وأخيرا ختمت الرواية
قبل أن اعرضها أحب اشكر كل من تابعني
وكل من شجعني على كتابتها
وكل الي ردوا على هذا الموضوع :)
إليكم الرواية
----------------
عندها فقط قالت ميرنا (ماذا يحدث؟) ثم حام نسيم بسيط في الغرفه وخرج من فتحة صغيرة في النافذة ليوصل سؤال ميرنا لأصحاب الجواب...
الجزء الثالث عشر (كُشِفَت الحقيقة)
بصورة متقطعة ظهرت ميرنا وهي في حلمها تمشي بين عدة ممرات وتدخل في زاوية في الشارع وتخرج من أخرى حتى تصل .. كان المكان مخيفا في الحلم ...مع شهقة الفزع انتصبت ميرنا جالسة على سريرها , هاربة من كابوسها , حتى الآن لقد تكرر هذا الحلم ثلاث مرات , هنا فقط قامت ميرنا بسرعة وطالت يدها للجاكيت وخرجت ,
عندما فتحت باب المنزل صعق البرق وضربتها عاصفة هواء فأصابتها بالقشعريرة لكن لم تبالي وبنفس السرعة مشت بين المطر نحو الشارع الرئيسي وخطواتها على الرصيف المبتل في هذه الليلة المظلمة لم يصدر منها صوت , فأصوات فالرعد والرياح وانهمار الأمطار كان عالٍ جداَ ,
مشت بسرعة نحو شارع فرعي آخر وشعرها متطاير ومبتل , ثم تلفتت يمنة ويسرة لتتذكر بعدها عادت للمشي بين عدة ممرات وتدخل في زاوية وتخرج من أخرى وصورة متقطعة لحلمها تظهر في ذهنها عند صعوق البرق .. عندها وصلت ..
شارع بنهاية مسدودة كانت ميرنا تقف في بدايته وتنظر للشخص الواقف هناك .. قالت ميرنا بصوت مرتجف : لماذا ؟ لماذا أنت؟ لماذا تظهرين في أحلامي؟ من أنت؟ , في الطرف الآخر ظهرت سوزان وعيناها حمراوتان وابتسامة مخيفة تحتل وجهها , ضحكت سوزان بصوت مرتفع وعندما انتهت عاد نظرها لميرنا التي ظهرت ملامح الغضب عليها , عندها قالت سوزان : (مرحبا بكِ .. في عالمي)
بنهاية كلمتها الأخيرة لمع البرق وظهرت مئات الأشباح حولهم وصدى صوت ضحكاتهم من كل مكان ثم اختفوا في الظلمة مرة أخرى , خافت ميرنا وتراجعت وعيناها تظهر الفزع , عندها رفعت سوزان يدها فَطارَ النسيم الخفيف بسرعة وانصدم في ميرنا , حاولت هي التراجع لكن عندما انصدم بها ودخل إليها أعاد لها ذكرى المستشفى والحديث بين الأمين وسانديا ( سانديا: ألا يمكنك أن تحدثني في وقت آخر .
الأمين : إذا زاد عددنا قد نستطيع أن نواجهها , سانديا : أتريد أن ندخل ميرنا في الموضوع ؟ سأحفر قبر سوزان بنفسي . وعندها كان الأمين يلعب بذاكرة ميرنا ويمسحها : أنتِ لم تري شيئاً )
وصدمت ميرنا وقالت: لا .. لا يمكن .. ما هذا .. هذا كذب .. قالت سوزان: ألم تسأليني ماذا يحدث؟ .. صمتت ميرنا وهي تحدق في هذا الوجه المخيف لسوزان بأعين حمراء وابتسامة مخيفة ودخان أسود يطوف حولها , أكملت سوزان : هذا العالم ملكي . تدخلوا هم ليسقطوني منه .. خطفوني وعذبوني .. أرادوا منكِ مشاركتهم ..
قالت ميرنا : عالم ماذا وما الذي يطوف حولك وما... قاطعتها سوزان قائلة بصوت مرتفع : هذا العالم ! .. سطع ضوء البرق ثانية وظهر الأشباح ولمعت أعين سوزان .. أكملت سوزان : قوتهم من البرق , وقتهم في الليل , قدراتهم تتخطى حدود البشر , المدخل الوحيد إليهم هو كتاب سرقاه هذان الإثنان مني ..
دخلوا لهذا العالم ليحتلوه مني وكونوا مجموعة أشباحهم الخاصة ليطيحوا بي .. قالت ميرنا : إنه أنت ! أنت من يخطف الناس بأشباحك الدخانية السوداء هذه ! أنـ....
قاطعتها سوزان : يأكلوا ليعيشوا .. شهقت ميرنا وتراجعت للخلف أكثر ثم صرخت ميرنا: ابتعدي عني .. إذهبي , رفعت سوزان يدها كالمرة السابقة وقالت : لماذا ؟ فانصدمت موجة أخرى في ميرنا تذكرها بالسجن , :لماذا ؟ موجة أخرى ذكرتها طريقة ابتلاعها بدخان أسود سحبها للأرض من جانب بريد منزلها .. بصرخة أعلى :لماذا ؟!
خرجت موجة كبيرة ضربت ميرنا وأطاحتها في الأرض المبتلة , وارتجفت ميرنا ورفعت رأسها لتنظر لسوزان فقالت سوزان : لتعاونيهم على عذابي؟ .. تعالي معي .. (عادت ذكرى تحدث الشبح لسوزان في غرفة الفندق :اتريدي الفوز والإنتقام ؟ سيدتي؟ ضمي ميرنا لك قبلهم)
مدت سوزان يدها من بعيد لميرنا وأكملت .. كل ما تعاونتي من أشباح أكثر أستطعتي استخدام قدراتهم الغير عادية أكثر , تعالي معي وسأعطيك نصف أشباحي , عاونيني على طرد أولائك الإثنان بعيدا , تعالي .. عندها رفعت سوزان يدها كأنها تمسك بشيء وفي المقابل احاطت يد شبحية برقبة ميرنا وخنقتها وبدأت ميرنا ترتفع في الهواء من قبضة اليد ,
حاولت ميرنا المقاومة وأنفاسها تتقطع ثم بدأت نظراتها بالتشوش ,, عندها جاء شبح طائر بسرعة من بعيد إلى سوزان وشكل الشبح على شكل امرأة طويلة القامة وفي منتصف عمرها وما إن رأته سوزان حتى صرخت وابتعدت وانفلتت يدها فسقطت ميرنا على الأرض وأصيبت في ساقها , كانت سوزان تقول: ابتعدي .. لا .. اخرجي من حياتي .
(وبصرخة عالية ) لااااا , عندها اختفى الشبح وجلست سوزان على الأرض واختفت نصف أشباحها , كانت سوزان تحاول التحكم بأنفاسها عندما ظهرت سانديا تمشي مع أشباحها ثم قالت سانديا : لماذا يخيفك ذلك الشبح بالذات ؟ لماذا ؟ لأنها ماتت بسببك ؟ لأنك قتلتها بيدك؟ ....صرخت سوزان قائلة : اصمتي , فردت سانديا : لن أفعل , بجانب سانديا ظهر دخان أسود آخر على شكل دوامة ثم خرج منها الأمين ينظر إلى سوزان , ثم قالت سانديا : أبي .. لقد قلت لك أنها لن تتوب , ألم أقل لك بأنها تحتاج إلى عقاب ؟
(عندها ظهرت سانديا وهي تلعب بخيال سوزان وتجعلها تتخيل عمارة تحترق ثم تجعل أشباح سوزان تنقلب ضد صاحبتها وتجعلها تسقط أرضا) .. قال الأمين: هه وأنا الذي ظننت بأنها ستعود لرشدها وتترك التحكم بالأشباح , لقد توظفت في المكتبة ليس لتطلب رضاي بل لتصل للكتاب .. (ظهرت ذكرى دخول سوزان للمكتبة تطلب وظيفة ثم يغيب الأمين عن النظر فتدخل سوزان المكتبة) ..
قالت سوزان : لا .. ابتعدوا أيها المجانين .. سأسجنك مرة أخرى .. سأعذبك .,.. صرخت سانديا :سوزان كفى (ظهرت سانديا وهي صغيرة تقول نفس الجملة لسوزان وهي تلبس فستان أخضر منفوش بينما ظهر شبه كبير بين الاثنان ) أكملت سانديا : لقد افتقدت أمي أيضا مثلما فعلت أنت .. لن تعلمي كم كرهتك بعد موتها.. , وقفت سوزان ورفعت يداها قليلا ثم قالت: لا تكذبي .. لقد خطفتوني منها .. أنا لم أقتلها ..
بدأ الدخان يدور حول سوزان ثانية ويكثر ويرتفع ثم قالت سانديا :أختي .. فصرخت سوزان للأشباح: إقتلوها , لم يحدث شيء ولم يتحرك الدخان ..سوزان: ما الذيـ... قالت سانديا :لقد تحكمت بهم جميعا .. تركوك لأنه لديكي ما تخافين منه , ظهر شبح الأم مرة أخرى بجانب سانديا
هائما في الهواء ..
أكملت سانديا : لكنهم لا يريدونك الآن .. لقد نفذ الأشباح صبرهم منك .. ولا يريدونك حية . ولا أستطيع إيقافهم حتى...لقد أمرتِهِم بطاعتك وهم أقوى منكِ
.. بعد صمت بسيط بدأت سوزان بالضحك المجنون والدخان الذي يشكل حلقة حولها بدأ يضيق عليها قال الأمين: لماذا ؟ لماذا يا سوزان فعلت ذلك ؟ لماذا يا ابنتي؟ .. ظهرت سوزان بحركات مجنونة وضحك مخيف تقول: لا.. أنا لم أفعل شيئا .. أنتم مجانين .. أنا لست كذلك .,..
صوت سوزان كان يعلو شيئا فشيئا وهي بدأ تختفي في وسط هذا الدخان طار شبح الأم نحوها وغطى سوزان بالكامل فأطلقت سوزان صرخة مدوية وارتفعت مع الدخان وتلاشت تماما .. عندها توقف المطر وسقط الأمين جالسا ثم استند على الجدار وأخذ يبكي .. ظلت سانديا واقفة ثم أغمضت عينيها وسقطت منها دمعة واحدة .. مسحتها وفتحت عينها نحو ميرنا التي كانت تلهث من الألم وتشاهد كل شيء وهي ممددة على الأرض .. بنظرة حزينة وحنونة اقتربت سانديا منها وجلست أمامها ثم حركت يدها فطار نسيم لطيف نحو ميرنا ودخل لها برقة ثم دخلت الأفكار لذاكرة ميرنا التي اقفلت عينيها ببطء وراحت في سبات عميق
( حفل العيد ميلاد العاشر لسوزان حانت سوزان ترتدي فستانها الأبيض وتاجها الصغير وبجانبها سانديا بفستانها الأخضر, مشيا معا نحو مخزن المنزل ليحضرا السلم الصغير عندما رأت سوزان كتابا كبير غلافه أحمر .. وقفت سوزان أمام الكتاب الذي بدأ يخبرها بأنه لديه مفاجآت جميلة لها وأنه كان ينتظرها ليدمرا من يقف في طريقهما وأنها إن لم تستمع لكلامه ستموت هي ..
كانت سانديا الصغيرة تمسك بيد سوزان وهي خائفة وتقول :هيا لنهرب ..سوزان اتركي الكتاب ..أمام بوابة القاعة وقف الأب أمين المكتبة والأم يهنئان سوزان بينما تخبرهم هي بأن لديها مفاجأة تقدمها للحاضرين .. وقفت سوزان على المسرح وهي تغني أغنية غريبة ليس لها أي كلمة مفهومة وكأنها لغة أخرى ثم هجم الدخان على الحاضرين ومنهم أمها وسقط بعض الحاضرين بينما أمها قد صدم رأسها على حافة الطاولة وذرف دماً ..
حاولت سوزان ايقاف الدخان لكنه انقلب ضدها ..عندها هربت للشارع وهو يلحقها فأمسكها والدها وخدرها حتى لا تصرخ ثم ألقى بها على متن قارب من القوارب الموجودة في الميناء القريب من القاعة ووضعه على النظام الآلي ليبعدها عن الأشباح .. بينما الأم تحتضن صرخت باسم ابنتها سوزان وسانديا تقف بجانبها تبكي وتحتضن والدتها ..
بعد اختفاء الأشباح لحق الأب ابنته بقارب آخر يبحث عنها في البحر لكنه لم يجدها ..وبعد يومان اكتشفوها مغشيا عليها في شواطئ أحد الجزر القريبة بينما الأب يحملها ويبكي ويسألها لماذا ولماذا وهي دائخة لا ترد .. فلم يجد الأب والأخت سوى الدخول لعالم الأشباح والتحكم بأشباح سوزان لتتوقف هي عن ذلك ..
ولكن الأيام تمر والعمر يمضي وسوزان تتبع أمها وتقتل نفسها بسبب تحكمها بالأشباح) الشمس كانت ساطعة على غرفة ميرنا بينما هي تجلس على السرير .. آلمتها يدها قليلا بسبب الجرح الجديد من الأمس ..لكن ما الذي أوصلني لهنا ؟ دخلت أمها وقالت : ميرنا لا بأس إن لم تريدي الذهاب للمدرسة اليوم خذي راحتك .. قالت ميرنا بسرعة : أمي هل سانديا هي من حملني لهنا ؟ فقالت الأم: من سانديا؟ .......
صمتت ميرنا ثم قامت بسرعة , في مدرستها لم تجد لا سانديا ولا ذكرى لها في عقول الموجودين فقد انمحت عن الوجود , بعد المدرسة هرعت ميرنا للمكتبة وعندما دخلت وجدتها فارغة من كل شيء ما عدا الرفوف وطاولة للمدير أما باب المكتبة المهجورة فلم يكن هناك . كان هناك رسالة على الطاولة وعندما اقتربت منها وفتحتها سقطت دمعة على خدها
(الرسالة : عزيزتي ميرنا لن أنسى لحظات عمري معك فأنت أفضل صديقة . آسفة على ما حدث لك بسبب عائلتي ومشاكلها وآسفة أيضا لأني سأتركك وحيدة لكنك لن تتذكريني بعد قراءة هذه الرسالة .. عيشي حياة سعيدة صديقتك سانديا)
نسيم خفيف حام حول ميرنا وأخذ الرسالة وذكريات سانديا من ميرنا وبلطف طار بعيدا إلى السماء .. إلى العالم الآخر .. العالم الذي لو فُتِح بابه لأصبحت السماء مظلمة .
النهاية