فالأمهات قد يرغبن في وضع أولادهن في الفراش بعد تقديم العرض, الي أي ساعة تسمحين لطفليك بالبقاء صاحيين جوانا؟"
"حتي الثامنة"
"أوه...حسنا, سيضطران للبقاء ساهرين لمدة أطول, ولنقل أنهما سيكونان في الفراش عند العاشرة, فيمكن لهما اذن تقديم عرضهما عند التاسعة, ثم يذهبان للنوم"
وقال برايان ساخرا" ومتي يذهب الكورس الي النوم؟"
"أوه...إنهم كبار, ويمكنهم السهر"
قلت جوانا" أنت تريد للسهرة أن تنجح ,أليس كذلك؟"
فقال لها بصوت منخفض حتي لا تسمع ايزابيل" لا تحاولي تجربة مدي صبري, أنت مرتاحة بالتفرج علي, وتعرفين أنني لن أستطيع الخلاص من هذه المرأة الهيبة"
فردت بهمس ساخرة" ولكن سامنثا لا تبدو موافقة معك"
وتدخلت ايزابيل" فكر بجمال العصر الذي ستختار ارتداء ثيابه, الثامن عشر...."
وساد صمت قصير قبل أن تبدأ ايزابيل و سامنثا الحديث عن روعة الفكرة, بينما بقي ضحية جوانا...ساهما, ثم قال ل جوانا" أري أنني مضطر للمشاركة, فالجميع سيفعل, آرثر, سامنثا, الكاهن, حتي أولاد أخيك, وأنت بالطبع, سأنتظر بشوق سماعك تعزفين علي ذلك المثلث"
"انه القيثارة"
"أوه..القيثارة بالطبع, كم هذا سخف مني"
قالت ايزابيل" ولكنها لا تلعب القيثارة لأحد"
فرد ساخرا" ولكنها ستضطر للعزف هذه المرة, أليس كذلك؟"
وحدقت به جوانا, انه يسخر منها, انها جسارة, انها إزعاج, ومع ذلك فقد كانت لهجته مهددة قليلا, متحدية.....
طوال بعد ظهر ذلك اليوم, بقيت جوانا تؤنب نفسها علي جبنها أمام برايان, مع أنهما يجب أن يتشاركا بالكثير بوصفه وصيا علي الولدين, وله الحق أن يتناقش معها في ذلك الموضوع, وبعد ذلك اللقاء غير المرضي, يجب أن يسعي لرؤيتها, مع أنها لم تكن تتوق لمثل هذا اللقاء.
لذلك عندما سمعت دقا علي بابها هذا المساء, قفز قلبها من مكانه وطلبت من الولدين بحده أن يصعدا الي غرفتهما, ويتحضرا للنوم قبل أن تتوجه لفتح الباب
ولكنها دهشت عندما ظهر لها بالباب آرثر ومعه الكلب بونتي وعلي الفور قفز الكلب الي الداخل, لتلقاه مونيكا وقد ذهبت طاعتها لعمتها أدراج الرياح.
قالت ل آرثر وهي تأخذ معطفه" لقد خرجت في ساعة غير ملائمة لعملك, أليس هناك زبائن الليلة؟"
"ليس هناك من لا يستطيع الموظفون التعامل معه, شعرت فجأة أنني بحاجة للخروج, لقد أحسست الجو في المطعم خانقا, فقد بدأ الزبائن في شرب قهوتهم وعبق الجو بدخان السجائر والطعام البارد, ولم أستطع التحمل فخرجت مع بونتي"
أدخلته الي غرفة الجلوس فاختار الجلوس قرب النار وأخذ يحدق أمامه وتبدو عليه التعاسة, وجلس بونتي تحت قدمي سيده, فتقدمت جوانا لتجلس تجاه آرثر, وابتسمت له قائلة" لو أنه بخمس حجمه الحالي, لكان سيكون مخلوقا رائعا"
"ماذا؟ آه..بونتي, انه كلب جيد"
وعاد لسرحانه من جديد, وجلست جوانا بهدوء تنتظر أن يتكلم, لم يحرجها صمته, فهي تعرفه منذ زمن بعيد وتحس بالسرور لمجرد رؤيته يجلس قرب النار عندها, لأنه نادرا ما يترك قصر الأمير ليلا"
رفع رأسه أخيرا وقال بتجهم" ماذا سأفعل جوان؟ أنا في ورطة كبيرة, وهي غلطتي بالكامل"
"معظم المآزق السيئة تكون من صنع يد المرء....ماذا فعلت؟ أو لم تفعل هذه المرة؟"
وللحظة ظنت انه سيجيبها, ولكنه وقف وتوجه للنافذة, ثم قال" أنا أحب يا جوانا, وهذه المرة حب حقيقي, وهي....أوه...انها لطيفة معي وتتركني أداعبها وأخرج معها, ولكنها لا تشعر بي, ممكن أن أكون أي إنسان آخر, انها جذابة والجميع يريدها وهي تعامل الجميع سواسية, ولن أتحمل , يجب أن تنظر الي بجدية.... فماذا أفعل؟ أعتقد أن الأفضل أن أكون واحدا من عدة رجال بدل أن أخسرها"
"وهل تسمح لك كرامتك بهذا؟"
"الكرامة؟ وما هي الكرامة؟ لم يبق لي منها شيء, ومنذ أسابيع....ما أن رأيتها. انا آسف جوانا, لم أقصد أن أجيء الي هنا لألقي عليك محاضرة"
"ألم تقصد؟"
"حسنا بلي, أظن هذا, أشعر أنك الوحيدة التي أستطيع التحدث اليها بالأمر"
فسألت بجفاء" أعتقد أن عذابك هذا له علاقة ب سامنثا بريكس؟"
"لا حاجة أن تسخري مني, فرباطة جأشك وبرودك لا يعطيك الحق بأن تضحكي علي الناس"
"لست أضحك عليك لا سمح الله! ولكني أحب توضيح الحقائق"
ونظر اليها آرثر, وارتاحت قسمات وجهه, وعاد الي قرب النار وأمسك بيدها" أوه يا جوانا...أنت دائما طيبة معي, وتجعلينني أضحك"
فقالت بسخرية" شكرا لك, اذن فسيدتك هي سامنثا, وأنت تحبها, وتراها كل يوم, وهناك بضع منافسين يجب عليك إزاحتهم, لا أري في هذا صعوبة , ظننتك في ورطة أكبر"
"انها لا تلاحظ وجودي, أنا موجود فقط لأشعل سيجارتها وأفتح لها الباب"
"وتدفع أجرها"
"أوه..حسنا, وأدفع أجرها, ربما هنا يكمن الخطأ, ربما لو كانت تعمل ل برايان تورنبول بدل أن تراه بين وقت وآخر..."
"تورنبول؟"
"انه الرجل الذي اشتري العزبة...لأقد ظننت أنك تعرفيه , ايزابيل قالت انك تعرفيه, علي كل هذا ليس مهما, فالمهم أنها مجنونة به, فهي تقضي كل أوقات فراغها بمنزله, وهو لا يخرجها أبدا بل يتركها مستعدة له هناك, وهي تذهب اليه كالحمل, انه يستغلها وهي لا تلاحظ, وهي تظن أنه سيأخذها الي مونتريال, ويساعدها علي ايجاد عمل "
"لابد أنها بلهاء, فهو حتي لا يعرف شيئا عن المرح"
"لا, لكنه غني ومثقف, ولديه اتصالات....اتصالات! كم هي ساذجة"
"انها متفائلة, ألم تحاول التلميح لها أنه قد لا يكون كما تتصوره؟"
"التلميح؟ لقد قلت لها صراحة, ولكنها لم تصدقني, فهو مخلص لها ولكن ليس لديه الوقت الآن, ولن تصدق أي شيء عنه"
"أتعني أنها لن تصدق عنه شيء الا اذا تحول اهتمامه الي ناحية أخري؟"
"أو أن تأتي احدي صديقاته المثقفات الي هنا"
"ولكن من الصعب أن يفعل هذا"
"لا لن يفعل, فلا أمل اذن"
وكالعادة وجدت جوانا نفسها ممزقة بين الانزعاج وبين أن تأخذ عنه كل أحزانه, ونظرت اليه بمحبة وتكونت لديها فكرة....بساطتها تذهل, وخطرها مخيف, وبدأت بسمة تتكون عند أطراف فمها, وتمتمت"لا أمل؟ أوه....لن أقول هذا...."