كاتب الموضوع :
ملاك القمر
المنتدى :
القصص المكتمله
البـارت الثـالث عشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
دمــعة نزلت من عينيها لتبلل خدها البـارد وهي تنظـر للواقع المُرير بأسى على حالها كانت تنظر لهما والدموع قد بدأت بالنزول بشكل أكبر وخـاصة بعد أن أكتمل حـزم الحقائب ألتفت لوالديها وقالت
- أبي أمي هل ستغادران الآن إلى إيطاليا
اقتربت السيدة جوليا نحوها وبلطف مسحت دموع عينيها وضمتها بحنان وهي تقول
- سفرنـا لا يعني أننا لن نراك لـمار أنتِ في قلبنا دائماً
أقترب والدها وربت على رأسها وهو يكمل كلام زوجته
-حبيبتي إذا أردت أي شيء أتصلي بنا سنكون دائماً بجانبك نحنُ لن نبتعد كثيراً
ابتعد من حضن والدتها وضمت والدها وهي تجهش بنوبة بكـاء إن أبي لا يعرف شيء إذا كان يعرف ما يجري لابنتهُ لما فكر حتى بالرحيل ابتعدت قليلاً وابتسمت بتصنع
- سأشتاق لكما كثيراً
رد والدها بابتسامة
- لا تكوني طفلة لمار وتبكي دائماً كوني قوية البكاء للأطفال فقط
في تلك اللحظة دخلت مـاري الغرفة وهي ترسم ابتسامة وتقول مخاطبة للمار
- لمار هل انتهيتِ من أعداد حقيبتك عليك العودة لشقتك
كانت تريد أن ترد لكن رد السيد أنتوني بدل عنها
- لا داع بأن تعودي لشقتك ابقي في هذه الفلا لمار مع صديقتك ماري
-لا أبي لقد قررت مع ماري أن نعيش في الشقة فالفلا كبيرة جداً ولا يمكنني العيش بها مع ماري بمفردنا فأنا أخاف عندما أبقى في مكان كبير وليس به أشخاص كثر وخاصة بعد رحيلكما
دخلت السيدة ليزا الغرفة وقالت
- ما بكم هيا بسرعة قد تحلق الطائرة في السماء قبل وصولكم للمطار
لفت نظرها للمار وقالت بعتاب
- ما بك لمار تبكي وكأنك ستبقي وحيدة أنسيتِ أنني معك حبيبتي
ابتسمت لها لكن تلاشت الابتسامة بدخول جـاك الذي بدأ بحمل الحقائب مع والدها لم تغضب هذه المرة بل بقيت تحدق به كثيراً آه كم هو جميـل شردت قليلاً بأمر جـاك لكن يد السيدة ليزا أيقظتها وهي تقول
- هيا لمار علينا إيصال والديك إلى المطـار
تبعت السيدة ليزا بصمت وتوجهت إلى السيارة وماري أخذت حقائب لمار واتجهت بسيارة أجرة إلى الشقة أُغلقت أبواب الفلا وابتعد السيارة متوجهة إلى مـطار باريس أوقف السيارة أمام المطار ودخلوا جميعاً إلى المطار جلسوا في مقاعد الانتظار منتظرين رحلتهم إلى روما أحست بالاختناق عند جلوسها على مقعد الانتظار أحداث الماضي تعود إلى الوراء كانت تتذكر كل لحظة مرت في ذاك اليوم الكئيب الذي عادت به من روما وعد جـاك لازال يتبعها حتى الآن أغمضت عينيها بقوة وهي تتذكر ذاك الوعد الذي من بعده حياتها تعرضت لتهديد أن وجودها بالمطار يشعرها بالخوف ارتجفت عندما أحست به يجلس بالقرب منها شعرت أن قلبها سيسقط من الخوف والتوتر أقترب قليلاً وهمس بأذنها
- اهدئي لمار وتنفسي قليلاً التغيرات التي تظهر على وجهك قد يلاحظها والديك
تنفست وأحست أنها قد بدأت بالارتياح والهدوء لكنهُ فجر قنبلته وقال
- لماذا أنتِ خائفة أيذكرك المطار بحادثة مؤلمة
لفت وجهها نحوها وتقابلت عينيها بعينيه الزرقاء شردت وهي تنظر إلى ملامح وجهه بإمعان وقفت من مكانها بسرعة عندما سمعتـهم ينادون برحلة والديها احتضنتهما والدموع تسيل كانت فرصة لتفرغ ما في جعبتها من بكاء ربما ترتاح قليلاً فالضغوطات تزداد يوماً بعد يوم وخاصة بعد أن عادت لدوام مسحت دموعها عندما قالت السيدة ليزا بلطف
- هيا يا بنتي لنغادر المطار ويكفيك بكاء اليوم
مسكتها من يدها واتجهت معها نحو السيارة تكلمت مخاطبة السيدة ليزا
- أريد العودة لشقتي
ابتسمت لها وقالت
- حسناً لكن ليس الآن وأكملت موجهه كلامها لجـاك بني أذهب بنا إلى القصر
كانت تشعر بالتعب فلم تمانع في ذلك خاصة أن النقاش مع السيدة ليزا لا يأتي بفائدة مر الوقت بالسيارة دون أي كلام حتى أوقف السيارة أمام القصر نزلت بهدوء وأدخلتها السيدة ليزا إلى جنــاح استغربت أن به كثير من أدوات التجميل وكأنهُ معمل لفت نظرها لسيدة ليزا و رفعت حاجبيها باستغراب فردت عليها السيدة ليزا بابتسامة عريضة وكأنها فهمت ن لـمار تبحث عن إجابة
- سنقيم اليوم حفلة في هـذا القصر أريدك منك أن تكوني أجمل فتـاة
- ها .. أي حفلة سيدة ليزا أنا لم أحضر معي أي ملابس لماذا لم تخبريني من قبل
- لقد تعمدت عدم إخبارك أردت مفاجأتك الحفلة هي بمناسبة عيد ميلاد جـاك سيصبح في الثامن والعشرون من عمره وبالحقيقة لقد صممت على فعل ذاك الحفل رغم اعتراض جـاك
فتحت عينيها بقوة
- مــاذا ..! عيد ميلاد جـاك أنا آسفة سيدة ليزا لا يمكنني الحضور
شهقت بخفة وتصنعت الحزن
- ماذا تقولين لمار كيف لن تحضري الحفل سيحزن جـاك إذا لم تحضري
- أيعلم أنك تحضرين لحفل عيد ميلاده ..؟
-بصراحة لا ولدي شـاب أحمق لا يحب هذه الاحتفالات أبداً تذكرت أنها وصفت جـاك بالأحمق أمام لمار ليس عليها أن تشتمه أمامها فأكملت مبتسمة وهي تحاول مدحه وتصليح خطأها تعلمين أنهُ شاب ذكي جداً ليس لديه الوقت الكاف للحفلات
احست أنها تورطت بأمر الحفل فقالت
-لكن .. ملابسي و ..
مسكت فمها السيدة قبل أن تكمل وقالت موجهه كلامها للمار
- لا تقلقي لقد حضرت لكي أجمل ثوب و سأضعك تحت أيدي ماهرة ستقوم بالعناية بك أمَّ عن الهدية فقدمي لهُ شيء رمزي كل ما رآه تذكرك به ... آه صحيح كدتُ أنسى قومي بدعوة مـاري إلى الحفلة
- هل قمتِ بعزيمة أناس كثيرون
- نعم ..أصدقائه وصديقاتي والكثير لقد نبهت جميع المدعوين أن لا يخبروه بأمر الحفـلة
- هل ستفعلينها مفاجأة
- لا لا .. سأخبرهُ بعد قليل المهم أنني وضعته تحت أمر الواقع
ردت بخوف
- لكنهُ سيصرخ كثيراً
- دعيه يصرخ .. المهم أنهُ سيخضع بالأمر الواقع وبالنهاية سيحضر الحفل قومي الآن بدعوة مـاري والاتصال بها
تنهدت باستسلام وفعلت ما طلبت منها السيدة ليزا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت الشقة و بدأت بترتيب ملابس لمار وإعادتها إلى مكانها رتبت الغرفة واتجهت لتنظف المطبخ قطعها رنين هاتفها النقـال ردت عليه
- مرحــباً لمار أين أنتِ ..؟
- أنا في القصر ماري
-متى ستأتي لمار ..؟
- اممم ربما في المساء
- آه حسناً سأشتاق لك
- مــاري
- ماذا ..؟
- تعالي إلى القصر اليوم
ردت باستغراب
- ولماذا ..؟
- ستقيم السيدة ليزا حفلاً بمناسبة بلوغ ابنها سن الثامن والعشرون
- جـاك صحيح
- نعم حفلة عيد ميلاد
-لكن لا أرى لوجودي فائدة
- لا ماري السيدة ليزا تصر على قدومك
- حسنـاً سأحاول ..
-على الساعة السابعة مساء
- فهمت
- إذن أراك اليوم
-إلى اللقاء
أغلقت الهاتف وبدأت جلي الأطباق وتنظيف المطبخ
ــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة جـاك
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صـرخ بغضب
- مـاذا ماذا كأنني لم أسمع جيداً
ردت عليه الصراخ
- لا بل سمعت جـاك
- كـيف فعلتي ذلك أمي
ردت بتذمر
- أنا لم أفعل شيء كنتُ أريد أن أحتفل بعيد ميلادك أريد أن أطفئ معك شمعتك الثامنة والعشرون
- لقد قلتها أمي سأبلغ الثامن والعشرون عاماً هذا يعني أنني كبرت ولستُ طفل لأقيم حفلة أرجوكِ أمي قومي بإلغاء هذه الحفلة
- لقد فات الأوان فأنا قمتُ بدعوة الجـميع
فتح عينيه بقوة وشدد على أسنانه وقال محاولاً كبح ثورة أعــصابه
- كيف تتدخلون بأموري الخـاصة هذا الحفل لن يتم
خـافت بداخلها وخـاصة وهي ترى الغضب يبرق بعينين جـاك فلجأت إلى الطريقة الوحيدة التي ستلين بها قلب جـاك بدأت بإنزال دموع التماسيح من عينتيها وبحزن متصنع قالت
- وأنا الأم المسكينة التي كانت تحلم كل يوم بأن تفرح بابنها وتراه يكبر أمام عينيها كانت أحلامي دائماً بك وأنا أرآك تكبر في عيني لكن زادت بكائها وخاصة بعد أن رأته يهدأ قليلاً ويتنفس بهدوء أكملت كلامها ببكاء يبدو أن هذا الحلم لن أرآه وسيبقى حلماً فقـط
ابتسمت بخبث بداخلها عندما أنحنى لمستواها ومسح دموع عينيها وضمها إليه بحنان وهو يقول
- أمي لا تبكي ..
ابتعدت عنه وقالت
-إذن ستحضر الحفل أليس كذلك
- أمي أنا لم أحتفل بعيد ميلادي منذُ سنوات لماذا في هذا العام تصرين على أن نقيم حفل
خشيت أن يكشف كذبتها فهي تخطط لهذا الحفل منذُ أيام أنها تخطط لأشياء كثيرة بهذا الحفل ردت عليه الفرح
- لأنني أشعر بأن في هذا العام ستتغير أشياء كثيرة في حياتك ربما تتزوج أو ..
قطع كلامها
- لا داعي للإكمال أمي اخبريني الآن أقمتِ بدعوة أصدقائي
- نعم قمتُ بدعوة الشباب والفتيات ..
فكر قليلاً لقد قامت بدعوة الفتيـات أنا متأكد بأن أمي تخطط لشيء ابتسم لها وقال
- أدعوتي سونيا...
ردت باندفاع
-لا لم أفعل
- لماذا..؟
- أتريد أن تتكرر الحكاية نفسها معك في المرة الأولى نجوتم من الصحافة بعد لقاء صحفي يكذب تلك الإشاعة لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة لقد قمتُ بالاتصال بليون لكنه لم يرد علي هاتفهُ مغلق
- أعلم
- هيا قم معي عليك الاستعداد من الآن للحفل
-الوقت مبكر أمي
- جـاك عليك أن تكون اليوم جذاب وجميل جـداً على لمار أن تعجب بك
إذن كل هذا التخطيط من أجل لمـار قال
- هل ستحضر لمار الحفل
- ما هذا السؤال الغبي بالطبع ستحضر حتى صديقتها ماري ستحضر على فكرة جـاك لدي مفاجأة كبيرة ستعجبك كثيراً سأقدمها لك اليوم في الحفل
ابتسم بداخله ستأتي ماري إذن حظ موفق لألكس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السـاعة السادسة مساء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت ألكس
ــــــــــــــــــــ
أحس وأنهُ عصفور يحلق في السماء بعد أن أخـبرهُ جـاك بأن ماري مدعوة لحفل عيد ميلاده أخيراً سيراها سيرى تلك الفتاة التي سرقت قلبه لكن هل ساتجرى وأتحدث معها و أقوي علاقتي معها أم أنني لم أفعل ...هز رأسه وهو يقول بسره لا لا بالتأكيد سأحاول ... لكن جـاك أعطاني رقمها ولم أتصل بها أيعقل بأنني خائف منها أو خـائف من ردة فعلها تنهد بتعب والأفكار تندمج في رأسها خطرت على باله فكرة ربما تأتي بفائدة أخذ هاتفه وبحث بين الأسمـاء ابتسم عندما رأى الاسم المطلوب ضغط على زر الاتصال وأنتظر قليلاً أحس بنبضـات قلبه تدق بقوة عندما سمع صوتها العذب
- مـرحباً
بلع ريقه وتنفس قليلاً ورد عليها بارتباك
- مــرحباً يا آنسة
-من المتـصل ..؟
-ألم تعرفيني بعد
- لا من أنت..؟
أحس بالإحباط فرد عليها على أمل أنها لازلت تذكره
- أنا ألكس
ساد الصمت لثوان يبدو أنها تفكر تنهد براحة عندما قالت
- آه ..أنت ذاك الشـاب الذي كاد يصدمني في سيارته
- صحيح صحيح
-آه ... صرخت عندما تذكرت أنها لم تعطيه رقم هاتفها ومن أين عرفت رقمي
فزع من صرختها وقال
- عرفتُ وانتهى الأمر لا تخافي أنا لن أسبب لكي أي مشاكل
- مـاذا ..!! ومن قال لك بـأنني خـائفة
رد بإحراج
- دعكي من هذا الآن ألن تذهبي لعيد ميلاد جـاك
-نعم سأذهب صمتت قليلاً وتذكرت بعدها شيء أكملت باندفاع كيف علمتِ بأنني سأذهب لحفل جـاك
ضحك وقال
- جـاك صديقي
- صديقك ..!
اندمجت المعلومات برأسها وظلت تفكر لثوان وقالت بعدها
- إذن لهذا سألتني بالمرة السابقة عن لمـار لابد أنَّ جـاك أخبرك عن لمار لكن لحظة لحظة أتعلم أنا لم أفهم شيء فهذه الصدفة فاجأتني
ابتسم و رد
- صحيح ..ـجاك أخبرني عن لمار و رأيتُ منزلها من قبل لهذا عندما رأيتُ المبنى الذي تعيشين فيه سألتك أن كنتِ تعرفينها
- إذن أنت تعرف لمار وتعرف منزلها صحيح ..؟
-نعم صحيح والآن أيمكنك التوقف عن الأسئلة قليلاً
زفرت وقالت بعصيبة
- لماذا اتصلت ..؟
- بالأول لأخبرك بأنني مختلف عن جـاك فإذا قامت الطبيبة بإلقاء الشتائم على جـاك أمامك لا تظني أنني مثله ثانياً أريد مـالي
كانت تريد الصراخ عليه لكن سرعان ما تذكر المـال هدأت قليلاً وردت عليه
- سأعطيك مالك في الحـفل
- آه .. حسناً سأمر لاصطحابك وسآخذ المال إلى اللقاء
كان يريد إغلاق الهاتف قبل أن يسمع صوتها وهي تقول
- توقف ..توقف لا تمر إلى الشقة سأحضر لك المال في الحفل
ابتسم بداخله وقال
-بصراحة المال هو حجة لأراك مـاري
- عــفواً.. ماذا تقـصد
ضحك وقال
-أقصد أنني أريد رؤيتك سأمر على الساعة السابعة كوني على استعداد
لم يعطها أي فرصة لرد فقد أغلق الهاتف فور إكمال جملته جلست هي على الكرسي ولازلت تحدق بالهاتف سيمر اليوم لأخذي لا داع للخوف والتوتر فألكس شـاب طيب
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عودة للقصر
ـــــــــــــــــــــ
ها هي الآن بين يدي المزينة بعد أن عادت من السوق مع السيدة ليزا لتشتري هدية لجـاك لم تكن تريد أن تشتري له هدية لكنها وقعت في الأمر الواقع وخـاصة بعد إصرار السيدة ليزا على أن تشتري لهُ هدية رمزية وبسيطة فاختارت قلادة جميلة أو بالأصح السيدة ليزا هي التي أصرت على أن تشتري له قلادة أحست أنها تكذب على نفسها صحيح أن السيدة ليزا أصرت على أن أشتري لهُ قلادة لكنني قمتُ باختيارها بنفسي وحرصت على أن أشتري قلادة جمـيلة وتليق بشخصيته وتـأخرت في اختيارها أنازح كل ذلك الكره نحو جـاك وبدأ قلبي يلين نحوه نبضـات قلبي تدق بسرعة كلما رأيته وقلبي ينزل من محله عندما يقترب نحوي عينيه الزرقاء تأخذني إلى عـالم آخر و تأسرني و أشتم رائـحة الخيانة من قلبي فلا يـيـقظني من حلمي إلا عقلي ليخبرني بأن الحقيقة مختلفة وأنك أمام عدوك لكن نبضـات قلبي تضعفهُ أحيـاناً وتشتت تفكيره فأنسى كل شيء وأبقى أسيرة لشبـح جـذاب استيقظت من تفكيرها على صوت المزينة وهي تقول
- يا آنسة هــاتفك يرن منذُ مدة
سمعتُ صوت هاتفها يرن أيعقل بأنني لم شردت بالتفكير كل هذا القدر حتى أنني لم أسمع رنين هاتفي أخرجت الهاتف من جيبها وعبست من الاسم على الشاشة ..ديف.. أنهُ لا يمل ولا يسـأم قامت بأغلاق الهاتف كلياً و عادت المزينة تكمل لمساتها الأخيرة على وجهه وشعر لمـار مر الوقت ببطء وهي على الكرسي أحست أن ظهرها سينكسر من الجلوس على الكرسي رغم أنهُ مريح إلا أنها لم تطيق الجلوس دون تحرك وأخيراً أكملت المزينة لمساتها الأخيرة مع دخـول السيدة ليـزا التي قالت بســعادة وهي تفتح عينيها بقوة من الدهشة
- لـمار تبدين في قـمة الجـمال حبيبتي
وقفت من على الكرسي ونظرت لنفسها بالمرآة دهـشت من شكلها على المرآة ولفت أكثر انتباهها شعرها المتغير كلياً أم وجهها به بعض مساحيق التجمـيل سمعت المزينة تقول
- لم أحب أن أكثر مسـاحيق التجميل على وجهك فأنتِ هكذا تبدين أجمل أتحبين أن أضيف أي تعديل
صمتت قليلاً وهي تحدق بنفسها بالمرآة وقـالت بعد ذلك
- لا شـكراً
ابتعدت عنهما المزينة واقتربت منها السيدة ليزا وهي تقول لها
-لـمار شعرك المموج جميل جداً بل كل شيء بك جمـيل
ألتفت لشعرها المموج بالمرآه منذُ مــدة كبيرة لم تقم بتزينه بهذا الشكل تبدو مختلفة عندما غيرت تسريحة شعرها مسكتها السيدة ليزا من يدها وجرتها لغرفة التبديل وقالت
-بقي الآن ارتداء ثوبك ستبدين رائعة اليوم
ابتسمت لسيدة ليزا أنها تفعل كل شيء لإسعادي هي التي قامت بشراء الثوب والحذاء لي و رفضت أن أدفع لها مالاً وقالت لها بأن تعتبر الثوب والحذاء هدية منها بالإضافة أنها قامت بدفع تكاليف التزيين أكملت كلامها وقـالت
- سأدعكِ الآن بالغرفة حتى تقومي بتبديل ملابسك
خرجت من الغرفة ولبست هي فستانها الأحمـر الذي يصل إلى تحت ركبتيها يبدو أن الفستان باهظ الثمن فهو رائع جـداً رغم أنهُ هادئ بنفس الوقت لا أفهم لماذا تهتم بي السيدة ليزا كل هذا القدر أنها تحبني كثيراً بعد أن أكملت من ارتداء الفستان لبست الإكسسوارات وضعت العقد على عنقها وارتدت قرطان و وضعت خـاتم على إصبعها لبست حذائها العالي فبدت طويلة بعض الشيء ابتسمت بسعادة وأخيراً لن تكون كالقزم عندما تقترب من جـاك عبست وهي تقول بسرها بالحقيقة لستُ أنا القزمة بل جـاك هو العملاق خرجت من غرفة التبديل وقابلت السيدة ليزا ولازلت نظرات الاعجاب عليها قالت
- أتعلمين لـمار أنَّ جـاك يحب اللون الأحمر على الفتاة كذلك يحب الشعر المموج سيعجب بك اليوم كثيراً
حاولت أن تكتم غضبها فهمت الآن لمَّّّ اختـارت السيدة ليزا اللون الأحمر عن بقية الألوان ولابد أنها طلبت من المزينة أن تموج شعرها أكل هذا من أجل جـاك لم تحب أن تزعج السيدة ليزا فهي اليوم سعيدة جـداً ابتسمت لها وقالت
- شكراً لكي سيدة ليزا على كل شيء
- لا تشكريني حبيبتي والآن هيا معي إلى غرفتك حتى يأتي المعازيم
توجهت إلى غرفتها مع السيدة ليزا التي تركتها وغادرت لغرفة جـاك طرقت البـاب ودخلت راسمة ابتسامة عندما سمعت صوته دخلت وهي تقول
- عيد ميلاد سعيد جـاك لقد كبرت يا بني و أصبحت بالثامن والعشرون من عمـرك
ابتسم لها و وقف من على السرير وضم والدته وقـال
- أنا لم أكبر الآن منذُ زمن طـويل وأنا كبير أمي اعترفي بذلك
ابتعدت عنه وهي تضحك وبنفس الوقت تحدق بملابسه
- بني تبدو رائع لكن لماذا تصر على ارتداء اللون الأسود ألم تمل من ارتدائه بعد
- لا لم أمل فأنا أحب هذا اللون كثيراً
- اممم لا بأس فهو يبدو جميلاً عليك
رد بغرور
- أنَّ كل شيء ألبسهُ يبدو جميـل علي
ضربت على كتفه بخفه فانفجر ضاحكاً وهي تقول
- لا تـكن مغروراً بني
- هيا أنزل إلى الأسفل جـاك فالمعازيم بدئوا بالقدوم
قال قبل أن تخرج من الغرفة
- في أي مـكان ستقيمين الحـفل
فتحت عينيها بدهشة وقال بعتاب
- يا لك غريب جـاك لم أرى فتى مهمل مثلك ألازلت لا تعرف ظننتك قد سألت الخدم
- أمـي هيا أخبريني
- في الصـالة الخلفية للقصر فهي كبيرة و واسعة و مناسبة لإقامة الحفلات
- هل قمتي بدعوة أناس غير أصدقائي
ابتسمت له وقالت
- نـعم .. قمتُ بدعوة صديقاتي وشخصيـات ستتعرف عليها خططت كل هذا مع والدك فقد ساعدني بالتواصل مع الكثير من الأشـخاص
- لكن أمي لماذا قمتي بدعوتهم كان يكفي أصدقائي فقط
ابتسمت له وردت متجاهلة كلامه
- ننتظرك بالأسـفل
رآها تخرج من الغرفة وتغلق الباب خلفها تنهد بقلق وهو متأكد بأن والدته تخطط للكثير من الأشيـاء فهي تبذل جهد كبير لإقامة الحفل بشكل رائع نظر لنفسه بالمرآة لآخر مرة ونزل متجه لصالة الخلفية للقـصر
دخلها واندهش بسره من الترتيب الرائـع لصالة لقد نسقت تحت أيدي ماهرة وذوق راقي و زادت دهشته من الحـضور لم تكن الصـالة ممتلئة بعد لكن هنـاك بعض الحضور ماذا فعلت أمي لقد قامت بدعوة رجـال أعمال كثر وزوجاتهم معهم حتى بناتهم لقد قامت بدعوتهم و صديقاتها قامت بدعوتهن وأصدقاء أبـي لمح والده يتحدث مع رجـل هو وعمه وليدا معهما وجـدته تتحدث مع نساء أنتبه لوالدته التي مسكت يده وتقدمت نحو الضيوف وبدأ بالتحدث معهم بعد أن تلقى التهاني من الجميع أصدقائه بدئوا بالتوافد اندهش من ليـدا التي لم تقترب منه أبداً فقط كانت تكتفي بنظرات إعجـاب وابتسامات له استغرب من عدد الفتيـات الهائل صديقاته في الجـامعة و أبناء رجال الأعمال شـاركهم بالحديث والضحك
ـــــــــــــــــــــــــ
ركضت لتفتح باب الشقة عند سـماع الجرس يرن فتحت الباب وتوردت خجـلاً عندما رأت ألكس يقف في الخـارج وهو يـحدق بها بإعجاب واضح قالت بخجل
- سأرتدي معطـفي وسآتي حالاً
ابتسم من خجلها وانتظرها قليلاً حتى ارتدت معطفها ونزلت معه ركبت في المقعد الأمامي وظلت صامتة قطع هو الهدوء الذي عما بالسيارة
- كيف حـالك مـاري
- بـخير ..وأنت
- امممم ..سعيد برؤيتك
عاد الصمت من جديد لكن هذه المرة قطعتهُ مـاري وهي تخرج مال من حقيبتها وتضعه بالقرب منه
- تفضل هذا هو مـالك
ابتسم وهو يعيد المال إليها وقـال
- ألم أخبرك من قبل المـال كان حجة لرؤيتك
- لكن هذا مالك
- المبلغ ليس كبير لتعيديه لي أبقيه معك
- أنا آسفة لن أقبل بأخذ هذا المـال
خطرت في باله فكرة خبيثة أسرع في القيـادة وهو يضـحك بمرح صرخت هي بقوة وهي تغمض عينيها و تضـربه بقوة
- توقف توقف ألكس أرجوك ألكس توقف
ضحك وهو يقول
- أعيدي المال بالأول لحقيبتك
- لا المال هو لك
عاود قيادة السيارة بسرعة وهو يقول
- آوه أنظري ماري إلى تلك الشاحنة ستصدمنا الآن
لم تعد تحتمل أكثر صرخت
- حسناً لك ما تشاء
أوقف السيارة وهو يضحك بـمرح استغرب عندما رأها متجمدة بمكانها قال باستغراب
- ما بك ..؟
-كدت تقتلنا
ضحك ورد عليها
- هل صدقتي لقد كنتُ أمازحك فقط
- لكن هذا مزاح ثقيل
- هل غضبتي .؟
- نعم وسأنزل حالاً من السيارة
مدت يدها إلى باب السيارة لتفتحه لكنهُ ابعد يدها بسرعة وجذبها نحوه غمز وقال بلطف
- لم أكن أعلم أن مزاحي ثقيل أقبلي اعتذاري
- حسناً سأقبل لكن بشرط
- ما هو ..؟
- خذ المـال
- اووه لالا لن أفعل ذلك
حرك سيارته متجهاً للــحفل ألتزمت الصمت هي بالسيـارة بينما ألكس لم يتوقف ثانية عن التحدث لم تفهم لمَّ كل هذه الثرثرة لقد شرح لها حيـاته بالتفصيـل الممل صحيح أن بعض حكايته كانت تشعرها بالضحك إلا أنها ملت من التحدث المتواصل طول الطريق وحمدت ربها عند وصولهم القصر فتح لها الباب ومد يده لها تجاهلته وخرجت من السيـارة أستقبلهم السيد وليم و وجههم إلى طريق الحـفل دخل الحفلة مع مـاري فابتسم عندما أشار لهُ جـاك بيده أقترب نحوه مع مـاري وقدما لهُ التهاني ابتعدت عنهم مـاري متداعية أنها ستنتظر قدوم لمـار رغم أنها استغربت بداخلها يبدو أن الحضور قد اكتملوا عدا لـمار اقتربت من السيدة ليزا وسألتها عن تأخر لمار بعد أن قامت بإلقاء التحية عليها فردت عليها بابتسامة
- أخبرتها بأن تنتظر في غرفتها حتى أذن لها بالنزول
- حسناً ..ألا تري أنها تأخرت بعض الشيء
- ربما... سأناديها حالاً
ابتعدت عن مـاري وظلت هي تشرب العصير بمفردها كانت عينيها تحدق بجـاك وألكس يبدو أنهما منسجمان بالتحدث مع بعضهما عينيها لم تفارق ألكس كان تتمنى معرفة ما يقولون بينما هو كـان يضحك ويخاطب جاك
- أيعقل أن والدتك خططت لهذا الحفل بمفردها ودون علمك
-بالطبع لقد فعلت لقد وضعتني تحت الأمر الواقع
- حسناً حسناً.. لا تكتئب فاليوم عليك أن تكون سعيد باجتماعك مع جميع الأصدقاء
رد بخبث
- واضـح من هو السعيد اليوم ألكس
أرتبك لكنهُ قـال
- ماذا تقصد..؟
- آوه من مثلك اليوم يا رجل فمحبوبتك متواجدة اليوم لا بل أتت معك إلى الحفلة
- لا تـكن سخيفاً جـاك
ضحك بخفة ورد عليه
- أن عينيك تفضحك ألكس فأنت لا تستطيع أبداً كتم مشاعرك
- آه سنرى ماذا ستفعل عندما تظهر الطبيبة
-لا تتوقع بأنـنـ
لم يكمل كلامه حتى ضرب ألكس على كتفه بخفه وقال
- أنظر لقد دخلت صـالة الحفل
لفت نظرهُ بسرعة للبوابة و دهش عندما رآها تدخل بثوب أحمر وحـذاء عال وشعرها المموج و والدته معها لقد تغيرت كثيراً حدق بها وهي تدخل الحفل وتتقدم نحو مـاري وتتكلم معها استيقظ على يد ألكس وهي تربت على كتفه ويقول بابتسامة
- لقد أطلت النـظر جـاك أنتبه فبعض الفتيات قد انتبهوا على ذلك أنهم يحدقون بلمار بحـقد
أدار وجهه لألكس وقال
- ولـماذا ..؟
غمز له وقـال
- أنها جميلة لقد خطفت الأنظار
رد بملل
- أمرها لا يعني لي
- أنظر أنها تتقدم نحونا
ألتفت لها بنظرات باردة جعلها تشعر بالخوف عينيها الخضراء ظلت تحدق به بانبهار بدلتهُ السوداء جعلتهُ أكثر جمالاً في هذه الليلة لاحظت نظراته الباردة لها فقالت باضطراب
- عيد سعيد ..وكل عام أنت بخير
سكتت لثوان منتظرة الرد فقال لها ببرود بعد أن رأى والدته تتقدم نحو لمار
- وأنتِ بخير
ابتسمت بتصنع و ابتعدت عنه مع السيدة ليزا التي قالت له
- أين الهدية لمار
أشارت لها على الحقيبة الحمراء الصغيرة التي تحملها بيدها وقالت
- أنها بحقيبتي
-ألم تقدميها له
- لا سأضعها مع مجموعة الهدايا المقدمة من أصدقائه
- لا تفعلي ذلك لمـار قدميها بيدك له
هزت رأسها بالموافقة وابتسمت
-كما تشائين
- حسناً تعالي معي الآن سأعرفك على الكثير من الشخصيات
لم تعطها فرصة بالرد حتى مسكت أصابع يدها وأخذت تعرفها على صديقاتها وأصدقاء العائلة وشخصيات لم تعرفها تضايقت من كثر الفتيات الموجودات بالحفلة لكنها لم تظهر ذلك أبداً بل ظلت ترسم ابتسامة متصنعة على شفتيها وأخيراً تركتها السيدة ليزا قليلاً واتجهوا جميعـاً بعد ذلك ليطفئوا الشموع ويقوموا بتقطيع الكيك شعرت بالضحك عندما رأت جـاك يطفئ الشموع و يبدو أنهُ محرج والجميع يغني بسعادة وفرح وبعد أن انتهوا من ذلك مشت هي نحو مـاري وبدأت بالتحدث معها وفجأة أطفئت الأنوار وأشعلت القنـاديل لتنشر الضوء الخـافت في صـالة الحفل عما الهدوء لثوان فقطعه صـوت الموسيقى الرائـع أغمضت عينيها قليلاً لتستمتع بصوت الموسيقى الهادئ فتحت عينيها ببطء وهي تحدق ببعض الفتيات والشباب الذين تقدموا إلى وسط الصالة وبدئوا برقص الدانس و وتعالت ابتسامتها عندما أقترب الكس من مـاري وطلب منها أن ترقص معها قابلته بالرفض لكن إصرار لمار على مـاري جعلها توافق وتتقدم لرقص مع ألكس بإحراج ظلت تحدق بالشباب والفتيات وهم يرقصون بسعادة واضحة ارتجفت عندما أحست بيد بـاردة تلمس كتفها لفت نظرها وابتسمت عندما رأت السيدة ليزا تقف خلفها مباشرة ابتسمت لها وهي تقول مخاطبة لمار
- يبدو أنَّ صديقتك متفقة مع ألكس
- ربما ...
صمتت قليلاً و ظلت تحدق بالجميع وفجأة ألتفتت للمار وقالت بسرعة مع ابتسامة خبيثة
- ألا تودين الرقص لـمار
ارتبكت قليلاً وردت
- لا سيدة ليزا أنا لم أرقص منذُ مدة طويلة
- لا بأس ستتعلمين بسهولة
ارتبكت قليلاً وردت باضطراب
- لا أنا لا أريد أن أرقص
زاد اضطرابها عند تقدم جـاك نحوهما وكأنهُ يريد التحدث مع والدته تقدم وقال لوالدته
- أمي لقد قمتي بإرسال رسالة لي على الهاتف لقد قلتِ أن مشكـلة حدثـت
- لا يوجد أي مشكلة جـاك
- لكــن ..
لم يكمل كلامه حتى قالت بصوت خـافت
- مـاذا تنتظر خد لـمار وأرقص معها
ابتعدت قليلاً عنهم متجاهلة نظرات لـمار التي تحدق بها برجاء لتخرجها من هذا المـأزق أرادت الهروب فمسك يدها وجذبها نحوه بدأت بالتكلم لكن قطعها قوله وهو يقـرب نحو أذنها ليهمس
- أنهُ تخطيط أمي لا مجـال من الهروب
مسك أطراف أصابعها و أتجه بها إلى وسط الصالة جذبها نحوه وبدأ بالرقص لاحظ جسمها الذي يرتجف بين يديه جذبها نحوه أكثر وقال
- لا داع للخوف
رفعت نظرها نحوه و جسدها يتمايل بالرقص معها شردت قليلاً بكلامه لا داع للخوف كيف لا أخـاف في البداية كنتُ أكرهه كثيراً وأكره قربه مني أمَّّ الآن كل شيء ينقلب ضدي أخـاف أن أضعف أمامه عيناي تفضح كل شيء أشعر أن الـعواصف قد بدأت بالهدوء لكن الثلوج لازلت تتساقط باستمرار كيف لقلبي الخـائن بأن يميل إلا عدوي الشرس استيقظت على صوته
- أحذري أنها المرة الثانية التي يدوس بها حذائك العالي على قدمي
ردت بتوتر
- أنا لا أجيد الرقص بإتقان
جذبها نحوه أكثر فأحست بأنفاسه الحارة تحرق وجهها الناعم همست بارتباك
- ابتعد جـاك ..
- لماذا ..؟
- محبوباتك الكثر يحدقون بي بحـقد سيفهموننا بشكل خاطئ
-إن كلام النـاس لا يهمني فقط واصلي الرقص دون أن تدوسي على قدمي
ظلت تحدق به وهي بين يده وجسدها يتحرك مع تحرك جسده نبضـات قلبها تدق بصوت عـال كالطبول تماماً لقد خشيت أن يسمع دقـات قلبها فواصلت الرقص معه متجنبه أي مشـاكل
كانت تحدق بهما بعينين لامعة وبانتصـار والجميع يسألها عن تلك الـفتاة التي بين يدين ابنها لقد قامت بدعوة جميع الفتيات لتريهم ما أجمل الفتاة التي يحبها ابنها ولتبـعدهم عن جـاك ابتسمت عندما اقتربت نحوها أحدى الفتيات وسألتها بكل شوق عن لمـار فردت بخبث وكبرياء أنها محبوبة جـاك لاحظت تلك العينين التي برقت بالحـقد فابتسمت بداخلها وهي ترى أن اليوم خطتها تمت على أكمل ما يرام فهي لن تبقى مكتوفة الأيدي تنتظر متى يأتي جـاك بفارسة أحلامه ابتسمت بخبث وهي تنتظر لهما فقطع ابتسامتها زوجها وليم الذي تقدم وهو يكتم ضحكتها و يقول بخبث
- ماذا فعلتِ ليزا..؟
ألتفت له وقالت
- عزيزي فعلتُ ما كـان يجب أن أفعلهُ منذُ زمن
- إذن تصري على أن ما تفعليه هو الصحيح
- وبكل تأكيد لن أقف مكتوفة الأيدي بعد اليوم
- أنكِ تقتحمين حياة جـاك ليزا
ردت بثقة عالية
-و سأفعل المستحيل من أجله
- بطريقتك هذا لن يفيد أي شيء
- لا يفيد أي شيء !! كلامك مخطئ عزيزي أنظر لرقص ابنك مع لمار
- لمار ليست أول فتاة يرقص معها لقد رقص مع الكثير
هزت رأسها بالنفي
- لكن هذه المرة الاختلاف واضح انظر لعيني جـاك و رسمت الابتسامة على شفتيه حتى طريقة رقصه غريبة أنهُ يرقص بشغف هذا يحثني على المواصـلة بالطريق الصحيح
- أضغاث أحلام فقط
عـاودت النـظر إلى جـاك ولمار هزت رأسها بالنفي بسـعادة فاقترب ليهمس على أذنها
- راعي شعور الآخرين أنظري لابنة أخــي ليدا الدموع ممتلئة بعينيها
- من الجمـيل أن تفتح عينيـها وترى الحقيقة بأكمل وجهه ربما تستيقظ من الأحلام التي تصنعها والدتك
ابتسم لها وقبل أن يبتعد همست باسمه
- وليــم
ألتفت لها فقالت
- إذا أحب جـاك لمار هل ستعارض السيدة كـارون
حدق بها لثوان وكأنهُ يريد معرفة سر هذا السؤال فقال
- لمَّ
ابتسمت وقالت
- لأكمل مشواري
- لا أظن ذلك فأمي أحبت لـمار كثيراً
ابتعد عنها وبقيت هي تحدق بجـاك ولمار الرقص لم ينتهي بعد لاحظت أنهُ يرقص معها ويتحدث كان يهمس لها ويقول
- أنتِ لا تجدين الرقص لـمار أحذري قدماي اليوم هو ضحايا حذائك العالي
رفعت نظرها له وبعناد كالأطفال قالت
- لأن حذائي يريد الانتقـام منك
ضحك بخـفة وقـال
- أيمكن أن تبعدي هذا الـعناد قليلاً يا طفلتي الصغيرة
عبست وقطبت حاجبيها بانزعاج وبإصرار قالت
-لستُ صغيرة أنظر إلي فأنا اليوم أبدو رائعة وأرتدي حذاء عال و ثوب للكبار أنا كبيرة جـاك
-أتريدين أن تخبريني بأنك جميلة لا لا فأنتِ قبيحة إن الشعر المموج لا يناسبك أبداً و هذا الثوب الرائع لا يليق بالأطفال حتى الرقص فأنتِ لا تجيديه
حبست دموعها بسبب أهانته لها لم تعلم لماذا كانت تريد البـكاء رغم أن رأي جـاك كان بالنسبة لها شيء غير مهم وأخيراً توقفت الموسيقى وابتعدت عن بعضهما البعض توترت كثيراً وخـاصة بعد أن صفق معظم من في الـصالة لهـم أحست بالاختناق أكثر عندما اقتربت السيدة ليزا منهما وأعطتها حقيبتها وهي تخبرها بأن الرقص كان رائع فابتعدت عنه ومشت بخطوات هادئة لتخرج من الصالة كانت تريد أن تستنشق قليلاً من الهواء لكنها تعثرت بإحدى الكراسي كادت أن تسقط لكنها أرتكأت على الجدار حمدت ربها بأنها بعيدة عن الحضور فهي بالقرب من الباب حاولت أن تمشي لكنها فوجئت أن كعب حذائها قد كسر
وقدمها تؤلمها قليلاً لم تعد تحتمل أكثر سمحت لدموعها بالنزول وأبعدت حذائها وحملتهما معها خارج الصالة كل ما فكرت به هو الجلوس بمكان معتزل عن النـاس لمحت المسبح فتقدمت نحوه وجلست على الأرض وهي تحدق بالمسبح وتبـكي لقد سـخر مني كثيراً المشكلة أنني لم أعد أستطيع المقاومة ليس كما كنتُ في السابق كان يجرحني لكنني أتقبل الجرح واردهُ بقوة عل الأقل كنتُ أقاوم بكل قوتي امَّ الآن قوتي تتلاشى بسهولة بين يديه ظلت تحدق بالمسبح لثوان بشرود أيقضها يد بارد تلمس كتفها لفت نظرها بسرعة لترى من دمر قوتها وببرود لفت نظرها نحو المسبح اقترب وجلس بالقرب منها وحدق بالمسبح وقـال
- ماذا تفعلين هنا من غير معطف الجـو بارد
- ليس شأنك
مسك بيده وجهها وأداره لتقابل عينيه وقـال
- ما سر هذه الدموع
مسحت دموعها بأصابعها وقالت كالأطفال
- كاحلي يؤلمني
ضحك بخـفة
- هل كسر حذائك ..؟
هزت رأسها بالإيجاب فاقترب ليمسح دموعها وقال
- على الأطباء أن لا يبكوا لـمار أرني كاحلك
هزت رأسها بالنفي وقالت
-لا أنا بخـير
ضحك بعفوية وقـال
-لا تبكي لـمار البكاء للأطفال فقط
مسحت دموعها بأصابع يدها فامتلأت يدها بألوان الزينة أخرج المنديل من جيبه وبدأ يمسح الدموع المختلطة مع الألوان بعانية لمست يده كانت كالكهرباء على بشرتها الناعمة أغمضت عينيها ومسح لها الزينة التي كانت تزين عينيها قال بعد أن أنتهى من مسح الدموع التي أصبحت ملونة بألوان ممتزجة
- هـكذا أفضل لا تضعي الزينة لـمار فأنتِ هكذا تبدين أجمل
ابتسمت بسعادة فربت على شعرها وقال
- أنكِ جمـيلة لـمار
وقف واستدار ليبتعد صرخت باسمه و وقفت
- جـاك
استدار و ألتفت لها
- مـاذا ..؟
- أنتظر قليلاً
حدق بها وهي تفتح حقيبتها لتخرج شيء تقدمت أكثر نحوها وفتحت كفها حدق بالقلادة الموضوعة بكفها وقبل ان يتكلم قالت بخجل
-أنها هديتك
أخذ القلادة من كفها وحدق بها بإمعان رسم ابتسامة على شفتيه وقـال
- جميـلة جداً لكن هل تريدين مني أن أضع صورتي وصورتك عليها
هزت رأسها بالنفي فأكمل كلامه
- يا لكي من حمـقاء فنحنُ لم نلتقط صورة لنا لأضعها بهذه القلادة
لم تنزعج عندما نعتها بالحمقاء فهذه المرة أخرجت من فمه من غير سخرية أو استهزاء قالت
- هل أعجبتك ..؟ لقد قمتُ باختيارها بنفسي
- جـميلة
سمعت رنين هاتف فقال
- يبدو أن أحدهم قـام بإرسال رسالة لي
فتح هاتفه وقرأ الرسالة قال بعد أن قرأ الرسالة
- هيا لمار أمي تقول بأنها أعدت لي مفاجأة رائعة دعينا نذهب
- لكن ...
توقفت عن التحدث فأكمل هو باستفسار
- لكن مـاذا ..؟
- أرضية الحديقة بـاردة جـداً
- لا بأس أمشي فوق العشب
هزت رأسها بالنفي فاستغرب وقـال
- ما بك .؟
ردت بخوف
- قد يخرج لي ثعبـان من بين كل هذه الأعشاب
لم يستطع كتم ضحكته فانفجر ضاحكاً وقال
- أتريدين أن أحملك ..؟
صرخت بسرعة
- لا لا
أكمل ضحكته وقال
- لا تقلقي لا يوجد أي ثعابين هنا
ردت بإصرار
- لا سأمشي على الأرضية لا بأس سأحتمل البرودة قليلاً
اكتفى بابتسامة فمشت معه متجهه إلى صـالة القـصر كانت تمشي خلفه دون تحدث فتوقفت قليلاً وقالت
- جـاك ألا تسمع صوت ..
استدار ليقابلها وقال
-مثل ماذا ..؟
- صوت حـذاء عال
أكملت جملتها وتجمدت بمكانها عندما رأت من يقف خلف جـاك فتـاة جمـيلة
- أنـ...
لم يكمل كلامه حتى سمعا صوت عذب يضحـك و يهتف باسم جـاك قادم من خلــفه استدار بسرعة وفتح عينيه بدون تصديق دهشت عندما ركضت الفتـاة لتقفز إلى حظـن جـاك وتضحك بـسـعادة
- وأخيراً رأيتك جـاك
حدقت بهما بعينين نـارية وخـاصة بجـاك الذي كان مندهش في البداية لكنها جنت عندما صرخ باسمها و راح يحتضنها بقوة ويقبلها على وجنتيها بسـعادة كادت الدموع تسقط بعينيها كانت تستمع لصوت ضحكـات جـاك والفتاة التي معه وأخيراً ابتعد عنها وقـال
- أنها أجمل هدية عيد ميلاد
اقتربت نحوه وهي تضحك بسـعادة وقالت
- أنظر من هناك جـاك
لاحظت أنها أشارت بيدها لمكان فألتفت ورأت السيدة ليزا ومعها امرأة لم تعرفها لاحظت تقدم جـاك من تلك السيدة و احتضنها بقوة وضم بعد ذلك والدته اقتربوا بعد ذلك من لـمار ولاحظت اقتراب الفتاة نحوها ابتسمت لهما وقـالت
- مـرحباً
لاحظت نظرات الفتاة لسيدة ليزا وهي تقول
- خـالتي هل هذه الفتـاة التي حدثتيني عنها
هزات رأسه السيدة ليزا بالإيجاب فمدت يدها لتصافح يد لـمار وقالت بمرح
- أنا بيلا وجـاك ابن خالتي وأشارت لها نحو السيدة و أكملت هذه أمــي
|