لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-11, 05:45 AM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 






البارت الاربعون :






في بعض الامور يجب تركها جانبآ ...
تبادل الحب وكلمات العشق .. ليش شرطآ قسريآ في نجاح العلاقه الدائمه ..
حاجه ملموسه في بعض الاحيان للشعور بقيمه الحياة ..
البعض يتمسك بها كطوق نجاة من روتين يسحب حياتنا للقاع ..
والبعض الاخر .. ليسد فراغ ولتطمأن نفسه بأن له مكان من الإعراب ..
فالكلمات لها سحر خاص فقد وجدت للتلذذ بطعم السعاده لمجرد من ان تخرج من الافواه .
بعضها صادق معني ...
والاخريات كلمات واهيات مخادعه ..لكن لا احد يبالي ..

ليلى ..
اتقول انها استسلمت ...
ام يأست ...
ام مازالت في انتظار تلك الكلمه السحريه
التي ستضيء دربها مع مطلق ..
ام ان بعض الافعال تصدق ولاتحتاج الى كلمات تفسر فحواها ..
تشعر بها ولا حاجه الى صياغه المعاني خلالها ..واكتفت بها ...
اقرأت المضمون في سواد عينيه ...
اسمعت دقات قلبه التي ترجمت مشاعره بكل صدق ..
اادركت انه يقول ويقول ويعترف بما ابى ان يطوع به لسانه ..
ام قيمته لديها اغنتها عن الاعتراف بالحقائق المطلوبه ...


مطلق :
ااعاشق انت ام مغترب مازلت ..
اتجد صعوبه في مصارحه نفسك بأنك تحبها ..
وان حبها غير حياتك ...
اعاد لك مااضعته .. ما تركته في حياة سابقه
ااشعرت بأن الحياة قيمه وفريده معها ..
اعرفت قيمه الزمن المهدور ..
اتواجه نفسك الان .. بأنك ضعيف امامها ..
خائف من فضح اسرارك ..
على كونها اجمل سر تمتلكه في حياتك ..
لكن مازلت تعاني مع نفسك... ومعها ..
عقيم في حبك المردود ..
وبعض العقم في يده الشفاء ..
طريقك طويل .. فإختصره بكلمه ..



وداد وناصر ..
طائران محلقان في سماء صافيه من الود والمشاعر ..
يتبادلانها بكل اريحيه وبلا اسوار تعيق الوصول . ..
الطيبون للطيبات ... ذكر حق .. لانستعجب حصوله في عالمنا الضيق الافق ..


نجمه وسعود ..
قطبين .. يحملان بين جوانحهما قلبآ نابضآ ..
يهتف بالكثير من المشاعر وتدثره بالبلاده ..
حتى الان يهاودون الظروف على هواهم ..
حذر .. وخوف .. وتربص .. وعدم فهم واضح للامور ..
واختفاء مبطن لنبض المشاعر ..
هي ماتسود علاقتهم حتى الان ..




*************************************


بعد مرور شهرين ...



مسحت على بطنها ... وقد بدأ يبرز بشكل واضح ..
ابتسمت .. وهي تحن على طفلها بنظره وكأنها تراه ..
قد طرقت شهرها الرابع ... وقد بدأت تعاني من صعوبه الحمل ..
بالكاد كانت تستطيع الاكل ... وان اصبح في بعض الاحيان تتناوله اجبارآ ..
قد اخبرتها والدتها ان الامر نفسه قد عانت منه ...
وضع ليس يشبه اوضاع النساء كافه .. توارثت بعض مما لديها ..
حتى ظنت ان حملها اصعب حمل بين النساء ..
استلقت على السرير بتعب .. متجاهله الطرق على الباب ..
قالت بخمول دون إلتفاته منها ..
: خديجه .. مابي غداء قولي لخالتي اني بنام شوي ..
تكورت على نفسها .. دون لحاف ..
وعيونها بدت تطبق بنعاس ..
لكنها انتفضت عندما شعرت بلمسه على كتفها ..
حانت من التفاته سريعه لتبتسم ...
: ماحسيت عليك ؟
تأملها بتدقيق وقال بتوبيخ متجاهل علامات الشوق المضيئه في وجهها المجهد
: ليش ماتبين تاكلين ؟
عدلت جلستها قدامه و اخذت شعرها على جنب ..
: مالي نفس .. اذا جعت بنزل اكل ..
مسك يدها وقال بنبره حازمه ..
: ماهو على كيفك امي تقول انك ماافطرت زي الناس ..
الحين اقول لخديجه تطلع لك الغداء .
ليلى برجاء: لا يامطلق .. الله يخليك انا مابي انت انزل وتغدى بالعافيه عليك ..

تأفف منزعج منها .. فانتابتها رغبه في البكاء..
كل شيء تجده مؤثرا ... يضغط على اعصابها ..
هرمونات الحمل الناشطه تجعل جسمها ينتفض بألم ودونه ..
حتى الجدال ينهكها ...
لاحظ مسحه الحزن التي اعتلتها ..
فخالطه هو ايضآ ..
يشعر من اجلها بالحيره
لم يكن يظن ان الامر معقدا لهذه الدرجه ..
لم يراه في وفاء .. اكانت تتعذب مثل صغيرته هذه ..
او كانت وهو لم يبالي او لم يرى بالشكل الصحيح ..
ام الحمل مختلف معها .. حيث يقيس كل ونه الم قبل انطلاقها ..
يرى جسدها يذوي امامه.. و تعبها يزيد ..
وهو لايفهم .. لايفهم ..
لايستطيع ان يحصر كل متاعبها ..
ولايستطيع ان يدعها تتعب مجددا ..

اقترب منها : على راحتك .. لكن اذا مااكلت شيء اذا صحيت
ترى ياويلك مني ...
ابتسمت وهي تضع راسها على صدره دون استئذان ..
ممتتنه بعرفان لحرصه عليها ...
وان خاطبت دواخلها انها تريد المزيد .. المزيد
المزيد الذي تستجديه برأفه ... ان يبوح به ويطلق مكنونات نفسه
دون كتمان او حذر ..
مسح شعرها بعدما قبله بكثير من العطف ..
تنهد بعمق .. لتتخبط نبضات قلبه مرارآ ..
يالهذه الانثى التي احضرت روحي الغائبه بهاله ضوء ..
وجعلتني احارب نفسي العصيه ..
وهي لم تفعل شيء .. سوى انها تحرك عصاتها السحريه في وجهي
و تسلبني صقاله شخصيتي .. و تعيد تكويني من جديد ..
وهي تبتسم مستمتعه ..
ان تشعر بأنها حية .. وان الدماء تجري في عروقها
وان قلبها مازال نابضآ ...
وكل هذا على صدى نبضاته القويه ...

همست بنعاس : مطلق ..
اجابها وقد توغلت اصابعه في شعرها ..
: نعم ..
قالت بغمغمه غير واضحه ..
: لاتروح وتتركني ..
ابتسم وهو يجبيها ويمسح وجنتها ..
: بكون معك .
انتظمت انفاسها وهو يريح نفسه دون ان يحركها ..
يستنشق عبير شعرها بهدوء .. ويغمض عينيه بوضعيه غيرمريحه له ..
لكن لايهم .. الاهم هي بالنسبه له ...



******************************




شعرت بيد ثقيله تهزها في قيلولتها بعد الغداء ..
وهي لم تكد تغمض عينآ .. بعد سهر طويل ..
تأففت بإنزعاج : يمه الله يخليك باقي على اذان العصر ..
صرخ بصوته الفوضوي : قومي يابقره ..
انتبهت للصوت ..و فتحت عيونها بصعوبه ..
: عبدالله خير .. ويش اللي جابك .؟
قرب راسه لها .. بمعنى اعطيني تحيتي المعهوده
لوت شفاتها وهي تقبل رأسه ..
: حمدلله على سلامتك .. متى وصلت ؟
ابتسم وهي يتربع جنبها بملابسه الداخليه ..
: الله يسلمك .. بسرعه قولي .. يالله قولي ..
تأففت وهي تربط شعرها .. بربطه صغيره.. فهمت مقصده واحبت التمهل في اجابتها ..
: ويش تبيني اقولك .. والله انك فاضي معني نفسك على هروج مالها معنى ..
عبدالله كل مره تدق علي اشرح لك بالتفصيل ايش اللي صار ..
شد شعرها و انتثر على كتفها ..
: لا تلعبين بأعصابي .. قولي بلا منه .
ناظرته بحنق وقالت : متخلف .. خلاص ..ايش اقولك .. ماانتهينا من الكلام كله في الجوال
ماخليت لك ولا همسه ولا تعبير في وجهها ماوصفته لك .. البنت قالت موافقه و انتهينا ..
عبدالله بشك : ليش وافقت علي ؟
رفعت حاجبها بسخريه : والله مادري رغم ان مافيك ولاحاجه صاحيه .. لكن ماادري
يمكن المسكينه قارنتك بشيبوب و شافتك ارحم منه ..
هب واقف ينتفض بغضب ..
: انا ولد ابوي .. تبي تاخذني استبنه لغيري ..
ضحكت نجمه على وصفه نفسه بإستبنه وقالت وهي ترجع تستلقي ..
: هذا اللي عندك استبنه .. ماعندي مشكله ..
رجع جلس وهو يقول بضيق ..
: انتي ايش رايك ؟
رفعت نفسها وقالت بجديه ..
: انا مالي دخل فيك .. قلت تبي البنت وفقعت مرارتي فيها.. ساعه اشوف راي البنت وتوافق
تقول ايش رايك انت ؟ اسمح لي اخوي اني اقولك انك لعاب و ماعندك سالفه ..
حدق عبدالله مفكر وقال :
يمكن تحبني ... ؟!!!
ضحكت نجمه بسخريه وقالت :
ماادري .. كل شيء جايز .. لانه من كان يصدق ان عبدالله الثور يحب ..
ضربها على راسها ضربه ألمتها .. فصرخت مستنكره ..
رجع لمكانه هادئ وكأنه ما عمل اي شيء .. بينما نجمه ترميه بنظرات حاقده ..
قال بتخطيط : خلاص .. كلمي سعود ..
شهقت بخوف : ايش سمعني .. والله انك تحلم .. انا مالي دخل فيك ياحبيبي تبي تتزوج
تبي تطلق .. تبقى عزوبي .. انت حر ...لكن تبيني اخطب لك .. من مين ؟ من سعود
كفايه وهقتني مع بنت الناس ... لكن سعود من سابع المستحيلات ..
عبدالله : اعنبوا مافيك خير ... هذا وانا اخوك ..
نجمه : مافيني خير .. مافيني شر .. مايهمني .. روح مثل الرجال واخطبها من جدها
و اترك عنك حركات النسوان اللي مالها داعي ..
كان بيمد يده عليها .. فمدت يدها قدامه تحمي نفسها ..
: والله لو لمستني مره ثانيه ... لاقول لامي ..
حك شعر بتفكير وقال مهمش تحذيرها
: انا ماعندي اجازه الا ثلاث ايام .. ولازم اسوي شيء؟
تنهدت نجمه وقالت : توكل على الله .. روح لجدها واخطبها واللي فيه خير ربي بيجيبه .
وقف .. وقال : ايه صح نسيت .. قومي نزلي لي الغداء ميت من جوعي ..
تأففت بإنزعاج : يااخي المطبخ عندك اغرف لك غداء .. والله اقول خذ القدر كله ..
والله يلوم اللي يلومك وقتها ...
عبدالله بجلافه : اقول قومي .. هذا اللي ناقص .. اغرف غداي بنفسي ..
نجمه بسخريه : الله يرحمها ياملازم اول ... الخدم والحشم عند رجليك ... اقول اقلب وجهك ..
ابتسم فجأه وهو يستند على الباب المفتوح نصفه ..
: إلا ماسألتيني عن العذر اللي اخذته ؟
كشرت في وجهه وقالت : قول اتحفني .. بعد شجره العائله اللي ماتوا نصهم ... بسبتك
من كثر ما تفاول عليهم بالموت .. ربي رحمهم منك .. واخرهم ابوي ..
رفعت راسها ويديها بصدق وقالت : رحمه الله عليك يابوي ..
كرر خلفها نفس الدعوه لكنه ارتجف جسمه بضحكه هستيريه صامته ..
: لا هذي المره .. غير ..
نجمه : لايكون تفاولت على امي ولا اخوانك ..
عبدالله برجفه مضحكه : فال الله ولافالك.. انا ادعي على امي و العيال ..
نجمه وبدت تصيبها عدوى الضحكه نفسها وبحماس هتفت ..
..: طيب قول ..يالله قول ..
عبدالله : قلت ان اختي انفجرت المراره عليها ...
وهي في العنايه المركزه .. وحالتها خطيره ..

شهقت بخوف و رمشت بغضب و بعدما اصابها شحوب مفاجئ من هول ماقاله
.. بينما تراقبه يمسك بطنه من شده الضحك ..ويزيد من غيظها ..
صرخت بصوت عالي : يمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ..
بينما هو خرج من عندها ..يضحك .. وميت من الضحك ..
وبالاخص ان توقعات الجميع ان اخته مودعه من ملامح العزاء التي رسمها عل وجهه
حين اخذ العذر من رب عمله .. ورحمك الله يانجمه ..


********************************


عندمااستيقظ كان وحيدا... بحث عنها فلم يجدها في الجناح ..
استحم وتوضآ مستعدا لصلاه العصر ..
سمع ضحكاتها من المطبخ .. فابتسم تلقائيآ ..
كانت تجلس مقابل خديجه واريام ..
اريام التي لم تكن تتبادل معها الحديث الا اقتضابآ ..
اصبحت تتحدث معها بأريحيه وبدون حواجز ..
دخل .. والقى السلام عليهم .. يمر بنظراته على الجميع
ويتوقف عليها وفي يدها ملعقه وصحنا مليئا بسلطه الفواكه وكأنها تواجه صعوبه
في تناولها .. .
ضاقت عيناه متفحصآ .. وقال بهدوء بعدها لاريام..
:وينها امي ؟
اريام : في المجلس ..
غضب فجأه : امي في المجلس وانتم هنا .. ليش ماتجلسون معها..
تدخلت ليلى بإبتسامتها المهدئه ..
: كانت نايمه .. فما حبينا نزعجها وجينا هنا ..
رمت بنظره لاريام التي تراقب اخوها ..
حرك شماغه بتوتر وقال لخديجه ..
: الحقيني بالقهوه والتمر المجلس ..
اريام بهدوء بعدما طلع اخوها ..
: وشفيه .. وكأنه زعلان ؟
ليلى بهدوء : شكل نومته ثقيله ..
تحركت من مكانها وقالت : هاتي ياخديجه انا باخذها معي ..
تأملت شكلها في مرآه الممر ناحيه المجلس ..
رغم شحوبها الا ان الفستان الازرق كان يعكس رونقه على بشرتها البيضاء
كان جالس وفي يده الريموت .. و يبدو مشغوفآ بما يراه
القت نظره سريعه على مايشاهده .. فانعقدت حواجبها فجاه
هذا مهتم بالاخبار ..او الفتاه الجميله التي تلقي الاخبار ..
تنحنحت وهي تجلس على طرفه و هي تود لو تجلس مقابله لتمنعه من المشاهده
همست بلطف : تعوذ من الشيطان ..
رفع حاجبه متعجبآ لكن فهم ماارادته ان يفهم دون كلام ..
دخوله عليهن ثائرا بعض الشي كان سبب لذلك ..
وبالاخص انه لم يلق بالا لها بالتحديد ..
ابتسم وهو يتعوذ من الشيطان ..
ناولته القهوه وعينها عليه .. يتناول تمرة و ويتسلى بتلك التي على الشاشه
عظت شفاتها وهي مازالت تحدق به ..
خرج من صمته مبتسمآ : حيلك على شفاتك ...
انبتهت على كلامه فابتسمت بإحراج ..
: خير .. ايش قلت ؟
قال وهو مازال يحدق في الشاشه باسمآ ..
: اقول شفاتك اذا ماتبيها .. تراني ابيها ..
توهج وجهها بإحمرار .. و لامست الصينيه بأناملها محرجه ..
جراءته تزيد عن حدها .. تجرف مشاعرها وتجعلها مبتدئه في كل شيء ..
تعب من مراقبتها من بعد .. يودها الان قربه .. والان ..
قال امرآ : قومي من مكانك وتعالي هنا ..
وربت على المكان بجانبه .. استجابت له بمرونه غير ابهه بما يريده ..
لكنه انشغل مجددآ بما جعلها تشعر بمثل الحريقه تشب في جوفها ..
بحثت عن التحكم بنظراتها .. وهبت واقفه تمد يدا بطرفه لتقبض على الريموت ...
بعد ان قبض هو على خصرها ..
سألها : نعم ..يامدام .. اظن انك تتعدين على ممتلكات غيرك .. ؟
ابتسمت بخجل وقد اصابتها ارتجافه من اثر لمسته ..
: كنت ابي اغير المحطه ؟
رفع حاجبيه متهكمآ : وليش تبين تغيرين المحطه ؟
شعرت بأنفاسها تضيق .. وهي تقترب منه ..
ماذا بها ؟
هل هي اول مره يلمسها بها ..
لم تكن الاولى ولن تكون الاخيره .
لم ... ارتجافه الوريدالى الوريد ..
وانحصار الانفاس .. و عقده الكلمات ..
تضرج وجهها بالقاني ... وهي تحاول التملص منه بخجل ..

ونست سؤاله .. فنظرت إليه ساهمه في جوف عينيه الرائعه ؟؟
: ايش قلت ؟
ابتسم وقد اصبحت وشيكه ان تجلس في حضنه ..
تلاعبت باعصابه هذه الجنيه الزرقاء ..
جميله لحد الهلاك ..
توهج وجهها دعوه لاستباحه طهرها الوضاء ..
وهو لايحتاج لدعوة قط ..
فجاذبيتها تكفي لان يحترق فيها مرغمآ ...
قال وفمه يهمس في اذنها ..
: كنت ابي اقول لك انك احلى ماشافت عيني ..

نبض عرق خجل وقد لثم اذنها بقبله حارة جعلتها ترتجف اكثر
فقالت مزمجره من غير سبب وكأن الذي قاله مدعاة للسخر ومجرد من الحقيقه ..
: الحين احلى ماشافت عينك .. بعد ما عيونك شبعت من المذيعه ..
اتسعت عيناه بإستغراب ورمى بنظره على التلفاز ثم عليها ..
كادت تموت من شده اعياءها من المشاعر التي انتهكتها وهي بين يديه .
آآآه لو يخلصني للحظه لاجمع قليلآ من التحكم بالنفس ..

تأملها صامتآ معجبآ .. ضاحكآ .. مبهورا و فخورآ لوتعلم
يراها من بين كل الملايين .. تنظر له بحب وتنطق به ..
استثنته من بين كل البشر و انهالت عليه بإفراط
من جود مشاعرها .. وكرم عاطفتهاالكبيره
كم هو محظوظ بها ..
آآه لو تعلم من هي بالنسبه لي ؟
اتقارن نفسها بهن .. يكفي انك الانثى الوحيده التي دخلت حياتي ..
انثى استثنائيه .. وضعها القدر في طريقي منذ الصغر ..

.. تحركت منزعجه من صمته الطويل ...
وحدقت في عينيه .. وهي على وشك الانفلات ..
ستبكي لا مفر ..
ستدمع عيناها .. لا شك في ذلك ..
ستنهار الان بين يديه وهذا واقع لامحاله ..
سترتمي هي في حضنه .. و تنهال من تلك العاطفه حتى تثمل وتنام ..

قال بعدما طرق رأسها بأصبعه .
: تفكيرك لايروح بعيد .. انتي الوحيده اللي اخذت كل مافيني ..

ارتجفت شفتاها ... عند بوحه المكنون ..
عند صدقه الناطق من سرب عينيه ..
عند كم المشاعر التي لاتشعر بأن قلبها سيتحمله ..
فهو بحجم قبضه الكف .. كيف يتحمل حب بحجم الكون .. ويطوله ورب الكون ..

ارتخت عضلاتها وهي تحني رأسها ..
تحاول ان تكون متجاهله .. عاديه .. صبوره .. و متحكمه في عواطفها ..
رفع رأسها بيده .. لينحني قوس حاجبيه وترق نظراته نحوها ..
متسائلا عن سر الدموع..
سر الجموح في وسط معركتها الهادئه .
سر الرجفه في وغل العيون الناعسه . ..

همس بحنان يشوبه الخوف ..: ليش الدموع ؟
عادت واحنت رأسها .. وهسمت بثقل يكاد يخلع فكيها ..
: احس اني اعيش في حلم .. اجمل شيء في حياتي .. اخاف انه حلم ..
ابتسم مشغوفآ بحبها ويكاد ينطق لولا غبائه الكبير ..
اردفت بصوت باكي وهي تحرك خاتم زواجها في يدها بتوتر ..
: اخاف يوم اصحى ويكون كل اللي صار حلم ... اخاف السعاده اللي اعيشها معك
تكون مجرد وهم ..

شعر بمشاعرها .. وشعر بحرقتها ..
ودوره الان ان يرتجف لحد المرض ..
آآآه اين اذهب بها ..
آآآه اين اخفيها .. عن عيون الناس .. عن عيوني انا ..
اين ادثرها بعيدآ عن قلبي الاحمق ..
فمثل هذه تحبني .. وكيف ؟
فأنا لم ارد لها ولو بكلمه ..
اشعر بجميع الكلمات تتصاعد مزدحمه في رأسي و عندما اريدها
تتلاشى من امامي ..
فأقف حائرا ابحث عن كلمه ضائعه.. تدعمني في مواجهتها
تسد فراغها وتملأني .. فكلي ثقوب وفراغات والله يعلم ..

مسح وجنتها بيده المرتعشه ..
وقال : انا مو حلم .. انا واقع .. واقعك انت ومصيرك ..
ألمسيني .. شوفيني ... واحلمي فيني ..
غرور و تملك حتى في في افكارها ..
يريدها لاتفكر بسواه ولاتشغل بشاغله صغيره او كبيره كانت ..
رفعت نظره راقصه إليه متأججه بالكثير من العاطفه .. وابتسمت ..
مسح دمع قد تعلق بجفنيها متمردآ .. من فرط عاطفه اكتسحت وقارها ..
وقال بهدوء : عيشي حياتك اليوم ولاتفكرين ببكره ايش بيكون ..
لاني بكون دائما جنبك ..
لاني بكون دائما جنبك .
لاني بكون دائما جنبك .
لاني بكون دائما جنبك .
وهذا ماتتمناه ابد الدهر .. هو ان تكون بجانب رجل عشقته حتى اصبح
من الصعب ان يعشق احد اي شخص ..
ابتسمت وهي تتراجع بإرتباك .. وهي تسمع صوت والدته ذاكره الله
تأملها ويكاد لسانه ان ينقط بكلمه من اعلاه ..
فهمس بإسمها منتشيآ بمشاعره : ليلى ..
استجابت على الفور .. فنداء القلب لاصوت له
استعد لكي يقولها ويكسر الصخره الثاقله على قلبه ..ويرتاح
: انآآآآآآ آ ...
فأغمض عينيه متنهدآ بعدما .. تعالى صوت الحق في المكان ..
فهب واقفا يملآ ناظريه بصورتها الجميله ..
: انا بمشي اصلي .. انتبهي لنفسك ..


******************************


قاده الشوق إليها وفي رأسه مخططات لابد ان ينهيها ...
ابتسم لنفسه ... اول خطوه هو رؤيتها ..
لقد منعته الرزانه والثقل المرغوب من الناس عنها
وهو اشد ان يكون اكثر المجانين توقآ بها وبرؤيتها ..
سمع صوتها الذي يهمس بتحيه .. كانت ارق تحيه سمعها حتى الان ..
نهض مستقبلا .. وابتسم لارتعاشها الواضح
ياالله .. كم هي جميله . ..والخجل يكسوها ..
احتى الان لم تعتد على رؤيتي ؟!
ماإن مسك يدها حتى استضافتها يده القويه بإحكام ..
وهو يميل عليها بجرأته المعتاده ويقبلها برقه .. تكاد تخفيها من الارض ..
كان يود لويخطف شيء من توت خديها .. و ينعم ولو قليلآ .
سألها وهو يجلسها بقربه .. بل ملاصقه له ..
: كيف حالك ؟
اجابته برقه وهي تعيد خصله ناعمه متمرده مزعجه عن عينيها ..
: الحمدلله بخير .. انت كيفك ؟
اقترب منها وعينه على الباب .. وقال بشغب
: طيب ..لكن مادام اخوك الثقيل فوق راسي يبدو اني بمرض ..
ضحكت برقه واصابعها تجد مكانها بين فراغات اصابعه ..
: اسم الله عليك من المرض ..
حط يده على قلبه وقال
: وانا اقول اني مستعجل لا وربي لو تأخرت دقيقه بكون استخفيت ..
سألته مباشره : مستعجل في ايه ؟
جاوبها بإبتسامته المرحه ..
: في زواجنا ... خلاص انا نويت ..
شهقت بخوف و سحبت يدها بسرعه من يده ..
: ليش مستعجل ؟ تونا ملكنا ..
ناصر بجديه : اسمحي لي .. ثلاث اشهر ... مده طويله
وانا صراحه ماحس بالراحه .. يكفيني عذاب ..
ابتسمت ابتسامه مغلفه بالذعر .. وكأن الاقترب يجعلها اكثر توجسآ
مسك يدها وقال بحنان وكأنه فهم معاني خوفها ..
: اسمعيني يا ودي .. انا ابيك ومحتاج لك .. لكن اذا كانت رغبتي تخالف رغبتك
فأنا ماعندي مانع انتظر.. وانتظر .. وانتظر.. اهم شيء عندي تكوني راضيه ..

ابتسمت ..
يالله كم تحبه ؟
أمثله لايحب .. بل اني اموت في هواه ؟؟
او لاا يعلم كم اني اموت فيه وفي رقته الرجوليه الفاحمه ...
التي تشعرني بأني لست مخلوقه معه بل ريشه تطفو على نسمات رقيقه ..
او ليس بي شوق ليجمعني به ..
او ليس بي توق لملاقاته دائمآ ..
بل بحجم الارض.. ان اكون قربه و دائمه معه ..
لكنه الخوف العذري الانثوي ان ابتعد .. ان ابتعد عن عشي الدائم
عن عائلتي .. عن وداد الساكنه المنتظره ..
لكن لم الخوف ؟ ومثله بجانبي ..
وقلبه يعانقني .. وحبه يطوقني .
فالخوف يتلاشى ويهرب بعيدآ عند حبه الصادق ..

اعادت يدها مكانها في تجاويف يده .. وقالت بخجل وجرأه. هامسه ..
: لو تدري ان رغبتي اني اعيش معك للابد .. ومايهمني غيرك احد ..

رقص قلبه اليتيم على وجع الامس و فرحه صبتها في جوفه ..
كان يريد ان يعانقها .. لكنه يخاف عليها من هول تحطيمها ..
رفع يدها الى فمه ليلثمها برقه ممزوجه بحب كبير ..
كبير .. وعظيم ورب البيت في كل دقيقه يقضيها معها ..


************************************




" اخاف يوم اصحى ويكون كل اللي صار حلم ...
اخاف السعاده اللي اعيشها معك تكون مجرد وهم .. "

مازالت تلك الجمله ترن داخل رأسه..
ويستعجب نفسه ..
او ليست تلك جملتك التي تخاف ان تنطقها ..
او لست تخاف ؟ او لست غير واثق مازلت ..
اي معترك يقضي على احلامك ..
ويزيد من شكوكك ..
هل تبالي الان ؟ ام نسيت ذلك الماضي الملعون ..
اتخالها لاتثق بك.. متوجسه في مشاركتك الحياة ..
ام انها تعيش بلا رغبه معي ..
تنهد منزعجآ ..من حومه الافكار حول رأسه ..
لاتفكر كثيرا ..
فالتفكير لايجدي ..سوف يعيدك الى بدايه الارق والعذاب ..
توقف .. لابد من التمهل ..

نقر بأصابعه على الطاوله .. وعينيه تراقب حركه طفلين يعاكسان
رأي والدهما في الدخول للسياره او البقاء طويلآ ...
ابتسم وهو يرقب بصمت ..
متخيلآ نفسه مكان ذلك الاب الذي يرمي بنظره شرزا
لابنه ويتبسم لابنته .. مابين شد وارتخاء يبقى من اجلهما ..

شعر بلمسه على كتفه فأستدار ليجد ناصر ينظر لنفس المكان ..
جلس مقابله وقال : لايقه عليك الابوه ...
مطلق بتهكم : ليش كنت شاك ؟
ابتسم وهو يطلب من الموظف المطلوب ..
سأله : ايش صار معك ؟ اتفقتم ؟
ناصر بإبتسامه مريحه ..
: ليش انت شاك ؟
رفع مطلق حاجب متهكم لتقليده وقال بجديه :
اذن .. نتوكل على الله ..
ناصر بتنهيده ارتياح : واخيرآ ..
مطلق : على بركه الله ... ومن الحين اقولك تكاليف الصاله والذبايح علي ..
ناصر : لا تفكر حتى .. هذا زواجي انا .. لاتتعب نفسك فيه .
ابتسم مطلق وقال : هزلت .. اخوي يتزوج وماتبيني اتدخل ..
سكت ناصر لانه اكثر العارفين بصاحبه ..
عنيد .. وفي .. وغير متنازل ..
إلتزم الصمت متأثرآ كالعاده وان اعتاد مواقف صاحبه الصادقه
اخي .. او ليست تتصدع الجبال عند الاخوه ..
فما حال قلبه .. اخ دنيا .. ناله الرضى منه ..
مكسب .. للحياة .. وفاء واخلاص .. قيمه لا تتقارن بأغلى القيم ..
لم يخفى على مطلق ما بدى بصديقه ..
فسأل من جديد : متى نويتوا الزواج ؟
ابتسم بإنتصار واشار بسبابته والوسطى ..
: بعد شهرين ياطويل العمر ..
هز رأسه متعجب ومبتسم منه ..
: رقم قياسي ..كيف قدرت على شهرين .. والله انك داهيه ..
ناصر : كنت صادق .. صادق وبس .

تمعن في الكلمه ... الصدق ..
سهله .. و صعبه في نفس الوقت ..

اخرج جواله من جيبه على اثر الاتصال الذي ورده .
: هلا..
رمى بنظره لناصر .. وكأنه ارتبك من اثر اتصالها المفاجئ .
: كيف ؟
رفع يده لناصر بالانتظار ..وقام من مكانه يخرج للشارع بعيد عن الزحمه ..
سمع صوتها الرقيق ..
: اسمعني البنات بيروحون لوفاء .. ؟ وانا ابمشي معهم .. بعد اذنك ؟
ناظر الساعه وقال : هالوقت ؟ ماتحسين ان الوقت متأخر ..
اجابته بتوتر : بكره الخميس .. و في جمعه بنات عندها ..ها ايش رايك ؟
سمع احتجاج البنات حولها .. وابتسم ..
عرف ان الجميع تركها في وجه المدفع .. وتركها تتلعثم في كلماتها
قال : اساسا من اعطى البنات اذن بأنهم يروحون .. قولي لهم استريحوا
سمعها تضحك على البنات وتعيد نفس كلامه لهن بلهجه متأمره ..
.. فضحك لضحكتها الشقيه .. وهو يسمع احتجاجاتهن المتكرره ..
فقالت : خلاص ..حبيبي .. انتهت المهمه ... مانبي نشغلك زياده إلا بمناسبه
الشغل مين معك ؟

يا لهذه الغيوره الشقيه... او تقول لي حبيبي علنآ .. و تتجاوزني بعدها ..
اجعلتها اعترافآ صريحه متكرره لاتملها ابدآ ..
فما زلت اقول .. امثلي ينحب ؟

اجاب متلاعب بأعصابها : وانتي يهمك من معي ؟ ..
تبعت قوله لحظه صمت .. وبعدها اجابته بثقه ..
: اكيد يهمني .. واكيد اللي معك ناصر ..
توها قالت لي وداد انهم حددوا موعد الزواج .. مبارك عليه ..

ابتسم مجددا .. وعيناه تعود الى حيث مكانه
وناصر يبتسم له بخبث .. لقد اطال بمكالمته ..
قال مقاطعا : خلاص .. حبيبتي شوي وانا راجع ..

انهى الاتصال مباشره وهو يعود ...
حاول بكل الطرق ان يشغل ناصر بالاسئله ..
حتى لايطرق الى حياته المغموره بالاسرار
ويكشف اي احد منها ..
وبالاخص ان مطلق ..شاعر .. عاشق .. والاهم غريب عن الامس .
وهو يعرف ان صاحبه لايحتاج لتفسير ففي الوجه والعيون علامات واضحه ..
وهو اعلم الناس بشرح المكنون ..

********************************




كان يتصل عليها .. في بعض الاحيان تجيبه والاخرى تتركه يتحراهاا كهلال ..
هل تغيرت.. نعم تغيرت ..
قد اصبحت قليله التمرد .. وان كان في دمها الا انها تتنازل في نهايه المطاف ..
وان قلت الاحتدامات بينهم .. بسبب شبه انقطاعه عنهم ..
هناك تغير طفيف .. اصبحت مقتنعه ..
اظنها تعتبرني شيء من المسلمات في حياتها
شيء لامفر منه ..

سمع ردها اللاهث : ايوه ..
ابتسم : خذي نفسك .. ماني بطاير ..
ضحكت وقالت : ماسمعته كنت مشغوله مع عبدالله ..
سعود : مشغوله في غسيل ملابسه ولا كويها ..
اجابته بحذاقه : اخوي .. اشيله فوق راسي لو يبي .. وشلون على الغسيل والكوي ..
هز راسه متوقعا اجابته ..
و اصابته الغيره من تصرفاتها نحو الجميع .. والعكس معه هو بالذات .
تنهد بحزن .. فسألته حينها ..:وشفيك ؟ ليش ضايق صدرك ؟
سعود : غريبه حسيتي فيني .... قبل كنت لو اموت من الحزن قدامك ما تلتفتين لي .
نجمه بتردد : عادي ...لو تبي سوي نفسك ماسمعت سؤالي ..
سعود بألم : بتمنين بالسؤال علي .. على العموم مشكور ماقصرت ..
كنت بأقولك ... ليش ضايق صدري من غير ماتسألين .. لكن مافيه فايده
دق الماء وهو ماء ... ليش اتعب نفسي معك ..
كانت تستعد للاجابه بكبرياءها .. وان غصها صوته الحزين ونبرته المليئه بالالم والوحده
: اذا كنت بتقول لي شيء ... لاتاخذ رأيي يا سعود .. تكلم وانا اسمعك ..
صرخ منزعج : اتكلم للجدار ولا اتكلم معك .. بتحسسيني انك فضاء يسمع ولا يرد ابد
صرخت بمثله متناقضه : طيب مادام انك مااخذ عني صوره اني جدار .. ماتسمع
ليش اتصلت .. ليش تعبت نفسك يااستاذ ؟
وبنبره منزعجه : تعرفين .. كل يوم اقول بكره بتتغيرين .. بتصيرين احسن
بتحسين فيني .. لكن للاسف .. كل يوم اعترف لنفسي اني ندمان اني اخذتك ..
واني غلطت في حقك وفي حقي .. لانك بسهوله ماتستاهليني ...

لم تحتمل اكثر مايقوله ..
انه يؤذيها حتى الصميم .. يجرح كرامتها بهديره المبالغ ..
وهي التي ارتضت هذا النمط من الحياة مرغمه ..
اجاء الان ..يعترف بجميله الابدي ويوسمه بعار على حياتها..
يسلخ هدوءها الذي ارتدته من اجله ..
يحطم كبرياءها المزعوم ..
ويغتال فرحه صغيره كانت قد رفرفت له هو ..

لا ورب الكعبه لن ارضاها لنفسي ..
فـ لتمت حياتي كلها وتصبح اقصوصه تتدوالها السن الجميع
الا كرامتي لاتهدر .. طيله حياتي .. وهو يشعرني بأنه صاحب فضل علي ..

صرخت بحطام امل : انت قلتها .. انا مااستاهلك .. ومادام انت متكرم علي يااستاذ سعود
وتحس نفسك متمنن علي ... لا تعذب نفسك زياده وتمثل دور الضحيه ..انهي كل شيء بكلمه
فأنا ما استحقك .. لوعندك ذره كرامه باقيه انطقها .. وريح نفسك من همي..................

توقفت للحظه تجمع انفاسها .. و تهدآ من ثورتها ليبدأ هو ..
: كرامتي اني عزيت نفسي وعزيتك عن القيل والقال .. لكن مايثمر فيك المعروف
النفس عافتك .. وانا ما ارخص نفسي للي مايبني .. وكرامتي فوق كل شيء ..
بإنفعال ارتفع صوته : انتــــــــــــي ........

سُحب الجوال من يدها فجأه .. في لحظه حاسمه ..
وسحبت جزء من روحها ..
وسقطت منهاره القوى ..
لم تعد تسمع شيئا .. ولا تريد ان تسمع ..
افعلا اطلق عليها رصاصه خالتها رصاصه الرحمه ..
اانهى ماكانت تطارده فيه ان ينهيه ..
ااخيرا فكت لحام زواجها الصدئ ..
والاهم من كل هذا ؟
هل ارتاحت؟
هل شعرت بالحريه في سجنها الفسيح ؟
مازالت تسأل وتسأل ولا تجد الجواب الشافي ..

تجمعت الدموع بكل المعاني .. ونظرها تعلق بنظرات اخيها الذي سقطت يده بجوالها
على جانبه .. وفي عينيه مائه سؤال بإنفعال وغضب و رفض .. لماذا وكيف ؟
لم تستطع سوى ان تطلق نشيج معذب و هموم قد بدأت تتجمع في عقلها .
وقد اخفت ندبه مافعلته بين يديها . .. وكتمت ضيق من فعلته بها ..
قد اصبح الامس وسعود .. اطلال تبكي عليها حتى الموت ..لو شاءت .



*******************************


دخل البيت بعدما صلى العشاء في المسجد ..
واول شيء تبادر لسمعه مشاجره معتاده بين سمر واريام ..
ابتسم .. وهو يقترب منهم ..
كالعاده الشجار على من يمسك فيهن الريموت ...
تنحنح وبدى جديا وبالاخص عندما رأى تلك النظره العاجزه من والدته ..
قال : وبعدين معك انتي وياها .. انا كلما دخلت لازم اسمع اصواتكم المزعجه
وبعدين ماتستحون .. تتناقرون فوق راس امي .. يالله انتي وياها قدامي على فوق ..
صرخ بحده : بسرعه ...
سمر بخوف ورجاء : خلاص ..يامطلق التوبه .. بكره الخميس ونبي نسهر ..
مطلق بإنزعاج : لا .. سمر .. اريام على فوق مباشره ..
ام مطلق برجاء : خلاص ياولدي خلهم ..
مطلق : لا ياامي ماتشوفي الواحده مطوله لسانها فوق راسك ولا ادب ولا احترام ..
اريام : هذا كله من اختك الهبله ..
سمر بضيق : الهبله انتي ..
مطلق : خلاص انتي وياها ..
ام مطلق : علشان خاطري يايمه ... تعال اجلس جنبي .. واترك خفيفات العقل ..
سمر بهمس لاريام: راحت علينا ..صرنا انا وياك خفيفات عقل ..
جلس جنب امه ... بينما اريام وسمر يطالعونه بحذر
وبأمر : حطي على الاخبار ..
تأففت سمر وهمست في اذن اريام وضحكوا مع بعض ..
سأل وعيونه على الشاشه : ليلى وينها ؟
جاوبته سمر مكشره ..: راحت تنام ..
ام مطلق : الله يعينها مسكينه .. مسكتها اللوعه واستفرغت كل اللي اكلته عالعشاء ..
مطلق بخوف : وليش ماكلمتوني ..
اريام : هي رفضت ..
ام مطلق : وانت ايش تسوي ياولدي .. الحامل كذا . الله يعينها ان شاء الله ..

وقف بسرعه .. بينما سمر واريام ابتسموا لبعض ..
قالت اريام بصوت اقرب للهمس ..
: والله مطلق طاح وماحد سمى عليه ..

صعد الدرج بسرعه ..وتوجه لغرفه النوم ..
كانت معطيته ظهرها .. رغم ان الاضواء شاعله ..
اقترب منها .. لامس كتفها العاري بلطف قبل ان تستدير له ... وتمنحه اجمل ابتسامه
تمعن في ملامحها الذابله .. وبالاخص عينيها الغارقه في الالم ..
واثار الدموع لم تجف من مقلتيها بعد
سأل بإهتمام : ايش صاير عليك ؟ البنات يقولوا انك تعبت ..
بصوت ناعس : تعب عادي ..
مطلق : قومي خليني اوديك المستشفى ..
لامست ذقنه برقه : لا حبيبي .. مايحتاج.. هذي ايام صعبه وتعدي ..
كل الحوامل مروا فيها من قبل ... إلا انت تعشيت ؟
ابتسم لها .. ولامس شفتيها برقه ..
: ارجعي نامي ..انا متعشي من زمان .
اعادت له الابتسامه وقد انهكها التعب والنعاس ..
: تصبح على خير ..
مطلق وهي يمسح شعرها بعدما اعادت رأسها الى المخده
واستسلمت للنوم الذي تسلل الى عينيها ..: تصبحين على خير ..
تحرك من مكانه داخل للحمام .. يفك ازرار ثوبه ..
قبل يسمع همس اسمه ..قال بآليه ..
: ..تبين شيء ؟
نطقت بكلمه ناعسه .. رقيقه .. طالما سمعها ..
تدخل روحه .. ويتردد صداها داخله كثيرآ ..
لا يجد سوى حفظها في صميم قلبه ..
" احبك "
يا لصعوبه هذه الكلمه ...
اشعر بالخدر اعندما تنطقها
و وعندمااريد ان انطقها انا ..
تصدم بقلبي وتعود إليه ..
ولوتعلم انها تخترقه لتتخطى كل شيء وتمر من خلاله ..
يالفلسفه الرجال عند كلمات العشق ..
يعتقدون انها تعريهم من رجولتهم وتسلخ خصاله الحميده كلها ..
يجزمون انها سر من اسرار الضعف .. ويبالغون في اخفائه ..
يحمون كبريائهم .. و يختفون في اوشحه من الجلافه وعدم الاحساس ..
ينحتون من الصلب قلبآ قاسيآ ويدعون اللامبالاه ..
ويمضون متجاهلين .. يريدون امتلاك كل شيء .. حتى قلوب بنات ادم
ويهيمون بكل خيلاء .. معاندين لغه المشاعر الصارمه ..

تنهدت وهي تغمض عينيها و تتجاهل دمعه قد تدحرجت بخيبه امل كبيره ,,
اصبح المكان خاويآ لايتسع لخيبه واضحه مترقبه ..

كانت مخطئه عندما اعتقدت ان السور العالي قد بدأ يقصر ..
وان قلبه الصلب بدأ ينبض بحب متبادل بينهما ..
اخطأت عندما ظنت ان كلمته العفويه .. التي خرجت في لحظه استعجال ..
قد عنت له مثلما كانت تعني لها الكثير .. وكانت ذا مقصد واضح وتصريح بالحب ..
حبيبتي >> لقد لامست السماء بها .. و تعلقت بسحب كونيه حالمه
لاتخشى فيها السقوط ..
ربيع قلبها .. وزهاءه عندما تشعر بمعنى ان يحبها هو ..
كان مازال قلبها ينبض بصخب و الان قد عادت لها كلمه نطقتها بصدق
وانتظرت ان تعود لها بصدق من بين شفتيه ...
لكن للاسف عادت لها الكلمه منتحبه و متوشحه بالعزاء والرثاء ..
وتختبأ مجددا في قلبها .. مفضله الكتمان و الاختفاء للابد ..



*************************



تأفف منزعجآ وقد استيقظ متأخرا على غير العاده ..
لا يلام فقط اسهرته تلك المتطلبه .. بلائحه لاتحصى بما يجب ان يكون اولا يجب ..
ابتسم وهو يقرأ رسالتها ..

طريقي عينك الحلوه
وبيتي صدرك الدافي
ظلامي غيبتك عني
وصبحي وجهك الدافي
"صباح الخير"


لم يكن لديه وقت للرد .. حمل حقيبته الخاصه ..
وجواله في يده .. حتى كوب قهوته لم يتناوله ..
تصاعد رنين جواله وهو ينتظر المصعد ...
: هلا ..
: السلام عليكم
ناصر : وعليكم السلام ..
: الدكتور ناصر ..
ناصر وهو يدخل المصعد ويضغط على الزر المطلوب .
: نعم .. معك ناصر .. مين معي ؟
بصوت متوتر : تقدر تقول فاعل خير ..
ناصر ومشاعر مختلطه .. ركز في كلامه ..
: ايش الحكايه يا فاعل الخير ؟
: الموضوع مهم وحساس .. واي رده فعل غير المطلوبه .. بينتهي كل شيء .
ناصر بحركه واحده وسريعه .. وقف المصعد .. و ترك حقيبته
وقال بإهتمام : انت بتقول ايش الحكايه ولا اقفل ؟ انا مو فاضي لحركات الاستهبال هذي .
بضحكه سخريه تصاعدت من الطرف الاخر ...
: لا ابدا يادكتور هذي بعيده كل البعد عن حركات السخريه ... هذي فيها مصلحه عامه
والاهم هذي فيها شرف ..
توتر ناصر وتصاعد الخوف لقلبه ...
استرسل الطرف الثاني .. : ناصر .. بإختصار شديد .. ان بعقد معك اتفاق ..
زادت حده التوتر لدى ناصر .. : اي اتفاق ؟
: اتفاق .. يعني تقول اخذ وعطا .. و انا متأكد ان كلا الطرفين بيكون راضي ومرتاح ..
صرخ ناصر بنفاذه صبر : انت تقول اللي عندك ولا اقفل في وجهك ؟
: ناصر .. مو من مصلحتك انك تعصب .. .. اذا كنت تبي تسمع .. خليك هادي ..
الموضوع مو سهل لاعلي ولاعليك ..
بلغ الخوف ناصر وقال بنره متحكمه ..
: طيب .. تفضل انا اسمعك ..
: انا اتصلت فيك بخصوص مقابلتك مع ... مع .. وسام العالي ..

وكأن احد ما ضرب رأسه بمطرقه ..
كان يعرف ان الامر اكبر مما كان يتوقع ..
الان بات يخاف اكثر من الاقتراب ..
لان الامر اصبح اكثر رعبآ بالنسبه اليه ..

ناصر : ومن انت .؟ وكيف تعرف اني قابلت وسام ..
: مايهم من انا .. ولايهم كيف عرفت .. انا اعرف كل شيء دار بينكم ..
قاطعه ناصر : اكيد انك مقرب منه .. هو ارسلك لي ؟ ايش يبغى مني ؟
: لا ابدا .. اساسا وسام مايعرف اي شي .. ومن مصلحتك انك تتكتم على الموضوع
ولا تخبر احد فيه ..
ناصر بعصبيه : انت قاعد تلف وتدور ليش ماتدخل في الموضوع ..
: انا مستعد ادخل في الموضوع ... لكن شرطي السريه التامه ..
ناصر بهدوء مخيف : انا موافق ..
: انت كنت تبي تعرف العلاقه في وسام و مطلق الغانم ؟
استند ناصر وقد بدأ شيء من الاعياء يطغى عليه ..
بينما كمل الاخر دقائق الصمت ..
: وسام على علاقه بأخته .. اللي اسمها اريام ..
بصوت حاد قاطع .. يكاد ان ينفجر رأسه فيه ..
: ياكلب .. ياواطي .. ياحقير .. ..
: انا قلت لك من قبل العصبيه مافي من مصلحتك .. خلك رايق معي علشان نتفاهم ..
ناصر بحده : نتفاهم ياكلب .. انت لو رجال ماجبت سيره بنات الناس .. انت ماعندك كرامه
ماتستحي على وجهك يا خسيس ..
بسخريه : انا ماجبت سيرتها بشيء من تأليفى .. البنت ماشيه على حل شعرها .. تخرج وتتواعد
مع وسام ... وعلشان كذا كان يوقف عند باب بيتها ينتظرها .. لاتسوي فيها كرامه وعزه نفس
والبنت ماهي متربيه من الاساس ..

اغلق اتصاله بصدمه مريعه تكاد فيها ان تنهي حياته ..
تجمد .. لاحركه ولااحساس غير الخوف .. و الالم.. والفزع ..
وكأنها طعنه نقطه الحياة ..قد اسكتته ..
اهتزت قدميه وهويجلس في زاويه المصعد ..
لم يعد يقوى على الوقوف .. تلك الصدمه هزت جسده كله ..
.. متصوراسوء الافكار .. ومجسدآ بها اسوى االاحداث التي يمكن ان تحدث ..
كل الصور والافكارتدافعت فجأه ...
صوت ام مطلق .. وحنانها البليغ قد استبد بقلبه وجعلها يلهث بخوف لما يمكن
ان يحدث لها من تأثير ماسمعه هو ...
ومطلق .. سيموت.. بعد ان يميت اخته..
سيفقد عقله .. سيجن حتمآ ولاشك في ذلك .
انا اكاد افقد عقلي وانا لست اخاها بالدم ..
بل شعوري ناحيتها تستوجب ان اكون اخآ بديلا ..
ياربي استر علينا بسترك ..
يارب اسألك الستر يارب ..

شد على رأسه مفكرا ..
و اخذ كميه وافره من الهواء حوله في مكان ضاق بإنفاسه ..
وخاطب نفسه ..تمهل ياناصر .. لاتستعجل ..
كل الخيوط في يدك ..
يمكنك حل كل الامور بنفسك .. ولن يعرف احد ..
اهدأ ياناصر ..
تعرف ماهي نهايه هذه القصص ؟
سجن وقتل وعار ولا للقصه بقيه لاتنتهي ابد الدهر ..
مرت عليه قصص مثلها في عيادته الخاصه ..
لم يكن يعتقد ان مثل ذلك سيكون قريبآ لهذه الدرجه
ضغط على زر الصعود مره اخرى .. متوجه الى شقته
لا عمل ولا احد سيقف في طريقه الان ...

دخل شقته ورمى بكل شيء .. فك ازرار ثوبه العلويه
والجوال في يده .. يبحث عن حل ..
لحظه .. اقال انه اتفاق ؟
اخذ وعطاء ..
يريد شيء .. يريد شيء بالتأكيد ..
لم يكن فاعل خير .. بل صائد جوائز ..
شخص يلعب بمصائر الناس
لعن الله من هم على شاكلته ..
من يتجارون بكرامه البشر ..
تمعن في رقمه .. سيبدأ ..
سيخطو خطوه يعتقد انها للامام وصحيحه
سأرى ماسيحدث .. لن اتوانى عن اي شي ..
سأبدا بالاصلاح اولا ..
وبعدها سيكون معها حديث اخر ..
لاني لن انسى ولن اصمت ابدا ؟

اغمض عينيه على تردد الرنين في الطرف الاخر
ويصر على اسنانه .. رُد .. رُد ..رُد ...
بينما االاخر .. ينظر للرقم بعين منتصره ..
وسط سحب دخانيه تشابه افكاره السوداء ...
ابتسم .. فخورآ بإنجاز لا يقارن بأي انجاز وسخ عمله من قبل ..
رمى بسيجارته مقهقه بلهفه للقادم .. ومشجع نفسه على المواصله
بدهاء ثعلب بشري ... وقلب ميت .. وضمير مختفي تمامآ ..
يتشارك مع الشيطان كل مافيه ..


ردد في الظلمه حيث ينتمي والجوال مايفتأ يهتز بين يديه ويشع في الظلام ..
: والله مانت هين ياعزوز ...


*********************************

انتهى الاجتماع الثاني ... وبعد استراحه الغداء مع بعض العملاء
دخل مكتبه .. مسك بعض الاوراق ويركز فيها .. وفي نفس الوقت
ينتظر الرد على اتصاله ... لكن لارد ..
تأفف وهو يستند على كرسيه والاوراق في يده ..
تركها وهي نايمه و واضح عليها التعب .. لم يعتاد ان يراها بالحاله الصعبه ..
عادة هي اول واحده يشوفها واخر من يشوفها ..
شعور بأنه يفتقدها مسيطر عليه ..
ابتسم لفكره جاءت في باله .. رمى بالاوراق وهو يوقف لنافذته المحببه ..
لابد ان ينفذها ...
تراجع للخلف على رنين جواله .. رد دون ان يهتم باسم المتصل ..
فتهلل وجهه عند سماع صوتها ..
: هلا مطلق ..
مطلق بتماسك : ليش مارديتي ؟
تلعثمت وهي تجيبه : كنت بعيده .. ليش بغيت شيء ..
عقد حواجبه بإستغراب لنبرة لم يعتدها في صوتها .. كانت بارده جدآآ
اجاب بتوتر : لا .. دقيت اطمن عليك ..
سمع صخب و تحطم زجاج وصرخه ارتفعت من بين شفتيها. ..
ارتفع حده صوته : ليلى وشفيك .. ابش صار عندك ؟ ..
اجابته بعد مهله قصيره : انكسر الصحن من يدي ..
سمع جلبتها مع خديجه .. وبعدها هدأت ..
فقال بإنزعاج : انتي ايش دخلك المطبخ ؟ انا ماقلت لاتسوين شيء ..
ليلى بتعب : مطلق .. كل اللي سوتيه اني شلت صحن .. وليتني شلته الا انكسر علي ..
وتهدج صوتها بحزن بلغ قلبه ..فتهاوى بألم ..
اكان هذا من اجل قطعه من الزجاج ..
اتبكين على قطع متناثره لاقيمه لها ..
تمنى ان يكون قربها ليضمها الى صدره ..
ويرى عينيه لتهدأ نفسه الحائره ..

سأل ويده تقبض على الجوال .. وكأنه يود لو يحطم شيء ليشعر بالرضى
: لايكون اذيت نفسك ؟
اجابته ببرود يكاد يقتله ..
: لا .. ماصابني شيء..
تمهل لحظه قبل ان يسأل بحنان ..
: ليلى .. فيك شيء .. ؟ احس صوتك متغير ؟ انتي تعبانه ..!!!
اعقبته بدقيقه سكوت قد استشعر من خلاله ان هناك خطب ما بها ..
اجابته بنبره حاولت ان تمزج فيها بعض من المرح ..
: لا الحمدلله انا بخير.. لكن فيني نوم ..ماعاد اشبع نوم طول الوقت ..
ضحكت.. لكن ضحكتها لم تمس قلبه كالعاده
يشعر بالفضاء الواسع قد امتد بينهم ..
اردفت : بتتأخر ..؟
رد ببرود : لا .. ما اظن ..
صمت كلا منهما. .
وبعدها قالت : على خير ان شاء الله .. يالله مااعطلك عن شغلك .
في امان الله ..

انتظرت للحظات قبل ان تغلق الاتصال .. و وهومازال ينتظر
الهاتف على اذنه .. وكأنه ينتظر شيئا ما ..
اغمض عينيه .. وكأن اليأس قد دب فيه ..
وضع جواله بهدوء .. وارتياب من كل شيء حوله ..
لكنه عاد و ارجع سبب برودها الى تقلبات مزاجها بسبب الحمل ..

اخذ نفس عميق .. اخذ جواله و سبحته ..
وطلع من المكتب و وقف يكلم طلال ..
: طلال الغي اي مواعيد لي اليوم .. عندي شغل ضروري ..
طلال : ابشر طال عمرك ..
تركه باسمآ ... لفكره قد استحسنها ... لعل في ذلك يرضى و يهدأ باله .


********************************



امسكت بالمبخره .. و قد اخذتها الافكار بعيدآ تحشرها في زوايا
مثلما تفعل سحب دخانيه عطره .. تتراءى لها كسحب تطير في السماء
ابتسمت .. لأشياء كثيره كانت قد تذكرتها في بيت جدها..
هكذا كانت تفعل في مجلسه .. تحدق لاركانه .. و تضيع في الاحلام ..
بقيت ساكنه مكانها ..متجاهله حشرجه في مجرى تنفسها قد اصابتها بسبب البخور ..
كحت متأثره وهي تغطي فمها بيدها .. قبل ان تمتد يد قويه وتقبض على يدها
وتمسك المبخره ..التفتت لمطلق جنبها ..وعينيه تعبر عن الغضب ..
ناظرها بضيق : وشفيك انتي .. ناويه تذبحين اللي في بطنك ؟
مازالت تكح .. زادها ذلك الم في صدرها وهي التي كانت تظن
انه يخاف عليها.. كم جرحها ذلك في الصميم ..
ليته لم يقولها بصوت عالي .. ليته اخفاها عني ..
لقد بدد كل ظنونها .. وافصح عن خوفه الكبير ألاآآ هو ابنه المنتظر ..
خرجت متعثره .. وقد تركته منتقدآ خلفها ..
ينتظر ردآ تصاعد مع الدخان الذي امتلآ في المكان ..
تحامل على غضبه ما إن رأها شارده تغوص في كومه من الدخان
الا تعرف مما تعانيه هي .. ؟
الايكفيها ماهي فيه لتزيدها على نفسها بمشاكل تنفسيه قادمه ..
لحق بها .. و في عيونه عتب و ضيق يحاول جاهدا ان يخفيه ..
مازالت متأثره .. وقد امتلأت عينيها بفائض دموع ..
هدأت انفاسها وهي ترمي له نظره عابره ترى فيها حاله ..
سألها بآليه تكاد تخرجه عن السيطره ..
: انا ما قلت لك لا تسوين شي ؟ ليش تتجاهلين كلامي ؟

ارتجف فكها وهي تحاول جاهده ان تخفي مافيها ..
مسحت دمعآ اعتقد ان سببه هو اختناق دخاني ليس اكثر
انما هي لديها اكثر من سبب لتعوز اليه سبب الدموع ..
يكفي انه جرحها للتو ...
سحبها ناحيته و ضمها إليه .. بحب و حنان ..
يعلم داخله ان اغلظ عليها بتصرفه ..
لكنه يخاف عليها ..
يريد ان يحميها حتى من بواعث وهميه تتراءى له
في ملامحها الصامته ..
في صوتها البارد ...وفي عيونها الراكده ..
مازالت يديها مرتخيه على جانبيها ..
لاتجد عائدا عليها من اظهار ضعفها وحاجتها الان ..
ولافائده من سكب الدموع ..
رفعها عن حضنه متمعنآ في وجهها
يريد ان يفهم سبب البرود الغريب الذي هي فيه ..
هل هي حاله اخرى من حالات الحمل ؟
هل يجب عليها ان يتفهمها .. ان يستسلم لها دون كلام ..
سأل : وشفيك ؟ حالتك غريبه اليوم ...
تركت حضنه ...مشوشه وخاليه الفكر ..
وجاوبته بدون ان تنظرفي عينيه حتى ..
: تعبانه .. !!!
وتركته .. مازالت يديه تحتوي فراغ كان يحتوي جسدها فيه ..
تجهم .. لحاله متناقضه قد صارت عليها ..
كان الله في عونه وهو ينتظر متى ينفرج غمتها بحمل ثقيل اثقل فكره بها ..
صعد خلفها مباشره .. يستشيظ غيظآ من اسلوب لايفهمه ولايريد ان يفهمه
فبالامس كانت حالتها عاديه وافضل من ذلك ..
كانت شفافه .. ظاهر وبراقه .. لكن ماحالها اليوم مالذي ابدلها ..
فتح الباب .. ليصادفها خارجه من الحمام .. تجفف وجهها الشاحب ..
وقفت تنظر اليه لبرهه قبل ان تبتعد عنه ..
شد يديه على خاصرتيه منتقد اسلوبها ..
سأل بحذر ..
: فيك شيء ؟ صاير معك شيء .. ؟
تركت المنشفه وهي ترفع اللحاف للاستلقاء ..
وتجاوبه بكل هدوء : مافيني شي .. كم مره تبيني اقولها لك ..
مطلق بثقه : واضح عليك انك متغيره .. فيك شيء مااقدر افهمه ..
ادارت ظهرها له وجلست على السرير كانت تريد ان تضحك على قوله
فهزأت منه في داخلها .. انت اساسآ متى فهمتني ..لتستغرب لكنها اجابته بلامبالاه :
: يتهيآ لك ..
صرخ بإنفعال : كيف يتهيآ لي .. تشوفيني مجنون ..
ناظرته بخوف من انفعاله المفاجئ ..
: مطلق الله يهديك ..يعني بتطلع سبب نتخاصم عليه ...
حنيت للمشاكل .. انا مافيني حيل .. قلت لك مافيني شيء ..
لاتخترع اي سبب علشان تزعجني ..
كانت الصدمه على وجهه من تأثير كلماتها ..
قال بخيبه : انا حنيت للمشاكل .. والا انتي .. احاول اتقرب منك وانتي تبعدين
قالت بضعف : مابي منك تتقرب مني ... !!!
صدم من صراحتها .. فأردفت : انا مزاجي متعكر .. وحالتي النفسيه اتعبتني ..
فأرجوك اتركني الحين لوحدي ...
تجنب النظر فيها بعدما سمع ما اردات ان يسمعه ..
: مافي مشكله .. ابقى لحالك .. وانتبهي .......
قاطعته منزعجه : لاتخاف .. بنتبه لولدي .. مو هذا اللي تبيه ...
حدجها بنظره مقهوره من انزعاجها الواضح ..
: لا واضح انك تعبانه .. انا بمشي قبل تسمعين كلام مايسرك ابد ..



توقف عن الكلام غاضبآ .. .. لايود ان يزمجر و ينتهك عذابها الداخلي ..
عندما لاحظ ان حالتها لاتسمح له بأن يجعلها منزعجه اكثر ..
كان يريد يقول انه خائف عليها .. ومشتاق إليها .. ويهتم بأدق تفاصيلها ...
وان مايبحث عنه .. هي نظره الحب في عينيها التي شعر بأنها اختفت او خفتت ..
لم يعد يراها .. تطوقه بتلك المشاعر .. وتحمله بعيدآ حيث عالم يشع جمالآ معها ..
شعر بالخوف و الغضب والغيره من نفسه ومنها ..
مالذي حدث لها ..
اغلق الباب خلفه .. لتنهارهي في لحظه على اعتابه ..
قذقت بالمنشفه على الباب الذي انغلق للتو ..
و انهارت على السرير تبكي ..ولاتعلم لم تبكي ؟
خاطبت روحها .. مابك .. ألم تتنازلي عن حقوقك العاطفيه معه ؟
ألم ترتضي ذلك من البدايه ..
لم اتيت الان تطالبين بما لاطاقه لك به .. ولا امل في انشاده ..
ماترينه في عينيه ليس حبآ بل خوفآ على من سيحمل اسمه لاحقآ ..
زينه الحياة التي يرتجيها .. لديه المال فيأمل بالبنون لتكتمل الصوره ...

اخمدي حبك او اخفيه في اعماق قلبك .. ولا تحلقي مع امالك المستقبليه
فحبك مشدود من طرف واحد ..
اقتنعتي به ورويتيه حتى لم تعيدي تطيقي الالم الذي تحصدينه منه ..
تحملي .. فالحب هو اذى .. منذ اودعتيه قلبك بصدق. ..فـ تحميله ..


******************************


استرق نايف نظره الى خاله الذي مازال يحدق في الفراغ ...
معقود الحاجبين ومكفهر الوجه .. .. وكأنه يعطي اشاره بممنوع الاقتراب ..
سأل نايف وهويقرب منه ..
: خالي .. اصب لك قهوه ؟
حدجه بنظره .. جعلته ينتفض مذعورآ وكأنه ارتكب جرم ..
مطلق : روح لامك قول لها مطلق يبيك ؟
نايف بخوف : ابشر ..لكن ليش فيه شيء ..
حدجه بنظره اقسى من ذي قبل ..فهب نايف واقفآ .. يوبخ نفسه على غبائه
دخل البيت بعدما نادى امه بصوته العالي ..
ليلى بشهقه خوف استترت خلف ام مطلق ..
سمر بدفاشه : وراك يالثور ..وراك .. زوجه خالك معنا ..
رد عليها من الخارج : طيب يالبقره .. وين امي ؟
وفاء : خير يانايف ... انا هنا ..
سمر بضحكه: وين الخير ..؟ ماتشوفينه مدرعم فوقنا .. الرجال يتنحنحون
او ينادون قبل يدخلون البيت .. ياساتر.. يا اهل البيت .. يا حريم .. مو انت
يالثور .. امي ... وقلدت صوته ..
ضحكت ليلى بخفه على سمر .. بينما وفاء ردت عليها ..
: سمر .. الا نايف مااسمح لك فيه .. هذا بكري .. سندي .. ربي يخليه ..
ام مطلق بعتب على سمر ..
: عيب وانا امك تقولين عنه ثور .. صاير رجال احترميه وعزيه ..
نايف بفرحه : الله يطول في عمرك ياجدتي انتي وامي ..
ياليتك قربي كنت حبيت خشمك ,,ايه كذا علموها كيف تحترمني .؟...
سمر : اقول اقلب وجهك ..
تأفف بإنزعاج وهو يضرب جبهته ..
: الله يقطع شرك ياسمر ..نسيت اقول لامي .. خالي مطلق يبيك ضروري ..
وانتي ياسمور البقره .. حسابك بعدين...
وفاء بإبتسامه : ابو غانم يبيني ... وانا في ذيك الساعه لما يجيني استدعاء من القائد الاعلى ..
ضحكت سمروهي تكمل الجمله : للقوات المسلحه ...



تابعتها ليلى بنظراتها .. واقشعر بدنها برغبه كبيره في البكاء ..
لم يكلف نفسه عناء العوده للسؤال عنها وعن صحتها ....
حتى وهو يعرف انها متعبه و تتحامل على نفسها ..
كفايه مكسور خاطرها ؟
حريص على ولده .. وهي ؟
اليس لديها احساس او مشاعر ..
أليس لديها قلب يحتاج ان احد يفهمها دونما كلام ..
بعيده عن الديار .. وحاجه تتفاقم بشوق في قلبها لمن هم ساكنوها ..
نجمه ، سعود ، سلوى ، و جديها قبل اي احد ..
وحتى والدتها .. قريبه منها لكن لاتشعر بأنها ابنتها ..
ليس جحود منها ..بل تشعر بأن الايام التي ابعدتهم
بنت جدار بينهما .. لاتستطيع فيه البوح بصراحه معها ..
هل النضج و السنين .. يعوض عن حنان الام ..
هل تعتقد اني لست بحاجه لها ..
ويأتي هو ويزيدها علي ..
لا تريد منه سوى عاطفه .. سوى كلمه صادقه ..
سوى مشاعر متبادله .. تشعر فيها بأنها ذات قيمه
وليست مبتذله ...
اكان منها ان تتنازل عن كل شيء..
الحب والاحترام وحتى الحنان بدأ يشح فيه عليها ..
لاتستطيع ان تكون مثله وتجازيه بالمثل ..
يالقسوه قلبه ..
اي حرمان اعيش فيه تحت ظلاله ..
يشح علي بكلمات تجدد روحي .. وتبعث الحياة فيها من جديد ..

تنهدت وهي تمسح على بطنها .. لتلفت انتباه كلآ من ام مطلق و سمر ..
احاطتها ام مطلق بيدها .. وربتت على ظهرها بحنان ..
جعل ليلى .. تشعر برغبه كبيره في البكاء ودفن نفسها في حضنها ..
ام مطلق بنبره دافئه حنونه ..
: علامك يابنتي .. من ساعة جلست وانتي ساكته ؟ تحسين في شيء ..
ارتجف صوتها وهي تجيب بإبتسامه شاحبه ..
: لا ياخالتي .. مافيني شيء ..
زاد احتضان ام مطلق لها وهي تقول بنفس النبره التي تجعل قلب ليلى يبكي من شوقها
لجدتها التي تفعل لها مثلما تفعل ام مطلق ..
: والله يابنتي اني حاسه عليك .. ادري عن تعب الحمل .. هونيها وتهون وانا امك ..

وآآآه يا امي اين انت ..
لماذا لاتسمعين قلبي حين يناديك ..
اغروقت عيناها بالدموع فلم تحتمل .. اكثر ..
جسمها كله يرتعش .. و لسانها تخدر ..فليس لديها مايقال ..
رمت نفسها في حضن ام مطلق منتحبه ..
وتلك العجوز اعتصر قلبها ..
لشيء تجهله اشد الجهل لكنها تفهم ان زوجة غاليها تعاني من امر ما ..
حاجه لابد منها .. عسر ويسر وانقلاب موازيين ..
احتضنتها وسط ذهول سمر .. التي شعرت هي ايضآ برغبه في البكاء
متأثره بليلى ..
مسحت على شعرها وقالت : وشفيك يايمه ؟ مطلق مضايقك .. تشتكين من شيء
اهلك صاير عليهم خلاف لاسمح الله ..
نفت كل ماقالته .. تحرك رأسها نفيآ وقلبها يؤلمها ..
ام مطلق بنبره باكيه هي ايضآ : علامك يابنتي لاتقطعين قلبي عليك ؟

دخلت وفاء .. و اختفت ابتسامتها على اثر الموقف ..
حاولت تمنع مطلق من الدخول خلفها ...
لكن لم تفلح .. تعلق ناظريه بصغيرته المتشبثه في حضن والدته وتبكي
تسمر مكانه .. وقلبه يرجف .. يرجف .
كـ طفل راكض ..لاهث .. مسافه طويله هي التي يريد ان يصلها ..
كان يريد ان يصل هناك .. وينتشلها من حضن والدته
ليخفيها في حضنه .. ليدثر احزانها .. ويخفف الامها التي يجهلها ..
ألم اقول ان هناك خطب ما ؟

اه ياصغيرتي .. اقتليني .. لافهمك .. لأريحك ..
لأحمل بعضآ مما يؤرق عيناك الجميله ...
لاتبكي .. فجروحك تدمي قلبي .. وتعذبني ..
لا تخفي نفسك إلا بداخلي ..
فلتسمح لي امي ان اغار منها الان ..
فهي التي تمنحها ببعض من عطفها الفطري ..
وانا مالدي غير التأمل و معاتبه النفس ..

اغرسي شوكك في جسدي يازهرتي ..
سأحتمل غضبك .. وعنفوان جراحك ..
سئمت صمتك ... وعلامات الانتظار الباديه على ملامحك ..
كرهت هروبك .. رغم قربك مني..


تراجع للخلف بخطوات هاربه ..
لايريد البقاء .. فألمه سيصبح غضبآ جارفآ ..
سينهكها حتى تعترف .. حتى تسقط بين يديه مهزومه ..
وهو لايريد .. لايريد ان يخنعها .
لايريد ان يزيد جراحها ..


آبعِدالهًمٍ!
وحِط رآٍسَكْ فِووًقْ صٍدريً
منٍ عذآ آٍ بكْ ضآإٍيق في الِوسيَعهْ!

وآلله يعلِمْ " همِيً همِكْ "
وانتْ تدِريٍ!
لكْ عرِوقيْ ولكِ اناِ قلَبيّ آبييييعه

ولآ تأأألمٍ. .مِدمْعكِ هِدِ فِينيْ الصبرٍ= (
ومٍنْ انيِنكْ استِوت فيِنيَ الوٍجيييييعِه

نآمٍ وآحلِمَ . . وٍالمِوآجعِ خلهآِ تسرِي فيْ " عظِآآآآآمِيْ "
وكلٍ اِوصَآلِيْ جَميعِه


لحقته وفاء ونادته بصوت عالي بعدما رأت اكتساح الضيق على ملامحه
شعر بنفسه يختنق .. يختنق .. يختنق ..
كل شيء يطبق على نفسه .. متناقض المشاعر ..
يريد ان يفهم ..لكنه يخشى من الالم على نفسه ..
لايريد المفاجآت .. لتنفجر في وجهه صارخه ..
تجاهل كل شيء .. ومضى في طريقه ليترك لها مساحه تختلي بها بنفسها ..



**********************************




استغربت خروجه السريع بسيارته .. خرجت من سيارتها بكعبها العالي
يهتز خلخالها في ساقها .. تنظر شرزا الى سيارته الراحله ..
اشارت للسائق بالانصراف ..
ادارت ظهرها غير مباليه .. اخرجت مرآتها الصغيره من حقيبتها ..
تنظر لنفسها مرآرا وتكرارا ولاتمل من صورتها ...
وتوقف مكانها عندما صادفت وفاء في طريقها تمشي و تبدو متوتره
تحاول الاتصال بمطلق لكن لاجدوى. ..
ألقت التحيه عليها ولكنها لم تجب .. اعادت عليها بصوت عالي
وفاء بنظره غريبه لفاتن : فاتن .. ايش جابك الحين ؟
فاتن بضيق: وشفيك يافاتن .. اعتبر هذي طردة ..
وفاء بسرعه تتدارك خطأها :
لا والله مو القصد .. لكن تفاجآت في زيارتك هالوقت ..
وفاء وهي تدخل ..
: ماكنت ناويه اجي صراحه .. لكن اريام الحت علي ..
وفاء بتوتر : اهاا .. طيب حياك الله .. لو تبين اريام اصعدي لها فوق ..
فاتن بإبتسامه : بسلم على خالتي قبل ..
حاولت وفاء ان تثنيها .. لكن لم تستطع ..
تعرف حساسيه ليلى ضد فاتن ..
تكاد تصل العلاقه الى مالايحمد عقباه ...
توقفت فاتن والابتسامه بدأت تبهت و ليلى قد توسدت فخذ خالتها و تبدو نائمه ..
سمر بتكشيره تقف امامها وتخرجه وتغلق الباب خلفها ..
: نعم ..يا فاتن تبين شيء..؟
فاتن بشك : وشفيها ليلى .. ؟
سمر بكذبه : تعبانه شوي ..
اقتربت من سمر وهمست : متأكده .. لاني شفت مطلق خرج معصب .
سمر بضيق : لا . ارتاحي .. مافيه الا الخير ..
تأففت وكملت : اظن تعرفين غرفه اريام .. ولا تحتاجين توصيله ..
فاتن بإبتسامه غريبه ..
: لا يالغلا .. مشكوره ..
صعدت الدرج برشاقه .. وقد بدأ شيء من الراحه ينساب داخلها
فرصه لاتعوض ..
ابتسمت لنفسها .. وهي تدخل حجره اريام التي لم تكن في حجرتها ..
رمت بجسدها على السرير وهي تضحك بخبث ..
هناك امر ما اسعدها في كل هذا ..
الامر لايحتاج للشرح .. فكل شيء واضح للعيان ..
والان حان دورك يافاتن .. فالصلح خير ..

ضحكت وهي تكتب رساله نصيه ..
تبتسم مع كل كلمه تخرج من روحها السامه . ..
مغذاه بمشاعر من الحقد .. والحسد ..


**************************************


كان يقود سيارته من غير وجهه يعرفها .. الاهم انه بعيد
يفكر .. محاول ان ينسى صورتها الباكيه ..
اتصل على ناصر .. بعد الحاح منه ..
يريد ان يقضي الوقت مجاهدا في النسيان ..
مطلق : ناصر وينك ؟
ناصر بصوت متوتر .. : انا في المستشفى ليش ؟
مطلق بتنهيده : لا مافي شيء ..
ناصر : مطلق .. خير صاير معك شي .. صوتك مو عاجبني ..
مطلق بضيق .. لايريد ان يظهر كم هو ضعيف ..
: لا .. عادي مجرد ضغوطات ..
ناصر وقد بدأ الشك يساوره ..
: متأكد .. لايكون فيه شيء ..
تأفف مطلق .. لم يكن ناصر هو الحل الامثل للجوء اليه
فهو لايريد من يكشفه ويعريه من افكاره ..
لكن ناصر متخصص في كشف الخفايا ومعالجتها ..
مطلق بحده : يارجال مافيه شيء .. خلاص .. بقفل ..سلام .
رمى بجواله دون اهتمام وهو يتنهد بحسره ..


تحسس جيبه .. واخرج علبه صغيره ..
تنهد وقد صنع كل الافكار ليهديها لها ..
ابتسم وهو يتخيله في اناملها الرقيقه ...
اراد ان يصنع من اجلها سعاده .. ان يشتريها .. ان يجلبها ولو كانت مستحيله ..
ان يرى فرحة غابت عنه كثيرآ ..
تنهد بلهفه لرؤيتها ..
وتساءل في نفسه ..
كم مضى .. ساعه ونصف وانت تدور في الطرقات بغير هدى ..
الى متى تهرب ..
اذهب اليها .. اكشف جروحها وداويها ..
لاتتوقف عند دموعها ..
احتضنها .. و اجعلها تسرد حكايتها ..
اعترف لها بحبك.. بمشاعرك ..
فنظرة عينيك لا تترجم بكلمات ..
وافعالك لاتصرح بحبك لها ..
لم تفهمها.. فهي تحبك .. تحبك .يااحمق ..
كن عاقلآ واحتويها ..



همس بإنفعال ..بحبه لها وهو يلف المقود بحركه سريعه تصدر صوتآ مزعجآ ..
و اثرا واضحا على الطريق ..
سيعترف لها .. لكي يرتاح هو .. ويخفف من الحمل الثقيل الذي يحمله طيله الوقت ..
يكفي انها اذا اعترفت بحبها .. يهتز قلبه ويدمي لانه يجمد عند اعترافه لها ..


توقفت سيارته على اعتاب البوابه ... وجمد مكانه ...
بلغ به السيل الزبى .. وهدرت الساعات المتواليه بقادم جديد ..

خرج من سيارته .. وحاجبيه معقود بحيره .. وغضب ..
ويا ليـــــــــل اعزف على ناي الانتظار ..
وانت تطرق باب جديد ..وقصه قديمه..
وتعاد الحكايه من بدايتها .. و تنهال كل الذكريات بمرارتها و قسوتها ..
بما فيها من ذل وألم ودموع.. غضب وسخط و جراح متكرره ...

اشتدت قبضه يده .. و غامت عينيه ..بغباب ذكرى يمقتها اشد المقت ..
شعر بفرقعه اصابعه من شده الضغط ..
مازال يتأمل وجهه الحسن وهو يقف مشدودآ .. واثقآ امامه ...
في حله بيضاء متباهي ...
دفع نفسآ مجبرآ في طريقه .. ليصبر .. ليحتمل وجوده
ليمشي على سلوم العرب ..
ضيف هو مهما يكن .. في قعر بيته ..

وقف على مسافه مترين منه ..
وسأل بحدة تكاد تفتت الصخر : انت ويش جابك هنا ؟

ابتسم ذاك .. متأمل بحرى الماثل امامه وقلبه ينزف بمراره وغيظ منه ..
الان .. ومنذ الدقيقه التي اقف فيها في وجهك .. ستراني فيها كثيرآ ..
لقد صبرت حتى انال منك بلحظه صياد .. وهاهي فرصتي قد اتت إلي ..
فلا تسأل .. يكفي اني اقف ثابتآ .. متماسكآ امامكـ ,...

ويالمصائب .. التي تأتي متدافعه .. ولا تتأنى ..
متصاحبه .. تخشى الانفراد ..
مشتابكه كـ شبكة العنكبوت .. فتنهال على صاحبها بدون شفقه ..
وياقلب حالك يامطلق ..
كنت في حال وغدوت في حال اخرى منافيه ..
مجهول .. في كل مواصفاتك ..
مازال حبك حتى الان مجهول في بدايته ..
فكيف ترأى للنهايه درب من دروب الشك .... ويتبع ....


لا تحرك جرحي الماضي الأليم
و لا تحسب ان طول بعدك طهره
كل جـرح يهون يالجرح القديم
و كل شيء قد مضى معك اذكره



ألقاكم ..بكل الشوق
دمتم بخير

كبرياء الج ـــــــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 13-04-11, 12:32 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 





الجزء الحادي والاربعون ..





. . رحت ( متضآيق )
و جيت لگ رآيق ,
گني على صدة مشاعرگ ’’ أدمنت . .
. . . . بردآآآن. .
أبدفآ من شعورگ دقآيق . .
ولو أحترق عادي مآدآم السبب { أنت }






وفي الخارج .. قامت الرحى بين عملاقين ..
احدهما الغلظه صفته.. و الصلابه ظاهره .. ورجم من الجنون نظره عينيه ..
قلبه جمرة لظى .. حارقه ..ناريه .. ومتفجره .. و الاهوال عالمه السرمدي ..
والاخر ليس بأحسن حالآ منه ..
لا تغركم ..ليونته الخارجيه .. فهو فتي .. العشق دثره بملايين الاغلفه .
قلبه عنفوان شاب ... اماله لاتنقطع .. علاماته ..هدوء وصبر وبرود بحجم السماء ..

وقف على مسافه مترين منه .. يرميه بنظرات تقدح شررآ ..
سأله ليمتلأ صوته في المكان ..
: انت ايش اللي جابك ؟
اجابه بهدوء يخالف مايبطن .. يريد ان يهوي بذلك الوجه ويضربه حتى الموت .
: اللي جابني كرامة بنت خالي وكرامتي ؟

سأله ساخطآ .. وباالكاد يتحمل نفسه ثابتآ ...
: علامها كرامه بنت خالك يوم انتخيت لها يا النشمي ؟

تجاهل سخريه الاخر يناطح عزائم مطلق ويزيد من غضبه ..
: انت ادرى .. ؟ ماهي مراجل اذا تعديت على بنت وحيده بعيده عن اهلها ؟

تجهم مطلق واقترب خطوه وسأل بإنفعال ..متجاهل الاتهام وراء كل هذا .
: وانت ويش دخلك ... هذي زوجتي واعاملها بالطريقه اللي ابيها ؟

توتر سلطان وخرج من تعقله وقال ثائرآ ..
: تهمني سعادتها .. ولا اسمح لاي شخص يذلها و يهين كرامتها حتى ولو كان زوجها .

لايحتاج للوقت ليفهم .. ولايحتاج للوقت للتروي والصبر
فكلها عبث وخواء وتلاعب بالاعصاب ليس اكثر ..
في الماضي .. ندم على انه لم يحطم انفه كما حطم قلبه ..
في الماضي .. ندم على انه لم يصرعه وينهي حياته بين يديه ..
والان عاد يتغنى بما مضى ..
اقال نداء القلب والكرامه ؟؟ ..
فليمت قلبي الان وليتوقف نبضي ان لم اسكن هذا الرجل القبر هو وقلبه ..
لم يحصي احد تلك الخطوات السريعه الواسعه .. التي شد فيها
على خناق سلطان .. دفعه بسخط على الحائط ..
وهمس بغضب عارم : انت ماعندك كرامه ؟ لازم اوسخ يديني فيك علشان تفهم ..
حاول سلطان التملص من قبضه مطلق ..
فقال مبتسمآ ليضغط على نقطه ضعفه اكثر .. تلاعبآ بأعصاب ذلك المدمر ..
: لو هي عندك من الاساس .. اعطني نصها ..

اقترب نايف يلهث بعدما شهد الاحتدام ..
مسك يد خاله وقال بخوف ..
: خالي .. تعوذ من الشيطان .. مايصير كذا ..
استغل سلطان تلك الانقاذه السريعه.. فدفع مطلق بلكمه على فمه ..
اعادت مطلق الى الخلف .. وقد بدأ الدم يسيل من اسفل شفته ..
فصرخ نايف .. وهو يرى مالايريد ان يراه ..
خرج المارد من قمقمه ... انفجر الهدوء و ابتعدت الرزانه راكضه ..
وقال بغضب : لو فيك خير يا النذل مامديت يدك على بنت ..
تقاويت عليها من ورا اهلها ياقليل الشرف ...

***************************

إبتسمت بخجل وهي ترى الجميع يحدق فيها ..
وفاء وهي تقرب منها كأس الماء ..
: ماقلت لكم ان الحمل مو هين ماحد سمعني .. يطلع الاول والتالي ..
ام مطلق برأفه تنقط من قلبها الكبير ..
: الله يهونها على الجميع يايمه ... انتوا في عز المستشفيات تقولون كذا
ويش عاد تقولون عنا زمان .. الواحده يجيها الطلق في وسط بيتها .
سمر بخوف : الشر برى وبعيد ...
وفاء بضحكه وهي تناظر بناتها .. جالسين بهدوء وكأنهم يشاهدون مسرحيه
: فديت بناتي مافي احسن منهم ... لما تشوفينهم تنسين كل العذاب اللي شفتيه
في فتره الحمل ..

ضحكت برقه .. و اخفت بصرها في قعر الكأس ..
يحسبون انها متعبه من ضغط الحمل وتعبه الغير محتمل ..
يعتقدون ان انهيارها هو احدى عواقبه المضجره ..
هذا افضل.. ذريعه واضحه .. و عذر لابد من التحجج به ..
لامبرر لها غير ذلك .. خوف من القادم .. وألم لم تكن تتوقعه ..
لا تعلم لما انهارت فجأه .. واستباح الضعف كل ذرة طاقه فيها ...
كانت لا تطيق ان تنتظر وتختلي بنفسها ..
حيث هناك يضمها الصمت والبروده .. . .
يأست من تصنع البلاده والتجلد بالصبر وهي واهيه .. ضعيفه
تكاد تنسى نفسها في غمره من الافكار الساخطه ..

خرجت من صمتها ... بجرس البيت المتواصل ..
وفاء بخوف وقد بدأت المخاوف تتجه ناحيه مطلق ..
: خير ان شاء الله ...
وقفت مع سمر ماعدا ليلى و ام مطلق ..
ام مطلق وهي تمسك يدها ..
: اسمعيني يايمه .. ماكان ودي اقول هالكلام قدام البنات
لكن اذا كان في خاطرك تروحين عند اهلك وتبقين معهم طول فتره حمالك ....
قاطعتها ليلى بخجل : تسلمين ياخالتي .. الله يخليك لي ..
لكن ابد ماكان في خاطري هالشيء .. كنت متضايقه شوي .
ام مطلق بإبتسامه : الله يحفظك يابنتي ويهون عليك ..

دخلت سمر بوجه شاحب ..
: ليلى .. في وحده برى تقول انها تبيك ؟
وقفت ليلى وهي ماسكه كوب الماء .. بإستغراب سألت ..
: مين ؟
سمر بخوف : ماادري تقول انها خالتك .. رغم اني مااتذكر اني شفتها من قبل .
خرجت ليلى وابتسمت على الفور.. رغم ان ابتسامتها لم تجد الترحيب عند خالتها
سألت بخوف لما فكرت بأسوأ للظروف التي تقود خالتها إليها : خالتي ؟
اقتربت منها خالتها متفحصه .. واحتضنتها وقالت ..
: سامحيني وانا خالتك ... جيتك في وقت غير مناسب ..
ماقدرت تنسحب من حضنها العميق ..متفاجئه ..من كل شي
الزياره .. ووقتها .. تصرف خالتها الغير معهود
فقالت بتوتر : هلا فيك ياخالتي .. ايش اللي صار ؟ لايكون اجدادي فيهم شيء ..
خالتها وهي تحدق في وجهها .. وتهمس لها تحت انظار الجميع ..
: لا مافيهم الا كل خير ... ودي اكلمك .
ليلى بتراجع : حياك ياخالتي .. ؟
وفاء بهدوء : ليلى .. ادخلي المجلس انتي وخالتك .. خلينا نضيفها .
ام سلطان بنبره محرجه ..
: السموحه .. جيتكم غفله .
وفاء بإبتسامه : لا والله .. الله يحيك في اي وقت ..
تبادلت سمر ووفاء نظرات مبهمه .. بعيده كل البعد عن فهم الموضوع
ليلى والرجفه بدأت تهز جسدها ..
: البيت بيتك ياخالتي .. تفضلي معي المجلس ..
ام سلطان وهي تسحبها من يدها .. وتدخل معها ..
جلست بوهن معها وقالت بصوت منخفض ..
: ادري انك مستغربه من زيارتي لك .. وادري اني مقصره في حقك ..
ما ازورك ولااطمن عليك حتى بمكالمه .. ماعندي عذر ..
قاطعتها ليلى بود : الله يخليك ياخالتي .. ماتقصرين .. انتم اهلي مالي غناة عنكم
وان كان على التقصير حتى انا مقصره في حقكم ..
ابتسمت ام سلطان ومسكت يدها وقالت ..
: لكن اللي جابني اليوم خوفي عليك ساعة اني دريت انك محتاجه لاحد قربك جيتك من غير ما اشور احد . ..
ليلى بإبتسامه مترددة ...
: مافهمت عليك ياخالتي ؟
ام سلطان بوجوم ونظره متفحصه ناحيه الباب ..
: لاتخبين علي .. اذا كان زوجك مايعاملك زين .. قولي لا تترددين
ولاتخافين .. حنا هلك .. تهمنا مصلحتك ..

تراجعت بعدم فهم .. بعدما سحبت يدها بغلظه من يده خالتها ..
: خالتي .. .. ايش الكلام اللي تقولينه ؟
ام سلطان بتردد بدأ يتسرب الى ثقتها ..
: الكلام اللي سمعتيه .. انا في البدايه كنت شاكه لكن ساعه طاحت عيني
عليك عرفت انك في حاله ماتسر ... شوفي وجهك وجسمك كيف صاير ..
متغيره بالحيل .. مو بنت اخوي اللي اشوفها قدامي ..

رمشت عينيها وكأنها تريد الاستيعاب .. لكن اين في وسط كم من المخاوف
لاتستطيع حتى الوقوف ...
قالت برجفه من كلام خالتها ..
: خالتي الله يهديك .. كل الكلام اللي تقولينه ماله معنى .. انا الحمدلله بخير وصحه ..
قاطعتها : وزوجك مايمد يده عليك .. ؟ يعاملك زين ؟ قولي يايمه لاتستحين ..
فتحت فمها متفاجئه من حجم الخطأ الواضح..
فوقفت بعصبيه وقالت : خالتي .. مين وصل لكم الكلام هذا ؟ انا بخير و مرتاحه
مع زوجي .. وهو ماعمره مد يده علي ..
شعرت بالاحراج لانه قد ضربها بالفعل لكن كانت ظروف اخرى ..
وقفت ام سلطان مستغربه وقالت ..
: والكلام اللي وصلنا ؟
ليلى بحذر : اي كلام ..
ام سلطان : الرساله اللي وصلت ولدي .. تقول انك متعذبه مع زوجك واهله ..
جلست ليلى بوهن .. واحساس كبير يتفاقم بالخوف من كلمات خالتها
رفعت رأسها لها وقالت بحزن ..
: كذبه ياخالتي والله كذبه .. حسبي الله ونعم الوكيل .. من اللي وده يخرب علينا ..
ام سلطان بإحراج : اذا كان كذا فأنا مرتاحه ان مافيك خلاف .. وخايفه عليك
في نفس الوقت لان في احد مايبي الخير لك ..
جلست جنبها واحتضنتها وقالت ..
: ماصار الا الخير .. عذبني ضميري لتقصيري وممكن هذا جزاتي اني مقصره في حقك
لكن حتى لوكان الموضوع افتراء .. فأنا مرتاحه لاني شفتك و سمعت بإذني انك بخير .



**************************




نبض عرق انتقامي لكل الطرفين ... لااحدها سيخسر إلا مايظنه فوز بالنسبه له ..

اندفع سلطان مشحونا بالغلظه والقهر ناحيه مطلق ..
الذي تفاجئ بضربته الثانيه .. وفجرت شفته السفلى بالدماء ..
وذلك الذي جعل مطلق يتفجر قهرآ وغضبآ ....
انتشل نفسه من هول الضربه الاخرى .. متجاهل طعم الدم الذي تسرب داخل فمه .
حاول نايف التدخل.. فزجره مطلق بعدما استطاع دفع سلطان ليرميه ارضآ ..
وبضربه قاسيه وكأنه هشم انف سلطان .. قبضت يدين على خاصرته
ورفعه بالقوه .. رغم ان مطلق في عز غضبه لم يستطيع سوى ان يوجه
ضربات قاسيه لسلطان الذي استسلم للضربات ..
ناصر بفزع : مطلق .. تعوذ من الشيطان .ذبحت الرجال ..
مطلق بأنفاس لاهثه : اتركني ياناصر ..
ناصر بصرخه لنايف : نايف قوم الرجال وطلعه برى ..
قام سلطان بصعوبه يمسح الدماء من على انفه بشماغ استحال لونه الى الاحمر ..
وقال بهدوء: ماني طالع الا وهي معي ..

واي ذرة تعقل حينها ...
وقفت كل الكلمات في رأسه وتحجر عقله ..
ولا سلام بعدها .. حرب بسوسيه قد ابتدأت للتو ..



************************************



كانت تستمع لحديث خالتها .. و كل الكلمات لاتجد اذنآ تستمع بها ..
وضعت يدآ مرتجفه على صدرها ..
حاولت تهدأ نبضات قلبها المتدافعه عندما تذكرت مايجب عليها تذكره ..
: خالتي وين سلطان؟
ابتسمت وهي ترد : تركته في السيارة .. قلت اني باخذك معي .. لكن بعد اللي قلتيه
فما له داعي ابقى ..
ارتعشت وهي تمسك يدها وقالت بثقه ..
: مشكوره ياخالتي ماتقصرين .. لكن سلطان لزوم يفهم ان هذي حياتي حتى ولو كنت اعاني فيها ..
ماله احد يتدخل فيها دون استئذاني .. والله يحفظ جدي واخوي .. بعد الله مالي غيرهم ..
وسلطان في حسبه اخوي .. لكن هذي حياتي انا .. وسواء وصلته رساله او احد بلغه بأني
مو مرتاحه مع زوجي.. ماله حق يتدخل مادام انا ماتكلمت ..
هزت ام سلطان رأسها بإيجاب .. وتفهم .. و وصلها المعنى مباشره دون الخوض في الشرح
فاحتضنت ليلى وقالت : الله يسعدك.. ويرزقك ..
طالعت بطنها البارزة وابتسمت وقالت : علشان كذا حالتك متغيره .. ربي يرزقك يابنتي
وسامحيني على القصور ..
ليلى بإبتسامه رغم الخوف الذي تعاظم بداخلها ...
: الله يسلمك ...يارب .. خليك معنا .. مومعقوله اول زياره وتطلعين من غير حتى ما تتضيفين ..
بإحراج ردت عليها : لا .. والله عيب .. جايه من غير موعد .. ومضايقتك ..ان شاء الله وقت
ثاني ازورك ..
ابتسمت وهي تمشي معها .. متجاهله نبضات تكاد تحطم قفصها الصدري ..

الكل حدق في ليلى متساءلين ...لكن و ماادراكم ما حال ليلى الان ... ؟


******************************


كادت عينيه ان تخرج وصاحبه وزاد معتركه معه ان يتركه
لينال منه ..
تهدج صوته منفعلا : انت صاحي ولا مجنون .. تبي تاخذ زوجتي قدام عيني ..
ناصربإنفعال : سلطان اخرج ... تراني ماسكه بالقوه ..
مطلق بصوته الغليظ امتلأ فيه الحي كله ..
: ناصر .. واقسم بالله لو ماتركتني لاكون ذابحك الليله ..
نايف يمسك سلطان ويسحبه بقوه ..
سلطان بنرفزه واضحه : امي بالداخل .. بتاخذ ليلى ونمشي .. ..
ناصر بصعوبه : سلطان .. عيب عليك اللي تسويه .. خذ امك واخرج من البيت .
مطلق بألم كبير يمزق جسده من هول مايعتريه من غضب ..
: اتركني ياناصر ... خليني على الاقل افهم ايش يبي ..
دفعه ناصر وصار قدامه مثبت يديه على صدره وقال ..
: مطلق .. خليك عاقل ...
صرخ مطلق فيه مستعجب وقد توثق بتلابيب ناصر ؟؟
: كيف تبين اكون عاقل واللي قدامك يقول بياخذ زوجتي ..
ناصر بهدوء : خليني احاول افهم ايش اللي يبيه ... يمكن مرتك دقت عليهم
يمكن عزمت خالتها ... فيه اسباب كثيره مانقدر تفهمها وانت بذا الحاله ..

حاول ان يهدآ .. ان يعطي مجالا للاعتقاد .. للظنون .. لما يعقل ان يكون ...
لكن ذلك الذي امامه لايجعله يستكين لحظه ..
لايلتقط اي فكرة متعقله و لايستطيع ان يجد فسحة له ..
ناصر وهو مازال يمسك بمطلق ويوجه كلامه لسلطان ..
: اخرج ياسلطان ... لي كلام معك برى .. اخرج ياولد الناس .. اخرج .

سلطان بنظره حقوده على مطلق .. خرج متعثر .. يمسح بقايا هزيمه
و ألم اوجع كرامته .. وبقع من الدماء تناثرت على حلته البيضاء ..
وامل قد اقطتعت جذوره من اصلها ... ولامجال لها لتنمو مجددا ..

ناصر بأمر لنايف : خذ خالك وروح المجلس .. ولو تموت يانايف ماتخليه يطلع ..
نايف بنظره لناصر وكأنه يقول تبي تتركني معه .. عز الله بتبكي علي امي الليله
دفعه مطلق بعنف وقال برفض : ابتعد ياناصر .. انا مو بزر عندك ..
انا ابفهم .. المجنون هذا ايش ناوي عليه ؟
ناصر بحزم يكاد ينفجر في وجه صاحبه..
: كيف بتفهم وانت ماتشوف قدامك ؟
كان بود ناصر لو يبتسم ولو لحظه لكن ما سعى إليه لاهثآ كان اعظم واهول ...
اردف برجاء : مطلق .. ارجوك اعقل لو ثواني .. خليني افهم من الرجال .
لوحسيت في لحظه انه جاي ناوي مشاكل .. بكسر وجهه بنفسي ..
تأفف وهو يدور مكانه .. شد شعره للخلف .. كان يمشي مثل المجنون
عيونه على الارض .. يبحث عن هدوء منشود .. وصبر منضود ..
لكن من اين ؟ وكيف ؟


مسح الدماء على شفته لتعود تنزف من جديد ..
وهو يمشي كالضائع .. حافي القدمين .. منقطع الانفاس ,,
لايستطبع السيطره ابدأ على نفسه .. يعود ذاك ويقر ان الامر تعدى كل الحدود ..

"لو فيك خير يا النذل مامديت يدك على بنت ..
تقاويت عليها من ورا اهلها ياقليل الشرف .. "
المقصد وراء كل هذا ؟
مالذي اخبروه عني .. زيارة خالتها المنقطعه عنها في وقت لاينفع للزياره .. مشكوك فيها ..
وهو .. يعود ويواجهني .. بقوى عجيبه ليس امرا عادي ..

نايف وهو يرقبه بخوف .. وحذر ..يقظم اظافره .. و يوبخ نفسه على هذه الزياره المشئومه ..

تحرك ناحيه ناصر الذي خرج مع سلطان ... فوقف نايف في وجهه .. وهو يرتجف حتى الموت
يعرف ان خاله عصبي وحاد الطباع .. لكن عمره وحياته ماشافه بالصوره المخيفه اللي هو عليها الليله
همس مطلق بنفاذ صبر : لوتبي حياتك .. ابعد عن وجهي ..
على الفور استجاب نايف .. و سلم بالامر الواقع ..
وفكر .. وهو ينسحب للخلف.. محتاج للمساندة في مثل وضعه ..
هي واحده من الثنتين .. اليوم يايستقبل المعزين في خاله .. او يزوره في السجن ..


**************************************



كان الجميع يحدق فيها .. ينتظر اجابه .. تغيرت نظراتهم الى فضول وتساؤل..
وهي مازالت تستمع الى صراخها بالداخل ..
مناجاتها لهم .. ان ساعدوني فإني اغرق في بحر من الخوف والهموم ..
لكن خوفها ليس من كلماتها المتراميه والغير مفهومه ..
هي اسم شخص قطع حدة الصمت وجعلها ترتعش حتى الموت ..
" سلطان "
رفعت نظرها لوفاء وقالت بشحوب الموتى ..
: وين مطلق ؟
وفاء وهي تقرب منها وتسألها برجاء ..
: ليلى فهمينا ايش الحكايه ؟
مسكتها ليلى من يدها المترجفه والبارده ..وسألتها : وين مطلق ؟
وفاء : ما ادري .. بعدما شافك تبكين .. طلع من البيت ..
تنهدت بخوف وقالت بصوت اقرب للهمس ..
: شوفيه .. لايكون برى شوفيه ..
وفاء بخوف : ليلى .. فهميني ..
ليلى : بعدين ..الحين شوفي مطلق ..
تحركت وفاء من مكانها مجبره ..
تدخلت ام سلطان : ليلى ..انا بمشي .. والسموحه ياجماعه ...
جيت اشوف بنت خوي و امشي ..
ام مطلق بإبتسامه : حياك الله في اي وقت .. لكن من العيبه في حقنا
انك تطلعين من غير ضيافه وهذي اول زياره لك .
ام سلطان : كثر الله خيركم .. لكن والله مستعجله ..مرة ثانيه ان شاء الله .
ام مطلق : على راحتك .. و حياك الله متى ماجيت ..
ام سلطان بنظره لليلى .. عانقتها فيها وودعتها ..

اقتربت سمر منها وقالت : ايش تبي منك خالتك ؟
ليلى بإقتضاب : تتطمن علي ..
رفعت سمر حاجب استغراب .. وفضلت السكوت على اثاره الجدل في امور خاصه ..
شعرت بالدوخه فتمسكت بيد سمر كرده فعل عندما دارت الارض بها ..
سمر بخوف : ليلى ... ويش فيك .. ؟
ليلى بإغماضه طويله : حاسه بدوخه. ..
سمر بحرص : تعالي اجلسي وارتاحي ..
تركتها ليلى وقالت بإرتجاف غير طبيعي .. وقد شحب وجهها ..
: لا .. بشوف مطلق قبل ...
سمعت صرخه وفاء .. فوخزها قلبها .. ماتخافه .. اصبح وشيكآ .
وفاءوهي تركض وقد اغتضن وجهها بخوف ..
: يايمه الحقيني .. نايف يقول ان مطلق تضارب مع واحد ..
ام مطلق قادت خطواتها بترقب و هي تلهث بالدعاء لابنها ..

تعثرت ليلى وقالت برجاء .. : وينه .. وينه ؟

نزلت اريام مهروله وخلفها فاتن بملامحها العاديه الهادئه ...
اريام : ايش اللي صاير .. ايش هالاصوات اللي برى . .. ؟
ناظرت ليلى واقتربت منها لما لاحظت شحوبها .. و ارتجافها
: ليلى .. وشفيكم ؟
مسكت اريام بقوه متجاهله الم ضج في معدتها ..
وهمست بألم : اريام الله يخليك شوفي مطلق ..
اريام بنظره غريبه .. لم تجد حل سوى اتباع الاخريات
حيث تعالى الضجيج و الاصوات في الخارج ..
وهي مكانها ... تتجاهل كل ألم نطق في جسدها ..
وتحاول الثبات وسط عاصفه هوجاء من اشباح المخاوف ... والضياع ..

مشت ليلى ..بهدوء ..تاركه كل شيء على جنب ..
الاهم هو ... الاهو هو ..
خطواتها القصيره مقطوعه بأنفاس قاربت على الانتهاء ..
حتى اصطدمت بتلك الاعين ..
اعين لاتنسى وميضها .. مشتعله بأحقاد دفينه ..
تنهدت مستسلمه .. يكفي ...يكفي .. لم اعد قادرة ..

تنهال عليها الافكار السوداء وتسيطر عليها الهواجس ..
إلتقى الاثنين ... وعاد كل شيء منذ البدايه ..
ذاك الالم ... والنكران .. و ألوان الخديعه ..
والقسوة المره التي التي نقشت على جلدها .. لم تنساها ..
ولاتريد استرجاعها بأي شكل كانت ..



******************************


لم يتمكن من محادثته للحظه ... رأه يوليه ظهره وينصرف
و يلجمه ناصر رغم تعنته الواضح ...
مرت والدته من قربهم .. ودخلت سيارته ..
وكأن كل شيء لم يكن من قبل ..
هي نظرة اخيرة .. مستسلمه كانت من سلطان لم يفهمها مطلق كما يجب ...
استفزته بما يكفي ....
اعتصر رأسه بيده و كأنه يكاد ينفجر ..
رمق نظرات غاضبه على ناصر الذي رفع يديه استسلامآ ..
ناصر : لو تبي تضربني .. اضرب .. لكن ماراح ترتاح وانا عارف ..
زفر بقهر و مشى خطوه للخلف ... وبعدها هجم على صاحبه يحشره في زاويه
وعينيه مشتعله بغضب لامثيل له ..
لاول مرة يشعر به ناصر .. و يتوجس خوفآ منه .
مطلق بهدير غاضب : لو تركتني اشفي غليلي منه لوشوي .. ماكان راح وتركني اموت بقهري ..
ابتسم ناصر : ماكفاك اللي سويته فيه.. ناوي تذبحه انت ..
ناصر ببرود وكأنه غير ساخط من تصرف صاحبه .. علق على نظرات مطلق الناريه ..
: اهدأ .. اهدأ ... الثوره كلها مالها داعي ... الرجال عنده سبب .. ....
مطلق بنظره نازفه من القهر ..رفع يده ناصر بسرعه ..
: كيف ؟ ايش تقول انت ؟ عنده سبب .... يدخل بيتي ويقول لي بكل بجاحه انه بياخذ زوجتي ..
اعقب ناصر بسرعه : الرجال وصلته رساله تقول ان مرتك ماهي مرتاحه معك .. وانك تعاملها شين ..
علشان كذا جاب امه وجاء .. يعني ثار دمه الرجال وتسرع في قراره ... مانقدر نلومه ..

تراجع مطلق للخلف يمشي حائر .. مشتت الذهن وضائع ...
رساله .. موجزها انه يسيئ معاملتها ..
لااحد يعلم مالذي ايحدث مابين جدرانهم المسكونه سوى هي وهو ..
راقبه ناصر بصمت .. وشفقه .. يكاد يجن المسكين ..
ياللغيره التي تحتل قلبه و تفجره ..

رفع نظره عابره لناصر وقال : مين المرسل ياناصر ؟ مين؟

رفع اكتافه متسائل و اكتفى بالصمت ...
تنهد مطلق و توقف مكانه .. اقترب ناصر منه يحاول تهدئه اعصابه .
: تعوذ من الشيطان .. الامر كله سوء فهم ..
ابتسم مطلق بسخريه وحزن وردد..: سوء فهم .. سوء فهم ..
مسكه ناصر من كتفه و قال بحزم ..
: لا تفكر في اشياء مالها داعي .. الرجال وضح وجهه نظره .. ماكان عنده نيه
انه يخرب بيتها ابدآ ... هو جاء على اساس رساله خوفته .. انت الحين لاتفكر في سلطان
واللي سواه ... فكر من اللي ورى كل هذا ...

تعالى رنين جواله .. فاخرجه بعصبيه و قذفه بدون اهتمام لاقرب حائط يقف في وجهه ..
وناصر مازال يتابع كل حركاته بصمت ...
تنهد متعذبآ .. و حرارة قد تسربت بين مسامات جلده واحرقته ..
يكاد يسقط من شدة الاعياء وهول ماعاناه في دقائق قليله..
عاد له ذلك العاشق من جديد .. ليحتل افكاره ويرجع يسيطر عليه ..
وهو الذي لم يغب من باله إلا انجازآ عظيمآ سار إليه ..
لكن الان ..ماذا ؟
ماذا يفعل ؟
ماذا يقول ؟
هل ينسى او يتناسى ؟
هل يعقد معها اتفاق للشهرين المقبله وتنفجر قنبله اخرى تتردد صداها في عقليهما للابد ..
كيف يواجهها من جديد وقد سقط شيئا من عينيه ...
يكاد يجزع من نفسه .. فكيف لايجزعها هي ..

يــ الله مااقسى هذا العذاب ..إلى متى سأحتمله ؟
و كيف سأطيقه ايام اخرى وانا بالامس قد انقشعت غيومه السوداء عن وجهي ..

رفع رأسه ..وهو يسمع نداءات والدته المنتحبه ..
غمغم بينه وبين نفسه ببال طويل .. و صبر ينشده بالتوسل الى خالقه ..
ومشى مطأطآ الرأس .. يلعق دمه ويخفيه بمرارة عن اعين تتربص بخوف عليه ..
تاركآ صااحبه يواسيه بالقلب قبل النظر ..
يدعو له براحه البال والهناء ...

خرج ناصر يزفر تعب طويل ... طويل .. فما عاناه اليوم يكفي لينام شهرآ كاملآ ..
ذلك الاتصال البغيض الذي تركه معلق مابين السماء والارض ..
لم يرد على اتصالاته .. تركه يتقلب على نار من الاوجاع ..
و صاحبه الذي بث الخوف في قلبه .. بمجرد اتصاله
وقد هاله انه قد علم بما علم هو قبل ساعات عن اخته ..
لكن ماوجده هنا .. اعظم .. ابتسم وصوره مطلق لاتذهب من مخيلته ..
ينهال على سلطان بالضرب و في النهايه لم يرضيه ذلك ..
لن يرضيه إلا انفاس اخيره يودع فيها الحياة ..
عادت مجددا تغزوه المخاوف .. متخيلآ مطلق في ابشع مايكون ان علم عن اخته ..
رفع نظره للسماء .. يدعو بصمت لرب الكون ..
الذي يعلم الغيب وماتخفي الصدور ...



*******************************************



دخلت وفاء و ان كان الهدوء واضح عليها ..
سألتها ليلى : وينه ياوفاء .. ؟
اقتربت منها وعينها على فاتن المترقبه بصمت غريب ..
وهمست : موجود برى ..
تخطتها بعجله فمسكتها وفاء بحرص وقالت ..
: لا تخرجين ... ؟!!
ليلى بإستنكار : ليش ؟
وفاء بتردد : حالته حاله .. متضارب مع ولد خالتك .. ماقدرت اشوفه
لكن نايف بلغني ... امي راحت تشوفه ..

خرجت آهه طويله من بين شفتها ..
هذا ما كانت تخشاه ؟
فأردفت وفاء تبتسم لتخفي ذعرها ..
: مافيه شيء يخوف .. لكنه معصب و مايبي احد يكلمه..
انا ماقدرت اكلمه حتى الجوال مايرد علي ..
دمعت وهي تتشنج بيأس ..
وهمست لقلبها .. ألم اخبرك انه حلم الذي تعيشه ..
حبك يا قلبي جعلني ..ميته والحياة تدب فيك ..
آآه ماهذا الخوف والتردد ..
لم انا هنا واقفه ... لم لا اركض إليه واحتضنه واداوي جروحه ..
آآلجمتك الصدمه ... ام خائفه ان يعود الماضي يومض في عينيه ..
عاد لها ذلك الاحساس بالغثيان .. والاعياء ..
تركت يد وفاء وهي مبتسمه بشجاعه .. رغم الخسارة الواضحه
التى تلثم ملامحها الرقيقه ...
: بطمن عليه .. !!!

ابتسمت وفاء وهي تتأبط ذراعها وقالت ..
: بمشي معك .. ؟ شكلك ماتقدرين تمشين خطوة ...

فهمتها وفاء .. تحاول ان تقف معها فمنظر اخيها لايشجع اي احد على الاقتراب منه
حاولت ان تفهم منه لكنه لم يبالي .. بل لم يكن هو من تعرفه من قبل
بتحكمه بأعصابه و هدوءه وسيطرته .. روى لها ابنها ماحدث ولم تكن لتصدق
ماقيل ؟
لن تحاول ان تعرف الان .. ففي الوجوه علامات اختصار واضحه
و الجو مشحون بما يكفي ..
شفقت على ذلك الشحوب المخيف الذي ارتسم على وجهها الغض
و سايرت مشاعرها بأن تقف معها .. فهي تعلم مالاتعلم ...

كادت ان تكذبها .. لكنها توقفت لتشنج اصابها ..
وكأن صغيرها يرفض خداعها.. و شجاعتها الفارغه..
فتجاهلت كالعاده .. كلها شوق لرؤيته ..

كانت الاصوات تقترب .. وهي تلهث مكانها
تشد على يد وفاء .. بترقب ...

عينيها متزعزعه .. متربصه .. تريد ان تراه وتخاف ..
تريد ان تقترب وتحثها خطواتها بالهروب والاختباء ...

دخلت ام مطلق تسمح دموعها وتسندها سمر الضاحكه بعيون دامعه
سمر بضحكه : والله شكلنا يضحك .. نبكي ولا ندري ويش السالفه ...
لحقتها اريام : يبدو الامر سوء تفاهم ..
قفلت الباب ... وانغلق باب قلبها وهي تحاول ان تخترق الصلب والخشب
لتراه فقط .. لتشبع ناظريها الظمأى بملامحه ..

وكأن الجميع شعربتلك الهاله الحزينه التي احاطت بها ..
فاتن بخطواتها السريعه : طمنوني على مطلق ؟
اريام ببرود : طيب ..
و بنظره عابره رمتها فاتن لليلى : الله يجازي من كان السبب ...
قاطعتها اريام : فاتن ..حبيبتي .. الجو مشحون مثل ماانتي شايفه..
انا اقول روحي البيت ..وبكره تعالي ..
تجهمت فاتن ورمقت اريام بنظره ..
ولاحظت ان الجميع موافقين على كلام اريام .. من صمتهم الطويل ... فانسحبت .
بعدما ألقت نظرة على الجميع ... تحمل الكثير لليلى بالذات ..


******************************



كانت تريد ان تراه .. حتى وهي تجلس بينهم بإرتياح
يبثون فيها كل كلمات الراحه وتهدئه النفس ..
يصفون مااصابه .. ضربه بسيطه هنا وخدش هناك ..
تومئ لهم . .. وتنتظر ..
تنتظر فرجه ان يحل ؟!
نتتظر فسحة امل ان تطل عليها ؟!!
تساءلت بغضب اين هو .. هل يريد ان يعذبني ..
هل هي وسيله لمحاسبتي لشيء اجهله..
لتنال من صبري مجددآ ..
لم يعد هناك حصانه ضد جراحك ... فهي تخترقني بسهوله وتبعثر بكل امالي فيك ..
وقفت ومشت بسرعه وان كانت خطواتها اقرب للركض ..
لحقتها وفاء الاكثر حرصآ عليها .. و الاعلم بالسر الخفي الذي يحمله اخيها ..
مسكتها بسرعه وقالت ..
: ليلى وين رايحه الله يهديك ؟
ليلى بتلعثم : ماعاد فيني صبر .. ابي اشوفه .. ليش يسوي فيني كذا .. ودي اطمن عليه ..
ابتسمت وفاء وقالت : طيب هدي نفسك .. ولاتركضين .. نسيت انك حامل ..
لحظه بدق على ولدي اشوفه وين ؟ وبعدها روحي شوفي حبيب القلب ..

بالكاد تماسكت .. والابتسامه لاتجد مكانا على شفتيها ..
حبيبي لا يهتم بي .. وروحي تحترق ..
حبيبي لايبالي ... وقلبي يتمزق من شدة الالم ..
حبيبي الان وحيد .. يتألم .. يتعذب .. وان كنت سبب عذابه ..
وانا بعيدة عنه ..


يا"عبرة" يلْعْب بْها الْصمْت والْنـْوْح
وتْخفْي شْفايْف صْمتْها ضْيقْة البـْال
الْي متْى صْمتْك يرْدْك عْن الْبـوْح
و الْي مْتى حزْنْك مع الْصمْت رحاْل




*****************************


في حلكه الظلام .. و قمر خجول يطل و يختفي ..
كان يمشي وحيدآ يناجي الليل والقمر .. ويحكي للصخر والحجر ..
ولعل الصمت جوابه الوحيد .. فيكتفي و يأنى بالرحيل ..
جلس على صخرة كبيره .. وحيدآ بعدما شعر بأن انفاسه تختنق وان النوم انكره ..
صاخب الاحساس .. حزينآ .. اهلكته تلك المتعجرفه بكلماتها الناريه ..
أقال انها من قبل لااحساس لها ولا هم يحزنون ...
تنهد منزعجآ .. كان يريد ان ينطقها .. وينهي عليها ..
لكن قلبه اعتصم عنها ..واحجم عن قولها ...
تسلل بعض المشاعر الى قلبه فارتعش .
انه يحبها .. يحبها بحق ..
لامست مشاعره تلك المتمرده ..
اصبحت نقطه ضعفه .. فانهارت حصانته عندها .. ..
لكنها لاتريده .. لاتطيقه .. تستنكر وجوده في حياتها ..
مرغمه على تقبله ..
نهض مجددآ .. يزفر ضيقآ ..
يعود ادراجه حيث كراسته المفتوحه بإهمال ..
واوارق طلابه المبعثره .. وبعض المهام الناقصه ..
سيترك الايام لها وله ...
إلا ان يأتي الفرج ويقضي في امرهما التعيس ...


*****************************


لاول مرة .. يرى اخته بهذا الضعف ..
تبكي ولاتخجل من البكاء كعادتها ..
تبدو ضعيفه .. خائره القوى .. والاهم من كل هذا تخفي سرآ لانهيارها . .
كان يقف مراقبآ لها بصمت .. وهو الذي اعتاد على لغه الايدي بالضرب او الشتم ..
لكن في مثل حالتها الغريبه .. نأى بغضبه و انفعالاته بعيدآ لكي يفهم ..
سألته وهي ترمي نظره عابرة عليه وتخفي وجهها بعيدا عنه..
: ليش واقف هنا ؟ اخرج ابجلس لحالي ..
ابتسم عبدالله : ليش يالبكايه ..؟ عندك دموع زيادة ..
صرخت فيه : مالك علاقه فيني ؟ اطلع برى بسرعه ..
تجهم ورد بضيق ..
: لا والله ... احسن قومي واعطيني كفين ..
رفعت نظره حزينه له ورجعت تبكي ..
فقال بحنان : اافا يانجمه .. هذا وانتي القويه اللي بيننا ..
كمل بإبتسامه لادخال السرور الى نفسها .. : لدرجه اني صرت اشك انك انثى ..
تذكرت كلمات سعود نفسها .. وكأن اخوها زاد جرحها ..
بكت واخفت عيونها بيديها ..
اقترب عبدالله منها وقال يواسي ..
: تبكين علشان رجال .. ؟ والله ماهقيتها منك .. ازهليه وانا اخوك ..
مسحت دموعهاوقالت : صدق ..ّ!!!
تقوس حاجبيه وضرب كتفها بلطف ..
: وانتي ماصدقتي على الله اقولها لك ..
ضحكت .. ومسحت وجهها من اثار الدموع ..
وقالت بهدوء و يدها تلعب بخيط سحبته من لحافها..
: انا الغلطانه ... !!
عبدالله : ممكن... سمعت كل اللي قلتيه ... لكن ماادري عن اللي قاله .. ؟
اغتضن وجهها .. وقالت بحزن ..
: انت زعلان مني ؟
زفر بحيرة قدامها وقال : واذا كنت زعلان .. ماعاد يهم شيء ؟
بدى تبكي بصمت .. تمسح انفها مطأطأه الرأس ..
صحيح لم يعد يهم شيء .. لقد طلقها ... وكفى ..
سألته بصوت منخفض : متى تقول لامي ؟
عبدالله : عن ايش ؟
بالكاد استطاعت ان تنطقها : ان سعود طلقني ...
حدق فيها .. وقال بمرارة ممزوجه بسخط عليها .. وعلى سعود ..
: ماادري .. لكن مو قبل ماتقول لي انتي اللي صاير بينكم ؟
بصوت باكي منزعج : قلت لك انا الغلطانه ...
عبدالله بقهر : يعني بكل بسهوله انتي تساهلين الطلاق .. ؟!!
لم تجبه .. خنقتها الغصه ولجأت للسكوت كـ{حل ..
لكن عبدالله لم يستجب .. قال بإنزعاج وكأنه عاد ذلك المزعج الغير متفهم ..
: اكيد سويت شيء ... انا اعرف سعود ..يحسب حساب الكلمه قبل ينطقها ..
واعرفك زود عنه .. مايهمك احد ولسانك متبري منك ..
انتحبت بشكل يقطع نياط القلب ..
فوقف يرتجف من عصبيته .. قسى عليها وليكن ..
يعرف اخته .. ويعترف في قراره نفسه ان اي رجل سيتربط بها
سيكره نفسه اشد الكر لانها لاتدع مجالا لاحد سوى لنفسها ..




**********************************


لم تكد تخطو للامام حتى تسمرت في مكانها وتوقفت عن الحركه ..
وهو ايضآ ... شد على قبضه يديه وكأنه قراره في الدخول لم يكن صائبآ ..
رمشت عيناها وقد سرت رجفات متواليه على جسدها الغض ..
تنهشها بقايا الهموم وتنهار كل الحصون ..
لم تجد فيه وقتآ ولا كلمه تعترف بها ..
تكاد ترمي نفسها في حضنه ... قبضت على اناملها تخفي رعشه واضحه ..
واستسلمت لنظره عينيه المهزومه .. وبلغت غصه بحجم الالم الذي يعري صبرها ..
غطت فمها بيد مرتعشه وهي ترى ذلك الدم المتجمد في زاويه فمه ..
اصبح كجزء من الظلام .. يحتويه التخفي والكتمان ..
مليء بالخفايآ و يبطن شرآ لابد من اخفائه ..
مدت اناملها الرقيقه ... تريد ملامسه ألامه لتحتوي جروحه و تتحملها معه ..
فما إن لامسته حتى انتفض متراجعآ للخلف ..
لم يرد ان تمس جروحه فيثقب كبرياءه وتنهار عزته الرجوليه وان كان يحتاج
لمعانقه سريعه لتدواي جراحه ..
مازالت كلمات غريمه تصدح داخل عقله .. و مازال عقله ينفث همومآ كالدخان ..
اصبح مثقلآ بها تلك الجراح الماضيه الغرى ..
تراجعت يدها لمكانها ..خائبه .. تنتفض عروقها بشراهه ..
وامتلأت عينيها بدموع يصعب شرح سبب من اسبابها ..
تهدج صوتها و هي تسأله : إنت بخير ؟
شد خصلات شعره المتعرقه التي انهارت على جبهته ..
ورد بجمود رغم سخريته الواضحه ..
: باقي فيني نفس ..
هدأت انفاسها و ان شعرت بخمول مشاعرها .. المهم قد ارتاحت ان رأته سالمآ ..
مسحت دمعه سلبت كل قوتها وخانت صبرها كله ..
تابع تدحرج لؤلؤه على ملامح حسنها .. وتنهد بحرى عذابه وعذابها ..
و غص بالالم الدفين وغضب قديم بدأ يخطو الهوينا نحوه ..
سأل : ليش تبكين ؟
قالت وهي ترفع اكتافها حائره .. : ماادري ليش ابكي بالتحديد ..
احنت رأسها واكملت : ابكي عليك و لا على نفسي ..
سحب نفس عميق .. يبحث عن نقطه بعيده ليشتت ذهنه فيها..
وقال : لاتبكين على احد .. انتهى كل شيء ..

بالفعل انتهى كل شيء ..
حتى دموعها قد انتهت وهي تستعد لفصل جديد من الدموع والاحزان ..
ضمت يدها و انهالت عليها بالضغط ..
مشت خطوات قصيره ناحيه الحديقه .. فتبعها على الرغم من غضبه النابض
وكل تصوراته القديمه والتي استحدثت للتو ..
رفعت رأسها مصممه على انهاء كل شيء على ارض الحدث ..
ماتريده وما لاتريده سيتم تداوله على طاوله المفاوضات ..
بتصميم واضح في عينيها رغم الارق و الدموع ..
: متأكد ان كل شيء انتهى ؟
ركز في عينيها وقال ..
: بالنسبه لي انتهى كل شيء .. لكن ماادري عنك ..
بنبره هادئه قاطعت تهكمه ..
: ماكان له داعي كل اللي صار ...
إلتقى حاجبيه وقال متأهب للهجوم ولايهمه من الخصم امامه ..
: ماله داعي ؟!!!!... ..
فيه رجال يجي بيتي و يسوي فيها الناطق بإسم حقوق الانسان .. ويعلمني كيف اعامل زوجتي ..
تبيني اكرمه واحسن ضيافته واعامله بإحسان وكأن شيء لم يكن ..
اكمل بحرقه و بنبره اعلى ....
: فيه رجال يطالبني بكل بجاحه بزوجتي .. وتبيني اوقف له واتبسم وكأنه يقول
لي نكته ...
اخذ نفس عميق وهو يدور حول نفسه و العرق يزيد متلألأ على جبهته ..
اخذت نفسآ مضطربا وهي تقترب منه وعينيها تنطق برجاء ..
: الامر ما يحتاج للانفعال .. خالتي وصلها كلام وحبت تطمن علي بنفسها ..
يمكن سلطان ...
اسكتها بنظره شرسه وصدح بإنفعال يقترب منها بخطوه واسعه ..
: لا تنطقين بإسمه قدامي ... ولا تدافعين عنه .. يكفي اني متحمل نفسي ..
بنبره مهزوزه تقدمت خطوه...
: انا مااادافع عن احد .. انا اللي يهمني هو انت .. تخيل لو صار شيء لاسمح الله
صرخ بإنفعال : خايفه عليه لهذه الدرجه ..تعرفين كان ودي لو اذبحه بيدي وارتاح منه ومن شره ..
انخفضت عيناها بإسى .. وقالت خائبه من انفعالاته المؤذيه ..
:هذي اللي قدرت عليه .. خايفه عليه ..
رفعت عيونها الدامعه له واردفت ..
: بقولها بصراحه خايفه عليك وعلى نفسي .. خايفه ان كل شيء ينهار في لحظه ..
ماله داعي كل مرة تبدأ نفس الحكايه ..

تنهد منزعجأ من انفعاله المكرر في وجهها و رأف لحالها ...
وهو الذي يعرف كم هي شديده الرهافه وسهله الكسر ..
لكن لايستطيع الاحتمال ..
أدار ظهره لها وقد بلغ به الانهيار حتى اصبح رفات لرجل صلب ...
وبهدوء اعلنها في وجهها ..
: لاتخافين على احد ... والحكايه ماانتهت علشان تبدأ ..

وكأنه يلامس سطح الماء بأصابعه ..
تتساقط منها قطرات ماتلبث ان تجف ..
يالهذا الحال .. ألا تنتهي تلك القصه اللعينه ؟

ظلت واقفه مكانها وقد ألجمها بكلماته القاسيه ..
ايقول حقاآآ بأنها الحكايه لم تنتهي بعد ..
وكل هذا ماحاله .. كل هذا ماتفسيره ..

همست بضعف يكاد يفطر قلبها ..
: اناني .. وبتبقى اناني و مابتتغير... مايهمك الا نفسك .. ترضي كبرياءك ولايهمك احد
لا انا او امك او حتى ولدك اللي جاي ... كل اللي يهمك كيف تكون مرتاح بعدين ..
ماتدري عن العذاب اللي عشته .. قريب مني ولااعرف عن احوالك شيء.. تختصر كل شيء
بكلمه .. ومايهمك العذاب اللي اشوفه منك ..

تنهدت بألم وكنهايه موجزه لعذابها المرير معه وسط معترك ساخن من المشاعر ..
بينما ينظر لها بجمود .. فعينيه لاتنبض بشيء سوى الصمت واللجوم ..
يكاد ينشطر فؤاده عند سماعه لبحة صوتها الباكي .. او مدامعها اليسيره المجروحه..

استسلمت واعلنتها حرة .. طليقه.. لم يعد يجدي شيء ..
فالسراب هو امل ان اعيش مع شخص مثله ارتجي الحياة منه وهو يفتقر لمعناها ..

علق على انتقادها : ما دام الموضوع يتعلق فيك اكيد بكون اناني ..
ومايهمني احد غير نفسي .. لانك شيء لي .. ملكي انا .. وماارضى لاي شخص يتعدى على املاكي .
صرخت عروق جسدها مستنكره تلك الجمله البغيضه ..
: لاتقول اني شيء لك ... صرت اكرهها اذا قلتها .. تحسسني اني معك جسد بدون روح ..
مالي قيمه ولا حتى معنى .. اللهم انا زوجه بالاسم ..

ابتسم متهكم على قولها : الحين صرتي تكرهينها مني ...قبل اذا سمعتيها مااحتجيت عليها ..

اقتربت منه بعدما اغتضن وجهها بغضب شديد ..
:لا تتعامل معي ببرود يا مطلق ... ولاتستفزني ... ماتدري عن اليوم اللي مريت فيه ..
رفع نظراته لها وقال مستفهم بإلحاح يطل من عينيه ..
: قولي عن يومك الطويل .. تكلمي .. انا ودي اسمع .. تحسبيني مااحس فيك .. ماادري عن تغيراتك
المتقلبه .. ماادري عن انهيارك و دموعك .. داري وساكت ... وقاعد اانتظرتك ..

حضنت اكتافها .. وسحبت نفسآ عميق ...
لاتجد لكلماته رمزا او حتى معنى واضحآ ...
لكن قلبها يدق والدماء تعود لجريانها النشيط ..
وانفاسها تتصاعد بأريحيه و كأن ماقاله بعث فيها روحآ جديده ..

يالتقلبات هذا الرجل ..
ويالقلب هذه الانثى ..
كلاهما يناقض نفسه ..
احدهما يطيل في الكلام ويفصح في المعنى ولايجد راحه لدى نفسه ..
بينما الاخر يتغنج بملك هو له .. و لايرى احد غيرها في دناه ..

و الاخر .. يختصر كل الكلمات ويشح في اظهار المعاني الفصحيه ..
وعلى هذا يجد راحه يمتلك فيها الدنا بما فيها ولايهمه احد ..

قلبها كمحيط .. يتسع لكل شيء .. لجميع النقائض والمتلازمات التي حلت برجل
اقترنت به .. تنسى وتتناسى من اجله هو .. لاشيء يقف في طريقها سواه .
لايكتمل حبها الا به .. وهو لايعرف للحب معنى او كلمه سخيه على بينه ..




***********************


بجسد متعب .. رمى نفسه دون حتى ان يغير ملابسه ..
اليوم .. لن ينساه ابدا... ولو خيروه ما هو الشي الذي تريد ان تطويه من حياتك ؟
ليقول هذا اليوم بخيره وشره ..
وان صار يشك في الخير الذي جناه اليوم ..
تصاعد رنين جواله وباالكاد استطاع اخراجه من جيبه ..
اجاب وهو مغمض العينين يستعد لنوم طويل ..
: ناصر .. حبيبي ؟
فتح عينيه وفر النوم على عجل .. وابتسم مستمتعا لتلك النبره اللطيفه
: ناصر .. ليش ماترد علي ؟ ناصر لاتخوفني عليك ..
اجابها بحب كبير ..
: الله لايحرمني منك ياودادي .
وداد بلهفه ..: ناصر . وينك اليوم كله ادق عليك ولاترد .. و هاتف البيت مشغول
لايكون فيك شيء ..
ابتسم مجددا وكأنه يرى تلك اللهفه تومض في عينيها ..
: لاتقلقين علي ؟ كنت مشغول في المستشفى ..
قاطعته : ناصر .. اليوم ماداومت .. دقيت على المستشفي قالوانك ماداومت ..
ضحك ناصر .. بإستمتاع معها ..
: والله اثارك مو هينه .. مسوي تحري من وراي ..
خفت صوتها وهي ترد ..
: لا والله مو سالفه تحري .. قلقت عليك ..
رد عليها .. : الله يخليك لي ..
اغمض عيونه بحزن واردف ..
: لو تدرين كيف انا محتاجه لك .. ولحنانك ؟
حاس بالضيق و الهم .. .. و مافي احد جنبي .. اشكي له ..
بنبره لطيفه تشوبها الحزن ..
: سلامتك ياقلبي .. ارمي علي همومك خليني اتقاسمها معك ..
احكي لك عن اللي مضايقك يمكن اساعدك ..
ناصر بإختصار : الدنيا هذي مين منا سلم من شرها ...
وداد : هونها تهون .. وتوكل على ربك قادر في لحظه شاء يغير حالك ..
واسأل الله لك ان يفرج همك و ييسر امرك ويريح بالك ..

ابتسم مجددا و قلبها ينتفض بيبن جوانحه لدعوه لامست شغافه
و جعلت الدمع يحن للنزول ..
ذكرى الام ..والاب..
ودعاء صادق عند مرأى الضيق و رسم الهم في العيون .. اشتاق لسماعه ...
عض شفاته و حواء الخالده الوفيه المعطاءه قد تراءت له بين الدموع
اماه .. قلبي قد ضنى بالفراق مرغمآ ..
اماه .. مالحياة دونكما ...
العين تبكي بلا دموع .. و القلب ينبض بعلامات الحياة وانا ميت من الشوق لكم ...
رحمكم رب العباد .. وجعل الجنه دارا لكم بدون حساب ..

وداد بإحساس قد انتابها لحزنه العميق ...
: حبيبي ... الله يخليك لو تقدر تعال الليله عندنا ..
ابتسم وقال متجاهل ثقل صوته و ترقرق الدمع في مقلتيه ...
: وين اجي عندكم هالحزه ؟
: مايهم الوقت ولايهم الناس لو تبي تشيل همهم .. تعال علشان اتطمن عليك ..
قال متصنع السخريه ..
: علشان طلال يذبحني الليله .. ؟ ضحك في فراغ كبير من الخداع على نفسه وعليها ..
وداد برقه : طلال بيفهمني اكيد ...
ناصر بتفهم : فيك الخير ياحبي ... لكن مايحتاج انا بخير .. شوي مشاكل شغل وارق ..
ضحك واردف بعدها .. : يبدو انني مزجت بين الشغل وبين حياتي االخاصه وصرت اعيش
مشاكل الناس و اتعايش معهم في هموهم ...
تنهدت وداد بقله حيله بينما كمل ...
: لاتخافين علي .. مافيني الا العافيه ..
وداد : على راحتك لك الله يخليك اذا دقيت عليك مره ثاني لا تتركني كذا معلقه بين السماء والارض
اعطيني خبر انك مشغول على الاقل علشان ارتاح ولا اشيل همك ..
ناصر : ابشري طال عمرك .. اي اوامر ثانيه
وداد برقه : ايه .. نام وارتاح واحلم فيني ..
ناصر بحالميه : اكيد ..بحلم فيك لانك اجمل حلم وواقع عشته في حياتي ...
ابتسم على انفاسهاا المتقطعه و اغمض عينيها براحه
وقد بدأ بعض من الثقل الجاثم عليه ينزاح رويدا رويدا ...

وبالاخص تلك الرساله البغيضه التي وصلته من المدعي بفعل الخير
يساومني الان على كرامه اختي ... اختي التي لم تصون نفسها كما يجب ..
اختي التي لا تجمعني بها سواء انتماء و صداقه لاخيها و شهامه رجوليه
وخوف من العار لو يعلم الجميع ...

تنهد متعبآ .. مؤرق الحال و منبوذ الراحه ..
تأمل الرساله ... مائتا ألف ريال من اجل صوره .. اثبات .. من اجل حياة
كرامه وبقايا كبرياء منثور على ارض مدنسه ...
غدآ سينهي كل شيء .. كل شيء منذ البدايه ...



*************************************


تأملت وهو يحاول الهروب منها ... يريد الانعزال بمفرده ..
ينأى بجروحه عنها .. وينبذها وان كانت دواءه وشفائه ...

ترنحت في وقفتها الطويله المتعبه .. وهو مازلا يتناظران بحوار الاعين ..
جلس على الكرسي مديرا ظهره لها كإشاره وقال بهدوء ..
: ادخلي البيت ...الجو بدا يبرد . ..
اقتربت منه متجاهله كلماته ..وقالت ..
: بتدخل معي ...
ناظرها بتمرد وقال : اسمعي كلامي ... بدخل من حالي .. ادخلي انتي قبلي ..
تأففت بإنزعاج منه ... ورجعت تطوي خطواتها عائده.. حتى اوقفها ألم يقطع احشائها ..
احتملت قليلآ لعله يكون عارض بسيط .. لكن الالم زاد وزاد معه دقات قلبها ..
مسكت اسفل بطنها وتأوهت ... همست بإسمه مذعوره ..
هب مطلق راكضا ناحيتها ... وامسكها من خصرها ..
و بخوف جعله يرتعش ..
: ويش فيك ؟ ليلى ...
شحب وجهها واعتلت قطرات من العرق جبينها ... وصرخت متألمه
وهي تشد على ثوبه من الامام ..
تحسس على جيوبه يبحث عن جواله .. فزفر مقهور .. ونادى بصوته العالي ..
سمر .. وفاء .. يمه ... بنات ألحقوني ..
همست بضعف شديد وانتحبت بخوف : ولدي يامطلق ... ولدي ..

هذا مارأه في وجهها ...
ملامح من الوداع واسراب من الاحلام المهاجره
وتراتيل تعزف على ناي الاحزان
وخناجر تطعن في فؤاده ... و دموع تأبى ان تذرف وان بكى بداخله مثل طفل يتيم ...

لامس بشرتهاوقال باسما بشجاعه يبثها فيها ..
: ليلى ... حبيبتي ... خليك معي لاتنامين ...
بصوت ضعيف و شحوب يزداد ..
: مابي انام .. تعال وخذني ...

اغمضت عينيهاوسقطت يديها المتشبثه به ...
فأجفل و هوى قلبه و تقطعت حباله الصوتيه بنداء خرج من عمق حبه ...
: ليلى ....
لعل الاخرين يسمعونه الان ... نداء من القلب اليهم ..
نداء سلب من قوته و عزته وكبرياءه ...
نداء رجل اعتقد ان لاشيء يهزه ..
لاشيء يضعفه ...
لاشيء يجعله حزينآ ...

لكن الان من يرى مطلق في عز خوفه و ذعره و هذيانه ..
يحمل ليلاه ... وكأن ليله قد ابتدأ للتو ...
وذهب كل شيء ادارج الرياح ...



ألقاكم

******************************

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 20-04-11, 02:54 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Exclamation

 





السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

اخباركم ياحلوين .... ان شاء الله كل اموركم تمام
ارحب بالمتابعين الجدد ... كان ودي اقف عند كل رد واعلق عليه لكن وقتي قصير ..
فرصه اخرى بإذن الله .. لكن بأمانه ردودكم يبهج قلبي .. وتسر خاطري .. وتعطيني دافعآ للكتابه ..

اليوم البارت قصير واحداثه قليله ... فلاتلوموني ..
لو اقول لكم عقلي مقفل ... و مزاجي في الكتابه معدوم ...
لكن على الرغم من ظروفي .. كتبت بارت وكل نيتي فيه الرقي و الطموح لمستوى اعجابكم ..
اعذروني على تقصيري .. ولاتحرموني طلتكم الحلوه ..

ان شاء الله يعجبكم .. قراءه ممتعه ...



البارت الثاني والاربعون :




بحثت عنك ..
في بقايا الامس ..
في لحظه صمت ..
بحثت عنك ..
في طيات دفاتري ..
على صفحات سنيني ..
بين اسطري ..
في ثنايا حروفي ..
بحثت عنك ..
اعرف اين انت ولكني ابحث ؟
اشغل نفسي بالبعد عنك ..
في نسيانك ..
اسرد امسي المرهون بجراحي ..
لاخر رمق ...

رسمتك للامل صوره ..
عزفتك لحن افراحي ..
واقع جردني منك ...
جعلني بائس.. يائس..
اشرح للصمت معاناتي ..
واسرد حبي المجنون .
اخطو لك للوراء .. وياليتني اعود ساعتها ..
لاكف عن البحث واتوقف ..
اعلم اين انت ولكني ابحث عنك ؟

يذكرني الشعر بك .. وتحادثني ابياته ..
نسمات رقيقه .. تهز غصن يانع اخضر .. تدعوني إليك ..
يحملني الغمام ..
اراك من بعيد .. من قعر ذكراي اليك .. اراك ..
بداخلي وحيد .. في حياتي وحيد ..
ابحث عنك .. وانا اعلم اين انت ؟


كان يجلس في زاويه المسجد روحه غائره من الحزن ..
والالم ينهش جسده .. وحراره دبت في عروقه و اصابته بحمى صيفيه مريعه ...
تأمل بقع الدم و تنهد وسند رأسه على الجدار ...
بصيص أمل حوله لحطام ..
زرعت في روحه ذره اهانه .. و انتقاص كرامه ..
فرح لتعاستها .. سعد بشقائها ..
وكأن عذابها عربون ستدفعه لعذابه من اجلها ..
جاء فارسآ ,, يختال بإنقاذها .. وعاد كسيرآ محطم الفؤاد ..
و منثور الكرامه ...
ألا يكفيها ما حل بي وبروحي بعدها ..
ستنجب له طفل ... وانا الذي بنيت امبراطوريتي معها و تخيلت اولادي منها ..
زفت لي امي الخبر بفرحه ولدت في لحظه مفاجآه ..
وتطلب مني عدم التدخل في حياتها وان كانت تتقلب على نار من العذاب ..
تقولها لي وانا انزف .. وانا اغرق في بحر من دماءي وكبرياءي ...
أاقولها الان .. اكرهها مثلما احببتها ..بذلك القدر الكبير صرت احقد عليها ..
وعلى زوجها ...
راقب بأعين ناعسه ... دخول عاصف لزياد .. ينظر بين المصلين القلائل قبل ان يرتفع اذان الفجر ..
ويرفع جواله لاذنه مرآرا وتكرارآ ... ابتسم وهو يرى انفعالاته الواضحه في حركاته الكثيره ..
و حتى وقعت عينه عليه .. استمرا في التحديق لبعضهما .. رافع اكتافه بسوء حال ..
ويا صاحبي .. لا مزيد من الكلام ..
لا مزيد من العتاب والنصائح الهوائيه التي لااجد لها منفعه سوى لازعاجي ..
لامزيد من الالم و العقاب ..

خذني بعيدا .. خذني لاشفى منها ..
خذني لاتحرر من مشاعري العصيه ..
من قلبي الذي لايريد ان يؤمن بأنها رحلت .. رحلت بعيدا عني ..

فيني مشاعر " وافيه " .. مالها ذنب
.................... عفيَه " عليها " ، تقابلك .. بإبتسامه

هزمت قلبي ؟ ألف مبروووك ، يا الحب !
.................... مافاز ، واحد ما " إعْترف " بإنهزامه

جيتك .. وخلّيت الكرامه ، على ( جنب ) ،
.................... وأقفيت أنا ، خسران : " حُب وكرامه " !


*******************************


أغمض عينيه بتعب لايطاق .. و قلبه يؤلمه دقاته الصاخبه...
طالت وقفته .. و قد شعر بدبيب مؤلم في قدميه ..
قاس كل المسافات طولا وعرضآ .. و الطبيب الذي دخل لم يخرج بعد ..
تأفف ينفث صبرآ لم يعد يطاق ..
مازالت وناتها .. ترافق مسمعه .. وترهف قلبه ..
ومازال نطق اسمه من بين انينها الطويل يحفر في فؤاده ..ألمآ غائرآ

كل شيء تبعثر و تفرق في النهايه ...
لماذا لايجدي نفعآ ان نلتزم الصمت ونرضى بالحياة ..
مالذي تبقى بيدك يامطلق .. وكفى ..
غطى عينيه بيده و استند على الحائط خلفه .. وقد اعتاد على رائحه المستشفى بصعوبه
يحاول طمر ما حدث في الساعات الماضيه .. و سقوطها بين يديه تتلوى من الالم
ألم مجهول سرى في جسده مثل الصاعقه ..
طفله .. وهي .. و هو ... وايهما كان يتحمل الالم ..
اقتربت وفاء منه .. وقالت بشفقه على حال اخيها ..
:اجلس يامطلق .. مايصير كذا .. تبي تطيح علينا انت الثاني ..
مطلق بدون ان يرفع يده عن عينيه ..
: خلينا انا مرتاح كذا ... اجلسي انتي ..
مسكت ذراعه الاخرى و تأبطتها وتسند راسها عليها وتقول ..
: بتكون بخير ان شاء الله ..

بتكون بخير .. يارب اسألك ان تعافيها ..
يارب اجعل بعضآ من ألمها في جسدي سأحتمل ..
سأحتمل .. برضا و قناعه ..
يكفي مايصيبني الان من نهش الضمير و ندم على عنجهيتي معها ..
كنت اعرف انها تعاني .. تعاني .. تعاني وانا امرغها بكبرياءي في عمق الانهيار ..
لن اعيش مع ندمي للابد ..
لن اعيش وصرخاتها تتعلق بأسماعي وتأبى تركي ..
لن استمر في العيش و دموعها تعلقت بخيوط ثوبي .. و تشققات شفاتي .. و بملمس جلدي الخشن ..
و اتجاهل كل هذا ..
يارب ... يارب ..لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه ..

سحب نفسآ عميقآ .. يعظ شفتيه فيها .. ويتجاهل نزف جرحه الصغير النابض ..
ليس غضبآ .. لو تعلمون ..
وليس تعبآ جعله يتهاوى في الحضيض ..
بل رغبه في البكاء هزت اجفانه و مراقد غروره ..
جعلته يهتز من دواخله و يرتعش بفيض من الدموع ...
يمنع عينيه ان تسكب ماسكبته غاليته عليه ..

خرجت الطبيبه فانتفض كل عرق فيه .. من دون كلمه استفسار فالاسئله نطقت من عينيه بخوف ..
الطبيبه : الحمد لله على سلامتها مبدئيا .. هي والطفل بخير ..
تنهدت وفاء بإرتياح بينما مطلق استمر في التحديق بالاخر ينتظر القادم ..
افصحت بهدوء : ما اكذب عليكم .. حاله الجنين غير مستقره ..
وفاء بخوف : في امكانيه انها تخسر الجنين ؟
الطبيبه: مع حالتها وتدهور صحتها ممكن وهذا تمر فيه بعض الحوامل اللي عندهم مشاكل ...
سوء التغذيه .. و الضغوط النفسيه و اسباب كثيره ..
لكن ان شاء الله بنعمل لها تحاليل و نشوف كيف نقدر نحافظ على توازن حالتها مع الجنين .
تنهدت الطبيبه واردفت ...
: بنظطر ان نبقيها في المسشتفى لايام ... . حتى نطمن عليها اكثر ..
وفاء : طيب ..نقدر نشوفها .
الطبيبه : تقدرين ... لكن بدون ازعاج لو سمحتي ..

كل هذا ومطلق مستنفر في حاله صمت و هذيان .. لايقوى على رؤيتها ..
والشوق يملأ روحها وتحثه على المضي إليها ...
وفاء : ماودك تدخل معي ؟
مد قامته المخذوله ... و اعاد شعره الى الخلف بهيبه رسمها بخدعه يريد بها السهل الممتنع ..
ان يكون عاديآ في اسوء حالاته ...
ان يكون طبيعيآ كالمعتاد ...
مشى خلفها .. حتى فتحت الباب ... و ذهبت إليها هادئه .. و هو يقف محجوبآ عنها
لايود ان يرفع ناظره إليها..
لايود ان تتكسر قوته امام اخته وينهار فجأه دون حسبان ..او تصورُ استحالهٌ على نفسه ..
نفخ صدره بأنفاس عميقه وتقدم منها ... تماثل ماتلبسه من شحوب و لون باهت .. تسكن هادئه
وكأنه النوم قد رأف بحالها فاستكانت له ..
همست وفاء وهي تجلس في كرسي مقابل لسريرها ..
: خليها نايمه .. بظل معها ... تقدر تروح وتغير ملابسك وترتاح شوي ..
تنهد وعينه لم تزح عن وجهها ... لامس يدها برقه .. فارتعشت فجأه وكأنها غير راغبه في لمسها ..
فتراجع وقتها وقال بصوت رخيم هادئ ..
: انا بمشي .. بغير ملابسي و اصلي الفجر وارجع لك ..
وقفت وقربت منه : نام لك شوي على الاقل ... والله شكلك تعبان ..
رد بإبتسامه شاحبه ..
: بصلي واغير ملابسي .. وارجع لك .. نسيت ان عندك بنات مايصبرون عنك دقيقه
ابتسمت بدورها وقالت : البركه في سمر واريام خليهم ياخذون بروفه في تربيه البنات ..
وانا خلينا هنا .. انا بفهم عليها مريت بنفس مامرت فيه .. واكيد تحتاجني قربها ..
هز رأسه موافق ومشى بدون كلمه ..


طوى خطواته يعود فيها الى نفسه .. يعزل حيث يحاسب الكثير مما يرتجي تغييره ..
ومما يتمنى نسيانه .. وبالذات ليلته هذه يتمنى ان ينسى كل شيء حدث .. كل شيء دون استثناء ..



****************************

دخل سيارته بعدما صلى الفجر .. ناظر شكله في مرآه السياره قبل يمشي
يعدل من شماغه كنظره اخيره قبل الانطلاق لرحلته اليوميه ..
جفل لطرق سريع على زجاج السيارة الخلفي ..
ناظر خلفه وابتسم ... طلع من مكانه .. وقال ..
: عبود .. افجعتني يارجال ..
اقترب عبدالله مبتسم .. صافحه بقوه وقال ..
: لايكون اصغر عيالك تناديني عبود ...
ضحك سعود .. : احمد ربك ..وين تلقى غيري يدلعك ..
عبدالله : مابي دلعك .. خليته لك انت والمدام ..
ابتسم بتوتر و قال بتلعثم ..
: متى وصلت .. ؟
فهم عبدالله على استداركه السريع واجاب بهدوء ..
: امس .. .. اخذت اجازه اضطراريه ثلاثه ايام ...
سعود : عسى ماشر ان شاء الله ...
ابتسم عبدالله لذكرى العذر الاضطراري ...
: ماشر.. اشتقت للاهل .. سكت ثانيه وبعدها اردف ..
: وصراحه عندي شغله قلت انتهي منها وامشي ..
ناظر سعود الساعه فأعقب عبدالله بإحراج ..
: السموحه .. طولت معك ولا انتبهت للوقت .. يالله توكل على الله .
رد عليه سعود : كان ودي اطول معك .. لكن تعرف الدوام ..
عبدالله : ماعليك وانا اخوك .. عشاك عندي الليله ..
كان قريب جدا من لفظها .. فأدركه عبدالله بمصافحه شديده
وبعدها ترك المكان ..
ملأ فمه بنفس واحد وكتمه لاقل من ثانيه .. ثم اطلقه دفعه واحده بمزيد من التعب و الحيره ..


***********************


أوصل اخته لمنزلها .. بعد إلحاح منه .. ابعد عنها الجميع
واستثنى نفسه من ازعاجها ..
دخل حجرتها المحجوزه لها .. ألقى بشماغه على اقرب كرسي وجده ..
واقترب منها .. وقد دب فيه التعب والارهاق .. لكن كيف يجد الراحه وهي تتألم امامه ..
تأمل وجهها العذب وتنهد ..
كله شوق للمسها .. ألقى بأصابعها على خدها يلامسه برقه وعذوبه ..
فتحرك رأسها ناحيته ... وبالكاد فتحت عينيها ... لتبتسم لوجهه المحبب ...
في غياهب عقلها .. كانت ليلتها مثل الكابوس يهاجم حلمها ..
وكان هو حلمها الجميل الذي اظنى نومها ..

همست بصوتها المتعب .. والذي يكاد يصل لاسماعه ..
: وين كنت ...؟ انتظرتك ...
ابتسم ومال برأسه ناحيتها ... مجرد كلامها معه راحه عظمى لديه ..
يعلم انها تهذي في حلمها وانه هناك يشاركه معها ..
لامس خصلات شعرها .. وقال ..
: انا معك .. ليش تنتظريني ؟
ضمت يده في يدها و كأنها تتمسك به مخافه فراقه ..
ارخت اهدابها لنوم اطبق عليها غير مزحزح ..
وهمست بثقل : ماكنت معي قبل .. لكن الحين بتبقى معي ..

اخرج نفسآ ضاق في صدره وهي تلجأ إليه خوفآ من فراقه ..
او ليست الكوابيس رفيقتها الان .. يكاد يجزم ان الهموم مازالت معها ...
ازاح خصل قصيره قد نامت على جبينها ...

شد على يدها حريص على عدم فراقها ..
يالتعاسه حينما يفتح العذاب ابوابه بألوان الالم ..
ينتظرون القادم ويتلهفون للعوده لما مضى حيث السلام بين جنباته حر طليق ..
يأملون ان يتغير الحال ..
ويا للحال اذا طال و زاد صعوبه ...
ويا للحال يرتجي فيه حسن المآل ويزيد سوءآ ...

قرب الكرسي من سريرها ... و استرخى مادآ قدميه للامام ..
يسند رأسه بيده الاخرى ويتأمل حركه صدرها بأنفاس هادئه ..
ويغمض عينيه .. على نبض عرق في يدها يجد تهويده للنوم ..
يأمل بأن يتغير كل شيء عندما يستيقظ ...



********************


خرج من البنك بعدما سحب مائتا ألف ريال .. رمى بالحقيبه في المقعد الخلفي
ونزل نظارته الشمسيه بتأفف ...
ارسل رساله من جواله وألحقه بالحقيبه .. ظل جالس في سيارته لمده غير قصيره
وكل الذي يفعله هو التحديق .. والتفكير في اشياء قد اصبحت شغله الشاغل ..
وبالاخص امر النقود .. فهي كل ماكان يملكه لزواجه المرتقب ..
تنهد بقيله حيله .. في اعماقه يعلم ان الذي يفعله استسلام لمجرد ابتزاز من شخص لايعرفه
ولم يره شخصيا .. ولم يسمعه سوى في اتصال واحد .. فكيف يثق فيه ..
يأتمن اسراره لدى شخص خائن ..
ضرب المقود بقليل من القوه .. و تأفف بحيرة انهكت اعصابه ..
أغمض عينيه مطولا و حرك سيارته .. يحاول بأي طريقه ان يشعر براحه البال ..
لكن الضغط المتواصل لايوصله الى شيء ممكن وهادئ ...
تعالى رنين جواله من خلفه .. فتجاهله لكن الرنين لم يتوقف
اخذه و رد بدون نفس ..
: هلا..
وداد بصوتها الرقيق ..
: صباح الرواقه ... اشفيهم الحلوين زعلانين ؟
ابتسم ابتسامه مجبره .. لايريد ازعاجها بأموره الشائكه و مزاجه المتعكر ..
: صباح الخير .. زحمه الرياض بتطلع روحي قريب ..
ضحكت بخفه وقالت : شكلك متأخر .. ؟
ناصر : بالحيل متأخر ؟ عالعموم مااقدر اتكلم معك ..
وداد بضيق : وشفيك ياناصر .. صوتك مو طبيعي ؟
ناصر بملل : متضايق من كل شيء حولي ..
وداد بنبره زعل : حتى مني ؟
ناصر بقفله مزاج : اقولك من كل شي حولي .. تقولي حتى مني ...

تنهد و انتظر رد متفهم منها او كلمه تهدأ مافي نفسه ..
فقالت بنبره غاضبه: على العموم اسفه على الازعاج ..

ظل ممسك بالجوال على اذنه و رنه الاقفال ماظل يسمعها.. و انفاسه المسموعه ارتفعت .
رمى الجوال في حضنه و ظل يحدق في الطريق بدون رده فعل صريحه ..



************************


اغلقت الجوال ووضعته جانبا ومسحت دمعه متأثره ..
استغربت طريقه ناصر معها ... لم تظن انها ستتصوره سيء المزاج
بطريقه لا يريد التحدث معها ..
اعتادته محببآ و مبتهجآ .. يدخلها عالم من السلام و الهدوء ..
تأففت بضيق .. لم تكن ترغب ان تتضايق من مجرد مزاج سيء
لكنها لم تعتد ذلك منه ..
اكان يجب ان تفهم انه يعاني .. لايشاركها مشاكله وما يعتربه من ضيق ..
طريقته كانت في مثابه صدمه وهي المدللـه في نظرها لديه ..
رجعت لواقعها بطرق قوي على الباب ...
ناظرت بفزع وقالت : وجع .. ياجود طيرتي عقلي ..
جود بإبتسامه : لا والله .. جالسه ولاهمك وانا انتظرك في السياره ..
ناظرت ساعتها وقالت .. : عجلي بتأخر ..
لبست عباتها على عجل واخذت جوالها في يدها ..
: خلاص جايه .. امشي قدامي ..
وقفت جود قدامها و ناظرت وجهها بتركيز ..
: ليش كنتي تبكين ؟
دفعتها بلطف من قدامها وقالت ..
: ماكنت ابكي ..
مسكتها جود من ذراعها .. وقالت بإلحاح ..
: كأني مااعرفك ياود اذا بكيت .. ؟ ايش صار ..
ازاحت يدها بهدوء وقالت بتصميم وابتسامه مشرقه ..
: ماصار شيء ... لا تخترعين سبب من راسك ...
جود بتجاهل : على العموم على راحتك تقولين او لا .. المهم امشي قدامي تأخرت على الجامعه ..

مشت وداد وهي تتجاهل رغبه في التصريح لاختها .. لكي تجد الراحه والسلوى لديها
لكنها خافت ان تقلب الاوضاع عليها وتستأنس بحالها ..


***********************



رفرفت عيونها في المكان .. تستغرب تلك الهاله الزرقاء الهادئه ..
أغمضت عيناها لتتذكر ماحدث في الليله الماضيه ...
وكأنها اطلقت جرسآ لتنهال عليها كل الاحداث تواليآ وبلا رحمه..
تأوهت بألم وهي تضع يدآ على بطنها ... وانتبهت للنائم قربها ..
ابتسمت عيناها قبل ان تفتر شفتاها عن ابتسامه رقيقه ..
كل شيء يوضع جانبآ همومها و الالامها وكل ما تتشاركه معه ..
وهو يأخذ جانبآ متحيزا .. محتلآ كل مافيها .. ينسيها كل شيء ..
تسعد برؤياه .. ويبتهج قلبها المعتل بوجوده قربها ..
تأملته بعين محببه رفيقه به وبحاله .. وهو ينام في وضعيه غير مريحه ..
يسند رأسه على ظهر الكرسي القصير خلفه ... شعره الكث يلف رأسه ..
ويديه يحزمها بشده على خاصرته ..
حتى في نومه يبدو حازمآ و جادآ ..
هذا مافكرت فيه وهي تتأمل ملامحه الهادئه ...
لكن شيء ما غشاها من ليله البارحه .. تلك الليله العاصفه منذ بدايتها ..
كانت كلها تخصه ولا شيء غيره ..
شعرت بالانهاك لمجرد التفكير ..
تنهدت وهي تريح رأسها على الجهه الاخرى .. حيث النافذه .. والشمس تشرق من خلالها
وتبعث بعض الدفء للداخل ... ترى مالايراه الاخرون ..
فتح الباب لتدخل الممرضه .. وينهض مطلق مفزوعآ .. وتسقط اعينهم في جوف بعضها ..
وقف بسرعه .. وسأل بخوف : إيش صار ؟
تبادلت ليلى النظر مع الممرضه وقالت بهدوء وهي مبتسمه ..
: صباح الخير ...
رتب شعره وقال بإحراج : صباح النور ..
تدخلت الممرضه بإبتسامه ..تخفف مصاب من تراهم ..
: كيف حالك ؟ ان شاء الله طيبه ..
جاوبتها ليلى : الحمدلله .. بخير .
الممرضه : اليوم عندنا اشياء كثيره نسويها .. اول شيء تفطري وبعدها نجهزك ..
انعقد حاجبها بخوف وقالت ..
: فيه شيه صاير لولدي ..
بنظره سريعه لمطلق .. تبادلتها الممرضه معه.
تدخل مطلق : كل شيء تمام.. لاتخافين .. ..
قالت بصراحه والخوف يعانق معالم وجهها ويطل من عيناها ..
:لاتقول لي لاتخافين... كلما قلتها ازيد خوف ..
ثبتت نظراتها عليه وهو يرتجف مكانه من هول ماشعر به ..
من خلال عينيها نطق واسع البيان ..
ولايحتاج اللفصح الكثير ...
لم تعد تثق به ... لقد انحلت تلك العقده البسيطه وتناثرت خيوطها ..
و اانقطع النسيج المتكامل واصبح الامر جليآ غير خفي ..

تدخلت الممرضه بمثل ابتسامتها المطمئنه..
: زوجك كلامه صحيح .. كل اللي بنسويه تأكد من سلامتك وسلامه طفلك ...
تنهدت و ادارت رأسها للجهه الاخرى تداري دموع تجمعت في عينيها ..
خرجت الممرضه على الفور .. وانتظر مطلق لدقيقه ..
وقال ببساطه وهو يقرب منها ..
: فهميني ليش انتي خايفه ؟
نظرت له بقهر وقالت بضيق .. احتدمت فيه كل مشاعرها مع معالم وجهها
لتظهر احتقانها للغضب و الالم في آن معآ’ ...
: ليش خايفه ؟ خايفه لاني بفقد ابني .. بفقد ابني بسببك ..
جلس على طرف السرير غير بعيد عنها .. بلع غصه بحجم الجبال و ضغط على نفسه مدعيآ الاحتمال ..
: ماعندي شيء اقوله ... غير انك تنسين وتفكرين في نفسك ..

أغمضت عينيها بقوه .. وارتفع صدرها بشهقه بكاء واحده قويه ..
جلعت قلبه يهوي الى القاع .. مسك يدها على الفور ...
وقال بهدوء : ليلى .. حبيبتي ...
صرخت فيه في لحظه سريعه والدموع تتناثر على خدها ..
: لا تقول حبيبتي ... لاتقولها .. انت ماتعرف تحب .. ولاتعرف معنى الحب ... !!!

تركت غضبها يرسم ألوانه على وجهه ..
و تدثرت بالدموع من جديد وان بكت بصمت ...
ضم يدها بدفء بين يديه ... فسحبتها مبعده عنها ...
استلقت على جنبها الايسر ... تحاول ان تبتعد عنه في كل شيء ..
اخذ نفس عميق يهدأ اعصابه ويوعد نفسه ان عليه ان يحتمل من اجلها ..
: لاتتعبين نفسك .. اذا بتهمك صحه ولدك لا تتعبين نفسك .. ولاتفكرين في اي شيء يزعجك
حتى انا لاتفكرين فيني .. .. قال الاخيره بتعاسه وشفقه على حاله ..

زاد بكاءها وكأنها يقول لها .. انسيني .. امحيني من حياتك ..
دثريني بالذكريات وغطيني بالغبار كصندوق زمني قديم .. لم يعد فيه فائده ..
سوى لاثاره الشجن والحنين ليس إلا ..
همس بثقل رجل لايقوى على مجابهه المشاعر كثيرا بقلب قوي ..
: اذا ماتبين تشوفيني ... انا اوعدك انك ماتشوفين وجهك طول فترتك .....

انقطع حديثه .. بنظره قاسيه حدجتها به ..
نظره لم يعتدها من حواءه الودود ...

ابتسم يحاول .. ان يكون قريبآ اكثر ..
وقال بروح منخفضه ..
: هالنظره معناها تعال ... ولا ابتعد ..

لكنها لم تعطه جوابآ سوى دمعه انسابت دون مانع على خدها الشاحب ..
اثارت عصبيته وقهرت رجولته .. تجرح قلبه هذه الصافيه وتدميه حتى اخر قطره ..

قام من مكانه وقال بعصبيه : لا تتعبين اعصابي .. ليش تبيكن فهميني .... ليش تبكين ؟

كان عقابه الصمت والصمت والدموع ...
فتنهد بضيق .. و دعك جبينه بحيرة لم تعد تطاق ..
وقرب منها ومال ناحيتها .. وقال بحنان ..
: ليلى .. ماتدرين عن حالي اذا شفت دمعه من عيونك .. الله يخليك لاتزيدنها علي ..

ارتعشت شفتاها المطبقه .. وكتمت حراتها داخلها ولم تبحها كلها ..
تنهد بيأس وهو يجلس قربها ... وتقوس حاجبيه بحزن اصاب قلبه ولم يعد هناك مفر للندب والنواح ..
على حال يختال في اللاشيء صامتآ .. عابثا بدوافعهم و مطلا على الحياة بعنجهياته الفرديه ..

قال يقطع صمت نفسه ويحادثها بعدما لجأت للصمت كحل لها ..
: ماتبين تكلميني .. ؟ على كل حال ...انا بطلع وبجيب امي تكون عندك ..

قام من مكانه .. فلامست اصابعه ..
استجاب لها على الفور .. فلانت ملامحه و استنفر كل مالديه من همم لتعود لمحادثته ..

قال بلين يهاود رغباتها ..
: تبين شيء ؟
مسحت شفتاها وانفها بظاهر كفها .. وهمست بكلمات لم يسمعها ..
مال ناحيتها .. وقال حريصآ عليها كل الحرص ...
: اذا في خاطرك شيء قوليه .. بسمع لك ؟ وابتسم منشرحآ لعل الحال يكون غير الحال..

انتظر دقائق لاستجابتها .. حتى قامت هي بالمبادره الاولى ...
امسكت بمقدمه ثوبه و سحبته ناحيتها .. وهي بالكاد رفعت اعلى جسدها ..
لتعانقه بعمق و قوه ... متجاهله الالم والتعب ..
ولتبكي وقتها بتشنج .. وتضرب ظهره برفق بقبضتها الهزيله ..
و تعاتبه بصوت باكي ..: تبي تروح وتتركني .. ياقسوه قلبك يامطلق ...

احاط جسدها بذراعيه القويتين .. يجد ملاذا غير الملاذ ..
ويجد روحآ غير الروح بين يديها ...
استجاب قلبه وروحه وجسده لها ... و اغمض عينيه مابين النحر والرأس .. يخفي وجهه هناك
يلامس ضعفها ويخفيه .. ويحاول تهميش الذي حدث ... لايهم .. لايهم
كل الافكار الخاطئه والذي حدث في الماضي ويتم تحديثه لم تعد تهم حتى لو كانت صحيحه .. مجرده من الاكاذيب ..
هي التي تهمه .. وهي له ..

همس لها بخفه يداري خوفها ..
: وين اترك روحي .. واروح .. مافي الا مكان وحيد .. تحت التراب اذا راحت الروح ..

لم تعد تقوى على الكلام ..
ولا المشاعر ان ترام .. فالحب اقوى من البوح بالعبارات والاخطر ..
هي ماتشعر به مختلط ... وحاسم وكبير وغير محتمل ..
لكن رغم كل شيء . ..قسوته و عذابه و سطوته .. لاتقوى فراقه والبعد عنه ..


هدأت انفعالاتها .. وهو هدأ قلبه ..
لم يتعدل الحال ...يعرف ذلك..
لم يعودا مثل ماكانا .. يوقنه تمام الايقان ..
والذي انكسر بنيهما صعب تعديله ..
لامناص في التفريق بينهم ..
الحال سيصعب وتزداد الامور ضرواه ..
في الافق علامات ظاهره .. مخيفه .. تنتظرهم ..
والله يعلم عنهما ..
هي بحاجته .. وهو اكثر حاجه منها وان ابطنها ..
سيكون معها بكل الظروف .. وماوعد نفسه به بأن يحتمل من اجلها .. وعد ساري المفعول طويل الاجل ...


*************************



انتظر في المكان المطلوب .. مدرسه قديمه في شارع فارغ...
تثار حوله الشبهات في المكان وساكنيه .. يقابل شخصآ يسلمه ويستلم ..
خاطب نفسه في العوده من حيث اتى ..
في التراجع والتصرف بطريقه افضل ..
كاد ان يتراجع قبل ان يصادف شخصين مثلثمين .. في شارع شبه خاوي ..
تكلم الاول بصوت مرتعش ..
: وين الفلوس ؟
تراجع للخلف .. في لحظه شعر فيها با لندم على قدومه
لكنه قال بحزم يخالف مايشعر به ..
: اعطني الامانه اللي معك ؟
همس الشاب الثاني الذي ابتعد للمراقبه ..
: اعطيه اللي يبيه وخلنا نمشي ..
طلع من جيبه ذاكره جوال و مدها لها ..
ناصر بشك : إنت وسام ؟
ضحك الشاب اللي قدامه .. وقال ..
: وسام ما يحتاج لريال لامني ولامنك .. لكن خذ الصور واعطني الفلوس ..
تردد ناصر .. وقال ..
: ايش اللي يثبت لي ان هذي النسخه الوحيده اللي معك .
التفت الشاب خلفه وقال بعدها ...
: انا عارف انك مو غبي .. بسهل الموضوع علي وعليك .. انا اخذت الصور
من دون علم وسام ... ماراح اجازف بحياتي مره ثانيه مع شخص مثله .. لكن انا انصحك
نصيحه لله لاتقول لوسام عن اي شيء و انصحك انك تنسى كل شيء سمعته وشفته بعينك ..

صرخ الشاب خلفه .. : يالله ياعزوز .. وبعدها سكت وقال بخوف .. : بسرعه .

تقدم الشاب من ناصر وقال ..
: بتعطيني الفلوس ولااروح اتفق مع مطلق الغانم ..
اقترب ناصر وقال بغضب ..
: روح وشوف اللي يصير لك .. انا بعطيك الفلوس .. لكن مااكون ولد ابوي لو لعبت علي
يا عزوز ... تراني اقدر اوصل لك اذا خدعتني ..

ارتبك ودارت نظراته حول المكان .. ناول ناصر الذاكره و اخذ فلوسه
وبدون كلمه بعدها شق طريقه مع صديقه .. مخلفين وراءهم الغبار ...


شد قبضته على لوحه صغيره مزعجه اشد الازعاج ..
فيها فشل و خساره و عار و كرامه مهدوره ..
وخوف من القادم ...

تنهد براحه بعض الشيء و هو يعود الى سيارته .. لايفكر بذاك الشيء في يده
اكثر مما يفكر بالتي تتواجد داخله صوت وصوره ... متوعدآ و راسمآ طريقه في الحساب والعقاب ..




القاكم بخير .. مع ودي


كبرياء الج ــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 27-04-11, 04:57 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Five

 






مراحب ..

اخيرا وصلت .. بعد معترك مع الاتصال ..

حبيت ارد على الاخت غرور انثى .. في مسأله كم المتبقي من البارتات
اذا لم يكن يصل للخمسين فأنه مادونه اكيد ..

ارجو ان تنال اعجابك ..

تفضلوا البارت مع خالص حبي

البارت الثالث والاربعون :


سارت بهدوء ناحيه سريرها .. خطوات قصيره كانت بين نافذتها و فراشها اجهدتها
واشعرتها بالتعب .. اليوم كان شاق عليها .. فحص الجنين و تحاليل شقت على نفسها احتماله..
لولا بقاء الممرضه معها في اخر النهار ... ومطلق الذي ابتعد عنها .. لغايه هي راحتها وعدم ازعاجها ..
جلست على طرف سريرها ... لتريح نفسها ..
ابتسمت بشوق عند سماعها طرق على الباب .. اي احد سيشغل فراغها الان هو شخص مرحب به
طلت الممرضه وقالت بإبتسامتها الشافيه ..
: كيف حالك الحين ؟
ليلى ببسمه امتنان لتلك الابتسامه الطاهره ...
:الحمدلله ..
وقفت ممسكه الباب وقالت .
: عندي مفاجآه لك ؟
استدارت بكاملها متلهفه لتلك المفاجآه ..
دخلت تلك المفاجآه على قدمين .. تصنع ابتسامه رقيقه رغم حزن عينيها ..
تهللت اساريرها وانقشعت تلك الالام فجأه وهي تهمس بصوت شغوف ..
: أمي ...

نصف استداره حول سريرها قطعتها قبل ان تلتقي بوالدتها .. و تحتضنها بشوق ..
همست تلك الحانيه : سلامتك يايمه ...
رفعت نفسها من حضن ابنتها وقالت ..
: علامك يايمه .. ايش تحسين فيه ؟
ابتسمت ليلى و يدها تتعلق بعباءه والدتها ...
: الحمدلله يايمه انا بخير.. لاتخافين ..
مسحت على وجهها وتهدج صوتها حينما قالت لها ..
: كيف ما اخاف .. ؟ وليش قاعده في المستشفى اذا انتي بخير ..
سحبتها ليلى بلطف واجلستها بقربها وقالت بخوف..
: الله يخليك ياامي لا توتريني زياده .. انا من دون اي شيء خايفه ..

انتظرت قليلآ حتى ابتسمت الاخرى بإطمئنان.. تستجيب لمخاوف ابنتها ..
رغم انها زرعت خوفها فيها سرعان مابددتها بقولها ..
: تحملي وانا امك وتغذي زين .. انا عارفه اني مقصره في حقك .. لو كانت ظروفي غير
كان جلستي معي حتى تولدين ..
ليلى وعلامات التأثر بدت واضحه على ملامحها ..
: ماتقصرين ياامي ... والله انا مافيني الا العافيه .. إلاصحيح كيف دريت اني في المستشفى ؟
ردت عليها بإختصار : مطلق ...
التصق حاجبيها بتعجب لما قالته فأعادته بتساؤل .. : مطلق ؟!!!
اكملت الام وهي تقودها الى فراشها لتستلقي وترتاح ..
: ايه والله ماقصر جاني البيت و خبرني ... وهو اللي وصلني المستشفى ..
ناظرت ناحيه الباب مباشره وكأنها تتحرى رؤيته ودخوله عليها في اي وقت ..
: وينه طيب ليش ماجاء معك ؟
والدتها : قال بيتكلم مع الدكتوره و يرجع ؟

تنهدت وهي تعيد ظهرها للخلف .. و تتأمل اصابع يدها بالكثير من التفكير ..

هل يتهرب منها ؟
لم يتحدث معها منذ تلك الانتفاضه الصغيره التي ثارت بينهما ...
ذهب بعدما خمدت مشاعرها و أخمدتها معها ..
هل يفعل كل شيء من اجلها هي ام من اجل طفله ...
هل من اجل هذا جلب والدتها لها ... هل يخفي امرآ يخصني ...
ام لعله يتدارك ضميره بأفعال ترضيني ..

عادت الى الواقع بسؤال والدتها ..
: فيه شيء صاير بينكم .. ؟
اندفعت ليلى في جوابها ..: لا مافيه شيء صار ... ليش تسألين ؟
جلست والدتها امامها وقالت بحنان ..
: مافي شيء ... لكن ودي اسمع منك انتي ... !!

احنت رأسها و دلكت اصابعها بحيره و حرج ..
: مافي شيء اقوله ..
تنهدت امها وقالت بعتب ..
: حتى ولو كان فيه ماقلتي لي .. انا فاهمه عذرك .. طول حياتي بعيده عنك
اكيد مابتقولين لي اللي يضايقك ..

ليلى بنبره هادئه : لا ياامي .. والله .... !!
قاطعتها على الفور : لاتحلفين .. لاتحلفين يايمه .. على راحتك لو بتقولين تلقيني بالدوم جنبك .

رتبت اللحاف عليها تغظ من نظرها الى ابنتها وكأنها تداري علل الزمن و تخبئ ماخبآه هو
وانساها كل ماهو سهل و جميل ...
صعب ان تلومها الان ... فالذي احدثه الزمن البعيد كان قصيآ و واضحآ ...
ليس من السهل النطق وايجاد الكلمات المناسبه ..
ماذا تقول لها عن مايختلجها من هموم ..
ماذا تفسر لها ما يعترك مع دواخلها ويجعلها حزينه ...
لكن هناك سؤال له حاجه في نفسها لابد ان تدركه لترتاح وتستكين مطالبها ...

سألت بخجل : امي .. ابوي قال لك انه يحبك ؟
ابتسمت تلك بمثل خجلها و طغى اللون الاحمر على ملامحها
رغم مسحه الحزن الواضحه ولمعه الالم التي برقت بين الاهداب .
: ويش هالسؤال ؟
ليلى بإلحاح : قولي .. الله يخليك ..
جلست مقابلها وقالت منتشيه بالذكريات الجميله
: بعد كل اللي سواه معي تبيني اقولك هو يحبني ولا لأ ...
سكتت لثانيه وتبعت قولها وهي تنظر للبعيد ..
: بعض الاوقات مانحتاج لكلمه .. كثر ماتحتاجين للافعال .. لكن انا كنت محتاجه لكلمه ..
وابوك .. ابوك .................!!

غصت بالذكريات وابت ان تكمل .. مخافه ان تضيع فيها وتبدأ بالانتحاب ..
ياللشجن حين يهز اغصان الحنين ... ويجعلنا نرتعش حتى العظام ...
حين يجعلنا نسبر اغوارنا ... ونخاف اعاده النهايه رغم انها تمت ... وانتهت ..

شعرت ليلى بوالدتها فاحتضنت يدها .. و بحزن ..
: سامحيني يايمه ... ماكنت اقصد ازعلك ...
اجابتها تلك بعد تنهيده معذبه خرجت من عمق الزمن ..
: مازعلت ياحبيبتي .. لكن ماعاد له لزوم نرجع الماضي .. مانفعتني كلمه احبك ... كل شيء راح وراه .. كل شيء ..

بالفعل .. كل شيء ذهب خلفه ولم يبقى سوى الاطلال تبكيه ..
لم يبقى سوى العتاب و الدموع والحزن .. حبيسه داخل جدران الزمن الهامده ...
وندم ينهش في حياة نابضه ..
والانتظار للقاء في حياة قادمه تجمعهما معآ ... هذا ما تسلى النفس به وتصبرها ..
ونسيان .. امل >> لعل النسيان يجدي ويمحي الذاكره ...


************************



توقف على عتبه الباب .. وانتظر ... انتظر لايعلم لم ... ؟!!
هل خاف ؟
هل شعر بالذعر فجأه ؟
اليوم بطوله يقبع بين زوايا المستشفى .. بعيدا عن عالمه الورقي وقريب منها ...
حتى الراحه لم يتذوقها منذ دخولها ...
ابتعد عن الباب ... وجلس على الكراسي القريبه منه .. واضعآ يديه على ركبتيه ويحدق امامه ..
و اعاد في عقله ماسمعه من طبيبتها . ..

: زوجتك تعاني من نقص الحديد في الدم .. وهذا ناتج من سوء التغذيه .. يا اخ مطلق اذاما تعرف
اخطار نقص الحديد .. فهو يشكل خطوره على الجنين اذا ما اهتمت بنفسها ...لان كل التشنجات اللي تحس
فيها ماهي الا اشاراات رفض و صعوبه تقبل ..
عقدت حواجبها بتهكم : انا استغرب زوجتك تقول انها كانت تتابع حملها .. واكيد خبروها عن المشكله هذي ..

كملت بإهتمام : و لاتنسى الانفعالات النفسيه والضغوطات .. تعرف ان فتره الحمل فتره جدا حساسه
عند المرأه .. تتأثر من اي شيء .. الفتره الجايه بتكون مؤثره وصعبه حتى موعد الولاده ..
هذا .. هذا .. اذا قدرت الاحتفاظ بالجنين الاربع شهور القادمه ...
زوجتك ضعيفه وتحتاج للمساعده .. والاهتمام .. واظن انك الشخص القريب منها .. في الوقت الحالي .


كأنها تقول لها انت المذنب الوحيد في سوء حالتها ..
انت السبب الوجيه في تعبها .. وعناءها الطويل ..
هل اجادل في هذا .. على العكس ..
انا السبب .. نعم واقولها لنفسي بقوه وصراحه .. لكن امامها لا اقوى على مجابهتها ..
كانت تعاني امام ناظري وانا اتجاهل .. وان فعلت وسألت فأنه الواجب والحرص ..
والامانه التي اثقلت كاهلي ..
لم اسألها يومآ هل ذهبت لموعدها مع طبيبتها ؟
لم اسأل عن حالها و احوال حملها ...

تنهد بتذمر على دقائق طويله .. غير مجديه ..
اخرج جواله الجديد .. واتصل على ناصر .. وانتظر الرد ..
ناصر بصوت منخفض : هلا مطلق ..
مطلق : هلا ناصر .. وينك انت ؟
ناصر : موجود .. وين بروح يعني .. .إنت اللي وينك ؟
مطلق : في المستشفى ..
تغير صوت ناصر و سأل ..
: خير ان شاء الله ..
تنهد مطلق وقال بإختصار : زوجتي تعبت ...
اعقب قوله لحظه صمت ..لكن عاد ناصر بهدوءه
: دقائق واكون عندك ..
مطلق : مايحتاج ياناصر .. لا تتعب نفسك .. كنت بقول لك شيء ..
ناصر : تكلم انا اسمعك ..
ارسل نظره حوله .. و كل الكلمات تقف عند بابها هي ..
ابتسم لذكرى مرت عليه فجأه ..
وغير رأيه عن البوح .. لكن رد بقوله ..
: كنت بقول ادعي لولدي انه يعيش حياة اكثر من حياة ابوه ..

و إلتزم الصمت برفقه صاحبه .. و اودع جواله بهدوء في حضنه متجاهل
ان الاتصال مازال قائم.. أغمض عينيه و دعى من قلبه .. لجزء منه ..
ان يحفظه الله .. و ينير الحياة بوجوده ..
ابتسم لاحساس ابوي بدأ يتعاظم لنطفه في عمق الظلمات .. علمه عند خالقه ..

اخذ نفس عميق و وقف يمشي خطواته القصيره .. نحوها ..
والذنب يملأه .. يملأه حتى الفراغ المتكامل ..



*****************************



وضع يديه في حضنه .. و ما كان يراه امامه قد اصبح مجرد الوان ..
وماسمعه قد ازعجه ..
صاحبه يعاني بدون كلمات يفصح عن مايشعر به ..
صاحبه حزين .. بدون رفيق ..
تنهد و تقوس ظهره بقوه لم يعد يستطع بذلها ..
وانا ممزق ياصديقي ..
حائر وضائع .. لاول مره اشعر بأني مراهق قد تورط في عمل متصابي
لم يدرك نفسه فيه ..
مالحال ياصديقي .. ومالحل في رأيك ؟
فخطتي المستقبليه قد اصبحت باهته بعض الشيء وقد اعتركت فيها بعض الخطوط المتشابكه ..
وهمي هو انت .. انت .. ولاغيرك
اخاف عليك واحرص على حياتك .. حتى خلطتها في مزيج منكر مع حياتي لم اعد استطع التفريق فيه ..
اخرج من جيبه ما يخشى فيه عليه وعلى نفسه .. وعلى الابرياء الذين يؤخذون بجرائر غيرهم ..

كره تلك الطهاره الزائفه .. و انخدع في الامل الزائف ..
والكمال الظاهر مجرد برواز للحقاره و الانحطاط ...

قبض عليه بغلظه .. واعتصره بين يديه حتى كاد ان يكسره ..
لكن رفق به ..في وقت حانت منه فكره لشرح الدرس الاول من دروس الحياة ..



************************



دخل حجرتها فصادف والدتها امامه .. غضت الطرف تلك و ابتعدت تحكم حجابها ..
سأل وعينيه تبحثان عنها ..
: كيفها .. ؟
ابتسمت و وعينيها اتجهت خلفه حيث الحمام..
: بخير .. ياولدي .. لاتشيل هم .. توكل وريح شوي مادام انا موجوده ..

حاول انه يبتسم لكن حتى الابتسامه لم تجد طريقآ سهلا..
اجابها : الله المستعان ..
ناظر ساعته وقال : اهلي شوي ويكونون هنا ... انا بمر الشركه وبعدها ارجع اوصلك ..
ام ليلى : الله يحفظك ياولدي .. ويعينك علي .. تعبتك معي ..
حينها ابتسم بصدق ..
: افااا ياخالتي .. انا مثل سعود .. وانتي في مقام الوالده ..
ابتسمت بإشتياق لطيب الذكر .. "سعود "
: الله يخليك ياولدي لاهلك .. ويحفظك من كل شر ..
استدار للخلف مباشره بعد ماسمع قفل الحمام يفتح ..
خرجت وهي تجفف وجهها ... فوقفت امامه لدقيقه كامله ..
ارسلت نظره عابره عليه .. تحجب مافي نفسها له ..
وهو .. يزيد من العتاب عليها واللوم على نفسه ..

ولم يعد يطق صبرآ .. اقترب منها ..
وسألها بصوت منخفض متحكم ..
: ليش ماقلتي لي .... ؟
التصق حاجبيها وقالت بدون علم عن سؤاله ..
: اقولك عن ايش ؟
مسك اصابعها بلطف وشدها ناحيته ..
: ليش ما قلتي عن تحاليلك قبل ؟ كان لابد ان اسأل ؟
فتحت فمها لتجيب لكنها ألجمت .. فغضت الطرف سريعآ ..
قال بعتب : ليش ماتكلمت وقتها.. تعتبرين كل شيء فيك ماله معنى ..
تركت يده وقالت بلؤم بعدما لمعت دموع ندم في عينيها ..
: وانت ليش ماسألت ؟ انت مااهتميت ؟ لو كنت مهتم على الاقل سألت انا اتابع حملي في مواعيده ؟
جاوبها على الفور : انا اعترف اني مقصر معك لكني مهتم و حاولت معك لكن انتي ما تتكلمين .. ؟
تهدج صوتها وقالت بإنفعال ..
: وان تكلمت بتسمعني .. ؟ بتخاف علي ولا على ولدك الجاي ..
رمشت عيونه بصدمه ..مسك يدها مجددا ..
: انتي غبيه .. ولا تتغابين علي ؟
ارتفع صوتها وهي ترد عليها ..
: انا غبيه .. ولا انت ما تحس فيني .. تنتظر مني كل شيء و لكن انا ماانتظر منك ولا شيء .. ولاشيء يا مطلق ..

راقبها وهي تتنفس بعمق .. وجسدها كل متأثر بحركه متسارعه ..
ترك يدها بسرعه وقال بضيق ..
: اذا كنتي تفكرين بطريقتك هذي فإنتي مافهمتيني صح ... فليش اتعب نفسي في الشرح ؟

تدخلت امها بحرج ..
: يا عيال تعوذوا من الشيطان .. وشفيكم ؟
تراجع مطلق .. وكأن شيئا لم يحدث ..
: انا بغيب شوي يا خالتي .. وبعد اذان المغرب برجع واوصلك لبيتك ..

طلع بهدوء .. وليلى مكانها ... تدلك مكان لمسته لاصابعها ..
سألتها امها : ويش صاير بينكم ؟
رجعت لسريرها ببطء .. وقالت ..
: مافي شيء ..
اقتربت منها ولامست شعرها ..
: كل اللي صار وتقولي مافي شيء .. والله حالك غريب ..
شدت اصابعها حتى احمرت .. والتزمت الصمت ..
طالت سكوتها .. فتنهدت امها وهي تمسح على وجهها ..
: الله يهديكم يا يمه .. ويصلح بالكم ..

اغمضت عينيها لذلك التعب المتواصل ..
ودعت ربها بنبض وجل .. وامل كبير

إلهي ..
قلبي بين يديك امنحه صبرآ لاينتهي ..

انفتح الباب على اصوات ضحكات وهمسات ..
سمرواريام .. وحتى خديجه وام مطلق .. ووفاء و التوائم ..

فابتسمت .. وتموضعت وتداركت ما وقعت فيه ..
وفتحت ذراعيها لاستقبال احضانهم ..



************************


استند على الجهه اليمنى ... ونقل المسند للجهه الاخرى ..
تركه عبدالله بمفرده ... في المجلس وقريب منها .. لدرجه التوتر ..
وشعور بالتعب والارهاق من يوم مليئ بالمهام المرهقه ..
و طال يومه بموعد عشاء ملزم منه ..
لايريد الاحتكاك بها .. و روايه مالايريد روايته لاحد ما ..
دخل عبدالله بصينيه الشاي .. وبصوته العالي ..
: حياك الله يا بو احمد.. السموحه تأخرت عليك .. لكن البيت بيتك ..
سعود بإبتسامه مرهقه ..
: تسلم .. ماعليه خذ راحتك ..
جلس قباله ..ومد له بفنجان الشاي ..
: شكلك تعبان ؟
سعود بصراحه : ايه والله .. تعبان ..
عبدالله : السموحه يا بو احمد .. اصريت عليك وانا عارف انك تعبان
لكن انت عارف مثل ما انا عارف ليش اصريت عليك تجي تتعشى عندنا ..
تنهد سعود وصب اهتمامه في زخرفه فنجان الشاي ..
بينما اكمل عبدالله ..
: انا عارف كل شيء .. هي قالت لي .. ولو تدري عن حالتها ..
رفع رأسه سريعآ وكأن قلبه ارهفه بذكر مجنونته تلك ... وعن حالها الذي لن يسره ابدا مهما ظنت فيه .

اردف عبدالله : هي ماقالت لي .. لكن انا سمعت اخر كلامك لها على الجوال ..
ضحك واكمل : من ناحيه انها غبيه فهي غبيه .. و اكبر دليل انها تحسبك طلقتها
وعايشه جو ..

عدل سعود جلسته وقال بإهتمام : وليش مابلغتها عن الحقيقه ؟
عبدالله بصراحه : افهمني يا سعود .. انا عارف ان الرجال منا مايبي واحده بعقليه اختي
عنيده و ماتسمع الا كلامها ..كان لازم احسسها بالندم وثانيا .. انا ابي افهم منك قبل كل شيء ..

سعود بحزم : مو قبل ما اشوفها واتكلم معها .. وقدامك ..
عبدالله : ابشر .. وهذا اللي ابيه انا علشان ارتاح ... ثواني وتكون عندك ...



كانت تقف في الخارج وترتجف من هول ماسمعته ..
اصطدم اخيها بها .. فتجمد الدم في عروقها .. وانهالت عليه بنظرات ناريه غاضبه ..
عبدالله بإبتسامه متوتره ..
: اختصرتي علي الطريق .. اظن انك سمعتي كل شيء ..
نجمه بدون تصديق ..
: عبدالله .. انت تتكلم جد .. قاعد تلعب بأعصابي انت والاخ اللي معك ..
عبدالله بهدوء .. اقترب منها وسحبها ناحيه مكان ابعد عن المجلس ..
: انتي اكتشفتي انك غلطانه .. وندمانه.. و انا قصدت احط النقط على الحروف
وانتهي من غرورك.. واكشف اخطاءك كلها ..
ضمت اكتافها وقالت ..
: ومن انتم علشان تحاسبوني على اخطائي ... ؟
عبدالله بإنزعاج من اسلوبها ..
: اولا قصري صوتك ؟ وثانيا .. سعود ما قال شيء .. ولايعرف انك فهمت خطأ من الاساس ؟
نجمه : طيب .. قوله اني فهمتها بالطريقه اللي ابي ... يعني بالاختصار انتهينا ؟
مسكها عبدالله وقال بعصبيه ..
: نجمه لا تطلعين جني فيك ... وينها اللي البارحه ذبحت نفسها من البكاء ... ؟

نجمه برجفه حقيقه . ..حاولت التخلص من قبضته المؤلمه ..
لم تكن تتوقع انها كل ذلك مجرد خدعه .. الصقوها بها
حينها انسلخت من كل قوتها .. وعرت نفسها من كبرياءها امامهم ..
كانت ضعيفه و مهشمه ..
وهم كانوا يختالون على جرحها بإبتسامات سخريه وهي تتقلب على نار من الونات والعذاب ..
ولاحياة لمن تنادي ..

اجابته بغرور تنامي في ثواني قليله ..
: مالك علاقه في حياتي قول لصاحبك ينهي المسأله اللي جاء علشانها .. اذا كان يعتقد ان المسأله
عندي خدعه فهذا اللي يتمناه ..

لم يجبها الا اطلاله ناريه غاضبه من عبدالله ..
و يد ارتفعت لتهوي على خدها بصفعه قويه ...

اغمضت عينيها لاستقبالها .. لكن طال انتظارها ..
وعندما باعدت اجفانها .. كان يقف بينهما ... يمسك بيد عبدالله و يشد عليها
بصوت حازم لايكاد يخلو من الانزعاج ..
: افا ياعبدالله .. تبي تضرب زوجتي وانا في بيتك .. على الاقل يااخي حشم وجودي ...
تراجعت للخلف واحنت رأسها ..
بينما اردف : اللي تبيه حاضر وعلى العين والراس .. مافي شيء يجي غصب ..

طالع نجمه التي غضت الطرف و انحجبت عنه وألصقت ناظريها بالارض ..
وقال بهدوء : انا مانطقتها يا نجمه لاني كنت متمسك فيك ولاهنتي علي .. ماكان ودي انهي كل شيء في لحظه انفعال ..
تقولي انك انجرحت من خدعه مالي يد فيها والله يشهد .. لكن اذا جيت على كرامتي
يابنت الناس .. تراني ماارخصها واعز ماعلي اموت ولا اخذ واحده ماتبيني .. وتنتظر اللحظه اللي تفتك مني ..

ناظر عبدالله الغاضب .. .. وقال بهدوء ..
: عبدالله .. امانه وعهد ابيك تصونه اودعتها عندك مايحفظها الا الرجال مثلك وشرواك .. ماتمسها ولا تقرب منها
واعتبر كل اللي سمعته ماصار ولاكان .. انا الرجال اشيل عيبي وامشي .. ولايهزني
القيل والقال ... اللي مايبيني مابيه .. والحر ما تهزه رجفه قلبه .. وكلام النسوان ..

رجع ورمى نظره غريبه .. ساحقه .. و مودعه ..
قال بنبره هادئه وعيناه تجول في ملامحها المبهمه ..

: نجمه ..

رفعت نظرها إليه .. لم يتأثر باالاعين الدامعه
ولا بغيمه الحزن التي استظلت على رأسها ..
لم تكن نادمه.. ولم تحسن ان تتصنع دموع الالم .
كبرياءها صوره لاتستطيع مسحها من على جبينها .. لن تتنازل عنها بواقع او حلم ..
وهو كبرياءه ممرغ تحت قدميها ..تطآه ولاتحاسب عليه ..
تنازل وهو الرجل عنه .. وتركه جانبا في حياته كان يريدها وينشدها ..بطيبه قلبه و رهافه احساسه ..
واستدرك في اللحظات الاخيره .. ان الحب ملئ بالالغاز .. ومحفوف بالمخاطر ..
لم يمزج شيئا مما ذكر فيه .. و مضى في طريقه بدون عناء التفكير في تلك المزعجات ..

لكنها اعطته درسآ هاما من دروس الحياة التي لم يتلقها في صفوف الدراسه ..
بأن الحب بحيره جافه .. يستطيع ان يغرق فيها امهر السباحون ..


سحب نفسآ عميقا و ابتسم.. بعذاب وندم طويل ..
: نجمه .. الله يستر عليك دنيا واخره .. انتي !!!! طالق ..


وانتهى الانتظار واختصرت المسافه لنهايه المشوار ..
ويا ثواني متباطئه ..و دقائق مهروله سريعه
عودي الى بدايه الطريق .. واسلكي الاخر
لم نكن نريد النهايه ان تكون بهذه اوتلك ..

وياللبشر عندما تطول عقولهم حسابات اخرى ..
ويتهالكون على امجاد انفسهم ولا حياة لهم ..
يريدون ان يتألقوا كالنجوم في سماء الكون ..
لكن يا للمفاجآه ..
لاحياة لها هناك ..
ولا ضياء لها بين الانجم الكبار ..
والنجم .. كوكب معتم ياخذ ضياءه من انعكاس اشعه الشمس عليه في فضاء خارجي فسيح ..
والشمس حياة .. عطاء و تضحيه و ازدهار متكامل ..
ولااعلم .. ولاهم يعلمون .. ان النهايه وشيكه واقرب ما يمكن ان تكون ...



****************************



انتهت من قراءه جزءها اليومي .. والذي فاتها لعده ايام ..
اسندت نفسها على السرير .. و اتجهت نظراتها ناحيه الباب ..
تترقب بصمت بمفردها ..
الجميع كانوا معها .. .. سعدت بتواجدهم معها ..
وبالاخص والدتها التي تركتها قبل ساعه من الان ..
تأففت لطول الانتظار .. واسترخت على سريرها ..
بعدما تشاغلت بجوالها ..
وفجأه تلقت اتصال جعلها تجفل .. وتبتسم بعدها ..
حاولت ان تكون طبيعيه وهي ترد ..
: السلام عليكم ..
ليلى :وعليكم السلام .. هلا والله بطويل العمر ..
سعود : هلافيك .. اخبارك يالغاليه ؟
ليلى بإبتسامه : مشتاقه لك .. بالحيل انت واهلي .. كيفكم جميع ؟
اجاب متنهدآ : كلنا بخير والحمدلله ...
تغيرت ملامحها على نبره صوته المشكوك فيها ..
وسألت بخوف : خير يا سعود .. وشفيه صوتك ؟
لحظه صمت تبعته رد متلعثم لم تعهده من سعود ..
: ليلى بقولك شيء .. لكن اوعديني ماتزعلين وتفهمين قراري .. لاني ابي مساندتك
ووقفتك جنبي ؟
ليلى بخوف : سعود والله خوفتني .. خير قول بسرعه ..
تأفف .. وقال بإنزعاج ..
: انا اتصلت عليك علشان تسمعي مني ولاتسمعي من غيري بدون زياده او نقصان
ومابي اسبب لك الخوف او الضيق ..
تنهدت .. وقالت بهدوء صعب .. : طيب ..خلاص اتفقنا قول ايش عندك .. ؟
سعود بهدوء : طلقت نجمه ..
جفلت و ارتعشت يدها وقالت بدون تصديق : ايش قلت ؟
اعاد عليها بحزم : انا طلقت نجمه والامر حاسم مافيه رجعه ..
بالكاد استوعبت .. عدلت جلستها وارتفع صوتها بإستهجان لما سمعته
: سعود .. انت تتكلم من عقلك .. ؟ ليش طلقتها ؟ ايش اللي صار بينكم ؟
معقوله يا سعود ..بعد كل هذا الوقت تنهي كل شيء بسهوله ..

ارتفع صوته بقهر ..
: ليلى .. لا تتكلمين عن شيء ماتفهمينه .. ولاتعرفين فيه شيء .. صديقتك هذي
ما تتواطن .. مااقدر ابني حياتي معها ..

ليلى : ومن البدايه .. تخلص على حياتها .. انت وين عقلك ؟ وين سعود العاقل الفاهم ؟

صرخ فيها لاول مره ..
: كل شي ء تتوقعونه مني .. العقل والتفهم والهدوء و الصبر .. انا انسان مثلي مثلكم ..
عندي احساس ومشاعر ..وقبل كل شيء عندي كرامه .. نجمه ماتبيني ياليلى ..
البنت ما هي طايقتني .. كيف تبيني مااقولها وهي اهانتني برفضها لي ..

ارتجف الجوال في يدها وغصت بدموع كثيره .. لم تستطع ان تحجبها ..
او حتى تمنعها ..
اجتاحتها كطوفان غاضب ..

اعقب سعود بخيبه ..
: الله يخليك ياليلى لاتزيدينها علي .. انت اول واحده تعرف بالخبر .. اذا صعبتها علي
ايش اقول عن الباقين ..

همست ببكاء وهي بالكاد تنطق..
: الله يسامحك ياسعود .. الله يسامحك .

اغلقت جوالها ورمته جانبآ .. واخفت وجهها في راحه يديها
تبكي بحرى عن ماحدث ..
لم تتوقع هذا ولم تضعه من ضمن الظنون و ما يمكن ان يحدث ..
لم يكن حرصها على نجمه اكثر من حرصها على اخيها ..
يالقلبك التعيس يااخي ..
ويا لعنادك اللعين يانجمه ..
لقد فتقتم قلبي بأحزانكم وجعلتموني ظنينه الحال وانا في اسوأ احوالي ..

اهكذا ينتهي كل شيء ..
اهكذا هو المآل .. ااي دمار شامل استهويتموه لحياتكم ..
تظنون انكم تفعلون الصواب وانتم في الدرك الاسفل من الاخطاء الكثيره ..



هذا هو حالها ..
اما عن حاله سعود .. فلامتعوس غيره على وجه الارض ..
يبكي بصمت ..
يحتاج لحضن كبيره ليحتوي احزانه العظيمه ..
للتو اطلق رصاصه الرحمه لتخترق قلبه قبل ان يخترق الهواء بينه وبينها ..
ويكاد يجزم انه ينزف .. ينزف .. ينزف حتى الهلاك ..

تهالك على عتبه الباب .. ولا قوه اخرى ستدخله غير رغبه في انهاء الامور كلها .
والانتهاء منها .. لانه الرجل يجب عليه ذلك
لانه الرجل يجب عليه ان ينهي المسأله العالقه و يواجه الجميع بقلب قوي وقناعه كبيره
واقنعه كثيره ...
لانه الرجل يجب عليه ان يفعل
ان لايبكي .. او يرتجف .. او يرتعش احساسآ او حتى انفعالآ

وياللجبال الصامدات .. اجعليني منك هذه الليله ..
احضنيني في صلابه صخرك و عنفوانك المريد ..
واخفيني بين ثناياك ايتها العتيده ..

ابتسم ابتسامه صغيره .. و زادت واتسعت رويدآ ..رويدآ ..
حتى تحولت لضحكه هوجاء .. همجيه
يخمد فيها صرخات الالم بداخله ..

يجُوزَ آضحُكَ .؟
وآنـآ كليُ بقآيآ منُ آلمَ محفَوورُ ..


قُنآعَ ألبسُه ,
حتُىَ مآ أزعُلَ نآسُ تغُليَنيّ ,!


مسح دمع نضحت من عينيه لضحك خدر احساسه وتعالى على مداركه وعقلانيه اصابها الكسل ..
واقتنع بصدق .. ان " شر البليه مايضحك "
ومضى في طريقه .. عازم النيه على الخلاص ..


***********************


وصل للمستشفى بعدما قضى وقته مع ناصر ..
تنهد بحيره .. بعدما بلغه ناصر بالتطور الحاصل معاه ..
قرر تأجيل موعد زواجه لشهرين اضافيين ..
احاطه جو من الشكوك والاستغراب ..
والاخص تكتمه حول الاسباب ..
عجز في فهمه و ادراك مايخفيه ..

مطلق : ناصر .. طيب فهمني ليش تبي تأجله ؟
ناصر بهدوء غريب ..
: حسيت اني مستعجل .. في امور كثيره مافكرت فيها ..
راقبه مطلق بصمت ثم اقترب منها وسأله ..
: وتوك اكتشفت انك مستعجل .؟ ناصر لايكون فيه سبب ثاني ..
ناصر بإبتسامه متوتره ..
: يارجال مافيه الا االعافيه .. عندي امور كثيره ما فكرت فيها الا مؤخرا
البيت والاثاث .. والسياره والمهر ... وامور ثانيه ..
مطلق بإبتسامه صادقه ..
: افا ياناصر .. تقول كذا وانا موجود .. يااخي يد بيد انا وياك ..
ناصر : ماتقصر يا مطلق .. لكن هذي حياتي ولازم اتحمل مسؤليه نفسي ..
ابتسم واكمل : اساسا انا حاطك للمهام الصعبه .. فلاتستعجل ..

ابتسم مطلق .. لكن مازال الشك يساوره في تغيير سريع لقراره
وهو بالامس يكاد يرقص فرحآ للموعد الذي ابتهل في استعجاله ..
لكن قنط بسهوله لامر صاحبه وقنع اذا كان شيء هو يريده ..


مشى بهدوء ناحيه حجرتها .. لايريد المبيت لديها هذه الليله
سيطمأن عليها ويغادر لان من بعد الاحتكاك الذي اثارته في وجهه
سيتجنب البقاء معها طويلا..
فتح الباب بسرعه عندما سمع صوت بكاءها . ..
دخل و بنظره سريعه تبادلها معها .. وبجانبها الممرضه تحاول تهدأتها ..
اقترب بخوف وسأل : خير ايش صاير ؟
مازالت تبكي وهو مازال خائفآ من افكار سوداء تبتسم في وجهه بخبث ..
هزت الممرضه رأسها بنفي بعدم علمها .. وخرجت ..
مطلق قرب منها وسأل بذعر لحالها ..
: ليلى .. ردي علي ؟
اجابته بين شهقاتها ..
: سعود ..
مسك يديها وابعدهما عن وجهها .. ليفاجئ في تعابيره المؤثره وعينيها المتورمه .
: وشفيه سعود ؟
تهدج صوتها .. و رمت برأسها في حضنه الفسيح ..
أغمض عينيه برأفه على حاله الذي يكون منها قريب ولايستطيع ان يعبر عن مشاعره بدون حدود ..
سأل مجددا .. ويده تمسح وجهها المبلل ..
: ليلى .. خبريني .. ايش اللي مزعلك ؟
رفعت رأسها بحده وقالت .. بصوت مبحوح ..
: انتم ؟
رفع حاجب استنكار واكتفى بالانتظار ..
بينما اكملت بإنزعاج: ليش اذا مااعجبكم الوضع .. تنهون على كل شي بدون اهتمام بمشاعرنا
ونحن لو نموت مانقدر نسوي شيء ..

هز رأسه بتمهل وكأنه متقبل كلامها ..
فأكملت بنفس الوتيره ..
: كل اللي يهمكم ... كرامتكم وكأنه ماعندنا اي كرامه ..
اذا سكتنا وتقبلنا الحياة معكم مو معناها انه ماعندنا كرامه ..

قاطعها بسؤال بارد : ليش صابرين اذا ماتعجبكم تصرفاتنا ؟
وبنظره مفترسه وجهتها له ..
: انت اخر واحد تسأل ؟

ابتسم و احنى رأسه .. وسأل بعدها : طيب .. مابتقولين وشفيك ؟
دمعت عيناها مجددا ..
وقالت بهدوء مستجيبه لهدوءه معها ..
: سعود .. طلق نجمه ..
رفع رأسه مباشره وشفق على حالها .. قدر وضعها وفهم صعوبه ماتعانيه
اخوها و صديقتها ..
سأل : مين قال لك ؟
ناظرت ناحيه الجوال وقالت .. بعتب : سعود .. هو اللي كلمني ..
اقتربت منه وقالت برجاء ..
: مطلق .. الله يخليك ودي اروح لاهلي ..
رفع حاجب وقال : ليش تروحين ؟ بتحلين المشكله ؟
ليلى بأمل : يمكن .. يمكن اقدر .. حتى لو ما قدرت لازم افهم يامطلق ..
مطلق بإختصار : بتتعبين يا ليلى ..
ليلى بهدوء : مطلق .. انا بين نارين .. اخوي محتاج لي يامطلق ..
مسكت يده : ماودي اجلس هنا زياده .. كفايه .. ارجوك لاول مره اطلب منك طلب ..
اذا جلست هنا دقيقه ما راح ارتاح ..

تنهد وغطى عيونه بيد واحده ..ضغط عليها
فأردفت : انا اعرف اني تعبتك معي .. لكن علشان خاطري يامطلق لاتردني ..

ناظرها مباشره .. وابتسم ..
وقال بعدما هز رأسه موافق .. : امري لله .. بتقولين علشان خاطرك.. ؟ ماتعرفيـــ .....
توقف عن بوح مشاعره و انتهى ...
واكمل ...:
لكن اوعديني انك تهتمين بنفسك ..

ابتسمت على الفور .. و رمت بنفسها في حضنه متجاهله كل شيء ..
ابتسم براحه رغم المد والجزر الذي تعاقب في يومه الطويل ..
ورغم الضغط الذي يعانيه .. و الالم الذي تصاعد لديه
لكنه رغم كل شيء يرتاح لراحتها و لهدوءها ..

مسح على شعرها وتساؤل بصوت هادئ .
: ماقلتي لي ياليلى .. ليش صابرين علينا مدام ما تعجبكم تصرفاتنا ؟


انتظر جوابها .. لكنه طال . .. وطال
فلم يستعجل .. ولم يتدارك الوقت الذي يمر مهرولا معها ..
لن تقول له الان .. ولن تعترف .. ولن تعيد ماقالته في الماضي ..

همس بإسمها .. ولم تجبه .. سوى انفاسها الثقال ..
ادرك ان النوم قد تمكن منها .. بعدما ثقل رأسها على كتفه ..
احتضنها بعنايه ..

ابتسم .. وهمس بحذر : ليلى .....احبك ..


و زادت ابتسامته .. وكأنه راضي عن اعترافه الغير مباح
مستغل كل الفرص لشعور بالراحه في غير موقعها ..

أغمض عينيه هو الاخر .. وكأنه النوم قد تسلل إليه غير شاعرا بالذنب
لافي الوضعيه الصعبه .. و لا في الحاله الاستثنائيه ..
لاتهمه القوانين النصيه او المسموح و الممنوع .. الاهم ماهو المرغوب ..

غير مستشعر المكان الخطأ والزمان الخطآ ... فالمهم لديه .. هو الشخص الصواب ..



***********************



فتاتان على نفس الطريق ...
كل منها ترسم عليه خطوطآ .. استدلاليه .. احداهما وضعت نقطه لنهايته ..
والاخرى .. وضعت فاصله لتستكمل الطريق بكل ظروفه..

تتشابهان في امور كثيره .. و تختلفان في الوضعيه ممكن ..
احداهما للتو انهت مسأله شائكه .. قد علقتها في مذبحه تنتظر دورها وانتهى بالفعل ..
جربت فيها كل شيء لديها .. إلا ماليس لديها ويرغبه الاخرون بشده ..
لكنه للاسف ليس لديها ..
حاولت التأقلم ..
جربت الاعتراف ..
قاومت المشاعر واهلكتها هي ..
كل شيء كان ممكن لديها .. متاح .. سهل .. يسير مقتدر ..
لكنها متمرده ..ابيه .. صعبه ..
سعت لكل شيء .. كل شيء للخلاص ..
توقعت ان صعود الجبل مثل نزوله ..
توقعت انها ستبتسم بإنتصار اذا انتهت من مغامرتها الشيقه ..
لكن لاشيء من كل هذا حدث لها ..
فالحزن باب طرقته بشده حتى كسرته .. ودخلته بإرادتها .
والالم .. لعبه خطيره استهوت اللعب بها رغم خطورتها ..
والفراق .. مالم تتوقعه .. هشم فيها كل قوه وجلاده اعتقدت انها باقيه ابيه فيها ...
والمشاعر كان لابد ان تعترف قبل ان تقطع عرق الحياة في معصمها ..
لقد احبته .. احبته .. احبته ..

احبته رجل اعترف بها امرأه وقدرها على الرغم من البدايه المتعثره ..
احبته بصمت .. بغموض ... بكبرياء ممزوج بغلظه ...

بكت بعدما ابرحها اخيها ضربآ .. ولم يبالي بالعهد النبيل الذي ااتمنه سعود عليه ..
تهالكت على فراشها .. مريضه .. قريحه الالم .. متباعده كل البعد عن نجمه التي تعرفها ..

وابتسمت بشفقه على حالها .. تهدأ نفسها بأن قري ..
اهدأي ... ولو شئتي موتي يا أنا...

فلا شيء سيعود .. لاشيء ..





اما الاخرى .. للتو انتهت من رمي مجله تمتلأ بصور لفساتين اعراس مميزه ..
كانت قد فتحتها وهي تبتسم .. لكن اغلقتها بعدما صافح الدمع جمال صفحاتها ..

ناصر .. مابدل حالك ؟
وما غير قلبك علي ؟

لقد اصبح الامر جلل .. وصعب الفهم والاعتراف ..

لقد تغير في يوم وليله ..
لم يعد ذلك الرومنسي الذي يمطرها بوابل من المشاعر الشفافه الواضحه ..
لم يعد ذلك الرجل الذي احببته ..

هناك طارق جديد في حياته ابدلها كلها ..
لم يعد يتصل ولم يعطني تصريحآ للبعد او حتى التأجيل الذي ادركني به هذه الليله ..

قطع خيطآ خفيآ كان بينهما .. و استتر بمفرده ..
حاولت ان تقدر لكن الشكوك بدأت تساورها من كل اتجاه ..
وهي التي قطعت نفسها .. بأن ناصر هو اليقين الذي تقطع به كل شك يساورها ..

تنهدت وهي ترمي رأسها على المخده وتبكي بصمت ..
على مسامع اختها التي لم تجد كلمه تهدأ بها مايعتري قلبها الحزين ..


تأمل بأن غدأ يحمل لها عنوانآ اخر ..
عنوانا جميل .. يسعد قلبها ..
فالصراحه يجب ان تعترف .. ان وداد وناصر هما امل وتفاؤل يجعلها ترى الحياة مشرقه
من زوايه تخص هذان الاثنان ..




لاتقطعوا الوعود .. او تتنازلوا عن الصعب المستحيل ..
فاالمدارك سهله والغايات في قبضه اليد يسيره ..
الحلم واعد لبعضهم ..
كل منهم يسير في طريقه معترف بخطأه وصوابه .. مجازف بكل مالديه ..

تغيرت وجوه ابطالنا .. وفتحت صفحات جديده في حياتهم
وماهو متوقع اصبح نادر ومستحيل ..
والعكس في اهبه الاستعداد .. منطلق غير ابه بالرحيل ..

ناثرين اقدارهم على سحابه صيفيه .. يعقدون فيهاا الامل بأن ستمر .. ولابد ان تمر ..




مرة ،
كان حبك ،
وكان حبك شراع مركب الفرح العتيق
ورحيلاً من نهر الظلمات والدم
الى جزر الدهشة وصحو مطر النجوم .
مرة ،
حبك كان عبارة “ممنوع المرور” في وجه قاطرة الحزن ،
حبك
رغيفي في قحط التكرار والسأم …


كان حبنا وعلاً جميلاً ، كالحرية ،
راكضاً كسهم افريقي ملون ،
لكنه حين دخل غابة الشكوك والنزق
علق قرناه في أغصان الحزن الكثيفة .
ورغم كل المرارة التي ما يزال طعمها في فمي
كالدم إثر لكمة متفجرة ،
كانت هنالك لحظات في حبنا ،
لحظات مضيئة عانقنا فيها الطفولة ،
والفرح . الفرح . الفرح .

بعضآ مما اعجبني .... لـ غاده السمان


كونوا بخير .. حتى موعدنا

كبرياء الج ـــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 04-05-11, 10:44 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

سوري ياجماعه تأخرت في انزال البارت كانت عندي ظروف معقده مع الاتصال ..
وعندي مطالبه من بعض المتابعين الكرام عن عدم سؤالي عن متى تنتهي الروايه ..
فذلك يسبب لي التشويش والضغط .. ارجو ان تفهموني ..
وايضآ لا استطيع ان احصر كم المتبقي ... لان بمجرد الكتابه تظهر لي افكار جديده
فبذلك كلما اريد ان انهي افتح خطآ جديدا للمتابعه ..

ارجو ان تتقبلوا كلامي بصدر رحب ... فذلك من اجل الجميع
تفضلوا البارت .. مع حبي








البارت الرابع والاربعون ..






الشجن والذكريات القصيره ... تعذيب مرير ..
اسخف الاوقات من قبل .. والتي لم نلتفت لها .. تصبح دقيقه .. نسرح في كل زواياها بدون تذمر
و إن حان وقت للحصاد ..


استمر الصمت بين الاثنين .. بعض كليمات قد قطعت الصمت لفتره قصيره وعادت مره اخرى
لاجئه الى افواههم ..
هي في عالمها المنفرد حيث تحل القضايا وتفك العقد .. وتنشغل في ماليس لها ..
وتهلك على هموم غيرها ..

وهو في حاله اخرى .. منفيآ تمامآ عن عقلها وافكارها .. يحادث نفسه بأن تحمل ..
هو في عالم محسوب عليها بأن تفكر وتعطي نتائج ايجايبه ...
ليست ملامه ..فالملام هو الوضع التي اصبحنا تحت سيطرته ..
فهي ممن يصنفنون بأن يحترقون حتى الرماد لكي يضيئون لغيرهم ..

تنهد بعدما طال انتظاره وصمته .. لم يشعر بالراحه حتى وهي قربه وفي منزله .
سألت بدون اهتمام لتلك التنهيده ..
: متى نروح لاهلي ؟
اجابها ببرود : اشوف متى اكون فاضي ..
جمدت ملامحها و بإلحاح ..
: مطلق .. انت وعدتني ؟

اجاب بسيطره وهو يسحب بيجامته من الخزانه ..
: وعدتك .. اوكي .. لكن خليني انام وارتاح .. مانمت ثلاث ساعات على بعضها ..
تبيني امشي فيك و انا تعبان .. بكره يصير خير .

أبدت تذمرها من صفقتها لباب الحمام .. رمى بنظره غاضبه على الجماد ..
زفر بقهر من تصرفاتها الطفوليه .. وبالاخص حنق عليها وعلى اخيها الغبي وزوجته ..

انتظر حتى خروجها .. .. فهب سائلآ إياها ..
: انتي ليش زعلانه ؟ من وقت اخذتك من المستشفى وانتي ماده بوزك شبرين ؟

فتحت عيونها بصدمه من كلامه .. وتخصرت قدامه ..
: انا اللي ماد بوزي شبرين .. ولا انت اللي ما تتكلم ولاتنطق بحرف ؟ واذا تكلمت ماتقول شيء يريح ؟
فتح ذراعيه بقله حيله ..
: ايش تبيني اقول ؟ يعني اعطيني خياراتك علشان ارضيك يامدام ..
تأففت : لاتقول شيء .. ولا تنتظر مني شيء ..

ضاقت عيونه .. واقترب خطوه بينما هي تترقب بتحدي ..
وقال : مالاحظتي اني اعطيتك فرصه انك تطلعين عصبيتك علي ... وتمحين وجودي عندك ؟

ارتخت اكتافها .. وردت عليه بهدوء ملامحها رغم الارتجافه التي حلت بها من نظره عينيه الصارمه ..
فأردف ببرود رغم حرق اعصابه من تجاهله لها ..
: انا عارف انك مشغوله علشان اخوك .. ومهتمه في امره اكثر من اهتمامك فيني كزوج ..
لكن لاتمزجين حياتك مع حياته .. فأنا انسان ماعندي صبر ..

اجابته بتمهل : المفروض تقدر وضعي وتساعدني .. ؟

ابتسم في وجهها مجيبآ بإقتناع ..
: انا معك .. لكن لاتحمليني فوق طاقتي .. المفروض انتي كمان تقدرين وضعي ؟

اقتربت منه متوسله : مطلق .. هذا اخوي ..

هدر بصوت غاضب : وانا زوجك ..

تراجعت مرتجفه من صدى صوته المخيف ... فتراجع بدوره متدارك وضعها ورهافه احساسها ..

مر بجانبها مكمل بمثل الهدوء الغريب وابتسامه مريره صعبت عليها لتفهمها ..
: لو لمجرد التظاهر ياليلى .. لا تقللي من احترامي وتعتبرين مالي وجود ..

كانت ستجيب .. لكن صفقه الباب في وجهها كان الرد الماثل امامها بعدم النقاش ..
تأففت و عيينها تدور في المكان لشيء تألفه ..
لقد غرقت في مشكله اخيها حتى اذنيها ..لاتنكر ذلك ..
لكن ماذنبها .. لم يخيرها بينه وبين غيره ..
فـ ذاك ..اخي وانت زوجي .. مالمفروض عمله لكي ارضيك ..


انتظرته .. طويلآ حتى باتت تشك انه لن يخرج من الحمام ابدا ..
تنهدت بيأس .. وتشاغلت بجهازها .. متردده في الاتصال ..
تعرف ان الحال من انقلاب في انقلاب ..
غامرت في الاتصال بنجمه .... لكن جهازها مغلق ..
عضت اصابعها بخوف .. واعادت الاتصال لكن بأخيها هذه المره ..
ونفس الحال.. يرن لكن مامن مجيب ..
قذفت بالجوال قربها .. وغطت وجهها بيديها متنهده بعذاب ..
لم تستطع ان تمنع نفسها بأن تشغل بالها وتشعر بالقلق ..
منتظره بصيص من الامل ان العاصفه قد مرت بهم هناك دون خسائر ..



*********************



استقام تحت هدير من المياه الدافئه ...
مايريده هو استرخاء اعصابه المشدوده التي لم تعرف الارتخاء منذ ايام طويله ..
اصبح كالوتر المشدود .. يصدر رنينآ هائلآ .. قابل للانقطاع في اي لحظه ..
لم تكلف نفسها عناء الاهتمام بي اوان تدير رأسها وتلتفت إلي كما يجب ..
مضت علي ايام لم اعرف فيها طعم الراحه ..
أشعر بأنها كخناجر في قلبي .. و دموعها جمر تتقلب عليه روحي من اجلها ..

مشغوله بأخيها وبمصابه الجلل .. وانا أتلوى من العذاب بقربها ولم تحن منها إلتفاته حتى...
وكل هذا تريد مني ان اقدر موقفها وحزنها و انشغالها الفكري بتلك وذاك ..

قدرت واحتملت وتحاملت على نفسي المتطلبه ... وكل هذا وكفى
وكفى .. وكفى .. وكفى .....


ضرب قبضته على الجدار بقهر على نفسه التي لم تتوانى مستغله كل الفرص في تعذيبه ..
وتلك المتغنجه على جراحي .. اصبحت نقطه ضعفي التي اعذب بها نفسي ..
يا للحب الاحمق الذي جعلني متخاذلا .. متهاونآ في حق نفسي ..
كالدميه اصبحت خلفها .. منقاد في خطواته يسير حثيثآ ...
تضعفني كل ملامحها .. و دموعها جنود تجبرني على الخضوع والاستسلام قبل بدايه المعركه ..

نفض الماء على شعره .. و تأمل نفسه في المرآه ..
يبدو ضائعآ ... لايعرف الانا التي تسكنه ..
متغربآ في دنيا يراها بكل مافيها غريبه .. غريبه لانه معتاد على روتين قديم سيرته بكل مافيه ..
والادهى والامر هي المشاعر الجديده التي جازف في تجربتها و التي اسرته غريبآ ..


************************



صباح يوم ثقيل .. صعب في ملامحهم .. الهموم تطل من اعينهم ..
و الراحه غادرت المقل .. ولم تترك سوى التناهيد ونيس لصمتهم ..
تطلع من الواحد تلو الاخر كالعدوى ..

إلا كبيرهم .. يحدق في الجماد ..يفتت مفردات السكون ..
لاترف جفناه .. ولايحرك ساكنآ ..
منزعجآ لحد القهر .. و مجبورآ على الصمت في حاله منكره لديه كل الانكار .. ..
قيد حفيده يديه ولسانه .. واجبره على الخضوع في ما ليس له يد فيه ..
تهاوت جبروته عند اهواءهم غير مدركين اهميه الحياة التي بين ايديهم ..
وذهب وتركهم .. ذهب وكأنه قال وداعآ و مع السلامه .. ولم ينطق بما ابغض حلاله لديه ..

ويأتي ويخبره بكل فداحه بأنه طلقها ..
ألا يعرفون ما الصواب من الخطأ ...

تشهدت رفيقته بذكر حق قوله في كل وقت و مكان وكأنها تذكره بأن عود الى عالمنا ولا تغوص في الهموم ..
مسح لحيته و كرر خلفها .. : حق دائم لا إله الا الله .. محمد رسول الله ..
الجده : عين ماصلت على النبي .. كان يازينهم مع بعض ..
علق الجد : لا والله ماهي عين .. إلا ولدك ماهو رجال .. يوم انه مامسك لسانه عن القول الشين ..

تدخلت سلوى : جدي الله يخليك لاتكبر السالفه ..
قاطعتها والدتها : سلوى مالك علاقه في كلام الكبار ؟
سلوى بحنق : وشو كلام الكبار .. شايفتني بزر .. سعود اخوي ..
ناظرت جدها وقالت بحنان ..
: الله يخليك يايبه .. تفاهم معه بهدوء وافهم منه .. كفايه انه خرج معصب ..
همس الجد بخيبه : سود وجهي قدام الناس .. ويش تبيني افهم منه بعد اللي صار ..
نطقت فاطمه : السموحه ياعمي .. لكن مافهمت اللي صار مع بنت سالم ..
ناظرت سلوى امها بإستغراب وكأنها لاول مره تسمع منها كلام مفيد ..

بينما كملت امها بهدوء مريب ..
: لزوم تفهم من البنت و من سعود ... يمكن اللي صار بينهم بالتراضي ..
قاطعها الجد بحده ..
: كيف بالتراضي ؟ هي لعبه ولا مزحه يوم انهم تزوجوا قدام خلق الله ...
بياخذني على قد عقلي ولد احمد ... صدق من قال اللي خلف ما مات ..

تهدج صوت العجوز التي صمتت في حوارهم الغير مفيد ولكن حين
ذكروا حبيبها الصغير .. اعلنتها بتأثر
: ترحموا عليه وادعوا له احمد ولد قلبي لاتجيبوا سيرته بالشين ... وسعود ماسود وجهك ..
يقدر يرجع نجمه مير انت لا تثقل عليه بحكيك اللي ماله لزوم ..
.
الجد : ماكبر راسه الا حكي النسوان و دلعك له .. ترينه مانفع احمد يوم انه هج وترك الديره .

سلوى بإغتضان دامع وهي ترقب ملامح جدتها التي اعتصرت فؤادها ..
وهروب امها من مجلس مشحون بكل مافيه ..
: جدي الله يهديك .. تعوذ من الشيطان.

بنظره اخيره وزعها بين سلوى وبين رفيقته التي غطت وجهها بطرف من ثوبها الاسود
وقد خدشها بذكرى الماضي القديم ..
ماضي مازال يسري في عقولهم بمراره الامس وحنين الفقد ..
ماضي لم ينسى خيباته التي عاشها فيه ..
اهلكه الولد وبعده التلد .. و استصغره الجميع .. بعدما صغره ولده من قبل واكمل عليه الحفيد ..

تنهد منزعجآ من ذكره البغيض .. فهب واقفآ مستعيذا من شيطان مارد ..
وخرج متجهآ الى شيخ كبير في سنه ذو حكمه وعلم فقيه ..
في فكره لن يترك غبيان يلطخان حياتها بحماقه لم يفكروا فيها مسبقآ ...
وما انكسر سيجبر على الاصلاح ..


*****************************



يالصباحها الذي مر عليها في غرفه مظلمه ..
تبكي وتنتحب .. و تأن بصمت اثر ضرب مبرح نالته من اخيها ..
وندم يبنض في قلبها المذبوح ..
لم تكن تعلم بأن القوه التي انتابتها .. هي خدعه طالتها وطالت غيرها ..
اندمجت في مؤثرات خدعه لم تكن من صناعه بل حبكه دراميه كانت من اخراج اخيها ..
لكن لمن كان الكبرياء .. ؟ او ليس لها ..
بل لم كان في ذلك الوقت ..
ألم تشعر بالسعاده .. حين قدم اليهم .. ألم تظن انه عاد من اجل استعادتها ..
لم اعادت بعثره امورها بنفسها ..

فتحت عليها والدتها الباب وملامحها تنبؤ عن سوء حالها ..
:تبين تجلسين طول النهار في غرفتك وتتركين علي كل شيء .. اللي تبينه صار ليش تتحسفين عليه الحين ؟

تنهدت بخيبه واكملت بحرى : احمد الله ان ابوك مو حي .. لكنتي ذبحتيه من القهر ..


وخرجت .. لتعود تلك وتمسح دموعها وتدعي بأنها ستنسى .. وستمر عليها الايام تواليآ ..
و ستنسيها كل الهموم ..
ليست الاولى التي تتعرض لمثل هذه المواقف .. فالكل ينسى وهي اولهم ..
ستتابع حياتها و كأن شيء لم يكن ..
او لعله يكون تجربه سـتأخذ مفادها ..
تنهدت بيأس .. كيف تنساه .. كيف تنساه .. وهو يقبع خلفها .. بقربها سيكون
كل الطرق تؤدي إليه ..
كيف تنساه وذكره كالهواء حولها ..

طرقت كلماته الاخيره في رأسها ..
: " انا مانطقتها يا نجمه لاني كنت متمسك فيك ولاهنتي علي .. ماكان ودي انهي كل شيء في لحظه انفعال ..
تقولي انك انجرحت من خدعه مالي يد فيها والله يشهد .. لكن اذا جيت على كرامتي
يابنت الناس .. تراني ماارخصها واعز ماعلي اموت ولا اخذ واحده ماتبيني .. وتنتظر اللحظه اللي تفتك مني .. "


اسندت رأسها على ركبيتها واجشهت بالبكاء ..

لم ياسعود حرقت قلبي بكلماتك .. لما لم تقولها مسبقآ لكي ارتد عن طريقي واعود إليك
متخليه عن كبريائي و عنادي المزيف معك ..

هل الخطأ مسؤليتي الكامله لدي .. ام نحن نتشاركها جميعآ ..
ابتسمت بسخريه على نفسها .. و اقتنعت بصمتها الدائم بأنها من صنعت الخطأ بحبكتها هي لاغيرها .


***************************


جلست مع ام مطلق طول فتره الصباح ...
افتقدت الجلسات معها .. وساعه جلست معها نسيت كل شيء ...
حتى مطلق وخروجه من بعد صلاه الفجر ..
مشتاق للشركه والشغل .. حتى اتصال ما اتصل ..
تنهدت و وبخت نفسها .. توك تقولين نسيت كل شيء .. حتى مطلق ..
كيف نسيت .. وانتي مشغوله فيه وفي اخوك ونجمه ..
تركت ام مطلق بعدما نامت الاخيره ..
و اخذت جوالها وكلها أمل تسمع اخبار طيبه عن سعود ..
اول ما اتصلت ..رد اخوها على عجل ..
: هلا ليلى ..
ابتسمت على الفور ..
: هلا يا قلبي .. طمني عنك ؟
سعود بنبره ساخره ..
: باقي ما فقدت عقلي .. لكن قريب بفقده ..
شهقت بخوف و سألت ..
: يابعد عمري .. لاتقول هالحكي .. اكيد بنلقى حل ويرتاح بالك .
ضحك بسخريه ..
: تحسبيني بذبح نفسي على نجمه .. لا والله يا اختي ... ما فكرت فيها حتى ..
لكن بفقد عقلي من ذا التلاميذ اللي عندي ..
تأففت بإنزعاج ..
: كيف الامور عندكم ؟
رد ببرود : مثل ماانت متوقعه .. جدي عصب وجدتي ندبت حظي ..
لكن بكل الطرق راح يتقبلون ..

ليلى : سعود .. ايش اللي صار بينكم ؟
تنهد مجيب : ما صار شيء جديد .. البدايه كانت خطأ في حقي وحقها يا ليلى .
ما اخذتها إلا علشان الناس .. وهذا اكبر غلط .

اكمل بعد ثانيه توقف : والله مرتاح ياليلى اذا سألتيني .. الزواج بالطريقه هذي كانت مزعجه .
ليلى بهدوء : كان ودي اكون معكم .. انا عارفه ان جدي بيقسى عليك .. لكن الله يخليك
تحمله.. وتحمل عصبيته .. جدي تفكيره قديم ..

سعود : لا توصين عليه ... انا اكثر واحد يعرف جدي .. واعرف طباعه زين ..
لكن المهم لا تتعبين نفسك و تجين عندنا ... ترى زيارتك لنا ماتقدم ولا تأخر ..

ليلى : لكن يااخي..
قاطعها بسرعه : لا لكن ولا غيرها .. اذا صار اي شيء جديد بخبرك ..
سمعت صوت جرس المدرسه ..
: يالله يا ليلى .. بدت حصتي ..اكلمك بعدين ..
ابتسمت وقالت بسرعه ..
: الله يخليك لي يا اغلى اخ في الدنيا ..
قاطعها بضحكه ..
: انا على بالي تقولين يا احلى اخ .. يا اجمل اخ .. مو اغلى .. شكلك تبين تبيعيني .. ؟!!
ضحكت بالمقابل ..
: روح الله يسعدك .. تلاميذك ينتظرونك ..
تنهد وقال : لاتذكريني ...

ابتسمت رغم كل شيء .. حتى بعدما قفلت الاتصال .. واستراحت على سريرها ..
لديها تساؤلات ملحه في التدخل في حياة اخيها واصلاحها ..
لكن لديها جذب من طرف اخر .. وهو ليس ماتريده يجب ان يكون ..

لقد سعدت من اجل الجمع بين صديقتها الوحيده واخيها الوحيد ..
اثنان احبتهما بكل مافيهما و قربت بينهما .. لكن قلوبهم هي لم ترد ..

او ليس هذا حالها مع مطلق ..
الاخرون هم من جمعهم مع بعضهم البعض ..
لكن حتى الان لم تبدو اشاره في الافق لحسن الاختيار ..
لن تقع في الخطأ مره اخرى ... كان يجب ان توافق اخيها في اختياره منذ البدايه ..


************************



انتظر ردها مطولآ بعد اكثر من اتصال ..
عاد مجددا في ارسال الرسائل لكن حتى هذه انعدمت في الرد ..
ارسل لها رساله مفادها " وداد .. لازم نتكلم .. ردي على اتصالاتي "

انتظر متأفف من كل الظروف الصعبه المواجهه له ..
سمع نغمه رساله قادمه ..
: : ماعندي وقت مشغوله حاليآ .. بعدين نتكلم "

تكلم بصوت مسموع .. : هذي تبي تجنني ..

اتصل من جديد .. ينقر على اصابعه بتوتر على المكتب امامه ...
فيه غضب غريب .. يكاد ينفجر ..
غضب من نفسه ومنها ..
لاول عثره في طريق زواجهم تحتج و تصد عنه ..
ألا تريد ان تفهم الاسباب .. الا تريد ان تسمع مني ..

فتحت الاتصال .. لينطق بسرعه بعد شهيق متسارع
: ماكنت رديتي . ؟
بنبره منخفضه : ناصر .. كنت مشغوله ؟
: كنتي مشغوله ولا ماتبين تردين علي ؟
وداد : الله يهديك .. ليش مابي ارد عليك .. كنت مشغوله عندنا حفل في الروضه ..
وما قدرت ارد عليك ..

اخذ نفس طويلآ وكأنه توتر من ردها ...
فهدأ من غضبه : انا اعتذر .. انا معصب من امور كثيره ...
قاطعته : اكيد ... امور كثيره ماااعرف عنها شيء .. مو مشكله يا ناصر انا مقدره الوضع ..

برجاء : وداد ... والله في امور كثيره شاغلتني حتى عن الاكل...
وداد بصراحه : بتقولها لي في النهايه ..ولا تحتفظ فيها مثل العاده ..
اذا ما تقدر تشاركني فيها فاحتفظ فيها افضل ..

انتظر مهله وقال بعدها بهدوء ..
: الليله بزروكم في البيت .. واشرح لك ليش اجلت الزواج ؟
وداد بضيق : هذا اللي قدرت عليه .. تحسبني متضايقه علشان تأجيل الزواج ..
انت غلطان اولا وانا اللي غلطت ثانيآ لاني رديت عليك .. لاتجي الليله لاني
ما اظن في كلام بيننا ..

ناصر : ودادي .. والله ..
قاطعته بنبره باكيه : على العموم انا مشغوله .. اكلمك بعدين ..

وانقفل الخط وهو غارق في تنهداته ..
ألم يتنتهي من تلك المشكله ..
لم غرقت الان في عواقبها ..
ابتهج .. فالعاصفه مرت عليك دون خسائر تذكر .. غير اموال ستعوضها قريبآ ..

سند رأسه على راحه يده ... متسائل
لما اشعر بالخوف .. والحزن على نفسي ..
وكأني في انتظار شيء ما يفاجئني ..


***********************


ارتفع اذان العصر .. بعدما قفل باب السياره بإنزعاج كبير ..
صداع مزعج .. و تعب اعصاب .. و انهيار وشيك ..
غير قادر على تحمل كل تلك الشحنات السلبيه التي طوقته من كل جهه ...
الضغط من كل جهه .. جديه من جهه و ليلى من جهه ثانيه ..
و قلبه من جهه اخرى مواليه للجهات الاربع ..
لم يعد يتحمل كل ذلك الضغط ..
مشاعره قد انتحبت على درب الاعتصام ..
و زال عنه كل التروي .. فأصبح يسبح في نهر من العتمه والضبابيه ..
كان يخدع نفسه بأنه بمجرد ان يضيء دربه الوحيد معها ..
سيرى الطريق بوضوح ..
لكن عبثآ كان يحاول فالظلمه كانت قدره معها طيله الوقت ..
لم لايسعنا فعل شيء في لحظات الحرج ؟


دخل البيت .. لتستقبله سلوى بإنتظارها له ..
سأل مباشره بعدما رأى ملامحها المتوتره .
: خير يا سلوى ايش اللي صاير ؟
ردت مع ابتسامه محببه ..
: مافي شيء .. كنت انتظرك ..
رمى بشماغه بين يديها وقال ..
: و الله صرت شخصيه مهمه .. ساعه الاخت سلوى تنتظرني ..
هزت رأسها بإبتسامه ..
: اكيد .. اكيد .. على العموم يا استاذ سعود .. جدي ينتظرك بعد صلاه العصر
وموصيني اقولك مافيه نوم لانه يبيك ضروري ..
ضرب راسه براحه يده وقال بتذمر ..
: لا الله يخليك .. مو ناقصني وجع راس ..
سلوى : الله يعينك .. كان المفروض تفكر قبل ما تتورط ..

ناظرها بملامح ساخره من الحاله التي وصل لها ..
اصبح الجميع يفهمون في حالته وهو الوحيد الغبي المتخبط فيها ..

تنهد بأسف على نفسه وهمس لها
: المفروض .. والمفروض .. المفروض اني قلت لا في الوقت المناسب
وريحت راسي من كل الهم ...

****************************



انتظرت لفتره طويله .. لكن المفاجآه الكبيره كانت هو ..
تطلعت له بغرابه .. يفتح حقيبته الصغيره و يملأها بملابسه
وهي تقف تنظر اليه بتعجب ..
كل الذي قاله .. كيف حالك ؟ وانا مستعجل ..
كان مشتت .. ياخذ غرض من جهه و يدخل الحمام ويخرج من غير هدى
بعد صمت اطبق عليها ..نادته بإسمه بحده ... ليرفع رأسه مذعنآ لها ..
سألته بإبتسامه باهته ...
: خير وشفيك ؟ ليش تلم ملابسك؟
رد عليها بهدوء : مسافر .. عندي شغله ضروريه في دبي .. يومين بالكثير وارجع .
اقتربت منه خطوه ..
: ومتى كنت ناوي تقول لي .. في الطياره ولا اذا وصلت دبي بالسلامه ..
عقد يديه وسحب نفس طويل ..
: اعتذر .. السفركان مفاجئ .. ماكان في فرصه اخبر اي احد ..
انتظر رد منها .. فراقب حركتها ناحيه السرير .. تجلس وترتب ملابسه بهدوء
وبدون كلمه ..
تنهد واقترب خطوه لكنه تراجع بعدها .. يسحب قميصآ ويتأمله بلا داعي ..
فرفع رأسه مستجيب لصوتها المنخفض ,,
: مطلق .. سلطان لما جاء المره الماضيه كان نيته يطمن علي مع خالتي ..

تشنجت رقبته لموجه من الهدير العصبي على طول عموده الفقري ..
بدون التفاته منه تصاعد صوته بزخم من الغضب ..
: ويش جابك على طاريه الحين ؟

هزت اكتافها بحيره لكنها اجابته بهدوء ...
: كان لابد ان اقول لك .. لاني وقتها خفت منك ..

مطلق : انسي ..
ارتفعت نبره صوتها .. ..
: ماقدرت انسى وانا اشوف تصرفاتك معي .. كل مره تقول فيها انسي ياليلى ..
ارجع واتذكر كل شيء ..

استدار ناحيتها وقال منهيآ على شكوكها ..
: تصرفاتي عاديه .. الوضع اللي كنا فيه كان مشحون ويتطلب منا الحذر ..
انسى اللي صار من قبل .. سلطان اوغيره ماله علاقه في حياتنا .. اهم شيء اهتمي بنفسك..

ضمت قميص له بدون وعي منها .. و تهدلت حاجبيها .. بأسى
وتغيرت نبرتها .. : لاتقولي اهتمي بنفسك ..الحمل هذا متعبني .. متعبني بالحيل .. يامطلق .
غطت وجهها بقميصه وبدأ جسدها يتفاعل مع رعشات بكاءها ..


بعثر شعره بأسى على حال دموعها وما تفعله هي به ..
واقترب منها على عجل و جلس خلفها .. تردد في لمسها ..
لايجد كلمه يشد من عزمها فيه .. سوى انه قال ..
: الحمل ولا أنا ؟ ..

ضحكت برقه .. فتفاجئ منها .. ادارها ناحيته وسأل بإبتسامه قفزت الى شفتيه ..
: توك تبكين ..؟ ليش الضحكه ؟

مسحت دمعتها لتترك اثر احمرارا واضحآ على وجهها ..
ونظرت له ببريق دامع ..
: اول مره تقول شيء صحيح .. انت سبب تعبي ؟

لمحت في عينيه نظره حزينه اثر كلماتها ..
فأعقبت بإبتسامه .. وانامله تحتك بذقنه الخشن ..
: لاتزعل مني .. ؟ تتعبني اذا بغيت افهمك .. وصعب علي افهمك يامطلق ... ؟

زفرت بنفس قصير وبعدها وقفت وقالت بنشاط ..
: خليني ارتب لك ملابسك ... على ماتاخذ لك دوش وتتنشط شوي ..

استرخى على الفراش .. بينما عينيه تراقبها .. بصمت كالعاده ..
انثناءاتها الرقيقه .. و حركاتها التي تنم عن انشغالها ..
كم يتوق للمسها مجددا بدون حواجز او شيء يضني تفكيره ..
لمحادثتها بدون ان يطرأ جديد ويعكر حياتهما ...
بدون ان يفكر يود ان يغرق بدون ان يعمل عقله ...


وهي تحاول ان تشغل نفسها عن فراقه القصير ..
من الان تشتاق اليه .. او ليس كل وقت تشتاق إليه .
فهو معها لكنه في عالم اخر لا تعلمه ..
تتوق لقربه و محاكاته بسلام ...

قطعت الصمت بقولها ..
: كلمت سعود ؟
وقف مطلق واقترب منها مستند على السرير ..
: انا مانسيت وعدي بعد ما ارجع من السفر بوصلك عند اهلك ؟
رفعت نظرها له مع ابتسامه لطيفه ..
: لا مايحتاج .. غيرت رأيي ...
مطلق : غريبه غيرت رأيك رغم انك كنتي مصره ؟
تنهدت وتشاغلت بقطعه من ملابسه ترتبها بدقه ..
: مابغير شيء من اللي صار .. التدخل في حياتهم ما بتكون فيها فايده ..
لازم افرق بين اللي ابيه وبين اللي يبونه هم ..

مطلق : واللي كنتي تبينه تجمعين بين اخوك و صديقتك الوحيده ؟
اغمضت عيونها و قالت بحزن ..
: انا عارفه انهم محتاجين لي ... لكن مافي يدي شيء لهم ..

دنى منها و مد يده يمسح على شعرها برفق ..
: خليك قريبه منهم .. لكن لا تتدخلين في قراراتهم لان هذي حياتهم ..

ابتسمت ليضيء وجهها .. و لمعت عينيها بذلك الحب الكبير
حب اظناها حتى شعرت بالفقر والحاجه ..
حب سحب منها كل قوى و جعلها خاويه ..

قالت بعدما اودعت ملابسه جانبآ ..
: تروح وترجع بالسلامه يامطلق ..
تركت ملابسه على جنب و وقفت ودخلت الحمام واغلقته بإحكام ..
لتستند عليه .. لتبكي بصمت ...
تكتم شهقاتها بيديها الاثنتين ...
كم حملها ثقيل .. ثقيل حتى السقوط ..
صعب وشاق ..
هو وطفله متعاونان عليها وهي يجب ان تكون في كامل قوتها وتحملها ..
لم تعد تعرفها تلك الكلمه ..
تحتاج لمن تستند عليه بأمان خشيه السقوط والانهيار ..

وبعد كل هذا .. سيذهب ويتركها وحيده ..
يتركها للوحده الموحشه التي اطبقت عليها ..
ويتركها للحزن والالم الذي لم تعد تطيقه ..

وضعت يدآ على بطنها و همست لنفسها ...
: يكفي ..ياليلى .. يكفي ...

وقف مستندا على الجهه الاخرى ..
يسمع شهقاتها المكتومه .. ويتصلب اكثر واكثر ..
ماللهروب مفر ودروب يا رجل ..
اهدأ فهي في حاجتك هادئآ ..رزينآ ..
لاتعلل حاجاتك في ازعاجها ..
كن صبورآ من اجلها .. من اجلها فقط ..

فحبك لها غادر .. سحيق صعب الوصول إليه ..
لم يكن شفافآ لها .. ولاتستطيع ان تظهره بدون عواقب ..
لعل الزمن القادم يشفي الجروح ..
ولعل السفر يمحي مامضى ويفتح صفحه من التسامح والنسيان ..

ولعلي اكون شخصآ اخر .. غير الذي انا فيه الان ..

****************************


وقف بعد اذعانآ لمده عشر دقائق ... وقف ثائرا .. مهددآ لكل لحظه سلام ..
صعب ان يتقبل المزيد ..
ان ينحر المزيد من كبريائه و اماله ..
لم يعد يطيق الانتظار دقيقه ..
فكل شيء يطبق عليه ويخنقه ويخفي مابقي لديه من حياة ..

بصوت متحكم ..
: اسف ياجدي .. الا في هذي مااقدر اطيعك فيها ...
ضرب الجد بعصاه على الارض دليل واضح على نفاذ صبره ..
: بتعصيني ياسعود .. بتطلع مثل ابوك .. يوم انها دار ظهره لنا ومشى ..

ابيض وجهه وقال بضيق ..
: جدي انا رجال .. تفهم رجال .. مو كل دقيقه والثانيه تجبرني على شيء ماابيه
واذا مانفع ذكرتني بفعله ابويه لك .. انا قلت لك من البدايه مابيها .. مابيها لكن اجبرتني عليها
وكل علشان الناس والناس ... الناس يهمونك اكثر من سعادتي ..

صرخ الجد ليلجلب بصوته اهل البيت كلهم ..
: سودت وجهي بفعلتك .. سودت وجهي الله يسود وجهك ... تقاويت على بنت يتيمه
منت رجال يوم انك تقولها وانا اللي حرصت عليك ..

مسح وجهها بالكثير من الصبر لكن لم يعد يحتمل ..
: جدي .. نجمه مابرجعها .. حلال حرام .. ماعاد يهمني الا نفسي ..
كفايه ضحيت بنفسي علشانكم ..وانتم مايهمكم الا انفسكم ..

تدخلت سلوى تسحب اخوها من ذراعه ..
:سعود الله يخليك .. هدي اعصابك ماينفع تتكلم مع جدي بالطريقه هذي ..

دفعها بعنف ...
: تعبت يانجمه .. والله تعبت .. تحملت اكثر من طاقتي .. وهم مايهتمون الا في انفسهم
والناس ..

الجد برجفه اهتزت لها عصاته ..
: سبحان من خلق .. مثل ابوك يوم انه اختار امك وتركنا .. نفس هرجه لنا ..
إيه والله اللي خلف مامات ..

كاد ان يبكي من القهر .. فصدح متأثرا ..
: تلومون ابوي على انه اختار الحياة اي تريحه ..مشى مع اللي اختارها قلبه ..
تركم بحسرتكم .. تلومونه وانا صرت مثلكم .. لكن اليوم احس في احساسه
احس انه انا .. مثل ما سويتم بأبوي ترجعون الماضي بفعلتكم معي ..

هدأ صوته وقال : جدي .. لاتزعل مني .. مابي اقولها مره ثانيه وثالثه ..
انا مابيها .. فلا تغصبني على شيء مابيه ..

ارتفع رأس الجد بشموخ وكبرياء ...
وقال بإنفعال واضح ..
: مادامك اخترت ياولد احمد .. بيتي يتعذرك .. لانت ولدي ولا انا اعرفك ...

وتساقطت كل الامثله .. وتداعت كل القمم ..
وتناثرت الدموع على مفترقات طرق ..
كل منهما تؤدي الى احمد الضال ..
ويا للقدر ..
يجمعنا في نقطه اتصال مع الماضي .. ويجدد اللقاء

ويا للقاء ..
عهود لم توفي كمالها ..
ونذور بالكمال لم تتعهد بعد ..
وسناريو متجدد مختبأ في لحظه غضب ..

سعود .. من اختاره ليرجع الى ابيه ..
ليكون ابيه .. ليكون هو في غمره الشباب ..

لم يكن هناك اختيار بين اثنين ..
اكثر من ان اكون انا او لا اكون ..
شخصآ بكامليته .. وليس ظلاله من تسير خلفه ..
من يقول نعم ويبدأ النقاش .. او اقول لأ وينتهي وكفى ..

والان وكفى .. خرج من المنزل يحمل معه حقيقه قد امتلأت بالكتب اكثر من الملابس ..
ينتظره المزيد في الخارج .. والذي لايعلمه ..
يواسي نفسه بأنه فعل الصواب .. وان سقط قلبه على دموع جدته و ملامح جده ..
لكنه يكفي تضحيه .. يكفي .. فلقد خسرت شيئأ من كرامتي وكبريائي بسبب تضحياتي المستمره ..




**********************





ويوم افترقنا
وقفت امام المراه
فلم تظهر فيها صورتي ,
وكان لا أثر لي …
وقفت فوق الميزان في الصيدليه
فلم يتحرك المؤشر
وظل يشير الى الصفر …
وقفت امام قاطعة التذاكر
وطلبت مقعداً في السينما
فلم ترني , وباعت الواقف خلفي …

لقد اطبقت علي زهرة حبك المفترسه
وغرست اشواكها في روحي
وامتصتني بكليتي …

فلينفجر القلب بلحظة ذل : تعال
اني أكره كل ما فيك ..
وأحبك , أحبك , أحبك .




للقصه بقيه .. القاكم


كبرياء الج ــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية