لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-12, 03:25 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-هل هذا يهمك إلى هذه الدرجة؟
-كنت انزعجت كثيراً لو خسر رفاييل وظيفته بسببي.
-آمل أن تحتفظي بسرية أكبر في المستقبل.
ثم أغلق الباب وراءها.
في المساء, حمل جان-مارك رسالة إلى جوسلين من الطبيب بيشوب, يقول فيها:
" عزيزتي جوسلين،
بعد تفكير عميق, لم أر مانعاً من بقائك مع كاميليا حتى مولد الطفل, أو لشهر اضافي أيضاً, إلى أن تستعيد عافيتها و نشاطها, لقد اشتقنا جميعاً إليكِ كثيراً. لكن, ما دمت لم تتخذي قراراً بعد بخصوص مستقبلك, فلماذا لا تغتنمي فرصة وجودك في فرنسا و تحسني لغتك الفرنسية؟ هذا سيساعدك على الحصول على وظيفة مهمة لدى عودتك. أعتقد أنك صرفت كل مالك, لذلك أرسل إليك هنا طيه بعض الشيكات...".
و تحتوي بقية الرسالة على أخبار الوطن و البيت و القرية, و على كلمة من إليزابيث، زوجة والدها الجديدة. و لما قرأت جوسلين هذه الرسالة أمام ابنة عمها، قالت لها كاميليا:
-هل رأيت؟ والدك يرى بأن عليك البقاء معي حتى آخر المطاف.
-نعم, رأيت. لكن، ربما عائلة زوجك تفكر بطريقة مختلفة. تذكري بأنني ضيفة عندهم.
-لا يجرؤ أحد على طردك من هنا، بعد كل الذي فعلته من أجلهم.
-لم يطلبوا مني شيئاً. أنا قدمت خدماتي, بملء ارادتي و بطيبة خاطري.
-كما وفرت عليهم كثيراً. لولاك لاستخدموا امرأة غيرك و دفعوا لها أجرة خدماتها. اذن, عديني أن تبقي شهراً على الأقل, بعد ولادة الطفل.
-حسناً, أعدك. إذا ليس لعائلة سانتون مانعاً بذلك.
بعد الحديث مع جوسلين, قالت السيدة سانتون بحماس:
-سأكون مسرورة جداً إذا بقيت, يا ابنتي. أنا بحاجة لمساعدتك عند ولادة الطفل. فأنا لم أعد شابة و هناك غسيل كثير.. أحياناً أفكر بفارغ الصبر باليوم الذي يتزوج فيه جيرفيه و يجلب لنا زوجة تأخذ عني كل هذه المسئوليات. لقد عشت حياة قاسية و أرغب في الراحة قبل أن أموت.
هذه الكلمات شجعت جوسلين على السؤال:
-لماذا لا تجلبين محركاً كهربائياً, يا سيدتي؟ بواسطته ستخف أعمالك.
-غالباً ما نصحني جيرفيه بذلك, لكنني كنت أتدبر أمري من دونه. ومنذ أربعين سنة و أنا أعيش بلا كهرباء. الآن أصبحت عجوزاً و لا أستطيع تغيير عاداتي. طبعاً ستحصل تغييرات عديدة متى تزوج جيرفيه, لكن في الوقت الحاضر أفضل التعامل مع الوسائل و المعدات التقليدية. جيرفيه يصرف أمولاً كثيرة و لا يريد الاعتراف بذلك. لكنني أعرف بأنه دفع مصاريف المستشفى لمعالجة طفل آل لورانس المعاق, وما زال يعيل ارملة هنري لوماتر, و يدفع مصاريف الدراسة الموسيقية لابنها في باريس. أنا مقتنعة بأن جيرفيه يبالغ كثيراً بكرمه الحاتمي, لكنه يرفض أن يصغي إلي. انه تماماً مثل والده. باستطاعته أن يهب قميصه إذا ما احتاج الأمر لذلك.
خرجت الفتاة من غرفة العمة متسائلة كيف ستكون ردة فعل جيرفيه عندما يعلم بأن جوسلين لن تسافر مباشرة بعد الاحتفال بعيد السيدة سارة.
في اليوم التالي, توالت القوافل و الشاحنات في عبور الطريق التي تبعد مسافة 800 متراً عن مزرعة آل سانتون. و كالعادة، قبل يومين من الاحتفال السنوي, تكتظ جميع طرفات منطقة الكامارغ بدوي البشرة السمراء, الذين يريدون الاحتفال بسيدة البحار.
وقبل أن يذهب جان-مارك إلى مدينة آلرز, مركز عمله, قال لجوسلين:
-الجمهور سيكون من هب و دب. بعضهم من فناني السيرك المشهورين, و البعض الآخر من الفنانين المزيفين الذين يتسولون للعيش. قبل الحرب, كانوا يأتون من جميع أنحاء أوروبا. لكن الآن, هناك الستار الحديدي, و معظم الذين يأتون اليوم إلى هذا الاحتفال من اسبانيا.
في ذلك المساء و بينما كانت جوسلين و العمة منهمكين في تحضير الطعام, ظهرت بصارة غجرية على عتبة باب المطبخ, فدعتها العمة إلى الدخول و قدمت لها القهوة و أرسلت جوسلين لإحضار كاميليا و جان-مارك.
أخبرت الغجرية كاميليا بأنها ستلد صبياً يتبعه بعد سنتين صبي آخر. ثم أضافت تقول:
-لديك موهبة، يا سيدة. و إذا عرفت كيفية استعمالها, فستسعدين في حياتك. و تربحين الأموال الطائلة. الماضي مضى و عليك البدء بالتفكير في المستقبل.
اندهشت كاميليا وقالت:
-موهبة؟ ماذا تعني بذلك, يا ترى؟
ثم راحت الغجرية تقرأ خطوط يد العمة. فدخل جيرفيه في تلك الأثناء و اتكأ على حائط المطبخ ليسمع تنبؤات البصارة و هي تقول للعمة بأنها ستعيش عمراً طويلاً و ستظل محترمة من قبل الجميع. ثم قال جان-مارك:
-دورك الآن, يا جوسلين.
-لا, لا أريد!
الجميع قالوا معاً, بصوت واحد, ما عدا جيرفيه:
-بلى, بلى.
كادت تستسلم حين قال جيرفيه للغجرية:
-الفتاة الانكليزية لا تؤمن بقراءة الكف, يا جدتي.
أشارت البصارة لجوسلين أن تجلس قربها, ثم قالت:
-اذن, أنت تشكين في الأمر, يا آنسة, لكنك فتاة عاقلة جداً, بالنسبة إلى عمرك. صحيح بأن معظم البصارات مزيفات, لكن أنا, أدعى ماريا بيسارورا, ولديّ موهبة لا تخطئ. ستتذكرين ما سأقوله لك. أعطني يدك, يا أبنتي.
ظلت الغجرية لدقائق صامتة تنظر إلى يد الفتاة التي بدأت تشعر بالانزعاج. أخيراً رفعت البصارة رأسها و قالت:
-ماتت والدتك عندما كنت ما تزالين صغيرة, و الآن حلت مكانها امرأة أخرى في حياة والدك, و أصبحت زوجته. ولم يعد أحد بحاجة إليك هناك. لقد حان لك أن تختاري رجل حياتك و تبدئين حياة جديدة.
قالت كاميليا باستغراب:
-لكن, هذا كلام صحيح.
قطبت البصارة حاجبيها, منزعجة, ثم ضغطت على يد الفتاة و أغمضت عينيها بضعة لحظات, ثم قالت:
-أرى في حياتك رجلين. أحدهما من جنس آخر, وبينكما حواجز عديدة. إذا اخترته ستلاقين صعوبات, لكنك ستعرفين معه السعادة الكبرى في الوقت نفسه. وهناك في الجهة الأخرى من البحر, رجل آخر. معه, تعيشين حياة هادئة, لا يشوبها أي اضطراب و توتر. إذا كان هذا ما تطمحين إليه, فعليك اختيار هذا الرجل... انما الرجل الغريب, الأسمر القاتم، هو الذي سيعرفك على نيران الحب. فكري جيداً، يا ابنتي. أنا أعرف على من سيقع اختيارك, لكن ليس باستطاعتي أن أقول. القرار متروك لك, وحدك.
حين رحلت الغجرية, قالت كاميليا لجوسلين:
-الرجل الذي سيعرفك على نيران الحب سيكون فرنسياً, يا جوسلين. و ستتعرفين عليه في العيد.
-لا تكوني حمقاء يا كاميليا. هل تصدقين مثل هذه الخرافات. أنا لا أصدقها كل ما سمعته دخل من اذن و خرج من الاذن الثانية.
سألها جيرفيه في الحال:
-هل انت أكيدة من ذلك؟
رمقته الفتاة بنظرة خاطفة, فتقلصت يداها أمام تعبير وجهه، وتساءلت بوجه ممتقع:" هل يعرف ماذا أشعر تجاهه يا ترى؟ ".
ثم أجابت قائلة:
-تماماً. لم أصدق كلمة واحدة مما قالته.
قال وهو يهز كتفيه:
-من السهولة التأثر بما يقوله الغجر. و فتيات جيلك لديهن أفكار رومانسية. لكنني لا أعتقد بأنك ستلتقين رجل حياتك في العيد. فالرجل الانكليزي هو لك, يا صغيرة.
ضحكت كاميليا وقالت:
-ألهذا الرجل وجود, يا جوسلين؟
-آه, هناك أكثر من واحد...
لكن قلبها تجمد, لأنها فهمت ما قاله جيرفيه. يريد أن يشير لها من طرف خفي أن تنسى عواطفها تجاهه إن كانت لها عواطف...
α α α α

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 13-01-12, 03:26 AM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تم الفصل الخامس

و إن شاء الله جاري الآن وضع جزء من الفصل السادس ^___^

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 13-01-12, 04:08 AM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6-عيد بأي حال عدت يا عيد... لم تستطع جوسلين الصمود في الليلة الأولى وفي الليلة الثانية اكتشفت حقيقة أذهلتها وعادت في جيب رجراج إلى المزرعة...

في اليوم التالي, عشية العيد, قالت كاميليا:
-تعرفين, يا جوسلين, فكرت كثيراً بما قالته البصارة عني. انها على حق, نعم, لديّ موهبة. لن يصبح جان-مارك أبداً رجلاً ثرياً, لأنه ليس من النوع الوصولي. بل أنا من سيربح الأموال الطائلة.
-كيف؟ في مجال الموضة النسائية؟
-كلا، في الديكور الداخلي, تذكرت ما قلته عن مزرعة آل دورانس وكيف هي منظمة. فديكورها مأخوذ عن الأسلوب الانكليزي الريفي. وحسب رأي سيلين, الأثاث الانكليزي ذو شهرة كبيرة في هذا العصر. هكذا, عندما نستقر في مرسيليا, سأفتح مخزن ديكور : كاميليا و شركاؤها... ما رأيك؟
-هل نسيت بأنك مقبلة على تربية طفل رضيع؟
-آه, بإمكاني أن أوظف خادمة و مربية أطفال. لا تبدئي بإرشادي, فأنا لست من نوع الأمهات اللواتي يدللن أولادهن. صحيح سأكون فرحة بأن أصبح أماً, لكنني لا أريد أن أكرس لولدي كل وقتي. في الحقيقة أرى رضاعة الطفل أمراً غير ضروري, هل صدمتك كلماتي؟
-ستغيرين رأيك عندما تنجبين طفلك.
-ربما. لكنني أشك بذلك. في كل حال, من الممكن للمرأة ان تكون أماً صالحة حتى و لو عملت خارج المنزل في الوقت نفسه. وهذه حال معظم نساء اليوم.
-لكنك لست مهنية أو حرفية! و من سيهتم بالمحاسبة؟
-آه, جان-مارك, في المساء, إلى أن يصير بإمكاني توظيف محاسب دائم اختصاصي. أما من الناحية الديكورية البحتة, فأنا متأكدة بأن ذوقي في هذا المجال جيد و رفيع. عيناي تريان الألوان المناسبة بدقة و ذكاء. شقتي السابقة صممتها بنفسي, و نالت اعجاباً كبيراً لدى جميع اصدقائي.
-نعم, معك حق. أنا موافقة على النجاح. لكن من أين لك المال, يا كاميليا؟ من دون رأسمال معين المشروع مستحيل.
-لدي من المال ما يكفي لاستئجار مكان واسع و شراء المعدات الأولية, بانتظار أن أبدأ بالكسب و الادخار.
-وهل ناقشت هذا الأمر مع زوجك؟
-آه، نعم. أمضينا نصف الليل في الحديث عن هذا المشروع. و جان-مارك موافق. لم يذهب إلى عمله اليوم بل فضل الذهاب إلى مرسيليا للبحث عن شقة مناسبة لنا.
عاد جان-مارك بعد الغداء، عندما كانت جوسلين و كاميليا جالستين في ساحة المنزل. دخلت الفتاة إلى المطبخ لتحضر له كأس ليموناضة, ولما عادت قالت لها ابنة عمها بحماس:
-وجد جان-مارك ما نتوق إليه يا جوسلين! منزل قرب الساحة العامة. في الطابق الأرضي سيكون محلي, القبو مستودع, و نسكن في الطابق الاول.
سألت جوسلين الرجل:
-هل المبنى بحالة جيدة؟ وهل الايجار معقول؟
-ليس المبنى في حال جيدة كما يجب. لكن كاميليا تصر على السكن في وسط المدينة. الايجار ليس عالياً, لأن الطلاء قديم و المنزل بحاجة إلى تصليحات عدة. فتشت كل انحاء مرسيليا و لم أجد مكاناً آخر قرب المحلات و المقاهي.
-ولماذا لا تفكران بالضاحية؟
هتفت كاميليا تقول بحدة:
-لا, لا. يجب أن نسكن في حي جيد و هذا أمر أساس و حيوي. لا أهمية ان كان وضع المنزل سيئاً, يا حبيبي. فسنقوم بالتصليحات الضرورية و نزينه على ذوقنا. بعد ذلك لن يستطيع المالك أن يتعرف إليه.
-لكن هناك مسألة التأمين. علينا أن ندفع مبلغاً قيمته مئة ألف فرنك, ونحن لا نملك هذه القيمة.
قالت كاميليا بهدوء:
-بإمكاننا أن نطلب من جيرفيه مساعدتنا. هذا أقل ما يستطيع فعله من أجلنا. فهو لا يدفع لك فلساً واحداً من مدخول المزرعة.
-لكنني لا أعمل في المزرعة, يا حبيبتي ولا سبب لكي يدفع لي شيئاً. الا يكفي أنه يؤوينا و يطعمنا؟
-لكن المزرعة ملكك كما هي ملكه.
-جيرفيه الصبي البكر, و هو الذي ورث المزرعة. لو لم يشتري الماشية من جديد, بعد الحرب, لما ملكنا شيئاً الآن.
قالت جوسلين مقترحة:
-لكن بإمكانك أن تطلب قرضاً من المصرف.
-لا حاجة للمصرف من أجل مبلغ ضئيل كهذا. جيرفيه سيساعدنا. أنا سأحدثه بالأمر شخصياً إذا رفضت يا جان-مارك ان تقوم بالمبادرة هذه بنفسك.
-لا تبكي, يا حبيبتي. هذا يضر الطفل. اطمئني سأحدث جيرفيه بالأمر.
-هل تعدني بذلك؟ نحن في حاجة إلى هذا المبلغ من المال في الحال. إذا تأخر, سيستأجر المكان أحد غيرنا.
غضبت جوسلين من ابنة عمها و فضلت الدخول إلى المنزل. غسلت شعرها و خرجت تجففه في الشمس, و جدت جان-مارك وحده فقال لها بأن زوجته تنام في غرفتها. بدا الهم كثيفاً على وجهه, فقالت له جوسلين:
-اسمعني جيداً, يا جان-مارك. منذ أن جئت إلى هنا, لم أصرف المال الذي أملكه. و أريد مساعدتكما, أنت و كاميليا.
احمر وجه الرجل و أجاب بخجل:
-لا, لا. هذا لطف منك, لكن لن أسمح بذلك. لا تقلقي علينا, أرجوك. لقد وجدت حلاً.
-من دون أن تطلب من جيرفيه مساعدتك؟
-تماماً. لست خائفاً أن يرفض طلبي, لكنه دائماً كريم معي, و أنا اليوم زوج و يجب أن أتحمل مسئولياتي وحدي.
-هذا أمر طبيعي, يا جان-مارك. لكن ما هو الحل؟ ماذا ستفعل؟
-لا تخافي, سأجد حلاً.
تذكرت جوسلين بأن الرجل وعد زوجته عدم الاشتراك في سباق الثيران الحر, فنظرت إليه متشككة و سألته:
-هل تنوي كسب هذا المبلغ من المال؟ أقصد تريد ربحه؟
من اندهاشه, ادركت أنها أصابت جيداً, فتابعت تقول:
-آه, لا, يا جان-مارك وماذا لو أصبت بجروح خطيرة؟ النفقة تفوق الثمن.
قال الرجل مبتسماً:
-لكن, ليس في الأمر أي مخاطرة, يا صغيرتي. لا تخافي, لن أصاب بجروح. في مدينة آلرز, سباق حر كبير بعد ثلاثة أيام. إذا حالفني الحظ, سأربح المال الكافي لدفع التأمين و شراء بعض الأثاث.
-و إذا لم يحالفك الحظ, ربما تجد نفسك في المستشفى. من زمان ولم تتمرن, و الخطر موجود, لا تقل العكس. آه, أرجوك, يا جان-مارك, كن متعقلاً. سيجن جنون كاميليا إذا عرفت بالأمر.
-لن أخبرها... و أنت أيضاً. هذا سرنا, يا جوسلين. أقسمي لي بألا تخبري أحداً بالأمر.
-حسناً. أعدك بذلك. لكن بنظري, هذا التصرف من قبلك جنوني. هل ستقول لكاميليا بأن جيرفيه هو الذي أعطاك المال, في حال ربحت المباراة؟ ربما تذهب و تشكره و يفضح أمرك.
-كلا, سأطلب منها ألا تفتح الموضوع معه, لأن مثل هذه القضية من شؤون الرجال فقط.
قبل العشاء, التقت جوسلين بجان-مارك في الممر, فقال لها:
-تحدثت مع جيرفيه عن مشروعنا الجديد, فاعتبرنا مجنونين، زوجتي و أنا, لكنه لا يستطيع منعنا.
بعد العشاء. ذهبت جوسلين إلى الساقية. و للمرة الأولى منذ مجيئها, ترى السماء ملبدة بالغيوم الكثيفة السوداء و تسمع الرعد يعصف من بعيد. كان الجو ثقيلاً ولا نسمة في الأفق.
جلست على الجسر الخشبي و خلعت صندلها و وضعت رجليها في الماء. في هذه الأثناء يجري الاستعداد للعيد. أما هي, فأصبحت جاهزة تقريباً: كوت فستانها و فستان كاميليا و لم يبق سوى تجعيد شعرها قبل الايواء إلى النوم.
منتديات ليلاس
بعد قليل, لمحت جيرفيه يخرج من المزرعة و يتجه نحوها. ماذا يريد؟ احمر وجهها لدى تذكرها كلماته بالأمس. لكن كيف عرف بانها وقعت في حبه؟ ما الذي قالته أو فعلته, حتى فهم حقيقة مشاعرها؟ لو كان فعلاً عالماً بكل شيء، و يرى ما يدور في ذهن وقلب الآخرين, لماذا لا يرى اذن بأن سيلين تحبه كثيراً؟
عندما اقترب منها, سألته:
-هل ستمطر غداً, حسب رأيك؟
-ربما... دائماً تمطر أثناء العيد. ربما تهب العاصفة في الليل, و قد يكون الطقس جيداً.
-آه, آمل ذلك, و إلا فسد العيد.
لم يرد عليها, فأخرجت قدميها من الماء و بدأت تجففهما بمنديلها, فجأة, سألها:
-لم تأكلي شيئاً تقريباً, خلال العشاء, و هذا ليس من عادتك. هل هناك شيء على غير ما يرام؟
-لم أكن جائعة, بكل بساطة.
-هل أنت قلقة يا ترى بسبب أفكار ابنة عمك الجنونية؟
انتعلت صندلها و أجابت:
-لا, أبداً.
-هل تشجعينها على مشروعها الجديد؟
-لا دخل لي في الأمر. الفكرة فكرتها و الأمر يتعلق بها.
نهضت الفتاة بغية العودة إلى المنزل, لكنه قام بخطوة إلى الامام وسد عليها الطرق و قال:
-لنقم بنزهة قصيرة. أريد أن أحدثك.
أجابته بلؤم:
-رغباتك أوامر, يا سيد سانتون.
-المعذرة.
ثم انحنى و قال:
-آه, ربما كان من المفروض أن أسألك, هل بإمكاني الحصول على شرف رفقتك الرائعة؟
صرفت الفتاة بأسنانها و مشت بخطوات واسعة, ثم خففت سرعتها, فقال لها:
-اذن, قررت تمديد فترة اقامتك, على ما سمعت؟
-نعم, بعد أن حصلت على اذن من عمتك, طبعاً. هل تجد في ذلك مانعاً؟
-أبداً. لكنني أفضل أن تعودي إلى انكلترا, مباشرة بعد ولادة الطفل.
فقالت بصوت متوتر خفيض:
-آسفة إذا كان وجودي هنا يزعجك.
انغلقت يد جيرفيه على كتفها, و أرغمها على التوقف عن المشي و النظر إليه مواجهة. دوى الرعد عن قرب, و لمع نور غريب فوق السهل. تكهرب الجو ثم قال جيرفيه بانزعاج:
-لا تكوني حمقاء. ليس هذا ما أقصد قوله. ألا ترين ماذا سيحدث ان بقيت؟ ستستغل ابنة عمك وجودك لتستخدمك... في البداية الطفل... ثم مشروع مرسيليا. فهي لا تتكلم الفرنسية و كيف باستطاعتها القيام بمثل هذه الأعمال؟ هل تعتقدين بأن كاميليا قادرة على جعل المنزل صالحاً للسكن؟ كلا, أنت من سيفعل ذلك. ستنظفين و تطهين و تهتمين بالطفل. تباً للشيطان! أنت تعرفينها, أليس كذلك؟ و ترين كيف هي أنانية؟
صرخت الفتاة بوجهه قائلة:
-كيف تجرؤ! أتركني! رأيك لا يهمني اطلاقاً, يا سيد سانتون. أنت, ربما تدير نصف منطقة الكامارغ, لكن أنا, ليس من واجبي أن أتلقى الأوامر منك.
حاولت التخلص من قبضته. في تلك اللحظة, لمع البرق في السماء. وعلى بعد عشرة أمتار منهما. اشتعلت شجرة عرعر. فوجدت جوسلين حالها بين ذراعي جيرفيه.
هل هو الذي تحرك نحوها أم هي؟ أو أنه انجذاب بدائي قذفهما عنواً إلى ذراعي بعضهما البعض؟
عصف الرعد و بدأت قطرات المطر الأولى تتساقط. وبعد دقيقة, بدأ الطوفان.
لا فائدة من الاختباء أو الالتجاء إلى مكان واق, بثوان معدودة, اصبحا مبللين حتى العظام, وتحولت الطريق المغبرة إلى مستنقع.
امسكها جيرفيه بذراعه و اتجه بها نحو المزرعة. لولاه, لوقعت أرضاً. بسرعة, امتلأت ركبتاها وحلاً. لما وصلا أمام الباب, بدأ المطر يخف. عندما دخلت إلى المطبخ, صرخت كاميليا قائلة:
-يا إلهي! شعرك... صندلك...
قال جيرفيه لكاميليا بلهجة آمرة:
-اذهبي و أحضري مئزراً و منشفة, من فضلك.
ثم دفع جوسلين إلى الكرسي و انحنى ليخلع صندلها الموحل, بينما كان جان-مارك يساعد عمته في ملء المغطس بالماء الساخنة, ويقول مبتسماً:
-رأيتكما عائدين. ماذا كنتما تفعلان خارجاً؟ كان عليك, يا جيرفيه, أن تعرف بأن العاصفة قريبة.
تجاهل الأخ هذه الملاحظة ثم ساعد الفتاة على الوقوف ثم حملها و وضعها على المجلى وقال:
-يجب أولاً نزع هذه الأوساخ عن رجليك قبل أخذ الحمام.
وراح يغسل رجليها و قدميها الموحلتين. ولما جهر المغطس و امتلأ بالماء الساخنة, انسحبت العمة و جان-مارك من الغرفة. عادت كاميليا و رفعت حاجبيها مصدومة أمام ما رأته, لكنها لم تجرؤ على قول شيء.

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 13-01-12, 05:48 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما نظفت قدما جوسلين, أعادها جيرفيه إلى الأرض و أمرها قائلاً:
-و الآن, إلى المغطس. و أنا ذاهب لأستحم في حمام الرجال.
لما خرج, نزعت الفتاة ملابسها و دخلت في المغطس القديم, تتمتع بسخونة الماء. شعرت بالاسترخاء و أغمضت عينيها لتتذكر اللحظات التي أمضتها بين ذراعي جيرفيه. ثم تذكرت عراكهما وما قاله عن كاميليا و أومأت رأسها وهي تقول لنفسها: " انها الحقيقة, طبعاً... لكن ماضي كاميليا, ألا يبرر أنانيتها الشديدة؟".
كانت قد ارتدت ملابسها و جففت شعرها, عندما طرق جيرفيه الباب. رفعت الفتاة شعرها إلى الوراء و قالت:
-نعم.. بإمكانك الدخول الآن.
كان يرتدي ملابس نظيفة و حذاء جديداً. شعره الرطب يلمع مثل ريش الغراب. قال لها:
-و الآن, سأعد لك الشاي الساخن. فلا أريدك أن تلتقطي برداً و تمرضي.
-لا ضرورة كي تعاملني مثل فتاة صغيرة, يا سيدي.
بعد قليل حمل فنجانين مليئين شاياً, وضع واحداً على طاولة قربها, ثم قال:
-اشربي, ستهدأ أعصابك.
-أعصابي هادئة.
جرعت الفنجان و أحست بالدفء والارتياح, ولما انتهت, سألته بصوت بارد:
-والآن, هل بإمكاني أن أذهب إلى فراشي و أنام؟
-نعم, سننهض باكراً, صباح غد, نامي جيداً, يا صغيرتي.
رمقته بنظرة صاعقة, ثم أدارت له ظهرها, فقال لها قبل أن تختفي عن الانظار:
-ماذا تعتقدين بإمكاني فعله إذا لم تطيعي أوامري؟ هل تخافين أن أعاملك كامرأة؟
سمعت ضحكته حتى وصلت إلى غرفتها.
عندما استيقظت جوسلين في صباح اليوم التالي, كانت السماء زرقاء. أفاق الجميع, الساعة لم تتجاوز بعد السادسة.
بعد الفطور, ركب الحراس خيولهم, يعتمرون أجمل قبعاتهم و يرتدون ستراتهم المخملية السوداء و سراويلهم القطنية الجميلة في التاسعة, صعدت السيدة سانتون في عربة صغيرة, برفقة أحد الحراس و زوجته. في الحادية عشرة صعدت كاميليا و جوسلين في سيارة جان-مارك.
أما جيرفيه فلم يظهر أبداً. قال جان-مارك بأن أخاه ذهب باكراً لتفقد قطيعه مع رجلين من حراسه, ولا شك أنه تأخر بسبب شيء غير متوقع. لكنه أضاف يقول باقتناع داخلي:
-غير أنه سيصل في الوقت المحدد لحضور الموكب.
و في هذا الأحد من أواخر أيار ( مايو ), كانت المدينة تعج بالحركة وتبدو كقلعة محصنة, يتهافت إليها السياح و الحراس و الغجر. القيثارات الاسبانية تعزف الموسيقى الشعبية الحماسية, بائعو الحلوى يصارخون بأعلى أصواتهم, ترويجاً لبضاعتهم. راقصو الفلامنغو ولاعبو الروليت... و أولاد يتسولون الدراهم لشراء الكاراميلا و الحلوى.
و ككل سنة, حجزت عائلة آل سانتون صالوناً خاصة لها في أحد المطاعم الضخمة, لتناول الغداء مع آل دورانس و عائلة أخرى.
من السيارات حتى المطعم, بالكاد استطاعوا اختراق الازدحام الكثيف. و بدت كاميليا على شفير البكاء. فقال لها زوجها:
-ما كان يجب عليك حضور العيد هذه السنة, يا حبيبتي. كنت بقيت معك في المزرعة بكل طيبة خاطر.
-لا, أريد المجيء. أكره أن أكون مرفوضة.
وصل الجميع إلى المطعم, ما عدا جيرفيه. كانت سيلين ترتدي فستاناً تقليدياً واسعاً, ضيق الأكمام, من القماش الحريري السميك الأصفر اللون. الصدر مطرز بالدانتال الأبيض و شعرها مرفوع كعكة و مزين بتاج صغير من الدانتال و المخمل الأسود. حول عنقها شريطة سوداء مرصعة بحبات الماس البراقة.
كان الطعام مؤلفاً من البزّاق و حساء السمك المتبل بالبهارات و الثوم و الزيت, وقالب حلوى بالبرتقال. كانت جوسلين جالسة بين شابين من أبناء عائلة آل كوليير, و تنظر إلى سيلين وهي تغازل الأبن الأكبر, في الطرف الآخر من الطاولة.
بعد الغداء, دعا صاحب المطعم كاميليا أن ترتاح في الصالون الخاص, فقال له جان-مارك بإصرار:
-سأذهب معها. ابقي مع الآخرين, يا جوسلين. و إذا تمكنت من اقناعها, سأوصلها إلى المزرعة باكراً. بإمكانك أن تعودي مع آل كوليير, إلا إذا قبل جيرفيه ايصالك بنفسه.
اسودت الساحة من كثرة الناس, و بدأت الأجراس ترن في حوالي الرابعة. بدا مستحيلاً الدخول إلى الكنيسة لجمهور الاحتفال, لاحتوائها على الغجر بكثرة.
فجأة ظهر تمثال السيدة سارة, يحمله الرجال الراكبين فوق احصنتهم. في حرس الشرف, لمحت جوسلين جيرفيه, وبدا مثل فارس الأحلام.
بعد قليل اتجه الموكب نحو البحر و علت الأصوات تنادي: " لتعش السيدة سارة ! ". وضع التمثال في الماء. أبركه القس, ثم جرت اعادته إلى المغارة.
في هذه المعمعة, أضاعت جوسلين رفاقها, و ظلت تتسكع وسط الازدحام باحثة عن وجه تعرفه.
و بينما كانت تستعد للعودة إلى المطعم للاطمئنان عن كاميليا, رأت من بعيد جيرفيه على حصانه. لم تحاول لفت انتباهه بل ظلت تنظر إليه, عندما توقف و انحنى ليهمس في اذن شخص ما. بعد قليل رأت سيلين بثوبها الأصفر, يحملها غجري و يضعها على حصان جيرفيه, قربه. تبتسم له وهو يحضنها بذراعه.
فجأة لم تعد تحتمل الحر و الزحام اغرورقت عيناها بالدموع و دخلت إلى المطعم. كانت كاميليا و جان-مارك قد عادا إلى المزرعة, لكن العمة و آل كوليير ما يزالون هناك. ولما طلبت منهم الفتاة اعادتها إلى المزرعة, فوجئوا و قالت العمة شارحة:
-بعد قليل, سيبدأ الرقص, وفي المساء يصبح الجو أكثر مرحاً.
-لكنني أفضل العودة, فأنا متعبة كثيراً.
-حسناً. سترين ما ينقصك اليوم, في الغد.
سمعت صوتها الداخلي يقول : " ربما, حين يأتي المساء, سيطلب جيرفيه يد سيلين. سيرقصان معاً تحت ضوء القمر, و سيضمها إلى صدره ستضحك له. و يضحك لها... ثم يختفيان على الشاطئ و ... آه, كفى! لماذا هذا العذاب؟ لا تفكري بهما. امحيهما من عقلك. هذا جنون, منذ البداية...".
في صباح اليوم التالي, وجدت جوسلين صعوبة في العثور على عذر مقبول للتمنع من حضور اليوم الثاني من الاحتفال. و استاء جان-مارك عندا اقترحت البقاء مع كاميليا مكانه, فقال لها:
-لا... لا... من واجبي أن أبقى معها. كيف الهو من دونها؟
-أظن بأن عليّ المكوث هنا, أنا أيضاً, لدي احساس بأنها ستلد اليوم.
سمع جيرفيه هذا الحديث, فقال:
-هذا مستحيل. موعد الولادة بعد عشرة أيام.
-أجابته من دون النظر إليه.
-البكر يولد أحياناً قبل أوانه.
-في هذه الحال, عمتي باقية هنا و تهتم بالأمر. يجب أن تأتي إلى العيد, اليوم, يا صغيرة. ستتذكرين هذا النهار طيلة حياتك.
تشابكت نظراتهما. هل يريد تذكيرها بأنها غريبة و لن ترى العيد إلا هذه المرة؟
-حسناً. سآتي.
-سآخذك في سيارة الجيب, لأن عربة آل كوليير لا تأخذ أكثر من أربعة ركاب. و رفاييل سيمتطي حصاني " قيصر".
في العاشرة كانت جوسلين جاهزة. ارتدت تنورة قطنية خضراء و قميصاً توركوازياً. وفي الطريق, قال لها جيرفيه:
-أمس, عدت باكراً جداً. أخبرتني عمتي أن الحر ضايقك. هل هو السبب الحقيقي أم هناك سبب آخر؟
-ماذا تعني؟
-لم أر رفاييل طيلة السهرة, ربما هو أيضاً وجد الطقس حاراً لا يطاق.
-هل تصورت بأننا كنا على موعد سري؟
-ما زلت أتساءل.
-آسفة لخيبة ظنك. لم أتكلم مع رفاييل منذ... منذ اليوم الذي أطلعتني فيه أنك لا تحبذ صداقتنا.
بعد قليل, سألته:
-هل تعتبر بأن جان-مارك مصارع ثيران جيد؟
-نعم, لا بأس به.
-أليست المصارعة الحرة خطرة كالمصارعة العادية؟
-السباق الحر رياضة و لا يمكن مقارنتها بمصارعة الثيران المعروفة. أنا اشمئز عندما أرى ثيراناً جميلة, تعذبها و تحتقرها كائنات حمقاء ترتدي بزات العيد و الجوارب الحريرية. أنا لا أقبل اطلاقاً تعريض ثيراني إلى مثل هذه الوحشية.
-آسفة... فأنا لا أعرف شيئاً عن هذا كله. لكن آل دورانس يدربون ثيرانهم للمصارعة, أليس كذلك؟
-نعم, كغيرهم من أصحاب الماشية. لكن الثيران الاسبانية لا تتمتع بالمرونة و الشجاعة, مثل ثيران منطقة الكامارغ الأصلية. الآخرون يفعلون ما يريدونه, لكن أنا, أرفض ارسال حيواناتي إلى الموت من أجل فرح و غبطة أشخاص يخافون من كلب شرير.

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 13-01-12, 08:06 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بدا عليه الغضب, لذلك توقفت جوسلين عن متابعة الحديث. و عم الصمت بقية الطريق.
كان الغداء في المطعم إياه, لكن, هذه المرة, جلست جوسلين قرب لوك كوليير, بينما جلس جيرفيه قرب سيلين. وفي هذا اليوم الثاني, كانت الفتاة الفرنسية ترتدي ثياباً عصرية فاخرة, وفي يدها اليمنى, يلمع خاتم ياقوت مربع يلفت الأنظار.
راح لوك كوليير يغازل جوسلين كما فعل مع سيلين بالأمس. لم يكن هذا الأمر يعجبها, لكنها دخلت في اللعبة كي تتحاشى النظر إلى جيرفيه و سيلين.
وفي آخر الغداء, امسك لوك يد الفتاة من تحت الطاولة, و ظلت تتحمل ضغط أصابعه الرطبة الساخنة حتى جاءت القهوة.
ولم يبتعد عنها لحظة واحدة خلال فترة بعض الظهر. بعد حضور الاحتفال و الموكب, توجها معاً إلى مغارة السيدة سارة المضاءة بالشموع, و حيث يتحلق الغجر!
لم تستطع جوسلين المكوث طويلاً في المغارة لأن لوك كان يريد الخروج إلى الشارع, بعد أن تأبط ذراعها. ولم تشعر الفتاة بالارتياح إلا عندما دقت الساعة لبدء الألعاب التقليدية داخل الحلبة, و عندما علمت بأن لوك فرد من اللاعبين ولن يجلس قربها, جلست قرب والد سيلين.
دخل جيرفيه إلى الحلبة على ظهر حصانه قيصر و تناول من يد سيلين باقة زهور, حاول الحراس نشلها منه, من دون جدوى.
منتديات ليلاس
بعد سباق الحبال ذات الأنشوطة لاقتناص الخيول, بدأ السباق الحر الذي اشترك فيه عشرة شبان, كل واحد على حدة. لكن, لا أحد نجح في اقتلاع الوردة من بين قرني الثور. اشتد التصفيق، و كان الحيوان هو البطل المنتصر.
وما أن انتهت الألعاب حتى عاد لوك إليها. ماذا بوسعها أن تفعل. لم تعد قادرة على تحمل نظراته المحدقة بفمها, و ضغط ركبته تحت الطاولة بينما كانا مع الجميع يتناولان المشروبات المنعشة, على شرفة المقهى.
بدأ الناس يرقصون في الشوارع. دعا السيد دورانس, والد سيلين, جوسلين إلى الرقص, أولاً, ثم تبعه لوك, و أخيراً جيرفيه الذي كان يرقص معها, فقط قياماً بواجبه الاجتماعي.
ولما أصر لوك على جوسلين أن ترافقه إلى الروليت, تدخل جيرفيه و قال:
-ربما لا تشاطرك الآنسة حبك للروليت.
لكن الفتاة قالت بحماس:
-لا مانع لدي أن أجرب ذلك.
عندما أصبحت وحدها مع لوك, تمكنت من افهامه بوضوح بأن السهرة لن تنتهي كما يتوقع. فحزن لوك قائلاً بأن الجميع يعرف صيت الانكليزيات و الأميركيات فندمت لأنها لم تكن حذرة معه منذ البداية و نظرت إليه بغضب و قالت له قبل أن تدير له ظهرها و ترحل:
-نعم, يا للأسف.
دقت الساعة العاشرة, و جوسلين تسير منذ ساعة بين المارة, تتذوق الحلوى الطيبة و القطائف المشهورة و تنظر إلى راقصي الفلامنغو. فجأة لمحت رفاييل مع مجموعة شبان و شابات, توقف قربها و سألها:
-آنسة جوسلين! هل تمرحين؟
-نعم, كثيراً. هل تريد بعض القطائف؟
-شكراً. أنت وحدك؟ لا يجب أن تبقي وحدك في هذه المعمعة.
-اطمئن عليّ. فالآخرون ليسوا بعيداً عني كثيراً.
أشار لها بيده و هو يبتسم و قال:
-إلى اللقاء, اذن.
بعد قليل, لاحظت شاباً و فتاة, يتعانقان بشغف, وراء باب محل صغير نصف مفتوح. المحل كان مقفلاً, لكن ضوء الزجاج جعل خاتم الفتاة يلمع وهي تداعب عنق الرجل.
جمدت جوسلين مكانها لا تصدق ما ترى. انها سيلين, لكن الرجل الذي معها ليس جيرفيه. ثم سمعت صوت سيلين وهي تقول للشاب:
-ليس هنا, فالناس سيروننا. لنبحث عن مكان منزو و أهدأ.
-بكل سرور, يا حلوتي.
كان السيد دورانس ما زال في المقهى عندما عادت جوسلين. ومعه السيد كوليير, من دون جيرفيه.
-ماذا تحبين أن تشربي, يا آنسة؟ أين أبني, أليس معك؟
-كلا. الازدحام فرقنا.
ابتسم لها السيد دورانس و قال:
-كان جيرفيه قلقاً عليك. ربما اعتقد بأنك متعبة و ذهب للبحث عنك منذ نصف ساعة لن يتأخر بالعودة, الآن.
حين عاد جيرفيه, كان الشرر يتطاير من نظراته. آه, يا إلهي, لا بد أنه رأى سيلين حتى يكون غاضباً إلى هذا الحد.
ببرود لا يصدق, قال لها:
-هل تريدين العودة الآن, يا جوسلين؟ الطريق طويلة أمامنا.
نهضت الفتاة بسرعة و قالت:
-نعم, متى تريد.
و دعا الآخرين, و تأبط جيرفيه ذراع جوسلين حتى وصلا إلى الساحة, حيث كانت سيارة الجيب متوقفة.
العودة إلى المزرعة ذكرت الفتاة بيوم وصولها, في سيارة الجيب الرجراجة في رياح الميسترال, و جيرفيه و قساوته. لكن, في هذا المساء, منطقة الكامارغ هادئة, وفي المستنقعات ينعكس ضوء القمر و النجوم العديدة.
في هذا المساء غضب جيرفيه الحاد سبب ارتجاج السيارة, لأنه كان يقود بسرعة جنونية على هذه الطريق الرملية, غير المعبدة. جوسلين, متعلقة بمقعدها, مليئة بالشفقة المؤلمة عليه. لأنها تعرف تماماً شعوره الحالي.
كانت الأضواء مطفأة داخل المزرعة, لكن الفتاة تعرف طريقها إلى المطبخ ولم تجد صعوبة في اشعال المصباح الزيتي.
لما أضاءت الشعلة أرجاء الغرفة, سألته بصوت غير مطمئن:
-هل تريد بعض القهوة؟
دفع الباب بعنف و اتكأ عليه و سألها بلهجة قاطعة:
-ما الذي بينك و بين لوك؟
أجابت بتلعثم:
-لا... لا شيء... اختلفنا... و افترقنا... ببساطة.
-أولاً, رفاييل, و الآن، لوك كوليير. لست عاقلة أبداً في اختيارك. لكن في المرة المقبلة, ستجدين نفسك في مأزق حرج لا مفر منه.
فضلت عدم الرد عليه باللهجة نفسها, لنها تعرف بأنه ينفث عن غضبه بل سألته بهدوء:
-هل تريد قهوة, أم انك تفضل الذهاب إلى النوم في الحال؟
-تباً لك و لقهوتك!
فجأة تقدم منها و قال:
-لم أعد أتحمل هذا, يا ابنتي. في البداية, تذهبين مع رفاييل, و كان عليّ أن انتشلكما من عراك عنيف. و اليوم, تغازلين لوك كوليير الأحمق. ماذا تريدين؟ تبحثين عن مغامرة مثيرة لتخبريها لأصدقائك, عندما تعودين إلى انكلترا؟
امسكها بعنف و ضمها إليه و عانقها. ولما ابتعد عنها, دخل في تلك الأثناء جان-مارك إلى المطبخ, لكنه لم يلاحظ شيئاً لشدة توتره, وقال:
-آه, جوسلين, تعالي بسرعة, أرجوك. جيرفيه, اذهب و أحضر الطبيب. اشرفت كاميليا على الولادة.

α α α α

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne weale, آن ويل, بوهيميا, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the feast of sara, عبير, عبير القديمة, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية