كاتب الموضوع :
katia.q
المنتدى :
روايات منوعة
منقذها وهو ينزل من السيارة بعد أن صرخت مونيكا واستدار بسرعة وصفق الباب وراءه, وتلقي الفتاة بين يديه واستدار بها وهو يرفعها في الهواء ضاحكا وقال برقة" أخشي أن تكوني مخطئة ولكن والدك محظوظ, هل الآباء وحدهم من يتلقون التحية؟ ألا تستاهل الأم واحدة؟"
"هذه ليست أمي ,انها جوانا فقط"
"أوه...."
وتدخلت جوانا" مونيكا ابنة أخي وهو تعيش معي وشقيقها الذي يلعب هناك"
"فهمت, حسنا يبدوان بحجم معقول ويمكن وضعهما في المقعد الخلفي وسأوصلكما الي المنزل"
قاومت جوانا كبرياؤها, ستكون نعمة لها أن لا تضطر الي السير أكثر من ميل ونصف والطفلين يجرجران أذيالهما خلفها ومع ذلك فكان كبريائها سيفوز لولا ظهور الآنسة فورستر في تلك اللحظة
مدرسة القرية فيها صفان يؤويان حوالي ثلاثين طفلا, الصغار تعلمهم معلمة عجوز عمرها من عمر المدرسة تقريبا والكبار ومن بينهم مونيكا وبوب هم في صف الآنسة فورستر وكانت شابة رياضية صغيرة شعرها أشقر قصير وترتدي النظارات, وكانت لها نظرة مخيفة لا يجرؤ حتي بوب علي عدم إطاعتها
وقالت التنين الصغيرة وهي تقفل باب المدرسة الخارجي
"آه آنسة راينهارت, هل أخرك شيء عن القدوم؟" ودون أن ترفع صوتها أو تلتفت " نحن لا نسير فوق الحائط دايفيد"
تخلي بوب عن لعبه وتقدم ليقف بجانب جوانا التي قالت" لقد تأخرت في عملي ثم وقعت علي المرجة وهذا السيد ساعدني وأوصلني لما تبقي من الطريق"
وأدارت الآنسة فورستر نظارتها اليه ولدهشة جوانا ابتسمت له وبدت تماما مثلها مثل البشر وتجاهلت الآخرين وهي تسأله ما اذا كان قد أضاع طريقه ودخل القرية عن طريق الخطأ ثم التفتت الي جوانا لتسألها
"هل أصبت بأذى"
"لا أظن"
"آسفة لما حدث لك وبالطبع لم تكن غلطتك ولكنك قلت أنك تركت عملك متأخرة وهذه هي المرة الثالثة هذا الأسبوع يا آنسة ولن أستطيع حقا إبقاء الأولاد كل هذه المدة وعليك أن تحاولي الوصول في الوقت المحدد
"أجل آنسة فورستر"
"لا أضمن أن أكون حرة للبقاء معهما كل يوم"
"لا آنسة فورستر"
وتدخل الرجل" هذا صحيح, ونحن قد أخذنا ما يكفي من وقتك منذ وصلنا" وتجاهل نظرة جوانا المعترضة وتابع" فليحضر الأولاد حقيبتهما ولن نؤخر الآنسة فورستر أكثر من ذلك"
وبدت الآنسة فورستر مذهولة, فهي بالتأكيد لم تعني هذا ونظرت جوانا بارتباك من أحدهما الي الآخر ولاحظت أن الآنسة فورستر كانت أكثر من مستعدة لمتابعة الحديث مع الرجل الغريب مهما استغرق من وقت, ولكنه أشغل نفسه بوضع الأولاد في المقعد الخلفي للسيارة, وانحني لها مودعا ولحقت به جوانا .
قال الرجل بعد أن غابت المدرسة عن أنظارهم" أوه انها ضابطة نظام فظيعة" ثم التفت الي جوانا" هل علمتك في الماضي؟"
"من؟ أفريل فورستر؟ يا الهي انها أصغر مني سنا"
"لا يمكن لأحد أن يعرف هذا"
أحست بالتوتر فقد ارتابت الي أنه يوجه لها اهانة" أوه...؟ ولماذا؟"
"هكذا...مجرد انطباع...قولي لي أين سآخذك؟"
"الي أين أنت ذاهب؟"
"الي عزبة الرياح ,ان استطعت أن أجدها"
"أوه" المنزل المذكور كان فارغا لأكثر من سنة منذ وفاة آخر مالك له, والقرية مليئة بالإشاعات أن الورثة يقنعون مديرية الآثار الوطنية لشرائه, فهو منزل مبني منذ العصور الوسطي, صغير ولكن جميل, ... حتي وقت متأخر, فبعد موت السيدة أندرهيل العجوز أصبح مهجورا,ولطالما هز سكان القرية رؤوسهم أسفا علي الأراضي الزراعية المحيطة به والتي أصبحت بالتدريج جرداء وهناك ربيه في المنزل نفسه ومن المتفق عليه أن السيدة أندرهيل قد أهملته خلال سنواتها الأخيرة, وأنه سيكلف كميات ضخمة من المال ليستعيد أهليته للسكن, واذا لم يصلح عاجلا...فلن يعود هناك أمل فيه سوي أن يهدم وفي نظر البعض ستكون تلك مأساة.
"هل تعرفين العزبة؟"
فابتسمت جوانا بأسف وهي من قضت طفولتها تلعب في حدائقه"أجل أعرفه, انه قرب البحر وأظن من الصعب عليك أن تجده بسهولة, هناك بوابة خلفية له, تفتح الي باحة الكنيسة, كنت أستخدمها بنفسي منذ زمن بعيد, ولكن له طريق خاصة تصل الي المنزل عبر الغابة التابعة له, عليك أن تتجه في تلك الطريق بعد ميلين من القرية.
"بعيد بهذا القدر؟ ولكني ظننت المنزل في القرية؟"
"أجل, والقرويون يدخلون اليه عبر باحة الكنيسة أو من علي طريق البحر ولا يمكن الوصول بالسيارة من كلا الطرفين."
"ولكنك قلت ميلين...وغابة المنزل, هل كل هذه الأرض تابعة له؟"
"كانت كذلك, وأظن البريغادير بدفورد قد اشتراها من السيدة أندرهيل منذ سنوات ولكن لا يزال هناك حق المرور الي المنزل قائما مع أنني لست أدري في أية حال هي الطريق الآن""
"لن تكون أسوأ من طريقكم المحلية وعلي أن أخاطر"
وقالت مونيكا من المقعد الخلفي" كانوا يقطعون بعض الأشجار من الغابة في عطلة الأسبوع الماضي, كنت أنا و بونتي هناك نتمشى وقال لنا السيد آدامز أننا لا نستطيع البقاء لأنهم سيسقطون الشجرة الكبيرة قرب البوابة لتنظيف الطريق"
ورد عليها بوب" لم يكن ذلك لتنظيف الطريق يا غبية, بل لأن الشجرة مريضة ولا يريدون لمرضها أن ينتشر...هذا صحيح, أليس كذلك يا جوانا؟"
|