كاتب الموضوع :
ملاك القمر
المنتدى :
القصص المكتمله
البـارت العـاشر
ـــــــــــــــــــــــــ
في المشــفى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرتكى على حائـط المشـفى بتعب بعد أن ودع ألكس أغمض عينيه لثوان وفتحها على صوت والدته وهي تقول مجدداً
- جـاك ماذا تفعل و حـيداً في الـخارج
قال بهدوء
- أمي أنا ....
لم يكمل كلامه حتى أحس بيدها تمسك بيده وتجره نحو الغرفة وهي تقول له قبل أن يفتح فمه
- لا أريد أي اعتراض عليك الاطمئنان على لمار
لم يتكلم هو بل ظل يسمع لسيدة ليزا وهي تكمل كلامها مخاطبة لمار وهي تشير بيدها له
- لمـار هـا هو جـاك لقد جاء ليطمئن عليك أليس كذلك بني ..؟
لاحظ ذلك الرباط على قدمها وبعض الخدوش على وجهها وهي ممدة على السرير قال ببرود بعد أن رأى نظرة والدته النارية التي تطلب منه التكلم
- كيف حالك لمـار؟
لاحظ ذاك الوجه العبوس الذي ظهر عندما رأته ردت عليه بنفس النبرة
-بـخير
أكتفت بتلك الكلمة محاولة تجنب المشاكل أمام الأهل قالت مستفهمة السيدة ليزا وهي تحدق بلمار وتسترق قليلاً من النظر لجـاك
- حسناً يا جماعة ألن تخبرونا ما سبب هذا الحادث
رد هو بعد أن لاحظ سكوت لمـار
- ألم أقل لكم من قبل؟ أسألوها هي ستجدون الإجابة معها
فتحت عينيها بقوة وهي تسمع لما يقوله لقد نسى كل ما فعلهُ بي ..أبعدت هذه الأفكـار عن رأسها وهي تقول بسرها ليس هذا الوقت الجيد لتفكير بكمية الحماقة الموجودة في هذا الشاب علي التفكير بكذبة ما أحست أن لسانها قد ارتبطت وهي تنظر للجميع فقد كانوا يحدقون بها منتظرين إجابة تكلمت باضطراب
- لقد كنتُ أركـض في الشارع ولم أنتبه لسيارة مارة صدمتني وفرت ولحسن حظي كـان جـاك ماراً
بالصدفة ونقلني للمشفى
لم تعلم كيف حكت هذه القصة الذي لا وجود لها بالأساس وكيف سمحت لنفسها بالكذب وبتبرئة جـاك من الموضوع لا بل وجعلته أمام والديها الرجل الطيب الذي أنقذ ابنتهما من الخطر لمحت نظرات السخرية على جـاك بالتأكيد هو يسخر لكذبهـا أبعدت نظراتها لتحولها لسيد أنتوني الذي قال بغضب
- يا لهُ من أحمق يا ليتني رأيته كنتُ سأقتله
لم تقل شيء بل فضلت السماع دون تعليق قالت السيدة جوليا بقلق
- حمد لله على سلامتك ..خفنا كثيراً عليك ولفت نظرها لجاك وأكملت أشكرك بني
لم يقل شيء بل أكتفى بابتسامة خفيفة لها تدخلت السيدة ليزا مخاطبة السيد أنتوني
- على ما أظن سيد انتوني أننا قطعناك من عملك إذا لم أكن مخطئة فقد كنت تعمل
- صحيح لكن العمل ليس مهم أهم شيء هي لمار
ردت عليه بابتسامة
- حسناً سيد أنتوني لا تقلق عل لمار فلتذهب لعملك
رد بإصرار
- لا ..سأبقى مع ابنتي حتى أكمل إجراءات الخروج من المشفى وأعيدها للبيت بنفسي
ردت بعتاب
-آه . ما الذي تقوله سيد أنتوني لمار لن تبقى وحدها سأبقى أنا وجوليا معها ونحنُ سنقوم بهذه الإجراءات لا داع للقلق أذهب للعمل وإلا ستتأخر ولفت نظرها للمار وهي تقول أليس كذلك لمار أخبري والدك أنك بخير
قالت وهي تحدق بوالدها
- أبي أرجوك لا تعطل عملك إصابتي ليست خطيرة حتى أنني متأكدة أن الدكتور لن يمانع أبداً في خروجي و الجميع معي هنا سأبقى معهم قليلاً حتى يسمح لي الدكتور بالخروج من المشفى
أقترب ليقبل وجنتيها وهو يقول
-حسنـاً حبيبتي الصغيرة أراك في المنزل ولف نظرهُ للجميع وقال اعتنوا بابنتي كثيراً يا جماعة
ابتسموا له وخرج من الغرفة بعد أن قام بشكر جـاك على إنقاذه للمار ابتسمت السيدة ليزا يخبث وهي ترى أن الخطة الأولى قد تمت بنجاح حدقت بزوجها وكأنهُ الهدف الثاني لكنها انتظرت حتى دخول الدكتور الذي قال أن إصابة لمار ليست خطيرة صحيح أنها ستمنعها من الحركة لأيام إلا أنها يمكنها الخروج من المشفى خرج الدكتور وتقدمت السيدة ليزا من السيد وليم
-عزيزي أشعر بالعطش هيا أذهب وأحضر العصير
رد باستغراب
- ها .. لقد شربتي الماء قبل قليل
قالت بتذمر
- ما بك وليم تشعرني وكأنني شربت برميل من المياه هيا أحظر لنا عصير
- حسناً عزيزتي
خرج من الغرفة وجلست هي على الكرسي مسكت قميص جاك عندما حاول أن يخرج من الغرفة كان حقاً يود الخروج فوجوده بالغرفة مثل عدمه لكنهُ لم يحب مناقشة والدته كثيراً وخاصة في هذا الوقت فضل التراجع عن الخروج بدأت السيدة ليزا بالتحدث قبل أن يقطعها صوت رنين هاتفها نظرت للاسم على شاشة الهاتف ~وليم~ خطرت على بالها فكرة خبيثة ردت
- ألو
جاءها صوت زوجها وهو يقول
- عزيزتي لقد نسيت أن أسألك عن نوع العصير الذي تحبينه أتريدين الفراولة أو البـرتـ
قطعت كلامه بشهقة جعلت من في الغرفة يحدق بها و وضعت يدها على فمها وقالت
- حـقاً ...هل أنتِ جـادة ...يا ألهي ماذا سأفعل
رد عليها باستغراب ودهشة واضحة
- ليزا ..ماذا جرى لك
- اووه لا عليك كاتي ..أتمنى أن لا يكون الأمر خطير لهذه الدرجة
- ليــــزا عن ماذا تتحدثين أنا وليم لستُ كاتي
أكملت كلامها ممثلة الحزن
- حسناً حسناً لا تحزني كاتي أنا سآتي حالاً إلى اللقاء
- ليزا مـاذ..!
لم يكمل كلامه حتى أغلقت الهاتف عليه استغرب منها كثيراً ما الذي جرى لها بينما هي أغلقت الهاتف بابتسامة نصر بسرها وقالت ممثلة الحزن
- آه .. لا تعلمين جوليا أعز صديقة إلى قلبي تقول أن ابنتها بين الحياة والموت
ردت السيدة جوليا بحزن
- آه ...مسكينة
قالت بعتاب
- اووه جوليا لم أتوقع منك هذا الرد
- وماذا يمكن أن أفعل
- صديقتي لا يوجد لها أحد غيري في باريس علينا الذهاب لنقف معها
- أتمنى ذلك لكن علي إخراج لمار من المشفى
وقفت من على الكرسي واقتربت من السيدة جوليا وهي تعطيها حقيبتها وبسرعة سحبتها من يدها وتجرها لتخرجها من الغرفة وهي تقول
-لا تقلقي غاليتي فجاك سيقوم بإجراءات الخروج من المشفى ألتفت لجاك وقالت بسرعة بني اهتم بلمار كثيراً و إياك أن تدعها وحيدة بالفلا فهي متعبة بني
خرجت من الغرفة بسرعة بعد أن رسمت ابتسامة خبيثة
- أمــــي توقفي
صرخت لكن دون جدوى فالسيدة جوليا لم تسمعها بالتأكيد ما هذه المصيبة نظرت لـجاك الذي كان يجلس على الكرسي دون اهتمام وقالت بعصبية
- ألحقهم جاك
نظر لها بطرف عين وقال
- يبدو أن الأمر قد حسم فهذا تخطيط من والدتي وقف من مكانه وأكمل سأذهب الآن علي أن أقوم بإجراءات الخروج من المشفى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزلت على السلالم وهي تمسك السيدة جوليا بيدها قابلت زوجها الذي كان يحمل العصير وينظر لها بنفس الوقت باستغراب وقال
-ليزا عن ماذا كنتــ
قطعته بسرعة وقالت
- وليم .. نحنُ سنغادر وأنت كذلك وجودك هنا غير مهم
- ماذا ؟ ولمار
قالت بضجر
- يا ألهي كأنها في غابة وليس بمشفى ثم فلتطمئن جاك معها سيقوم بإخراجها من المشفى
- لكن يا ليزا..
تدخلت السيدة جوليا
- لا داعِ بأن يقوم جاك بذلك ليزا ثم من سيبقى معها في الفلا
- آه ..جوليا ألم تسمعيني عندما قلتُ لجاك بأن يبقى معها في الفلا ولا يتركها
- لكن ليس على جـاك أن يفعل ذلك
قالت ممثلة الحزن
-قولي هذا من البداية جوليا أنتِ لا تثقين بجـاك أم أنكِ تشكين بأخلاقه
ردت باندفاع وهي تحاول بإبعاد هذه الفكرة عن رأس السيدة ليزا
- لا لا .. لم أقصد هذا أبداً فجـاك شاب يعتمد عليه
ابتسمت لها بعد أن أدركت أنها نجحت في مخططها
- إذن لا داعِ للقلق وهيا ننزل
مسكت بيدها الأخرى يد زوجها وجرته لتنزله من السلالم استغرب من حركتها المفاجئة وقال
- ليزا ماذا جرى لكي اليوم ؟ ثم ألا تريدين شرب العصير؟
- آه ..عن أي عصير تتحدث وليم أنزل فقط دون كلام
أكملوا نزول السلالم وخرجوا من المشفى لفت نظرها لسيد وليم وخاطبته قائلة
- هيا وليم عد لأعمالك
جرها بيديه بخفه مبتعداً عن السيدة جوليا واتجه بها نحو سيارته وقال بتعجب
-ما هذا التصرف الغريب اليوم ليزا؟ ثم ألم تقولي لأنتوني بأنك ستبقين عند ابنته
- دعك من هذا الكلام الآن قل لي فقط ألا ترى أنها صدفة غريبة أن يرى جاك لمار ملقية على الأرض بالشارع وبالصدفة !! هذا حقاً كلام لا يدخل العقل
قال بسخرية
- حسناً وماذا تتوقعين أنتِ
لوت شفتيها وقالت بعد تفكير
- ربما كان يراقبها
قال بسخرية
- والآن هلا انهيتي كلامك أم أن هناك استنتاج آخر قولي فأنا أسمعك
قالت بغضب بعد أن سخر من تفكيرها
- أنا الحمقاء التي أخبرك بما أفكر به
-أنا لا أعلم حقاً أين هو عقلك ليزا
جاوبت بسخرية
- أنهُ في دماغي وليم لكنهُ سيغادر إذا بقيت في المشفى الآن ذهب إلى أعمالك
ابتعدت عنه واتجهت لسيدة جوليا بعد أن تأكدت أنهُ ركب سيارته ليغادر المشفى أشارت هي لأحدى سيارات الأجرة وركبت مع السيدة جوليا التي قالت مخاطبة السيدة ليزا
-أين هذه المشفى ليزا
ردت باستغراب ودهشة متصنعة
- عن أي مشفى تتحدثين ..؟!! أكملت بنشاط ومرح نحنُ الآن في طريقنا لجولة سياحية في باريس
-مــاذا !! ألم تقولي أن صديقتـك ابنـتـ
قطعتها قبل أن تكمل حديثها
-صحيح ..لكنها أرسلت لي رسالة وقالت أن صديقتها الأخرى معها الآن ولا داعي لقدومي
- ليتك أخبرتني من البداية لبقيتُ مع لمار
- ولهذا السبب أنا لم أخبرك وأكملت بشوق فأنا حقاً أريد التجول معك في باريس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرجت من المشـفى وهي على الكرسي المتحرك التي كانت تقوده الممرضة لها لتخرجها من المشفى بعد أن أكلموا إجراءات الخروج من المشفى أشار لممرضة لسيارته لتمشي نحوها أوقفتها الممرضة أمام السيارة مد لها بيده لترتكي عليه حتى تستطيع دخول السيارة لكنها نظرت لهُ بنظرات نارية وطلبت المسـاعدة من الممرضة ركبت السيارة ولم تتفوه بكلمة واحدة يكفيها حظها السيئ اليوم لاحظت أنهُ هو الآخر لم يتكلم كان منزعج أكثر منها يا له من أحمق كـأنهُ لم يفعل شيء اهدئي يا لمار أنا لا أحتمل مشاكل أخرى من أجل حياة جديدة علي تمالك أعصابي هذا ما قالته بسرها مر الوقت بالطريق دون تكلم حتى أوقف السيارة أمام الفلا بقي في السيارة لثوان لم يقول شيء خرج بعدها من السيارة ليفتح لها الباب
- أرتكئي علي
ردت باندفاع
- لا ..سأمشي بنفسي
تنهد قليلاً واستنشق قليلاً من الهواء محاولاً تمالك ونفسه فليصبر قليلاً رد عليها ببرود
- أنتِ لا تستطيعين الحراك
مد لها يده ليساعدها على النزول حدقت به لثوان وهي تفكر بكلامه هي حقاً إذا ضغطت على رجلها ستسقط بالتأكيد لم يكن لها خيار سمحت لهُ بأن يساعدها لدخول الفلا قال بعد أن أوصلها إلى الباب
- ألديك مفتاح
- نعم ..في حقيبتي
فتح حقيبتها وأخرج المفتاح ليفتح الباب دخلا الفلا لم يكونوا بحاجة لإشعال الأضواء فالأضواء لم تكن منطفئة أشارت لهُ ليجلسها على الكرسي نفد لها ما طلبت ساعدها ليجلسها على الكرسي و ظل واقفاً يحدق بها بنظرات غريبة قالت هي
- لا تنتظر مني الشكر جـاك لم أنسى بعد ما فعلتهُ اليوم
رد ببرود مما أشعرها بكمية الغباء المتجمع بعقلها
- ومن قـال لكي بأنني أنتظر الشكر منك فقط كنتُ أرى أن المكان غير مناسب لكي علي إيصالك لغرفتك
- أخرج جـاك لا أريد منك جميلاً
قالتها بحزم لكنهُ رد عليها مما أشعلها غضباً
- لا يمكنني الخروج لا يوجد أحد معك بالفلا ثم لا تنسي أمي قالت أن أبقى معك حتى تأتي والدتك لا يمكنني تركك
- لا تمثل لي دور الفتى الحنون الذي سيبقى ليرعاني
- تفهمين الأمور بشكل خاطئ لن أبقى من أجلك فقط يجب أن لا أخون ثقة أمي وأمك
شعرت وانها أهينت بما فيه الكفاية اليوم قالت متمالكة غضبها
- وجودك ليس لهُ فائدة أخرج من الفلا ألا تفهم ..؟
- لأوصلك بالأول لغرفتك عليك الاستلقاء على السرير
أدركت أن كلامهُ صحيح حدقت به وهو يقف أمامها مباشرة أدركت أن كلامه صحيح فهي متعبة جداً لكن هي لا تحتاج لمساعدته بتاتاً
- أنا لا أحتاج لمساعدتك لستُ عاجزة عن الحراك
حدق بها وهي تضغط على طرف الكرسي بقوة ليساعدها على الوقف رد بملل
- لا تظني بأنني سأساعدك حتى إذا رفضتِ بسبب تأنيب الضمير أمرك لا يهمني بـتاتاً
وقفت من على الكرسي وقبل أن تبتسم ابتسامة انتصار صرخت بأعلى صوتها بعد أن أحست أن العالم يسود بوجهها فتحت عينيها ببطء وهي بعد أن أدركت أنها وقعت على الأرض فوق شيء صلب مسكت رأسها بألم و فتحت عينيها بقوة عندما أدركت أن الشيء الذي آلم رأسها هو جسد جاك الصلب نظرت لشعرها الذي تناثر على وجهه أنها فوق جـاك لقد وقعت فوقه أحست بالخوف والحرج بنفس الوقت رأسها من صدره حدقت بوجهه وبشعرها الأشقر المتناثر على وجهه حدقت به وهو يرفع كفـيه ليمررها على وجهها لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ كانت تريد الصراخ لكنها فهمت الأمر عندما أعاد خصلات شعرها المتناثر إلى محلهُ فسقطت من جديد مرر يديه مجدداً ليعيد شعرها إلى محله دون فائدة فكرت قليلاً كم هو غبي كيف سيعيد الخصلات إلى محلها دون وجود أي مقبض يقوم بتثبيتها أحست برجفة تسري بجسدها عندما مرر أصابع يديه ليعيد الخصلات خلف أذنها ارتجفت من لمسة يده و رفعت نظرها بسرعة لتقابل عينين جـاك شعرت بالضحك عندما أغمض عينيه من شعرها الذي تناثر من جديد يبدو أن شعرها أزعجه كثيراً وبحركة لا أراديه أبعدت تلك الخصلات عن عينيه أحست بما فعلت ضغطت على صدره بسرعة لتحاول الوقوف لكن بدل أن تنقذ نفسها سقطت من جديد حاولت أن تقف مجدداً لكنها فزعت عندما رأت تلك النظرات على عينيه نظرة جليدية لا تفهم أبداً تاهت وهي تحدق بوجهه بإمعان نسيت نفسها وهي فوقه بقيت تحدق بها وهو كذلك كان يحدق ونظراته التي بدأت تتحول إلى سخرية يبدو أنهُ يجاريها ليعلم إلى متى ستبقى تحدق به هكذا لكن لماذا لا أبعد نظراتي عن وجهه لا أعلم لماذا أحب رؤية تلك القوة الموجودة بوجهه وتلك العينين الزرقاء التي تشع دائماً تحدي وقوة
- أأعجبك الوضع وأنتِ تحدقين بي هكذا ....؟!!
توردت وجنتيها خجلاً وأحست بما كانت تفعله قبل قليلاً عندما قال هذا أنها تكرر ما جرى قبل ساعات غبــية ضغطت على صدره لتحاول أن تقف مجدداً لكنها وقعت من جديد على جسمه حاولت مجدداً دون فائدة كانت محاولاتها فاشلة لكنها استمرت في المحاولة فقط كانت تنتظر صراخ منه لقد قامت بتكسير جسمه من كثر السقطات استغربت سكوته لهذا واصلت الوقوف وكأنها بتحدي تعاود الوقف كلما سقطت الوضع لم يكن يعجبها بـتاتاً فكلاما سقطت يصطدم رأسها بصدره الصلب ويتلامس جسدها بجسده
- هل سنبقى على هذا الـحال كثيراً ..؟
قالها ببرود مما جعلها تجمدت بمكانها عندما أخرج تلك الجملة من فمه بعد سكوت طويـل نظرت لهُ بغباء
- ها .. وقالت مكملة لحماقتها بغباء وكأنها لم تفعل شيء أنا فقط أحاول الوقوف لا أكثر
رد عليها وهو يرفع حاجبيه بتعجب متصنع
- حـقاً .. ! وهل تظنين أنك ستقفين على قدميك وتمشي بسهولة وكأن شيء لم يكن
- بالتأكيد أستطيع ذلك
- اليوم فقط لمار .. أكسري غرورك
- مـاذا!!
- ألا ترين أنكِ قمتي بتكسير جسدي وأنتِ تحاولين الوقوف وأكمل بخبث أم أنها فرصة لتكوني قريبة مني إلا هذا الحد لمار
ردت بغضب وكبرياء
- كيف تفكر هكذا أنا أشمئز من أن أكون بالقرب منك يا لك من أحمق
شهقت وهو يبعدها عن جسده ليطرحها على الأرض بسرعة وبحركة سريعة كرر ما جرى قبل دقائق لكن هذه المرة العكس فهو الذي كان فوقها وليست هي همس بالقرب من أذنها
- سأريك الاشمئزاز الحقيقي يا لمار
لمح تلك العينان الخضراء التي باتت تخرج من محلها بسبب الخوف وقبل أن تصرخ عليه مسك بأطراف أصابعه فمها ليمنع تلك الصرخة لقد أستغل عدم قدرتها على تحرك قدمها ابتسم بداخله على خوفها الظاهر إلا أنها تتسلح بالغرور والشجاعة رغم خوفها منه الظاهر على ملامح وجهها أزاح أصابع يده من على فمها مما جعلها تصرخ عليه بسرعة
- جــاك ... ابتــعد
استغرب من الصراخ السريع حتى أنها لم تمر ثانية على إبعاد أصابعه من فمها وقبل أن تفتح فمها مجدداً لتثرثر بشتائم موجهه له قال بهدوء وهو يعيد أصابع يده لفمها
- اششش... أتعلمين انك ثرثارة وبشكل لا يطاق فلسانك متبرئ منكِ
شعر بالضحك عندما كانت تتكلم بكلام غير مفهوم فأصابع يده تمنعها من التكلم
- ألا ترين أن هذا أكبر دليل يدل على أنك ثرثارة منذُ أول يوم رأيتك وأنت ِ ثرثارة فأنتِ لا تستطيعين الامتناع عن التكلم لثوان حتى أبعد أصابع يدي من فمك غمز لها وهمس قائلاً أيمكن لهذا اللسان السليط أن يكف عن إخراج تلك الشتائم الموجهة لي يا ثرثارتي الغالية
بعد أن قال جملته أبعد أصابع يده ببطء وأقترب بسرعة نحوها وكأنهُ ينوي تقبيلها صرخت بسرعة لكنها لم تحظى بقبلة كما توقعت بل سمعت صوت ضحكته أبتعد عنها بسرعة وهو لازال يضحك لم تنزعج هذه
المرة من ضحكته بل استغربت أنها المرة الأولى التي ترى أن ضحكته ليست لسخرية أو لأستهزاء كما كل مرة قال وهو يحاول كبح ضحكته
- يا لكي من حمـقاء تصدقين بسرعة كل شيء حتى إذا كان تمثيلاً
لم ترد عليه بل تنفست قليلاً محاولة استيعاب أنهُ كان مقلب لم يكن ينوي تقبيلها بتاتاً نظرت له وهو يمد يده لها ليوقفها من على الأرض قالت بكبرياء
- لا سأذهب بنفسي
- ألم أقل لك أليوم فقط دعي هذا الغرور فهو ليس مناسب لوضعك الصحي
فتحت عينيها بقوة وهي تفكر كم هو لئيم
- مـاذا ... ماذا
مل من مجاريتها قال بملل
-ألستِ أنتِ من رفض استخدام العكاز رغم أنك بحاجة إليها لتحتملي النتيجة هيا أرتكئي علي
آه أنهُ يتكلم وكأن المذنب بالأمر أنا فقط قالت بغضب
- أو لست أنت من أرغمني على الركوب في السيارة وقال لي بكل برود إذا أردتي الموت فموتي
- وما أدراني ..!لم أكن أعلم بأن لدي طفلة مجنونة ومشاكسة لتقفز من على السيارة
أنحنى لمستواها وساعدها على الوقوف لم تمانع في ذلك لقد تعبت حقاً يبدو أنَّ الوصول لغرفتها دون مساعدة من أحد أمر مستحيل تحقيقه أخبرته أن غرفتها بالطابق العلوي مشى بها نحو السلالم مسكت بالسلالم بيد ويدها الأخرى كان يمسكها ليساعدها على الصعود صعد السلالم ببطء وخاصة أن جاك كان قريب جداً منها أشعرها هذا بالحرارة رغم برودة الجو أبعدت تلك الأفكـار من رأسها بسرعة بعد أن شعرت بالعرق يتجمع بوجهها واصلت الصعود بتوتر وتعب حدقت بسلالم وهي تتمنى من أعماق قلبها بأن بقي لها القليل لتكمل صعودها لكن ليس كما تمنت بقي الكثير تأففت بملل لكنها تجمدت عندما سمعت صوت ضحكته الصغيرة يبدو أنهُ كان يحاول كتم ضحكته شعرت بالخجل لكنها حدقت به بنظرات نارية مما زاد ضحكته قالت بانزعاج
- لمَّ تضحك
كتم ضحكته من جديد وقال وهو يبتسم
- أراقب فقط التغيرات الجوية التي طرأت على وجهك
واصل ضحكته مجدداً مما أحرجها كثيراً لقد كان يراقبها هي حقاً حمقاء كيف تسمح بأن تقع بموقف محرج أمامه قالت بضجر
- أوصلني إلى الغرفة فقط أشعر بالتعب
- أتساءل لمار أحياناً إذا كنـ ...
قطعت كلامه وحدقت به وبفضول قالت
- أخبرني جاك عمَّ تتساءل
أشعرهُ هذا بالضحك
- أنتِ حتى لا تتحين لي الفرصة لأكمل كلامي ألم أقل لكي بأنك ثرثارة
-اووف ...
- اهدئي يا مجنونة كنتُ أتساءل حقاً إذا كنتِ فتاة ناضجة أم طفلة
أحست بكمية السخف من كلامها نظرت لهُ بنظرات نارية وقالت
- بالطبع فتاة ناضجة فعمري أربع وعشرون
- أشك بذلك
- كيف تشك بذلك ؟!! ... فأنا طبيبة
قال بسخرية
-لا تفتخري كثيراً أعلم بأنك تخرجتي قريباً من جامعة الطب أنتِ لازلتِ مبتدئة و تـتدربي على الطب
أحست بالحرج لقد كانت تصف نفسها بالطبيبة الماهرة وهو يعلم أنها لازلت مبتدئة ضغطت على رجلها لتصعد فأحست بألم فضيع بقدمها جعلها تفقد توازنها
- لمـــار
سمعت صوته يهتف باسمها وكأنه ينبهها من السقوط وقبل أن تتراجع للوراء مد يده ليمسك خصرها ليمنعها من السقوط فاجأتها هذه الحركة كيف يتجرأ لفت نظرها بسرعة نحوه وهي تحدق بها باستغراب أحست بالعرق يتجمع بوجهها والحرارة الكبيرة التي تغزو جسدها أحست بقشعريرة مرت ثوان وهي تحدق كانت تنتظر منه أن يبعد يده عن خصرها حدقت بعينيه التي كانت تشع بنظرات غريبة أبعد يده عن خصرها ببطء وأعاد نظراته الجليدية بسرعة و مشى بها نحو غرفتها بعد أن أشارت لهُ المكـان فتح باب غرفتها وأدخلها ليجلسها على السرير شعرت بالنوم عندما رأت السرير أمام عينيها تنهدت براحة وكأنها لم ترى السرير منذُ سنوات عديدة عبست عندما تذكرت وجود جـاك معها في الغرفة لفت نظرها له وهو يقف أمام سريرها أعادت نظرها إلى السرير منتظرة منه أن يخرج من الغرفة لكنهُ لم يفعل بل ظل يمشي بغرفتها وهو يحدق بكل شيء بها بغرابة شعرت بالخجل عندما حدق بالألعاب المنتشرة بالغرفة لاحظت تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه وهو يحدق بالألعاب التي أحضرتها ماري لها اليوم فهي تعلم أن لمار تعشق ألعابها الخاصة لكنها اشتعلت غضباً عندما أنفجر ضاحكاً وهو يقول
- أتلعبين بهذه الألعاب حقاً ..؟
- ومـا شأنك بي ..؟
فتحت عينيها بقوة عندما استدار ليمسك دبدوباً بقوة لف نظرهُ لها وقال
- دبدوب ! ..أتحبين هذه اللعبة السخيفة
استمر بالضغط على الدبدوب بيده بقوة أزعجها هذا كثيراً صرخت كالأطفال
-دع دبدوبي أيها العنيف أنت تؤلمه
- أ أنت بوعيك أؤلم دبدوب ! أنه جماد
قالت بضجر
- أنا أحبه كثيراً وأنت بلمسة يدك العنيفة ستقوم بتمزيقه
رد بابتسامة استهزاء وهو يحاول بنفس الوقت كتم ضحكته
- حقاً ! وهل تخشين أن أمزق دمية ..غريب !أتساءل إذا كانت هذه غرفة طفلة أم فتاة تبلغ أربع والعشرون من عمرها
تمالكت أعصابها وفكرت بأن أفضل حل مع هذا الشاب هو تغيير الموضوع وطرده بطريقه محترمة فمثل ما بدا لها أنهُ لن يخرج من الغرفة باحترام أغمضت عينيها بخفة وهي تأخذ شهيق وزفير وقالت
- أريد النوم جاك
فرك شعره بيده قليلاً وهو يرتكئ على طاولتها
- اممممم وهل منعتك نامي..
فتحت عينيها بقوة دون تصديق حقاً لا ينفع معه الأسلوب المحترم بتاتاً ضغطت على أسنانها وهي تحاول الهدوء لاحظت نظراته لها لقد أدرك ذاك الغضب الذي ينتابها حدقت به بنظرات نارية لكن ما أزاد جنونها عندما تكلم بسخف قائلاً ببرود
- ألم تقولي بأنك تريدين النوم لماذا لم تنامي بعد ؟!!
تنفست قليلاً محاولة أن تهدأ وهي تذكر كلام ماري شخص مثل جاك لا ينفع العناد معه قالت بسرها علي أن لا أزيد الطين بله أنا أريد التخلص منه سأنتظر ربما يخرج بعد دقائق سيمل بالتأكيد هو يريد استفزازي هذا هدفهُ دائماً لكنهُ لن ينجح اليوم بتاتاً استلقت على السرير بضجر طار النوم من عينيها بل بالأصح كيف سيأتيها النوم وبغرفتها هذا الشبح تقلبت على السرير بضجر مرت 15 دقيقة وهو يقف مرتكئ على جدار الغرفة وكأنهُ حارس حتى الحارس يجلس على الكرسي ألم يتعب وما شأني أن تعب أو أرتاح المهم أن يخرج من الغرفة يبدو أنَّ من سيمل هو أنا وليس هو هذا ما كانت تقوله بسرها وهي تتقلب على السرير بضجر لم تعد تحتمل أكثر من ذلك جلست على السرير بغضب وخطرت في بالها فكرة خبيثة أخذت تفكر بها لكن سرعان ما قطع حبل تفكيرها صوت جاك عندما قال ببرود أغاضها
- ألم يريحك السرير ..؟
ردت بنظرات حادة
- لا بل مريح للغاية
-إذن لماذا أستيقظتي
نظرت لهُ بمكر وقالت بنبرة عادية
- لأنني عطشه
ضم يديه وربعها على صدره واستفهم
- والمطلوب ..؟
ابتسمت لها بابتسامة عريضة
-كأس من الماء
حدق بها بغرور
- أتطلبين مني كأس من الماء أنا ! أحظرهُ لكي
- طبعاً أنت.. إذا لم تحضر لي الماء أنت من سيحظره لي ؟ وقدمي مصابة !
حدقت به لثوان وهي تنتظر إجابة ابتسمت بداخلها عندما قال
- أين المطبخ ؟
- في الطابق السفلي
أغمض عينيه محاولاً أن يهدأ وفتحها ببطئ وقال
- أقصد أي مكان في الطابق السفلي ؟
قالت متصنعة الغباء
- بصراحة لا أعلم ..
صرخ عليها بعصبية
- لا تعلمين أين تعيشين أنت في غابة أو في منزل
قالت ببرود أغاضه
- مابك تصرخ جاك ؟ هذا أول يوم لنا في الفلا لم أتعرف على الأماكن جيداً ماذا ستخسر إذا بحثت على المطبخ بنفسك
لم تسمع لهُ رد بل رأتهُ يخرج من غرفتها ابتسمت بنصر كبير لكن لم تدم فرحتها أكثر من ثلاث دقائق أو أقل حتى عاد ومعهُ كأس من الماء أخذت الماء منه بسرعة عندما مد يده نحوها وشربته وأعطته الكأس تعمدت أن لا تشكره أخذ منها الكأس بغضب وتركه على الطاولة عاود ليرتكئ على الجدار مجدداً تمددت هي مجدداً على السرير لقد ظنت أنهُ سيخرج من الغرفة بعد طلبها لكأس من الماء أغاضها عندما أخرج سماعات الهاتف ليضعها على أذنيه حدقت به لثوان يبدو انهُ مستمتع جداً كتمت غضبها وهي تهتف باسمه
- جـاك
لم تسمع رد واصلت الهتف باسمه مجدداً يبدو أنهُ لا يسمعها صرخت بصوت عال
- جــاك ..جــاك ..جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاك
أبعد السماعات عن أذنيه بغضب وهو يحدق بها بنظرات نارية وصرخ
- أجننتي؟؟! لماذا تصرخين ..؟ حمــقاء طفلة مزعجة
قالت ببراءة متصنعة
- حقاً ..! فتحت عينيها كالأطفال وأكملت بغباء هل أزعجتك ..؟
فتح عينيه بغضب
- كفي عن هذه الحركات الصبيانية
-صدقني جاك لم أكن أنوي إزعاجك فقط كنتُ أريد منك أن تغلق النوافذ الجو بارد
ضم شفتيه بغضب وقال
- سأفعل
أقترب ليغلق النافدة وعاد بعدها ليعيد السماعات على أذنيه قبل أن يسمع صوتها تقول
- أنا آسفة جـاك ..أفتح النوافذ لقد شعرتُ بالحرارة الآن
- حقاً أهي لعبة ما رأيك أن نفتحها ونغلقها مجدداً لعبة رائعة أليس كذلك
لاحظت تلك السخرية الواضحة من كلامه لكنها قالت له بحماس
- جميــل لم ألعب منذُ مدة حقاً هي لعبة رائعة
صرخ باسمها وهو يعيد فتح النافدة
- لمــــــــــار لا تثيري جنوني
- لا تصرخ علي جاك .. أنا لا أستطيع الحراك وإلا لن أتنازل لأطلب شيء منك
- لا تظني بأنني ألبي طلباتك لأنك مريضة لا تحلمي بذلك أنا ألبي طلباتك فقط رغبة أمي وأمك
أزعجها كلامهُ كثيراً أرادت أن تزعجهُ بأي طريقه قالت بعد ثوان من التفكير
- أحظر لي شوكلاه من ثلاجة المطبخ وإياك أن تنسى حبـات الفراولة
فراولة وشوكلاة فرق شاسع لف نظرهُ لها بنظرات أخافتها وقال
- ما رأيك أن أحظر لكي المطبخ بأكمله عندها يمكن أن تختاري ما تريدين
-اووه .. هل ستتذمر كل ما طلبتُ منك طلب تنزعج وتصرخ هيا أحظر لي الشوكلاة من فضلك
- هل أنتِ حمقاء أم طفلة .شوكلاه . لا يطلب الشوكلاه إلا الأطفال
- وما شأنك أنت أكون كما أريد طفلة ..حمقاء.. فتاة.. غبية.. طبيبة ..أنا حرة أطلب منك الآن فراولة وقطعة شوكلاه
- ستؤلمك معدتك يا طفلتي فالفرق شاسع بين الفراولة والشوكلاه ألم تتعلمي ذلك في المدرسة والجامعة رغم أن مستقبلك في الطب
ردت بعناد
- بلى تعلمت لكنني أريد تناولها الآن
- حقاً أشفق على المريض الذي ستعالجينه يوماً ستقتلينه بالتأكيد
لم يسمح لها الفرصة بالكلام حتى خرج من الغرفة بينما هيا زفرت بغضب أنهُ لا يمل ولا يـيأس بالتأكيد سيكون علم أنني أطلب منه هذه الطلبات لأخرجه من الغرفة عاد بعد ذلك وهو يحمل طبق , زفرت بغضب عندما وضعها فوق الطاولة وصرخت قبل أن ترى حتى ماذا أحظر
- تلك الشوكلاه لم تعجبني أخرج من الغرفة
ابتسم لها بسخرية ورفع حاجبه وقال باستهزاء
- أنا لم أحظر شوكلاه لمار أنتِ حتى لم تنظري للطبق
توردت وجنتيها خجلاً وأحست بالموقف الغبي التي هي به قالت باضطراب وهي تحاول تصنع الغرور
-لم تحضرها إذن ... فلتخرج من الغرفة هذا أفضل
جلس على الكرسي براحة وتكلم
- لا تفكري بأنني أحمق لمار ولم أفهم سبب تلك الطلبات كان عليك من البداية أن تقولي لي أخرج فهذه الحركات الصبيانية لا تجربيها على فتى ذكي مثلي
هتفت بصوت منخفض حتى أنهُ لم يسمعها مغرور غيرت الموضوع بعد أن علمت أنها كشفت لا محال
- أريد النوم
- وأنا أكرر جوابي نــامي
شعرت بغضب كبير
-سأنام وأنت ماذا ستفعل؟
- أتشكين بي ؟ لا تقلقي سأنام على الكرسي
ابتسمت بسخرية وقالت بسخرية كبيرة
-حقاً ! تعال ونام بجانبي أفضل لك من ألم الكرسي أكملت بصوت خافض أهوج
شهقت عندما تقدم نحو السرير ليحاصر جسدها بكلتا يديه على سريرها همس قائلاً
- وهل تودين أن أنام بجانبك ؟ لكي ما تشائي
تلون وجهها بلون الأحمر لشدة الإحراج قالت باضطراب
- هاا .. لا أنا أنا أنا ..
- أنتِ ماذا؟
- أنا كنتُ أمزح لم أكن جادة في حديثي جاك
لمس بأصبعه على أنفها
- إياك أن تلعبي بالنار لمـار قد تحترقي
ابتعد عنها ومشى ليخرج من الغرفة أحست هي بالخوف من جملته الأخيرة أنا لم أفهم معنى تلك الجملة بل لا أفهم جاك تصرف هذا الشاب غريب إذا قلتُ بأنهُ معقد نفسياً من الفتيات فهذا افتراض خاطئ فهو يخرج مع الكثير من الفتيات وأغلب الفتيات يحبونه إلا أنــا يكرهني كثيراً وأنا أكرههُ أكثر بكثير وما شأني أنا به فليذهب إلى الجحيم المهم أن أرتاح قليلاً فاليوم كان يوماً مرعباً أغمضت عينيها ربما تنسى وجود الشبح وتنام قليلاً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت برجاء
ديف ..ديف .. كفاك جنون
صرخ وهو يدفعها للخلف
- أبتعدي أنتِ السبب بكل شيء تولين أنتِ من دمر حياتي لماذا أتيتِ لمنزلي الآن أخرجي منه
قالت ببكاء
- وما ذنبي ديف .. ؟ أنا لم أفعل شيء سوى أنني أحببتك كثيراً
- كفاك ..لا تكرري هذه الجملة كثيراً أنا أكرهك
- أكل هذا من أجل لمار ..؟ هل ستكرهني من أجلها ..؟
- نعم .. من أجلها تلك الفتاة الناعمة لقد سحرتني كلياً تحكمت بقلبي منذُ أن رأيت براءتها نسيتُ ألآم الماضي تبعي بسمتها كانت تنعشني كثيراً ومرحها يجعلني في حياة جديدة أنسى كل شيء معها فقط أسعى لإسعادها لكنني خنتُ ثقتها وبسببك تولين
- وهل ستشرب الكحول كلما وقعت في مشكلة ديف بهذه الطريقة لن تحل مشاكلك أبداً
جلس على الكرسي بتعب
-أحبها كثيراً لا يمكنني التخلي عنها
شعرت بغيرة كبيرة أنهُ يعشقها بجنون لقد كان هذا القلب ملك لي في السابق وأنا من تخليتُ عنه والآن يتكرر السيناريو مجدداً لكن بخطأ من ديف أنهُ يحب ويخون بنفس الوقت اقتربت لتجلس بالقرب منه وهي تحدق بعينيه التي تسيل دموعاً ربتت على ظهره وهي تقول لتنسيه همومه
-ديف أهدئ قليلاً الحياة لم تنتهي بعد أنا معك وطفلك بجوارك جميعنا معك ديف لن نتخلى عنك بسهولة
- لكنني أريد لمار أريد خطيبتي
لم تعد تحتمل أكثر كلما أحاول أن أذكره بي وبطفله يذكرني بلمار أخذت حقيبتها وانسحبت بسرعة لتخرج من منزله ربما هذا أفضل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طرق باب الفلا وسرعان ما أنفتح على وجهه السيدة صوفيا التي بدأت بالترحيب به بحرارة
- ليون مرحباً بك
ابتسم لها
- مرحباً سيدة صوفيا
ابتعدت عن الباب لتسمح لهُ بالدخول دخل الفلا قالت لهُ بابتسامة وهي تشير له على الغرفة ليدخلها
- تفــضل
دخل الغرفة وجلس على الأريكة قالت
- ماذا تشرب ليون ؟
- شكراً لكي لا أريد شيء
ابتسمت له واقتربت لتجلس على الكرسي وقالت
- ظننتُ أنك ستأتي في الحال لزيارة سونيا عندما تعلم بخبر عودتها من روسيا
- بصراحة نحنُ التقينا من قبل
تعالت ابتسامتها وقالت
-حـقاً .. رائع جداً ظننتك قد نسيت حبك لسونيا لاحظت أنهُ عبس عندما قالت ذلك تكلمت مغيرة للموضوع
أتريد أن ترى سونيا
-إذا أرادت ذلك سيدة صوفيا
-بالتأكيد هي لن تمانع في رؤيتك تفضل معي هي في غرفتها
- ألن تخبريها بالأول بأنني موجود
- لا داعِ لذلك فهي لن تمانع إذا دخلت غرفتها
ابتسم لها و وقف لتقوده لغرفتها طرق الباب وسمع صوتها تسمح لهُ بالدخول فتح باب الغرفة ودخل تجمد عندما رآها على الحاسوب كانت تنظر لصورة شـاب لكنهُ لم يراه بشكل واضح نظر لها وهي تغلق الحاسوب بسرعة عندما رأته تساءل هل هو الشاب الذي تحبه ظهرت الصدمة على ملامح وجهها عندما رأته قال قبل أن تتكلم
- لقد سمحت أمك لي بالدخول
-مرحبـاً
قالتها من دون نفس رد عليها
- كيف حالك
- بخير ماذا تريد ..؟
- لا شيء أتيت لرؤيتك فقط
-أتمنى أنك لم تأتي لتفتح الموضوع السابق
- أتيت لمعرفة جوابك الأخير هل ستمنحين لنفسك فرصة لتحبينني ؟
- ولمَّ تسأل أليس لديك فتاة غيري
فتح عينيه باستغراب واستفهم
-ومن قال لكي ذلك
- جــ... مسكت فمها بسرعة وأكملت علمتُ وأنتهى الأمر قل لي الآن هل حقاً تحب فتاة غيري ؟
قال بعد تفكير
- لا أعلم .. أهو حب أم إعجاب أو ليس من هذا أنا لا أعرفُ الإجابة
وقفت من على الكرسي وأرتكأت عليه وهي تقول
- هذا يعني أن هناك فتاة في حياتك
-قلتُ لكي لا أعلم كل ما أعرفهُ الآن أنني أحب سونيا أحبكِ أنتِ أريد أن أعرف هل ستمنحين نفسك فرصة لتحبينني و تنسي ذاك الشاب وإلا...
رفعت نظرها له
- وإلا ماذا ..؟
- وإلا أبدئ حياة جديدة لأنني حقاً مللت ..مللت من حب غير متبادل أريد جواب لأبدأ حياة جديدة وانسي الماضي تبعي وسأمنح لقلبي فرصة ليحب فتاة أخرى ربما علي رؤية الحياة بشكل آخر
حدقت به وهي تفكر أحست بحزن لكنها قالت بعد تفكير بكلامه
- الخـيار الثاني ليون .. أنت لا تستحقني فقلبي ملك لفتى آخر سأعذبك كثيراً
هز رأسه بيأس
-كنتُ أعلم الإجابة فقط أتيت لأقنع نفسي أنني ضيعت سنوات من عمري بغير فائدة ولأقنع نفسي بأن أبدئ حياة جديدة لكن الآن أنا أعلم الإجابة جيداً ومقتنع بها علي بدئ حياة جديدة سونيا
- ليون لــكـ.....
قطعها قبل أن تكمل كلامها
- فهمت .. لا داعي للتبرير أهتمي بحياتك سونيا أتمنى لكي التوفيق
فتح باب غرفتها ليخرج من الغرفة صادف السيدة صوفيا على الباب التي كانت تحدق به وهو يبتعد عن الغرفة ليخرج من الفلا دخلت غرفة سونيا بسرعة وصرخت
- أيتها المجنونة كيف فعلتِ ذلك وبكل بساطة تتخلي عن ليون
- أكنتِ تـتنسطين لحديثنا على العموم ليس مهم أنا وليون لم نكون ثنائي حتى أتخلى عنه
- لقد كان يعرض عليك فرصة لتنسي جاك وتحبيه ألم يكن هدفك هو نسيان جاك
- أنا حالياً لا أريد التفريط بجاك وليون لا يعني لي شيء دعيه يبدأ حياة جديدة أفضل له
- ستدمرين نفسك يا بنتي أسمعي لنصيحة أمك ليون شاب شهم وسيسعدك دائماً بالإضافة إلا أنه يحبك
- لكنني لا أحبهُ أمي
-الحب ليس مهم كم من ناس تزوجوا من دون حب وحياتهم رائعة المهم التفاهم والعطاء والسعادة
حاولت أن تمنع دموعها من النزول تمالكت نفسها وقالت
- دعيني وحدي أمي أرجوك أخرجي من الغرفة أريد البقاء بمفردي قليلاً
- كما تشائين سونيا
انسحبت من الغرفة وأجهشت هي بنوبة بكائية انتابتها عقلها مشوش بالكامل فتحت حاسوبها من جديد وهي تحدق بصورها قبل ثلاث سنوات مع جـاك في اليونان وفي فرنسا
انتهى....
|