كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
سلام .. تحيه من الرحمن
تحيه اطيب من كل التحايا .. معطره بالورد والريحان ..
{ الشوق’ } .. مآ يرحم ولآ فيه .. ( حيلـه )
لآ جآك’ مآ يقبل’ .. تصآريف’ و أعذآر ..!!
لآ جآك’ حمّلك’ ~ الحمـول’ .. الثقيلـه
حتى لو انك’ ( جآمد القلب ) تنهآر ..!!
في البدايه .. اعتذار مبطن بالود و الاحترام .. لكل من صافح روايتي برده واطلالته المبهجه
و عاتبني عتاب الاصحاب .. لايخلو من اللوم والتأنيب .. وساندني في الغياب وهم كثيرون ..
غياب مفاجئ غير مبرر لديكم .. ولكنه لدي مبرر و تحت الضغط ..
لن اصيغ الاعذار الا بقول صادق .. أصابني واصاب جهازي خلل فني .. اخرني عنكم
وألجمني عن الكتابه لايام طوال .. شعرت خلالها بالظمآ لفقداني لكم والله .. لمنتداكم بشكل عام
ولروايتي بشكل خاص .. ولكم احبتي لمن كنتم معي .. و رافقتموني حروفي و كلماتي ..
بمجرد ماانتهيت من الكتابه احببت انزال البارت لكم في غير موعده .. فلقد دفعني الشوق للعوده اليكم
اعتذر مجددا للاخلال بالموعد .. لكن بمااني طرقت ابواب النهايه لااجد مفرآ الا ان القاكم وقتها ..
لاتحرموني ردودكم .. واقول بصدق اني اشتقت لكم جميعآآآآ
قراءه ممتعه ..
الجزء التاسع والثلاثين :
أحبك, أحبك, أحبك
أعرفك جيداً على حقيقتك
وأحبك
لا واحه لي غير قحطك
لا امان لي غير غدرك
لا مرفأ لي غير رحيلك
لا فرح لي غير خيانتك
لا سلام لجرحي غير خنجرك
أحبك , كما انت
افتقدك , كما انت
أقبلك كما انت …
فلينفجر القلب بلحظة اعتراف : تعال
ما زلت أحبك
أكره كل ما فيك
وأحبك !…>>>>غاده السمان
مضى الوقت مليئا بالدقائق المجنونه .. فرح وصخب و تهاني تصل حدودها للسماء ..
وهي تتقاسمها مع الجميع بدون استثناء .. بمجرد سماعهم الخبر .
وخاصه تلك الرؤؤم التي بدأت بالبكاء الصامت المؤثر ..
تلوح السعاده المبشره على وجهها .. وتمتنع عن التصريح بها اكثر من ذلك
عذرتها ليلى .. وقدرت صمتها الطويل ..
وهي كانت تحتاج للصمت .. لتختبئ هي نفسها من مايعتصر قلبها من ألم ..
ألم شعرت بالمخاض فيه .. هزلت روحها بعد ذلك الاحتكاك القصير معه ..
لكنه طويل .. ومديد بطول ايام العذاب واضعاف اضعافها قضته في ثانيه .
وانعزلت بعيدآ عن الجميع في حاجه للراحه ..
هدرت انفاسها بصخب منزعجه من تسارع قلبها ... فانكبت على نفسها هازئه من الحال
تبكي .. تبكي .. تبكي فرحتها تلك التي ماتت على شفاته الصامته ..
تبكي خدعه حاكتها حول نفسها ..
كان يجب ان تفهم انه رجل مختلف ... رجل ليس كمثل غيره من الرجال ..
رجل لايتأثر بالمشاعر الجمى التي تحيط بها ...
رجل لايفهم ان الافصاح عن عاطفتها اكبر تحدي قامت به ..
اكبر مجازفه غامرتها في حياتها ..
واعظم خدعه سايرتها منذ البدايه ..
كانت تعتقد ان الاماني المنثوره على ارضه الجرداء .. ستنبت زهرآ ..
لكن للاسف .. ان دمها على شوكه النابت مازال نديآ ..
كانت تظن ان سحابه حبها .. ستمطر حبآ مضاعفآ ..
لكن ماظنته مطرآ .. قد اصبح طوفآن هادر .. غادر .
مازالت ترتجف من هول مافيها من ألم .. ولم تعد تسيطر ..
ولم تعد ليلى بدواخلها تحاكي الواقع بالمنطق المطلوب ..
مايجب او لايجب .. لم يعد يهم ..
للمره الثالثه .. تنظر الى اسمها بين الاسماء ..
وتناشدها بصمت .. ان اوقفي قربي ياصديقه ؟
لم تشأ ان ترسل رساله مفادها ان محتاجه لك ..
هي مجروحه منها .. لكن الجرح لايماثل ماتشعر به الان .. فهو اكبر ..
ماهو الوقت الان ؟
وما الحاجه للسؤال ؟ هل يهم ..اكان فجرآ ام مساء ..
هي محتاجه وكفى ...
لم تنتظر طويلآ .. حتى ضغطت على الاسم بإتصال ..
وانتظرت .. انتظرت .. اختفت رنه وعادت مرة اخرى ..
وحينها .. اصبح الجو مدعومآ بالصمت ..
انتظرت حتى تبدأ تلك .. او هي تكون البادئه ..
لكن ماتسمعه كان صوت انفاسها ..
فارتعشت شفاتها بحزن وهي تبكي ..
وهمست بفرحتها المغتاله : آآآنا حامل .
و مازالت تبكي .. يحتضن الاثير شهقاتها
و صديقتها .. تستوعب بمشقه ماتقوله ..
او لم يكن هناك وقت لتستوعب ؟
او حتى تعطي لرده فعل عن ماتقوله ..
في اي وقت .. عند سماعها الخبر ..
تظن نفسها انها ستقفز من الفرح .. وتصرخ بعالي الصوت معبره ..
لكن الان .. وقت اخر و حاله اخرى وظروف مصاحبه مختلفه ..
علامه استفهام وخوف كبيره .. تتمثل على وجهها ؟
وألم .. ألم .. من الخذلان.
كانت دعوة للاحزان ان تعالي ؟
ان استقبلينا بضيافه مرغوبه .. فنحن نهرب بها إليك ؟
***************************
شعور بالخجل قد اعتراها ... وهي الرفيقه الدائمه ..
لكن في لحظه شعرت بأن كل غضبها منها لاقيمه له .. وليس له اي معنى ؟
سألت بخوف : ليلى .. حبيبتي .. وشفيك ؟ صاير لك شيء ..
لم تجبها سوى انتحاباتها الصامته ..
نجمه : ليلى .. الله يخليك ردي علي ولا تخوفيني .
ليلى ببحه بكاء : وينك عني ؟ ياقسوه قلبك يا نجمه .. كنت محتاجه لك ..
احتقن وجه نجمه بغضب من نفسها ..
لكن ليلى استغلتها على الاقل .. هناك شخص مذنب تستيطع ان تطبق عليه
و تخرج بعض من غضبها عليها ..
: عمري ما توقعت انك انانيه .. لدرجه انك تنسين اللي بيننا .. و تتجاهليني .
نجمه بهدوء خجول : انا اسفه .. ماقصدت اخذلك في وقت كنت محتاجه لي ..
لكن لازم تقدرين اللي انا فيه ..
ليلى بصوت هادئ بعدما ارتاحت من نوبه البكاء ..
: اقدر .. انتي ماتفهمين شي ..
تنهدت وتغاضت عن التوبيخ
وسألت :كيفك يا بنت .. وحشتيني ؟
رجفه شوق انتابتها فجأه و شعرت برغبه في البكاء هي الاخرى
لكنها ضحكت تداري بها غصتها ..
: أنا بخير .. انتي كيفك ؟ وتعرفين انك توحشيني كل يوم يمر علي
ليلى بإبتسامه : لا ..في هذي صدقتك ..
نجمه بروحها الشقيه : مبرووك ... واخيرا صرت خاله ... وصرتي ام .
تنهدت ليلى : الله يبارك فيك ... وعلقت بخيبه : لكن ابوه ما يبيه ..
نجمه بصرخه غير متوقعه ..: كيف ؟ وليش ؟ ماهو بكيفه ؟
ليلى بدفاع بعدما انجرفت في الوصف .
: لا .. ماقال انه مايبيه .. لكن ماحسيت بفرحته ..
نجمه بهدوء : كيف ما حسيت بفرحته ؟
ليلى : ما ادري احس ..انه مافي شي يتفسر .. لحظه قلت له الخبر
كان انسان ثاني .. مو مطلق اللي اعرفه .. كان جامد .. لاضحك ولا ابتسم
ولا حتى قال مبروك ولو مجامله على الاقل .
نجمه : طيب قال شيء .. ؟
ليلى بحيره : قال انه فرحان ..لكن انا ماشفت الفرحه على وجهه .
نجمه بإبتسامه : دائما الرجال كذا .. لا الفرح ولا الحزن يبان في وجيههم ..
بالله عليك من يكره ان يكون عنده اولاد .. هذا نعمه من الله من يكرهها .
لاتبالغين في رده فعلك .. بعض الناس مايعرفون يظهرون فرحتهم .
ليلى : تعتقدين اني بالغت في رده فعلي .. كل اللي ابيه ان يتفاعل معي الخبر ولو شوي ؟
نجمه بحكمه : شفتي رجال ينط من الفرحه ولا يصرخ بعالي الصوت مثل البنات
ولا يرقص مثلآ دائما هم كذا .. المهم والله فرحت لك .. اخيرا بتصيرين ام .. إلا خبرتي سعود .. ؟!
ليلى بإبتسامه : ليش سعود بالذات ..ليش ماقلت اهلي كلهم ؟
نجمه بإحراج : لا سؤال عادي .. .. المهم متى تخبرينهم ؟ اكيد بيفرحون .
ليلى : الليله ان شاء الله ... لكن سعود مسؤليتك .. لوتبين خبريه انتي ؟
كشرت نجمه و قالت : لا .. ياحبيبتي .. خبريه انتي ..
ليلى بتفهم : مو مشكله .. شكلك مانسيت الموضوع.
نجمه : صعب انسى ... لكن يمكن اتفهم ..
ليلى بصدق : انتي تعرفيني صح يا نجمه .. واذا كنتي رافضه .. فأنا مستعده
اتكلم مع سعود واتفاهم معه .
.. اخذت نفس قصير وسألت : على ايش تتفاهمين معه ؟
ليلى بتردد : اذا كنتي ماتبينه .. اكلمه علشان تنفصلوا بهدوء وهو يتحمل المسؤوليه .
وهنا وقتها تدخل عامل ثالث مؤثر .. خفقات قلبها تزداد ضراوه
اصابها الخوف و الحيره .. ضمت يدها على نبض قلبها ..
واستغربت خوفها .. و كم المشاعر الهائله .. التي جرفتها فجأه ..
بدون حسبان ... جهل سيطر على مداركها ..
ترنحت فجأه على ارضها الثابته ..
وخارت عزيمتها على تجاهل شخصآ يدخل بعنفوان .. وانسيابيه ..
وهي تصد بإرادتها ,وتدعي بأنها في حاله سبات .. كالعاده .
************************
لاول مره يجلس على كرسيه في مقر عمله
ويشعر بأنه لايفهم شيئا ..
عقله وقلبه و افكاره كلها ليست معه ..
مكتبه يضج بالاعمال المؤجله والاوراق المهمه ..
وهو حائر .. قد مل صمته الطويل و هدوءه العجيب في ضجه من الحركه حوله .
من بعد خروجه من شقه ناصر المبتهج بالخبر الجديد ..
ورده اتصالان من والدته و من وفاء ..
لم يكن هينآ عليه ان يسمع فيها والدته تؤنبه على تقصيره
بأنه لم ينقل لها الخبر السار بنفسه ..
يكاد يسمع دقات قلبها المبتهجه من خلال الهاتف .
ابتسم لعتابها الودي .. الصريح .. ولايستنكر عليها ذلك
وهوالابن الوحيد لها .. ومن يحمل اسم العائله .
فرح لسعادتها .. و اخفى مرارته مبدئيآ . ..
متوضعآ في مكانه .. بائسآ ..
متبعدا عن اسم تلك وسيرتها .. والسؤال عن حالها ؟
ويستغرب من نفسه يحاول تجنبها وهي ليست ببعيده عنه .
على عرش قلبه قد وجدت مكانها وفي مساحه عقله الممتلئه قد اخذت حيزآ لها فيه ..
وهو مازال يدور حول نفسه ..ينسج خيوطآ وهميه ..لاقيمه لها .
دخل طلال و وجهه مخطوف لونه ..
طلال : استاذ مطلق .. فيه مشكله ..
انتفض مطلق من افكاره الحالمه .. وركز انتباهه لطلال ..
: خير ان شاء الله .. ايش المشكله ؟
طلال : صار حادث في موقع البناء ..
وقف مطلق ومشى ناحيه طلال ..
وسأل وهو يخرج من المكتب : فيه مصابين ؟
طلال : ثلاثه .. واحد منهم في حاله خطره .
اخذ نفس طويل .. وقال بتحكم .. بعدما اخذ جواله وسبحته على عجل
: انا بروح المستشفى اشوف حالهم .. وبعدها بمر على الموقع
كلم زياد ... ابغى تفسير للي صار ؟ وخليك على اتصال معي
طلال : ان شاء الله ...
كانت الازمه فرصه .. للخروج من حالته الصعبه ..
انتبه لكل التفاصيل الدقيقه .. اطمأن على صحه المتضررين
و اتجه لكل الامور الغائبه عنه ... تدارك كل مافاته ..في لحظه انتباه .
رغم ما انتابه من تأنيب الضمير ..لاغفاله الكثيرمن الامور مؤخرا ..
لكن على الرغم من الصعوبه .. استطاع السيطره على الامور بإحكام .
*****************************
في عصريه هادئه ... اجتمع الكل في جلسه ..محتفلين بإبتهاج بالخبر السار ..
ليلى وانواع الدلال من كل النواحي انصب الاهتمام من ام مطلق و وفاء و سمر وحتى اريام ..
وان كانت تتعامل ببرود فطري .. غيرمقصود .
اتصلت على اهلها وخبرتهم ..
ابكتها جدتها بدعواتها الصادقه .. و اضحكتها سلوى بتعليقاتها المفرحه..
واخجلها جدها .. بمباركته لها .. ولم يتبقى الا سعود .. تنتظره بفارغ الصبر ..
تمنت تكون بينهم ساعتها .. لكي ترى مدى سعادتهم في الوجوه ..
جلست بين الجميع ... متناسيه ما صار ..
وفاء : ليلى .. من بكره بنراجع عند دكتوره نساء وولاده .. كنت اروح لها
في حملي الثاني .. ماشاء الله عليها ... الكل يمدحها.
ليلى بإهتمام : مو لسى بدري .. باقي انا في شهوري الاولى ..
وفاء بتنبيه : لا ..لازم تروحين من بدايه حملك .. نسوي فحص ونطمن مره واحده .
وتصيرين تراجعين كل شهر عندها و تتابعين الحمل معها ..
ابتسمت ليلى .. وقالت : مشكوره ..ماتقصرين يا وفاء ..
وفاء : ولو... وانا في ذيك الساعه اللي اخدم فيها عيال اخوي ..
سمر بغمزه لليلى : ابتدينا الدلع .. يحق لك .. امي من جهه و وفاء من جهه
ناظرت خديجه وهي شايله صواني الحلا والموالح .. وعلقت ..
: حتى من خديجه .. اقول ليلو لايكبر راسك علينا انتي وولدك ..
ليلى : الله اكبر على ابليسك .. حتى في هذي بتحسديني ..
ام مطلق بحب واضح: ومن عندنا غيرها .. ندللها .. هي غاليه مرت الغالي ..
ربي يرزقهم بالذريه الصالحه ..
الجميع .. : امين ..
انصتت برفق الى نداء قلبها وتطلعت ناحيه الباب .. لعلها ترى طيفه
رغم حنقها منه ومن هدوئه المضجر معها .. منذ الصباح وهي لم تراه
ترجو بأن يعود و يجبر بخاطرها ولو بكلمه ..
يعيد إلحام ما حدث .. ففي حالتها سترضى بأي شيء لمجرد انه يأتي إليها .
تدخلت سمر : ليلوش .. ايش بتسمينها اذا كانت بنت ؟
ابتسمت ليلى : بدري على الاسماء ...
كشرت سمر في وجهها .. لكنها ابتسمت و اقتربت من ليلى ..
: ليلو .. اذا كان ولد سميه .. مهند .. واذا كانت بنت ..
علقت اريام ببرود : لميس ..
ورفعت حاجبها .. وكملت : اكيد بتقولين لميس او نور .. معروفه .
سمر : لا .. ماكنت بقولها .. لكن وشفيه لميس حلو الاسم ..
ليلى بإبتسامه تنقلها بين الثنتين ..
سمر بإبتسامه دعائيه : ليلو .. ايش رايك ؟
ليلى بتفكير : امممم .. صعبه سموره ... الشور ماهو لي من حالي ..
سمر : اجل لمين .. للحكومه ..
ضحكت ليلى : لا .. نسيتي ابوه .. هو اكيد بيقرر عني وعنك ..
سمر : وانتي مالك راي يعني ؟
للحظه تحسست من الكلمه .. والتزمت الصمت .
قبل تنقذها وفاء : سمر الهبله .. قصدها القرار يكون مشترك ..
تشاغلت ليلى بجوالها .. وتركت الباقين في حواراتهم العقيمه ..
ركزت على اسمه .. مضى منتصف اليوم وهو لااتصال ولا رجع للبيت ..
سمعت صوت وفاء تتكلم في الجوال .. وكأنها قالت شيء عن مطلق
انتبهت لها الجميع .. وملامحها متغيره ..
وفاء بعدما انهت الاتصال : كنت اكلم وداد .. كانت واعدتني انها تجي اليوم
لكن تقول ان طلال انشغل ..صار حادث في موقع البناء ..
ام مطلق : يارب سترك .. لايكون مطلق فيه خلاف ..
سمر : يمه تقولك موقع البناء .. ومطلق مايروح هناك كثير ...فلاتخافي .
اريام : لكن اكيد في عمال تأذوا .. ماقالت لك التفاصيل ياوفاء ؟
وفاء : لا ماقالت شيء ..
ليلى بخوف : كلمي مطلق .. انا ماعندي شحن ..
اتصلت اريام .. لكن مايرد ..
وفاء بإطمئنان : اكيد مشغول .. بيدق علينا اذا شاف نفسه فاضي .
وعادوا الى حوارتهم العاديه وكأن شيئا لم يكن .
تطلعت إليهم بإستغراب .. لما لم يشعروا بها ..
صفيح ساخن .. قد كوى قلبها ..
وعقلها غادر الى تشعبات كثيره ..
لما تشعر بالخوف عليه .. رغم بواعث الاطمئنان من حولها ..
لم قلبها دائما يتعلق به و يغادر معه اينما كان ..
لاتشعر بالراحه الا بوجوده قربها..
لم لاتعتد حبها .. فيصبح امرآ عاديآ .. بسيطا لاتعقيد فيه .
شيئا .. لاتلتفت اليه كل مره .. ولا تنصت الى نداءاته الحثيثه .
*****************************
جلست نجمه مابين الجده و امها في زياره عصريه طارئه سعت لها بكل الطرق
غمزت لسلوى الجالسه مقابلها .. لكن سلوى استصعب عليها الفهم الا بصعوبه .
بعدما ابتعدوا عن الجميع ..
نجمه : عيوني طلعت وانا اغمز لك ؟ وانتي شغاله تاكلين طول الوقت ..
حشرت بلقمتها وهي تحاول ترد وفمها مليان ..
ضربت نجمه على ظهرها برفق .. فزجرتها سلوى ..
: خلاص .. حشا مو يد هذي .. خلاص اقولك ..
ابتسمت نجمه وهي ترمي نفسها على سرير ليلى ..
: اللي يشوفك يقول ماعمرها ذاقت طعم الاكل .. يابنت خفي على نفسك .. بتنفجرين .
وقفت سلوى قدام المرآه و لفت نفسها تراقب جسمها بحسره ..
: والله تعبت يا نجمه كل ماقعدت لحالي فكرت بالاكل ..
شكلي بعمل لي ريجيم قاسي .. ايش رايك انتي ؟
نجمه : وانا معك .. صراحه بكره شيبوب اذا شافك بيغير رأيه على طول ؟
ضحكت سلوى وجلست على سريرها ..
: تكون جات من ربي والحمدلله .. لكن اكيد بيكون عنده فكره عني .
نجمه بتردد وهي تقلب كتاب شعر قديم ..
: امك باقي على رأيها ؟
تنهدت سلوى بقهر : والله صارت معانده اكثر .. تقول فرصه ما تتفوت ...
نجمه : طيب شيبوب هذا .. ايش يشتغل ؟
سلوى : والله ماادري بالتحديد .. امي قالت لي ان عنده محلات .. و ..
قاطعتها نجمه : طيب .. انا نفسي اعرف انتي ليش رافضه ؟ غير ان عمره كبير ؟
سلوى : عمره كبير .. مايكفي العذر هذا ؟
نجمه بهدوء : لا مايكفي .. عندك سعود اكبر مني .. وعلى كذا قبلت فيه .
للحظه حست برغبه في الضحك .. ..
في الاساس لو كانت تدري عن ظروف زواجها كانت تغيرت وجهه نظرها .
هزت رأسها ..تركز في حوارها مع سلوى ..
فتكلمت بحده غريبه : يعني .. انتي رافضه ؟
سلوى : رافضه رفضآ قاطعآ .. انا ناقصه هم .. كفايه امه تجيب المرض تبين اخذ ولدها .
يااختي كذا مابيه ..
ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت وهي تتصفح الكتاب كمجله امامها
: طيب .. اخوي عبدالله يبي يتزوجك .. ايش رايك ؟
كان السكوت .. هو الجواب الوحيد ..
نجمه ..تبتسم في انتظار لحظه الانفجار ..
تعرف ردها مسبقآ لكن كان لابد لها ان تسأل ..
لا تلومها على ماتفعله او تقوله ..
فهي بالكاد تطيق اخوها ...
فكيف بهذه اذا حدث ما استحالته ان يحدث ان تتحمله ..
انتظرت مطولا لتسمع صرخه استهجان
او كلمات حاده تقطع دابر الصمت و تمزق الهدوء ..
وتبدأ في هجاءه و ذمه و تعداد مساوئه ..
لكن تلك اللحظه المنتظره قد طالت ..
رفعت نجمه نظره مستفهمه .. فاندهشت لملامح سلوى .
كان وجهها المستدير .. قد اصبح كتله من الاشتعال ..
سألتها بخوف : سلوى .. بنت وشفيك ؟
ابتسمت وكملت : والله ادري انك ماتطيقينه .. انا قلت له كذا .. لكن كان لابد اسألك ؟
علشان ارتاح من الحاحه ؟ بنت خلاص .. سؤال و اغلطنا يوم سألناك ..
قامت وجلست جنبها .. و لفت يدها حول كتفها ..
: والله عبدالله مو شين للدرجه هذي .. صح دمه ثقيل و لسانه متبري منه .. وعنيد
و اخلاقه مقفله بالمره .. وماعنده ذوق .. لكنه طيب وقلبه كبير ..
تنهدت وقالت براحه :
عارفه ان بينكم ثارات وحرب داحس والغبراء .. ومستحيل توافقين ؟
قاطعت سلوى ثرثرتها بهدوء: انا موافقه ..
نجمه بتسرع : انا عارفه من اول ...... سكتت تسترجع الكلمه في عقلها ..
فصرخت بحده غير مصدقه : ايش تقولين .. موافقه !!!!
******************************
مشى متثاقلآ نحو جناحه .. في ساعة متأخره من الليل ..
تستقبله الظلمه والهدوء .. ترافقه ظلال متحركه ..
انغمس في اعمال شركته معوض كل التقصير الذي مضى ..
عقاب يظنيه على نفسه دون رحمه ..
ادرك مافاته .. وما سقط بالقصد في لحظات كانت طويله ومرهقه جدا ..
ألم فتك برأسه .. وتعب طاله لحد الاغماء ..
احتضنه الصمت .. ولفحه البرد بمجرد دخوله .. رمى بشماغه على الكنبه
وجلس عليه .. احتضن رأسه بين يديه يضغط بشده عليه ..
تنهد بإنهاك قد استبد بجسده .. الخالي من الغذاء طيله اليوم ..
ناظر ناحيه حجره النوم .. وتذكر البؤس الذي كان ينتظره ..
مازالت جملتها تطن في رأسه مثل الرنين كلما تجاهلها لبغته ..
" الفرحه ماتت ..كل شيء يوصل عندك يموت فجأه.. مثلما مات حبي لك .."
تأفف منزعجآ من كل شيء حوله .. حتى من نفسه .. ومنها هي ..
يا لعقل النساء حين تعقد الامور ؟
يردن ان يفهمن الامور بطريقتهن .. ولامجال هناك للنقاش .
ويا لعقد الرجال حين تزيد غلظه وصلابه ؟
كان من اليسر ان تفهم اني سعيد ...
اي افكار استحوذتها عندما لم اظهر لها مدى فرحتي بالخبر .
واي زمر نفسيه تراكمت في نفسك وابت ان تنصاع تحت حمى الظروف ..
كان من الممكن ان تظهر بعضآ مما اعتلى قلبك وتشاركها فرحتها تلك ..
اتلومها الان ؟ ام يجب ان تلوم نفسك اولا ؟
انت الملام على كل مايحدث لك .. فتنحى جانبآ عن التحليل والتمحيص في الحلول .
دخل الحجره بعد دقائق حاسب فيها نفسه بالمزيد من العناء والقهر ..
يحاول ان لايصدر صوتآ .. خشيه من ايقاظها.. وخشيه من مواجهتها ايضآ !!
كانت الانوار مضاءه .. فتوجهت نظراته صوبها مباشره ..
تنام في وضعيه غير مريحه ... كومه من المناديل المستعمله بجانبها ..
و تقبض على جوالها بيدها اليمنى والاخرى تحت خدها ..
متكوره على نفسها وبعيده عن الدفء في بروده متوسطه .
مسح وجهه بإنزعاج .. مدقق النظر الى تفاصيلها الصغيره ..
وغير محتاج للتدقيق .. فالشحوب واثر البكاء مازال واضحآ ..
والدلائل منثوره امام عينيه ...
سحب نفسه بصعوبه .. دخل الحمام ينعش جسده المنهك بالماء البارد
ويتناسى قليلآ .. ما واجهه اليوم من مصاعب نفسيه وجسديه .
ترك المنشفه على كتفه .. بعدما طلع .. و اقترب منها يعدل وضعيتها في النوم ..
رفع اللحاف عليها .. و اخذ الجوال من يدها ..
" سيد قلبي " احد الاسماء التي توقفت عليها ..
فضول غيور جعله ينتصب و يتلصص على خصوصياتها ..
ابتسم .. ودفع نفسآ غليظآ قد جثم على رئتيه ..
ترك جهازها بعدما عرف تسميته على الاقل عندها...
تثاؤب وهو يطفئ الانوار .. ويجد مكانه هناك ..
هناك حيث نبذ السعه و اختصر على نفسه المسافات ..
حيث ترك مساحته تنتحب .. تاركآ النعيم .. مستغلا دقائق غفلتها
ليقترب منها ..
قبض على يدها اليمنى .. ورفعها الى شفتيه .. لثمها برقه.
تنهد مستسلمآ لرائحتها ولنعومتها بين يديه .. ..
وبسطها على خده .. ليجد سلواه فيها ...ويكتفي .
قد اصطحبه النوم معها .. لمكان خالي من الكوابيس والهموم المزعجه ..
لاواقع يفرض عليه ان يكون مختلفآ ... بمقادير موزونه .
لارغبه له في العوده .. حيث عليه ان يكون واضحآ وصريحآ وفي غايه الشفافيه .
*****************************
استيقظ فزعآ .. ادركه الوقت متأخرا وهو غائب في غياهب النوم ..
كان بمفرده في السرير .. عبث بمحتويات الكومدينه بحثآ عن الساعه ..
التاسعه والنصف .. تأفف منزعجأ لتأخيره.. و لنسيانه ضبط الساعه ..
حين خرج افتقد وجودها قربه في ساعه مبكره .. ارتدى ملابسه على عجل
وعند خروجه صدم بما وجده في الخارج .. كانت نائمه على الكنبه في الصاله
امام التلفاز ..
شعر بالغضب منها .. الهذه الدرجه لم تعد لاتطيق قربه ؟
اغلق الباب خلفه بقوه ليزعج نومها الهادئ .. وبالفعل نجح ..
استيقظت فزعه .. راقبته بأعين شبه ناعسه .. وقد تناثر شعرها على وجهها ..
رتبت شعرها و عدلت من وضعيه جلوسها ...
قال بحنق مستتر بتجاهل بارد وهو يزرر ثوبه ..
: كان بإمكانك تنامين في سريرك ؟ انا مااشخر ولا ارافس في نومي ..
ابتسمت ببرود وردت ..:كنت اتفرج وغفيت .. وماانتبهت لنفسي .
رمى بنظره ساخره على المخده واللحاف ... وفهمتها مباشره
جلست بشكل مريح تراقبه ..فسألته بهدوء : ماتبي فطور ؟
رمقها بنظره مبهمه ورد : لا .. تأخرت .. كان من المفروض عليك تصحيني ؟
عندي اجتماع مهم ؟
ابتسمت بسخريه .. وعقدت يديها على ركبتها..
: في اشياء كثيره تتوقعها مني ؟ في المقابل مااتوقع منك اي شيء ؟
مزاجه معكر لدرجه لاتسمح له بتبادل الاتهامات .. انتفخت اوداجه بغضب مبطن ..
ورد بسيطره : كوني اكثر وضوح وتكلمي معي بصراحه ؟
رفع يده يمنعها من الحديث وكمل : لاتقولين لي عن الموشح .. اللي سمعته امس
عن رده فعلي .... ارتفع صوته وهو يقول مؤشرا بيده ويضربها بالثانيه بشكل عرضي بحده ..
: مافي احد في العالم يسمع انه بيصير اب و يزعل ؟ اذا كنت مابيه قلت لك تتخذين
احتياطاتك مسبقآ قبل كل شيء ..
توهج وجهها بأحراج وعصبيه فوقفت مقابله .
: ما شاء الله ... على الاقل تتذكر اللي صار ؟ على كل حال انا بتناسى الموضوع
ما اظن انك فاضي لي ولسخافاتي ..
صرخ بعصبيه : ماتلاحظين انك اعطيت الموضوع اكبر من حجمه ؟
انتظرت لدقائق تحدق فيه وتفكر .. بأن ماتقوله او تفعله لايجد نفعآ ..
هزت رأسها بيأس :مافيه فايده .. الكلام معك اكبر مضيعه للوقت .. روح شغلك
اكيد في ناس يحتاجون وقتك الثمين .. فلاتضيعه معي ..
ابتسامه تعجب و ذهول ارتسمت على ملامحه ..
وقال بعدم تصديق : الحين صار الكلام معي اكبر مضيعه للوقت .. ؟
حط يده على قلبه يمثل قسوه الالم من كلماتها ... وقال بتراجديا مميزه ..
: صراحه صدمتيني ؟!
وان شعر بالجرح معجون بمهاره مع بروده المعتاد في مثل هذه الظروف
ذبلت عيناه الشاحبه بتعب جسدي ونفسي قد اظنى تفكيره .. و انطفأ ضوء وجهه فجأه
وهو يتأملها بشوق قد انتحبت فيه مشاعره ولم تقوى على الاتصال الصحيح ..
همس بتعب : بتأخر الليله ؟ انتبهي لنفسك ..
ترك لها المكان بكبره .. وهي مخنوفه في زاويه .. تتأمل المكان حولها بتوتر
لم تكن رسالتها مقصدها انها لاتطيق قربه..
كانت تجافيه .. تعاتبه بطريقه مستهلكه قديمه ..
فهي منذ وقت استيقاظها بالقرب منه ..
قد هدأت وارتاح قلبها بعد ليل قلق قد اظنت بالتفكير فيه ..
كادت ان تطلق قدميها خلفه وتلحق به ..
تخفي احزانها بعيدا عن كل شي ..
ترمي همومها في دورب النسيان وتمضي معه ..
كنمط حياة .. واسلوب عيش تحاكيه ..
لابد ان تتجاهل ..
ان تنسى.. ان تتنازل ..
كغيرها من بنات حواء .. لاستمراريه الحياة بكل الطرق والحالات ..
جلست على الكنبه بإستسلام ... ورمت برأسها على المخده متنهده .
تدري وش معنىّ
............. [ أ ف ق د ك ] ... !
و إ إ تحلى ب / الس?و و و ت
أختنق ما اتنفس ,,
" أتألم " ,, د و و ن صوت ... !
ما أتكلم بس ,
..................... من د آ آ خل
[ أ م و و و ت ]
**********************************
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات
ارسلتها وهي تعض شفاتها بخجل ..
كان قلبها ينبض بإثاره .. وهي تنتظر رده ..
دخلت جود : يا لله صباح خير .. يابنت خفي على الرجال ..
ترى الثقل صنعه ؟
وداد ببرود : خلينا الثقل لك ؟ الا انتي وشفيك اليوم متأخره .. ماهي بالعاده
ماعندك جامعه ؟
جود : إلا عندي ولكن متأخره شوي ..
وصلتها رساله وظلت تضحك ..
سألتها جود وهي تناظرها من المرأه : ضحكيني معك ؟
وداد بإبتسامه : ناصر ارسل لي رساله ضحكتني ..
جود : طيب ..مضمونها ؟
رفعت حواجبها بغيظ ..: لا ياحبي .. هذي اسرار ..
تعالى رنين جوالها بجانبها .. وفتحته على الفور ..
ناصر : صباح الورد ..
ابتسمت وهي تجيب بخجل : صباح الفل ..
ناصر : وحشتيني .. ودي اغمض وافتح عيني و اكون عندك ..
لكن وين ؟ اليوم عندي زحمه مواعيد ..
همست بعيد عن اختها : مو مشكله .. اهم شيء راحتك .
ابتسم .. لكن اختفت ابتسامته بدخول مريض مكشر و معقود الحاجبين
قفل الدنيا في وجهه ..
فقال مودع بهدوء : اوكي .. بكلمك .. انا مشغول الحين .
تنهدت وهي تقفل الاتصال و تناظر الجوال بحسره ..
جود بإبتسامه سخريه : هااا .. مااعطاك وجه
وداد : لا .. ياماما .. مشغول شوي ..
جود : اكيد مشغول .. مو مثلك ..لاشغل ولامشغله ..
وداد : اشوف مااحد كلمك لما تأخرت عن الجامعه .. جيت الحين تحاسبيني ؟
التفت جود وسألتها : ود .. ابغى اسألك سؤال لكن ماتزعلين مني ؟
وداد : قولي .. والله يستر منك ..
جود بإبتسامه : ماتجرأت وسألت ناصر عن علاقاته قبل ؟
تغيروجه وداد .. وقالت بعصبيه ..
: جود ..ايش هالسؤال ؟
جود بإبتسامه اشبه ماتكون من تحدي ..
: سؤال عادي .. ليش زعلت ؟ يعني في كثير لهم ماضي ..
مثلا انتي .. كنتي تحبين واحد .. ؟..
وقفت وداد ووجهها احمر من الغضب ..
: انتي كيف تسمحين لنفسك وتسأليني مثل السؤال هذا ؟
كانت تضحك بإستخاف : حلوه .. ياود .. الحين صار سؤال سخيف ؟
ولا قولي الصراحه انتي خايفه من الحقيقه ؟
وداد : خايفه... وليش اخاف .. سواء فيه او لا مايهمني ..
انتي قلتيها ماضي .. ماضي .. تفهمين ..
جود بإختصار بارد : ارجو ذلك..
طلعت من الحجره بعدما اخذت عباتها والشنطه ..
وهي تخفي مراره صراحتها
لم يكن له اي داع ذلك السؤال ..
مابك ياجود ..
لم انت حانقه على غيرك ..
ألا تعترفين لنفسك على الاقل ؟
هل تحسدينها ... هل تشتعل نار الغيره في قلبك ؟
لانك لست مثلها .. فهي كالزهره الشذيه في صيف حار ..
يلتف حولها الجميع ..
وانتي تقفين بمفردك .. تكتفين بالمشاهده ..
انتي وهي شتان مابينكما ..؟
تعقلي وتوخي الحذر فهي اختك ..
اختك من تقارنين نفسك بها بغبطه .. او يتعدى ذلك بقليل ..
ماتشعلينه في قلبها لايجوز ..
انتي اختها .. اختها .. فتعقلي .
***********************
كانت تمشي في البيت من غير هدى .. تدخل الحجره تتأملها و تطلع
في اشياء كثيره في رأسها ..لم تجد لها حل ولم تجد لها سبيل للتصديق..
سلوى فجرت المفآجآه في وجهها ... ما لم تتوقعه اصبح مفروضآ عليها ..
كانت تضمن الرفض و تضع الرد مسبقآ في فمها في اي اتصال لها مع اخيها ..
لكن الان تغيرت مجريات الامور .. واصبح شاق عليها التفكير في القادم .
اخرجها رنين جوالها من شرودها ..شاكره التدخل في الوقت المناسب ..
قبل تسمع صوته : السلام عليكم ..
تنفست بعمق .. وردت بآليه : وعليكم السلام ..
ثانيه صمت اتبعها بصوته الضاحك : زعلانه مني؟
هزت رأسها بإستهبال وجاوبته ..
: ابدآ ... اساسا ليش ازعل ؟
سعود بنره هادئه : قلت يمكن زعلت من المقلب ..
على العموم خبرتني ليلى عن كل شيء .. ليش ماقلتي لي انتي ؟
اهتز الجوال في يدها و نقلته للاذن الثانيه .. ارتجف صوتها وهي تجيبه .
: عن اي شيء اقولك ؟
سعود : تسوي نفسك ماتدرين ؟
نجمه بتردد : عن ايش تتكلم ..؟
سعود : عن حمل ليلى .. قالت لي انها خبرتك قبل الكل ..
كان من الممكن تقولين لي ولو برساله ؟
تنهدت براحه .. لكن في نفس الوقت انعقدت حواجبها بحيره ..
حيرة من نفسها .. دهشه تملكتها من عواطفها ..
هل هدأت عاصفتها الهوجاء و قبلت بالواقع اخيرآ ..
سعود : اقول ماينفع الكلام عبر الجوال .. بزورك بعد صلاه العشاء ؟
نجمه بإندفاع : لا ..
سعود بهدوء : وليش لا ؟
وقفت نجمه بتوتر .. حركت يدها بعشوائيه حولها .. وكأنها تبحث عن جواب
: مافي احد في البيت .. يعني مافي رجال بيكون معنا ..
سعود : وانا غريب .. يكفي مادام امك موجوده..
نجمه : لكن الوقت مو مناسب ..يعني لو جيت مثلا في العصر .. كان افضل .
سعود : ليش مهتمه بالناس ايش يقولون عنك ؟ على كل حال مايهمني احد
انا بزور زوجتي واللي عنده مشكله يتكلم معي .
نجمه بتوتر : حتى انامايهمني الناس .. تعال عادي ...
ضحك سعود وقال : غريبه يانجمه .. توقعت انك ترفضين بطريقتك الهمجيه ..
عصبت نجمه من كلامه وقالت : اذا ماودي اشوفك بقولك بإختصار .. مابي اشوفك ؟
و ثانيا تعال .. ايش قصدك بطريقتي الهمجيه ؟
سعود بهدوء مستفز : بكون معك صريح .. انتي ماعندك اسلوب في الكلام وبالاخص معي
لدرجه تحسسيني انه مافيك ولا انوثه ..
شهقت بحده .. و قهر .. لاول مره تحس بأن احد قدر يلجمها
و ماتقدر ترد او تدافع عن نفسها ...
قالت بهدوء غريب : اذا ماكان فيني ولا انوثه على قولتك ..مافي احد ضربك على يدك
وقال لك خذني .. .
ماانتظرت جوابه على الفور قفلت منه ..
ظلت تحدق في الفراغ لمده غير قصيره ..
تشعر بألم غريب داخلها .. مثل الوخز ينقر قلبها ..
شيء يحفز دموعها..
ليس مثل كل مره احد يقول لها انك عاديه واسلوبك جلف
ومافيك رقه البنات ..
تذكر سمعتها مرة من سلوى .. و قالتها ليلى بأسلوب هادئ
" نجمه .. تصرفي مثل البنات .. واتركي عنك التمرد "
مازعلت منها ..على العكس تفردت بأسلوبها عن باقي البنات ..
كانت مميزه عنهم ..
لكن .. لماذا شعرت بروحها تذوي عندما سمعته يقول ذلك ؟
لم شعرت بالجرح فجأه ؟
هل تحتاج لاثبات انها زاخره بالانوثه ..
هل الصوت الخشن والبشره الجافه و الاعين القويه المتحديه
علامات توضح عكس انوثتنا ؟
لكني هكذا .. كيف اكون وانا اعيش بين افراد من الذكور
كيف اكون غير ماانا عليه الان .
هل يثبت كل هذا انني لست انثى رقيقه ..
فزعت من رساله قادمه لها ..
" بمرك بعد صلاه العشاء ولايهمني الناس "
تأففت بضجر وهي تضرب رأسها براحه يدها ..
*******************************************
كان على اعتاب شركته .. بعدما شارفت الشمس على المغيب ..
يوم كامل لم يتناول فيها إلا السوائل .. اكواب معدوده من الماء
و اقداح من القهوه و الشاي ..
لم يخفف ذلك من صداعه الشديد .. فكيف تهدأ وقد تكالبت عليه الظروف
وحراره الشمس في موقع البناء .. بعدما الحادثه تلك سعى لسد النقص بنفسه ..والمتابعه بحرص .
استرخى بداخل سيارته .. يفكر كيف قاد نفسه في غمه تعبه الى الشركه ؟
المفروض يوصل لبيته يأكل شيء يسد فيه جوعه و ارهاقه ويرتاح ..
وصل زياد للشركه .. وطلع من سيارته على عجل ..
انتبه لمطلق بداخل سيارته .. طرق على الزجاج ..
ففتحها مطلق بعدما اخرجه من وحدته ..
زياد بإبتسامه : السلام عليكم ..
مطلق : وعليكم السلام .. اشوفك رجعت ؟
زياد : نسيت الجوال في المكتب .. انت وشفيك ؟ شكلك تعبان ؟
مطلق بإبتسامه متعبه : بالفعل .. عندي اوراق بوقعها . .. وبمشي .
زياد : تطلع معي ..
طفى محرك السياره .. واخذ جواله .. كرد مباشر..
واول قدم وضعها على الارض ..شعر بنفسه يترنح ..
او ان الارض تدور حول نفسها فجأه ..
لدرجه افتقد فيها قانون الجاذبيه .
عاد واتخذ مكانه وقال بصوت متحكم :
اطلع انت .. بمر البيت فيه ورق ضروري لازم اخذها .
اغمض عينيه بلامبالاه .. وتصنع القوه في غمره ضعفه ..
وسحب نفس طويل .. يحاول ان يكون طبيعي ..
هادئ .. يخفي رغبه في المكوث طويلآ بمفرده ..
والنوم ولو على ارض صلبه ..
لو يعلم ان شحوب وجهه قد اصبح امرا واضحآ ..
كان يتنفس بثبات .. حتى شعر بالضعف والاعياء يهز مكامن قوته واحتماله ..
وحتى قدرته على التمثيل والادعاء .. قد اختفت ..
مواجهه الضعف في امر لم يعتده صعب عليه ..
وشاق عليه ان يظهره للاخرين ... ويطلب منهم العون لمساعدته .
حرك سيارته .. بعيدا في سرعه هادئه للغايه .. ولم يعد يستطع المواصله
اول شخص اتى في باله ..في ازماته الدائمه .. انتظر مغمض العينين حتى يجيب الاخر
ناصر : هلا مطلق ..
مطلق بهدوء : انت وين؟
ناصر : توي دخلت البيت .. ليه في شيء ؟
مطلق : تعال لي انا عند الشركه ..
كان صوت ناصر ناطقآ بالخوف ..
: مطلق ..وشفيه والله خوفتني ؟
مطلق بإختصار : مافي شيء .. انت تعال وخلاص .
لم يكن يعتقد ان اخر عهد له باليقظه .. في لحظه يمقتها اشد المقت ..
هي صوره وميض السيارات من حوله ..
ولون المغيب على نوافذ المباني الزجاجيه .
حينها عرف معنى ان يكون الشخص ضعيفآ ومستسلمآ وخائر القوى ..
وقد استقر رأسه على مقود السياره ..
متجنب مؤقتآ الشعور بالالم لحين استيقاظه .
**********************
تنهدت .. ووقفت تتأمل نفسها في المرآه ..
كلامه يدل انه لايراها جميله .. ليست انثى في نظره
ايلزم الجمال والصوت الناعم ..دليل الانوثه فقط ..
فتحت خزانتها .. ومن غير تدقيق على الاطراف المكشوفه
شفاف او خلافه .. ضيق او عكسه ..
كانت تهمها الاثبات .. الاثبات لم ؟
لاي نظريه او برهان ؟
والاهم لمن ؟
لزوجها اتعلن من اجله الصراع بينه وبين ذاتها المختفيه .
لم تكن تحتاج لتلك الاقنعه ...
هي انثى .. تحتاج ان تكون انثى كامله في عين رجل هو زوجها
زوجها الذي يظنها خاليه من الانوثه ...
ارتدت ملابسها بعيدا عن تحفظها المعهود ..
تركت الحريه لشعرها لينسدل بنعومه على ظهرها ..
و فعلت مالم تفعله من قبل ..
" ان تكون شخصآ اخر من اجل شخصآ اخر "
ان تكسب ودآ و غايه مطلوبه .. ليست كم اعتادت
امرآ منفيآ من ضمن قائمه حياتها ..
اول ماطلعت ... بحلقت فيها امها بدون وعي ..
: بسم الله عليك يابنتي .. ايش صار لك ؟
ابتسمت نجمه وهي تتجاهل النظر في عين امها ..
: مافيني شيء .. سعود اتصل .. وقال انه بيمر ..
ابدت امها امتعاضها واضحا ..
وهمست لها مخافه ان يسمعها احد بين اربع جدارن مطبقه عليهما
: كان قلتي له .. مايجوز مابه رجال بالبيت ..
نجمه : اذا جاء قولي له انتي .. انا استحي ..
ام نجمه بإبتسامه ذات مغزى ..
: من متى تستحين ؟ لسانك بطولك ..
انعقدت حواجبها بحيره مرة اخرى ..
وفكرت بصوت مسموع ..
: حتى انتي تقولين كذا ؟
دارت حول نفسها .. وسألت امها ..
: يمه ويش رايك فيني ؟
الام المتشاغله بالخياطه .. ترمي نظره عابره عليها
وتعود الى عملها ..
: مابك خلاف ..
وقفت بإحباط : كيف يعني مابي خلاف ؟ يعني انا حلوه ؟
ابتسمت وقالت : زينه ..
وقفت بصمت متذمره .. فأعقبت والدتها لارضائها ..
: والله انك زينه البنات وقمرهم ..
ابتهجت و انقعشعت غمامه كدرها .
واحتضنت والدتها بحب كبير ..
:الله يخليك لي يااحلى ام بالدنيا ..
على الاقل امها ترى ذلك .. ستكتفي بذلك حتى ترى الاخر ..
ماذا يقول فيها .. ؟
بخرت المجلس .. وعملت القهوه و الشاي ..
صلت العشاء .. وانتظرت وعينها على الباب ..
مرت ساعه وهي تجلس على عتبه باب المجلس ..
نادتها امها .. وقالت بتعب ..
: يابنتي دقي عليه .. مايصير يجي والوقت متأخر ..
نجمه بقلق : يايمه .. باقي بدري .
ام نجمه وهي تتثاؤب :
والله يابنتي النوم طبق علي .. ومااقدر اقعد معكم .
تأففت نجمه .. وهي اكثر واحده متذمره من التأخير
اخذت جوالها .. واتصلت عليه ..
سعود بصوت ناعس ..: هلا نجمه ..
رفعت حواجبها بإستغراب وسألت ..
: وينك انت ؟ مرت ساعه من وقت الصلاه ..
ببرود جاوبها : اسف .. انشغلت .
فتحت فمها .. متفاجئه برده البارد والهادئ
هي اقل ماتكون على نار مشتغله وهو ولا هو موجود ..
قالت بصدمه : انشغلت .. ؟!!
سعود : ايوه .. انشغلت مع جدي .. معاملات و صكوك ومدري وشو
لايكون انتظرتيني ؟ ..
انتظر بإنصات شديد لانفاسها التي وصلتها حرارتها من خلال الجوال
وابتسم لانتصاره الثاني على التوالي ..
بحذر : نجمه .. علامك ماتردين ؟
نجمه بغضب مكتوم : كان المفروض تكلمني او ترسل رساله تخبرني فيها
انك مو جاي .. ؟
سعود : حقك علي .. لو تبين اجيك الحين جيتك ..ومايردك الا لسانك .
نجمه بتوتر : لا خلاص ماله داعي .. اساس مادقيت عليك الا علشان اقولك
لاتجي دامك تأخرت ..
سعود : اهاااا ... وانا حسبتك دقيتي علشان تسأليني عن سبب تأخري
على العموم ... لي موعد ثاني ... حقك علي مره ثانيه ..
نجمه بهدوء غريب : لا .. ماصار الا الخير .. يالله اجل باين على صوتك
انك تعبان .. اخليك تنام .
سعود بإستفاقه غريبه : كنت تعبان .. يوم سمعت صوتك راح التعب كله .
تلعثمت نجمه .. ولجأت للصمت فجأه..
فضحك سعود : اظنك تدورين لكلمات تسبيني فيها .. ماسكه نفسك بالغصب صح .
انصدمت من توقعه فيها .. فحست برغبه في البكاء فجأه ..
رجع وقال : تصبحين على خير ..
انتظر ردها للثواني بعدها قطع الاتصال ...
تنهدت .. بخيبه اعترتها وسيطرت على افكارها ..
رغبت في الانفراد بنفسها ولو قليلأ للتفكير ..
و للتسلح بالقوه مره اخرى بعدما واجهتها هزات متتاليه في ثقتها بنفسها .
***********************
من كان يظن ان مطلق بجبروته و سطوته
يجلس بجانب رفيقه وهو خائر القوى .. مهدود الاعصاب ..
مغمض العينين ... في ملامحه سواد التعب ..
ناصر يسوق السياره ويرمي نظره وتلحقها اخرى مترقبه
: خليني اوديك المستشفى ..
مطلق : ماله داعي .. محتاج راحه ..
ناصر بحده خرجت من صمته الطويل ..
: محتاج ..راحه بال .. اكل .. نوم .. تفكير سليم على الاقل ..
ضرب على المقود وخرج من رزانته المعهوده .
واعقب منفعلآ : كفايه تعقيد .. يكفي تعذب نفسك على شيء تافه .
شوف نفسك كيف صاير ..
مطلق بهدوء : رجاء .. ارحمني من فلسفتك الزايده ..
ناظره ناصر ببرود .. وانشغل بالسواقه .. يستشيظ غيظا من تصرفات ليس لها اي مبرر .
تنهد مطلق وقال بصوت منخفض ...
: كل اللي فيني إجهاد .. من البارحه ما اكلت شيء ..
اذا كنت عطلتك عن شغلك .. بإمكانك تنزل وتاخذ اجره .
ناصر : لا ماعندي شغل .. اصلا موعدي معك انت .. انت مريض رسمي .
مطلق .. والله احترت فيك .. انا اعطي حلول للناس كيف يواجهون حياتهم
إلا انت .. مافهمت علتك .. يااخي عيش حياتك بشكل عادي ..
التزم مطلق الصمت .. و السياره تدخل الفيلآ ..
طلع .. متحامل على تعبه .. وقال وهو يقفل الباب و يطل من النافذه ..
: ارجع بسيارتي ..
ناصر : لا مشكور .. باخذ سياره اجره ..
استدار مطلق ومشى في طريقه .. تارك صاحبه يتأمل ظهره
بشيء من الاسف .. والخيبه والشفقه ..
توقف مطلق وقال بإبتسامه شاحبه ..
: مشكور ياناصر .. تصبح على خير ..
ضحك ناصر .. وقال : انتبه لنفسك ..
اشر له مطلق بحركه عاديه .. غير مبالي بما قاله ..
.. بينما وصل لاسماعه .. اصوات الضحك و الصراخ ..
ليس لديه اي رغبه ان يرى اي احد ..
اول مافتح الباب .. عم الهدوء المكان ..
اضطر لزرع ابتسامه مجبره على شفتيه ..
لتنقاد له فتيات بنفس الطول ..
اروى : خالوا .. خالوا ..
مطلق : عيون خالوا انتي ..
لم يبذل جهدا في احتضانهم .. كان الامر شاق عليه ..
ادركته وفاء على اصوات بناتها ..
: مطلق .. غريبه جاي بدري .
ابتسم مطلق : ماالغريبه إلا الشيطان ..
ضحكت رغم توترها من ملامح اخوها المجهده ..
اقتربت منه وسلمت عليه ..
همست بصوت متوتر : وشفيك شكلك تعبان ؟
مطلق : شوي مصدع .. إلا وين امي ؟
وصله صوت امه .. فانقاد إليها محتاج حاجه باطنه معقده ..
لايعلمها سواه..
ام مطلق بخوف : وشفيك يمه ؟
مطلق بحذرشديد : علامكم الليله .. كل اللي يشوفني يٍسألني وشفيك ؟
انتهيت من شغلي بدري .. ورجعت فيها شيء هذي ..
ام مطلق وهي تشده من يده ..
: لا والله ابركها من ساعه يوم انك تجي وتجلس معي .. وتاكل مثل خلق الله .
سمر بإبتسامه : والله جيت في وقتك .. وفاء مسويه ذاك المحاشي .. تاكل صوابعك وراهم .
وفاء : والله و مافي اطيب من اكلها وهي سخنه ..
اشتهيتك معنا من البدايه والحمدلله انك رجعت بدري اليوم .
ابتسم وهو يرمي شماغه طرفه .. تأمل المكان حوله ..افتقدها ..
حس بالنقص حوله .. رغم انها رفيقته لكنه شعر بالحنين لرؤيتها ..
ام مطلق بنظره حكيمه : سمر .. يمه قومي و قولي لليلى تحط العشاء ..
سمر تكلم بنات وفاء ..: يالله ياحلوات مين يسبق ويقول لليلى ...
كانت ترتب ملابسه ..في الخزانه الخاصه فيه ..
دخلت سمر والبنات بضجه هائله من الصراخ والضحك ..
ليلى بخوف : الله ياخذ شيطانك انتي وياها ..وشفيكم ؟
اريام بتأتأه غريبه : خالو ياخاله ..
ضحكت سمر وهي تجلس على السرير ..
: لو تقعد يابكره ماتفهمين عليها .. بعلك جاء وهو تحت ويقول الحقي علي ..
ليلى بذعر : سمر عن اللقافه .. ايش اللي صار ؟
سمر : والله انك خوافه .. مافي شيء امي قالت لي اقولك ان مطلق جاء
ودعوه للجميع بتناول طعام العشاء .. هذه كل الحكايه ..
هزت رأسها قبل تطيح على السرير اثر مخده طايره من ليلى ..
ليلى : اعوذ بالله من شرك .. وجع طيحت قلبي ..
تنهدت براحه .. و قالت بصوت هادئ متفاجئ ..
: انزلي انتي وخذي شلتك .. شوفي بدوا يقلبون حجرتي ..
انا بغير ملابسي وانزل ..
طالعتها وقالت : ليش ؟ ملابسك حلوه .. توك كنتي لابستها بيننا .
تأملت ملابسها .. بدي ابيض فيه رسومات باللون الوردي ..
وبنطلون حرير وردي ..
ليلى بخجل : تتكلمين ..
فما لاحظت ابتسامه سمر قالت بإحراج : اقول اقلبي وجهك ..
ضحكت سمر وهي طالعه .. لكن قبل تخرج ..
: اقول ليلوه عن حركات الاغراء لاخوي تراها معروفه ..
شهقت ليلى و طلعت وراها .. بينما سمر تضحك بصوت عالي ..
تسمرت مكانها وفي وجهه .. ارتخت عضلاتها الضاحكه واصبحت حزينه فجأه
هالها مظهره .. والهالات السوداء التي ارتسمت تحت عينيه .. وكل هذا
الصمت المحفور في جوانبه .. جعلها تذعر من اجله ..
شيئا ما جعلها تخاف الوقت مهدور سدى في الضيق ..
تذرف دموعآ صامته ..خفيه ..
سمر من خلف مطلق : جاك سي سيد .,,وريني اللي عندك ؟
التفت لاخته وقال بإبتسامه هادئه ..
: انتي ماتتركين عنك اللقافه ..
سمر بشقاوه : لاابدا ..
مادمت اكتشفت ان مواهبي تطلع اجيال واجيال لن اتوقف ابدا ..
مطلق بنظره عابره ليلى يشفي فيها شوقه ..
: مواهبك خليها بعيده عن زوجتي ..
سمر بضحكه .. ترفع يدها و تنسحب تدريجيا ..
: ترى زوجتك ملقوفه بالفطره لكن انا اعطيتها فرصه تطلع اللي عندها ..
ليلى بتحذير : سمر ...
ابتسمت سمر وغمزت لليلى ..
وقالت :خلاص بنطم يالله ياحلوين .. لا تتأخرون عن العشاء ..
ابتسم وهو يدير رأسه نحوها .. ليراها تقف مبهوته ..ثابته .
قطعت الصمت الدخيل فجأه وهي تتنحى جانبآ ..
: قلت انك بتتأخر الليله ..
>> كم يكره هذا السؤال ...
رد عليها وهو يدخل : انتهيت بدري ..
ابتسم ابتهاجآ لانها تحدثت ببساطه لاتشوبها شائبه ..
فأتبعت بتوتر وهي تتبعه : شكلك تعبان ..
مرت سحابه كآبه على وجهه وغض الطرف فجأه
: تعب عادي .. باخذ لي دوش وانزل ..
نزل ثوبه بسرعه .. فقالت بحنان بالغ ..
: اذا كنت تعبان .. بجيب لك العشاء هنا..
ابتسم واجابها وعينيه تطوف في وجهها ..
:وافوت على نفسي جمعه عائليه .. لا باخذ دوش وانزل .. انزلي انتي قبلي..
عضت شفاتها بإحراج وتردد .. كانت تريد ان تتحدث معه بحريه مطلقه
خاليه من التوتر .. كانت تريد ان تعتذر عما بدر منها في الصباح ..
: مطلق .. بخصوص اليوم في الصباح .. أنا .. مــا
قاطعها بتنهيده خرجت من اعماقه بائسه ...
وقال بإختصار : انسي ..
توسلته بنظره حزينه .. فأشفق عليها من نفسه المجحمه في الخطأ
فقال بتفهم : اظن تعادلنا ..
ابتسم لها بعدما اختصر لها كل المسافات للوصول إليه ..
ردت له الابتسامه .. وطال حديث الاعين الصامت ..
مدينه من الركام ..خلفها
ركام من الاحزان والبؤس والشقاء ..
وهو امامها...
كانت تعرف ان كل وعودها كاذبه ..
وأن حبها له متدفق كالنهر لاينضب ابدا ..
ضيعت كل الطرق وحفظت طريقها معه ..
هو جنونها النابض الارعن ..
نومها المتوقد ..
واستسلامها اللذيذ ..
ما جدوى كل شيء ..
ان امكنني النسيان ..
ان امكنني التصالح مع نفسي ومعه ..
لما نهدر الوقت سدى وايدينا تضيع في الفراغ
واحضاننا تنتحب للقاء مجددا ..
تلقائيا واستجابه لنداء عميق داخلي ..
يصرخ ..يلهث ويزمجر غاضبآ ان كفى ..
فتح ذراعيه لها ..
للمضي للامام ..
للغفران ..
للشوق والاماني .. والدفء في فرقه شتائي الاجواء ..
للحب الهائل الذي يجمع بين قلبين ..
غرد قلبها في حديقه مظلمه ..
في واحه غناء زاهره ..
حلمآ يطفو على وجهه ..
مخلوق تعشقه .. لاتبدله بأي شيء اخر ..
انصاعت غير متردده ..
تشتاق إليه ..كل ثانيه تمر .. وكل دقيقه تعقب ساعات قادمه ..
التفت يدها حول عنقه .. بينما تشبث بها كالغريق
كالمسافر في رحله شوق بعيده ..
كالنور في سويداء الغيوم ..
الصمت ..حليف لهما ..
ومشاعرها حديث القلوب ..
غير مجديه الكلمات ان تصاغ ..
لم تكن لتسمع حتى ..
استنشق رائحه شعرها .. وقد وصل الشوق ذروته لها ..
لم يفارقها ايام وسنين .. كانت ساعات تحسب دهورا لديه
قلبها غاضب من قسوته... من فجوته السحيقه بينهما ..
من لعنه الحب الهالكه ..
تركت له وجعا محفورا ..
يالقسوتها حين تغضب ..
اغلقت باب حبها في وجهي وتركتني متعذبآ ..
مستنكرا ألمي بكل عنفوانه ..
وهائمآ في دروب الضياع ..
همس بصوته الاجش المشبوب بالعاطفه ..
: اشتقت لك ..
واغمض عينيه متوسلآ البقاء طويلآ هناك ..
مرير هذا الاحساس
بشوق ناري لا يهدأ …
لا اللقاء يطفئ وهج نيرانه
ولا الفراق…
دوما دوما افتقدك
باستسلام كوكب
لمداره حول الشمس ..
دمعت عيناها بتأثر عاطفي فطري ..
وهي تجيبه بصدق اشتدت فيها معانقته
: انا اسفه قسيت عليك .. ........
قاطعها : اشششش... لاتقولين شي .. احضنيني وبس .
مابه .. لم يثير الحزن في قلبي فجأه
أليس جميل من كل انثى ان تشعر بكم العاطفه تلك ؟
الن تفرح بقوله ..بإشتياقه ..بأفعاله الصريحه ..
انا انثى ترضيني بعض الحلول او انصافها
لكنه رجل ليس ككل الرجال ..
هو مطلق .. قلب نابض يبدو كالصخر بين جوانحه ..
هو مطلق .. من احببته بكل مافيه ..
لم يبدو ضعيفآ .. يبلغ من الجهد القمه ومنهار فجأه
رفعت نفسها لتتأمل وجهه بأناملها الرقيقه .
وقد اغرقت عيناها بالدموع ..
سألها وقد بدأت ابتسامه مرحه تغزو شفتيه
: لو قلت لك انك اجمل شيء صار بحياتي ..تصدقيني ؟
وان زعلك عذاب بالنسبه لي ..
اجهشت بالبكاء وهي تطوقه من جديد ..
: افديك بعمري ولا اشوف نظره عذاب في عيونك ..
غمرها بحنانه و قد بدأ يرتجف من اثر كلماتها ..
غيرمعتاد على مواجهه المشاعر بصراحه..
شعر بإن جوارحه ستنطق ..
سيعترف بالسر الذي انفجر ينابيع حاره بداخله ..
أجابها وقد قبل عنقها بعمق ..
: لاتعذبيني .. قلبي مايتحمل دموعك ..
رفعها ومسح دموعها .. وقال : لاتخليني اشوف دموعك مره ثانيه ..
مهما يكن لاتبكين ..قبل عيناها برقه ..
واكمل ليرسم ابتسامه على شفتيها النديه
: ولا صدق الحمل يخلي الواحده حساسه زياده ..
ضحكت .. : ممكن .. لازم تتحملني ؟
غرقت عيناه في ابتسامه صادقه ..
: انتي روحي ..كيف مااتحملك ..
طبع قبله اعلى جبينها و دخل الحمام وقد تجددت روحه
بطاقه هائله ...طردت تلك السلبيه من جسده ..
وعاد نشيطآ ..مليئا بالكثير من العاطفه ..
وهي مكانها ..
يزرعها في الارض بكلماته المنتعشه
كما تنبت زهره في شق صخره ..
يعيد بها من اول الطريق .. فتنسى كل شيء
اليس هو قلبها هكذا ؟ لاتزيد من اوجاعه بمضي الوقت
لكن حبها له وجع هائل ..
وجع مؤلم ولذيذ .. ممتع وصعب ..
كيف به يجدد كل خلاياها في لحظه ؟
وهي التي ظنت ان الحياة معدومه معه بجداره ..
لقد اطبقت علي زهرة حبك المفترسه
وغرست اشواكها في روحي
وامتصتني بكليتي …
فلينفجر القلب بلحظة ذل : تعال
اني أكره كل ما فيك ..
وأحبك , أحبك , أحبك .
****************************
دخل شقته بعدما اوصل صاحبه ..
علق شماغه وتوجه مباشره للمطبخ ..
فتح الثلاجه .. وشرب ماء . ..
اخذ الكوب معه .. و جلس قدام التلفزيون يقلب القنوات
ركز على مباراه كره قدم .. طلع جواله وابتسم
اتصل عليها .. لكن لارد
الساعه ماتعدت العاشره ..
اتصل مره ثانيه ..
وداد بصوت منخفض : هلا ناصر ..
ناصر بإبتسامه : وينك ؟ ادق ماتردين ؟
وداد : كنت مشغوله ..
استغرب ناصر من نبره صوتها ..
فسألها : وشفيه صوتك .؟ كأنك زعلانه ؟
ردت عليه بسرعه : لا مافيني شيء .. انت كيف كان يومك ؟
ناصر وهو يسترخي على الكنبه ..
: اليوم كان عندي زحمه مواعيد ..
ضحك فجأه .. فسألته : وشفيك تضحك ؟
ناصر: جاتني فكره علشان اشوفك ..
تغير صوتها الى مرح ..
: اهاا اتحفني يالله ..
ناصر : ويش رايك تاخذين موعد عندي ..
شقهت وداد فاعقب بضحكه شقيه ..
وداد : اسم الله علي .. بتدخلني مستشفى الامراض العقليه ..
ناصر : بعيد الشر عنك من المرض .. لكن الطبيب النفساني
مو ميزته يعطي علاج وبس .. يستمع للناس ويفهم عليهم ..
شوفي عندك في اروربا الطبيب المعالج النفساني مثل الصديق .. اي شيء يكدرهم
في الحياة يلجأون له ..
وداد بجديه : كلامك صحيح ...لكن مو مبرر لزيارتك يادكتور .
ناصر بإبتسامه : صراحه احبطتيني .. يعني انا باختصر لك كلمه احبك
بموعد بيننا وانتي تصدين ..
اختفى صوتها .. فعرف انه خجلها ..
قال بعدما ازعجه اتصال ثاني في نفس اللحظه ..
: ودادي .. جاني اتصال ثاني برد عليه و ارجع اكلمك ..
وداد : اوكي .. انتظرك .
رد ناصر : هلا ..
سمع صوت الرجل وكأنه في فضاء .. لان الصدى يرجع له
: السلام عليكم ..
ناصر : وعليكم السلام ..
: انت ناصر...
ناصر بجديه : نعم .. اي خدمه ؟
ضحك الطرف الثاني ..
: انت اي خدمه .. لانك انت من تدور علي ؟
وقف ناصر و قال : مين معي ؟
: انا وسام ... تركت بطاقتك عند البواب .. نعم انا اسمعك ؟
ناصر بتوتر : ماينفع نتكلم في الجوال ... تقدر نلتقي بكره
وسام : متى ؟
ناصر : الموعد اللي تبيه ؟
وسام : مادام اللي ابيه ويش رايك في هالوقت ؟
طريقه استفزت ناصر .. متلاعب و ابتزازي
ولايخفى عليه انه ذكي ..
استنتاج وصل له ناصر في طريقه لمقهى معروف
رغم تعبه ويومه الشاق .. و طاقته الكلاميه المستنزفه ..
لكن وصوله لمنتصف الطريق ..هو الحاح بالنسبه اليه ..
ليس له سابقه في الفضول ... زاد ذلك لمجرد التحدث مع شخص ك وسام
هناك في الامر ريب .. و شكوك تدور على الامر برمته .
دخل المقهى .. المكان غير ممتلئ .. جلس على طاوله بمفرده
بعدما رمى بنظره متفحصه للباقين ..
تأفف .. بعدما مرت عشر دقائق .
سمع صوت خلفه : دكتور ناصر ..
استدارناصر ليواجه شاب في منتصف العشرينات ..
حلته رفاهيه .. وبذخ واضح .. نظره عينيه مشعه بدهاء ..
يرتدي بنطلونآ من الجينز و بلوزه بنفسجيه مفتوحه الازرار من المنتصف
لم تخفى على ناصرتلك الاساور التي تملأ معصمه ..
جلس و وضع اغراضه بشكل عشوائي على الطاوله ..
ارتخى في جلسته و حدق في ناصر ..
وقال بسخريه : لاتقول ان الوالد ارسل لي دكتور علشان يعالجني
هو اول العارفين انه يحتاج له قبلي ..
هز ناصر رأسه بفهم .. قدامه شخص صعب متمرد .. والوصول الى مبتغاه
ايضآ صعب ..
مال ناصر ناحيته وقال : لا ابدا .. لفضول اللي جابني لك ..
رفع وسام حاجبه و ابتسم بسخريه..
: الفضول بخصوص ايش ؟
تردد ناصر في البدايه وحس بسخافه الموضوع .. لكن قدر يقول
: بخصوص بيت مطلق الغانم ..
اتسعت حدقتا عينيه وهو يناظر ناصر ... وشحب وجهه ..
صار يلتفت حوله كثير .. ويبتلع لعابه تواليآ ,,
سأل بعدما اثار شك ناصر من تحركاته الكثيره ..
: مين مطلق الغانم ؟
بسرعه ردد ناصر رقم سيارته قدامه ..منتبه لكل حركه يقوم بها الذي امامه
بحكم عمله يدرس كل التفاصيل المهمه بفسيولوجيه دراسيه بحته ..
اندهش وسام واتضحت عليه معالم الخوف
: انا مااعرف واحد بإسم مطلق ..
ناصر بهدوء اعصاب ..
: انا ماجبت رقمك بالصدفه .. مال ناحيته اكثر وقال ..
انا اعرف وانت تعرف .. فما له داعي اللف والدوران .
مسح على ذقنه وقال بعصبيه ..
: انا مااعرف شيء عن اللي تتكلم فيه ..
ناصر بهدوء يرجع ويسند ظهره ويراقب تقلبات الفتى
الذي تأكد من انه يخفي شيء .. خلف كل هذا .
ابتسم ناصر : ما تعرف .. وجودك قدام البيت لاكثر من مره
مو صدفه .. الامر كان مشكوك فيه .
وسام بنرفزه : انت اكيد مجنون .. الشارع ملك ابوك يوم انك تتكلم كذا ؟
ناصر : ماله داعي تعصب .. انا اتناقش معك .. وجودك قدام بيت مطلق
فيه سبب اكيد .. انا في البدايه كنت شاك .. لكن الحين انا متأكد ..
رفع حواجبه بثقه ...
وقف وسام وقال بغضب ..
: اسمعني .. انا مااعرف شخص بإسم مطلق ومااعرفك .. وثانيا.. اجلس في المكان اللي يرحني
وامشي في الشارع اللي يعجبني .. واذا كان عندك مانع وريني اللي عندك ..
تأمله ناصر بدون كلمه وراقبه كيف يجمع اغراضه ويمشي بسرعه من عنده ..
دخل وسام السياره وقفل الباب بعصبيه ..
عبدالعزيز يرفع السيجاره من فمه وينزل رجله عن المنضده وكأنه للتو انتبه لدخوله ..
: وشفيك ؟ من هو ذا ناصر ؟
وسام : طفي الزفت اللي معك ..
نفذ عبدالعزيز امره بدون مناقشه .. اساسآ ليس بيده حيله
فهو مجرد تابع له .. منقاد له بصمت .. بلغه المال يصبح له مثل الخادم ..
وسام بعصبيه: يقول انه شافني عند بيت اريام ..
عبدالعزيزبصدمه : لايكون اخوها ..
وسام : كيف اخوها ياغبي .. البطاقه ماكانت معك اسمه ناصر ..
عبدالعزيز : طيب ايش قالك ؟
وسام : ماادري عنه .. قال انه شاك فيني ..
عبدالعزيز : دق على خويتك واسألها..
تأفف وسام بإنزعاج : وانا انتظر في حلولك اللي زي وجهك ..
ادق جوالها مغلق .. مسويه فيها العفيفه بنت الكلب والله مااخليها
في حالها ..
عبدالعزيز : ايش ناوي عليه ..
ابتسامه ماكره قد ارتسمت على وجهه .. جعلت الاخر يصنع مثل الابتسامه
: وين تروح مني ؟ كل شيء عندي مثبت بالصوت والصوره ..
وبكره بنشوف ..لاجيبها عند رجلي مثل الكلبه ..
ضحك وسام منتشي بإنتصار في معركه لم تبدأ بعد
يعتقد ان الفوز حليفه وليس غيره ..
مستعد للمفآجات ولأسؤها .. ذئب ماكر .. مخادع
لكنه في الحقيقه اشبه بعجل يضطرب خوفآ من المواجهه..
تأمله الاخر بشي قد بدا يسري في دمه ..
الخداع .. المكر .. والحيله .. واصعبها الخيانه
كلها تعلمها منه .. درسآ درسآ ..
لكن مالفرق ؟ ليسوا اوفياء لاي شيء
لا للدين ولا لغيره فكيف يعرفون قيمه الوفاء ..
ابتسم بسخريه.. يجاري الاخر في خططه
وفي حساباته خطط اخرى ..
وحياة اخرى ..
سيسلخ عنه قشره عبوديه المال التي اصبح من اجلها كالكلب
يلهث خلف كل مبتغى ولاتهمه القيم ولا المبادئ
ألم يضحي بكل شيء في حياته.. فما له و للاخر
سيعيش من اجل نفسه .. من اجل نفسه فقط .
*************************
اتخذ مكانه في السرير .. بعد ماانتهى من عمل موجز في مكتبه.
ابتسم بسرور .. ورضى لانه قضى وقت محبب اليه مع عائلته ..
دخلت .. ومباشره ابتسمت له .. لكنه لم يبتسم بل ظل محدقآ بها
وهي تتحرك في ارجاء الحجره ..
كأنها تحاول ان تجد عذرا عن الاقتراب منه ..
تشحن الجوال .. تبحث عن شيء مفقود .. تنظر لنفسها في المرآه
تضع كريمات الليل على بشرتها ..
تستهلك الوقت كله في سخافات بالنسبه له
تشغل نفسها عنه بأي طريقه ..
وهو يستهلك الوقت في النظر اليها ..
يتوق بشوق الى الاقتراب منها ..
متجنبآ النوم ..رغم انه يحاصرها ويطبق على جفنيه ثقيلآ ..
همس بإسمها .. فالتفتت إليه مباشره ..
ابتسم ... كان يعرف انها تتهرب منه ..
لكنها معه .. قريبه معه لحد تكون ملاصقه له حتى بأفكارها ..
قال بهدوء : تعالي ...
تحركت بهدوء ناحيته وعلامات الاستفهام تحوم بوجهها .
وقفت بالقرب منه متردده .. لكنها جلست بعدها ..
سأل : ماودك تنامين .. ؟
حركت تلك الخصله الخياليه .. وقالت ..
: إلا .. لكن عندي اشياء بسويها و انام ...تبيني اجيب لك شيء ؟
مسك يدها .. .. حرك اصابعه بين اصابعها بنعومه ..
كان مفكرآ يقرأ في خطوط يدها .. طلاسم لها معنى..
سأل وهو مازال يقلب يدها بين يديه ..
: بسالك سؤال .. لو رجعك الزمن للخلف .. بتغيرين شي في حياتك ؟
ابتسمت بتوتر من سؤاله الذي جاء في غير موعده ..
كانت تريد ان ينظر اليها لتعرف سبب سؤاله ..
اجابته : ليش تسأل ؟
رفع رأسه لتقع عيناه في عينيها ..
: مجرد سؤال ؟ بتجاوبين عليه .. ؟!!
احنت رأسها بتفكير .. .. ثم رفعته بسرعه بإبتسامه كبيره
وكأنها تعود بالفعل للزمن الماضي ..
قالت بحالميه : الزمن اللي يمضي مافي فايده منا نرجعه ..
ولانبكي عليه .. لكن فيه شيء واحد لو رجعت لايام طفولتي
بقول لك .. بسأل الشخص اللي ساعدني عن اسمه ..
التصق حاجبيه لاستنكار اجابتها ..
وقال مترددا : ليش ؟
مازالت ابتسامتها تجد متسعآ مضيئا على وجهها
وكأنها بالفعل تود الخوض في آله الزمن والعوده لتلك اللحظات
لتسأل هذا السؤال ..
اجابته بإختصار وحذر : فضول ..
شد على يدها وقال : ليش تتذكرينه ؟
اختفت ابتسامتها وشعرت بالخوف ..لصراحتها الواضحه
: انا ماتذكرته .. انت سألت شيء عن الماضي وانا جاوبتك ..
سحبت يدها وقالت منزعجه ..
: لاتخليني اندم لاني قلت لك ..
ابتسم وقال وهو يستلقي مكانه بفخر .. متجنب النظر فيها
: ماكنتي قلتي لي ..
رغم وخز الغيره الذي بدأ يدب في قلبه ..
من فارق سني لنفسه ولشخصه ولكيانه هو ..
ليس رجلآ غريبآ ..
شعرت بالحنق منه ومن تصرفاته ..
اوقعها في الخطأ بخيوطه المتلاعبه بقلبها الغبي ..
إلتفت ناحيتها وهي مازالت واقفه في مكانها ..
لاحظ اشتداد عضلات وجهها .. فابتسم متلاعب بإعصابها
قالت بضيق : انت تقصد تضايقني بأي طريقه ..
رفع حاجبه و لجأ للصمت مستمتعآ بلذه تعذيبها .
اعادت عليه بتمرد : انا غلطانه اللي اتكلم معك ...
ضحك .. وهو يسحب يدها ويشدها ناحيته .. لكنها مانعت
ورفضت فسحبت يدها بشده ...
فقام من فراشه متعثر ولحقها .. مطوق خصرها بيديه الثنتين
ورفعها بسهوله .. وهي تصرخ ..
: مطلق ...نزلني والله لاصرخ واجمع عليك البيت ..
ضحك اكثر وقال ..
: مايهمني .. اصرخي ..
تحولت صرخاتها الى ضحكه .. وهي تدور معه ..
: مطلق نزلني .. والله دوختني ..
نزلها بسرعه وقال بعدما مسك وجهها بين يديه ..
: لاتحسبيني زعلت منك .. او من صراحتك معي ..
على العكس ثقتك فيني تسعدني.. ...
قالت بخيبه : لكن تصرفك يعكس قولك ؟
اقترب منها وقال : افهميني لاني .. .. اغار .. عليك !!
اأغارعليك حتى من ولدي اللي في بطنك
فكيف بشخص شفتيه قبلي وتتذكرينه ..
احنت رأسها وابتسمت بخجل : سؤالك ذكرني فيه ..
رفع رأسها بيده وقال : اسمه مطلق .. تذكريه ولاتنسيه ابد .. مطلق ..
ابتسمت له بحب ..يكاد يفطر قلبها من هوله و حجمه وعنفوانه ..
وخاطبت عقلها ..
ايحتاج ان يذكرني به ..
ان يثبت اسمه في عقلي ويحفره على جدارن قلبي ..
هل تحتاج لان تقارن نفسك بفتى يغلى الدم في عروقه لمرأى فتاه تنتحب ..
هل تريد ان تخبرني بأنه انت وان لم تكن هو ..
تجبرني على صناعه وجهك في كل الوجوه التي قابلتها من قبل ..
اتذكرك .. في وجدي هاله من طيفك البراق ..
في عيني رسم الملامح لاتختفي ..
احفظك كلك .. اسمك وملامحك. ... ووصفك ..
ليس هناك احد منك وفيك مثله في الوجود .
اقتربت منه بدورها وهي التي ترتجف خجلآ وحياء
وهمست بصوت يكاد يختفي ..
: انت الوحيد في حياتي .. اللي ماتروح من بالي ومااحتاج
احد يذكرني فيك ..
اشتعلت نار الشوق في عينيه ..
واعيته كلماتها المنثوره برقه على شغاف قلبه ..
وضاء الامل في عينيه ..
لاداعي ان يخبرها انه ذاك من اشتد ساعده وهي على ظهره
من لامس عذريه ملمسها ..
شاب خاطر بحياته في خوض مياه هادره..لم يعد له وجود
الا بشخص كامل .. هو منه .. وكله فيه .
ذاك اختفى في طيات الذكريات .. موصوم بعرفان فقط
هو لها ..وهي له ..
فلايجب استحضار الذكريات فيما ماليس له وجوب في ذلك ..
ضمها بين قلبه وجوانحه و يديه .. و حملها في عينيه
وتوجها على عرش قلبه ..
لم (( أقع )) في الحب
لقد مشيت إليه بخطى ثابتة
مفتوح العينين حتى أقصى مداهما ؛
إنا (( واقف )) في الحب
لا (( واقع )) في الحب
*******************************
دخل شقته وقد اخذ من التعب كل مأخذ ..
لايرى امامه سوى مخده ولحاف .. بالكاد سيطر على نفسه في السياره
وبمجرد دخوله لشقته حتى تعالى رنين جواله ..
تأفف منزعجا قبل ان يبتسم ..
ناصر : هلا ود .. اعذريني انشغلت ونســ..
قاطعته بإنزعاج : اللي ماخذ عقلك .. المفروض قلت لي قبل ماكنت انتظرتك
ابتسم وهو يرمي نفسه على سريره ..
: يابنت الحلال والله انشغلت ..
وداد : مايهمني انشغالك او كان مع مين ؟
ناصر بجديه : ودادي وشفيك ؟ اقول كان عندي شيء ضروري ..
وداد بصوت مخنوق : انشغلت ونسيت اني انتظرك .. بالله مع منو .. ؟
جلس ناصر وقال بحرص ..
: والله الموضوع كان مهم وماقدرت اخره ..
سمع انتحابها الصامت .. مسح وجهه بإرهاق ..
وقال بحنان : وداد .. وشفيك حبيبتي ؟ كل هذا ضيق اني ماكلمتك ؟
تعالى نحيبها .. فقال : والله ماقصدت .. اساسا انا انتظر اللحظه
اللي اكلمك فيها ...
تنهد وكمل : كان في مريض في مشكله ولجأ لي ..
وداد : ناصر تقول الحقيقه ..
ضحك مستعجب منها .. ومعجب بصوتها المدلل .
: لا اكذب عليك ..
وداد : ناصر ..
رجع ظهره للخلف وارتاح على سريره ..
: والله كان موضوع خطير .. انتي ايش تحسبين ؟
تعتقدين اني بكذب عليك .. ؟
وداد : ناصر. .لايكون تحب واحد قبلي .. او حتى بعدي .
انتظر لحظه .. يحدق في السقف ويستوعب كلامها
فانفجر بضحكه صاخبه .. اخرجته من طور التعب ..
اهذا كان مايشغلها ...
اهذا ماابكاها ...
احتى الان لم اوضح لها .. كم هي غاليه على قلبي ..
ألم اجيد صياغه مشاعري بشكل صحيح ..
يالي من احمق ..
ماذاانتظر ... ؟
كان مازال يضحك ولا يسمع خلاله الا صرخه استهجان بإسمه ..
مسح عينيه بدموع من فرط الضحك ..
وقال بعدما عم الصمت بينهما ..
: ماني على كثر المشاغل بناسيك؟؟؟
صدقني ما انسى من توده عيوني......
اظما لشوفك واتسلى بطاريك......
واروي عروقي من مطر ذكرياتك .....
:ودي .. انتي كل شيء في حياتي .. لاتفكرين من قبلك ..
انتي الوحيده اللي اخذت عقلي وقلبي .. فلا تتعبين نفسك
وتفكرين ان فيه واحده ثانيه في حياتي ..
انتظر ردها .. فضحك مجددا .. وقال :
تعرفين ودي اشوف وجهك الحين ..
همست برقه : تصبح على خير ..
صرخ بصوت فوضوي ..
: لا لا لا ... بعدما هديت حيلي في رضاك وانا تعبان ..
لازم ترضيني انتي بعد ..
بصوت مرح اجابته : تحمل ماجاك .. علشان عمرك ماتنساني .
ناصر بلهفه : انساك .. وين انساك وانتي ماتتركيني لحظه ..
هتفت بخجل : ناصر .. خلاص تصبح على خير ..
ابتسم وقال : تصبحين على خير .. لاتنسين احلمي فيني ..
اخر ماسمعه ضحكتها الرقيقه التي اسكرته ..
تنهد مطولا ... مفكرآ في ذلك اليوم الذي سوف يقدم
متى سيلقاها ... تكون على مرمى يده ومرأى عينيه .
اما بالنسبه لوداد ..
فلقد اخذ منها الغضب على اختها كل عرق نابض ..
هي التي زرعت بذور الشك في عقلها ..
وهي التي مازالت تغذيها بأفكارها المسمومه ..
دخلت الحجره بعصبيه دون طرقه ..
لتنتفض جود مذعوره ..
: بسم الله .. ايش اللي صاير ؟
وداد بعصبيه : اللي صاير انك انسانه متخلفه و غيوره وحقوده ..
جود بدون فهم : وليش كل هذا ؟
وداد بخيبه : لانك مو اخت .. ابدا تصرفاتك ماتوحي بأنك اختي
بسببك كنت بخرب علاقتي بناصر ... بسبب افكارك اللي حطيتيها في راسي
صرت مثل البلهاء ..
جود بدون مبالاه بعدما فهمت السبب ..
: انتي كبيره وعاقله و مو من السهل احد يتحكم فيك ..
وداد بحزن : لكن انتي اختي .. دائما كنت احترمك واقدر رأيك
لكن ليش عند ناصر تحاولين تزرعين الفتنه بيني وبينه .
جود بكبرياء مزعوم : القضيه ماهو ناصر بالتحديد ..
كل الحكايه انك عمياء في بعض الامور تحكمين بمشاعرك..
جلست وداد وقالت بهدوء : هذي حياتي ياجود ..
لو شعرت اني في لحظه امشي في الطريق الخطأ .. بطلب النصح
وحتى لو وقعت في الخطأ .. فأنتي اكثر العارفين ان الخطأ نوع من التجربه
والدروس المجانيه في الحياة ..
مسكت يد اختها وقالت بموده ..
: فرجاء يااختي .. لو تبين تنصحين انصحي دون تجريح
ولا انسي ان اللي بيننا اخوه .. فأنا مااقبل تمشيني بأفكارك الخاطئه ..
جود بإستهجان : كيف تعرفين انها خاطئه .. انتي ما جربتيها ؟
وداد بإبتسامه مريحه ..
: ولا انتي جربيتها... وهذا هي الحياة .. احنا مانعرف جوده اي شيء الا بعدما نجربه
انصحك ياجود انك تتعقلين في الحكم على الناس
لاني متأكده مافي احد بياخذ واحده تعامله كما يعامل السجين ..
كل شوي تفتيش ...
هزت رأسها بتأكيد امام اختها : فهمتي علي ...
لاول مره ترتاح .. تشعر بكم هائله من الطاقه الايجابيه المتدفقه داخلها
عبرت عن رأيها بكل سهوله ..
لايهم ان كانت جود على خطأ ام على صواب ..
ناصر .. حياتها المستقبليه ..فبالطبع ليس مخلوقا كونيا نادر الوجود لايملك عيوبآ
وهي كذلك ليست خاليه منها ..
ستعرفه .. وتتعرف عليه اكثر وهو كذلك .. ستكتشف عيوبه و حسناته تدريجيا
ستتعامل معها بطريقتها ..
هكذا هي طبيعه الحياة... نعيشها وفق متطلباتها وظروفها .. نستيطع ان نخلق لنا
بيئه تساعدنا على المضي .. بمساؤنا و مميزاتنا ..
ولا نغلق الباب على انفسنا .. مدعين اننا نعلم كل شيء دون الخوض فيه ..
ومكتفين بالتبصر فقط ..
**********************************
تنفس الصبح ... و غردت الطيور تعانق الاغصان ..
وابتسم النهار في بدايته .. والشمس بدأت تزف لتعتلي في ساعات كبد السماء ..
استيقظت مبتسمه وهي تشعر بحراره انفاسه على عنقها ..
عاد للنوم مجددا من بعد صلاه الفجر وكأنه لم ينم يومآ هكذا ..
فكرت براحه لحالهما الان ..
فالمد والجزر يجعل الرحله ممتعه على رغم من الصعاب ..
شعرت بيده تتسلل ليحيط بخصرها ..
ابتسمت و قالت بهدوء..
: صباح الخير يا كسول ..
مطلق بخمول : صباح الخير يانشيطه ..
استدارت له لترى وجهه ..
: ماودك تروح الشركه اليوم ؟
رد بصوت ناعس : عندي شغل كثير ..
لامست ذقنه بأصابعها وقالت ..
: ياليت تاخذ اجازه اليوم من الشغل ..
فتح عيونه واقترب براسه منها ..
: ليش ؟
ابتسمت للتعلق نظراته بثغرها الباسم ..
: انا عارفه انك ماتطيق تترك الشغل .. لكن ودي نقضي اليوم مع بعض ؟
قبل ثغرها بلطف ورجع يضع رأسه على المخده بأريحيه ..
: ..ودي اكون معكم على طول .. لكن تعرفين شغلي ..
وخصوصا الايام هذي الضغط زايد علي شوي .
تأملته بهدوء واصابعها تتلمس ذقنه .. فقالت بخيبه ..
: ماتلاحظ ان وقتنا مع بعض قصير ..
ابتسم و داعب انفها : مو بكيفي والله .. لكن وعد مني
مجرد ما يخف الضغط .. نروح كلنا المزرعه ..
ابتسمت بفرح : والله اشتقت للمزرعه .. و بالاخص سرور .
ضحكت فجأه .. ودفنت نفسها في حضنه .
سألها بإبتسامه : ليش تضحكين ؟
ليلى بخجل : تذكرت شيء ...
بعثر شعرها بيده وقال : مابتقولين لي ؟
رفعت نظرها له وقالت : لا .. خاص فيني ..
رفع حاجبه .. وقال بغرور .
: مافي خصوصيات بيننا ..
ليلى بحرج : شرط اذا قلت لك ماتضحك مني ..
اومأ براسه موافق على الرغم من ابتسامته المتلاعبه على شفتيه ..
قالت بنبره حزن : تذكرت لحظه كنا على ظهر سرور ... لحظه مااقدر انساها
لحظه اتمنى ارجع واعيشها معك مره ثانيه ..
تأملها بحب عميق لايعرف كلمه تعبر عنه وهو يقترب منها مقبل رأسها ...
: وليش حزينه ؟
رفعت رأسها له مباشره .. وبصدق واضح اشتعل في ضوء عينيها
قالت : .. مابي حزن وانت معاي .. يكفي انك جنبي .. هذا اللي ابيه ..
رفعت نفسها واحتضنته ... شاركها الاحتضان بعمق ..
يربت عليها برفق .. وحنان .. يود لو يحفظها داخل روحه ويأتمنها
من كل شيء حولها ..
دونما توقف .. دونما توقف
منذ عرفتك
وانا احترف حبك …
ومهنتي الشوق إليك ..
والحزن راتبي…
وحتى حين اتوهم انني ارتويت من نبعك
وابتعد بشفتي عن بحيراتك
يستعر شوقي إليك
كغابة تعصرها النيران..
*****************************************
كانت تفطر مع امها .. وامها بين كل لحظه والثانيه تسألها
سؤال يجعلها غاضبه من نفسها و منه ..
ام نجمه : علامه ماجاء البارحه ؟
نجمه : ماادري يمه ..قال انه انشغل مع جده ..
تنهدت وهي تضع اللقمه في فمها بدون شهيه ..
وتأملت الشمس المنكسره ظلالها على الشجره .. والارجوحه المتهدله تحتها ..
ابتسمت ..بمجرد النظر لها ..
سمعت صوت رنين جوالها من الداخل ..
ام نجمه: قومي شوفي من المتصل ..
تأففت نجمه وقالت : مالي حيل .. خليه يدق بعدين اشوف مين ..
ضربتها امها على فخذها ..
:قومي يابنت لايكون واحد من اخوانك به خلاف ..
نجمه : طيب .. طيب ..
قامت منزعجه ... واول مامسكت الجوال انقفل الاتصال .
ارتاحت بعدما شافت اسم المتصل ..
وعند خروجها افزعتها النغمه تعود من جديد ..
اخذت نفس طويل ... وفتحت الاتصال ..
سعود : صباح الخير ..
نجمه بهدوء : صباح النور ...
سعود على عجله ..
: انا عند الباب .. افتحيه بسرعه .
نجمه رفعت الجوال بإستغراب تشوف الساعه
: ليش ماداومت اليوم ؟
سعود : لاتخافين ياابله نجمه .. انا مداوم لكن متأخر شوي ..
تفتحين الباب ولا امشي .
ركضت وهي تجاوبه : خلاص جايه..
قفلت الجوال .. وفتحت الباب .بسرعه ..
دخل وقفل الباب خلفه .. ناظرها من فوق لتحت .. وابتسم
استغربت من ابتسامته .. لكن بعدما فهمت .. كان انتهى الاوان ..
تقف قدامه بقميص نوم زهري قصير الاكمام .. وطويل يسحب معها على الارض ..
شعرها مرتب بطريقه عشوائيه ..
فكرت بخوف . .. اكيد عيوني منفوخه .. ووجهي بشع ..
احنت رأسها محاوله اخفائه ...
فقال : ماودك تدخلين ولا نوقف هنا طول النهار ..
نجمه : لا .. حياك تفضل .. امي جالسه في الحوش ..
مشى ناحيه امها ... وهي خلفه تتبعه بهدوء وخجل ...
وكل امنياتها تشوف نفسها في المرآه ..
سلم على امها .. وجلس .. وهي واقفه تناظره بعين مريبه
ام نجمه : بنت .. وشفيك .. روحي جيبي الشاي لزوجك ..
انتبهت لنفسها ولوقفتها مثل البلهاء .. لكن مستغربه من زيارته المفاجئه ..
بسرعه البرق ... دخلت المطبخ .. تجهز كل شيء وهمها لايفوتها شي بينهم ..
خرجت متعثره بقميصها ... وبضحكته العاليه التي سمعتها .
رجف قلبها من هول القادم .. واول ماقربت الشاي عنده
وقفت امها متحججه بالشغل ... ناظرتها بشك ..
قال مبتسم : امك تقول انك البارحه انتظرتيني على احر من الجمر ..
انسحب لون وجهها الطبيعي وقالت بتوتر ..
: مين امي ؟ لا لا .. امي تبالغ شوي ..
ضحك سعود وهويقرب منها ..
: ليش خايفه طيب ؟
نجمه بإدعاء : من قال اني خايفه ... لا ...
تنهدت وقالت : تبي الصراحه .. متفاجئه من زيارتك ؟
سعود .. بهدوء : لا تتفاجئين ولا شيء .. جيت اقدم لك هذي ..
فتح علبه صغيره فيها سلسله ذهب ابيض ..
ارتجفت يدها وهي تحاول تاخذها ..
: هذي لي انا ..
ابتسم : اكيد لك .. اجل لي ؟
قام من مكانه وقال : يالله انا تأخرت .. مع السلامه ..
تبعته وهي مازالت متفاجئه .. وقالت :
سعود .. ليش ؟
رفعت الهديه قدامه وسألته : ليش الهديه ؟
ابتسم وهو يلبس حذائه ويجيب بتهكم .
: كيف ليش ؟ اذا ماتبينها هاتيها ...
مد يده ياخذه قبل تضمها بيديها ..
فأعقب كلامه : مالها سبب .. حبيت اهدي زوجتي هديه بدون مناسبه او سبب
اذا لقيت لها سبب كلميني يا نجمه ..
اقترب من الباب و هي تتبعه بخطى هادئه ..
ابتسم لها مجددا .. ومد يده مصافح لها ..
: اشوفك على خير ..
بالكاد وعت على تصرفها وهي تمد يدها بالمقابل ...
قبل ان يسحبها عنوة اليه .. و يقبلها قبله صباحيه متعطشه .. وطائشه ..
ألهبت شفتيها و جعلتها كالمخدره .. تركها بإبتسامه خجوله ومنتصره هو ايضا
ومشت بخطوات حالمه .. تتحسس شفتيها التي تشارك قلبها في النبض و الاحساس ..
تقف امام المرآه .. ترى نفسها وهي منتشيه بمشاعر غزتها على حين غره ..
وقاتلت عزمها وتمردها الطويل .. و القت بها على فراش ندي من الورود حيث
احلام رافقتها الى مكان سري .. غايه في الجمال ..
ولا ’ صبحـك ، يصافحنـا و يـذكـرنابـ / صـبـاح الـورد
وانـا اللـي صبحـي اغليـته لأنـه صـافحـه .... كـفـّك ... !
أقـولك شـي .... ؟!
لا ... هـوّنـت
اخـاف اعاتبـك بالـ : رد .... !
تعـوّدت انثـر ورودي عـلى صبـح ٍ لمـس | طـرفـك | ... !
ألقاكم بموده ... كونوا بخير [/COLOR][/SIZE][/FONT]
|