لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-11, 12:04 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184360
المشاركات: 968
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 202

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة 86 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
278d9719d7 وينك يا أحلى فراولة

 

فراولة حبيبتي مالك بلعادة تطولي علينا نشالله خير
شو بدك تزيدي تشويقنا
لا تخافي إنت قطعتي أنفاسنا بكمية الروايات السابقة يلي أتحفتينا فيها
من شان هيك ما عاد إلنا حيل علإنتظار و خاصةً أنو الروايات يلي بتشاركينا فيها
روايات روعة بتخلينا دائماً متشوقين لمعرفة الأحداث
يعطيكي العافية حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور فتاة 86   رد مع اقتباس
قديم 08-08-11, 12:38 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بليز كمليها لانه روعه وانا متشوقه حدي للروايه
يعطيج العافيه حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 10-08-11, 12:15 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أنا بعتذر من الجميع بس عندي مشكلة باللاب توب وأنشالله بدي أشتري واحد جديد بس بعد رمضان .بكرر أعتذاري .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-08-11, 12:26 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- عيون لا تنام

كانت فيللا فونسكا تطل على مياه الميناء الزرقاء الحريرية , حيث مراكب الصيد راسية الى جانب الجدران التي يبللها البحر والتي شيدت من فوقها البيوت البيضاء , ركب دون جوان السيارة مع أيفين الى بيت فونسكا , ولكنها علمت عند وصولهما أن ركوبه معها لم يكن رغبة منه للأطمئنان على سلامة وصولها الى مدرّسها , بل لأن دونا راكيل في أنتظاره , تبدو كزهرة جميلة ندية , في ثوب من الدانتيل الأبيض , وقبعة عريضة ذات وردة تحت حافتها , كانت هي ودون جوان ذاهبين من الجزيرة الى الأرض الأم ( أسبانيا ) لقضاء اليوم , راكيل من أجل التبضّع والمركيز لأجراء بعض الأعمال.
وقبل ذهابهما تناول الجميع الشاي بالليمون المبرد في باحة الفيللا , وكانت الباحة مكانا به زوايا رومانسية وأشجار زيتون قديمة ملتوية , وهناك مقعد يحيط بأحدى الأشجار , جلست فوقه راكيل بقبعتها العريضة , راضية لأن الرجل الأسمر النحيل ذا البدلة البيضاء الأنيقة سيكون لها وحدها طوال يوم كامل , قال لها:
" أنت أشبه بلوحة للرسام الفرنسي رينوار".
أبتسمت وأستقرت عيناها لحظة على أيفين في ثوبها الأصفر البسيط ذي الياقة الفراشية البيضاء , ثوب قصير بلا أكمام يكشف عن ذراعيها وساقيها , وشعرها الداكن ينساب فوق أحد كتفيها , وقد ربطته بشريطة خضراء.
وسألته راكيل وهي ترف بأهدابها ناظرة اليه , كأنما تبعث اليه بلغة أهدابها أحدى الرسائل السرية المتبادلة بين المحبين:
" جوان , وأي رسام قد يكون رسم ضيفتك؟".
مال ببدلته البيضاء عند شجرة قاتمة , بينما كان السيد فونسكا يجلس مرتاحا فوق كرسي من الأغصان المجدولة يدخن سيكارة بفم من العظم الملون , وأجاب فونسكا على السؤال نيابة ع دون جوان الذي لا رأي له على ما يبدو بخصوص ضيفته فقال:
" الرسام الفرنسي ديفاس , فهو وحده قادر على أن يصور هذه الأذرع والسيقان الرشيقة والعيون الواسعة , كان للبنات في لوحاته دائما سحر خفيف أشبه بسحابة صيف تسبح في الفضاء.
ونهضت راكيل وهي تضحك وقالت:
" أذن أنت يا عزيزتي لست مثلنا في أرض الواقع , أبي , أعط الحالمة الصغيرة قطعة أخرى من كعكة اللوز لئلا تصبح كالريشة في الهواء ".
وضحك السيد فونسكا وقال:
" هل أنت ذاهبة للتبضع ! جوان , خذ أبنتي هذه المدللة ودعني مع هذه الصغيرة التي لم يزدحم عقلها بصرعات الثياب والحفلات والملذات!".
أبتسم جوان , وأمسك بعصاه ووقف قبالة أيفين , على النحو الذي عرفته جيدا , أنحنى نصف أنحناءة ثم نظر اليها وقال:
" كوني طالبة مجدة يا صغيرتي , سأوجه لك أسئلة عندما نلتقي ثانية".
تلاقت عيناه بعينيها ووجدت أنه أصبح مرة أخرى الوصي الجاد , أن الكتف الذي أستندت اليها كانت بعيدة غير حنونة , واليد التي تمسك بالعصا الأبنوسية يد لا رقة فيها إلا في الأحلام , تحدثت الى دون جوان قائلة:
" آمل أن تستمتع بيومك يا سيدي".
وأبتسمت لمدرسها , لأن الوصي عليها لا يريد على ما يبدو أبتسامات من أحد غير راكيل , أنها وحدها التي تحمل على ما يبدو مفتاح شخصيته المحيرة.
وسألها دون جوان فجأة وفي أدب:
" ماذا أحضر لك؟".
أتسعت عيناها حتى لم تعد ترى وجها آخر غير وجهه الأسمر المميز , ولاحظت نظرة راكيل اللاهية ويدها التي تعبث بمقبض حقيبة يدها , وأجابت المركيز:
" لا شيء , دون جوان".
وعاد يسأل وفي عينيه أبتسامة:
" ولا حتى علبة حلوى؟".
فأجابته بأبتسامة مترددة:
" حسنا , حلوى".
ثم أستدار نحو السيد فونسكا وقال:
" سنعود في ساعة متأخرة يا صديقي , ولكنني أعدك بأنني لن أترك أبنتك الجميلة تشرد بعيدا عني".
وضحكت راكيل ضحكة دافئة وتأبطت ذراعه بعد أن قالت:
" جوان , لا تبدأ في معاملتي بلهجة الوصي ....... لست في حاجة لذلك , فأنا لست مراهقة كما تعرف".
أبتسم وقال:
" أعرف يا راكيل , والآن علينا أن نرحل أذا كان علينا اللحاق بالباخرة".
أنحنى دون جوان للسيد فونسكا , ونظر لحظة الى أيفين ثم رحل هو وراكيل من الباحة , وسرعان ما أختفى صوت عصاه وصوت كعب حذاء راكيل العالي عبر القاعة وأعقب ذلك أغلاق الباب.
بعد دقيقة أو نحوها أستعادت أيفين كما أستعاد مدرسها الأحساس بالسكينة التي غمرت الباحة من جديد , كأنما كانت هناك عواطف متضاربة تتقاتل في نور الشمس , ولم يعد هناك الآن غير زقزقة الطيور الطبيعية ونفثات النافورة الموجودة على الحائط , كانت الفيللا مبنية على الطراز الباروكي وجدرانها صفراء , وهناك شجرة دقلى حمراء تفوح منها رائحة ذكية , قال فونسكا:
" أنت أذن تواقة للتعلم , أكانت الفكرة فكرتك أم هي فكرة دون جوان ؟ أنه صاحب أرادة قوية , وهو شيء غير عادي أن تقدم فتاة جذابة على دراسة فلسفة الفن وتاريخه , أذ أن معظم الفتيات الصغيرات غارقات في الرومانسية".
أبتسمت في حياء وأجابت:
" أنا لم أحصل على تعليم حقيقي يا سيدي , ومما يشبه المعجزة أن يأتي بي دون جوان اليك لتتولى تعليمي , أنا أريد أن أتعلم وأتشرّب العلم وأنمو بفضله فالمرء بدون المعرفة يظل غير ناضج".

قال فونسكا:
" لعله من غير العادي أن يتولى شخص أعزب رعاية فتاة , ولكن الحقيقة هي أنك غير عادية , وليس جوان بالرجل العاطفي , وأنني متأكد أنك لو كنت غير ذكية لأعادك الى وطنك مع شيء من المال وأنحناءة مهذبة , لقد قال لي أنه ليس لك عائلة".
" لا أحد الآن".
" هذا محزن بالنسبة اليك , كل شخص لا بد له من شخص آخر , لعلك تعتبرين دون جوان في منزلة العم؟".
" كلا ". وأبتسمت أبتسامة تحولت الى ضحكة : " الواقع أنني لا أتصور نفسي أدعوه بالعم جوان , أنه مترفع جدا وله مكانته ...... أنه أسد هذه الجزيرة".
" وأنت تعتبرين نفسك نزوة من نزواته؟".
" أجل".
" أتعرفين يا صغيرتي أن الرجل الأسباني فيه قسوة وتفرّد ؟".
" أعرف هذا الآن".
مال فونسكا الى الأمام وعيناه تنصبان على وجهها وقال:
" هل أعطاك جوان بالفعل الدليل على ذلك ؟ وفي أي ناحية؟".
" أنه يعارض قليلا صداقتي مع مانريك كورتيز , أظن أنه يعتبرني غير ناضجة الى الحد الذي أستطيع فيه التعامل مع شخص منفتح مثل مانريك".
" أنت تسرّين برفقة هذا الشاب؟".
" من دواعي السرور دائما يا سيدي أن أجد صديقا لأنه ليس لي أصدقاء كثيرون , ومانريك مرح وحسن المظهر و.....".
أبتسم فونسكا وقال:
"صداقته تشعرك بالرضا , وهذا شسء طبيعي , عندي أبنة وأعرف ماذا يعني للفتاة أن تحظى بالأعجاب".
" أن دونا راكيل جميلة ". قالت أيفين ذلك بأخلاص وأن تكن الشكوك تساورها بالنسبة الى طبيعة ذلك الجمال , ثم قالت: " لا بد أنها دائما محط الأنظار".
وصرّح الأب بدون أي أعتزاز في عينيه:
" منذ طفولتها , أنها تشبه أمها , ولكن آنا كانت لطيفة وطيبة وكانت سنواتنا القليلة معا سنوات سعيدة جدا , وأبنتي راكيل فيها القليل من أمها , وأنا أشفق على الرجل الذي ستتزوجه".
كانت أيفين تقطع لاهية أوراق أحدى الزهور , وأخذت تتخيل صورة راكيل وهي اليوم تضع يدها ذات الحلي في ذراع دون جوان , وأدركت أن راكيل قد وجدت أن من صالحها ومن المثير أيضا أن تصبح عروسا للمركيز , وتساءلت ماذا يمكن أن يحدث لها كضيفة لدى دون جوان.
" فيم تفكرين يا صغيرتي وقد أكتست عيناك بالغموض؟".
تطلّعت أيفين الى مدرّسها وجادت عليه بأبتسامة وقالت:
" الحياة شيء محير للغاية , هل صحيح أن طريقنا مكتوب حتى قبل أن نولد".
بدا على فونسكا التفكير ثم قال:
" القدر , أنني أميل الى الأعتقاد أن أمام كل منا مفترق طرق في حياته , آه , أنت تفتحين عينيك العسليتين , هل قلت لك شيئا مهما يا آنسة؟".
" نعم أنه لأمر غريب".
ثم سقطت البراعم الصغيرة من يدها بينما أخذت تتفحص كفها التي رأت فيه أحدى الغجريات خطوط مفترق الطرق , وأخبرت مدرّسها بما قالت الغجرية عن كفها , وأنتظرت منه أن يبتسم ولكنه لم يفعل , قال:
" لدى الغجريات , الرومانيات موهبة الأستبصار , والدة دون جوان كانت غجرية أسبانية , وأنني أتساءل أحيانا أذا كانت قد عرفت سلفا أن زواجها من والد جوان سينتهي بمأساة , أن المركيز الكبير ما كان ليقبل الفتاة الغجرية , وعندما وقعت المأساة وأصبحت أرملة , هربت مع أبنها الطفل جوان الى أميركا الجنوبية , وهناك ترعرع جوان وأصبح رجلا , وبفضل أرادته القوية وطموحه نجح في عمله بدون مساعدة أسرة والده , وكان ذلك في ليما.......".
وتوقف فونسكا وتفحص وجه أيفين ثم قال:
" أن لك القدرة على الأصغاء بهدوء للرجل...... ألم يكشف لك جوان أبدا عن القليل من ألمه؟".
وكررت كلمة ( ألمه ) وتذكرت اللحظات التي كان يبدو فيها تائها في بحر أكتئاب مظلم , والأوقات التي كان عبوسه يرعبها ويضطرها الى الأبتعاد عن طريقه.
قال فونسكا:
" أن ساقه لا تزال تتعبه , في البداية أراد الأطباء فيليما بتر الساق , ولكنه لم يقبل وسافر الى أنكلترا رغم بعدها , حيث أستعان بجراح عظام ماهر شرع في ترميم ساقه بواسطة سلسلة جراحات مضنية , مر بعدة أنتكاسات وعذابات , وكانت أعجوبة أن أحتفظ بساقه بعد تهشّم عظامها على أثر سقوطه بسبب أنكسار عظمة حافر الجواد الذي كان يركبه , كان جوان يحب القفز بالحصان وهو مسرع , ويوم وقع الحادث كان يصعد بالجواد فوق أحدى التلال , فأذا بالحصان يقذف به وتتهشم ساقه ثم يقع عليه الجواد ويتدحرجان معا".
وألتقطت أيفين أنفاسها وتخيّلت بسرعة فظاعة الحادث , سقوطه من فوق صهوة الجواد , والتدحرج , والساق المهشمة , ثم قالت بصوت متألم:
" لا بد أنه كان بمفرده في تلك البراري".
" ظل كذلك بضع ساعات حتى مر به بعض الرعاة ووجدوه يعاني من الألم تحت الشمس المحرقة , والحصان ميت الى جانبه من الرصاصة التي أفرغها فيه كي يريحه من شدة الآلآم التي تعذبه , قال لي ذات مرة أن وجود المسدس في جرابه حفظه من الجنون ساعات الأنتظار , كان يعلم أن في أمكانه أذا عجز عن التحمل أن ينهي عذابه كما أنهى عذاب الحصان ".
وهمست أيفين:
" ليس لأحد غير صاحب أرادة حديدية أن يتحمّل ما تحمّله , الألم والشمس المحرقة وكونه بمفرده في مثل تلك الحالة".
" يا صغيرتي أن دون جوان أسباني وغجري معا , من نوع الغجر الذين قاموا قديما بغزو عوالم جديدة وعانوا المشاق وسببوا لغيرهم المتاعب أيضا , وبفضل هذه القوة الكامنة فيه , والسيطرة على العواطف والأعصاب , تغلّب على الحادث بتحمله التعرضللشمس , وتحمل شهورا طويلة من العلاج البطيء , ثم عاد الى أسبانيا ليقيم وحيدا في قلعة حزينة , حزينة بسبب التعاسة التي عاشتها أنه بين جدرانها".
قالت أيفين بنعومة:
" لقد رأيت صورتها , من الصعب عليه أن يغفر لمن ألحقوا بها الأذى , كيف يظهرون لها الكراهية وهي أشبه بزهرة سمراء حلوة".
أستفزت نظرات فونسكا بحزن على الورود النامية قرب حائط الباحة , وقال:
" نعم , روزاليتا , لقد قابلتها في زيارة خاطفة للجزيرة , في تلك الأيام كنت أدرس للشهادة العليا بجامعة مدريد , ولم أكن قد أقمت بعد مسكني في الجزيرة , قابلت روزاليتا ووالد جوان قبل فترة قصيرة من مغادرتهما الجزيرة , وكأنما كتب عليهما ألا بعودا اليها بعد ذلك , كان تألقها قويا يشبه السحر , والمركيزة , جدة جوان أمرأة قوية السلطان لا تلين , أختارت لأبنها عروسا غنية ولكنه آثر أن يجعل من راقصة غجرية زوجة له , وأن تكون المركيزة في المستقبل.... ولهذا لم تغفر له أسرته ذلك".
وتعجبت أيفين قائلة:
" يا له من تكبّر وحرص على الجاه والمركز دون الحب!".
فقال فونسكا بشيء من سخرية رجل في منتصف العمر:
" أن عواطف الشباب يا صغيرتي قليلة القيمة في نظر الذين لم يعرفوا العواطف أبدا , كان من الطبيعي للثراء في عائلة جوان أن يتزوج الثراء , ولأصحاب االمراكز مصاهرة أصحاب المراكز , وقد حطّم والد جوان القاعدة , وأجدني أحيانا.......".
" نعم يا سيدي؟".
" بالنسبة الى جوان , أنه إبن نبيل ثائر وغجرية ساحرة , لا أظن أنه كان ليحافظ على لقبه ومركزه هنا , لو لم يكن الحادث هدّأ من الروح القلقة في نفسيته. يكفي أن تتأمليه على حين غرّة فتجدين في عينيه الأسد السجين في قفصه , أما في أوقات أخرى فتجدين فيهما سخرية الأسباني الذي يتقبّل قدره المكتوب".
كانت الباحة دافئة ومع ذلك أرتعشت أيفين قليلا , أن القدر قد يقسو على بعض الناس , ولاح لها أمل بأن تجد السعادة طريقها اليه حتى تعوّضه عن الألم الذي عاناه ورسم خطوطه على وجهه , وأشاع الفضة في شعره , وحرمه القدرة على أن يمتطي جواده أو يمارس رياضة التنس , أو ينعم برقصة مع فتاة , وجدت نفسها تسأل فونسكا:
" كم هو عمر دون جوان ؟".
" إنه في الثانية والثلاثين".
" حسبته أكبر من ذلك بكثير وهو يعاملني كطفلة !".
ضحك مدرّسها وقال:
" بالنسبة الى جوان أنت صغيرة وبريئة , أعتقد أنه عاش في ليما أسما على مسى , وهي مدينة تزخر بسيدات المجتمع".
وهمست:
" دون جوان , العاشق الكبير الذي ظل قلبه بغير جراح".
" يقال أنه وقع في الحب مرة واحدة".
" حقا؟".
ومرة أخرى خطرت لها راكيل وهي ممسكة ذراعه بأصابعها ذات الخواتم الماسية , وهو يتأمل تلك الفتاة بعيني مجرب فيهما أعجاب بجمالها , ولعلّ قلبه أصبح أخيرا على أستعداد للأستسلام , وقف فونسكا وقال:
" حان الوقت لنبدأ درسنا , وغرفة الجلوس في الداخل ليست حارة وفيها كتب وبعض قطع فنية جديرة بالدراسة".
كان أثاث الغرفة , التي ستصبح فيما بعد مألوفة لها , من طراز عهد أيزابيلا , قاتما وغنيا بالنقش الجيد , ولهذا بدت مجموعة فونسكا الفنية رائعة.
ولاحظت أيفين على الفور بعض تماثيل صغيرة لأطفال بثياب أسبانية , وقد سمح لها المدرس أن تمسكها بعناية , وقال لها:
" عليك أن تحبي القطع الفنية حبا نابعا من القلب".
قالت : هذه جميلة , وما أن أمسكت بالتماثيل الصغيرة حتى لم تشعر بأي شيء آخر غير الأهتمام الفني , ونظرت الى لوحات الرسم المعلقة على الجدران المكسوة بألواح الخشب , ورأت فيها عيون أناس حقيقيين بدلا من عيون مرسومة , شعرت بالتأثر , أن الأشياء المجسّدة أيا كان جمالها لا يتحرك لها قلبها , الناس وحدهم هم الذين يقدرون على ذلك, والغضب أو الشفقة أو السرور فقط.
ومرة أخرى قالت : جميلة , ثم شعرت بعيني مدرّسها تستقران عليها بعنف , وأخذ فونسكا كتابا كبيرا من فوق أحد الرفوف وقال:
" سنبدأ بحكاية تيتيان , وأعتقد أنك ستتعاطفين مع شخصيته على نحو أكثر ....... وبعد ذلك ستكونين جاهزة لدراسة الفنان المعلم".
وتساءلت بعينيها الكبيرتين العسليتين.
فقال وهو يبتسم:
" ليوناردو دافنشي ".
ولكن بدا لأيفين أنه إنما يقصد شيئا يختلف كل الأختلاف!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-08-11, 02:20 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

كل عام وانت بخير ويارب ينعاد عليك الشهر بالخير والبركات
طيب حبيبتي فراولة.. راح اغلق روايتك لحتى رجوعك بالاب توب الجديد
ومبروووك مقدما .. ^^

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تناديه سيدي, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, pilgrim castle, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية