7-مع ولادة طفلة كاميليا ولدت أيضاً آمال صغيرة, و بين حوافر حصان هائج استيقظ حب كنا نعتقده لن يولد إلى الأبد...
ولدت ابنة كاميليا عند الفجر, و بعد صراخ الاحتجاج المنتظر, نامت, و نامت أمها قربها. العمة و جوسلين لم تجدا دقيقة راحة. بعد ليلة بيضاء, أحضرت جوسلين عجة للطبيب ثم فطوراً للحراس. البعض خاب أملهم حين علموا أن الطفل أنثى, لكن جان-مارك كان مسروراً, و أمضى كل فترة قبل الظهر يتأمل وجه ابنته الأحمر المجعد, و نسي كلياً مصارعة الثيران في آلرز.
بعد الغداء, تمكنت جوسلين من الاستراحة قليلاً, أمام المنزل, في الساحة الصغيرة, لكنها لم تكن تشعر بالتعب اطلاقاً. وقت الولادة, أرادت العمة اخراجها من الغرفة, لكن كاميليا تعلقت بيدها و رجتها أن تبقى معها. لم تندم الفتاة لحضورها الولادة و أدركت لماذا لم يكن والدها يشعر بالتوتر أبداً بعد عودته من التوليد. كما تذكرت أنه قال لها, ذات مرة: " التوليد هو العمل الوحيد الذي لا يصح رتيباً مع الزمن. في كل مرة, الولادة معجزة".
منتديات ليلاس
في منتصف بعد الظهر, جلست كاميليا في سريرها, وضعت حمرة على شفاهها و طلبت أن تأكل أكثر من حساء دجاج. ولما جلبت لها ابنة عمها صحن بيض مقلي, قالت لها:
-آه, ما أروع اختفاء البطن و العودة إلى الجسم الرشيق النحيل!
فجأة قال لها جان-مارك:
-كاميليا, علينا ايجاد اسم للطفلة, كنا متأكدين من أن الطفل سيكون ذكراً...
اقترحت عليهما جوسلين قائلة:
-لماذا لا تسمونها " سارة" ... مثل السيدة سارة؟
أجابت ابنة عمها قائلة:
-نعم... نعم. أحب هذا الاسم. ما رأيك يا حبيبي؟
أجاب الزوج:
-هذا اسم رائع و مناسب. ربما نسميها " سارة ليوني" ؟ انه اسم والدتي.
فقال كاميليا بفرح:
-" سارة ليوني سانتون " . انه اسم رائع و أنيق.
تعرف جيرفيه على ابنة أخيه قبل العشاء. كانت جوسلين في الغرفة عندما دخل و قال مبتسماً:
-كيف حالك, يا كاميليا؟
-آه, جيدة جداً, شكراً. ما رأيك بطفلتنا؟ بشعة, أليس كذلك؟
انحنى جيرفيه فوق الوجه الصغير المشتد احمراراً و تقلصت شفتاه, ثم قال:
-حتى الآن, لا تشرّف الطفلة جمال والدتها... لكنها جذابة على ما يبدو.
احمرّت الأم لهذه اللياقة غير الاعتيادية لدى الرجل, وقالت له:
-انها تدعى سارة ليوني هل يعجبك الاسم؟
-انه اختيار رائع حقاً.
ناولها ظرفاً و أضاف يقول:
-خذي هذا. عندما تولد فتاة في العائلة, تتطلب التقاليد من المسئول الكبير أن يهديها مهرها. لكن, بما أن الفتيات يتزوجن من دون مهر في أيامنا, بإمكانك و أخي أن تتصرفا معاً بالهدية. و الآن أتركك ترتاحين. تصبحين على خير, يا زوجة أخي.
عندما خرج جيرفيه, فتحت كاميليا الظرف و صرخت بإعجاب:
-مئة ألف فرنك... ليس بخيلاً كما تصورته.
قالت جوسلين:
-هذا كرم حاتمي.
ثم قالت لنفسها: " لم ينظر إلي لحظة واحدة, لم يلتفت نحوي مرة واحدة, كأن لا وجود لي". ولدى تذكرها ما حدث بالأمس داخل المطبخ, راح لقبها ينبض بسرعة جنونية, فاضطرت لمغادرة الغرفة في الحال.
في سريرها, حاولت أن تجد تفسيراً لانفجار جيرفيه الغريب, لكن من دون جدوى. هل كانت مخطئة؟ هل كان غاضباً منها, لسبب سلوكها؟ لكن لماذا؟ هل هو يغار عليها؟
بريق أمل احتلها فجأ’, ثم اختفى بسرعة. كلا, اطبعاً, أنه لا يغار عليها. الغيرة تأتي من الحب... و هذا سراب.
تحركت في سريرها, ثم خبأت رأسها في الوسادة. أغمضت عينيها و تذكرت عناقه. لماذا عانقها هكذا... بقسوة و عنف, كأنه يريد معاقبتها؟ ماذا قالت الغجرية البصارة؟ ألم تقل: " الرجل الأجنبي, الأسمر القاتم, هو الذي سيعلمك نيران الحب؟" .
أصابها الارتجاف و راحت تقول لنفسها:" ما قالته صحيح. مساء أمس, معه لم أخف. أردته أن يعانقني هكذا. لم أكن أريد مقاومته... كنت أريد أن يدوم ذلك إلى الأبد".
خلال اليومين التاليين لم تره إلا على مائدة الطعام, و كان يتجاهل وجودها كلياً.
وعندما ذهب جان-مارك إلى مرسيليا ليدفع التأمين, اصطحب جوسلين معه, بعد أن قال لها:
-أريد رأيك قبل الانتهاء من معاملات الايجار.
وجدت الفتاة المنزل في وضع أفضل مما كانت تتصوره. أمامه حديقة واسعة و جميلة, يمكن وضع سارة ليوني فيها في الطقس الحار.
كانت جوسلين تأمل بأن العلاقة بين ابنة عمها و العمة ستتحسن بعد الولادة, لكن العمة انصدمت حيال رفض كاميليا ارضاع الطفلة بنفسها فأصبحت العدائية بين المرأتين أسوأ مما كانت عليه, مع العلم أن العمة لا تعرف شيئاً عن مشاريع جان-مارك الجديدة و انتقال العائلة إلى مرسيليا.
في طريق العودة, قالت جوسلين لجان-مارك:
-عليك أن تخبرها بسرعة عن مشاريعك وعن نيتك في العيش في مرسيليا.
-نعم, سأخبرها في المساء. ظن بانها ستحزن لهذا الخبر كثيراً.
وعندما أخبر جان-مارك عمته بمشاريعه الجديدة, أصغت إليه بصمت, و لم تجبه بشيء, أضاف يقول:
-مرسيليا ليست بعيدة من هنا, و سنأتي دائماً لزيارتك.
بعد صمت ثقيل, ضغطت العمة يدها على فمها و أطلقت صرخة قوية. و ظلت حابسة نفسها في غرفتها كل السهرة. ولما حاول جيرفيه و جان-مارك التحدث إليها من وراء باب غرفتها, لم ترد عليهما اطلاقاً. شحب وجه جان-مارك وقال لأخيه:
-هل تعتقد أنها...
قاطعه جيرفيه قائلاً:
-لا تكن أحمق, أنها متوترة وهذا امر طبيعي جداً. انها تعتبرك الركيزة الأساسية في حياتها. ومن الصعب على المرأة أن ترى ابنها يرحل عنها, من دون أن تشعر بالحزن العميق. لكنني متأكد من أنها ستتغلب على هذه المحنة في وقت قريب جداً.
بعد قليل, بدأت الطفلة تبكي, فغيرت لها جوسلين حفاضها الوسخ, ثم اطعمتها زجاجة حليب, لكنها ظلت تبكي. فقالت لها كاميليا:
-آه, لم أعد أستطيع تحمل صراخها.
فاقترحت عليها جوسلين قائلة:
-ما رأيك أن آخذها إلى غرفتي, هذه الليلة.
ساعد جان-مارك الفتاة على نقل سرير الطفلة إلى غرفتها, فنامت سارة ليوني بسرعة حتى موعد اطعامها في العاشرة. ولما نزلت جوسلين إلى المطبخ لإحضار زجاجة الحليب لوجبة الساعة الثانية, رأت الضوء في غرفة جيرفيه, و تساءلت ما الذي يشغله إلى هذه الساعة المتأخرة من الليل.
في الليل, بعد الرضاعة, رفضت الطفلة أن تنام, فحملتها جوسلين و غنت لها, غيرت ملابسها الرطبة, وضعتها في سريرها, و راحت تهزه و تقول لها بصو هادئ:
-هس... انك توقظين المنزل كله.
عندما انفتح الباب, اعتقدت بأن جان-مارك جاء ليطمئن عن ابنته, لكنها فوجئت بجيرفيه يدخل إليها و يسألها بهدوء:
-ماذا يجري؟
أجابت الفتاة:
-لا أعرف.
مد يده وقال:
-دعيني أجرب.
ناولته الطفلة, ثم ارتدت مئزرها بسرعة, خجولة لأنه رآها في قميص النوم الشفاف.
حمل الرجل الطفلة على كتف و أمسك رأسها و راح يحدثها بلطف. فتوقفت عن البكاء فجأة, و لما وضعها بعد قليل في مهدها, قالت له جوسلين:
-شكراً. الظاهر أنك خبير.
هز كتفيه و قال:
-أنا معتاد على الحيوانات الصغيرة. آمل ألا تزعجك مجدداً. تصبحين على خير.
في اليوم التالي, باشرت العمة عملها كالمعتاد طأن شيئاً لم يكن. وبهد الظهر جاءت سيلين على حصانها لزيارة الأم و طفلتها. بعد ساعة من الحديث مع كاميليا, خرجت لرؤية جوسلين التي كانت تلمع حذاءها في الساحة. فقالت لها الفتاة الفرنسية:
-حان وقت عودتك إلى انكلترا, على ما أظن. فالولادة تمت بشكل طبيعي.
-لا ادري. ربما تريدني كاميليا أن أساعدها في الانتقال إلى منزلها الجديد, في مرسيليا.
-آه...
فجأة, قالت لها جوسلين بصوت مرتفع:
-لماذا وضعت الشمعة في حساء البصل؟
-عما تتكلمين.
-هيا, أنا لست حمقاء. كنت تعرفين جيداً بأنني سأكشف الأمر. لقد نجحت في جعلي تافهة أمام الآخرين, إذا كان هذا ما تريدينه. لكن هذا من الماضي, و نسية الجميع. الآن, قولي الحقيقة, فلن أخبر احداً. أنت وضعت الشمعة في الحساء, أليس كذلك؟
-نعم, أنا فعلت ذلك. و إذا كنت تريدين معرفة السبب, فلأنني لم أحتمل سماع الكلام عنك... و عن صفاتك العديدة...
-هل كان جيرفيه يتحدث عني أمامك؟
-لم يفعل إلا ذلك طيلة السهرة. لكن, لا تتوهمي كثيراً, يا عزيزتي, أعرف بماذا تفكرين. لقد رأيك كيف تنظرين إليه. تأكدي بأنه لن يكون هناك فتاة انكليزية ثانية في مزرعة سانتون. أنت تضيعين وقتك.
-تريدينه لك, أليس كذلك؟
-نعم, وهو يريدني أيضاً. اننا شبيهان. صحيح أنه يفضلك على كاميليا, لكنه لن يشتهيك أبداً. أنت غريبة هنا. لا تعرفين حتى ركوب الخيل.
-ما دمت تحبينه, لماذا تركت رجلاً آخر يعانقك, مساء الاثنين, اليوم الثاني للعيد. لقد رأيتك.
اضطربت الفتاة الفرنسية و قالت:
-و أخبرت جيرفيه.
-كلا. هذا ليس من شأني. لكن ربما أحد آخر غيري أخبره بذلك.
بتحد, قالت سيلين:
-لكنه لن يصدق ذلك.
-ربما لا. لأنه يعتبرك مغرمة بأخيه.
-آه, لم أفكر بأخيه مرة واحدة أبداً. العمة كانت ترغب أن يتزوجني. صحيح أن جان-مارك شاب وسيم, لكنه ليس مثل جيرفيه, زوجي أنا لن يكون سوى جيرفيه سانتون.
ركضت سيلين بسرعة إلى الحاجز حيث ينتظرها حصانها, فتبعتها جوسلين و سألتها:
-لكن, هل هو أيضاً يريدك. أنت لا تحبينه, يا سيلين. أنت لا تعرفين معنى الحب. تريدين الحصول عليه كأنك تريدين فستاناً أو جوهرة. فقط لتظهري نفسك أمام الآخرين, وليس لتعتني به و تسعديه.
-وماذا تريدين, يا آنسة, أنت أيضاً, لا تحبين أن تصبحي زوجة جيرفيه.
-بلى... أنا أحبه من كل قلبي, كما أعرف بأنه لا يبالي بي, كل ما آمله, هو ألا يتزوجك و يخطئ.
ضحكت سيلين بتوتر و قالت مقلدة صوت جوسلين:
-أنا أحبه من كل قلبي! سأخبره بذلك, يا عزيزتي, و سيضحك... أنت على حق! لن تحصلي عليه أبداً.
ثم قفزت على حصانها و أعطته أمراً غامضاً. أجفل الحصان. أرجع أذنيه إلى الوراء و فتح فمه. رفعت جوسلين ذراعيها لتحتمي من حوافر الحصان الغاضبة, فرجعت إلى الوراء و تعثرت قدماها و وقعت. صهل الحصان الأبيض فوقها. ارتعبت الفتاة ولم تستطع الصراخ. كانت ممددة على الأرض تتوقع في أي لحظة أن تسحقها حوافر الحيوان.
فجأة سمعت صوتاً من بعيد. ركض الرجال. يدان قويتان سحبتاها على حدة فقال لها أحد الحراس وهو ينحني فوقها:
-يا إلهي, يا للهول, هل أنت بحال جيدة, يا آنسة؟ هل أصبت بجروح هل ضربتك هذه المجنونة؟
رفعت رأسها و رأت جيرفيه يحاول تهدئة الحصان, انتصبت على قدميها, جامدة نصف متأرجحة, فأمر جيرفيه أحد حراسه بإدخال الحصان إلى الاسطبل. و سيلين واقفة قربه تحاول أن تشرح له بكلمات غير متناسقة و كأنها على وشك الغثيان. تقدم جيرفيه من جوسلين متجاهلاً سيلين و سالها:
-هل أصبت بجروح؟
-كلا, أنا بخير. أنا... آسفة يا جيرفيه.
-آسفة!
أمام الجميع, ضمها بين ذراعيه وقال:
-شكراً, يا إلهي, أنت بخير. لو فقدتك, يا صغيرة...
...كأنها في الجنة بين ذراعيه. رفع ذقنها ليجربها على النظر إليه... فبدا لها انساناً جديداً... انسان لم تعد ابتسامته ساخرة, ينما عيناه تلهثان حناناً. عانقها, فتفرق الحراس و اختفت سيلين. قال جيرفيه:
-فعلت ذلك عن قصد. أنا سمعتها... كنت أريد قتلها.
-آه لا, لا. لم تكن تدري ما تفعله. بدت بعد ذلك مذعورة, ألم ترها؟
-سأعلمها أن تهدئ من روعها. دائماً تفعل ما تريده, لكن انتهى الأمر الآن. أين هي؟ أين ذهبت؟
-كلا يا جيرفيه, أرجوك... لا تعاقبها. دعها تذهب, أرجوك. يا حبي... افعل ذلك من أجلي.
-لا ادري إذا كنت قد فهمت ما جرى, يا حبيبتي. أمرت الحصان أن يدوسك. لو مل اكن في الجوار, لقتلك في اللحظة.
-لكنها لم تكن تقصد قتلي. أصيبت بلحظة جنون ولم تعد قادرة على السيطرة على الحصان. انا سمعتها تطلب النجدة. آه, باغ لهي. أشعر بدوخة. أفضل الجلوس, من فضلك.
حملها جيرفيه بين ذراعيه حتى المنزل. وضعها في سيريها وقال لها:
-أنت الآن تحت تأثير الصدمة, و بحاجة إلى الراحة. سأطلب لك منوماً.
أمسكته بمعصمه وقالت:
-لا, لا تذهب.
جلس على طرف السرير و أمسك يديها و قال بهدوء:
-هذا جنون!
-لولا هذا الحادث... لما قلت لي شيئاً.
-لا أدري. ربما... وربما لا. ما كان يجب أن أقول شيئاً في كل حال. لكن... لم أستطع أن أفعل غير ذلك.
-ما زلت حتى الآن لا أعرف ماذا تقصد بالضبط.
قطب حاجبيه و قال:
-أحبك و أريدك أن تصبحي زوجتي. لكن حياتي هنا, في منطقة الكامارغ. لا أستطيع العيش في مكان آخر. انا لست مثل جان-مارك, يا جوسلين. المنطقة في دمي.
-لكنني أيضاً لست مثل كاميليا. أحب هذا المكان و لست بحاجة لحياة مضطربة في المدينة. نعم, أعرف بأن هذا المكان كئيب في فصل الشتاء. فانا لم أعد طفلة, يا جيرفيه. ألم أبرهن بعد بأنني قادرة على العمل و التكيف؟
-أنت ما تزالين في التاسعة عشرة من العمر و حياتك في بدايتها, يا جوسلين!
لأول مرة يناديها باسمها الصغير, فغمرها الفرح, و قالت و رأسه بين ذراعيها:
-إذا كنت لا تريدني, سأعود إلى انكلترا, و أصبح عانساً أفسدت حياتها بسبب شاب فرنسي.
ضحك جيرفيه و ضمها بين ذراعيه و قال:
-ماذا سيقول والدك أن تزوجت من رجل فرنسي؟ ربما يرفض.
-يجب أولاً أن يأتي و يسأل عنك.
-كلا, أنا الذي سأذهب لرؤيته.
-سيفاجأ المسكين. ما كتبت له عنك ليس مديحاً. كنت أصفك بالوحش أحياناً...
-رائع!
-لقد أريتني نجوم الظهر, يا حبيبي. عندما قرأت لي البصارة, قلت لي بأنني لن أتعرف إلى زوجي في فرنسا, إنما في انكلترا, مما زاد شكوكي.
-كنت اعتقد بأنك تميلين إلى رفاييل.
-آه يا جيرفيه, يا لهذه السخافة. انه شاب مراهق.
-و أنت امرأة خبيرة, أليس كذلك؟
احمرت, و بخجل, نهضت تعانقه و قلبها ينبض بجنون. فوجدت نفسها في الجنة. بعد قليل قال:
-ليس لائقاً ان أعانقك في وسط غرفتك. هيا, قومي لنخبر العمة, ستسر كثيراً لأنها أحبتك.
فتح جيرفيه النافذة, و سطعت الشمس الحارقة و غرد العندليب. منطقة الكامارغ تلمع في الحر. هذا البلد المنغلق, امبراطورية شاردة. الأرض الغريبة, الصحراوية, التي تؤمها الثيران السود و الخيول البيضاء و الطيور الوردية... و تسحقها رياح الميسترال و تحرقها الشمس.
لكن, هذا البلد أصبح الآن, بالنسبة إلى جوسلين, بلدها, و بلد قلبها.
منتديات ليلاس
α α α α