لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-11, 07:18 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- الغريم يأتي الى الأدغال





تلقت سارة من والدها بعد ذلك بيومين رسالة يؤيد فيها ما جاء في البرقي التي أرسلها اليها حال وصوله الى لندن , ففي تلك الرسالة يخبرها بأن الطقس رديء ولكن الأمور تجري كما يرام , وقال أنه سيقضي بضعة أيام في الريف مع بعض الأصدقاء , وربما أنفق جانبا من الوقت في صيد السمك أذا توقفهطول المطر , وأخبرها أيضا في رسالته بأن لندن لم تتغير ألا قليلا , ومن ذلك كثرة أزدحام السيارات في الشوارع وزوال بعض المعالم الى الأبد , غير أن المدينة لا تزال على العموم كما عرفها من قبل.
منتديات ليلاس
وأبدى والدها شكّه في أن تكون مدينة بنستون قد تغيرت في قليل أو كثير عمّا كانت عليه حين غادرها لآخر مرة , وتمنى من كل قلبه أن لا تكون قد تغيرت , أذ أنه نوى مرة من قبل أن يصرف بقية حياته فيها ...
وأقبل كيماني نحوها وهي تمسك الرسالة مفتوحة بين يديها , وقال لها:
" أتفتقدين والدك؟".
ففوجئت سارة بقدومه وبسؤاله , ولكنه أجابت:
" نعم , وكيف لا ؟ أنني أشعر كأنه سافر منذ زمن بعيد".
فقال لها وهو يجلس بجانبها ويشعل سيكارته:
" كان يجب أن تذهبي معه , فهو يسر برفقتك , وأنت تستفيدين من تغيير المكان".
وكانت سارة قد ضاقت ذرعا بتكرار هذه النصيحة على مسامعها فقالت لكيماني بخشونة:
" لا أريد أن أسمع هذه النصيحة من أحد بعد اليوم....".
ثم توقفت عن الكلام وتابعت قائلة:
" أعذرني ..... يبدو أنني بدأت أفقد أعصابي في هذه الأيام".
فأجابها بصراحة:
" لأنك تشعرين بالضجر .... وقد تتحسن الحال حين تجيء أخت ستيف , هل علمت متى يكون ذلك؟".
" كلا , لم يذكر لي ستيف شيئا عن هذا الموضوع منذ فاتحني به , وأنت , متى أخبرك عنه؟".
" منذ بضعة أيام , وهي قد تصل يوم الجمعة على متن الطائرة التي تحمل الموؤونة ".
" هذا ما أظنه.....".
ولم تكن سارة واثقة من أنها تحبذ مجيء جيل , فغيرت الموضوع , وقالت:
" هل ستذهب الى مكان ما اليوم؟".
" بعد قليل , هل تريدين مرافقتي؟".
" هذا يتوقف على المكان الذي أنت ذاهب اليه".
فأنفرجت شفتاه عن أسنانه البيضاء وقال:
" أنا ذاهب الى صيد الثيران الوحشية ...... فهل هذا يكفي لأثارة حماسك؟".
" ربما , هل تدعني أقود السيارة؟".
" لماذا لا ؟ الأنسان لا يموت الا مرة واحدة!".
فأظهرت أمتعاضها من كلامه هذا وهي تضع رسالة والدها في جيب سروالها وتنهض واقفة على قدميها , وقالت لنفسها أنها ستجيب على الرسالة في تلك الليلة , مع أنها لن ترسل الى يوم الجمعة ورأت أنه كان من الأفضل لو كتبت رسالة الى والدها وكلّفت لعائلة ويلارد وضعها في بريد نيروبي , ولكن ذلك لم يخطر لها ببال قبل مغادرتهم المكان , وتساءلت هل يا ترى يفكر فيها ترافس في تلك اللحظة؟
وأخذ كيماني وسارة تيمو معها , وتزوّدا ببعض الطعام ثم أتجها الى المنحدر مسافة ما يقرب من عشرة أميال , قبل أن يميلا نحو الأدغال بحثا عن الثيران الوحشية السوداء الخطرة , وكان كيماني قد شاهد قطيعين منفصلين في تلك الأنحاء منذ بضعة أيام , وأراد الآن أن يتبيّن الجهة التي سارا نحوها والمسافة التي قطعاها......
منتديات ليلاس
وبعد مسيرة نحو ساعتين تمكنا من أيجاد قطيع واحد , فقاد كيماني السيارة نزولا , ثم ترك سارة فيها وصعد مع تيمو بحذر لأحصاء عدد القطيع , وأخذت سارة تراقبهما بالتلسكوب لبضع دقائق الى أن أخفتهما غصون الأدغال الكثيفة عن نظرها , ثم أستسلمت الى الراحة بأنتظار عودتهما.
وكان على مسافة نحو ميل منهما قطيع من الغزلان يرعى بسلام , فراقبته لاهية لا تفكر في شيء , وفجأة لمحت حركة بين الأعشاب في منتصف الطريق بينها وبين القطيع , فتنبّهت وعاد اليها كامل وعيها , فأذا بحيوان يزحف نحو الغزلان محاولا الأقتراب منها ما أمكن قبل مهاجمتها , ولما تفرست فيه عرفت أنه من الفهود الخطرة جدا , فهي تهاجم لفريسة في النهار بسرعة لا تضاهى.
غير أن القطيع كان منتبها للخطر ومتأهبا لدرئه , ولما ولّى هاربا تبعه الفهد بسرعة فائقة وأنقضّ على أحد الغزلان وأعمل أنيابه في رقبته الى أن سقط مضرجا بدمه.
وسمعت سارة في الوقت نفسه صوت طلقين ناريين واحدا تلو الآخر , فقبضت على البندقية التي في السيارة وأسرعت في أتجاه الصوت , فأذا بها تجد تيمو منحنيا فوق كيماني المحدل على الأرض , وعلى مقربة منه ثور مقتول...
وكان كيماني غير فاقد الوعي ولكنه يئن متوجعا من كسر في ساقه اليمنى , ذلك أن الثور هاجمه بغتة من جانبه وأجبره أن يطلق عليه النار دفاعا عن النفس , ولما لم توقف الرصاصة هجومه أطلق عليه رصاصة أخرى وقفز الى جانب ليتفادى ثقل أنقضاض الثور عليه وأن كان فقد الروح , وفيما هو يفعل ذلك وقع بشدة وسمع صوت أنكسار عظم ساقه وهو يلوي تحته , وقال لسارة وتيمو:
" عليكما أن تجبرا الكسر وتساعداني على الخروج من هنا".
فبقيت سارة بقربه بينما ذهب تيمو الى أقرب شجرة وأنتزع منها غصنين مستقيمين , ثم عاد وربط الساق المكسورة بهما وهي ممددة عليهما , وكان ذلك موجعا جدا , حتى أن وجه كيماني أخذ يقطر عرقا.
وتعاونا معا على ايقاف كيماني على قدميه بصعوبة فائقة , ثم نقلاه الى السيارة تتقدمهم سارة والبندقية في يدها تحسبا للطوارىء.
ولم يكن في اللاندروفر متّسع ليتمدد فيه كيماني , فجلس بين المقاعد وساقه ممددة أمامه , وتمنت سارة لو كان في متناول اليد علاج يخفف عنه وجعه الشديد , فصندوق الأدوية في السيارة لم يكن يحتوي على المورفين.
منتديات ليلاس
وأدارت سارة ظهرها الى كيماني عمدا , فيما جلس تيمو في مقعد السائق وأشعل محرك السيارة , وهي أنما فعلت ذلك لعلمها بأن عنفوانه المازوّي يأبى عليه أن تشاهد أمرأة ضعفه وعجزه.
وفقد كيماني وعيه مرتين على الأقل في غضون الدقائق الخمسين التي أستغرقتها العودة الى كامبالا , وشقّ على سارا أنها لم تكن تستطيع مساعدته , وأما تيمو فأستطاع مساعدته بعض الشيء بأن حاول أن يقود السيارة في الأمكنة الممهدة من الطريق ليتجنب الأرتجاج ما أمكن.
وحين وصلوا الى المركز لم يكن ستيف رجع من جولته التفتيشية , فأستعان تيمو وسارة على حمل كيماني الى المنزل بأحد الرماة الموجودين هناك , فوضعوه على الفراش في غرفة , فيما بعث تيد ببرقية الى الشركة في نيروبي طالبا المعونة , وجاءه الجواب أن طائرة أرسلت في الحال لنقل المصاب الى هناك لمعالجته معالجة صحيحة.
وقالت سارة:
" ولكن يبقى علينا أن ننقله الى المطار , وهذا يستغرق ساعة من الزمن , وكيماني يكاد ينهار من الوجع منذ الآن ".
فقال لها تيد:
" عندنا هنا دواء المورفين , وقد أستعملته مرة في حادث طارىء كهذا ".
ثم أشار الى سارة أن تبقى في المنزل لتخبر ستيف بالأمر عند رجوعه , أما البقية فنقلوا كيماني الى السيارة وأتجهوا بها الى المطار , وراقبت سارة السيارة الى أن غابت عن نظرها , ثم دخلت الى المنزل وهي تفكر كيف حدث ما حدث بمثل تلك السرعة الفائقة , وأدركت لأول مرة أنها قد لا ترى كيماني , أن لم يكن الى الأبد فعلى الأقل الى مدة طويلة , فقد تعمد الشركة الى أستبداله برجل آخر ينهي العمل الذي أوكل اليه , ولم تستطع سارة أن تتصور كيف سيكون المكان من دون كيماني , وأما هي , فلا بد أنها ستفتقد خفة دمه وأستعداده للسماح لها بمشاركته في عمله.
وأقترب المساء ولم يرجع تيد , غير أن اللاندروفر عاد وتوقف أمام المنزل , فخرج منه ستيف , وحين تطلع الى أعلى السلم رأى سارة واقفة هناك في الظل , فقال لها:
" يبدو على وجهك الحزن والكآبة , فهل هذا ما تسببه لك عودتي؟".
قالت له على الفور:
" كيماني كسر ساقه , وهو في طريقه الآن الى نيروبي".
فأختفت البسمة عن شفتيه وقال لها:
" متى حدث ذلك؟".
فلما أخبرته قال :
" حظه كبير أنه نجا..... وكان عليه أن يعرف أن اللحاق بثور وحشي الى داخل الغابة لا يجوز ...... ما رأيك بكأس من العصير؟".
تبعته سارة الى غرفة الجلوس وقالت له:
" هل هذا كل ما يعني لك الحادث ؟".
فألتفتت ليتأملها لحظة ثم قال :
" والآن ماذ يشغل بالك؟".
" كان كيماني في خطر الموت , وكل ما أستطعت أن تقوله هو أنه أخطأ في اللحاق بالثور الى داخل الغابة".
" وماذا كان عليّ أن أقول؟".
" كان عليك التعبير عن شيء من العطف , كما هي العادة ".
" وماذا يفيده ذلك وهو ليس هنا ؟ بل ماذا يفيده ذلك لو كان هنا؟".
وتوقف قليلا عن الكلام , ثم نظر اليها قائلا:
" كيف حال ظهرك؟".
فأجابته بأيجاز :
" على ما يرام".
" هذا يجعلني أستنتج أنك لا تريدين أن تسمحي لي برؤيته مرة ثانية , فليكن....... ما لم تسؤ حالة الجرج , وهذا بعيد الأحتمال ".
قال ذلك وجلس في أقرب كرسي , وحين رآها في أقرب كرسي , وحين رآها مترددة لا تعرف ماذا تفعل , قال لها:
" أجلسي أو فأذهبي والعبي كما يفعل الأطفال".
وبعد توقف قليل صاح بها:
" بربك قولي ماذا بك!".
ولم تكن سارة تعرف بالتأكيد ماذا بها , كل ما كانت تعرفه هو أن التوتر الذي كان يتفاقم في داخلها في غضون اليومين الأخيرين , قد بلغ حد الأنفجار حين رأته يسير بغير مبالاة أمامها منذ دقائق , فكأنما لا شيء يؤثر فيه ولا حنان يختلج في داخله , وهذا ما جعلها تشعر برغبة جامحة في أيذائه , ولكنها لم تعرف كيف تفعل ذلك , فأجابته:
" لا شيء يزعجني على الأطلاق ... ولكنني لا أحب أن أرى الذين يهمونني يعاملون بغير أكتراث كأن لا شأن لهم ولا قيمة , وأغلب الظن عندي أنك لم ترتكب خطأ في حياتك!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-07-11, 07:20 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فأجابها :
" أرتكبت كثيرا من الأخطاء ولكنني لم أرتكب الخطأ مرتين.... والآن كفّي عن هذا الحديث !".
فقالت له غاضبة:
" لك أن تهددني , فترسلني الى الفراش من دون عشاء ... قل لي : هل تتصرف أيضا نحو أختك جيل كأب قاس؟".
" نعم , قبل أن تصبح في الرابعة عشرة .... أما أمرتك أن تكفي عن هذا الحديث؟".
" أبتعد عني!".
وأدركت سارة من ملامح وجهه أنه لم يعد يطيق تهجمها عليه , ولكنها أبت أن تتراجع , فما كان من ستيف إلا أن وقف على قدميه بعد قليل من التفكير وقال لها:
" أنت التي طلبت هذا.........".
وأقبل نحوها فهربت عبر الشرفة وهبطت السلم الى ساحة الدار , وكاد قلبها يخرج من بين أضلاعها وهي تسمع وقع خطواته خلفها , ولكنها أستمرت في جريها حول المنزل وعبر العشب الى أقرب جدار لتقفز وتختبىء بين الأشجار الكثيفة المجاورة , وفاتها أن تتذكر أن ستيف يورك لا يستسلم بمثل تلك السهولة , أذ ما أن دخلت بين الأشجار حتى كان قد لحق بها وأمسكها بحزام سروالها وشدّها اليه حتى أوقفها , ثم أدار وجهها اليه وهي ترفسه بقدميها الأثنتين وتضربه على صدره بقبضتيها , وأفلت ستيف حزام سروالها ورفعها عن الأرض بيديه وطوّقها بشدة قائلا:
" والآن ماذا عندك لتقوليه لي؟".
" لا شيء .... دعني وشأني".
قالت سارة ذلك وهي تلهث من الغيظ والعياء , ولكنه لم يستمع اليها بل زاد في تطويقها , حتى أنه أمسكها بركبتيها ورفعها عاليا بحيث ألقت رأسها على كتفه من دون أن تقوى على الحراك وكادت تستسلم اليه غي أنه لم يشأ , بل حملها الى البيت وألقاها في أحد المقاعد وهو يقول:
" مرة أخرى سأسلخ جلدك كما تسلخ الأرنبة!".
وهنا سمعا صوت هدير السيارة , فنظرا اليها وهي مقبلة على الطريق العام ورأيا أن تيد لم يكن وحده في داخلها , بل كان الى جانبه فتاة تبيّنها ستيف , فأذا هي أخته جيل , هرع الى لقائها عند الباب , ولما توقفت السيارة نزلت منها جيل وأرتمت في حضن أخيها , وقالت بفرح:
" أتعرف من جاء معي ؟ دون وديانا ؟ أليس ذلك رائعا؟".
فأفلتها ستيف وألتفت الى دون وديانا وهما يخرجان من مقعد السيارة الخلفي , وكانت ديانا فتاة جميلة ترتدي قميصا وسروالا بلون بنيّ , فقال لها ستيف:
" يا لها من مفاجأة ! لم أفكر يوما أنك تقومين برحلة الى هذه الأنحاء!".
فابتسمت ابتسامة أبرزت بها ملامح وجهها الغضّة المرهفة الأستطلاع تغلّب على التردد , فحجزنا أمكنة في اللودج لليلة أو ليلتين , هل تظن أنه سيكون لديك الوقت الكافي لتكون لنا دليلا يرينا المناظر والمشاهد؟".
فسألها ستيف وهو ينظر الى الرجل الذي يجانبها :
" كيف لا ؟ هل أنتما هنا لأنكما متشوقان الى ذلك أم لأنكما جررتما اليه جرا؟".
فأجابته قائلة:
" مهما يكن , فنحن مسرورون جدا بقدومنا ...... والآن , هل لك أن تعرّفنا الى صديقتك الصغيرة؟".
وحتى تلك اللحظة لم تكن سارة تعي أنها كانت واقفة هناك تحدق الى الضيوف الجدد.
وقال ستيف:
" أعرّفكم الى سارة مكدونلد , وهي أبنة مدير المركز هنا , أقتربي يا سارة وصافحي دون وديانا ميلسون".
فصاحت جيل:
" أخبرناستيف أنك تعيشين هنا منذ تركت المدرسة , وأنني أحذرك من الآن أنك ستتحملين كثيرا من جهلي التام بهذه الأدغال والمجاهل , فأنا , مثلا , لا أعرف الأفعى من العقرب!".
فأبتسمت سارة وقالت لها:
" هذا لا يهم ... فأخوك ستيف يعرف ذلك ".
وضحك دون فجأة وقال:
" هذا يعني يا جيل أنك لن تستطيعي أن تجولي في هذا المكان من دون أن يكون ستيف برفقتك!".
وحدّق الى سارة متأملا , ثم تابع موجها اليها الكلام:
" أظن أن صديقنا ستيف وضع الأحكام والقوانين منذ وصوله الى هنا, فهو يميل الى فرض ذلك على الجنس اللطيف , رغبة منه في أبقائهن تحت سيطرته.....".
فزجرته أخته ديانا بتحبّب قائلة:
" أسكت".
ثم قالت لسارة:
" عليك أن تأخذي أخي كما هو ..... فسلوكه ليس دائما على ما يرام!".
أذن , كان دون وديانا شقيقين , وسارة ظنتهما كتزوجين , وشعرت بأن عيني ستيف كانتا تنظران اليها , ولكنها لم تشأ أن تبادله النظر فقالت للضيوف:
" تفضلوا الى داخل المنزل , فأنتم لا شك بحاجة الى كأس من العصير بعد عناء السفر".
فقال دون :
" هذا أفضل أقتراح سمعته حتى الآن".
وتبع سارة الى الداخل وهو يقول لها:
" سيري ونحن وراءك!".
وأكتشفت سارة بعد حين أن دون بأمكانه أن يسحر حتى الطيور فتنزل من أعلى الشجر , كان أصغر من ستيف بسنتين أو ثلاث على الأرجح , أما جاذبيته فتعود الى مرحه الجامح الذي يكمن في عينيه , فيخفي شيئا من مسحة السخرية في ملامحه , وفكرت سارة أن مجرد أعجاب رجل كهذا بها كان بمثابة بلسم لروحها المنكسرة , فلا عجب أذن أن تتجاوب معه بحماسة , متجاهلة نظرات ستيف التهكميّة.

وكان تيد هو الذي أقترح في آخر الأمر أن يقيم دون وأخته ديانا في المنزل طيلة الأيام التي سيقضيانها في كامبالا , عوض الأقامة في اللودج , وكان من الصعب معرفة ردة فعل ستيف على هذا الأقتراح من الأشارات البادية على وجهه , على أنه قال بعد حين:
" أظن من الأفضل أن تشترك جيل وسارة في غرفة واحدة , هذا أذا لم يكن لدى سارة أي أعتراض".
فنظرت سارة الى جيل مبتسمة وقالت:
" لا أعتراض عندي على الأطلاق , بل يسرّني ذلك جدا , ففي غرفتي متسع لسرير آخر".
فألتفت ستيف الى تيد قائلا:
" أذن ما عليك ألا أن ترسل تيمو لجلب الحقائب , فأذا ذهب الآن بأمكانه أن يعود بها قبل حلول المساء".
وألتفت الى ديانا مبتسما وقال:
" لا نستطيع , مع الأسف أن نقدم لكم هنا كل أسباب الراحة التي يقدمها اللودج".
فأجابته قائلة :
" هنالك تعويض , ولا شك , عن ذلك هنا".
وكانت سارة متأكدة من وجود هذا التعويض الذي كان بمثابة صخرة ملقاة على صدرها , وحين نظرت الى دون وجدته يراقبها وعلى وجهه أنطباعات تعكس دهاءه , فبادلته الأبتسامة بطريقة خاطفة , ورحبت بتغيير جو المحادثة الذي بعثه ظهور كيكي على الشباك المحاذي لكتفها , وقالت لسارة:
" القرود دائما تثير فيّ الحساسية ..... فأرجو أن لا يدخل كيكي الى غرفة النوم!".
فقال لها ستيف:
" ليس من الضرورة أن يدخل حتى الى المنزل وأنت فيه , وسنبذل كل جهدنا لنبقيه تحت السيطرة. لا شك أن القرود مخلوقات محبّبة مسلّية , ولكنها تكون أحيانا مزعجة ..... والآن , لماذا لا تأخذين جيل وترينها المكان الذي ستنام فيه؟".
فأغتاظت جيل من كلامه وقالت:
" أنت تحاول أن تزيحني من الطريق , ولكن لماذا العجلة؟".
فابتسم ستيف وقال لها:
" ليس الأمر كما تظنين , فأنا أريد أن تتعارفا , وهذا يتم بسرعة أكثر أذا كنتما وحدكما".
ووقفت سارة متجنّبة نظراته وقالت لجيل:
" أنه على صواب... فتعالي نغتنم الفرصة ولا نضيع وقتنا".
وكان نجوروجي منهمكا بوضع سرير أضافي في غرفة سارة وترتيبه , حين دخلت سارة وجيل , فحيّاهما بلطف وأيناس وهو يدخل المخدة في غلافها الأبيض النظيف , فقالت له سارة:
" شكرا , بأمكاننا نحن أن نكمل ما تبقى".
وأخذت تبسط الشراشف والملاحف على الفراش , فيما خرج نجوروجي وأغلق الباب وراءه , وقالت سارة لجيل:
" نجوروجي يرتب الفراش بمهارة , ولكن ذلك يستغرق منه وقتا طويلا".
فضحكت جيل قائلة:
" يبدو لي أنه خادم ماهر ..... وديانا دائما تتذمر من خدم بيتها , فعليك أذن أن تراقبيها وألا أغرته وأخذته منك".
وقالت لها سارة:
" هل تعرفين دون وديانا ميلسون منذ زمن بعيد؟".
" عرفتهما منذ ثلاثة أشهر , ستيف ألتقاهما أولا , ثم دعينا الى قضاء بضعة أسابيع معهما ولكن لم يمض أسبوع واحد على ذلك حتى أتصلت الشركة بستيف وطلبت منه المجيء الى هنا".
رمقتها سارة بنظرة سريعة وقالت:
" ولكنه لم يكن مضطرا الى القبول , أذ كان في عطلة".
فأجابت جيل وهي جالسة على السرير الآخر تراقب سارة تصلح الفراش , من دون أن تعرض عليها مساعدتها :
" يبدو أن الشركة لم يكن لديها سواه في متناول اليد , ثم أن ستيف يعشق حياة البراري , والواقع أن المناخ هنا أفضل من المناخ الذي نعيش فيه على الساحل , فمومباسا رطبة المناخ في مثل هذا الوقت من السنة".
" هل تحبين نيروبي؟".
" أحبها كثيرا , وقد ننتقل للسكن فيها قريبا , فلدى ستيف رغبة في شراء المزرعة التي هي عبر الوادي من مزرعة دون وديانا".
" لم أكن أتصور أن ستيف مستعد بعد تمام الأستعداد لحياة مستقرة".
" لا أدري , ولكنه دائما يقول أن على الرجل أن يكتنز من الحياة في الثلاثين سنة الأولى ما يكفيه بقية عمره , وستيف على ما أعتقد فعل هذا ".
وقطبت جبينها وتابعت قائلة:
" ليت ستيف يشتري المكان الذي ذكرته لك , وبذلك تتكرر لقاءاتنا , فأنا لا أعيش معه عادة أكثر من ثلث السنة".
" يبدو لي أنك تعيشين بوفاق مع أخيك".
" نعم ...... وهل أنا مخطئة أذا قلت لك أنك لا تحبينه كثيرا؟".
فأرتبكت سارة وتساءلت هل أن ما تشعر به نحو ستيف له علاقة بالحب ؟ لا شك في أن ردة الفعل التي يلقاها منها لم تكن عادية بسيطة , وآلمها أن يمضي على مجيئه الى المركز خمسة عشر يوما دون أن يتاح لها أن تعرفه جيدا , فسألت جيل:
" أيكون ذلك لأنني أجده متسلطا بعض الشيء؟".
" نعم ".
أجابتها جيل :
" وديانا تدعوه في وجهه رجلا فظا لا يحتمل , ولكنها مع ذلك تعترف بأن هذه من الصفات التي تجعله محببا اليها ...... هل تعتقدين أن ديانا فتاة جميلة؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-07-11, 07:21 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فأجابت سارة وهي تحاول أن تبقي صوتها خاليا من التعبير عن حقيقة شعورها :
" بل هي بارعة الجمال ..... فهل بينها وبين ستيف ....... أعني هل تعتقدين أن ستيف سيتزوجها؟".
" من يدري ؟ فله صديقات كثيرات في مثل جمالها , ولكن أيا منهن لم تحتفظ بأهتمامه طويلا كما أحتفظت هي , فهي باردة المزاج وغير متصنّعة , ولا أحد يستطيع أن يتأكد بماذا تفكر".
" لا شك أنك معجبة بها........".
" بكل تأكيد , ولكنني من جهة أخرى لا أدري أذا كنت أرغب في أن تكون زوجة أخي, نعم , غرورها , فحين تكون في جماعة لا أحد سواها يحظى بالأنتباه , فهي من الناس الذين ما أن يدخلوا مجلسا حتى يصبحوا محور الأهتمام ".
وبعد أن فرغت سارة من ترتيب السرير الأضافي وأبتعدت عنه قليلا لتتأمله , قالت لها جيل :
" أنه واطىء بعض الشيء فهل أنت متأكدة أن ذلك لا يشكل خطرا؟".
" أنا متأكدة جدا , وعلى كل حال , لك أن تأخذي سريري وأنا آخذ هذا السرير".
" أحقا ما تقولين؟ أنا بصراحة أفضّل أن أنام بقرب النافذة ".
قالت جيل ذلك ونهضت تمتحن رفاص السرير , ثم عبرت أرض الغرفة الى حيث طاولة الزينة فرفعت عنها صورة موضوعة في أطار وقالت لسارة :
" هل هذا والدك؟".
" نعم".
" أنت تشبهينه كثيرا".
" هكذا يقال لي....... والآن هل نذهب ونجلب أمتعتك من السيارة؟ فعليك أن تخرجي ثيابك من الحقائب".
قالت جيل وهي تنظر من النافذة الى المنحدر:
" لدينا متسع من الوقت..... قولي لي: كيف تقضين وقتك هنا ؟ لا شك أن اللهو محرّم بعض الشيء!".
" لم نكن نشكو من ذلك قبل مجيء أخيك , ومهما يكن , فلا بد أن يجد ستيف متسعا من الوقت لمرافقتك هنا وهناك , بعد أن ينصرف دون وديانا".
فأجابت جيل على الفور:
" لمرافقتنا نحن الأثنتين , لا مرافقتي أنا وحدي , ودون جلب معه جهازه السينمائي ........." وتوقفت عن الكلام قليلا ثم تابعت قائلة:
" دون أيضا شخصية غير عادية ... فهو في الظاهر يبدي عدم الأكتراث , ولكنه في الباطن......".
وهنا غيّرت الموضوع وقالت:
" تزوّج مرة وزوجته ذهبت مع رجل آخر".
" هل كانت ديانا تقيم معهما آنئذ؟".
" أظن ذلك , ولكنني لست متأكدة , فهما مثل ستيف ومثلي لا أهل لهما , ولكن ديانا تقدر أن تكتفي بذاتها , ولا تقلق أذا هي أضطرت الى العيش وحدها لسبب من الأسباب".
وماذا عن جيل ؟ وخيّل الى سارة أن جيل , بخلاف ديانا , لا تستطيعالعيش وحدها , وأن ديانا لا تريد أن ترى أي أمرأة أخرى تستحوذ على أهتمام الرجل الذي تريده هي لنفسها , فأذا تزوجت ديانا من ستيف فغير مستبعد أن تجد جيل نفسها وحيدة معزولة . وهذا ما جعل سارة تشعر بالحرص على أن يتم هذا الزواج.
وجاء نوروغي بأمتعة جيل بعد ذلك ببضع دقائق , فتركتها سارة لترتبها وتضعها في الخزانة وسارت الى غرفة الجلوس لتجد دون ميلسون وحده , لأن ستيف أخذ ديانا في جولة قصيرة حول المركز.
قالت له سارة ببراءة:
" ألم تشأ أن ترافقهما؟".
" أما سمعت القول المأثور : أثنان يؤلفان جماعة ؟ لو هممت بالنهوض لمرافقتهما لقطعت ديانا ساقيّ تحتي , هل تدبرتما أمركما , أنت وجيل؟".

" بعض الشيء , وهي الآن ترتب ثيابها , هل تريد كأسا أخرى يا سيد ميلسون؟".
" أسمي دون , ألا يعجبك هذا الأسم؟".
" لك ما تريد , هل تريد كأسا أخرى يا دون؟".
" أفضّل عليه صحبتك!".
وربّت على المقعد بجانبه , وأكمل كلامه قائلا:
" تعالي أخبريني عنك".
" ظننت أنني فعلت ذلك من قبل".
" نعم , ولكن يهمني أن أعرف عن تلك الفتاة التي كانت تلجأ مسرعة الى البيت ورجل يحاول الحاق بها ! هل كان ستيف يتصرف نحوك تصرفا لا يجوز أن يصدر منه؟".
فسارعت سارة الى القول:
" كلا , كنت نتحادث , هذا كل شيء...... وهو يعتقد أنني لا أزال طفلة....".
" هذا قصر نظر منه , فأنت تتحلين بالرصانة والتعقل أكث من أي فتاة في مثل سنك عرفتها في حياتي , والحياة التي قضيتها منذ بضع سنوات في هذه الأصقاع جعلتك أكثر رغبة في الأستقلال الذاتي , ولعل هذا ما يعترض عليه ستيف , فهو يعتقد أن على المرأة أن تطيع الرجل حين يكون ذلك في صالحها".
فقالت له سارة بعد هنيهة صمت:
" أينطبق ذلك على أختك ديانا أيضا؟".
" بكل تأكيد , ولكن ديانا ماهرة في التلاعب بغرور الرجل , وهي تقبل من ستيف ما لا تقبله من رجل آخر".
فقالت سارة بحذر :
"هل هذا يعني أنها تعشقه؟".
ضحك دون وقال:
" لا أعرف الآن شيئا عن ذلك ,ديانا جاوزت عادة البوح بشعورها لي منذ أمد طويل.... هذا أذا كانت تفعل ذلك من قبل , وكل ما أستطيع أن أقوله أنها تميل اليه وتعجب به الى حد قيامها بهذه الرحلة التي لا تتوافق مع طبيعتها , فهي تفضّل حياة المدن على حياة الريف , ولكنها أذا أرادت الزواج من ستيف فهي قادرة على تغيير أسلوب حياتها للحصول على ما تريد ..... والآن يكفي التحدث عن الآخرين,ولنتحدث عنا نحن!".
" عنا نحن؟".
" نعم , أنت وأنا ....... وكليّ رجاء أن نصبح صديقين!".
وأحست سارة بقلبها يزداد خفقانا , كان دون ميلسون ولا شك شابا جذابا جدا , وبخلاف ستيف لا ينظر اليها نظرته الى طفلة , ومن غير أن تجد حاجة الى التفكير , قالت له ردا على كلامه:
" كل ذلك يتوقف على ما تتطلبه صداقتنا!".
فأتسعت الأبتسامة على شفتيه وقال:
" لا تتطلب أكثر مما أنت تريدين , أنا رجل أقنع بالسير الى حيث يقودني الآخرون , وكبداية هل تخبرينني أين أصوّر أفضل اللقطات بآلة التصوير التي معي؟".
وكان الآخرون بدأوا يعودون الى المنزل , فتناهت الى سارة ضحكات ديانا وهي تصعد درجات السلم , ونظرت الى دون مبتسمة وقالت:
" يسرّني أن أحاول مساعدتك في ما طلبته".
منتديات ليلاس
ودخل النهار في الليل خلسة فلم ينتبه اليه أحد , وعاد تيمو من اللودج بحقائب دون ميلسون , ودخلت ديانا الى غرفتها لتبدل ثياب السفر , وحين عادت الى غرفة الجلوس قبل موعد تناول طعام العشاء كانت ترتدي ثوبا من الكتان البسيط الفاخر , ذي اللون الأخضر المتألق الذي ينسجم أنسجاما رائع مع شعرها , وسرّ سارة بغتة أن جيل لم تبدل ألا قميصها , ولأول مرة بدأت ترى أنه من المستحسن للمرأة أن تظهر أنوثتها من حين الى آخر , هذا مع علمها بأنها لن تستطيع أن تطمح الى مجاراة ديانا ولو قليلا في جاذبيتها التي تسترعي الأنتباه..
وأفتقدت سارة غياب كيماني عن الشرفة تلك الليلة بعد تناول طعام العشاء , فهو لا بد أن يكون الآن سالما في أحد المستشفيات , وساقه مضمّدة ومستريحة , ومن مقعدها المعتاد قرب حاجز الشرفة أخذت تسترق النظر الى ديانا وهي تتحدث الى الرجال , فتعجب بحسن سلوكها وتصرفها , ثم نهضت فجأة وهي تقول:
" لم أتفقد كيكي والغزال الصغير بعد".
فسمعت دون يخاطبها بقوله:
" أنا ذاهب معك , أشعر بحاجة الى التمشي قليلا قبل النوم ".
وأنتظر دون الى أن أبتعدا عن الشرفة مسافة بعيدة عن مرمى السمع فقال:
" أهكذا تتصرفين هنا كل وقتك في الجلوس والكلام؟".
فأجابته بعد قليل من الصمت:
" نعم , معظمه على الأقل".
ثم نظرت اليه في ضوء القمر وسألته قائلة:
" هل أنت ضجر؟".
" كلا , ولكنني أتعجب كيف لا تشعرين أنت بالضجر , وأود أن تعلمي أن جيل لن تقدر أن تتكيف مع الحياة هنا".
" وماذا تقصد من وراء كلامك هذا؟".
" كل ما أقصده هو أنها معتادة على العيش عيشة مليئة بشيء أو بآخر , فهي بالغة الحيوية ...... أكثر مما يدرك ستيف , على ما أظن ".
" ولكنها بدت لي بعد ظهر اليوم أنها سعيدة بالمجيء الى هنا ".
" وجودها هنا الى حين خبرة جديدة بالنسبة اليها ...... ثم أنها ترحب بأية فرصة تتيح لها الأجتماع بستيف , كم من الوقت يتوقّع ستيف أنها ستقيم هنا؟".
" لا أعرف تماما , ربما ألى أن يعود والدي ... أي بعد نحو شهر ".
" أذن عليه أن يبذل جهدا في غضون هذا الشهر".
" أنا لا أن في أستطاعته أن يفعل ذلك , فبعد نهار مضن من العمل المتعب في البراري لا يريد الرجال هنا ذلك أكثر من الجلوس رافعيّ الأرجل , وبجانبهم كأس مليئة , وتوقفت قليلا ثم سألته قائلة:
" هل ستيف هنا يختلف عما هو في مكان آخر؟".
فأجابها بنبرة تأملية:
" أعتقد أنه لا يعرض حضور سهرات اللهو المنظمة ....... وقد تعيد ديانا النظر في علاقتها به بعد هذه الرحلة , فأنا لا أستطيع أن أتصورها ترفع رجليها ليلة بعد ليلة , ولو كرمى لعيني ستيف يورك! ".
( ولا أنا ) قالت سارة في نفسها , ولكن ستيف لم يكن ينوي أن يستمر طويلا في مثل هذا النوع من العمل , كما قالت لها أخته جيل , وبدا لها أن دون لم يكن يعلم ذلك , ولكن ماذا عن ديانا؟ فهي أذا علمت بنية ستيف هذه , لتحمّلت بضعة أيام من الضجر هنا للتأكد أنه لم ينس.
وأنتظر دون خارج الزريبة , فيما أخذت سارة تعدّ الغزال للنوم , وحين خرجت كان دون يدخّن سيكارته ويصغي الى أصوات الليل , فقال لها:
" سمعت مرة أسطوانة سجلت هذه الأصوات , فلم أصدّق الى الآن أن كلها حقيقة , هل تتكرر هذه الأصوات ذاتها دائما؟".
فأبتسمت سارة وأجابت:
" كلا , فهي أحيانا ترتفع , فالقرود صامتة الليلة , ولولا ذلك لعلا ضجيج يصمّ الآذان".
" فلنأمل أذن أن لا يزعجها أحد في صمتها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-07-11, 07:23 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأستند دون الى أحد عواميد السياج , فذكّرها ذلك بأول ليلة بعد مجيء ستيف , وتابع دون كلامه قائلا :
" هل من حاجة الى الأستعجال في العود الى البيت ؟ دعينا هنا نتحدث قليلا ".
" ذلك يثير قلق الآخرين.....".
" دعيهم يقلقون , هم يستحقون ذلك , أما فيما يخصّني , فأعدك بكبح جماح عواطفي والأمتناع عن مضايقتك ".
فنظرت اليه مشككة , وحين رأت أبتسامته أطمأنت فجأة وقالت له:
" يسعدني أن أسمع منك هذا الوعد , أذ كنت أعتقد أنك من الرجال الذين لا يضيّعون لحظة في سبيل بلوغ مأربهم!".
" الأشياء ليست دائما كما تظهر , يا عزيزتي! ".
" أصحيح ما تقول ؟ جيل تعتقد أنك لست ساخرا ولا عدميا كما تظهر".
فأستغرب الأمر وقال:
" أحقا هذا ما تقوله الآن ؟ لم أكن أعلم أنها صرفت دقيقة في التفكير بي..... وماذا أخبرتك أيضا عني؟".
وأدركت أنها أسترسلت في الكلام على هذا الموضوع , فأجابته بإيجاز:
" كل ما أخبرتني به أيضا هو أنك تزوجت و.......".
فقال دون :
" و........ ماذا؟ لا أظن أيضا أن جيل تركت الجملة ناقصة....".
فقالت سارة:
" و..... أن زوجتك تركتك وذهبت".
" هذا أسلوب لائق في التعبير عن الحادث , ولكن التعبير السائد هو أنها وجدت لنفسها رجلا آخر".
وكان في كلام دون ما جذب نظر سارة الى وجهه , فسألته قائلة:
" أليس هذا ما حدث؟".
وحين لزم الصمت طويلا تابعت كلامها قائلة :
" أعتذر عن توجيهي هذا السؤال اليك , فهو أمر لا يعنيني ".
فقال لها دون :
" لا لوم عليك في ذلك , فأنا أستدرجتك اليه ....... من الأسهل بعض الأحيان أن تدعي الناس يظنون ما يشاؤون , ولكن الحقيقة هي أن زوجتي كارولين تركتني لأنها أمتعضت من سكن ديانا معنا".
فقالت سارة بتردد:
" أما كان يمكن لديانا أن تجد مسكنا خاصا بها؟".
" أظن أنه كان يمكنها ذلك , ولكن لماذا؟ فالمزرعة نصفها لها , وكذلك المنزل , فكيف لي والحالة هذه أن أطلب منها أن تهجره ؟ على أن كارولين وحدها رأت غير هذا الرأي".
قال ذلك وتابع متأففا:
" فتش عن المرأة ! على كل حال , دعينا نختم هذا الموضوع بالقول أن هنالك أخطاء أرتكبها الفريقان , أنا وكارولين......".
وفرحت سارة بأختتام الموضوع , وحزنت في الوقت ذاته لأنها هي التي فتحته , فلا بد أن دون تألم كثيرا منه فيما مضى, وهو الآن كما يبدو جليا يأسف لهذا الأعتداء على خصوصياته , ولذلك فستنسى الموضوع كما ستنسى بأمتعاض شديد عدم مبالاة ديانا برؤية زواج أخيها يتحطم, من غير أن تضحّي قليلا في سبيل أنقاذه.
وخيّل إلى سارة أن ستيق رمقهما بنظرة حادة حين عادا إلى الغرفة , ولكنه لم يتفوّه بكلمة , ولما أعلنت جيل بعد دقائق أنها مرهقة وتشعر بحاجة إلى النوم , أغتنمت سارة هذه الفرصة فأستأذنتهم بالأنصراف هي الأخرى , بحجة أن جيل تشاركها الغرفة.
وفيما بعد حين كانت مضطجعة في السرير الضيق , وجيل في السرير الآخر وهي مستسلمة لنوم عميق , أخذت تصغي للهمسات والوشوشات الآتية إليها عبر النافذة المفتوحة على الشرفة , وخيّل إليها أن ستيف كان هناك مع ديانا يتبادلان بعض تلك الهمسات والوشوشات , ولماذا؟ فهما راشدان كل الرشد ويعرفان ما يريدان من الحياة , فضلا عن أن الواحد منهما كان يليق بالآخر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-07-11, 08:26 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184360
المشاركات: 968
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 202

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة 86 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
278d9719d7

 


أيوة يا عم
شدي الهمة نيو فراولة
يعطيكي العافية
عنجد شو ما بحكي ما بوافيكي حقك
موووووووووووووووووة

 
 

 

عرض البوم صور فتاة 86   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
kay thorpe, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the man at kambala, عبير, في مجاهل الرغبة, كاي ثورب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:42 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية