كاتب الموضوع :
اسطورة !
المنتدى :
الارشيف
عند جوري
بعدما خرجت من الغرفة بدأت تتمشى قليلاً في الساحة.
جوري*كنتُ أعلم بأن ياسمين تبالغ كثيراً ولكن أن تصل إلى الضرب والإهانة أنا لا أقبل لها الإهانة من أي شخص فكيف من نفسي! ثم كيف لنرجس أن تفكر هكذا فهي تعلم أنني أحب ياسمين كثيراً ولا يمكن أن أسبب لها الأذى أبداً ولكن ما عاد للتفكير لزومٌ الآن فحان الوقت لحسم الأمور*
ذهبت جوري متجهة إلى غرفة المديرة ودخلت بعد أن أذنت لها بالدخول،ألقت جوري التحية وبدأت بالحديث مباشرة.
جوري:مديرتي أنا موافقة على الذهاب لتلك السيدة ورعاية طفلها.
هند:جميل ،أ أنتِ فقط؟
جوري:نعم أنا فقط.
هند:حسناً،فعلتِ خيراً بإخباري اليوم لأن السيدة ستحضر بعد قليل.
جوري(بصدمة):الآن الآن؟
هند:أجل بعد قليل بإذن الله.
خرجت جوري من عند المديرة وهي تشعر بأن مشاكل جديدة ستبدأ وهموم أخرى ستنقلها إلى وادٍ غريب عن حياتها الحالية.
*****************************
في القصر
عند الأم ليزا وجاك
بعدما إنتهت الأم وجاك من الطعام قرر جاك أ يذهب لمحادثة مايا وإرضائها لذلك صعد إلى غرفتها وطرق الباب عدة طرقات ولكن لم يَفتح له أحد ،وبدأ الخوف يدخل إلى أعماقه وأخذ يقول (بصوت مرتفع):مايآآ مايآآ إفتحي الباب وإلا سأدخل هيا إفتحي مايآآآ.
سمعت الأم ليزا صراخ ولدها لذلك صعدت إلى الأعلى وعندما رأته بادرت بالقول:مالأمر يا ولدي ماذا بك؟
جاك(بتوتر):مايا مايا لا تفتح لي.
ليزا(بغير إهتمام):قد تكون نائمة.
جاك(بتوتر):لا يا أمي فأنا طرقت الباب وصرخت لا يعقل يا إلهي لما لا تفتح.
ليزا:إذاً الباب مقفول؟
جاك:لا ليس مقفول.
ليزا(رفعة حاجبها):إذا إفتحه ما الذي تنتظره؟
جاك:لا أستطيع إنها فتاة أخاف بأن تنزعج.
تنهدت ليزا وتقدمت من الباب وهي تقول:إذا إبتعد أنا سأدخل.
دخلت الأم ليزا إلى الغرفة وتبعها جاك وعلت على وجهها الصدمة عندما لم تجدها لا في الحمام ولا في الغرفة وفجأة تذكرت كلامها وبدأ يدب الخوف والرعب في قلبها وأخذت تدور في الغرفة كالمجنونة حتى لمحت ورقة على السرير تقدمت وأخذتها وهي تقرؤها غير مصدقة المكتوب بها.
ليزا:كيف فعلتها كيف؟!!
أخذ جاك الورقة من أمه وقرأها وبعدها تنهد وهو يقول:كنتُ أعلم ذلك فمايا عنيدةٌ جداً.
ليزا(بتوعد):سأريها عندما تأتي سأريها ألا يكفي الأولى،وتأتي هي بعد.
جاك:لا عليكِ يا أمي سأبحث عنها.
*****************************
في الدار
عند نرجس
عندما عادت إلى الغرفة وفي يدها طبق الأرز دهشت بما رأته ياسمين فاقدة لوعيها ولوتس تحاول إيقاظها كانت تحبس أنفاسها من شدة خوفها وعندما رأت بأن ياسمين إستيقظت أطلقت تنهيدة قوة وطويلة وحمدت الله تعالى على سلامتها.
نرجس:ماذا حصل؟
لوتس:لا شيء فقدت وعيها فقط.
نرجس:لماذا؟
طرحت نرجس سؤالها على لوتس وهي تنظر إلى ياسمين بمعنى تكلمي أيضاً.
نظرت لوتس إلى ياسمين ثم تنهدت وقالت:كانت مرهقة ويبدو بأن إنفعالُكِ مع جوري أرعبها.
تنهدت نرجس وقالت:حسناً هيا لنضع الطعام.
*****************************
عند سوزي
غادرت المطعم قبل أن تنتهي الحفلة على غير عادتها وبقيت تتلفت على المحال التجارية وتشتري أغراض ليست بحاجة لها !
سوزي*أف أكان علي أن أخرج باكرا،ههه أبي حتى لا يعلم أي أذهب ومتى أعود فلماذا أخرج الآن،كل هذا من غبائي كنتُ تسليت على الأقل*
إتجهت سوزي إلى منزلها وعلت على تقاسيم وجهها الصدمة عندما رأت أباها أما هو فتقدم منها بسرعة وهو سينفجر من الغضب مسك يدها بقوة وقال(بصراخ):لماذا تأخرت؟
علت الصدمة على سوزي فأمر والدها غريبٌ اليوم
سوزي*أين كنت هههه يا له من سؤال وأين كان هو طيلة تلك الأيام حتى يسألني الآن*
سوزي:أنا أعود دائما في هذا الوقت وأكثر بعد ثم إن الساعة الآن الثانية عشرة منتصف الليل"رفعة حاجبها"الوقت مبكر أليس كذلك؟!
رمى والدها يدها بقوة وأمرها أن تصعد لغرفتها وفعلت هي ما أمرت به تجنبا للمشاكل،دخلت الغرفة وأخذت حماما سريعا وأنهت ماكان عليها من أمور متراكمة واستلقت على سريرها وهي تفكر.
سوزي*أبي لم يسألني هكذا لأنني تأخرت في نظره بل لأنه بقي ينتظر فلا شيء آخر غير ذلك ثم من أين نزل هذا الإهتمام على أبي فجأة؟! ههه أبي يالها من كلمة من غير طعم أنطقها كغيرها من دون أي إحساس هههه*
سمعت سوزي طرق الباب فسمحت بالدخول وهي تظن بأنها الخادمة ولكنها صدمت عندما رأت والدها فقفزت من على السرير وجلست عليه بشكلٍ عادي.
ولكن ما فاجأها وزاد صدمتها هو حديث والدها الذي دخل إلى عقلها وبدأ يردد كل كلمة يقولها والدها حتى بدأت مضختها توشك أن تتوقف لديها من الذي سمعته!
*****************************
في الحديقة
عند مايا
مايا*يا إلهي لي فترة وأنا أنتظر ولكن لم يأتي أحد مضت ساعة كاملة دون أي شيء وهاتفي المحمول أمامي ولم تصلني أَيَّةُ مكالمة إلا 10 من جاك و3 من أمي ههه جميلٌ بأنها تذكرتني حتى*
*****************************
في الدار
الساعة الخامسة والنصف
عند جوري
عادت جوري من عند المديرة واتجهت إلى الغرفة،رأت لوتس فتقدمت منها وألقت السلام ووجهت نظرة عتب ولوم إلى ياسمين أما نرجس فتجنبت النظر إليها،وإتجهت إلى أطباق الطعام وسكبت لها بعض الأرز والسلطة وجلست على سريرها.
إنتهت الفتيات من الطعام ووزعن أدوار التنظيف عليهن وفي تمام الساعة السابعة والنصف جاءت فتاة من الغرفة المجاورة واستدعت جوري إلى غرفة المديرة أما جوري فطلبت أن تخبر المديرة بأنها ستكون عندها بعد ربع ساعة.
إتجهت جوري إلى خزانتها وبدأت ترتب ملابسها داخل الحقيبة وأعين الفتيات تراقبها وبعدما إنتهت همّت بالإنصراف ولكن...
لوتس:ستذهبين إذاً؟
جوري(بإبتسامة حزينة):أجل سأذهب ،أشعر بأنني سأكون سعيدة هناك.
جوري*أتمنى ذلك حقاً*
تقدمت ياسمين منها وضمتها وقالت(بحزن وهمس):آسفة جوري آسفة حقا لم أعلم بأن ذلك سيحدث وبأن نرجس ستغضب منكِ أرجوكِ سامحيني أرجوكِ.
نظرت ياسمين لجوري نظرة مليئة بالحزن والرجاء وهي تنتظر منها الجواب الذي تتمناه لترضي ضميرها وتهدأ من روعة نفسها ،حتى أتاها ذلك.
جوري(بهدوء هامس):سامحكِ الله ،ولكنني لا أعدكِ بأن أنسى فأنا لدي قلب ومن الصعب أن أنسى جرحاً قد سببته لي أختي الصغرى والكبرى معاً !
أومأت ياسمين رأسها بحزن وقالت:إنتبهي على نفسكِ جيداً"وقبلتها على وجنتيها".
تقدمت جوري من لوتس وضمتها وهي تهمس لها بكلما الوداع،أما لوتس فتمتمت بالأدعية والوصايا والتنبيهات.
ولم يبقى على جوري سوى نرجس وفي داخلها حواراتٌ عدةْ.
جوري*هل أودعها أم لا،وهل أقول لها كم أحبها أم لا،وهل أعتذر لها أم لا ولكن أشك في ذلك حقاً فأنا لم أخطىء وأنا التي سأذهب لذلك عليها هي أن تودعني لا أنا!*
تقدمت جوري من الباب وفي داخلها أملٌ بأن تتقرب منها نرجس ولكنّ أملها خاب عندما إتجهت نرجس إلى سريرها وجلست عليه،
شعرت جوري بالحزن العميق على إنتهاء تلك الصداقة التي دامت أكثر من خمسة عشرة سنة بسبب العارض الذي يسمى الكرامة!!
*****************************
عند جاك
جاك*يا إلهي أين ذهبت بحثت عنها في كل مكان وأمي إتصلت بصديقاتها جميعا وقلن بأنهن لا يعلمن أين هي أخشى أن يحصل لها مكروه ماذا أفعل الآن،الأفضل أن أذهب إلى الكنيسة للصلاة والدعاء لها*
حرك جاك مقود السيارة متجهاً إلى الكنيسة ،ونزل من السيارة عندما أراد الدخول إلى الكنسية شده حوار بين شابين عربيين.
الأول:أنظر يالها من كنيسة كبيرة.
الثاني(بتنهد):أصبحوا الآن يتفننون بصناعة الكنائس أكثر من المساجد حتى.
الأول:صراحة لا أعلم لماذا هم للآن على هذا الدين مع أنّ الإسلام نسخ جميع الديانات ولكنهم معتصمون بديانتهم بشدة.
الثاني:كل هذا من عمل الشيطان هو من يزين لهم دينهم ثم لا أعلم كيف يكون شعورهم عندما يقرؤون كتابا محرفاً وهم يعلمون ذلك أو يدعون 3 إلاهات وهو واحد تبارك وعلا.
الأول: الناس في هذه الأيام تعتصم الخطأ حتى وهي تعلم ذلك فقط للمكابرة والتفاخر بعدم التخلي.
الثاني:هدانا الله جميعاً إلى طريق الحق،هيا لنذهب إلى المنزل فأمي دعتك اليوم إلى العشاء.
الأول:حقاً،جزاها الرحمن خيراً فليس هناك أطيب من طعام عمتي.
بقي جاك ينظر إلى مكان وقوف الشابين ويفكر في كلامهما.
جاك*ألهذا الحد دين النصارى منبوذ،وهل كتابنا محرف حقاً،أووه ماهذه الأفكار الحمقاء الآن،يجب علي أن أذهب للصلاة بسرعة والدعاء لأختي*
ملاحظة:جاك أمهُ من بريطانيا ووالده من أصول عربية لذلك أحب أن يتعرف على اللغة العربية فتعلمها مع أخته.
والباقي سينكشف مع الأحداث...
*****************************
عند سوزي
لم يستطع النوم أن يلامس جفونها بسبب الكلام الذي سمعته من والدها،وبدأت تفكر في خطة لتنجو من هذا المأزق دون أيّة خسائر.
سوزي*ذلك الأحمق ماذا يريد من ذلك، علي الآن أن أفعل شيئاً يستحيل أن أقتنع بهذا الكلام،آآهٍ لو كان لدي أمٌ فقط لما إرتبكتٌ كل هذا الإرتباك*
قفزت فجأة سوزي من السرير وهي تهتف:ولكن أليس لأمي أهل وعائلة أين هم؟!
*****************************
عند وسام
إسترخى قليلاً على الكنبة بعد أن تناول طعامه وأنهى ترتيب المنزل وبعد نصف ساعة نهض من فراشه وذهب إلى المكتبة الصغيرة في منزله.
أخذ يبحث عن بعض الكتب الطبية ولكنه تذكر بأنه عندما ذهب إلى المكتبة لفت نظره كتاب خواطر فاشتراه،أخذ يبحث عن الكتاب حتى وجده ،فجلس على الكرسي وأخذ يقلب به حتى لفتت إنتباهه خاطرة،فأخذ يقرأها بصوت مرتفع بعبق صوت رجولته وهو يقول:
آن الأوان ، وتدمرت الأحلام ، واستيقظ القلب على عنفوان الصراخ أينَ أنتَ يا أمل؟
آن الأوان لكي أرحل، آن الأوان لكي أذهب ، آن الأوان لكي أموت
فقد تدمرت أحلامي،وشرّدت من مأوايِ،وانهارت أمالي
كنتُ أطلب العون فلم أجد،أصرخ بكل خوف فلم يسمع أحد
حتى جاء صدا كلمةٍ في بالي
رددتها قبل أن أولد،حفظتها وأنا في مهدي،ناديتها وأنا في ريعان طفولتي ،وذكرتها وأنا في عز شبابي.
أمي أمي أمي
أينَ أنتِ يا أملي؟!
كنتُ حالماً أن أراكِ من جديد
أن أضمكِ
أن أقبلكِ
أن أسمع منكِ (رضي الله عليكَ يا ولدي)
ولكن كل هذا تدمر عندما شاء القدر ذلك.
رحمكِ الله يا أمي
فأنا لم أعرف قدركِ إلا عندما فقدتكِ.
بقلمي...
وسام*ماذا أقول أنا إذاً، فأنت أمكَ قد رحلت للأبد ولكن أمي أنا قد هجرت المنزل بسببي!*
*****************************
عند نرجس
إستلقت على السرير بعد أن خرجت جوري وهي تشعر بإرهاقٍ نفسي وألم عميق وبدأت أحداث السنوات الفائتة تمر أمامها وكأنها حلم قصير،بدأت تتذكر مقالبها،ضحكها،عنادها وهي تتحسر على فراقها،وبدأ الألم يسيطر عليها ،إقتربت الفتاتان منها لمواساتها وتهدأتها ولكن لم تكن تشعر بشيء،بل جاء في ذاكرتها آخر خاطرة كتبتها،وإبتسمت شبه إبتسامة على الصدف وكيف أنها جربت ذلك الشعور حقاً:
هل تعلم ماهو ذلك الشعور؟؟
الذي يخترق جسدك بالصميم
ويجعلك على حافة الإنهيار
عندما تبتسم لتخفي آلامك
ولكن في داخلك مكسور،مطعون،منهزم
ذلك الشعور الأرعن
يجتاحك في كل لحظة بل في كل ثانية
آهِ لو أستطيع أن أقتلك وأرميكَ إلا الآ نهاية
آه لو أستطيع خنقك فلعلك تشعر بما أشعر وأعظم
أيها الألم إرحل كفى فلم أعد أقوى عليك
أيها الألم أرجوك فقد نلت ما يكفي منك
أيها الألم لقد تجرعتكَ بمرارتك أليس هذا ماتريد؟
إذن إرحل إرحل إرحل
أجل أقولها بكل حسرة
*لقد انتصرتَ عليْ*
بقلمي ...
مرت تلك الكلمات أمام نرجس وكأنها تصف حالها.
نرجس*إصطنعتُ المبالة وأنا أراكِ تغادرين وفي داخلي أكاد أنفجر أرجوكِ لا تذهبي لا تتركينا ولكنني لم أستطع ،دائماً ما كنتُ أنا القوية التي لا أعتمد على أحد لم أرد حقاً أن يراني أحد ضعيفة لم أردْ*
يتبع
|