قبل أن أغادر فرنسا
- ستغادر فرنسا !
رد متصنع الحزن
- نعم سأغادر فرنسا سأذهب إلى نيويورك مع تولين وطفلي كادي وسأتزوجها وأعيش هناك أكمل بحزن يعلم جيداً كم أن قلب لمار لا يحتمل حزن أحد أرجوك لـمار أنها المرة الأخيرة بعدها ستتخلصين مني سأغادر البلد بأكملها لم يسمع لها رد علم أن قلبها قد بدأ بليونة قليلاً فأكمل من أجل الأيام الرائعة التي قضيناها معاً
لينت قلبها قليلاً وأحست أنهُ هذه المرة صادقاً بكلامه فقالت بتردد
- حسناً لكن هي المرة الأخيرة أنهُ وعد ديف
ابتسم بخبث وقال متصنع الطيبة
- وعد أنها المرة الأخيرة لـمار
- حسناً أين..؟
- في فلا استأجرتها قريباً
لم يخب ظنهُ أبداً عندما قامت بالصراخ عليه
- ماذا ماذا .. ؟ ! بالتأكيد أنت لستَ جـاد ديف
- لا بل جـاد
عاودت عليه الصراخ فقطع حديثها
- كوني على ثقة بي فأنا لن أفعل بكِ شيء لـمار أريد التحدث معك فقط بالفلا لن أفعل شيء أبداً فالفلا تطل على البحر والجو هادئ ورائع جداً أريد التحدث مع بهدوء أريد الاعتذار منك لـمار
- كل ذلك نستطيع فعله بمكان آخر
رد بتذمر
- لـمار لا أريد إزعاج ثم أنها المرة الأخيرة من أجل الأيام التي عشناها ودائماً تذكري كادي ابني لن أفعل لكي شيء ما دام هو موجود يستحيل أن أفعل شيء
تنهدت وظلت تفكر بكلامهُ لن يفعل لها شيء بالتأكيد فهو سيذهب مع طفلة ردت بخوف وبشك
- حسناً لكن لن نتأخر فقط دقائق ديف وبعدها سأغادر ولن أدخل إلى الداخل بالحديقة سنتحدث
ابتسم برضا
- حسناً ..
أعطاها العنوان فالتقطت إحدى الأقلام وسجلته على الدفتر
- المكان بعيد ديف
ضحك متصنع العفوية
- ليس بعيد جداً لـمار أنتظرك على الساعة الثامنة مساء
- حسناً أراك اليوم إلى اللقاء
أغلقت الهاتف قبل أن تسمع رده ابتسم بخبث وجلس على الأريكة بالفلا وهو يبتسم بنصر مشكلتك يا لـمار قلبك طيب تقعين بالفخ بسهولة ضحك بانتصار و فتح التلفاز وبدأ بشرب السجائر بينما هي وقفت من على السرير واتجهت لماري وبدأت تحكي لها عن ديف وعن تولين ردت ماري باندفاع بعد أن علمت أنها ستذهب لمقابلة ديف
- أيتها المجنونة ستذهبين بقدميك إليه حمقاء
- لكنهُ مختلف هذه المرة ثم أنها الطريقة الوحيدة لأتخلص منه ماري
- أنه يكذب عليك بكل تأكيد لمار
- لا هذه المرة أنهُ جاد سيغادر فرنسا بكاملها سأذهب إليه ولن أتأخر
- حسناً هل المكان بعيد
- اممم ربما .
حكت لها العنوان فوبختها ماري
- كيف وافقتِ لـمار أنهُ بعيد بعض الشيء
تنهدت وقالت
-لا بأس أهم شيء أنهُ سيتركني ماري
- عنيدة دائماً عنيدة أتمنى فقط أن لا تكون مكيدة
- لا تقلقي لن يفعلها
وقفت من مكانها واتجهت نحو سريرها حدقت بالساعة وكانت عقاربها على الحادي عشر وخمسون دقيقة صباحاً ستنام قليلاً ضبطت المنبه حتى الساعة الثالثة مساء وتقلبت كثيراً على السرير وأخيراً غفوت قليلاً
ـــــــــــــــــــــــ
على الساعة السابعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونصف مساء وقفت من الصالة وتركت ماري تشاهد التلفاز و دخلت لغرفتها بملل جلست على السرير وزفرت بانزعاج عندما تذكرت أنها ستقابل ديف اليوم لن تتزين سترتدي ملابس عادية فقط فنحنُ سنتحدث فقط توجهت لخزانة الملابس و اختارت سروال أسود مع بلوزة بلون النيلي عدلت شعرها أمام المرآة ابتسمت برضا على شكلها و طلبت أحدى سيارات الأجرة ستتأخر بالطريق لدى خرجت قبل الموعد بنصف ساعة رغم اعتراض ماري إلا أنها أصرت أنهُ هذه المرة لن يفعل شيء فهو سيغادر فرنسا خرجت من الشقة و ركبت سيارة الأجرة وأعطت السائق العنوان
ـــــــــــــــــــــــــــ
كان يجلس مع ألكس بإحدى المطاعم الفاخرة يتحدثون بأمور كثيرة قطعه صوت رنين هاتفه الذي يعلن على قدوم رسالة ابتسم لألكس وفتح الهاتف استغرب من الرقم الغريب و محتوى الرسالة المدهش حتى أن ألكس لاحظ ذلك قرأ الرسالة مرات عدة ~ إن حبيبتك في طريقها إلي جـاك~ حبيبة ! أي حبيبة لذي من هذا المرسل الغريب أفاق على صوت ألكس
- جـاك ما بك ..؟
- ها لا أعلم هناك من أرسل لي رسالة غريبة دعك منه الآن لنكمل سهرتنا معاً
هز رأسه بالإيجاب و طلبوا العشاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزلت من السيارة وأعطت السائق أجرته حدقت بالفلا ونظرت للعنوان الذي بيدها أنها هي بكل تأكيد لم أتوقع أن تكون الفلا معزولة بهذا الشكل فلا يوجد جيران بالقرب منها فهي كبيرة وحديقتها كذلك تقدمت نحو باب الحديقة واستغربت أنهُ مفتوحة دخلت وهي ترتجف خوفاً لم تكن تسمع إلا فحيح الأشجار أقتربت نحو باب الفلا وطرقته بخفه ارتجفت عندما سمعت خطوات تقترب نحو الباب وتفتحه هدأت قليلاً عندما رأت ابتسامته قال بلطف
- تفضلي إلى الداخل
- لا كما اتفقنا بالحديقة سنتحدث
هز رأسه وهو يحاول أن يدخل الاطمئنان إلى قلبها
- لا تقلقي فصديقي هنا
- هذا لا يعني لي كن على وعدك ديف
- حسناً حسناً لـمار لكن أمهليني بعض الوقت الجو بارد في الحديقة علي ارتداء ملابس ثقيلة
هزت رأسها بشك وقالت
- حسناً سأنتظر بالخارج
ضحك بعفوية متصنعة وقال
- لا لا تبدين خائفة جداً لكن أنا لن أسمح لك بالبقاء بالخارج ستمرضين الجو بارد ثقي بي لمار فأنا تغيرتُ كثيراً حياتي أصبحت معلقة بطفلي
استغربت من التغير المفاجئ الذي ظهر على ديف فابتسمت ابتسامة خفيفة وبشك دخلت معه إلى الصالة
جلست بمكانها وقالت
- أين صديقك ..؟
- في الحمام سيأتي الآن
هزت رأسها بشك واستغربت أنهُ لم يبدل ملابسهُ كما قالت بل جلس على الأريكة وظل يحدق بها
- كيف حالك لمار
ردت برسمية
-بخير
- حسناً ماذا تشربين ..؟
- لا شيء لقد جئتُ لأسمع ماذا تريد أن تقول فقط ارتدي ملابسك لنخرج للحديقة
- الجو بالحديقة بارد جداً لا يمكننا الخروج
رفعت حاجبيها باستغراب وقالت
- وأنا لن أبقى معك بالفلا
وقفت من مكانها بسرعة واتجهت نحو الباب ومسكت بيدها معصم الباب فتحتهُ لكنها صدمت أنهُ مغلق ألتفت خلفها فرأت ديف يشير لها للمفاتيح بيده تقدمت نحوه بغضب وقالت بتهديد
- إذا لم تعطيني المفتاح سأصرخ وسأنادي لصديقك ليخرجني من هنا
ضحك وقال بتعجب
- أي صديق !
لقد كان يكذب علي ألتفت له بصدمة كبيرة
- أكنت تكذب ..؟
بدأت بالصراخ عليه فقال
- اهدئي لـمار أريد التحدث معك بأمر تولين تلك الفتاة أمرها لا يهمني أنها تكذب عليك فقط لتبعدك عني
صرخت عليه وهي تحبس دموعها
- أعطيني المفتاح ديف
رد بإصرار
- لن أفعل ذلك لن تخرجي من هنا حتى تلبسي هذا الخاتم من جديد
صدمت أنهُ أخرج لها خاتماً من جيبه و ركزت أنهُ خاتمها السابق أعطاها إياه فأخذتهُ ورمتهُ بعيداً جن عندما فعلت ذلك فصرخ بجنون
- لماذا فعلتِ ذلك أنهُ رمز خطوبتنا
- نحن لسنا مخطوبان إلا متى سنبقى هكذا
مسك ذراعها بعنف وهزها بقوة
- كل هذا من أجله من أجل جـاك أنتِ تحبيه بينما أنا لم تحبيني يوماً
حاولت أن تحبس دموعها وردت عليه
- لأنك خائن مستحيل أن أحبك
نزلت دموعها بخوف عندما جذبها بقوة محاولاً أن يقبلها فغرست أظافرها بوجهه صرخ من الألم فبتعد عنها قليلاً وهو يمسح الدماء التي نزلت من خده استغلت الفرصة فركضت إلى الأعلى عبر السلالم و دموعها تسيل بخوف لم يساعدها حذائها العال فالركض كانت تزيد بكاء عندما لحقها وهو يقول بهدوء
- إلى أين ستهربين يا لمار ..؟
نزلت دموعها أكثر و كم كرهت نفسها بأنها صدقته ولم تسمع كلام ماري توجهت بسرعة إلى إحدى الغرف وصدمت أنها غرفة نوم لقد جئتُ للمكان الخاطئ بكت بأعلى صوت لديها ثوان فقط وسيقتحم الغرفة لمحت المفتاح فوق الطاولة التقطته بسرعة وأغلقت الباب استندت على الباب وهي تسمع صراخ ديف خلفه وهو يحذرها بأن تفتح الباب وإلا سيكسره بسهولة لم يكن لديها أي هاتف فحقيبتها بالأسفل وقدميها تؤلماها زادت بكاء عندما كان الباب يهتز أنهُ يحاول كسره همست بصوت خافت لو أنك موجود يا جـاك
ــــــــــــــــ
عودة للمطعم
ـــــــــــــــــــــــــــ
- جـاك ما بك ..؟ تبدو قلقاً
- ربما ألكس فرسالة لازلت تحيرني
- أي رسالة
- رسالة من رقم غريب تقول أن حبيبتك قادمة إلي جـاك
- آه لا تقلق نفسك ربما يكونوا الشخص مخطئ بالرقم
- لا لقد ذكر اسمي في الرسالة
- آه .. وماذا تستنتج أنت
رد بقلق
- أنا مشوش لكن شعور يخبرني بأن لـمار بخطر
- لمار !
- اممم أشك بذلك لقد جاء اليوم ديف لشركة ليهددني و يخبرني أن لمار له أنهُ يظن أنَّ لمار حبيبتي
- أتقصد أن .... توقف عن الكلام فأكمل قم بالاتصال بها
- لقد فعلتُ ذلك عدت مرات هاتفها النقال لا يرد لهذا شككت بالأمر حتى ماري فقد قمتُ بالاتصال بها لكنها لم ترد علي دعنا نذهب إلى شقتهم ألكس
- هيا
أخذ مفاتيح السيارة وركبوا بسيارة جـاك قاد السيارة بسرعة نحو الشقة نزلا بسرعة نحو السيارة وركضوا إلى الأعلى توقف أمام الشقة وطرقها بقوة ثوان فقط حتى خرجت ماري وفتحت الباب بسرعة استغربت عندما رأت ألكس وجاك الذي يبدو قلقاً وسرعان ما راها صرخ بسرعة
- أين لـمار ..؟
حدقت به بخوف أنها المرة الأولى التي تراه بهذا الشكل وأخيراً استطاعت أن تتكلم
- لقد .. لقد ذهبت إلى دديف
تجمدت بمكانها وهي ترى جـاك يصرخ عليها بجنون لقد تأكدت أن جميع الناس الموجودين في الشقق ستسمع صوته
- كيف سمحتي لها بالذهاب إليه
ردت بارتباك وبخوف بنفس الوقت على لمار وهي ترى أن الكس يحاول أن يهدأ جـاك
- لقد حذرتها كثيراً لكنها قالت بأنها متأكدة أنهُ لن يؤذيها وبقلق قالت هل جرى لها شيء
- لا تسأليني .. تكملي هل تعرفين العنوان
- لقد أخبرتني عنهُ من قبل لكنني غير متأكدة قالت أنها فلا مطلة على البحر و هي بعيدة بعض الشيء من هنا ظلت تتذكر حتى استنتجت العنوان وهي تلاحظ ألكس الذي أخذ قلما من جيبه وبدأ بالكتابة بيده حتى أنه لم يطلب ورقة أكملت وصف العنوان وقالت بإدنفاع و قلق
- أحدث شيء للمار ..؟
رد عليها ألكس
-لا تقلقي ماري سنعيدها حالاً
- أرجوك ألكس خذوني معكم
-لا لا أبقي في الشقة
أكمل كلامه وابتعد بسرعة عندما رأى جـاك ينزل السلالم بسرعة كبيرة متجه نحو سيارته لحقه وقال
- لن تذهب بمفردك سآتي معك
- لا أبقى هنا
تقدم ليجلس بالمقعد الأمامي وهو يقول
- لا تحاول إقناعي
قاد السيارة بسرعة جنونية متجه إلى العنوان لكنهُ جن عندما توقفت جميع السيارات بالطريق نظراً لزحام قبض يده بغضب وهو يرى أن إشارة المرور حمراء
- اهدأ قليلاً جـاك إذا بقيت تقود بهذه السرعة الجنونية قد نموت قبل أن ننقذ لـمار
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صرخ بجنون وقال
-أفتحي الباب
لم يسمع لها رد سوى شهقات بكائها و هي تزيد أكثر كلما ضرب الباب بقوة كانت تستمع لشيء قوي يضرب بالباب يبدو أنهُ أحظره ليكسر الباب صرخت عليه عندما رأت الباب قد بدأ بالانفتاح قليلاً
- يكفي توقف ديف أرجوك دعني أغادر بسلام أذهب إلى طفلك الصغير أنت بحاجة إليه
كانت تحاول أن تلين قلبه قليلا لكن دون فائدة أدركت أن الباب سينفتح خلال ثوان أخذت تبحث عن شيء تدافع به عن نفسها لم ترى شيء قوي فالغرفة مرتبة ولا يوجد بها شيء قوي لا يمكنني كسر باب الدولاب فهو قوي لمحت المرآة فاقتربت نحوها أجمعت قوتها وضربت المرآة بيدها أغمضت عينيها بألم عندما أحست أن الزجاج قد دخل لأصابع يدها والدماء قد بدأت بالنزول من أطراف أصابعها حاولت أن تخرج قطعة زجاج الكبيرة من المرآة فأخرجتها بصعوبة وهي تشعر أن يدها قد تمزقت تماماً ألتفت بسرعة فرأت أن الباب قد كسر ارتجفت وهي ترى نظرات ديف الحادة لها وهو يحدق بالدماء التي تنزف من يدها وقطعة الزجاج أقترب قليلاً فصرخت
- إياك أن تقترب إذا فعلت سأقتل نفسي
كانت تكذب عليه لكنها تريد أن تدخل الخوف إليه بأي طريقة توقف عن التقدم عندما قالت ذلك فقال
-ضعي قطعة الزجاج لـمار ولا تتهوري
- أفضل الموت على أن تقترب مني ديف
هدأ قليلاً و تكلم بحزن لقد شكت أن ديف يعاني من مشاكل نفسية
- لقد خرجتُ مع كثير من الفتيات ودائماً كانوا يقابلوني بحب إلا أنتِ لـمار كنتِ دائماً حذرة مني حتى قبلة واحدة لم تمنحيني إياها شعرتُ أنكِ شيء نادر الوجود وباهظ كالذهب لـمار وصعب الحصول عليك وأكمل لكنني اليوم سأحصل عليك مهما كان الثمن أقترب أكثر فرفعت الزجاج إلى عنقها وكأنها تهدده بأنها ستقتل نفسها إذا أقترب لكنها جمدت عندما أبعد قطعة الزجاج من يدها ليسقطها على الأرض ألتفت بسرعة نحو قطعة الزجاج الذي سقطت على الأرض و رأت أن قطعة الزجاج قد تلاشت إلى قطع صغيرة
- لديك قلب رقيق لا يمكن لفتاة مثلك قتل نفسها لهذا لا تحاولي خداعي لمار
رفعت نظرها من الأرض لتقابل عينيها تراجعت إلى الوراء فصدمت بالجدار وقبل أن يحاصرها على الجدار ابتعد قليلاً لتهرب لكنها تعثرت فسقطت على السرير ضغطت على طرف السرير لتوقف فصرخت بأعلى صوتها عندما ثبتها بالسرير وأقرب وجهه من وجهها همس بغضب
- لا تصرخي هو لن يأتي لإنقاذك مني لـمار
تكلمت والدموع تسيل بعينيها بكثرة
- أرجوك دعني ديف إذا كنت تحبني فاتركني أرجوك ديف سأفعل لك ما تشاء لكن دعني الآن
مسح على شعرها بلطف فأحست بالقشعريرة من لمسته مسح على دموعها وقال مما جعلها تتأكد أنهُ حقاً يعاني من مشاكل نفسية
-لمار حبيبتي لا تبكي امسحي دموعك أنا معك هنا لن أدعك وحيدة ً وسنقضي ليلة رائعة اليوم وسنتزوج و ننجب أطفال كثر يشبهون أمهم بكل تأكيد سنعيش حياة جميلة جداً مع أطفالنا وستكونين أجمل أم بالعالم
وأخيراً استطاعت التكلم فقالت من بين شهقات بكائها
- أنها محضُ أحلام يستحيل أن تتحقق ابتعد عني ديف أنا .. أنا أحب شخص آخر
كانت تريد منه الابتعاد عنها لكن عينيها برقت غضباً فاقترب ليقبلها متجاهلاً صراخها توقف عن ذلك عندما سمع صوت تكسير أنتظر لثوان وهو يتأكد من الصوت ألتفت لها وحول نظراته لغضب مسك معصمها بقوة وقال
- هل أخبرتي أحد عن مكان الفلا
حركت رأسها بالنفي فقبض على معصمها وقال
- إذن من هنـاك
صرخت عليه
- قلتُ لا أعلم
جن عندما سمع صوت يكرهه كثيراً وخطوات تقترب نحو الغرفة
لـــــــــــــــــمار لــــــمار أين أنتِ لـمار
لم تعرف لماذا ابتسمت وهي بهذا الوضع و صرخت
- جـــــــاك جــا
لم تكمل صراخها حتى أغلق فمها بكفه
- اشششش أصمتي
ابتعد عنها ومسكها من ذراعها ليوقفها من على السرير لم تستطع الوقف أشارت على قدمها مال ليحملها لكنها صدت عنه فصرخ عليها أكثر وجن عندما اقترب الصوت أكثر للغرفة
- أخرسي
مال ليحملها لكن تجمد بمكانه عندما أحس بخطوات تقتحم الغرفة بقوة ألتفت وصدم عندما رأى جـاك وشاب أخر لم يعرفه
-حـــقير
تقدم كالأسد الذي يهجم نحو فريسته مسكه من قميصه ودفعه حتى ضرب بالجدار وسقط على الأرض صرخ من جديد
- ألم أخبرك أن اقتربت منها ستكون نهايتك على يدي
زاد جنونهُ عندما سمع بكاء لـمار يزيد وهي على السرير والدماء ملطخه بيدها وعلى ملابسها وعلى السرير لقد لوثت المكان بأكمله بسبب قطع الزجاج جن جنونه عندما فكر أن ديف قد أقترب منها أنهال عليه ضرباً حتى تدخل ألكس بسرعة ليبعد ديف عنه قال مخاطباً جـاك
- جاك أرجوك يكفي ستقتله هكذا
صرخ بجنون
- دعني أقتله
أقترب ليضربه لكن منعهُ ألكس
- كفاك جـاك
جر ديف خارج الغرفة خوفاً من أن يقتلهُ جـاك خف صوت الصراخ قليلاً لكن صوت البكاء لازال يستمع ألتفت للمار وهي تضم رجليها على السرير وتبكي بقوة وهمس
- لــمار
رفعت نظرها نحوه والدموع تنسال على خديها و بدون شعور قفزت من على السرير ونست الألم مشت نحوه بتردد وقفزت إلى حضنه عندما رأت ملامح وجهه الحنون وكأنها تأكدت أنهُ لن يصرخ وأنها بأمان الآن دفنت رأسها بحضنه وبدأت بالبكاء همست بصوت باكي
- لمـاذا تأخرت ..؟ لماذا تركتني معه جـاك
تمسكت بقميصه فأمتزج دمها مع قميصه لاحظ أنها متعبة جداً واندهش من تمسكها به أحس أنها تحتاج لحضن دافئ يحميها رفع يده ليضمها إليه لكنهُ تردد في فعل ذلك و أغمض عينيه على صوت بكائها فضمها إليه بحنان همس باسمها وهو يزيد بضمها إليه فزادت شهقات بكائها و تمسكت أكثر بقميصه وقالت
-أين كنت ..؟ لقد كنتُ خائفة جـاك
ربت على شعرها وقال بحنان
- عندما أكون معك لا تخافي لمار سأحميك لكن قولي لي الآن هل أقترب منك
حركت رأسها بالنفي وقالت
- لقد جئت بالوقت المناسب جـاك
أبعد رأسها قليلاً عن صدره ومسك بكفيه خديها الناعمتان ومرر أصابعه ليمسح دموعها ابتسم وقال
- ألم أخبرك من قبل أن البكاء للأطفال فقط
هزت رأسها كالأطفال وقالت
- نعم أخبرتني
ضحك والتفت لأصابعها المليئة بالدماء أبعد يده من خدها وأنزلها ليحمل كفها و يرفعها ليقبل راحتها نظر لدماء التي تنزف من أصابعها استفهم
-ما سر هذه الدماء
- جرحتُ نفسي بزجاج المرآة
أشارت لهُ على زجاج المرآة فضمها إليه مجدداً وقال
-لا بأس سنعالجه في المنزل
ضمها إليه مع دخول ألكس فابتعد عنها لاحظ الابتسامة على فم ألكس لكنهُ لم يعلق قال مخاطباً جاك
- هيا أنزلوا سنغادر
-وديف
التفتوا للمار التي سألت عن ديف فأجابها جـاك
- لا تخافي لن يجرؤ على أن يفعل بك شيء
تدخل الكس
-هل نبلغ الشرطة..؟ تعتبر جريمة خطف
تدخلت بسرعة وقالت
-لا لا تفعل ذلك أنا ذهبتُ إليه بقدماي لكنهُ كذب علي قال أنهُ لن يتركني حتى أذهب إلى الفلا وتصنع الطيبة لقد كان يكذب كل هذا كان تمثيل
لاحظت نظرات جاك الذي قال لها بلؤم
- كان عليك أن لا تثقي به لمار
ابتعد ألكس متوجه نحو السيارة فمشت قليلاً مع جـاك فأغمضت عينيه بسبب ألم بقدمها لاحظ ذلك فمال ليحملها فلم تعارض كانت متعبة جـداً استسلمت له وتوجه بها نحو السيارة ركب بالخلف معها وقاد ألكس السيارة ارتكأت على كتفه بدون شعور لم تكن نائمة لكنها كانت متعبة جداً لقد لاحظ هو وألكس هذا الشيء يبدو أنها قاومت كثيراً وتعبت اليوم ظل ينظر لها فقطعهُ ألكس
- إلى أين نذهب
- لفلتي
لم ترد عليهم كانت بعالم غير عالمهم أوصلهم إلى الفلا وغادر هو بسيارة جـاك بعد أن أخبرهُ أنهُ سيعيدها إليه في الصباح الباكر عند ذاهبة للعمل وأخبر الكس أنهُ لن يذهب لشركة غداً فتح الباب ودخل معها إلى الداخل رغم اعتراضها إلا أنهُ أصر على ذلك فهي مليئة بالدماء وتبدو متعبة كثيراً صعد معها إلى الطابق العلوي كان يحرص على أن لا تسقط من السلالم فمسكها من ذراعها ليساعدها على الصعود أوصلها إلى غرفته فتح لها الباب وأجلسها على السرير جلس بجانبها وقال
- ارتاحي قليلاً
-أنا أنا أريد العودة لماري ستقلق علي
- سيشرح لها ألكس الأمر
- لكن أنا لا أريد البقاء معك
- خائفة مني صحيح
لم ترد عليه بل صمتت فتكلم
- لا تخافي لن أفعل بك شيء أبقي هنا أتذكر أنهُ يوجد بعض الطعام المثلج في المطبخ سأذهب لأحضرهُ لك
ابتعد عنها قبل أن تنطق كلمة واحدة ظلت تنظر للغرفة جيداً أنها غرفة جـاك أيعقل أنني الآن في غرفته تبدو غامضة جداً مثل شخصيته نظرت لصوره المعلقة بالجدران وغضبت أن هناك صور جماعية له مع الكثير من الفتيات يبدو أنهُ سافر كثير من الدول الصور تقول ذلك سرحت قليلاً بأغراضه الخاصة فقطعها دخوله وهو يحمل طبق طعام وضعهُ على الطاولة و سحب الطاولة نحوها جلس بالقرب منها وقال
- الطعام متواضع لم أجد سواه بالثلاجة ومع الأسف أنا لا أجيد الطباخة
لمحت الطاولة وبها كأس الحليب الساخن والخبز و قطع من الدجاج يبدو أنها من النوع المثلج الذي فقط يحتاج لزيت لينجح بسرعة وقطع الجبن بالإضافة إلى السلطة أنا أحلم بكل تأكيد ألتفت لجـاك وشردت قليلاً معقول أنَّ الشخص الذي أحبه يعد لي طعاماً بنفسه أعادت نظرها إلى الطاولة عندما تذكرت أن عليها أن تبتعد عن الأحلام قليلاً ولا تفكر هكذا فقالت
- شكراً لك لكن ليس لدي رغبة بتناول الطعام
- لا لا أنتِ متعبة أنها المرة الأولى الذي أعد بها طعاماً لأحد غير ألكس
ضحكت عليه فأشارت له على يدها ابتسم عندما رأى الدماء في أصابعها لقد نسي أمرهم قال
-إذن يجب بالأول تعقيم الجروح
أحظر بعض الأدوية ليعالج أصابعها وقبل أن تأخذها قال
-هذه المرة سأكون أنا الطبيب
بدأ بتعقيم الجرح واستغرب من الصراخ المتواصل لكنهُ لم يعرها اهتماماً وهي تصرخ
-اي اي ... مؤلم مؤلم جـاك
توقف قليلاً وحدق بها
- هل حقاً أنتِ طبيبة على الأطباء أن يكونوا شجعان
ردت عليه مدافعه عن نفسها كالأطفال
- وحتى إذا كنتُ طبيبة أليس للأطباء أحاسيس
أعطاها نظرة غريبة و واصل تعقيم الجرح رغم الصراخ إلى أنهُ لم يأبه لها وأخيراً انتهى وبدأت بتناول الأكل أبعدت الطاولة عنها وقالت
- لقد شبعت شكراً لك كان شهياً
ابتسم لها وقال
- ألا تشعرين بالنوم ..؟
- هزت رأسها بالإيجاب
فاتجه نحو دولابه وأخرج ملابس أعطاها إحدى ملابس النوم الرجالية وقال بأمر
-ألبسي هذا فلا يوجد لدي ملابس لنساء هنا
حدقت بملابس النوم تبعه أنها كبيرة جداً ستغرق بداخلها حدقت به وقالت
- أنها كبيرة جداً جاك
- ما ذنبي إذا كنتِ صغيرة الحجم هذه القطعة هي أصغر ملابسي
حدقت به وبحقد قالت
- عملاق
- فتاة غيورة لأنك صغيرة الحجم تغارين مني
كانت تريد أن تغرس أظافرها بوجهه كم فعلت مع ديف لكنها هدأت وظلت تحدق بملابس النوم الذي تتكون من قميص وسروال أخذتهم بخيبة أمل ودخلت الحمام الموجود بالغرفة خرجت بعد ذلك وحدقت بنفسها بالمرآة أنَّ شكلها مضحك للغاية بهذه الملابس الكبيرة فيدان القميص طويلة والسروال نصفه في الأرض مشت فتعثرت بالسروال وقبل أن تسقطت مسكت بالجدار تجمدت بمكانها عندما سمعت أحد خلفها يحاول كتم ضحكته التفت ورأت جـاك جالس على السرير وسرعان ما رآها لم يعد يستطيع كتم ضحكته حتى أنفجر ضاحكاً وهو يشير إليها
- أنَّ شكلك مضحك جداً ينبغي أن التقط لكي صورة
ألتفت على شكلها وغضبت تقدمت نحو السرير وضربته بإحدى الوسادات على وجهه فرد لها الضربة وهو يضحك بمرح عليها أخذت الوسادة ثانية وبدأت بضربه بكامل قواها وقف من على السرير و زاد بالضحك من شكلها الطفولي صرخت عليه وهي ترمي إحدى الوسادات
- لا تضحك علي جـاك
زاد ضحكاً
ومال ليأخذ إحدى الوسادات ليرميها عليها وقبل ان يأخذ وسادة أخرى جمعت جميع الوسادات وضمتهم بيدها فاقترب ليأخذهم منها حدقت به بانتصار وقالت بأسلوب كالأطفال
- أنهم لي سأضربك بهم
رفع يده ليأخذهم فابتعدت قليلاً ليأخذهم مسك ذراعها فضمتهم إليها كانت تقاوم بكل قوتها بينما هو كان يجاريها وهو يضحك من أعماق قلبه سحب إحدى الوسائد فتعثرت إلى الوراء مسكت بيده لترتكئ عليه لكنها صدمت أنهُ لم يسمك بل تعثر هو الآخر سقطت فوق السرير وفتحت عينيها وهي تشعر بخوف فلم ترى شيء فتحت عينيها أكثر وصدمت بوجود جـاك فوقها حدقت به بإحراج ولمحت الإحراج الموجود بوجهه تنحنح وابتعد عنها و قبل أن يخرج صرخت باسمه
- جـاك
ألتفت نحوها و أكملت كلامها
- إلى أين ..؟
حدق بها باستغراب وقال
- سأذهب لنوم
- أنا أخاف أن أنام بمكان كبير كهذا
أرتكئ على الباب وقال
- والمطلوب
ردت بحرج
-نام معي
فتح عينيه بدهشة ومتعمد إحراجها
- أنام معك !
ارتبكت وقالت بإحراج
- لالا لم أقصد ذلك قصدت سأنام أنا على الأرض ونام أنت على السرير لأنني أخشى الظلام كثيراً وأخاف أن أنام في فلا كبيرة بمفردي
دخل الغرفة وقال
- حقاً أنتِ طفلة نامي على السرير سأنام أنا في هذه الأريكة
أخذ لحاف من الدولاب و وسادة و أغلق الأنوار ونام بهدوء لقد نام تمددت هي على السرير وتقلبت من مكان لآخر إن السرير كبير ومريح كان الخوف يقتلها أنها نائمة في غرفة واحدة مع شبح جذاب دقات قلبها تدق بقوة تقلبت على السرير بخوف وتوتر فقال بانزعاج
- أريد النوم دعكي من هذا الخوف فأنا لن أفعل شيء
أغمضت عينيها بخوف وغطت بالنوم عميق استيقظت في الصباح ورأت المكان الذي هي به تذكرت ليلة البارحة فالتفت لمكان جـاك لم يكن جاك موجوداً لكنها نطت من مكانها عندما استنشقت رائحة أنها أنها رائحة حريـــــق
|