لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-11, 01:28 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


صباحكم روعه ..
صباحكم رضى من الرحمن ..


جئتكم في غير موعدي ..

احبتي في الله ...
سعادتي لاتوصف و يارب لك الحمد والشكر حتى ترضى..
الحمدلله على كل حال ..
الحمدلله الذي جعل بعد العسر يسرا ..

للتو انهيت اتصالي .. مع صديقتي
ضحكت فإ بتسمت الحياة مجددا ..
يارب اسألك ان تجعل الضحكه على شفاهها دوما ..
.. مهما كانت اعباء الصداقه ..فعندما تكون من القلب محبه في الله ..
فإن جانبا من الحياة يشرق ... ويسطع بريقه في دنيا لم تعد معالمها معروفه ..


إليكم البارت بعد الفاصل

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 02-03-11, 01:31 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




البارت السادس والثلاثين :



في صباح اليوم التالي .... يوم الثلاثاء ...
اسرعت السياره مبتعده عن ديارها ... والصوره الاخير التي تراها في انعاكاسات المرآه
هو اخيها الواقف خلفها وفي عينيه انكسارات كثيره صعبه النطق .. كالذي بجانبها ..
كتله من الاسلاك الالكترونيه تسير طريقته في التعامل .. وتجعله لايفرق عن آله صماء تحاكي الحقيقه ..
انقلاب يتبعه صخب وانقلاب وثوره لا تعرف لها كلمات مناسبه ..
كل الاحداث تتوالى .. لم تعد تفرغ لتفكر بنفسها لبرهه ..
او لم تعد تريد ان تفكر وتطلع بإستنتاج يخيب امالها ..
خائفه ياحظ ان تكشر في وجهي بطريقه مأساويه تقتلني هذه المره ؟
خائفه ان تغتالني براءتي و تهدر ماتبقى لدي من كل شيء .. كرامه وحب و حياة بدأت تخطو للخلف متراجعه ، نادمه .
خائفه من بدايه خاطئه .. وقرار خاطئ .. ودقات قلب نبضت في مكان خاطئ .. ولشخص خاطئ ..
خرجت اهه طويله من بين اضلعها .. وكل ماحدث لها يسير بدون ترتيب و يقفز امام ناظريها بعشوائيه ..
هي ام مطلق ام ناصرونجمه ام سلوى الحائره في امر امها المتعنته ..
ام حال دنيا ابت ان تفهمها ..
و آآآآه ياحال ..تتغير من سيء الى أسؤا الاحوال ..

اسندت رأسها على مقعدها وارتخت اعصابها المشدوده .. من كل شيء صار ..
تلك الرحله الى المزرعه عادت بعواقب سيئه وكأنها معاقبه على الاسترخاء و الهدوء ..
اتحفها سعود واخيرا بالخبر القاتل ... لقد فجر السر المؤقت بزمن مهدور ...
ادركت صداقتها وهي على شفير الانهيار .. لكن رياح الجفاف قد كانت اسرع منها ..
آآه ياسعود .. ماذا فعلت بي ؟ اغمضت عيناها في اعصار من اللحظات العاصفه ..
انتظر يومآ كامل ليخبرها .. يوم كامل ليفتت عناقيد الامل و يحطمها بسهوله ..
حتى خطت بخطوات سريعه متجاهله كل شيء حتى زياره بعد اذان العشاء ...
الى بيت صديقتها تلتمس عذرا .. بأن تسامحها

اخفت نجمه وتجاهلت .. الى متى كانت ستحتفظ بشي تعتقد هي الوحيده انه مجرد سر ؟
ليلى بإدعاء عن ام نجمه وهي تسلم عليها ..
: السموحه ياخالتي جيتكم في وقت مثل هذا.. لكن كان ودي اجلس مع نجمه قبل مااراجع ..
نجمه بشهقه : ليلى ..بترجعين ...؟ ليش يادبه كنت خليك حردانه عندنا شوي ..
ضربتها ليلى وقالت لامها : شفتي ياخالتي .. ؟ تبيني اقعد قدامها طول عمري ..
ام نجمه بنظره لها معنى لبنتها ...: الله يحيك يابنتي في اي وقت .. وصويحبتك ماعليك منها
ماتقول هالكلام من قلبها ..
نجمه بإستخفاف : إلا اقوله من قلبي ...ياقرده خليك من زوجك واقعدي هنا ..
ليلى بإبتسامه ذات مغزى : وقت تتزوجين وتعيشين مع زوجك بتعرفين ليش مااقدر اقعد هنا ..
تركتهم ام نجمه .. فسحبتها نجمه لغرفتها ... خافت الانتظار والتراخي كما خافت شراسه الاستعجال .
قالت بأسى كبير وبدون مقدمات : اسفه يانجمه على اللي صار بينك وبين سعود..
نجمه وهي تتأمل ملامح صاحبتها وتخاف ان تدرك الكدر في معالم صامته ..
قالت : مو انتي اللي لازم يعتذر ..
ليلى بنفس النبره الحزينه الضائعه : لايروح تفكيرك بعيد ...سعود مايقصد يهينك لا والله .. هو قال لي كل شي من البدايه .. قصده خير والله ..
وتألمت تلك ..بل زراها الالم كضيف غثيث لا يقدر اي شيء ..
ماكانت تخافه .. سطع في وجهها كالشمس الحارقه ..
صديقتها كانت تعلم ولم تخبرها ... كانت تخفي عني مالااستطيع انا ان اتحملها عنها ..
كانت تحبك مع اخيها قصه شيقه وتبرزها في المقدمه ..
لم تختفي تلك الدموع بل ظهرت بسرعه ..فكبحتها وقالت بإبتسامه باهته..
: لاتذكرين شيء وانتي بتودعيني ...خليني غافله عن اشياء كثيره علشان ماانجرح ..ولا اجرحك .
ليلى بحزن ودموع بدأت تتجمع في عيونها ..
: سامحيني والله نيتي خير ... اصلا انا قلت له عنك من زمان ..انتي نصيب سعود ..
قامت بإنزعاج غير قادره على التماسك ..
: ليش ياليلى ... ترضينها لنفسك ولا لاخواتك ؟ ليش ماخبرتيني ساعتها ؟
ليش ماقلتي لي ولو بالاشاره .. سعود مايصلح لك ولاانتي ماتصلحين لسعود .. كنت رفضت
والله كنت رفضت وما زعلت من احد .

بنفس النبره الحزينه الباكيه ..: نجمه والله مادريت الا قبل الملكه بيوم ... لاتلوميني الله يخليك ..
باغتتها الدموع واستحلت جزءا كبيرا من عينيها ...وابت ان تتكلم وهي مصدومه .. مقطوعه الوصل
ومهجوره بعيدا عن كل شيء ..لا اخ يفهمها او صديقه مخلصه صارحتها في الوقت المناسب
ولا زوج تستند عليه بدون شكوك او ريبه ..
بهدوء و خيبه : هنت عليك ياليلى..
ليلى وهي تمسك يدها وتعيد بحراره كلماتها ومشاعرها ..
: نجمه .. ماهنتي علي والله .. علشان خوفي عليك ماقلت لك .. اللي سواه جدي خوف عليك وعلى
سعود من كلام الناس .. الناس ماترحم والله بتاكل وجهك قبل عرضك ..
صرخت بحده تاركه يد ليلى تنتفض ...
: ماعلي من الناس .. علي من اللي بيوقف في وجهي في بيت واحد ..يطالعني وهو ماهو طايقني
.. اخوك مايبيني .. حتى لو يبي انا ماعاد ابغاه ... عفتكم كلكم يابيت الشيخ ..
كلكم.. كلكم .. ياعيال عزيز السلطان ..
زفرت بها كلمات حاده مع انفاس قاطعه توشك ان تحرق وجه ليلى ... بعيون دامعه حمراء مفرطه القسوه
تراجعت ليلى للخلف بصدمه لرده فعل لم تكن تعتقدها ابدا منها ..
: ماكنت اظنك يوم بتصيرين كذا .. عمري ما تخيلتك غير نجمه اللي اعرفها .. سامحيني يانجمه
لاني احبك و اتمنى لك الخير سكت ..لاني عرفت ان هذا الصحيح سكت عنك ...
سامحيني وسامحي اخوي وبيت الشيخ على قولتك .. اذا قررت في يوم تنهين كل شيء ..

وغادرت سقمآ في وضع آثم .. مزري .. اقتحمته افكار سوداء غابره ..
تركت خيوط مدلاه من بعض امل و بعضها تساقط المآ وخوفآ وضياعآ ..
تأوهت للمره الثانيه ... وهي تتابع خطوط صفراء تلك التي توضع على ناصيه الطريق ..
بسرعه تمر ولاتحصيها ,, وهي تريد ان تفعل لتبتعد عن كل شيء حولها واوله من يجلس
قربها .. والذي قاربت ان تجزم انه ذلك المدعو بالسائق الالكتروني ..

وتابعت نقاشها البارد لليله بارده مضت بوهن . ..
الذي لم تستفد منه سوى تقدير المزيد من العذاب والندم و موجآ كاسحا من الدموع ..
ارتمت في حضن اخوها ما إن رأها متعثره الخطى ..
: اشفيك ياليلى ؟ لايكون معنده على الطلاق ؟ اذا تبيه من الله .. وراها قبيله بنات يسدون عين الشمس ..
رفعت رأسها لتنساب دمعتها بسهوله ..:
: اياك تطلقها ... اياك ياسعود . .. حاول بكل الطرق لكن اما الطلاق لا ..
مسحت دمعتها واعقبت: الله العالم ان مقصدي خير من كل شيء ..
سعود ينفخ نفسا بارد : يعني انا اللي كنت قاصد ... الله يقطع ابليس اللي وداني في طريق عمري مامشيته .
رجعت تبكي بصوت مكتوم .. فحضنها سعود ..محاول تهدأتها ...
: مغصوبه والله .. لاني ابي رضاكم انغصبت على السكوت ..لكن الحين ماادري ايش اسوي ..
سعود بهدوء : خلاص ياليلى.. ماهي نهايه العالم .. اللي صار صار .. ان شاء الله بكره ربي يحلها من عنده ..
ليلى : وانا كيف اصبر .. احس بالندم ..ما اقدر امشي وقلبي متردد للحال ياخوي .
سعود : وليش تندمين ؟
ليلى بيأس : بعد كل اللي صار ماتبيني اندم ... خايفه من بكره ..ومصدومه من الحال ..
سعود : هونيها تهون وانا اخوك .. وتفاءلي خير ان شاء الله تلاقينه ..

انقطع حوارهم .. بنحنحه قريبه كانت لمطلق .. سلم عليهم ..
ناظر دموعها بصمت ... مسحتها بسرعه ودخلت البيت دون ترد حتى على سلامه ..


مالكم يا معشر الرجال ...لايهنآ لكم بال و لاتهدآ لكم سريره من سرائر انفسكم الغريبه الا برؤيه
دموع انثى مقهوره او بقايا امل منثوره ...
ما لكم لاتحسنون عشرة بل تحيكون ضغائن او مشاعر مسمومه خفيه ..؟
حتى الاصم بقربي يستشعر مشاعري بإحساس عميق وانت لاتدرك شيئا ...
من تلك الرحله التي جزمت انها اصابت الجميع بمس شيطاني والعياذ بالله ..
الكل انتفض و اهتدى لطريق اسود ..غريب ..

مطلق .. شخصآ متحرك.. بائس عاد ... ليس ذاك من كان ينثر الابتسامات والضحك من قبل
كان وجهه بلا الوان ولاملامح مدلوله .. صمت و بياض ناصع لدرجه العمى ..
وحتى في تلك الدقائق السريعه المجنونه المحمومه بالمشاعر ... تناست بسهوله .. وكأنها نزوه
و تسرع وصدى لرغبات جسد فقط ..
هل تردد في وضعيه زواجنا وادركه الضمير بأخطاء متكرره ؟ وشعر بالندم لعودتي معه ..
هل اخطآ في اتخاذ قراره ... الم يعد يريد تلك العوده الحميده المبغوضه
هل تراجع عن وعده .. هل قرر انه لن يستطيع الصبر ولا المساومه معي ..
هل وهل ..وهل ...

آآه كم عدت اكره نفسي مع كل الذي يدور بداخلي ...اصبحت اشك حتى فيها
وهو لايساعدني ابدآ ... سأعلل غيابه الحاضر .,,بإنشغاله بأهله و شركته واموره الخاصه
كما ادعى وهو يخطفني في عجاله من بين اهلي ... سأصبر وارى ..
وارجو ان صبري ينمو ليصبح شجره كبيره مثمره .. غدآ او بعد غدا اجني ثماره ...




**************************




بلغه تأوهاتها الحاره من عمقها ... محتار ومكتوف اليدين ..
لايستطيع ان يفعل لها شيئا ... موجوع من نفسه ومنها ؟
بصمت على وجهه بذل لن ينساه في حياته ؟
سمعها .. سمع انتحابها لاخيها وشكواها التي غرست فيه جرحآ كبيرا ..
سمع كل كلمه قد اختالت بها على الالامه ..
تدعي انها مجروحه ... وانا رجل أأقبل ان اكون مجروحآ ؟
تدعي انها مجبوره .... وانا رجل مجبور على سد فيضان جارف بمفردي ؟
اي قوة املكها ؟ بل اي صبر لدي امتحنه ؟
شد على قبضه المقود .. واليد الاخر وجدت رأسه ليستريح عليها ونظره معلق في خط اسود طويل ..
وتلك اللحظات تسرق طعم اللذه التي عاشها معها لدقائق ..يسترجع ببؤس كلمات قد استرق السمع فيها .

تبكي بصوت مكتوم ...
: مغصوبه والله .. لاني ابي رضاكم انغصبت على السكوت ..لكن الحين ماادري ايش اسوي ..
سعود : خلاص ياليلى.. ماهي نهايه العالم .. اللي صار صار .. ان شاء الله بكره ربي يحلها من عنده ..
ليلى : وانا كيف اصبر .. احس بالندم ..ما اقدر امشي وقلبي متردد للوضع ياخوي .
سعود : وليش تندمين ؟
ليلى : بعد كل اللي صار ماتبيني اندم ... خايفه من بكره ..ومصدومه من الحال ..
سعود : هونيها تهون وانا اخوك .. وتفاءلي خير ان شاء الله تلاقينه ..
ودخل حينها ... لمح دموعها في عينيها .. و ادرك ان وقت الاستجواب قد انتهى
فلقد سمع كل شيء... والان هو ملزوم بالايفاء بوعده معها ليس اكثر .
سأل سعود يخفي ألم كلمات اخترق قلبه : وشفيها ليلى ؟
توتر سعود وقال : مافيها الا الخير ... دلع بنات . .. تعال اجلس وتقهوى معي .. قالت لي ليلى
انكم رايحين بكره ..
وحينها تحولت عينيه الى سواد مضمحل بكبرياء معجون بغلظه حزن لا يطيقه ...
عرف سبب دموعها فبطل عجبه وقنع ...


تنهد بألم ... مغصوبه .. وندمانه .. و مصدومه .. والمزيد المزيد الذي يؤرق القلب والعقل ..
مجبوره من جدها واخيها على اتباعي ... لوعلمت قبل ان اطلق سراح وعودي .. لكنت عدت منصفآ معها
ولست خاسرآ ,, على الاقل .
ماذا تقول عني الان ؟ او ماذا اقول عن نفسي ..؟

مبهوت من كل شيء .. اخشى اني اصبحت دميه متحركه لاهواء انثى ... تسيرني كيفما شاءت
يالغبائي الشديد ... سرت خلفها حتى تريني ان الدواء والداء شبيهان ..
اتنتقم الان ...سرت خلفها بوعود رجل لايمكن ان اخلفها ...وغايتي هي ..هي من دون كل شيء ..

ماهي الا لحظات حتى عاد بها الى واقع كاد ينهيه ..صرخه محشوره اخترقت اذنه .....
ففتح عينيه على وسعها بصدمه ... متدارك في لحظات الفقد .. كل شيء ينتهي .. كل شيء ..
اما الان ام لاحقآ ... فمصيره النهايه ..



************************************************




بكت ...بكت .. بكت ... حتى خشيت على نفسها العمى ..
لا ليل مضى قرير العين .. ولا اشرقت لها شمس وديعه مسالمه ..
خطفت نظره من تجاويف باب صدآ ... وهي تراها قد تركتها وحيده ..
تركتها مع شروخ الم و تناهيد عذاب ... وكتمت نحيبها وهي ترسل نظره اخيره لها ..
استترت خلف الجدار ... ولكن تلك المشاعر الصادقه اين تخفيها ؟
لم يكن ذنبها ؟ وان كان فهي صديقتها .. واي ذنب ارتكبته سوى انها تسترت علي واخيها ..

خلاصه وفاء ومحبه سنين ..
و ثمره لم تجف او تذبل او يصيبها الخمول ..
آآه ياصديقتي ...
لم يكن بمقدوري ان انسى .. او اسامح وقتها ..
اعذري قلبي المتمرد .. واعذري عاطفتي الكاسحه التي تغلب على عقلي ..
لااستطيع ان افكر بأن ذلك من مصلحتي ...
ستعذرينني حتمآ ,,, لانك تعرفين دمي الحار اذا فار
كما اعرف قلبك الكبير و طيبتك ..
فــ همي والله عظيم ... و الحيره تجعلني مشتته مابين الصح والخطآ ..

خاطبت عقلها .. ماذا تريدين يانجمه ؟ هل تريدين قصه حب يتغنى بها الناس جميعآ
هل تطلبين مستحيل مضى اوانه ...
واي حال ستكونين عليه .. لايختلف عليه رجلان ياعزيزتي ...
ستبقين في منزل محاطه بأولاد و منشغله في تربيتهم .. فلايهم الرجل من يكون ؟
ارضي بسعود ودعي عنك الكبرياء ... فالصحيح هو مافعله ..
لم لا تقبلين كل شيء بسهوله و تنسين ؟

لكن قلبها تدخل ... اتقبلين بذل تعبرها نظره مهزومه ..
اترتضين لنفسك امتنان منه حتى الموت .. اي ارث ستدفعينه من كل هذا
انكسارت كرامه وانتغاص حياه كريمه ...

تنهدت بألم ... على صوت اخوها عبدالله ..
عبدالله بزيه العسكري : يابنت ..وشفيك تعالي سلمي ؟
قامت له بسرعه ..وعانقته بلهفه ..
: عبدالله .. يابعد قلبي .. واجهشت بالبكاء .. وهي تردد : اشتقنا لك ..
عبدالله ذلك الاخ الاوسط .. اسلوب جلف يحمي طيبه قلب كبيره لاخوته ..
: ليش تبكين ؟ ماهقيت كلها محبه ...
ضربت كتفه وهي تتركه .. و تملأعينها بنظره عميقه بإفتخار .. الزي نفسه يجلب الفخر
فكيف بمرتديه ؟ على الرغم ان عبدالله نحيف .. وطويل .. ويحمل نفس ملامح نجمه الا لون بشرته
الداكنه بحكم عمله .. وعينيه السوادء ... إلا انها تشوفه احلى عسكري في العالم ..
: والله اني احبك يادب .. اصلا من تلاقي وحده زيي تعطيك وجه ..
عبدالله بإبتسامه : والله فيه اللي احسن من وجهك ... اقبل على امه المتعثره في جلابيتها
تسوق الخطآ لتشم رائحه وليدها الحبيب ...
: هلا يمه ... هلا فيك يالغالي .. طولت علينا عساني مابكيك يابعد عمري ..
نجمه بضحكه : مادام فيها الغالي ... و بعد عمري .. لاوالله رحنا وطي ..
عبدالله هويلف يده حول امه ..
: كيف ياالغاليه ... السموحه .. ماقدرت اجيكم بدري ..
طل في اخته وقال بإبتسامه : مبروك يانجمه .. وامسحيها في وجهي يااختي .. طول الفتره كنت معاقب انفرداي ..
على العموم قدرت اكلم صالح واتفاهم معه قبل الملكه ..
نجمه بقهر : انا والله اللي قايلته من قبل .. اعنبوا ابليسك اركد .. مدوخ هالمساكين معك
والله الفضل لله ثم لهم مااعطوك شلوت وطيروك ..
ام نجمه : فال الله ولا فالك ... ولدي مافي اعقل منه لكنهم اكيد مترصدين له ..
ضحك عبدالله ورفع حواجبه بغرور ..
فقالت نجمه بقهر : ايه .. ماكبر راسه الا من هالحكي .. المهم انت ياحبيب امك ..
جبت هدايا تسر الخاطر .. ولا جيت بخشتك ذي وبس .
عبدالله وهويجلس : خليتها عند الباب ...
ركضت نجمه .. تاركه امها و عبدالله يتكلمون ..
دخلت الاغراض الكثيره بصعوبه ..
فسمعته يسأل امه : متى مشى صالح ؟
نجمه : اليوم الفجر .. توكل .... طلعت ملابس كثيره .. و قفزت تتصنع الفرح وقلبها ينتحب ..
عدم قدره على التمثيل ..فهي لاتجيده ..
طلعت جوال بكاميرا لونه زهري ... و بحلقت فيه بدون تصديق ..
سألته : لمين هذا ؟
ابتسم لها وقال : شوفي التعليقه اللي عليه وبتعرفين ؟
التعليقه عباره عن نجمه بيضاء كبيره ... وحولها نجوم صغيره بيضاء ..
صرخت بفرحه وقالت : وناسه تسلم لي ياخوي ..اخيرا تحقق الحلم .. بروح اتفشخر به عند ليلى ..
خلاص ولت ايام العنيد و جوال الكشافه ...
كانت بتخطو خطوه .. فذكرتها امها ..
: اركدي وانا امك ..الهديه طيرت عقلك ..ليلى توكلت على الله وراحت مع زوجها ..
عبدالله : ايه صح ... شفت سعود برى وخبرني .. يالله خيرها في غيرها .. عندك الدبه سلوى والملسونه هند .
ابتسمت بالغصب وقالت : لاتسمعك سلوى .. والله تطبخك على نار هاديه ..
عبدالله بضحكه : ماعلي منك ولامنها ... وكل مااشوفها بقولها الدبه ..
ام نجمه بعتب : عيب وانا امك .. ايام كنتم بزران تقولها كذا ... الحين البنت صبيه و يجيها خطاب من كل ديره .
امتعضت ملامحه وقال : الله يوفقها .. يالله يمه ..بروح اغير ملابسي .. وارجع ودي في ذاك الفطور
من تحت يدينك ياالغاليه ...
ام نجمه : روح يمه ... وابشر باللي تبيه .
ناظر نجمه وهي تقلب في ملابسها وتطلع كل شيء لوحده تجربه على جسمها وترجعه ..
صامته على غير عادتها .. تعمل بآليه وتداري غصه وقفت ومنعتها من الكلام ..
جميله تلك الهدايا ورائعه .. لكن اين المسره في كل هذا وقلبي يتألم ؟



****************************************




تعالى صوت الفرامل ... ليخترق الصمت بحده ..ويقطع السكون بفوضويه ..
سيطره فعليه صعبه على أله متحركه تسير بسرعه .. ومع شخص شارد ..
تجاهل صوت بجانبه ... اغمض عيونه رغم الغضب .. رغم القهر .. من نفسه
في لحظه كاد ينهي حياته وحياتها ... راقب الناقه المهجوره وهي تقطع الشارع
و تنهد براحه ممزوجه بعتب .. و ناظرها يطمن عليها ... كانت منحنيه على نفسها
دون اصدار اي صوت ... وقتها شعر بقلبه يقفز من مكانه .. نابض بخوف لاول مره يشعر به نحوها ..
سأل وهو ينحني ناحيتها : ليلى .. انتي بخير ؟
طلع صوتها مكتوم : مافيني شيء .. ..
رفعت راسها .. وكملت بصعوبه : الحمدلله جات سليمه .. انت بخير ؟
تنهد وهو يرفع الغطا عن وجهها .. رغم اعتراضها ..
وجهها احمر ومتعرقه ...واعلى جبينها .. كدمه مزرقه منتفخه .. تأكد ان الصوت كان صارد من ارتطامها
بالزجاج جنبها ...
قال بقهر وهو يشير لوجهها : وهذا اللي فيك وتقولين مافيني شيء ... اقسم بالله انك ترفعين الضغط .
حرك السياره يبعدها عن منتصف الطريق .. وطلع وقفل الباب بغضب ..
بالفعل الكدمه مؤلمه .. رغم بساطتها .. تحس بصداع من اثرها
راقبت انفعاله وسكتت مجبره .. عيونها زائغه من الالم ..
فتح الباب من جهتها .. و اقترب منها وسأل : ايش تحسين فيه ؟
اخذ منديل من طرفها ... ومسح وجهها ... بينما رأسها على المقعد ..
تتنفس ببطء .. قالت بإبتسامه شاحبه وهي تراقب انفعالاته المبالغه : ليش زعلان ؟
زفر بحده وهو يحدق في موقع الكدمه : الحين اسألك ايش تحسين فيه ؟ تقولين ليش زعلان ؟

لمعت دموع في عينيها ... دموع ألم من خشونته الواضحه
و تلك المتكوره اعلى رأسها تزيد من الضغط عليها وتحرج صبرها امامه ..
جاوبته ببرود : انا بخير ..لاتخاف ...

مسح على وجهه وتعوذ من الشيطان .. ونظر لها بحنان ..رغم الغضب المشتعل فيه عينيه ..
قال : تسألين ليش زعلان ..بغينا نروح فيها .. وبعدين ليش مالبستي حزام الامان ؟ يعني لازم تزيدنها
علي ... ؟
عقبت على كلامه : اللي ماخذ عقلك ..؟!!
تنفس بعمق وتجاهل كلامها ..كان اي كلمه تأتي في باله يقولها بلا تردد ..
يعاتبها ويمزق حنانه بكل شراسه ويعود ويرأف قلبه لها .. كان يتكلم لمجرد العتب ..
الحنق ..القهر والغضب .. و الانفعال من كل شيء حوله ..واولها هي .

ربط حزام الامان بسرعه ... وقال : اذا حسيت بأي شيء ؟ قولي لاتسكتين ؟
ابتسمت وعيناها مغمضه ... لمس خدها بنعومه و رسم ابتسامه مجبره ... ففتحتها على الفور
: لاتنامين ... خليك معي .. كلميني ؟
همست بتوتر : انت مشغول بأفكارك ؟ خليني انام احس اني تعبانه ؟

ضبط شماغه بدون مبالاه رغم احتجاج قلبه .. لو تعلم بأنها هي من تشغل تفكيري
كان يريد ان يهزها حتى توقن انها هي من كانت ستصبح سببآ في نهايه حياتهم ..

لكه قال ببرود : على راحتك ... المهم اذا حسيت في شيء خبريني ؟ اغلق الباب و رجع مكانه
يسير بشكل عادي ... تلك الفاصله .. بعدها فاصله .. وتظن ان النقطه تأتي في النهايه
وتبدأ مثل المعاناه ولا تنتهي ..

تجاهلها .. كانت تظن انه سيعانقها ليطفئ الالم .. و يحتوي حزنها ..
كانت تظن انه سيقول .. سلامتك من كل شر .. او ضمه مطمئن ..
كانت سترى الخوف في ملامح جاده .. واحتواء حقيقي ..
آآه ياالم رأسي ..واآآآواه يا قلبي ..
آآه يانوم اسرق لحظه تعلقي بك وخذني اليك .. ارجوك
دثرني ببلاده لا اكون فيها متأمله في عالمه الحجري ..
آآه يانوم .. اطفئ غضبي .. و ارمني في متاهات حلمك و اضعني هناك
ماعدت اقوى انك اكون متكامله .. ومتيقظه ...
رحب النوم بها ... فاتح ذراعيه لها دون سواه .. من يسرق لها نظره حريصه من بين الفينه والاخرى
حريصا كل الحرص .. ان يعيدها سالمه .. مثلما اخذها .. فتلك غايته الان .
متجنبآ كل شيء الان ...



************************************


جلست سمر بعيون ناعسه جنب امها في بيت الشعر .. شربت القهوه على مضض ..
كشرت وهي ترجع الفنجان : يارب لك الحمد .. ويش هذا ؟ خديجه حسبي الله على ابليسك
ايش هالقهوه معك ..
ام مطلق وهي متوسده جبنها ..قالت : بدل ماتسبين قهوتها روح تعلمي وسويها ..
تنهدت سمر وقالت : الله يالدنيا ياام مطلق ... وينك ياليلى ..؟
عبست ام مطلق تمنع دمعه نازحه .. نطف قلبها برؤيتهم من جديد مع بعضهم
تدعو لهم كل يوم ليرجعون سالمين .. تنتظر وعيناها على سدة الباب ...
سمر بحزن : يمه .. ايش صاير بين مطلق وليلى ؟
ام مطلق : مافيه الا كل خير ..
جلست مبتهله وهي تتابع بعيناها عجلات قريبه منها ..
سمر بقهر : والله يايمه ... ماظنتي السالفه بينهم بسيطه ..
ام مطلق وهي تقوم بصعوبه : قومي وارحبي بااخوك ..
سمر : يمه .. اسم الله عليك وشفيك ..؟ وقفت مع امها .. وخافت لدرجه انه خيالاتها جمح بعيدا عن الواقع
حيث قصص تفطر الفؤاد عن امهات يفقدون ابنائهم ويتصورون خيالاتهم امامهم ..
ام مطلق بإبتسامه اخفت كل العبوس .. متهلله الوجه مشرقه ..
قالت والسياره توقف في مكانها : جاء الغالي .. ياعساني ماذوق حزنه ..
طالعت سمر بهلع .. وفجأه صرخت بفرحه كبيره وهي تشوفه ...
سبقت امها .. وهي تستقبله ..
ابتسم مطلق في السياره وهو يشوف والدته ... وقال لليلى المتيقظه بصمت
: شوفي المهبوله ..؟ شعرها يكفي ..علشان الواحد يهج ...
ضحكت ليلى .. وانسلت خارجه معه ...استقبل اخته بالاحضان وتركها ليرمي نفسه في احضان غيره
سمر وهي تحضن ليلى : ليلوه يالقاطعه .. اعنبوا شرك مافيك خير .. دقي اسألي .. طمنينا ؟
ليلى بإبتسامه : خلينا اخذ فتره نقاهه منك شوي ..
ضربتها سمر بموده وقالت : مقبوله .. لكن والله لك وحشه .. اشتقنا لكم ..اثاريكم فالينها معك بعض
واحنا هنا ننتظر على احر من الجمر ...
ابتسمت ليلى وهي تتابع بناظريها .. ذلك الالتصاق الامومي .. لايدري اي موضع يقبله
كتفيها ام ذراعيها ,,خديها ..رأسها المبارك ... ام كفيها ..
اقتربت تنتظر شحنه اللقاء ان تنتهي ..
مطلق بمحبه : سامحيني يايمه .. سامحيني ..
ام مطلق بغصه دموع : ماسويت شيء ياوليدي اسامحك عليه ... ربي يرضى عنك ..
اعادها بلهفه واحتياج : قوليها يايمه وسامحيني ..
قبلت خده و قالت : مسامح ياوليدي .. عسى يومي قبل يومك ..
دمعت عينا ليلى ..وقتها ..لاتعلم لم ؟
اهو احتياج عميق لامها وشوق النفس التواقه لحضن دانه الدنيا ..
ام هو وحشه للتي امامها ..ام هو حراره الموقف وشجن العاطفه الصادقه التي لايشوبها شائبه ..
شعرت بالاسف و الحزن لانها سبب في ذلك الفراق القصير الذي لم يكن بيدها ؟

دفنت نفسها في احضان ام مطلق ... ومطلق مبعد النظر .. يصد بظهره متشاغل بضبط شماغه ..
لكن الحقيقه ..لايريد ان يرى احد طفلا راكضا لاهفا لامه وضحت صورته في عينيه ..
و يقرأ مشاعر قد اتسمت بشفافيه وصدق ...
ومن جهه اخرى .. احزنه نحيب تلك في احضان امه .. و تمنى لو بيده ان ينتحب ليريح بعضآ مما في قلبه .
سمر : والله انكم تحبون الافلام الهنديه .. شاروخان انت ومرتك ؟ ادخلوا البيت انشويت من الشمس ..
مطلق وهو يلف يده حولها : غريبه .. مع انك حاطه مضله على راسك ؟
سمر بضحكه لليلى : لا ..صرنا ننكت بعد ... ليلوه ايش سويت في اخوي ؟
ليلى وهي تمسك يد خالتها وتقول بإبتسامه : شوفيه مثل ماهو ..مافي شي تغير .

من بين السطور قد وضعت معنى واضح ... دست بين كلماتها .. مايفهمه هو ..
تفارقنا ..تصالحنا بعد خصام او تعاهدنا .. فأنت مثل ما أنت ..
ذلك الفضول في اكتشاق المزيد عنك .. مات بأسراره وخفاياه ..
إلتفت لها بإنتباه و كأنه مقتنع بكلامها ..
نزلت عباتها .. وجلست على الكنبه .. ويدها في يد ام مطلق ..
همست لها بود : عساكم بخير يابنتي ؟
جاوبتها بمثل الهمس : الحمدلله على كل حال .. تطمني ياخالتي امورنا تمام .
سمر بشهقه وهي تطالع في جبين ليلى..
: سلامات ياليلى ... ايش اللي صار لك ؟
تلمست ليلى الكدمه بألم وقالت : الله يسلمك .. بسيطه الحمدلله .. كـ ,,,
قاطعها مطلق وكأنه يوضح لها انه مايحتاج مبررات منها ..
: طلعت لنا ناقه في الطريق .. لولا ستر الله لكنا انقلبنا .. الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه .
ام مطلق بخوف : بسم الله عليكم .. الحمدلله على سلامتكم يايمه ..
ليلى ومطلق بهدوء : الله يسلمك ان شاء الله .
ضحكت سمر وقالت : والله شكلك توحفه ... علامه الجوده ..
ليلى : لاتشمتين .. ترى بتجيك مثلها ..
وقف مطلق .. وقال : اسمحي لي ياامي .. بطلع اخذ شور وارتاح ..
ام مطلق : روح يايمه وخذ مرتك معك ارتاحوا ...
سمر بلقافه : وين تروح ؟ خليها شوي يامطلق ..
مطلق ببرود : شوفيها عندك لو تبي تقعد كيفها ...
ليلى بإبتسامه مرغمه ..تخالف توقعاته ..
: اسمحوا لي .. راسي والله مصدع ..شكل الضربه مأثر فيني .. باخذ حبوب وارتاح ..
سمر : اوووه منكم .. اشفيكم صرتم ثقال دم ..روحي لكن الوعد الليله يا هانم لاتنسين ..
ليلى وهي تلحق مطلق ..المستمع بإهتمام و المدعي بعكس ذلك ..تأشر لها بنعم ..


رمى بشماغه .. وفصخ ثوبه على السرير .. ودخل الحمام ..
لحقته ببطء .. حاسه بنزق وضيق .. وحر ..
شافت ملابسه فامتعضت من اسلوبه .. اخذتها وعلقتها في مكانها ..
و دورت لها شيء خفيفه ومريح .. طلعت لها بيجاما قطنيه زهري ..
جلست على السرير .. حاسه بتعب .. و صداع يفتك براسها ..
ضغطت على جانبيه بشده ..لعل الالم يخف ..
واسترخت على المخده ..فتذكرت اخوها ..وعدته تطمنه على وصولها
بالكاد وقفت .. طلعت جوالها .. و ظلت تكتب رساله حتى تصله ..
انتظرت حتى ارسلت الرساله .. ووصلت الجوال بالشاحن ..ورجعت مكانها تنتظر خروجه ..
اغمضت عيونها .. .. على طلعته ..

انتبه لها ..وهي نائمه على جانبها ومعطيه ظهرها له ..
قال والمنشفه على راسه : ليلى .. تبين الحمام ؟
نزلت رجليها بتعب..وتباطئت في مشيتها ..
ماانتبهت له .. وهو يقرب منها .. مسك ذراعها فشهقت بخوف ..
مطلق بخشونه : وشفيك انتفضت .. ماني ماكلك ..خليني اشوف الكدمه .. ؟
اطلبي من خديجه تحط لك كماده ثلج عليها ...

تنفست بصعوبه .. وهي قريبه منه ..رائحه عطر مابعد الحلاقه زادت صداعها
وجسده العاري ملتصقه فيه قطرات تكاد ان تجف مكانها ...وبعضها قرر الانزلاق للاسفل
لتمتصها منشفه قد اوثقها على خصره ..
صعد الدم الى وجهها وما قدرت تمسك نفسها اكثر .. سحبت يدها منه بهدوء ..
وقالت : خلاص ..خليني اروح .. مالي شده اوقف كثير ..
سحبت نفسها بصعوبه ناحيه الحمام ... و تجمدت اطرافها للمسته وهي تدعك مكانها
شافت شكلها في المرايه .. بالفعل واضح عليها التعب .. والكدمه مكانها واضح وبارز
دخلت تحت الدوش مده طويله ... وانعشت جسدها المرهق برائحه الفراوله ..
شعور بالرضى والتحسن ..ماينقصها الا مخده ولحاف وسرير يضمها ... وهو ؟
تنهدت بتعب .. شكل السيد في راسه حب ماطحن بعد ؟
تأوهت وهي تتذكر بيجامتها على السرير ... اصابها الخجل لفكره انها تطلب منه
اصلا مافيه غير هذا الحل ؟ بتبقى محجوزه وماعندها الا تطلب منه مرغمه ...
انتظرت دقائق وبعدها فتحت الباب .. نادته بصوت خجول ..لكن لاحياه لمن تنادي
شكله طلع ...
: يووووه .. انا ناقصه ..
ماكان في حل الا انها تلف نفسها بمنشفه عريضه .. مأتمنه نفسها بأنه طلع من الحجره
خرجت بسرعه ..غير عابئه بالموجود قربها ..
تلك المنشفه لا تستظل .. ولاتأتمن .. يصل طولها الى مافوق ركبتها .. ويكشف اعلى صدرها
كانت تمشي على رؤؤس اصابعها ...
فسحرته اكثر .. و انجذب لها كالمخدر ..
رافقها بنظراته من الوهله الاولى لخروجها .. غير مهتمه .. تطير كالفراشه .. تبدو منتعشه كزهره
تسخر كل شي حولها ليتفاعل معها .. لم يجلس الا ليطمأن عليها ... يخاف ان يصيبها مكروه
وهي في الحمام ...
وده لو يقرب ..لو يدفن وجهه في شعرها .. لو يستنشق بعض ماعبق في جسدها ..
ابتلع ريقه بصعوبه ... وهي تجفف شعرها امام المرآه ...
رفعت الهاتف وطلبت من خديجه ماء وحبوب صداع ومعاها كماده ... وضحكت ضحكه
دافئه .. وكأنها تتذكر شيئا ما ..
اقتربت من النافذه .. فانتفض كالمارد .انتفض الرجل الشرق ..انتفضت غيره غير محسوبه .
خرج من سجن افكاره .. خشيه ان يراها احد بتلك الهيئه ..مستبعدا ذلك القماش الثقيل و النافذه العاكسه ...
و كل شيء .. فقال بضيق : ليش واقفه عندك ؟

شهقت بخوف وارتدت للخلف ... مسكت اعلى المنشفه بهلع .. وراقبته وهو يتمهل في خطواته نحوها
حتى وصل ..وهي خائفه ..محرجه .. و متخاجله .. استرجع عقلها الباطن ..كل شيء حدث ..
ماذا فعلت ..هل انكشف جزء من جسمها امامه ؟ لماذا لم تراه ..؟ كان عليها الانتباه لوجوده

شد على طرف الستاره .. : واقفه تستعرضين قدام الشباك ؟ تحسبين ان احد مابيشوفك ؟
بهتت ملامحها من كلمته المهينه فقالت معيده بدون تصديق ..: استعرض ..
بعثر شعره بتوتر وهو يراقب شعرها .. وارتجافه عيونها .. و حتى شفتيها ..
واشتعل لظى نار بداخله .. وهو يقاوم نفسه .. وبالكاد يثبت قدميه حتى شعر بألالام في اصابع قدمه .

قالت بضيق : شكرا ياسيد مطلق ... هذا اللي قدرت عليه .. استعرض مره واحده .. لمين استعرض
للجدار .. انا اولا ماكشفت الستاره .. كانت وقفتي عاديه .. فلاتسرح بأفكارك بعيد ..

في كل لحظه وكلمه تقولها .. كانت تدفن بداخلها ندم .. وحسره .. و تقاوم ..
جنت على نفسها بإرادتها .. لم تظن ان الانقلاب سيكون بهذه السرعه ..
لكن لن تتفاجئ بعد الان ؟
مشت متجاوزه عنه وعن نظراته المخيفه ..خوف من كل شيء ..شكلها المفضوح .. و قربه المميت منها
خوف من يسمع سمفونيه تشارك فيها قلبها و اسنانها وساقاها في الارتجاف ..
خوف ان تستسلم له وهي متناقضه في رغبتها ..

مسك اصابعها التي وجدت مكانا بين اصابعه ..
قالت هاربه منه وهي تدرك الخطر القادم .. : من فضلك اتركني ..؟
مطلق بصعوبه يجدها في الكلام : واقفه عندي بالشكل هذا وتبيني اترك ؟ وين عقلك ؟
قالها بإبتسامه خبيثه ..
زغرد الخجل على خديها ..لكنها مجروحه منه ..لقد اذاها بالكلام ..
كانت تحاول التخلص منه .. لكنه قوتها امامها لاشيء ...
شدت على اطراف المنشفه وعيناه قد استقرت على مكان في صدرها .. ابتسم لكشفها الامر
فقال : ليش خايفه ؟
ارخت نظراتها لموضع قدميها .. تحرك اصبعها الكبير يداعب سجاده وثيره تحتها
وقالت بشفافيه : خايفه منك ؟
ورفعت نظرها مجددا لتسقر في جويفاء عينيه .. تصديقا بالقول وقناعه منها ..لن تهرب
لن تهرب بعد الان .. الحقيقه هو مايقال ..
لن تصمت في وجه الالام المتبختره بخيلاء على مسرح حياتها ..
الصراحه دواءها و شفاؤها ..
والواقعيه المره فخ لابد منه ... يجب الوقوف في وجهه .

وكملت بهدوء ورجاء ان يفهمها : ارجوك افهمني نفسيتي تعبانه ..تقدر تصبر علي ؟

تركها بخشونه .. وكأنها جرحته للمره الثانيه .. لكن هو من جنى على نفسه ..
قال بكبرياء : الامر عندي سيان .. لكن اعرفي لو ابي حقي ..باخذه بكل الطرق ..

ومشى كالطاووس .. خارجآ من الحجره بأكملها ..يرتاح من قربها
وهي تتريث لجوله اخرى ..رغم النقاط النازفه منذ البدايه ..
لاتقبل الخساره .. بل الخساره لم تعد تقبل بها ..
يكفي حتى الان .. لن تعيد نفس الموال السابق

احتدت ملامحها بقسوه وتعجب .. الامر لديه سيان ..؟!!
وتريد ان تأخذ حقك مني بالقوه .. ؟ احقا تقول ؟!!
اعدتني من هناك بأماني وسرعان مابعثرتها ورميت الحطام في وجهي ..
لن اغفر لك ابدا ... ولن اتراخى لهمجيتك الدائمه ..
لن اريق مشاعري بسهوله على الارض وابكي على المسكوب منها ..
بحق ... سأدفعك ثمنه ..بذكاءي وانوثتي ..فنقاط ضعفك واضحه ككل الرجال ..
سأريك اي منا سيضعف امام الاخر ..
فـ قلبي الان قد وهبته لك ..ومن الصعب استرداده .. لكن سأحظى بقلبك بدلا منه .



******************************




زفر بعصبيه .. عينيه جاحظه وقلبه يرجف بهول ..
احتجز نفسه بين كتب العمالقه والفلافسه الذين اصيبوا بالجنون بين جدران ضيقه .. واقلام مبدعه ..
يقطع مسافه بحرقه واعصاب هالكه مستجيره الاختباء بعيدا عن ثوره انتفضت فيها كل عواطفه ..
وقف في المنتصف ..يخرج حممآ قد حرقت رئتيه ..يكابد الالام في سبيل الحصول على لذه معها ..
ماذا تسمى تلك اللعنه ؟
مسح وجهه مستعيذا بالله ... و جلس على الكرسي .. يحاول يجمع اكبر قدر من الافكار التي تخص
عمله ... لكن صورتها البريئه تمثلت امامه .. كل شيء فيها يراه الان بوضوح .. ولا ينالها
و ايضآ صوره مجعده .. منكمشه ضعيفه .. لنفسه .. يحتقره .. يمقته ويتمنى لو يزيله ..

مالذي يحدث ؟ لماذا قبلت العوده معي وهي لاتطيق قربي .. اكل ماتدعيه كذب وهراء واصداء خداع
كيف كل ذلك تمثيل ؟ ارتجافها بين يدي .. و رقصه مشاعر فاضت من عينيها امامي .. توهجها وانطفائها ..
همسها وكلماتها وقتالها المتواصل , ... كل ذلك ادعاء ..

نفض الورق بعصبيه شديده ..لتتطاير بعضها يتابعها بنظره حتى تستقر على الارض ..
تلك الرحله القصيره لها .. تماثل رحلته هو مع انثى بدأت تحتل سكونه .. و تحطم جموده ..
وتفحم تمرده عليها .. وتطفئ ثورته في حياة راكده ..
دائما معها يخطئ ويندم ولا يعود .. ويكتشف كم من الصعب ان يعود مسالمآ بعيدا عنها ..؟

استلقى على اريكته الجلديه الطويله .. وامتدت يده تخفي عينيه .. وتمنى ان كل التعب النفسي
بنال من جسده و تريحه .. و تخمد ثورته .. لعله يجد السكينه في عالم بعيد ..



********************************



دخل حجرة اخته ... و تأمل فراشها المرتب .. وتأوه بضيق وندم ..
اخر مره ودعها فيه كانت عتبانه عليه .. و ماخذه منه موقف .
بالفعل وجودها مهم في حياتها ..
استرخى على فراشها الناعم ...فدخلت سلوى بملابسها ..
ابتسمت وقالت : سلامات .. مضيع سريرك ياحلو ؟
استند على السرير و مسك كتاب ديني على الكومدينه .. ورد بملل ..
: طفشان .. ماعندي شيء اسويه ... جدي راح المزرعه .. وصراحه وزني نقص من كثر ما لاحقته ..
سلوى : ياليته انا .. كان نقصت شوي ..
طالع جسدها وقال : انتي حلوه كذا .. ابغى زوجتي تكون مليانه .
ضحكت سلوى : ويش اللي مانعك .. ترى مابيننا وبينهم الا طوفه .. قولها ومن بكره تشتغل بمساعدتي طبعا ..

ضحك على حالهم ..آآه لو تدري .. ان حتى بيتهم مااقدر ادخله بسبب هالمجنونه تسوي شي وتفضحنا
سألته وهي ترتب الملابس وتدخلها الدولاب ..
: ايش صار على نقلك ... سمعت امي وجدتي يقولون ان هند بتروح عند عمي ..اذا ماجاء نقلك ذا الترم .
استلقى وحط يده على بطنه ..وقال : يبدو انه كذا .. اففف والله هم ..
سلوى : وشو اللي هم ... تعوذ من الشيطان .. اذا ماجاء نقلك ذا الترم انتظر الترم الثاني ..
وهند بتروح عند عمي مؤقتا ...
جلس وسأل بهدوء يغير الموضوع : سلوى .. ايش رايك في نجمه ؟
ناظرته سلوى بتعجب وجاوبته : بدري ..الحين تسأل ؟ تركت الملابس من يدها وقالت بخوف ..
: وشفيكم ... صاير شيء بينكم ؟
سعود بنبره متوتره : لا .. عادي ..يعني حرم السؤال .. ماصار ولا شيء ..
قامت وجلست على سريرها المقابل له ..
: ياخوي .. اذا كان عندك شيء بتقوله ؟ طمني يمكن اقدر اساعدك ..
ضحك سعود يخرج من جو مشحون ..
: والله ياسلوى تنفعين مصلحه اجتماعيه .. مافي شيء .. لكن يمكن ابغى اتعرف على زوجه المستقبل اكثر .
سلوى بشك : لو كان كلامك صحيح .. بقولك الطيبون والطيبات .. واذا كان الموضوع شيء ثاني ..
سعود : شي ثاني زي ايش مثلآ ..!!!
سلوى وهي ترجع للملابس وترتبها بدون اهتمام رغم ان وجهها متوهج بإنفعال ..
: مثل قصه ريهام .. لايكون باقي في راسك وانت تكذب على نفسك وعلى بنت الناس ..
ناظرته وقالت بجديه : خليك صريح مع نفسك ومع غيرك ... ريهام ماكانت تصلح لك ..
سعود بفضول .. جلس وملامحه مشدوده بإهتمام ..: ليش ؟ وشفيها ؟
ترددت سلوى .. واتضح عليها .. لكنها لجأت للصمت .. احترام لوعدها مع ليلى ..
سعود بفضول كبير : سلوى ليش سكتي ؟ مادام انها ماتصلح لي اكيد فيه شي .؟
سلوى بتردد : يعني تفكر فيها .. وانت متزوج بغيرها ؟
سعود بنرفزه : اوووووه علينا .. انتي فاتحه تحقيق معي ..ايه افكر فيها قولي وخلصيني ..

سلوى بخوف واضطراب .. رغم وعدها لليلى .. لكن ابد مابتسمح لاخوها ينجرف وراء مشاعره
و هي السبب في افساد خطبه صديقه من قبل .. اذا كانت خاربه خاربه .. على الاقل تخرج بإنقاذ
فرصته مع نجمه ..
قالت بخوف : ماتزعل ..و لا تقول لاحد ..
سعود بهدوء وقلبه يدق بعنف : اتفقنا ..
سلوى : ريهام .. كانت .. كانت ... رفعت راسها وقالت بصوت عالي : يارب سامحني ..
سعود بتسرع : خلصيني وقولي ..
وبإندفاع : ريهام تحب سلطان ....
قالتها.. نصف الحقيقه تكفي .. نصف الحقيقه تكفي لانقاذ ماتبقى من الحطام ..

ضجيج ..ضجيج ... وصخب افكار متضاربه وفجأه.... خط صمت طويل .


*****************************




كبس النوم عليها وكأنها لاول مره تصادف مخده ولحافآ وفراشآ دافئ ..
أوقعت تحت تأثير حبه دواء ام ان الهلاك النفسي ..ارخى جسدها حتى اصبحت تنام كالاموات ..

شهقت بخوف .. مفزوعه ..لم تصدق عينيها والساعه تشير الى السادسه مساء .. تأكدت من ساعه
الحائط .. استغفرت ربها ودخلت على طول تتوضئ ..
لاول مرة تصير معها .. تأخر ثلاث فروض مرة واحده وبدون سبب .. يارب اغفرلي ..يارب اغفر لي
لهث لسانها بالدعاء والاستغفار .. وفي صدرها ضيق وعدم رضى ..لتاخيرها الصلاه ..
حملت اللوم لنفسها وكل من معها في البيت .. معقوله حتى مايطمنوا عليها ..نائمه اكثر من ست ساعات
ولاحياة لمن تنادي ..
صلت فروضها.. والنوافل ... وجلست تستغفر ربها .. .. حتى سمعت اذان العشاء ..
فصلت بقلب طاهر و خشوع .. و توسل لرب العباد يغفر زلاتها ويهديها للطريق المستقيم ..

انتهت من الصلاه .. فتذكرت مطلق ..لايكون حتى هونايم مثلها .. دخلت غرفه نومه
المعتاده ... ماكان فيه احد ... وحتى المكتبه ..
انقهرت من طريقته .. يعني قام و تركني نايمه .. الله يسامحك يامطلق ..
كانت بترجع لسجادتها ... حتى سمعت دق على بابها .. من اول ماشافت الشعر الظاهر ..ابتسمت
: هلا سموره ادخلي ..
طلت سمر بوجهها وقالت بإبتسامه كبيره : مساء الخير ياحلوه ... ويش هالنوم معك حشا ولانومه اهل الكهف ..
ليلى بعتاب : الله يهديكم يابنات .. ليش ماصحيتوني للصلاه ..
دخلت سمر وقالت : انا مالي دخل فيك .. حاولت فيك .. شوفي كم اتصال على جوالك .. وخديجه دقت عليك .
ومطلق حاول فيك لاذان الظهر ..وفي الاخير قال خلوها تنام شكلها تعبانه ..
يعني مطلق اقترب منها ..
فقالت بهدوء متناسيه الموضوع : وين مطلق ؟
ناظرت سمر ساعتها الزرقاء : والله ياطويله العمر .. من ساعه ماطلع لاذان الظهر .. مارجع البيت
شكله حول للشركه ..اكيد مشتاق الاخ .
كشرت ليلى باستياء وقالت وهي تمشي بمهل راجعه لسجادتها.. : كان الله في عونه .
لحقتها سمر وقالت : بتسهرين معي الليله ؟
جلست ليلى و فتحت القرآن .. :بشوف .. خليني اقرا القرأن .. وبعدها يصير خير .

فتناست كل شيء ..نفسهاومطلق وكل من حولها من مشاغل الدنيا ...
وانغمست في ذكر الله ... بين يديه تتلو اياته العظيمه ..ترجو جنته و نعيمه وتخاف عقابه وجحيمه ..
متأمله بدعاء صادق و شغوف بان تكون من اهل الجنه ..وعلى ضفافها جالسه ..
حينما ينسى صاحب الهم همه ..
تنسيه انهار الجنه و اطيارها ..
وحورها ونسماتها مامر بها من شقاء الدنيا وعذابها ..
فيقول العبد " وعزتك وجلالك مامر بي بؤس قط
هناك فقط ..
لاتعب !
لا هم !
لا غم !
لا وصب !
" اسأل الله العظيم ان يجعلني واياكم ممن يحطون رحالهم ضفاف الفردوس الاعلى ووالدينا والمسلمين اجمع "

فبكت ..ليست دموع دنيا شقيه ..
وليست مطلبا من مطالبها ..ولا لاحد من اجلها
بكت من خشيه الله .. بكت من عظمته تعالى ..
بكت انغماسها في دنيا مغروره لاترضي احد .. تلهي العبد لدرجه النسيان عن طاعته عز وجل ..



*************************


سعود ...

شعر بأن ستارة سوداء قد غطت عينيه .. وانسدلت زاويه مشرقه من حياته
تلك الملائكه الملونه التي كان يطاردها قد تحولت اشباح رماديه باهته ..
اهذا كل مافي الامر ؟
اكانت تحب غيري ... ؟هل سبقني احدهم الى قلبها ؟
هل يعقل من يكون .. سوى صديقي وابن عمتي ...
كيف بكل هذا .. يدور حولي وان لا اعلم شيئا ..
الان بت مقتنعآ ان حكمه الله عزوجل في علاه ..اعلى من كل شيء .
اوصد بابآ في وجهي وفتح ابواب كثيره .. وان كنت غير مبالي .. فلا اعتراض لحكمك يارب العالمين ..
نادى المنادي لصلاه العشاء .. فقام مبتسمآ .. خجلا من نفسه لويعلمون ..عاند قدره .. واي قوه كانت لديه ؟
وان شعر ببعض الرضا .. لانه لم يجازف .. فالاثنين مقربين لديه .. والتفريق بينهما صعب .
ارتضى بحبكه الهيه قدريه .. وقنع بالنصيب لاول مره... و بالاخص تلك التي باتت تحمل اسمه
ناقصه العقل .. اقتنع بأنه قد كان مخير من البدايه ليس مسير على نهج حياة كما كان يعتقد ..


قابل عبدالله في المسجد ..وبين سؤال من هناو جواب من هناك ..
وشد و سحب بينهما ممن يسبق احدهما الاخر للعشاء ..
لكن عبدالله بإصراره و عناده العسكري شد على يديه .. طالبآ زيارته وهو في حيره من امره
كل شيء تدافع له .. بكاءها و اخر صوره لها ..
سعود : ماله لزوم العشاء بذا الوقت وانت ماجيت الا اليوم ؟
عبدالله بإبتسامته الجذابه : يارجال تعال .. صالح اليوم راح ومافي الاانا في البيت .. ومنت غريب البيت بيتك
و بعدين فرصه تشوف المدام ترى اجازتي يومين و تنتهي ..
ابتسم سعود وهو يبسط شماغه .. ليجد متسعا من الوقت ليفكر فيه .. لكنه في الاخير واجه الواقع لامفر ولاهروب
: ابشر ..لكن قبل بعطي الاهل خبر ..
عبدالله : حياك الله .. انتظرك ..
وافترقا على موعد اللقاء ..
وفي طريقه ..يقيس خطواته ..في كل خطوه يحسب قولا .. جمله .. يحبك تصرفآ مستقبليآ ..لم يقدم بعد .
يشد ويرخي وفي ملامح وجهه .. يتنبآ بالقادم ..بين سهلا ممتنع وصعب يسير ..و هدوء يسبق العاصفه .
وقف على عتبه بابها المفتوح بترحيب له .. نادى بصوت جهور قبل ان يخطو للداخل
: ياعبدالله ..عبدالله ..
عبدالله بمثل الدرجه : حياك ..يابو احمد ادخل ..

وتلك تصلبت حواسها وفقدت مهامها لسماع صوته ..
و تشنجت يدها على يد الهاوند .. تدق حبات من الهيل وكأنها حجاره ..
بصخب كبير ... تفرغ بعض من عصبيتها ..
هناك في قعر مجوف من الحديد الصلب لايتسع لكم هائل من مشاعرها العاصفه ..
ابتسمت بإستخفاف .. لضيف اخيها المنتظر .. اتصنع من اجله قهوه بجوده عاليه وهو الذي جعلها رخيصه ..
اهذا هو من يحتسب له الف حساب .؟
شمرت عن ساعديها ..وانتفضت الانثى الجنيه بداخلها .. لاتحسب للقادم حسابآ او يرف لها جفن ..
وابتدأت عملآ قد انتهت منه بالفعل .. لكن لغايه في نفسها .. وصلا لاسماعهم صخب عالي اشبه برنين جرس

تلقائيا ارتسمت على وجه سعود ابتسامه .. ذكرته بجرس مدرسه و طفل شقي يوهم الجميع ..بأن عليهم
الانصراف .. في ساعه مبكره من دوام مدرسي طويل ..




*********************************



انغمس في العمل .. دون ارتواء منه او اكتفاء هارب من خيبه امل كبيره مدفونه في حنايا رجل
لايعرف للخسارة معنى او كلمه صريحه .. لكن في حالته معها شعر بأنه مهزوم ومخذول ..
قدرة انقلبت عليه رغم انه كان يمسكها بحكمه .
ذلك العمل المتراكم .. قد انهاه لساعات متواصله من التعب والارهاق .. وهو الذي لم ينم الا ساعتين في اليوم
بعث بنظره مرهقه الى اكداس اكواب الشاي والقهوه.. وبقايا الاكل الجاهز ..
تثاءب وهو يمد يديه للاعلى .. كحركه تنشيطيه لعضلاته الخامله .. تثاقل على الكرسي يمسح عن عن عينيه
النعاس والتثاقل ..
فزغ من صوت النغمه الصادره عن جواله .. فابتسم تلقائيا ..وهو يفتحه
: هلاوالله بالعريس ..
ناصر بضحكه رغم عتابه : هلا فيك .. ايه اضحك علي بكلمتين حلوه .. يالظالم ترجع ولاتدق ولاتطل علي
ولاتشوفني حتى .. ياااخي قول صويحبي حي ولا ميت .
مطلق يحرك ظهره المتصلب بألم : يا شيخ والله ماعندي وقت .. حتى نوم مانمت مثل الخلق .. خلها على ربك
الا قولي وين انت ؟
ناصر : ساعه دريت من خدامتكم انك رديت رجعت لشقتي ..
مطلق بضيق : من سمح لك تطلع ؟ كنت انتظرت حتى اشوفك ..؟ يااخي حركاتك مالها داعي .
ناصر : اقول خلاص عاد .. مادامك رجعت بالسلامه ماعاد له لازم اقعد في بيتك .. و ثانيا نسيت .. انا رجال
مقبل على الزواج ..ولازم اجهز بيت العمر .
قفل مكتبه و طلع وهو يضحك : ايه عاد من قدك .. ياالعريس .. على خير ان شاء الله .. إلا تعال حددتوا الملكه ؟
ناصر بفرحه واضحه في صوته : لا والله ماتكلمت فيها .. كنت انتظرك ..وتكفى يامطلق تكفى .. و على قولتهم
تكفى تهز الرجال .. ابغى الملكه الخميس هذا ..
مطلق بجديه : اقول اعقل احسن لك .. ويش يوم الخميس ..؟
ناصر بقهر : وانا ماانتخيت الا فيك .. عدو الفرحه .. يا اخي انا حر ابتزوج بالوقت اللي ابيه ..
مطلق : طيب .. ازعجتنا تكفى وتكفى وفي النهايه تقول انا حر .. بالله عليك متى يمدي الناس تجهز نفسها
وتستعد تراها ملكه ماهي لعب عيال ..
ضحك ناصر وقال بإستسلام : امرنا لله .. ابشر يابو غانم .. لكن كلم طلال .. وحدد معه .. والله يخليك خلها
الاسبوع الجاي .
شغل سيارته .. وقال : خلاص نتكلم بعدين ..
ناصر بلهفه : متي تعطيني خبر ؟
مطلق : اقول اركد .. وقت مااكلم الرجال بعطيك خبر ؟
ناصر بضحكه : الله يصبرني عليك ..المهم طمني عليك ؟
مطلق بحذر : بعدين اكلمك .. مشغول بالسواقه ..
قفل الجوال ورماه على المقعد الثاني ..
تأفف يدفع بلاء جثم على قلبه .. وجعل عقله كالساعه تدور بلاتوقف ..
اي حال تريدني ان اقوله لك .. فأنا لااعرف.. مشتت مابين نداءين ..
نداء خفي اصم و نداء يضج بصوت عالي ...نداء قلب وعقل ...

لاتزيد همومي يا صديقي .. فجذوة من النار قد اوقدت في صدري ولن تخمد ..
اشعر بحرارتها واستلذ بقربها رغم استعارها المستمر ..
تداعبني شرارتها المتطايره .. وتهمس لي بأن اصبر ؟ فمفتاح فرجي في قعر ظلمه حالكه بعيده ..
ياصديقي .. آآخبرتك ان تلك الصغيره التي بللها المطر .. كانت بين يدي لفتره ظننت ان من المستحيل
ان اقنع بهذه القصص الخياليه و اانفي وجودها ..
ساعدني .. فصاحبك يغرق .. يغرق ..يغرق .
في محيط من المشاعر ..و على كل هذا لايموت .. بل يتنفس تحته ..
و ينتظر .. ينتظر .. حتى يمر قارب انقاذ .. وينتشله من القاع ..
لا اعلم والله لا اعلم .. لما استصعبها على نفسي و اتمرد على الحال ..؟
لا اعلم اي حيرة تتملكني اتجاهها ؟
والى اي متمزق ستعصف بي ؟
فلقد اصابني سقم الحنين فلا استشفيت منه ..
رعشه سنين عجاف .. قد اخمدت في قعر الحياة .. ولم اكن اظنها نابضه ..حية .. تستقر في جوفي بثبات ..
استبشر سعدآ .. فلقد اصبحت مثلك ؟ !!
ممسوس القلب والعقل في آن معآآآآآ !!!!!


*****************************************



تجبر خطوه عنيده .. وتسحب خطوه مستجيبه .. تزينت وتعطرت و حملت في نفسها اعباء ببهجه مقبله .
ضحكهم واصواتهم العاليه .. تجعلها متوتره ..و ضعيفه ..
سمت بالله وسحبت نفس و ارغمت روحها على المسيروالتقدم.. واول خطوه للداخل .. كأن نور المجلس
قد غشاها .. اغلقت عينيها فجأه .. فاهتزت الصينيه في يدها .. متعثره الخطى .. ففزع عبدالله وهب لمساعدتها
بإبتسامه شقيه على محياه ..
: اوف ..اوف .. واخيرا صارت المعجزه ؟.. نجمه مستحيه .. هذي المفروض يضمونها للمعجزات السبع ..
ابتسم سعود .. بتلذذ وهو يقيم تلك المتمرده الحسناء ..
فنطقت تدافع مهمله وجود ذلك عن قصد : لا ماكنت مستحيه ..تعثرت في السجاده ..
مازال مبتسمآآ يا لسخافه .. فكرت فيها نجمه وهي ترمقه بنظرات حاده ..
عبدالله بعتب : نجمه .. قومي سلمي على زوجك .. كل ذا خجل ؟
قامت مرغمه .. وبالكاد تلامست اصابعهم .. وكأنها مصافحه اشبه بلمس الماء او الهواء ..
عادت الى مكانها هادئه مستكينه .. تراقب بصمت وتترقب للانقلاب في ساعه مبكره .
سعود بإبتسامته الجذابه : كيف حالك ؟
بنبره هادئه مستغربه منها : بخير .. والحمدلله ... انت كيف حالك هذي الايام ؟
راقبها بصمت .. قرأ معنى واضح في عينيها واستدرك نطقها المغزى ..
فهز رأسه مع قوله : انا بخير .. لكن هالايام مشغول البال .. في امر شاغلني ومحيرني ؟
نجمه بخباثه مقصوده : الله يهديك .. ويريح بالك .. اهم شي ترى راحه البال ..
سعود متناسي وجود عبدالله .. حرب صامته .. تقوم رحاها بالكلمات واسلحتها ألسن قاتله لاتعرف الهزيمه ..
بإبتسامه مثيره جاوبها : والله انتي اللي شاغل بالي ..
توهج وجهها .. فابتسم برضى لانها اصاب نقطه ضعفها ..قلب عليها الطاوله فجأه ..
عبدالله يقطع بينهم بإحراج : ياجماعه .. تراني عزوبي ومالي نيه على الزواج الحين ؟ لكن شكلكم بتغيرون رأيي .
ابتسم سعود وغمز لنجمه بدهاء : والله انصحك في الزواج .. لكن بشرط .. تكون واحده مثل نجمه ..
شهقت بخجل واضح .. واستدرك عبدالله شهقتها بضحكه عاليه ..
مستمتعين عليها وهي تأن .. وتكاد تنفجر بأنين عالي وحاد ..
اعاد كلامه بجديه : صراحه امور النقل هي اللي شاغلتني .. كنت اقول اذا نقلت بعجل بالزواج ..
تجاهل شحوب وجهها فجأه .. فمضى في كلامه : تعرف صعب اعيش في بيت لحالي مع اختي الصغيره ..
لم تعد تحتمل لعبه بأعصابها .. و المضى على مشاعرها بدون وقفه ترقب او استراحه ..
علقت بحده : لكن انا ماابغى اعيش معك ..؟
اسود وجه احدهم .. والاخر اصبح ابيض كالثوب الذي يرتديه ..
بحلق الاثنين فيها بشحوب خوف و صدمه .. و انتظار للقادم ..
اخافها الوضع فعلقت بتشرح و بصرها يتناقل بينهم ..
: قصدي اني مابي اترك اهلي واعيش في المدينه ..
تنهد عبدالله بإرتياح : الله يهديك يانجمه .. هذي سنه الحياة .. ماتدرين يمكن كلنا نترك الديره
هذا الموضوع كنت افكر فيه كثير ... صراحه تعبت من السفر والغربه ..
وبالاخص امي اذا تزوجت بتقعد من حالها ... وهذا صعب وانا اخوك ..

اصابها شجن الذكريات .. و مراره الرحيل ..
و ألم الفراق .. ألا يكفي ان كل شيء ماخوذ منها ..
حتى المكان .. حتى المكان .. حتى الاريج في منبت اقدامنا .. بيروح ..
ونحن بنترك صدى ضحكاتنا لمين ؟ مين يسكن جوفنا ؟
اي جدار نرسم عليه احلامنا .. ويخبأ احزاننا ...

لم يخف على سعود لمحه الحزن التي تلونت في وجهها ..
نطقت بدون وعي : ما اتخيل نفسي في غير ديرتي ...

لم ينطق بكلمه مواساه و شفقه او دعم معنوي .. كان ممعن النظر في تلك التي تسمى زوجته
تلك الفتنه التي تحيط بها دون علامات الجمال المميزه .. وبالاخص تلك العينين مزيج من الشقاوه
والهدوء ..لاتنحي بسهوله .. تساءل في نفسه ؟ كيف اعيش مع نار وانا شخص يهوى البعد عن النيران
وان طاب لها الاحتراق ؟ كيف يرضى بالشمس الحارقه قربه في عز الدفا ...
فلما استقرت نظراته في جوف عينيها .. كشف العناد والاصرار .. فابتسم يقنعها هيهات ماتريدين
هيهات ... قفزت من مكانها متذمره مهزومه .. لم تدرك ان كل خطوة كانت خطأ في خطأ ..
ليتها لم تدخل عليه ... ولم ترى فيه وجهه ..




****************************




مقرمشات ، عصائر ، باسكن روبنز بنكهات مختلفه .. يتقدم الطاوله الصغيره الممتلئه
جلست على اريكه كبيره مع سمر في الصاله العلويه و اريام على على جهازها .. على وقت استهلك صبرها ..
ليلى بنظرات متعاقبه على مؤشر الساعه .. تلتهي في فيلم لاتعرف ماهيته .. اهو رعب ام رومنسي
ام مجرد ترهات متحركه ... وصلت لقعر علبه الباسكن روبنز بالشوكولاته و فكرها مشغول ..
صرخت بصدمه : لا ااااا خلص ...
سمر بضحكه : وانا والله اللي قايلته من البدايه .. من ساعه تاكلينه و عيونك على الساعه ..
كشفت سرها و استهجنت : لا والله اعجبني ..
اريام تقاطعهم: ليلى خذي حقي .. ؟
استرخت ليلى والملعقه في يدها و نظرها على حضن سمر ..
: لا مشكوره .. انا ودي في شوكولاه ..
ماكملت جملتها الا سمر تحتضن علبتها .. وتبتسم بخوف ..
: عشم ابليس في الجنه .. ما بتاخذين حقي ..
تنهدت ليلى .. ورمت ملعقتها بصوت مزعج على الطاوله ..
وقالت بتعب : لا خلاص .. الله اكبر على شرك .. شكلك حسدتيني عليه .. معدتي قلبت علي ..
ضحكت سمر وقالت : سلامتك ...

اما هو كان واقف على عتبه الباب .. مستند بيديه يبتسم بتعب .. يلم بناظريه الجميع
رغم انه يتجاوز النظر عنها بالذات .. لكن من لايستطيع الا يراها... يجبر عينيه على التعود دون ان يتمهل
على تفاصيلها ...
سمر بإبتسامه : حيا الله الشيخ ... والله حماتك تحبك .. تعال شاركنا ..
انتفضت ليلى وصوبت نظراتها نحوه...بدأ قلبها يهرول اليه و يحتضنه ...
مطلق : وين اشارككم ... مااشوف غير سرير قدامي ..
اريام : اصلا شكلك خالص من التعب ..
ابتسمت ليلى ابتسامه بارده ذات معنى .. وقفت بصعوبه استعداد لمجازفه مشاعر لم تمتحنها يوم
قالت وهي تقترب منه : الله يعطيك العافيه .. احط لك العشا ..
المشكله يناظر منطقها ويتألم ... متجاهل كل اندفاعته .. في تجاهلها .
ناظر اخواته و كأنه في شيء مكشوف فيه .. من بحلقتهن الواضحه .. احرج من وقفته
فتحرك لجناحه وهو يرد عليها بنبره هادئه...
: لا ماودي فيه ...
لحقته بخطوات متباطئه متردده ... تدفع قلبها للامام .. و تحزم قرارها بحكمه .. و اصرار .
دخل غرفه نومه فرمى شماغه على الكنبه المفرده ... وقفت ومسكت قبضه الباب ,.
وقالت : تأخرت .. خالتي دقت على جوالك لكن كان مغلق ؟
اخفت عليه انها هي اللي دقت عليه .. و تجاهلت الحاح مصر داخلها ..
ناظرها ببرود وهو يتبع ثوبه بشماغه .. : كان خالص شحنه .. وماانتهبت له ..
ليش في شيء صاير ..
اقتربت تجر خطواها المتردده ..شالت شماغه و ثوبه .. وعلقته في مكانه و استدارت له
: لا .... مافي شيء ... لكن شفناك تأخرت .. قلنا نطمن ..

رمى عليها نظره مبهمه و دخل الحمام ... سمعت صوت الماء .. وانتظرت ترتب افكارها
خرج مرتدي بيجامته ... كانت تتابعه بنظراتها .. كان واضح عليه تجاهلها .. برود مصطنع .
ورد متأخر : كان عندي اشغال كثيره ..

اقتربت لتذيب الثلج و هو متشاغل بنفض لحافه .. ليدخل في فراشه .. رفعت نفسها اليه و لمثته برقه
ودفء .. قبله استقرت في تجويف خده الايمن ..
فرفع حاجبيه مندهشآ ... متعجبآ .. صارخآ .. ابتعدي عني ....و لكن اقربيني ؟!!!
لاتلمسيني .. لكن كوني مني .. واسكنيني ؟!!

قالت بصعوبه : اذا كنت زعلان مني على اللي صار في الظهر فأنا اسفه ...!!!
تعتذر وهي ليست مذنبه .. تعتذر عن شي وهمي ..
تعتذر عن سبب هو افتعله و ضخمه ..
تجمدت اطرافه .. وتيبس فمه .. تقترب منه بإرداتها .. اهي اشاره ام ماذا ؟
ماذا يرى ليرى ؟ او ماذا يسمع ليسمع ؟ مامعنى الصبر ليصبر معها ؟
اتبعته بقول بوجه يضئ خجلآ و ارتعاشآ .. وعينيه معلقه في رعشه اهدابها..
: والله ماكان قصدي .. وقفتي كانت جدآ عاديه .. لكن الله يهديك كبرت السالفه و قلت كلام ازعجني ..
لمعت عيناها بدلال مثير جعله يستصرخ السلوى فيه ..
جلس بإرتخاء وتعب .. وارهاق مشاعر اجلسته بالاجبار ..
يا إله الكون .. ماذا يفعل او ماذا يقول ؟ لما يشعر بربط في لسانه او قيود في يديه ..
واحتباس حراري يكاد ينفجر في قلبه ..


ابتسمت بخجل وخوف .. تكاد تفضح مشاعرها .. وتنسحب بإنهزام ..
لاتقدر على مواصله تعبها ..ذلك ولو كان بإرداتها ...
مسك اصابع يدها برقه ... تكاد تختفي في صلابه يده .. فشهقت بخفوت لم تصل الى اسماعه؟
ذلك الداء يعود اليها من جديد ؟ رعشه لا تتوقف .. وقلب مفرط في دقاته ...
قربها من شفتيه .. و قبلها برقه .. تكاد تناقضه ... وتقسو عليه ..
وقال بإبتسامه براقه .. صافيه : المفروض انا اللي اعتذر ... لكن الغيره ضربت عقلي و صرت ما افهم شي ..

تأملته بغربه مشاعر .. تكاد تبكي .. تكاد تصرخ .. تكاد تقفز من الفرح ...
الهذه الدرجه الغيره تبعث في المرأه فرحأ مدسوسآ هائلا..؟
اكان هذا كل الامر ؟ غيره ...
احقآ تغار علي .. احقا تقول ... ام هو مجرد قول لتنال الصعب بكلمه يسيره ..
اخيرآ خرجت من صمتها .. ويدها وجدت مكانآ في حضنه .. برعشه عينيها التي تجاوزت غربه معه ..
: ما صار إلا الخير ...

اي مشاعر جًم يستطيع تفسيرها ؟
صقيع و سخونه تناقض لمساتهما ؟ اختلاف كبيرفي كل شيء
ليست اول مرة يملسها .. لكنها الاولى في احساسه المتنامي داخله ...
قد غرقوا في اعين بعض لامحاله .. واستعصى على النطق ان يبوح بكلمه ..

سحبها ناحيته حتى اصبحت مقابله له و بالقرب الشديد منه.. لاتستطيع ان ترخي نظراتها فتقع عليه ..
اكان يبتسم ام يضحك ؟ اكانت تلك العينين تلمع ام انها لمحه النعاس .. قد داعبت صفاءها ...
اكان تصور ام مداعبه ..ام مجرد حلم مصنوع بمهاره ..
اقترفت خطأ في الاقتراب.. ليست القادره على العوده الى الخلف او المضي .. و الاستمرار بتلك الروح الصلبه
التي انهارت عند لمساته .. كل شيء غادرها فجأه .. لاقوه ولا جلاده و لا ظاهر صلب بلمسات انثويه براقه ..
قال بصوت دافئ يخرج من حميم ساخن ...وكأنه يهمس بحذر مخافه الجماد ان يسمعه ..
: ابسألك سؤال واحد ... انتي جيتي بإرداتك او مجبوره علي ؟

بعد كل هذا تقول مجبوره ؟
شعرت بأن الفضاء الجميل الذي كانت تسبح فيه .. قد تحول لظلام لانور فيه
سقوط مبرح مؤلم على الارض .. بصدى واقع ..

نظرت الى عمق عينيه لتعرف سر السؤال .. لم تشعر بالحزن او الصدمه لسؤاله ..
شعرت بتلك الفرصه السريعه المنتظره ... سؤال في وقت غريب.. اهو سر حيرته و ضياعه ؟
قالت بهدوء : ليش انت شاك في قراري ؟
حرك شعره باليد المحرره الاخرى .. مع توثيقه يدها بإحكام ..
: لا.. لكن حاجه في نفس يعقوب ..
قالت ببرود محكم : قلت لك من قبل مافي احد يقدر يجبرني على قرار انا ماابيه .. حتى لو كنت انت ..
سؤالك يخليني استغرب .. كانت الشكوك تدور في راسك رغم انك وعدتني بالثقه ..
سحبت يدها و كملت بحزم : انا وافقت افتح صفحه جديده معك بعيد عن كل شيء ..

رد بلهفه وهو يبحث عن يدها الاخرى و يطبق عليها ..
: الثقه مالها علاقه في الموضوع ..
ارتعشت شفتيها بحزن وقالت بدفاع : كيف ماتكون لها علاقه ؟ وانت تسألني سؤال محير ؟
كنت عارفه ان فيك شيء متغير .. كنت قاسي .. و جاف معي .. كذا بدون سبب ..

غطت وجهها بيدها .. واجهشت بالبكاء بدون سابق انذار حتى نفسها خانتها ..
اتخذته وسيله لارهاق قلبه ... فدموعها تبسط لديها اهوال كل رجل .. فهي قيمه كالالماس ..
و مؤثره و شديده البأس .. حيلة قديمه فعاله فريده من نوعها .. تبسط كل شيء امامها ..
وتعقدها في نفس رجل هو بالذات مليئ بالعقد ..

جذبها ناحيته .. لتستقر في حضنه ... يحاول ردع تلك الثغره التي اتسعت ..
يلوم نفسه على مايفعله او يقوله و يضعه في الخطآ بدون استباحه منها ..
قال بتوتر : اقسم بالله ماكان قصدي ياليلى... خفت تكونين ماتبيني .. او مجبوره علي من اخوك او جدك ..
حسيت انك بعيده عني .. ما تبين قربي .. شيء خلاني اعتقد انك تكرهيني ..

زادت تلك الكلمات وتيره نحيبها .. و قد احاطها بذراعيه مواسي ..مغلفآ اياها بأسف عميق من جوفه ..
لاتعبره الكلمات او يجيد صياغته بالافعال ...

احمق لو كان يظن ذلك ؟ اكرهه .. اكرهه
اي خطأ ارتكتبه في حق نفسي باللحاق به ..
لقد اوقعني في شراكه من اول نقطه .. فلن تحسب الا ضدي ..
لو يعلم فقط كيف يستطيع يكره المرء نفسه .. كيف يكره روحه ..

ارخى قبضته المحكمه حولها ... واجلسها بجانبه .. وقد اغتضن وجهها بإنفعال المشاعر المتداركه ..
كان يتأمل وجهها بملامح بائسه .. ممتلئه بالاسف و الحنين .. ممتعض من نفسه .. وساخر منها ..
مسحت عينيها من دموع قد علقت في اجفانها ...
تغيرت نبره صوتها من اثر البكاء ..: لو كنت تظن كل هذا فإنت غلطان ... انا جيت معك بإرادتي ورغبه مني .
ابتسم للمحه الخجل التي اعترتها والتي يعشقها فيها .. مسح على خدها برقه وقال بيأس..
: حقك علي .. انا اسف .. اناانسان معقد .. مااقدر اتغير بسهوله .. ايش اسوي بنفسي ؟
وضحك برقه تتخللها خيبه وحزن ...
رفعت نظرها له برهافه احساس ... وهمست ..
: مطلق ..

كادت ان تعترف اني احببت اكثر رجل مليئ بالعيوب .. وقبلت به ..
رجل مليئ بالعقد و المتلازمات .. فرضيت به ..
رجل احببته بكل مافيه .. فقنعت به ..
رجل في صراع معه على دوام الحال .. فامتزجت معه ..
رجل احط راحلتي عنده ..وابيت الرحيل إلا إليه ....

تأملها بعينين معجبه .. ولم يشأ الاقتراب اكثر ..
فقال مقدرا لمشاعرها الجارفه في لحظه صراع ..
: لو تبين تكملي سهرتك مع البنات روحي .. تراني تعبان .. وواصل حدي من النوم ؟
ابتسمت لعرفان لتقديره لها ولرغبتها ... فوقفت وقالت .. بهدوء : تصبح على خير ..
مازال يتابعها بنظره حتى اختفت من امامه ...
تنهد براحه ..راحه وجدها في واحه من الطمأنينه وراحه البال ..
كل الشكوك تبخرت من عقله .. الصراحه داء لكل دواء ..
لو لم يفتح نقاشآ معها.. لكان الان يفتح رأسه من كثرة الضغط ..
رمى بجسده متهالك على السرير .. يدفن رغبه قد اجتاحته بأن يضمها بين ذراعيه ويشم اريج الزهر من شعرها
وينام ظانآ بنفسه انه في حديقه ربيع لا ينتهي ..
دفن الحنين بعيدآ .. حنين الى شرنقه حسناء في ابهى حله ..

لن استطيع ان اخلص نفسي فهي آسره في هيام امراه ممغنطه كل مشاعري ناحيتها ..
ابتسم براحه .. واغمض عينيه .. على صوره جميله لليلاه .. افتقد التجول في مفاتنها الحسان
و جمالها الباطن .. و شفافيه قعر قلبها وعيناها ..
بت مأسورا في دنيا اعيشها فقط في بياض عينيها وسوادها...



****************************



الساعه الواحده والنصف بعد منتصف الليل ... مازالت الهموم تتآكل معها و تضطجع النوم قريره العين
وهي التي لم تهنى بشيء منذ تلك الحادثه ... كبلوها وألجموا فمها ورحلوا فرحين بإنجازهم ..
للمره الاخيره .. تطالع رقمه و تلغيه ... الحاح بداخلها ان تطفئ نارٌ ملتهبه ..
خرجت بهدوء .. المكان الوحيد البعيد .. هو الحوش .. طبعآ حوش الغنم ..
تأملت الغنم بحسد .. بعضه نايم والبعض يحدق في الظلام لمجرد التحديق ..
دفعت نفس متوتر ... ودقت على الرقم .. انتظرت رنه .. ثنتين .. ثلاثه ..
حتى كاد اليأس يقتلها .. لكن انفتح الخط بسرعه بعدها ..
سمعت صوته الثقيل واضح انه نايم : آلو .. مين معي ؟
... حنقت عليه .نايم ومتهني وانا اللي اتقلب على جمر القهر و قله الحيله ..
همست بصوت متوتر وعيونها تراقب المكان : هذا انا نجمه ..
لاحظت ان صوته تغير .. وكأنه تنشط ..سأل بلهفه : خير يانجمه .. فيكم شيء ؟
للحظه حست بالندم على خطوتها ... لكن تابعت بتوتر ..
: لا مافينا الا الخير ...
سمعته يهمهم بقول لم تسمعه لكنه رجع صوته اكثر وضوح ..
: طيب ليش داقه هالوقت .. ومن وين جبتي الرقم ؟
تنهدت بملل وقالت بنرفزه : بفتح معي تحقيق... جبته وخلاص ..
ضحك بكسل وقال : طيب .. لاتعصبين ؟ طلباتك يا مدام ... لاتكونين داقه علي علشان اقولك كم كلمه حلوه
او اسولف معك سوالف العشاق ... تراني نعسان ومالي خلق ...
ضحكت بقهر وشدت على اسنانها بقهر من اسلوبه ..
: لا والله غلطان .. اللي يسمعك يقول قيس بن الملوح على غفله ... والا عاد الكلام اللي حافظه ..
الحين قاعده او برهان وتشرح لي واحد زايد واحد يساوي اثنين ..
ضحك مره ثانيه فارتفع ضغطها منه . ..
فقال مستانس بالجو : مادريت ان دمك خفيف ... المهم طلباتك ياحلوه ؟
تمتمت من بين اسنانها بكلمات سب ..لم يسمعها .. اوثقت الجوال على اذنها وقالت ..
: دقيت عليك ..لاني رافضه اكمل التمثيله اللي تسويها قدام الناس ...
انتظرت لحظه تسمع رده ... فقالت بصوت مضطرب ..
: هيه .. انت تسمعني ... ولارجعت تنام ..
وصلها صوته هادئ ومتحكم : طيب .. ويش تبيني اسوي ؟
زفرت بقهر وقالت بعصبيه : كيف ايش تسوي ؟ ابيك تطلقني ؟ كيف تتزوج واحده ماتبيك ؟ واحده ماتواطنك
واحده تكرهك يا اخي تكرهك ؟

لهثت انفاسها .. بألم ما تتخيل المراره التي تتجرعها عند كل كلمه ..
صح بتحزن امها واخوانها ... بيزعلوا على حالها مده من الوقت
ويمكن ينسون او لا ... لكن اللي تعرفه انها ماتقدر تصبر على شيء ماتطيقه
تصبر على ذل ماترضاه ... تصبر على جميل ما كانت تتمناه حتى ولو فيه مصلحه نفسها ..

قال ببرود : طيب .. مو كل اثنين يحبون بعض ...
طال الصمت .. تجد فكره وكلمه مناسبه .. كانت تحدق في اعين معزه .. وكأنها تريد الحل منها
فجأه قطعت صمتها بثغاء منها ... وكأنها تخبرها بالكلمه المناسبه لتقطع كل شيء ..
اشتدت اعصابها وقالت بحده : صراحه ماعندك كرامه ... انا اقولك ماابيك وانت تقولي مو كل اثنين يحبون بعض .


سمعت انفاسه الطويله .. وكأنه يحاول كبحها ...
قال يقطع حده الصمت وحده الكلمات ..: الصباح رباح .. بكره نتفاهم .. وقفل الجوال في وجهها ..

هدأت ملامحها .. وهي تجلس في مكان مظلم ...
تتجاهل وخزات الندم و نوبات الضمير ... كتمت نداء بداخلها بأنك تعجلت في كل شيء ..
شمخت برأسها للاعلى .. وكأنها تثبت لما حولها انها قويه ولايهمها احد ..
ورجعت وارخت نظرها .. للارض .. بحزن وألم .. و وحده .. وكأنها تقنع نفسها بانه لاداعي للمكابره بمفردك .
التقطت اذنها صوت قريب .. وولاحظت فيه حركه ... حتى بعض الغنم تحركت اذنيها بترقب
وبعضها قام من مكانه .. متوجس بحذر ..
وقفت بخوف متراجعه لداخل البيت ... تجول بنظراتها ارجاء الحظيره ... تعوذت من الشيطان بصوت مسموع
تراجعت للخلف .. تحث الخطوات على الاسراع ... لكن فجأه ... اتسعت عيناها بخوف يكاد يخلع روحها من جسدها
اطبقت يدآ قويه على فمها تكتم صرخاتها .... والاخرى تسحبها ناحيه مكان معتم بعيد ... بعيد حيث لاصوت يصل
ولا عين تراهم ..غير عين الباري جل في علاه ... لكن العقول وسخافتها في تضييع المنطق ؟

امتدت يدها بعنف ... تحاول عبثآ ان تستجمع قوه قد خارت بسبب الخوف .. تحركت بعنفوان ولكن ماتحاوله
شتات و ضياع للقوه ... فالجسد الهائل خلفها يبتغي الصعب ويتلذذ به .. انفاسه تصلها كدب لاهث يبحث عن فريسه
احكام مطبق على جسدها الصغير .. لا مقارنه في قوه تستشعرها ...
طفرت الدموع من عينيها ... دموع خوف .. صدمه .. ألم .. تذكرت جوالها اخر اسم .. سعود .. فتحت الاتصال ..
لكن ابعد ما تتمنى اخذ الجوال من يدها ورماه على كومه من القذاره ... فاليستمر في الاتصال الى الابد ..
ذاقت الدم في فمها ... وانجرحت حبالها بصمت .. وهدوء ..و انتفض قلبها بدعاء للخلاص .. امل مابعده امل ..
لكن اي خلاص ... فيا روح مابعدك روح . ..بقعه سوداء في ثوب الطهاره ..
رعب مابعده رعب .. و هلع يكاد يسقط القلوب من مكانها .. ورجفه تصل لعمق الحياة .. وتسلب منها الامل ..

لا خيال يحسب بعدها ولا واقع تريد ان تعيشه بكل فرضياته لا فرح ولا حزن ولاصدمات ..
تريد ان تختفي ... الموت ما تتمناه ولا شيء غيره ... يارب خذ روحي ..لاسؤآ التوقعات .. خذ روحي ياربي ..
اطلقت صرخه مدويه مكتومه ... ويده العابثه بأمان جسدها قد تسللت خلسه على صدرها ...
فانتفضت انثى جريحه ...بريئه .. استصرخت كل كائن حي على ارض الخليقه ... استنجدت بالاحلام والكوابيس ان تطبق على احبائها واهلها .. فتسيرهم عقولهم ان تعالوا انقذوني .؟!!!
ذهب كل شيء ... كل شيء وعينيها قد وجدت طريقآ في الظلام ... ماتت الحياة عند فصول
البدايه ... طارت الطيور .. وانتهت كل الحكايه ... حكايه ان الحياة تضيع عند كلمه اسمها " اغتصاب" ...


***********************************



اخذت مكانها ف سريرها بعدما توضت وصلت ركعتين وقرت صفحتين من القرآن الكريم ...
سمعت صوت انفاسه المنتظمه .. كان نايم وهادئ .. وسط الظلام اقتربت منه ..
حتى صارت معه وجهآ لوجه ... ابتسمت له .. وهو في عالم من اللاوعي ..
لمست وجهه بطرف سبابتها برقه متأمله تفاصيله القريبه... اعطته ظهرها ...واقتربت منه حتى التصقت به ..
لتستشعر دقات قلبه و دف جسده في برد هائل ... تدثرت معه .. واغمضت عينيها بإستسلام للنوم.

آآآه ياقلبي .. كم هو صعب الالتقاء معه في نقطه بعيده المدى ؟
آآآه يالهيبي .. ياناري الدافئه ، ياحلمي البعيد ، ياسارقي ...
آآه من قربك المشتعل و ودك الغريب ..
يامن سرقت ارتواءي في قعر عينيك ... و بعثت في جنتي الجفاف .. ولم اهتم
اشعلت في جسدي حرائق لوعة واشتياق .. فعرفت معاني الصبر واليتم ...
ارغمتني على حبس روحي .. حتى تصلك رسالة انت لاغيرك ..

أحبك ..
كلمه اقولها .. اجسدها .. افهمها .. وابعثها ..
لاتصد رجاءي وترميه في الظلمات ..
لاتقطع املى وتصيبه بالعقم ..

احبك .. هل تراها في عيناي ؟
في قلبي ..
في ابتهالات نفسي ..
في ومضي ووجداني ..
في ملامح وجهي .. ورعشه اجفاني ..
في روحي و الآمي ..
في لظى جسدي القريب منك .. في حرقه دموعي ..ونبض عروقي ..

و آآآه ياحبك ...
كم هو مر ؟
كم هو غُر ؟
كم هو صعب النسيان ...




>>ابسالك ؟
لو قلت لك ان الحنان اللي بقلبك يخلي النسمه عطر ....
وان العذاب الللي بعيونك يعلم الناس الشعر...
ولو قلت لك احبك كثر هموم البشر ....
وكثر السهر ...
ولو قلت لك انك اقرب من عيوني للنظر ...
شنو يكون ردك ؟؟؟؟ >>

ابتسمت في الظلام ..و قد جاء الرد سريعآ....
يده اليسرى لا اراديا قد وجدت طريقآ لها ... كحزام طوق خصرها يحميها ..
استقرت هناك .. في مكان مابين جوانحه حيث لاتدري هي .. تذوب في دمه ..
وتشارك قلبه الرقص على دقاته ...!!!!!



وللجزء بقيه ... ألقاكم الليله في مفاجآه تنال اعجاب الجميع بإذن الله

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 02-03-11, 06:22 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 








البارت السابع والثلاثين :



هدأت ملامحها .. وهي تجلس في مكان مظلم ...
تتجاهل وخزات الندم و نوبات الضمير ... كتمت نداء بداخلها بأنها تعجلت في كل شيء ..
شمخت برأسها للاعلى .. وكأنها تثبت لما حولها انها قويه ولايهمها احد ..
ورجعت وارخت نظرها .. للارض .. بحزن وألم .. و وحده .. وكأنها تقنع نفسها بانه لاداعي للمكابره بمفردك .
التقطت اذنها صوت قريب .. وولاحظت فيه حركه ... حتى بعض الغنم تحركت اذنيها بترقب
وبعضها قام من مكانه .. متوجس بحذر ..
وقفت بخوف متراجعه لداخل البيت ... تجول بنظراتها ارجاء الحظيره ... تعوذت من الشيطان بصوت مسموع
تراجعت للخلف .. تحث الخطوات على الاسراع ... لكن فجأه ... اتسعت عيناها بخوف يكاد يخلع روحها من جسدها
اطبقت يدآ قويه على فمها تكتم صرخاتها .... والاخرى تسحبها ناحيه مكان معتم بعيد ... بعيد حيث لاصوت يصل
ولا عين تراهم ..غير عين الباري جل في علاه ... لكن العقول وسخافتها في تضييع المنطق ؟

امتدت يدها بعنف ... تحاول عبثآ ان تستجمع قوه قد خارت بسبب الخوف .. تحركت بعنفوان ولكن ماتحاوله
شتات و ضياع للقوه ... فالجسد الهائل خلفها يبتغي الصعب ويتلذذ به .. انفاسه تصلها كدب لاهث يبحث عن فريسه
احكام مطبق على جسدها الصغير .. لا مقارنه في قوه تستشعرها ...
طفرت الدموع من عينيها ... دموع خوف .. صدمه .. ألم .. تذكرت جوالها اخر اسم .. سعود .. فتحت الاتصال ..
لكن ابعد ما تتمنى اخذ الجوال من يدها ورماه على كومه من القذاره ... فاليستمر في الاتصال الى الابد ..
ذاقت الدم في فمها ... وانجرحت حبالها بصمت .. وهدوء ..و انتفض قلبها بدعاء للخلاص .. امل مابعده امل ..
لكن اي خلاص ... فيا روح مابعدك روح . ..بقعه سوداء في ثوب الطهاره ..
رعب مابعده رعب .. و هلع يكاد يسقط القلوب من مكانها .. ورجفه تصل لعمق الحياة .. وتسلب منها الامل ..

لا خيال يحسب بعدها ولا واقع تريد ان تعيشه بكل فرضياته لا فرح ولا حزن ولاصدمات ..
تريد ان تختفي ... الموت ما تتمناه ولا شيء غيره ... يارب خذ روحي ..لاسؤآ التوقعات .. خذ روحي ياربي ..
اطلقت صرخه مدويه مكتومه ... ويده العابثه بأمان جسدها قد تسللت خلسه على صدرها ...
فانتفضت انثى جريحه ...بريئه .. استصرخت كل كائن حي على ارض الخليقه ... استنجدت بالاحلام والكوابيس ان

تطبق على احبائها واهلها .. فتسيرهم عقولهم ان تعالوا انقذوني .؟!!!
ذهب كل شيء ... كل شيء وعينيها قد وجدت طريقآ في الظلام ... ماتت الحياة عند فصول
البدايه ... طارت الطيور .. وانتهت كل الحكايه ... حكايه ان الحياة تضيع عند كلمه اسمها " اغتصاب" ...




الاحداث تتوالى في ليله مرعبه ... أغلقت عينيها بإستسلام مخيف... حتى وصلت لاسماعها صوته المألوف ..
غير مسيطر على انفعالاته ترددات خوف و توتر ...
: هذي صوره من الصور اللي صعب على عقلك الغبي تخيلها لو تركتك مكانك ذاك اليوم ...
ارتدت روحها بنشاط غريب .. ادركت بوعي يترنح .. صوته ..صوته ... ارتخت يده تلقائيآ .. لكنه همس
بخوف في اذنها حتى لا تكون رده فعلها غير متوقعه وفاضحه طبعآ ..
: هذا انا سعود ..

اهذاك تصلب في رقبتها ام شعور بالالم خدرها و جعلها كالمشلوله ... فك اللثمه حول وجهه .. وهي تدور ببطء شديد
لتشاهد ذلك المقطع المسرحي الساخر .. لممثل ابدع ولن تصفق لابداعه ابدا ..
نطقت عيناها بالالم والخديعه ... لم تتصور كيف كان الفرج في خرم ابره صغير .. وهي التي تحشر نفسها فيه
للهروب ... شحبت ألوان وجهها بشحوب موتى في قبورهم ... اكانت قبل قليل تتخيل نفسها في قبرها ..
قبر الموت وفي قلبها نبض الحياة ..
همست والارتعاشات تهزها كاملآ : ليش ؟

اي قرار اتخذه على نفسه و ادرك انه في قعر الخطيئه والذنب لكن لم يدركه الا مؤخرا...
جعلته يختصر المسافات في شرح درس مطول لا تفهمه .. بل عصت ان تفهمه بسهوله وبالطرق الوديه .. فوضح لها بطريقه تكاد تكون اكبر خطأ فعله في حياته ..راقب خوفها المطل من عينيها ...ضمت نفسها امام عينيه .. فرفع بصره نحو فمها الذي بصم عليها بإحمرار جاف من ضغطه الشديد عليه ... لكن مايفعل هي من احرقت اعصابه وحولته الى كتله متفجره في وجهها ..

بإختصار مجروح قالها : لان ماعندي كرامه ...
بحلقت فيه بدون وعي منها .. تجمعت دموع الغضب والخوف والالم وقهر في عينيها .. وهي ترى سعود بملامحه
الهادئه قد تحول لشخص اخر .. قاسٍ و حاد النظرات ..
اكمل بإنفعال : بدال ماتحمدين ربك على نعمه الستر .. والعفاف .. تتنكرين لها ..
تعتقدين اني كنت راضي في البدايه على العكس حاولت .. لكن مافيه فايده ..

ردت بصوت خائف مرتجف : لكن مو بهذي الطريقه ..؟!!
هدأت ملامحه وهو يجبيها : ماكان في غيرها لاصور لك ايش ممكن كان يصير لك ؟
انا رجل حملت بين يديني بنت ماتكون لي لا من قريب ولابعيد .. اللهم انها بنت جارتنا ... كشفت وجهها .. و حملتها بين يديني .. قولي بالله عليك اي رجال ثاني بيمر ويشوف بنت قدامه .. ايش بيسوي .. عندك اكثر من احتمال .. ؟!!

قبض على يده وهو يقرب منها خطوه : واي رجال ثاني في موقف جدي .. ويش بيكون رده فعله ؟
تقدرين تتخيلين ولا عقلك مقفل ماتفهمين شيء .. تعتبرين نفسك مذلوله و مجروحه .. وانا بدون احساس .. حتى انا ماابغى واحده ماتبيني ولا انا ابيها من الاساس ... لكن بعض الامور قدريه ..
لحكمه من الله .. لاانا ولا انتي نقدر نسوي فيها شيء..



تنهد بتعب .. وبقهر اهلكته هذه الفتاه .. جعلته يخرج من قاع الصمت ..ويصرخ فيه بحده ..ليست من طباعه
لكن تعهد على نفسها قطعه بأن يركب لها عقلا فعالا جديدا ..لفتاه اصبحت من املاكه .. رغم امتعاظه..من تصرفها

ارخت نظرها بتعب .. تلك الدقائق سلبت منها قوه و جعلت جسدها خامل متألم ... تمنع التفكير في الصحيح

والمفروض وماذا يجب ان يقال ؟
هو واقع صريح ... وهي لاتحتمل الواقع الذي يجبرها على شيء ...
هو كلام سليم و منطق صحيح لكنها لاتطيق سبل السلامه على سبيل راحه بالها ..

جلست القرفصاء واجهشت بالبكاء .. كـ طفله صغيره ضربها احد المتنمرين في طريقها الى البيت ..
او اخذت منها قطعه حلوى عنوة ...
ابتسم بسخافه موقف في ليل سرمدي وفي حظيره غنم .. وهي معه تبكي طبعآ ..
اقترب منها .. وجلس مثلها .. امتدت يده ليواسي لكنها نفضته بقسوه .. ونحيبها يزيد ..
فجلس هادئآ بقربها ... حتى رفعت عينيها الملتهبه بالدموع .. وقالت بصدق لاتطيق اخفائه ....
: بغيت اموت من الخوف ... تمنيت الموت لحظتها ولا احد يلمسني غيرك؟
وبكت بإنفعال اكثر ... وهي تخبأ وجهها بين يديها ...
همس بندم رغم انه ليس ندمآ مطلقآ لمجازفته .. لكنه ندم بأن ذلك الشعور لايتمناه لا لها ولا لغيرها من بنات المسلمين
: انا آسف ... ماقدرت اوصلك الا في هذي الحاله ..
مسحت دمعه ساخنه منتحبه وسألت بصوت مرتعش ..
: كيف دريت اني هنا ؟
ابتسم و انتقلت عيناه .. لبعض الاغنام المحدقه ..وقال .
: سمعت صوتها ..وعرفت انك هنا .. وتأكدت بالفعل لما شفتك جالسه ..
هدأت ملامحها المنفعله .. مسحت وجهها بخشونه .. تخفي ذعرها ..
وقف وقال بصوت منخفض جدي: ادخلي البيت.. لايفتقدونك ..

كادت ان تنسى نفسها معه .. يالصعوبه الموقف .. الان اليست تفهم !!!
تخاف ان يراها احد مع زوجها في بيتها في وقت متأخر .. ولم تخف ان تلتقطها يد حقيره في ذلك اليوم
وهي في حاله يرثى لها .

كادت ان تهم بالدخول بعدما القت عليه نظره سريعه .. لكن الباب قد فتح .. تجمدت مكانها
لو ان اخوها او امها شافوهم مع بعض .. سحبها بسرعه .. ناحيه الظلمه في مكان اكثر سترا لهما ..
ملتصقين ببعض لدرجه الاحراج ... هي خائفه حتى الموت .. وهو كذلك .. لافرق بينهما ..
حشرها في الزاويه اكثر .. والخطوات تقترب .. اشار لها بعينيه ويده تعود مجددا لفمها ليكتم شهقاتها المذعوره
حتى لحظه الحسم .. كادوا ان يقعون في بئر من الذنوب ...

تجمدت اطرافها .. ورجعت تلهث بالدعاء بصمت و صدق .. خلاص ترجوه ؟ يالخوفها المتعاظم كل دقيقه
سعود من قبل والان يبدو انه اخوها .. و الان سعود من جديد .. ملتصق بها لحد الخطوره .. مازالت ترتعش بذعر
ولكن هذه المره من تلك المشاعر التي اجتاحتها ... مشاعر تدغدغ قلبها في غير وقتها ..
دارت عينيها تتبع الخطوات العائده .. ابتسم بخوف بالقرب منها .. متناسي تلك الوضعيه بينهما ..
سحب يده عن شفتيها الساخنه .. و تجمد مكانه .. رغبه يريد ان يشعر بها ..
ان يفهمها وهو قريب منها بغير شروط تعلقت نظراتهم في الظلام ...
همست بذعر مبتسمه و رجفه تجتاحها من جديد : الحمدلله .. مرت بسلام ..

لا ..لا ..لم تمر بسلام ... الان اشد وقعآ من قبل .. انفاسهما تتخاطب بلغه مبهمه والاعين تشدها خيوط الظلام لتلتقي
في بؤره النور ... ولغه الاجساد مفهوم بيولوجي منطقي صعب تفسيره .. والاثنان غائبان بعيدآ ..
ارتعش صوته وهو يدنو منها ويسألها بتوتر ..
:والحين تبين الطلاق يا نجمه ؟

كانت تريد ان تتصور ان مايدور بينهما هو نوع من القتال .. هذا ماتريد ان تقنع نفسها فيه ؟
لا وجود للمحظور بينهما صحيح .. هو شيء لايتعدى المعركه بالاعين .. لاتريد ان تخفض النظر ولاهو ..
رغم انهما بالكاد يريان بعضهما البعض .. ارتفع صدرها بأنفاس قد عذبتها طويلآ ...
فأومت بحذر بنعم .. تتحداه في كل وقت وفي كل صوره وفي كل مكان ..

ضحك بخفه لتبتسم تلقائيا له ويالغرابتهما ,,
أليس التسلق من قعر المخاوف صعب ؟
ألم يعيشوا مشاعر تغنى عن الف ابتسامه ؟ وويفكرون في اعاده النظر في تلك اللحظات ..؟
اصبح على شفير الانهيار وهو يقرب من وجهها .. ....
يالغبائه .. الا يعرف ان يقبلها بسهوله ويشفي فضول الرجل بداخله ؟
قال بخفوت اكثر : طلاق مافيه يانجمه ... واعلى مافي خيلك اركبيه ..

لحظه صمت .. لايريد ان يجرح اي شيء ..حتى شفتيها المرتعشه.. يكفي حتى الان .. وحتى مايريد ان يفعله معها
قبله سلسه تعسرت عليه .. وتلك الفارغه الرؤؤس قد انجذب نظرها اليهم .. و اعادته الى صوابه بثغائها الممل .
ابتعد عنها مجبرآ ...
وقال بجديه: .. ادخلي بسرعه .. اول ما توصلين .. دقي علي اوارسلي رساله بسرعه ..

لم تكد تطلق لخطواتها السبيل حتى سارت مبتعده .. اخذت جوالها ودخلت على رؤؤس اصابعها بحذر وخوف ..
وهو بمثلما دخل .. عاد مجددا كمراهق عبثي طائش .. متسلق للجدار .. ومتلثم كالاشرار ..
ابتسم لمغامره شيقه ممتعه بكل مافيها.. حتى الخوف ....
هل يفهم احد .. انا ابن الثلاثين .. مدرس نفضت عن ثوبي غبار الشقاوه والعبث وارتديت حلل الرزانه والوقار
وتحكمت بعواطفي وعزلتهاعن منطق العقل ... هل بصدق مايحدث لي ؟

لقد قلبت موازيني و اطلقت لعقلي العنان بدون حدود ... فتاة صاخبة .. مجنونه عنيده مزعجه ومرهقه وتالفه

للاعصاب لكن بعيد عن كل شيء .. هناك شيء ما فيه يجعله يأنس بالحاله التي وصل اليها ... !!!!




*************************



يوم مشرق جديد .. أطل بروح جديده و نسمات خير و نفحات من الايمان .. واطلالات تفاؤل للاستبشار ..
وكالعاده روتين لا يتغير له إلا بالشديد القوي ... ركز على تعديل شماغه بطريقه حرفيه ..
و قلبه يتقافز فرحآ وسرورآ ... لحلم عاشه واستكان به .. لقد استيقظ وهي بين يديه ..
نال ماكان يتمناه وهو يلقي الجسد المنهك ويغمض عينيه ... ليفتحهما بحركتها الهادئه ..في حضنه .

خرجت من الحمام .. ووجهها شاحب.. لاحظ اصفرار ملامحها .. ترقبها وهي تمسح وجهها بمنشفه
وتصحبها معها الى فراشها ..
سألها : وشفيك .. تعبانه ؟
اقترب خطوة منها ينتظر جوابها ... قالت بضعف رغم ابتسامتها المتوهجه ..
: معدتي مضطربه .. البارحه اكلت ايسكريم .. شكله اثر علي ؟
قال بجديه : طيب .. جهزي نفسك بوديك المستشفى ؟
بهلع ردت عليه : لا مايحتاج .. الحين بشرب حليب دافي واتعافى بإذن الله ..
جلس على طرف السرير و رفع خصله من شعرها بدون تردد كالعاده ..
: اذا حسيت نفسك تعبانه دقي علي ؟
ابتسمت له بإمتنان لعطفه المطل من فضاء عينيه ...
: مافيني الا كل عافيه .. .. المهم انت بتتأخر الليله ؟ ..
تألقت عيناه بلمعه بريئه ... امتدت يده لكبكه الذهبي ..فتشاغل في وضعها وهي تراقبه بصمت ..
: بشوف .. .. الشغل علي متراكم .. و ممكن ما ارجع بدري ..
نهضت تقف بالقرب منه تاركه ذلك المرض يتنحى جانبا عنها ...
امتدت يدها وقاطعت عمله .. تفعل هي ماودت ان تفعله من قبل ..اخذت الكبك من يده بيدها المرتعشه ..
ابتسم بإعجاب وقلبه يؤلمه لعدم التعبير عن اعجابه بصراحه مريحه ..
كان محدق فيها وهي مخفضه البصر تركز في عملها معه ... يعرف انها لن تنظر له ولو تمنى وحتى ولو طلب
فالخجل قد قرع طبوله ابتداء من اذنيها ...

تنفس بهدوء و هو يرفع خصله طويله قد ظللت وجهها المنحني ... وبخ نفسه الحائره ..
اخبرها كم انت مشتاق لها ... اخبرها كم هي مهمه في حياتك ؟
انطق .. زحزح الصخره الجاثمه على قلبك .. لاتخف فجدران اربع تطبق عليك وتحميك ..
قولها كعباره عاديه .. كأمر القيه عابرآ او مسافرا .. شيء ارميه ولاتهتم اين يقع ؟
ضمت يديها من الخلف وقالت بإبتسامه هادئه ..
: كان ودي ازور امي اليوم .. اذا ماكان عندك مانع ؟
تدارك نفسه العابثه وقال متجاوبآ : ممكن مااقدر .. كلميني بعد العصر وبشوف ساعتها ؟
لحقته بإلحاح : اقدر اروح مع السواق .. خديجه معي طبعآ ...
طلع من الجناح وهي تلحقه بخطوات سريعه تجاريه فيها ..
رد بجديه : لا .. قلت لك من قبل يا انا اخذك يا مافيه ...
كشرت في وجهه كالاطفال وقالت بتذمر : مطلق .. عادي اشوف البنات يطلعون مع السواق طول الوقت
وقف قدام الصاله الجالسه فيها والدته وقال بصوته الرخيم .. متجاهل الحاح ليلى ..
: يمه .. انا طالع توصين على شيء..
الام بنظره عميقه : تسلم يايمه .. نبي سلامتك .. لاتطول علينا ..
مطلق بنظره لليلى ويرد لامه : ان شاء الله .. دعواتك ياالغاليه ..
تركها تلهث له بالدعاء ... وهو مبتسم و ليلى مازالت تتبعه ..
ليلى برجاء : مطلق .. لا تتجاهلني .. تراني تعبت منك ..
ناظرها بجديه ممزوجه بإنتقاد واضح ساخر ..
: تعبتي مني يامدام ... ليش ؟ انا قلت لك ألحقيني ..
اقتربت منه وقالت : انت مشغول اكيد وما بتفضى لي .. خليني اروح مع السواق .. و اريح راسك من همي ..
مسك ذقنها بأصبعيه وقال بإبتسامه مسيطره ..
: ومن قال انك هم ... وان كنت هم .. فهو احلى هم في حياتي ..

تقافزت مشاعر بداخله .. اخيرا نطق .. اخيرا نطق ..
يافرجه الامل كم هذا مريح ..
عضت شفاتها السفلى .. بحرج لكلامه .. تشعر به ... تشعر بشي يأتيها منه ..قوة مشاعر وعاطفه حاميه
وانجذاب صاعق .. لايتفوه ولا يتكلم لكن تستشعره ... تحس به من بين خلجاته وفواصل كلماته
في عمق عينيه رجل اخر .. في لمساته بطل اخر .. حلم اخر ...
دنا منها ..متجاهل وضح النهار ..شمس خجوله .. ونسمات رقيقه .. و العالم الاخر المطل بأعين تسرق لحظات
ليست لهم ..
متجاهل المجتمع الذي يطبق على اثنين بجدران اربع بحريه محدوده .. .. هو مطلق الحازم المنطقي .. الجاد
افترت شفتيها عن ابتسامه وهي تنظر له بالكاد .. بسبب اشعه دافئه قد وقعت على عينيها ..
فسبق الزمن وسبق عقلها للادراك ... ليلثم طرف شفتيها مخطئا التصويب بسرعه خاطفه ... وسط دهشتها ..
ابتسم لشهقتها المكتومه وحركتها المتوتره وهي تبحث عن دخيل متطفل اكتشف سرآ ... وهما يخفيانه امام العلن ..
قال مودعا بإبتسامه جريئه تراقصت على شفتيه ..
: كلميني بعد العصر .. اذا مافضيت بقول السواق يوديك ؟ اوكي ..

لوح بيده مودع .. وتركها غارقه في مشاعرها .. غارقه .. غارقه .. تنشد طاقه ..صبرا .. واملا كبيرا يغطيهما
تناشد الصبر لجر قدميها والارتماء على سريره حيث تدفن نفسهاا في وثيره الشوق و لحاف الامل
تعبق به رائحه الرجوله ..
تنهدت كعاشقه اهلكها العشق .. عطر شذي الرائحه ينسكب على الجراح .. جميل ومؤلم ...
تفاجآت بتواجد اريام قدامها ... ووجهها احمر توجه نظرات خجوله لليلى ... فوقعت صخره على رأسها
وغطست في الاحراج .. رأتهما .. مقطع كان لابد من شطبه او تشفيره في غرفه النوم على الاقل ..
ارخت نظرها و سارت متخاجله من جرأه رجل وضعها بين قوسين " انت لي "


*********************************



للمره الثانيه .. تضع السكر في الشاي دون اهتمام بالمكيال المحدد له ..
لم تغمض لها عين ليله البارحه ... تضاربت افكارها و وتخالطت مشاعرها ..
اعتصرت كل شيء حتى حلمها و اوهامها ...وغابت ..
لم تستغرب نفسها .. سجدت سجده شكر على النعمه التي هي فيها .. وممكن ماقدرتها الا في لحظات
رعب عاشتها ؟
تنهدت بتعب ... لكنها ابتسمت بعدها .. فتحت جوالها على الرساله ..
" سامحيني قبل تنامين .. ماندري بكره ينكتب لنا عمر .. "
تركته ..بدون رد .. حتى اتبعها برساله مهدده .. " بتسامحيني ولا انط لك مره ثانيه "
سلمت بالامر و ارسلت له رساله محذره " اذا فيك خير نط .. بتلقى قدامك عبدالله "
رد عليها " اذا كنتي قدها قولي له "
ابتسمت بعفويه وردت للراحه و السلام اخيرا " اخمد ..يمدحون النوم بدري يا استاذ "

وبعدها توقفت الرسايل ..
صرخ عبدالله فيها وهو مكشر : نجمه لابارك الله فيك ويش هالسكر في الشاي ..
نجمه بخوف وهي تذوق : وشفيه ؟ اول ما ذاقته تجعد وجهها ... لكنها ضحكت ...
ام نجمه بتوبيخ : اعنبوا شيطانك من بنت ... لو كان عندي زواره ولا جاتنا مقهويه الحين.. وذاقت الشاي
والله لتموت في مكانها ..
كانت مازالت تضحك ... تضحك ... وفي فلسفتها الضحك نوع من الصمود .
لكن بعض الاحيان الضحك تعبير لمدى حزن قد اعتلى قلب الانسان و يعبر عنها بالضحك ..
رجع عبدالله يبوخها : وشفيك انتي ناويه تذبحيني .. هذا عسل مو شاي الله يهديك ...
وقفت نجمه وشالت الصينيه والابتسامه على وجهها : السموحه والله ماانتبهت ... بسوي واحد ثاني .
ام نجمه : اكيد ما تنتبهين ... وانتي طول الليل سهرانه على الجوال اللي معك ...
نجمه بإحتجاج : ايش اسوي ماكان عندي غيره اتسلى فيه طول الليل ..
عبدالله وكأنه تذكر شيء : ايه صح .. البارحه ماسمعتم صوت ؟
جاتها رجفه غير طبيعيه .. فتركت الصينيه وجلست بخوف .. وقالت بإستفهام ..
: صوت .. انا طول البارحه سهرانه ماسمعت شيء ...
عبدالله بشك : والله ما ادري ..صحيت ابغى الحمام الله يكرمكم .. فسمعت صوت في الحوش
ام نجمه ببساطه : لايروح فكرك بعيد .. هذا الغنم ..
نجمه بضحكه مزيفه : ايه والله عند امي غنم فريد من نوعه .. تخيل في ليله صحيت و لقيت بعضها في المطبخ
يااخي مجرد مانفتح الباب لها او ننساه إلا عينك ماتشوفها الا هاجمه على البيت ..
عبدالله بإبتسامه وكأن الشكوك بدأت تذهب ..
نجمه وهي توقف من جديد وتأخذ الصينيه معها ... تنهدت براحه و قلبها يدق بقوه ..من الخوف ..
مرت عليها كل اللحظات المخيفه في لحظه .. وحمدت ربها انها خرجت منها بسلام .
سمعت دق على الباب .. كشرت وجهها ..وهمست لنفسها ..
: يووووه .. يالله صباح خير .. من الغثيث اللي جانا الحين ..
سمعت عبدالله يرحب بطريقه مضحكه ..
: ياهلا والله ... حياك ياعمه .. ادخلي ..
الجده ضبيه : هلا فيك ياسويد >> " لقب او بالاحرى ذمة للشخص الشديد الاسمرار "
قالتها الجده بطريقه وديه محببه .. لم تغضب عبدالله ..
عبدالله قبل رأسها بإحترام وتجنب النظر للخلف .. معها واحده من شكلها الخارجي عرفها على طول
وتقصد الوقوف طويلا دون الاهتمام بها ..
عبدالله : كيف حالك ؟ عساك طيبه ؟ وكيف العم ابو محمد ..
الجده : كلنا بخير .. وانت ياولدي كيفك ؟ ويش هالشغل اللي معك .. يخليك تبطي عن اهلك حتى ملكه اختك
ماتحضرها ..
عبدالله : والله ذبحونا بالشغل .. ادعي لي ياعمه ان الله يريحني ..
قربت نجمه بإبتسامه تهلي وترحب بطريقه محترفه ...
وقالت : لا تصدقينه .. تراه كان معاقب ..
عبدالله بنظره جاده محذره .. لها ..
ام نجمه وهي تقرب و تحزم ثوبها على راسها بإحكام ..
: انا امك يا صالح .. تهرجون عند الباب وتاركين عمتي واقفه .. اعنبوا شركم من عيال ..
حياك ياعمه .. المجلس دونك ..
ضحك عبدالله وقال : هذي نجمه .. ماتعرف الواجب ..
نجمه وهي تراقب البنت الواقفه بملل خلف الجده و بعدها ماعتبت الباب ..
نجمه : سلوى يابعد قلبي .. سامحيني والله ماانتبهت لك ..
همست بصوت منخفض ناقم : ماانتبهت .. والله عاد من صغري ماتشوفيني ...
عبدالله رجع يقول بصوت متهكم ساخر : نجمه تحتاجين افتح لك الباب الثاني ..

عرفت قصده نجمه فوجهت له نظره تحذيريه مثله .. وحتى سلوى فهمت عليه ..
قصده انها متينه وقاعد يتمسخر عليها ...يعني مابتدخل الا بفتح الجهتين كلها ..
ارتسمت عليه ابتسامه وهو يتركهم ..

سلوى بقهر : اخوك شكله مابيعقل الا بحجر على راسه .. اعنبوا طبعه صار قد الحيط
ولايحشم احد .. اقسم بالله حركته بايخه.. بالله يانجمه انا دبه لدرجه يفتح الباب بكبره ..
نجمه بإبتسامه مهدئه : ماعليك منه .. ترى حتى انا مايخليني من حالي لازم ينكد علي .. الا قولي
وينها هنوده وامك ليش ماجات معك ...
سلوى وهي تنزل عباتها وتجلس في غرفه نجمه : اليوم سافروا مع سعود ..
ناظرها بإستغراب : سافروا ؟ غريبه ..
سلوى بإبتسامه : وشو اللي غريبه ؟ نسيت ان هند عندها جامعه ؟ بتروح تسكن مع عمي .
جلست نجمه وحست بالضيق ماتدري ليش ؟
يمكن لانه سعود ماقال لها انه مسافر .. طيب حتى لو درت انه بيسافر .. كانت ماقالت له شيء
ليش هي متحامله عليه ؟
سكتت سلوى وقالت بتعب : نجومه .. ودي استشيرك في موضوع خاص ؟
نجمه : موضوع خاص .. فيك انتي ..
سلوى بلمحه حزن : ايه فيني انا ..
نجمه بجديه وقفت وقالت : طيب لحظه .. بروح احط التمر والقهوه لامي و ارجع لك ..

بقيت سلوى مع نجمه لقبل اذان الظهر .. على الرغم ان جدتها رجعت قبلها ..
اخذت راحتها لان بوجود امها تنغص عليها كل جلسه و زياره مع احد ..
لبست العبايه وقالت : والله يانجمه محتاره امي الله يهديها عنيده ..
نجمه : انتي لاتستسلمين لاحد .. مثل ماقلت لك هذي حياتك انتي .. وثانيا احمدي ربك
عندك جدك واخوك .. اصلا ماادري كيف امك تفكر تحسب ان جدك بيعطي بنته لاي واحد كان .
سلوى بإبتسامه متفائله : ان شاء الله خير .. المهم انتي لاتقطعيني تراني صرت وحدانيه ,,
مثلت انها تبكي .. فحضنتها نجمه : ياحبيتي تعالي لحضني ..

ضحكوا بعدها .. وقالت سلوى بإمتعاض : شوفي لي درب .. اكيد اخوك العله واقف يبي يناكدني
نجمه : مو لهذه الدرجه والله عبدالله مافي منه .. على الاقل احسن من شيبان ماادري شايب اللي ناويه
امك تزوجه لك ..
كشرت سلوى في وجهها وقالت : ويع ... مالت عليك انت واخوك و على شيبوب معك ... اقول شوفي
لي طريق احسن لك ..
طلعوا مع بعض وماانتبهوا له... فسمعت صوت عبدالله من فوق غرفته .. وهو داخل قفص للحمام ..
وكأنه يترصد خروجها في اي لحظه ..
قال بصوت عالي : نجمه .. سمعت في الاخبار ان الدببه قاربت على الانقراض ... لكن اشوف حولك واحد
خليني ادق عليهم يلحقونه قبل يهج ..
سلوى بقهر من تحت غطوتها ماقدرت تتحمل ..طالعت نجمه بغضب ثم قالت ..
: مالت عليك يا السحليه ..اصلا لويشوفونك بيقولون انك بشري نادر .. فيك شيء من السحالي المنقرضه .
ضحك ضحكه عاليه استفزت سلوى ...
التفت لنجمه وقالت : هذا اللي بتقولين عنه مافي منه ...والله انه شيبان احسن منه بميه مرة ..
تركت المكان بعدما غصت بالدموع ..
نجمه بقهر لاخوها : صراحه انك ماتستحي على وجهك .. يااخي عيب .. الحين هي ويش سوت لك ..
عبدالله بألم من داخله لكن يمثل : كنت امزح معها ..
نجمه : اقسم باله انك بايخ .. من تكون لها تمازحها .. لو واحد قال لي اني دبه حتى ولو عن طريق المزح
لافتح راسه نصين ...
عبدالله بنرفزه من حاله : خلاص عاد .. اغلطنا ومنك السماح ياست نجمه ..
نجمه : والله اللقافه في دمك .. هي بتلقاها منك ولا من غيرك ...
وتركته ... لكن عبدالله نزل من مكانه بحركتين بطريقه رشيقه .. و لحقها ..مسك يدها وقال ..
: وانتي تعالي .. وشفيها هي .. وثانيا من هذا شيبان اللي احسن مني ؟
تخصرت نجمه بضيق وقالت بعفويه ..
: هذا واحد متقدم لها ...
تغيرت ملامحه واسود وجهه اكثر وقال بحده وبتعجل ..
: انا ولد ابوي .. بتاخذ واحد غيري وانا موجود ..
رفعت حواجبها بتعجب و عينيها تنزل و تطلع على طوله وكأنها تقول له بصوت مسموع
" سلامات يابو الشباب .. مين انت بالنسبه لها "



**********************************



دقت على جواله اكثر من مره ولكن مايرد عليه ...
تأففت وهي تقفل جوالها وتجلس ...
فقالت لها ام مطلق : روحي يايمه مع السايق .. وانا بكلمه ..
ليلى : مااقدر ياخالتي .. لانه هو قال لي بيكلمني اذا مايقدر يجي ..
ام مطلق : الله يهديكم يايمه ..
دق جرس الباب الخارجي فقالت ليلى بنرفزه غير متوقعه ..
: خديجه .. روحي شوفي مين ؟
وجلست ..مقهوره من تطنيشه لها ..
مايكفيه بروده داخل البيت بيزيدها عليها ..
يعني حتى دقيقه واحده ما قدر يكلمها فيها ويخبرها ..
هذي مشكله طيبتي معه ..
دخلت خديجه وقالت : مدام .. هذا اخوك في مجلس رجال..
وقفت ليلى بخوف وقالت : سعود ..هنا ..
مشت بسرعه : خير ان شاء الله .
ماقدرت تفكر في شيء محدد .. دخلت المجلس .. و وقفت على العتبه
تشوف في ملامحه شيء مقروء .. لكن ابتسامته محت كل شيء من شكوكها
سعود : وشفيك ؟ تصمنت مكانك ..
ابتسمت وهي تقرب منه تسلم عليه ..
: صراحه فاجأتني .. قلت فيه شيء لاسمح الله.
سعود بإطمئنان : لاتتفاجأين ..ولا شيء .. هذي رجعتي من الديره .. جبت هند وعمتي وخليتهم
عند عمي .. وجيت اسلم عليك ..
ليلى : تسلم ياخوي .. خلاص بتقعد هند مع عمي ..
سعود : مافي الا هذا الحل .. حتى انقل هنا او قريب على الاقل ..
ابتسم سعود لملامحها رغم تعبها الواضح .. وقال : كيفك انت وزوجك ؟
ليلى بهدوء رغم غضبها من مطلق : كلنا بخير ... كنت ناويه اروح ازور امي بعد العصر
لكن مطلق الله يهديه مايرد على جواله ..
سعود : خلاص .. انا بكلمه .. جهزي نفسك .. بتروحين معي ..
ليلى بتردد : لكن ماادري عن مطلق ..
سعود وهو يوقف : ماعليك خليه علي انا .. وثانيا تعالي انتي مابتروحين مع واحد غريب انا اخوك ..
ليلى بإبتسامه : على رايك .. بجيب عباتي ..
دخلت البيت وخبرت ام مطلق .. اخذت جوالها .. وارسلت له رساله ..بأنها راحت مع اخوها ..



******************************


رمى الورق ..على الطاوله الكبيره بعدما انصرف الموظفين في الاجتماع الطارئ الثاني
وانتبه للوقت .. قارب اذان المغرب ..
دخل ناصر بوجه بشوش : السلام عليكم ورحمه الله ..
طالعه وابتسم ورد السلام بحماس .. واول ماصافحه شد ناصر عليه لدرجه الضغط
ناصر : قلت امرك واسلم عليك .. مادامك ماتسأل ولا تتصل ؟
مطلق بإبتسامه : و الله كنت في بالي .. قلت امرك على اذان العشاء .. والله مشغول
توي خلصت الاجتماع . .
ناصر : ماعليه .. مارديت علي ياشيخ ؟
ضحك مطلق وهو يأخذ مكانه ويفتح الدرج ويطلع جواله ..
: تقول مريت تبي تسلم وتسأل ؟ الله يرحمها ...
جلس ناصر قباله وقال : يااخي ويش اسوي .. تركتني معلقآ مابين السماء والارض ..
رفع حاجبه متهكم وهو يشوف كم الرسايل والاتصالات الوراده ..
قال بهدوء وعينه على الرسايل ..
: ابشر بعزك .. كلمت الرجال وقال لي بيعطيني موافقه اهله بكره ولابعده ..
تنهد ناصر بتعب وقال : بكره ولا بعده ... الله يصبرني .
انعقدت حواجب مطلق .. وهو يشد على الجوال ويضغط على ازراره ..
فانتبه له ناصر وسأله ..: عسى ماشر ؟
مطلق وهو يدخل الجوال في جيبه : لا مافي شيء .. يالله نمشي ..
ناصر : ايش رايك نروح كوفي .. نشرب لنا شي ..
مطلق بتعب : مافيني حيل والله ... تعبان .. خلها وقت ثاني ..
ناصر بإبتسامه : اشوفك مستعجل ..
مطلق بتوتر : مستعجل .. ابي اصلي العشاء و انام ..
ضحك ناصر على رنه جهازه ... بينما مطلق تجاهل مغزى كلامه ..
رفع سبابته و مطلق قدامه للانتظار ..
رد ناصر بحماس : هلا يا بو الشباب .. وعليكم والسلام .. اخبارك ؟
انتظر لحظه يسمع فيها الرد ثم اعقب ..
: وينك ؟ تأخرت علي ؟
: بالله عليك .. ارسله على جوالي ...
: لا مافيها اي شيء .. لكن فضول وانا اخوك ..
تغيرت ملامحه و اصبح اكثر جديه وبعدها قال ..: الله يعطيك العافيه .. الموضوع بيننا ..سلام .

قفل منه وقال لمطلق : هذا واحد من الشباب طلبت منه مساعده ,,
مطلق : مساعده .. خير فيك شي وانا ماادري ؟
ناصر : لا مافيني شي .. كنت طالب منه خدمه .. اعطيته رقم سيارة واحد وكنت ابي اعرف صاحبها .
المهم .. امشى خلينا نروح نصلي .. وبكره تراني عازمك على العشاء وان شاء الله ترفض ..

مطلق بإبتسامه ابعد ماتكون من قلبه ... ففكره مشغول بتلك .. وعدها حتى مضى الوقت متخطيآ عليه
دون ادارك متناسيآ طلبها في العوده والاتصال ...
رغم انه لم ينساها فكيف به يتجاهلها ؟ كانت مازالت ترفرف بين جوانحه
و لمستها العطره حبيسه داخل نفسه .. فكيف به ينساها ؟
شعر بالحنق على نفسه وعليها .. وغضب عارم على مرورها البارد على الاستئذان منه ..
فهي ابعد ماتكون مهتمه به كازوج .


*******************************



كان الوقت متأخر لما رجعت من عند ا مها ... كانت نشيطه و فرحانه بدرجه غير متوقعه ..
وبالاخص لم خبرتها انها زوجها تغير معهم لانه بدى يتعالج ..
طالعت سعود المشغول بالتفكير وقالت : كيفها نجمه ؟
ابتسم على طول وناظرها : بخير ..تسلم عليك ..
ليلى بإختصار : كذاب ..
ناظرها من جديد وضحك وقال : قويه ياليلى كذاب مره واحده ..
ليلى : انا اعرف نجمه وفاهمتها زين ..الله يهديها .. لايكون مصرة على الطلاق ؟!!
سعود بنظره متابعه رغم تكتمه على الموضوع الا انه مايقدر يجزم انها نست الموضوع
نجمه انسانه عنيده وصعبه المراس و مستحيل يعرف تفكيرها ...
لكنه قال بجديه : نجمه تعودت ان اللي في راسها يصير واللي يعطيها وجه يغلط .. انتي طنشيها
وبتشوفينها معك ..

ليلى بحزن : اذا نفع معي .. ترى ماينفع معك انتم بتتزوجون قريب و ماهي معقوله تعامل زوجتك
بهذا المنطق ...
ناظرت قدامها وكملت : اصعب شيء على الزوجه ان تعاملها ببرود ولكأنها موجوده جنبك ..

فهمها سعود وقال : لازم تعذرينه ..
ناظرته بإستغراب وقالت : من هو اللي لازم اعذره ؟
سعود : مطلق ..
ابتسمت بقهر وقالت : لامعذور من غير ما يتكلم..

لفتت انتباهها لناحيه الشارع وناظرت في كل شي يومض ويتحرك قدامها متجاهله
الالم الذي تحس به ... ذلك التجاهل جعلها تشعر بأنها غير مرئيه له .. حتى وقفت السيارة ..

سعود : سلمي عل زوجك ...
ليلى : ليش ماتبي تنزل معي ؟
سعود بأسف : والله مااقدر ..بشوف هند يمكن ناقصها شيء ؟ وبكره تراني راجع ..
ليلى : دق علي قبل ماتروح ... سلم على عمتي وعلى الجميع .. و لاتنسى نجمه ..
اقتربت منه وقالت بإبتسامه : لاتنسى تشتري لها هدية ..
سعود : هديه ولنجمه ... اقول روحي لزوجك الله يستر عليك ..
ليلى بهدوء : خذها مني .. ترى الواحده ترضى عن زوجها لما يدلعها ...
ابتسم سعود وقال : وشفيك ؟ صايره فيلسوفه فجأه ..
ليلى بخجل :اقول توكل .. في امان الله ..

مشت السيارة من عندها وهو يلوح لها ... طلع جواله وكتب رساله بيد واحده
" توي شفت واحده ذكرتني فيك .. فحبيت اقولك وحشتيني ياوحشه "
ارسلها والابتسامه تاخذ عرضها على وجهها متصور شكل وجهها على اثر الرساله ..

دخلت البيت فهجمت عليها سمر ...
: ليلوه يالخاينه تطلعين مشاوير من وراي ..
ليلى وهي تدفعها قدامها : وين مشاوير.. زرت امي انا وسعود ؟
سمر بإبتسامه : ايه هين ...يالله ياحلوه اطلعي لابو الشباب ... شكله مولع ..
اقتربت منها وهمست بشويش : سمعته يقول لامي من سمح لها تطلع من دون شوري ..
اخذت نفس يقويها ... معقوله بيخترع مشكله بسبب وبدون سبب ..
ايش ذنبها ؟ حاولت تكلمه بشتى الطرق لكن مايرد عليها ...
قالت بثقه مزيفه : سموره روحي نامي بدري ... تعودي على النظام الجديد .. نظام الدجاج ..
سمر : الشرهه علي .. واقفه ابغى احذرك من اعصار مطلق القادم ..

رفعت حواجبها بمكر وهي تبتسم لملامح سمر المقهوره ..
قلبها يدق بعنف وهي تقرب من الجناح ... ليش خائفه ماتدري ؟
يمكن لقصه انها ترجع لنقطه البدايه .. عدم الثقه من جديد ..


كان جالس في مكتبه ... يمر على رسايله .. بهدوء ويقرأ كل رساله بتمعن
وبالاخص رسالتها قرأها اكثر من مره وماقدر يمسك اعصابه انه يزعل ..
حتى هو ماعرف سبب ضيقه ؟ راحت مع اخوها افضل ماتروح مع السواق
تجاهلها رغم عنه .. خبرته امه انها كانت متضايقه لانه اخلف بوعده معها ..
طيب كان مشغول ؟

سمع صوت الباب فرمى بجواله ومسك كتاب .. كتاب عن "الشيوعيه في روسيا "
عقد حواجبه بإستغراب .. من وين جاب هذا الكتاب ؟

فتحت الباب بهدوء ووقفت عليه ...رفع نظره لها ورجعه للكتاب مرغم
سمعها تسلم عليه .. فرد بهدوء متجاهلها ..
انتظر حتى سمع صوتها من جديد ..
: متى جيت ؟ كنت احسبك بتتأخر مثل البارحه ؟
تنهد بقهر ورمى الكتاب بدون اهتمام فيه وقال تارك الخداع على جنب ..
: وعلشان كذا اخذتي راحتك وطلعت من دون شوري .. رغم اني قلت لك اني برد عليك ؟
دخلت بهدوء وتصميم .. فناظر ملابسها بسرعه .. وبالاخص البلوزه الحمراء والبدي الابيض
كانت مشعه باللون الاحمر ووجهها صافي ..خالي من المساحيق الداكنه ..
قالت : لاتلومني .. انت وعدتني .. انتظرتك طويل حتى اتصال ماتذكرتني فيه ..
رجع للخلف ويده متشابكه قدامه ..
: وهذا عذر انك تخرجين من غير اذني ؟ تصرف مثالي من زوجه مثاليه ؟
رمت بعباتها على الكرسي قدامها وقالت بضيق له اكثر من مبرر ..
: لاتحطني شماعه لاخطائك ... كنت لازم ازور امي .. اتصلت وارسلت لكن لاحياة لمن تنادي ..
قال بصوت متحكم هادئ : هدي اعصابك واخفضي صوتك ...
ابعدت خصل قصيره على وجهها بطريقه خشنه وقالت بتعب ..
: لا مابخفض صوتي .. لا تقيم تصرفاتي و تمسكني على اخطاء تافهه .. انت تجاهلت وجودي
تجاهلت ان لك زوجه تحتاج اشياء كثيره .. مو كفايه ان اهلي بعيدين عني .. تجي تزيدها علي
بتصرفاتك معي ..
رفع حاجبه بإستهجان لاندفاعها الغاضب ...وقال بهدوء ..
: اولا كنت مشغول .. وجوالي على الصامت .. وثانيا : انت تعرفين ان الخروج بدون اذن الزوج
امر واجب في الدين إلا في الضروره .. اذا ماكنت تعرفين ؟

مسكها من يدها الموجعه .. قدر ينال منها بسهوله وهدوء مثل المعتاد ..
توترت انفاسها .. وصعب عليها الوقوف .. تحس بالاحتراق داخلها ..
احتراق من كل شيء .. ذنب واعترف بالخطأ .. هرمونات نشطه لا تعرف التقدير ولا الصواب بجسدها
و ألم من بروده المعتاد ... وتجاهله لها ..
يارب سترك ؟ لماذا كل هذا التناقض .. حال في الصبح وحال في المساء ولا استقرار ابدا ..

تركت المكان بسرعه بدون كلمه ... دخلت غرفتها .. و جلست مباشره على سريرها ..
تحدق قدامها بدون كلمه وبدون دموع وبدون شي ..
تريد ان تكون بردآ قارسآ و حجرا متصلبآ ,, تريد ان تكون معه كل شيء بدون احساس ..

لحقها بهدوء .. يضرب اخماس في اسداس .. هو مثلها ..
كان حائرا بسببها ..متوترآ من اجلها
مستعجلا .. راكضا ..لاهثآ .. من اجلها هي ..
فلما وصل ؟ رمى بسهم في غير مكانه فغير مجرى كل شيء
راقبها .. لاتحرك ساكنآ ..
اقترب منها وقال : الموضوع جدا سخيف .. انا كنت متضايق من نفسي مو منك ..

شد على شعره بخشونه حتى اقتلع بعض منها في يده .. و اطلق تنهيده حسرة ولوم على نرجسيته نحوها
فداحه خطأه كلفته الكثير ومازل الباقي في الطريق يسير الهوينا ..
اومض الفشل في وجهه ان يلحق بها و يقدم اعذاره لها .. ويقول لها ..
خفت اكون شي ولا شي في حياتك ...
خفت تكوني معي بدون احساس .. ابيك لي كلك ؟.. حسك ووصفك وكل شيء فيك ملكي ...
كل الضياع في وجودك امل .. وحياة ..

تطلعت له بحيره ..فكمل : لا تناظريني كذا .. انا وعدتك وماكنت عند وعدي ...
ابتسمت بإحراج من اعترافه المبسط ..فقالت معترفه .. مثله ..
: وانا غلطانه لاني مااستأذنت منك ... لكن بصراحه كنت متضايقه لانك تجاهلتني .. حسيت كأنه
مالي اي قيمه معك .. فحبيت انتقم منك ..
رفع حواجبه والابتسامه تداعب شفتيه .. لامس وجنتها اليمنى بإصبعه وقال ..
: انتي قبل كل شيء امانه عندي .. و زوجتي ولازم اكون على قدر من المسؤليه معك ..
وقصه الانتقام خليها على جنب .. لانك مو قدي ..

ابتسمت رغم انها كانت تحتاج لجواب اكثر من ذلك .. يرضي غرورها الانثوي بداخلها
ويدعم ثقتها بنفسها .. لكن قبلت بالتغيير الطفيف الحاصل معه راضيه بحياتها بذلك .

قرب وجهها منه ولثمه وقال بشغف ..: لا تزعلين ..
بدون انذار ... وبدون مقدمات .. وبدون فواصل لعمل اخر ..
كان جريئا كالمعتاد .. غير مهتم بالتفاصيل التي تعقده ..
استقرت عينيها على شفتيه حيث نطق الكلمه بجوراحه كلها ..
همت ان تطوقه بذراعيها .. و تعلنها حريه مشاعر بدون حدود .. وطوق كامل من الحب ..

انتظرت ان يبتعد عنها ككل مرة ... لكنه كان يتمعن في تفاصيلها الدقيقه بلمساته الحنونه
ارخت نظرها بخجل وقالت بهمهمه غير واضحه ..
: لو سمحت يامطلق .. بصلي العشا ..لاني بعد ماصليت ..
سحبت نفسها بصعوبه من بين يديه ...
غمض عينيه بقوه .. يحاول ان يهدا ..يستجمع قواه مجددا .. يصبر اشواط اخرى
يحتملها وهي امامه .. يهاود صبرها وينتظرها ..
اشوقه الان لا يحتمل ؟
اشوقه الان لم يعد يطيقه .؟
ثلاثه وثلاثين من السنون مضت ..جافه ..ساخطه .. مبرمجه .. هادئه لحد السكون .. لحد الموت
والان في لحظاتك معها اصبحت عكس ذلك ..
متفجر .. شغوف .. ولاهث لدرجه لانقطاع الانفاس ..
اي مارثوان تجري فيه ولا تصل خط النهايه ؟
اي جائزه تسعى اليها ولا تحصل عليها ابدا ؟ ..
رمى بجسده متهالك على السرير ... يفكر في نفسه .. في رجل غمر رجل ..
في رجل خفي .. تهالك ..ضاع .. مات .. فـ مطلق الان .. رجل جديد .. رجل لايعرف من هو ؟!!!



***************************


صرخت فيه بحده لاتطاق ..
: عبدالله.. تراك جبت لي الصداع ..
عبدالله وهو يمسك يدها ويقول برجاء .
: ليش ماانتي راضيه تصدقين كلامي ؟ اقولك انا ابيها لي ..لي فاهمه ؟
نجمه : لا والله .. المفروض اصدقك ... شغال تقطع في البنت على الروحه والجيه وتقول الحين
انك تبيها؟ ..
عبدالله بإحراج : كنت ابيها تنتبه لي ..
ضحكت نجمه وقالت : والله من صدقك انت ...!!واللي يبي ينبه بنت انه موجود يقول لها كلام مزعج ويضايقها ..
افهم ياسيد .. البنت تحب الولد الرزين العاقل .. الهادي اللماح .. الذكي .. مو دفش مثلك ..
عبدالله بتهكم : حيلك حيلك .. عاد فيك كل الصفات اللي قلتيها عني .. مافيك ولاحاجه من اللي ذكرتيهم
واشوف سعود اخذك ..
نجمه بعصبيه : لا والله ويش شفتني عندك ؟ صدق على شينه قواه عينه ...
تأفف عبدالله وقال بهدوء : نجمه .. انتي اختي الوحيده .. اذا ماساعدتيني مين تساعدين ..
نجمه : الله يهديك ياعبدالله .. والله فاجأتني .. ايش تبيني اقول للبنت ..؟ هي من غير شر
ماتطيق سيرتك .. تبيني اقولها .. سلوى ترى اخوي يبي يتزوجك ؟
تأففت وقالت : طيب خلينا منها .. تعرف امها .. معقده وصعب احد يتفاهم معها... اذا مااهتمت
في بنتها وتبي تزوجها لواحد هي ماتبيه .. انا اشوفها صعبه ..
عبدالله بتذمر : يعني بتقفلينا في وجهي بدون ما تحاولين ..
نجمه : انا بحاول ... وبحاول .. لكن جهز نفسك لكل الاحتمالات .. سواء هي وافقت وانا شاكه صراحه
في موافقتها .. او لا .. فعندك امها واخوها ...
تنهد عبدالله وقال بصراحه : تعتقدين انها تكرهني ..
نجمه بإبتسامه تواسي فيها اخوها ..
: هي ماتكرهك .. لا هي ماتطيقك بس..
رفع حاجبه وقال بتهكم : ياسلام ويش فرقت يعني ؟
نجمه بضحكه : سلوى ماتعرف تكره اي شخص .. لكن انت كنت تجرحها من يومنا صغار
ودوم تعايرها بمتنها ... يمكن تكون مجروحه ولكن ماتصل لدرجه الكره .
عبدالله بصدق : والله ماكان قصدي اجرحها .. كنت ابغى الفت نظرها .. يعني اتذكر يومنا صغار كانت
تقول لي دائما يا اسود.. وماكنت ازعل .. وحتى الحين ..
نجمه : اها قلتها انت ..صغار .. والله يشهد .. ماعمري سمعتها تعايرك بهذا الاسم .. حتى لما تجرحها
وقفت عبدالله وقال بعصبيه ..
: خلاص قفليها .. انسي الموضوع كله .. بتتزوج خليها تتزوج .. ماعلي منها ..
نجمه بهدوء : من اولها استغنيت .. انا قايله من البدايه .. الموضوع ماهو سهل .
مسح وجهه وقال بيأس : يالله .. هي خاربه ..خاربه ... انسي الموضوع ..

خرج من عندها مكتئب و حزين ..
صحيح هي قست عليه .. لكن كان لازم يفهم الحقيقه الغائبه عنه ..
تأففت بهم .. يعني هي ناقصه هموم ومشاكل .. يكفي اللي فيها ..

سمعت نغمه الرساله .. فاخذت جوالها وهي تستلقي على فراشها
فتحتها و بحلقت فيها بقهر .. عظت شفاتها وهي تعيدها بصوت مرتفع
" توي شفت واحده ذكرتني فيك .. فحبيت اقولك وحشتيني ياوحشه "

فأرسلت له رساله بإنفعال شديد وغيره قاتله لم تشعر بها ..
: " عسى وحش يجيك في ذا الليول وينتفك تنتيف ياللي ماتستحي على وجهك ."
رمت بجهازها بحقد .. تفكر فيه وتفكر في الواحده الغير مسماه ..
التي اشعلت نار من الغيره التي تكاد تنفجر بداخلها ان لم تفصح عنها ..


*****************************************


جلست مع اخوها .. وقدمت له الشاي ..
ابتسم طلال .. وقال : اليوم كلمني الاستاذ مطلق .. وقال انهم يبون الملكه الاسبوع الجاي ..
شهقت بخوف وقالت : ليش مستعجلين ؟
طلال بهدوء : الرجال مستعجل .. لانه وحيد وماعنده احد .. وخير البر عاجله يا اختي ..
ردت : لكن مااقدر مايمديني..
طلال : إلا بيمديك .. عندك اسبوع .. خذي راحتك فيه ... بكره بعون الله بنسوي التحاليل
ونتوكل على الله .
وداد بإذعان : اللي تشوفه ياخوي ..
مسك طلال يدها وقال : لا مو اللي اشوفه .. انتي ايش قرارك ؟ والله انا مابي الا رضاك ..
ابتسمت وقالت بخجل : انت كلمت امي ؟
: ايه كلمتها .. و ماعندها مانع .. وقالت لي اكلمك واشوف رأيك ؟
وداد : اللي تشوفونه ياخوي انا موافقه عليه ..
طلال : على بركه الله .. بدق على ناصر واخبره .. والله اني فرحان لك ..ربي يسعدك
يااختي .. لو كان الوالد حي .. كان فرح لك ..
وداد بإبتسامه حزينه : الله يرحمه .. والبركه فيك ياخوي ..الله لايحرمني منك.. وعقبالك
تنحنح طلال وقال : الله يسمع منك ..عاد شدي حيلك انتي و اختاري لي واحده .. تطيح الطير من السما ..
ضحكوا مع بعض .. على دخله جود ..
جلست قدامهم وتناقلت بنظراتها بينهم وقالت ..
: ضحكوني معكم ..
طلال بفرحه : باركي لاختك .. ملكتها يوم الخميس الجاي ..
شهقت بصدمه ..: وليش كذا مستعجلين ؟

نظرت وداد بأمل ... ان تسمع تلك الكلمه بروح البهجه والسعاده ..
ان تزيل اوشحه الضلال التي قد ظللتها ..
واوهام رمت بذورها في عقلها ونمت بشكل عشوائي ..

" مبروك " صعبه النطق يا اختي
اخرجيها من خلف قلبك ..سأسمعها ..
سأزينها .. بالفرح .. واغطيها باألوان السعاده ..
ارسليها .. لي .. جامده فسأحي نبضها في قلبي ..

لاتجمدي دقاتي .. فالخوف يعتريني ..
لا تهزي ثقتي في نفسي .. فالفشل يترقبني ..
فالتشاؤم بابآ اسود طرقته افكارك واحتلتني ...

كانت نظره بارده اخيره .. واخرى يائسه .. كيمياء لاتفهم .. ولن تفهم ..


****************************



صلت العشاء .. و قرأت وردها المعتاد .. اربع صفحات من القرآن الكريم بعد كل فرض
لتتمكن من ختمه في شهر .. تعود لنفض الغبار عن كتاب الله .. وعدم هجره ..

هدوء جعلها تدور في جناحها مثل الضائعه .. مطلق طلع ...
وهي محتاره في امرها .. في مايجب عليها وعليه ..

دخلت مكتبه .. كان دافئ .. و مظلم .. خرجت بسرعه ..
احساس بالخوف من اعين تتربصها في الظلام ..

ابتسمت بخجل بينها وبين نفسها .. و مشت بتمهل تقفز في خطوه وتتمهل في الاخرى .
فتحت خزانتها .. على المنطقه المحظوره لديها منذ ايام طويله ..
لمسته برقه .. و عظت شفتيها بإدراك للوقت الصعب ..
وضعت يدها على قلبها تقيس نبضاته ... منذ الان بدأ يترقب بعنف ..

تعجلت في خطواتها تخبأ نفسها بداخل الحمام على صوت الباب الخارجي ..
استحمت .. وعلى رائحه الورد الفواحه انتعشت ..

واخيرآ لبسته على مضض منها .. اشبه بفستان طويل .. يختلف برقته وحريرته المتناهيه على الجسد
واحساس مرتديه بأن لاشيء يستر الجسد على طوله ..
اخذت لها نفس طويل .. قبل تفتح الباب بإحراج .. لكن الحجره فاضيه على غير ماتوقعت ..
اسرعت ناحيه التسريحه .. اول عطر وصل لمتناولها رشت منه .. وعلى عجل رتبت غرتها
على جبينها .. بشكل عشوائي .. وكمجنده في الحرب وقفت في منتصف الحجره تنتظر
فكرت بعسر .. اين رأت المشهد هذا من قبل ؟ زوجه في ابهى حله ... تنتظر زوجها ؟

مرت دقيقه .. وتبعتها اثنتان تتخطيانها على مهل .. ومرت الثالثه بتأفف .. والرابعه تهالك استعدادها
والخامسه اشعرتها بالملل ... وكأنها خمس ساعات في الانتظار ..
نفخت في شعرها امام عينيها ..وجلست على السرير .. تدفئ اطرافها المكشوفه البارده ..
الساعه العاشره .. اين عساه ذهب ؟
تأففت .. على دخلته ... فتجمدت ... وكأن تيار من القطب قد دخل معه ..


يد على مقبض الباب .. والاخرى على ازراره العلويه ..
يرى جزءا ناقصآ منها ... جزءا كان له الدور في التشويش على عقله .
جزء من ظهرها المكشوف قد تعلق ناظريه به ..
ابتلع لعابه بصعوبه ... وهو يتعامل ببروده ازاء الموقف .. ما حجته ؟!!
لم يرها كلها .. لم القشعريره بدأت تتراقص على جسده ..
مشى ناحيه خزانته بشكل آلي .. اخرج بيجامته ..
وقال بهدوء متجنب النظر لها ..: كلمني طلال يقول انهم حددوا الملكه الخميس الجاي ..
قبضت على اصابعها المخدره .. وابتسمت تلقائيا ..
استترت مكانها .. وقالت بعفويه : الله يتممها على خير ان شاء الله ..

سرق نظره لها ... كانت كتلك الليله .. ليله بحله بيضاء مزدانه بالنجوم ..
حتى في جلوسها .. كانت تشبه عروس لم يقترب منها ساعتها .. وهي لم ترفع رأسها له
في جزء من الظلام قد كانت منه .. وهو الظلام كله فيه ..
تقوس حاجبيه .. لم يعد لديه الرغبه في التقرب و الصد .. يكفي حتى الان ..
بل حتى الخوف من ان يخيب ظنه مجددآ .. ويحبط من محاولاته الفاشله
لن تدعه ترى شخصا .. اخر غير ماهو معروف عنه .

اخذ البيجاما على طول دخل الحمام .. هدأت من نفسها واعادت خيوط بيجامتها المدلاه الى مكانها
لم تعتقد بأنه غير مبالي .. او يصد بإرداته .. وان القرار عاد ليكون إليه ..
خرج .. يدفع نفسا قد ضاق في صدره ..
مازالت على نفس الوضعيه .. تدراك لهفته لرؤيتها .. وصد مجبرآ
سأل بهدوء : بتنامين ؟
تعلثمت في كلماتها ولكن اجابته بفتور على سؤاله الغريب
: شوي وانام .. وانت ؟
رد على الفور : لا .. بشوف الاخبار شوي .. تصبحين على خير ..
تركها .. بدون تصديق منها ..
معقوله تركني .. حتى وجهي ماناظر فيه مثل الناس ..
قامت من مكانها و انعكست صورتها على المرأه .. و تنهدت بيأس وهي تستدير في كل الاتجاهات
متأمله نفسها ..
وقالت بهمس لنفسها .: اكيد .. .. مسوي فيها ولايهتم .. طيب يامطلق .. وين تروح مني .؟

مشت بخطوات سريعه .. وعينها على الباب مرهفه السمع .. لصوت التلفزيون .. تفكر في فرصه
في خطه تجيب فيها راسه بدون ما تزعج نفسها ..
ابتسمت بإثاره .. دقت على وداد .. وبصوت عالي وضحكات مرتفعه ..
باركت لها .. واشتغلت المزح بطريقه تثير ازعاج مطلق ..
خرجت وفي يدها الجوال مدعيه انهاء المكالمه .. وليتها لم تخرج ...
في الاساس نظره مركز على الباب .. والطاقه المهدوره هي الصوت المزعج الصادر من التلفاز
و من نقطه الارتكاز من عينيها حتى اخمص قدميها .. مشى متمهلا’ .. غائبآ في ثنايا جسدها
جائعآ .. و متغربآ بعيدا حيث مرافئ العاطفه البعيده .. حيث الامواج الهادره والعمق السحيق
و الارتواء ..على شاطئ فسيح .. حيث يجد نفسه غريبآ .. منفيآ و جاهلا ...

خرجت مندفعه متناسيه تلك الحرائر التي تلبسها التي تظهر مفاتنها بدقه .. فقلبت عينيها بغباء لايوصف ..
اسرعت في الجلوس بجانبه تستر نفسها .. وتستر خجلها المفرط ..
كانت مجازفه .. استهلكت كل قواها وهي في البدايه .. ورغبتها الان هي الانسحاب والهروب ..
لم تعد تريد الثأر منه بأسلوب انثوي مغناج .. يفوق قدرتها على الاحتمال ..
لا مزيد من التنكر .. فأنا لااقوى على الادعاء بما ليس في طبيعتي ...
هل هو امر عادي ؟ اعرف .. لكنه صعب .. هو من صعبه علي ...
استهلك قدرتي في مجابهته ككل انثى وامراءه وزوجه ..
جعلني مستثناه بينهن في كيفيه التعامل ..
هل لكل امرأه في الوجود رجل مثله ؟
لا .. لكان الان ارتفعت نسبه الانتحار .. والتجمد في حراره الصيف الحارقه ..
صراحه اشيد بالاعتزاز بنفسي .. كان يجب ان اترشح لجائزه نوبل للسلام ..

كان كلاهما صامتآ .. مدعي اللامبالاه.. و ينتظر الاخر ..
قالت بآليه مطلقه : قلت لناصر .. عن موعد الملكه ؟
وضع يده خلف على ظهر الكنبه .. وقال : لا ..
ابتسمت بقصد منها لاثاره ازعاجه بعدما عرفت نقطه ضعفه ..
: لا حرام عليك .. ماتدري يمكن ينتظر المسكين ..
نبض عرق اعلى صدغه .. لكن تجاهلها ..
: مو مشكله .. ينتظر ..
تراجعت للخلف .. مع ابتسامه مثيره ..
فقالت وهي تضغط على الجوال ..متجاهله رده ..
: اكيد .. بيطير عقله من الفرح .. والله اني فرحانه له ..
ناظرها بسرعه كرده فعل سريعه ... وقال بنرفزه ..
: وانتي ليش مهتمه فيه ؟

اتسعت عيونها بتفاجئ من سؤاله وقالت بهدوء
: مطلق . .. لو قلت لك اني مو مهتمه اكون كذبت .. استدارت له وكملت ..
: تعرف ان الموضوع كان يهمني من البدايه .. و صعب ادعي ان الامر عادي ..
انا الوحيده اللي كنت اعرف صاحبه الحذاء .. يعني لي الفضل بعد الله .
تكلم بتزمت : الامر عادي واكثر من عادي ..
ضحكت وقالت : الامر عندك عادي .. لكن انا اشوفه في غايه الرومنسيه ..
اظن ان صاحبك نقيضك .. مثل ماهي نجمه تناقضني في كل صفاتي ..

بدى مهتم بكلامها .. وان ازعجه.. ماتلمح إليه .. وان اخفى حنقه على صاحبه الذي ازعجه
بتلك القصه السخيفه ..
: كيف ناصر نقيضي ؟
عضت شفتها السفلى .. كتأزم للموضوع الذي صب في غير ماتريد ..
: خلاص انسى الموضوع ..
كانت بتقوم قبل يمسك يدها .. ويلمس نعومتها ..
: ليش انسى ؟
ابتسمت بحرج وقالت بتلعثم: انا خايفه اذا قلت شي بتزعل مني .. وانا مااقدر على زعلك ..

وابتسمت عينيه .. بعلامه من التجاعيد التي تجمعت حولها ..
جعلت قلبه ينهض من سباته .. وتستفيق مشاعره التي اخمدها قبل قليل .
وثار بركان عواطفه .. بإبتسامه خجوله قد ارتسمت على شفتيها ..
مازال ممسكآ بأصابعها .. يتلاعب بها بين فجوات اصابعه ..
يخيل ان الصمت هو موسيقى قلوب تعزف عل مسامعهم ..
و ان الكلام في الاعين .. نثرآ من كل الكلمات.. يقطف من كل نظره معنى ..
ضغط بسبابته على وريدها النابض في معصمها ..
مفكرآ برويه في القادم .. الصعب ..


سحبت يدها .. وقالت بهدوء يشوبه الخداع ..
: ودي انام .. تصبح على خير ..
وسحبت نفسها بخفه تكتم ضحكه من حاله وجهه بعدما شعرت بالرضى اخيرا.. ...
و هو للمره الاخيره يكاد ينفجر من الغيظ .. انسلت اصابعها من بين يديه بسهوله ..
تعثر في الاولى والثانيه وصعبه ان يتقبل الثالثه .. فوقعها اشد وامر .. قام من مكانه مثل المجنون ..
غير متقبل الهزيمه على الدوام ..
فتح الباب .. لتكون هي امامه .. تسرح شعرها ..
كانت متفاجئه .. من ثورته الهائجه .. اكانت ترتدي الاحمر الثائر ام ابيض السلام ؟
ناظرته بعفويه وسألت : خير يامطلق فيك شي ؟
اقترب بخطوات وقال: انتي ايش اللي تفكري فيه ؟
تعجبت من امره تخفي ابتسامتها : سلامتك .. ليه فيه شي ؟

توقف وعض شفاته بقسوه .. وضع يديه خلف ظهره لضبط اعصابه .. وعينيه ترصد كل حركه تقوم بها ..
تحركت من مكانها بخفه .. بعدما انتصرت عليه اخيرآ .. الان ستنام قريرة العين ..

لكن ابعد من النجوم ماتتمنى ... وصل اليها في اقصر من خطوتين ..
رده فعل سريعه .. جريئه .. اقرب ماتكون للمخاطره واللعب بالنيران ..
شهقت بخوف وهي تنجذب تلقائيا .. بحيث يكون ظهرها الى صدره ..
التفت يده حول خصرها الدقيق ..
ابتسم اخيرا وهي بين يديه ... اكانت تحسب ان صبر ايوب لدي ..
فأن فتيل .. نار .. احتراق .. ورماد ..
همس بخبث وهو يقرب من اذنيها .. وقد ارتفعت انفاسها ..
: تعتقدين ان كل مره تسلم الجرة ...
اغمضت عينيها بإستسلام ..لانفاسه الحارة التي وزعها على عنقها .. حاولت ان تفك يده التي قيدتها ..
تحب ان تلعب بكرات النار حتى اشتعلت كلها في وجهها ..
لمس طول عمودها الفقري .. بيده ... فسرت قشعريره في جسدها كله ..
وهو ليس بأفضل حال منها ...
ادارها ناحيته .. وتأمل وجهها الباهت من الخوف ..
لامس شفتيها ومازالت تلك الابتسامه على شفتيه ..
: لاتعلبين معي فأنا مثل النار احرق كل شيء قدامي ....
كتمت نفسها الغاضب بعدما اكتشف تلاعبها معه ...
ودت لو تمحو ابتسامته ... وثقته الطاغيه عليها ..

رفعت رأسها بشموخ متمازج مع دلال ... وقالت
: اذا كنت انت النار فأنا الماء ..
ضحك بشده .. متعجبآ’ من امرها .. ومعجبا فيها ..
مر بيده على عنقها .. لترتعش و تتضح مكامن ضعفها .. لكن رغم هذا مازالت تعانده ..
وقال بتهديد : يعني تطفيني مره واحده ...
رفع حاجبه متهكما ... محاورا مبدع .. و مقاتلا لينا ..
مرت بأصبعها على صدره بسرعه وقالت بإبتسامه مثيره
: ايش رايك انت ؟ افضل اني ارويك شكلك عطشان ..
مازال يضحك ..في وجهها وهي ترتجف من اثر ضحكاته المميزه
فقال وهو يحزم يديه على صدره باد العزم على مشاكستها ..
: اتحداك ...

مازالت حرب سلميه تقوم رحاها بين الاعين .. يتناقلون سهام من المشاعر
كل على ضفه الاخر ولا مهزوم بينهم ..
اغمضت عينيها .. ورفعت نفسها على اصابع قدميها لتصل اليه .. داهمته بـ قبله سريعه
كانت اول قبله هي تفتعلها من اجل نفسها ومن اجل تحدي قام على اطنان من المشاعر

ايقول انه تعجب ؟ انبهر .. ام تخدر ..
لمسه من زهره نديه على شفاه غليظه ..
اوقعته في ما لايريد او يريد بشده .. متناسي حاجات نفسه ومهتم بها لاغير ..
ابتسمت بخجل وعينيها تهرب منه ..
ترنحت في وقفتها وهي تدوس على طرف بيجامتها الطويله ..
فأمسكها بإحكام .. بعدما رأى وميض الامل يشع من ناظريها ويطل عليه بشعاع يغشي عينيه .
ابتسم .. يحاول ان يختصر كل شيء .. في ابتسامته الصامته
رفع رأسها نحوه وقال بصوت عميق دافئ منفجر بالمشاعر ..
: جننتيني معك يابنت الناس ..

ضحكت تلقائيا من قوله ..
كادت ان تقول له كاذب .. فأنت من بعثتني الى ارض مفادها الجنون ..
الى ارض لاروح فيها ... انت سيدها ..
كل جوانحي صارخه بعنفوان المجانين ...
اتقتلني بقولك هذا ... اترميني في بحرك المظلم العميق ..

لا ضير عندي ..
حبك جنون .. وكرهك جنون .. وغضبك جنون ..
احترفت الجنون على يدك فأصبح في قمم الفنون ..

حملها برقه تتهادى في الهواء مابينها وبينه نبضات متشاركه ..
تعلقت به بعفويه كانت بإنتظارها .

فضحكت .. شعور ما غزاها مفاده فرح .. هناك حيث الاستقرار ..
مابين يديه في قعر حضنه وعلى دقات قلبه ... مكانها الافضل في العالم ..
غرق في ضحكتها .. وغرق في قبله طويله .. عميقه .. دافئه كمشاعره ان لم تكن ساخنه ..
اسكتها بها ..
و غرقا في الظلام .. حيث الليل ..
وغرقا في السكون .. حيث لغه العاطفه تترجمها الاجساد ..
وغرقا في المشاعر .. احاسيس مجرده من الواقع المحسوس حولهما ..
غابا كليهما في سكره من المعاليم المجهوله ..

هي حواء ... فراشه في دنا ادم .. قدم الكثيرولم يجد الا القليل المرضي في حياته
غير قنوع ... إلا بها ..
مد وجزر .. وسفينته في عباب البحر متمرده ...
ليله من الف ليله وليله ..
لم تكن شهرزاد غير ليلاه ..
وهو لم يكن سوى مطلق ...




**************************************


كانت حركته كثيره ... يفكر في كل شي دفعه واحده
يحاول يشتت انتباهه عن لحظه التي انتظرها طول العمر ..
دق على مطلق .. يحاول عبثآ ان يجد الاجابه عن حيرته ..
مطلق : ناصر .. هذي ثالث مره تدق علي .. يااخي جاي والله جاي
اغير ملابسي بس و تلقاني عندك ..
ناصر بهدوء : مطلق ... تشوفني جاهز لحياة جديده ؟
مطلق بحيره من كلامه : ايش هذا السؤال الغريب ؟
ناصر بضحكه متوتره : ماادري .. احس اني اندفعت فجأه .. وماقدرت افكر في شيء واحد بالتحديد
مطلق : مجرد توتر .. صفحه جديده في حياتك وبديت تفتحها ..
ناصر : انت صار لك مثلي ؟
كاد يضحك من فرط ذهوله ..
هو نفسه كان منقادآ للظروف .. غير راغبآ في التوغل
لو قال ان الصدف من جعلته رجلا متزوجا .. لم يكن ليصدقه
رد عليه بحكمه : لاتتعب نفسك بالتفكير الكثير .. خليك طبيعي .. استبشر خير في حياتك
والله يوفقك ..
ناصر : تعرف ايش اللي اتمناه .. ان ابوي هو اللي يخطب لي .. وامي هي اللي تزفني لعروستي

صمت .. جعل مطلق .. حزينآ من اجل صاحبه
لايعرف كلام يعزيه فيه و يستر احزانه بها ...
مر هو الشوق الذي يوصلك تحت الثرى ..
تفقد وتنتحب الفقد طول عمرك ..
لا دمعه تعزيك .. ولحضن غريب يدفيك ..
صمت هو عن الف كلمه ..
قال بعدها ناصر بهدوء مستسلمآ للحزن ..
: لا تتأخر علي .. انا انتظرك ..

تنهد مطلق منزعجا من نفسه ..
الم يكن عليه الوقوف بجانبه ودعمه بكلمات حتى ولو كانت ليس لها قيمه عنده ؟
ألم يكن عليه ان يعانقه عناق الاباء .. بدف وافتخار ..
تنهد مرة اخرى مستسلمآ وحزينآ من اجل صاحبه ..


*************************************


يوم ..وليله من ليالي تكتب في مستقبلها بحبر خفي ..
حلم بدأ يزف .. والحان بدأت تعزف ..
بدايه .. مرتعشه .. غير واثقه وهزيله ..
مازالت الصرخات بداخلها .. تمنعها من البكاء والفرح ..
وحيده في الظلام تسمع حكاياته الممله ..
دخلت وفاء بفستانها الاحمر .. وابتسمت بإعجاب لرفيقتها
وفاء : ماشاء الله عليك ياوداد .. والله قمر ..
قمر بحلة برتقاليه .. فستان هادئ جذاب .. يبسط كل الامور في الاناقه
وداد برعشه لاتكاد تخفيها حتى تظهر مجددا ..
: الله يخليك ..
ابتسمت بخوف وقالت : وفاء .. حقيقي اللي انا فيه ؟
وفاء بإبتسامه : لا خيال .. اكيد خيال .. الا عاد قصه الجميله والوحش .. تراها كثيره عندنا في السعوديه
ضحكوا مع بعض ..
لكن اعقبت وفاء بهدوء : وشفيك خايفه ؟ في عيونك كلام كثير ..
ابتسمت .. كان ودها ان تخبرها مافي قلبها بكل صراحه
من جود .. ناصر .. هي نفسها وما تعانيه ..من تخبطات .
قالت بخوف : خايفه ..صحيح .. خايفه اكون استعجلت وخايفه اكون دخلت حياة مو قدها ..
صعبه علي .. مااقدر اوجهها ..
وفاء بلين : تعوذي من الشيطان اولا .. و ثانيا تعالي انتي ادرى ان الحياة صعب تخمينها
والاكيد فيها ان مافي شي مضمون ... عيشي وفق المعطيات .. عيشي حياتك بقرار منك .. ترى الحياه الزوجيه
مثل اللوحه الفنيه ... تكون بيضاء ناصعه في البدايه ... انتي وناصر بتبدأون بالتلوين بطريقتكم ..
وعاد شوفي كم لون بتاخذون فيها ..

تنهدت وداد ببعض الراحه .. فأكملت وفاء :
ناصر نعرفه ... لو في شك واحد في المليون انه مايناسبك كنت انا اول من وقفت في وجهك وقلت
لك ارفضيه .. توكلي على الله .. ولاتخلين الشكوك و التفكير في بكرا يرهقك .. فكري في يومك هذا
وعيشيه بكل مافيه ..

ابتسمت وداد وقلبها يتمنى الحياة المرغوبه .. راحه بال و انس وسعاده وكل هذا صعب المنال
وفق خطوط الحياة المتشابكه ..لابد من استخلاص خط واحد والمشي عليه ..
الشي الاكيد والدرب الواضح للجميع .. المعروفه نهايته .. هو طريق الاتصال مع الله ..
علاقه لاتفتأ ولا تنتهي .. علاقه تتوسد فيها كل شيء وتذل لها النفوس بكل رغباتها
هناك تجد الراحه والنعيم ... هناك تجد الانس والسعاده ..
هناك في قلبك وبين جوانحك ... تأنس بالحياه ..
تدعو برجاء لرب العباد " اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخر حسنه وقنا عذاب النار "
وبعدها تقنع بأن حكمه الله عزوجل فوق كل شيء ..



***********************************************


اكان اسبوع ذلك الذي مر عليها ... سبعه ايام تحسب من افضل ايام السنه التي تقضيها
تحفر ذكرياتها بكل مافيها في باطن عقلها وتتجرد من كل ماضي هو مؤلم ..
رمت برداء الصبر والعلل اخيرا... وازدانت الحياة بمباهجها الجليه في عينيها ..
سرها "رجل " مفاهيمه غريبه .. عقيمه .. معدمه ..
هو كل مافيها ... معلقه بين سماء عقله الصافيه و ارض قلبه الخاويه ..
كانت تعتقد لاحياة فيه ؟

لم يتفوه ببنت شفه .. لا مشاعر ... ولا معاني صريحه .. ولا غزل معني مكشوف ..
لكن .. لمساته معنى .. نظراته مغزى .. و كلامه دلائل .. حياة في احضان الموت تعتنقها
تتشبت بها وتكتفي بها ..
اغلاق ابواب مشرعه على ماضي اسود ..مريب ..
اثنين .. ابتدأ الحياه بنقائضهما يعيشانها .. كيفما هي ..

رفعت فستانها الاصفر الملوح ببعض الخيوط الذهبيه والمتمازجه مابين اللونين الاخضر و البني ..
ملفوف بشكل ثنيات على جسدها .. مستدق من الاعلى و مفتوح من الاسفل بشكل مثير ...
يلتف حول عنقها .. ويكشف كتفيها ..
شعرها بلونه العسلي الباهت .. بشكل قبه منخفضه مزين بشريطه ذهبيه ..
و مكياجها الهادئ المناسب لها ..
دخلت سمر بفستانها الازرق القصير .. وشعرها الكيرلي البراق بلمعه ذهبيه
: ليلى .. خلصت ؟
حملت حذائها العالي .. و ناظرته بعدم رضى .. وقالت ..
: خلصت .. لكن والله ماله داعي الكعب هذا .. مااقدر امشي فيه ..
سمر : إلا له داعي ...ناسيه ان فستانك طويل ..
ليلى بتعب واضح : لا احس اني تعبانه ومااقدر اوقف على حيلي كثير فيه ..
سحبت كرسي .. ووقفت عليه .. محاوله اخراج صندوق حذاء جديد .. منخفض الكعبين ..
تأففت سمر وتركتها ..
ليلى : سموره بالله عليك امسكي الكرسي ..
وفجأه ترنح الكرسي وهي تستقيم على اطراف قدميها للوصول الى الصندوق ..
فصرخت بخوف .. لكن يديه التقطتها بسهوله ..
مطلق : انتي مجنونه ؟
كانت محموله بين يديه .. ابتسمت بخوف وقالت ..
: كنت احسب المهبوله اختك معي .. لكن تركتني .. طيب ياسمر .. مشكور
حاولت تنزل لكن ماسمح لها .. كى
قالت بخجل : مطلق .. ممكن .. تتركني ؟
رفع حاجبه بشقاوه وقال : ممكن اترك ؟ امممم ..لا
عضت شفتها بإحراج وعينها على الباب ..
: مطلق .. نزلني .. الحين واحده من البنات تدخل ..
ابتسم وقال : بس هذا سببك .. ارتاحي ..قلت لهم يروحون مع السواق وانا اوصلك بنفسي ..
شهقت بخوف منه ... و حاولت تفك نفسها لكن ماقدرت ..
نادته برجاء : مطلق ..
ابتسم بغرور وقال وهو يقرب منها : بالله ... كل هذي الزينه علشان ملكه ناصر ..
ابتسمت ويديها تتشبت بكتفه ..: لا مو عشانه .. علشان نفسي ..
ضحك .. وقال بهدوء : اجل ريحتيني ... استريحي مكانك ..مافي روحه ..
شهقت .. وهو ينزلها .. وقالت : اكيد تمزح معي ..
مشى ناحيه الباب اخذ المفتاح .. وقال بإبتسامه مصره ..
:لا ابدا .. ماامزح .
ناظرته بدون تصديق .. و بالاخص وهو يدخل الحمام ويتركها
طلع راسه من الداخل وقال ..
: تعتقدين اني مجنون او مريض .. لما تروحين بالفستان هذا .. ؟
حست بلحظه انها محتاجه للبكاء منه .. ومن بروده معها
وبعيد عن النشوه التي شعرت بها و تجاهلتها بأنه على الاقل قد رأها بعين رجل ..
اقتربت منه اكثر .. وهو مدهوش منها اكثر واكثر ..
تلك الثانيه التي وقعت عينه عليها .. وهي واقفه .. ترنح قلبه و هوى ..
و جف حلقه و اختفى عزمه وكل شيء فيه ..
كان يحاول تجاهلها بكل الطرق ..
ليلى بهدوء : الله يخليك يامطلق .. لاتمزح معي مزح ثقيل .. انا ماعندي غيره
و ثانيا وشفيه الفستان ؟
رفع حواجبه وتغير وجهه وهو يناظرها من فوق لتحت وقال بجديه ..
: بإختصار .. انتي تلفتين النظر زياده عن اللزوم ..
ليلى بحيره : طيب .. الوقت مو مناسب للانتقاد .. هذي ملكه صاحبك معقول ما تروح ..
رفع نظره بخداع وكأنه يفكر .. لكن قال بهدوء :
عادي ... حتى هو ماحضر ملكتي ..
ورجع للحمام ..
تنهدت بيأس .. و بتعب منه .. معقوله يكون صادق معها ..
جلست على السرير تنتظر خروجه ..
خرج وهو يصفر و ينشف شعره المبلل ... رماها بنظره قبل ما يفتح خزانته ..
: اشوفك لابسه الفستان ..ليش تنتظرين شي ؟
ردت عليه : انتظرك ..
مطلق : لاتحاولين ؟!!
ليلى : يعني كل شيء يروح كذا .. المكياج والفستان والتسريحه .. ؟
لما ماجاها رد منه .. وقفت و مشت ناحيته
كان يبتسم ببرود ..
فقالت بغصه : لاتخليني ابكي .. واخرب مكياجي .. انا جالسه اجهز نفسي من اسبوع ..
تجي الحين وتخرب كل شيء علي ..
ضحك .. واستدار ناحيتها بسرعه .. شفق على حالها .. ووجهها احمر من الغيظ
فاقترب منها وقال ..: ماتهون دمعتك علي .. يعني ناصر هذا واقف لي في البلعوم
امرنا لله .. امشي من قدامي ..
ابتسمت اخيرا .. و قالت : الله يخليك لي .. اقتربت منه اكثر وقالت بدلال ..
: اصلا لوانت ذكي .. كنت عرفت ان كل اللي سويته علشانك انت مواحد ثاني ولا حتى انا ..
ابتسم بتألق وهو يحضنها .. ويقرب وجهه منها ..
: تحسبينك بتضحكين علي بكم كلمه ..
مسكت خصله من شعره متوهجه بخجل ..
: انت حر .. تصدق او لا .. المهم البس بتتأخر على الناس ..
كانت بتمر و ترتاح اخيرا ..
رفع حاجبه بدهاء وقال : لا تعالي .. ابيك في شي ..
اقتربت منه بعفويه ليحتضنها بقوه .. و بقسوه حتى يقبل عنقها بشغف ..
يريد ترك بصمه على هزيمته عندها ..

لاعليكم .. دقائقكم .. سنين عمر طويله
و تباشير حياة كـ قطرات المطر على عناقيد الامل .. تكون جميله و منعشه
لكن لابد لها من نهايه يا الجفاف .. او السقوط .. لكنها انعشت الروح قبل الرحيل ...
في نسمات ريح الهوى .. ستطيرون معها
على بساط الحياة ..ستكونون ..
غدآ او بعد غدآ .. لابد ان تجد الحياة فرجه في عتمه السواد ..
لابد ان تخرج الانفاس من تجاويف الاختناق ..
فللجميع له نصيب الاسد ..
سعود .. نجمه .. مطلق .. ليلى .. الامير الحالم وسندريللا
و بعض المجاهيل تجد طريقها ..

****************************************

ان شاء الله تعجبكم المفاجآه ...

ألقاكم .. فالقادم احلى بإذن الله


 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 09-03-11, 07:38 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 





مساءكم خير جميعآ ..
اعتذر عن تأخرى .. لكن للتنويه فقط .. احبتي في الله بما اني وصلت للاجزاء الاخيره
يحتاج مني جهد و وقت كبير ..
انامااطلب منكم المزيد من الوقت لكن الصبر لاني ان شاء الله
لن اتأخر عن تنزيل البارت في الموعد المحدد .. لكن ان تأخرت التمسوا لي العذر .. رجاء ..
وبصراحه الاتصال عندي ضعيف فأمهلوني الوقت ..

طابت لكم القراءه بإذن الله
القاكم ..





الجزء الثامن والثلاثين ..


مرت الدقائق .. وقلبه يدق بعنفوان .. سعيد ولا يخفى على احد ذلك ..
وان تصاعدت حراته و ادمعت عيناه بعيد عن الجموع .. لكنها فرحه عمره .. لابد ان يعيشها .
ومالدموع في لحظات الا نقصآ وفقدآ تعبر عما في جوفه .؟
شد مطلق على يده بإبتسامه ..بعدما كتب الشيخ العقد وانتهى .. وارتفعت التبريكات والتهاني له ..
: مبروك .. ياناصر ..بارك الله لكما وبارك عليكما ..
ناصر بفرحه : الله يبارك فيك .. والله احس اني بطير من ارضي .. مطلق دق على اهلك
شوف متى ادخل لها ؟
مطلق بنظره جامده : الله ماحلاك وانت ساكت ..
ناصر بلوم : ليش اسكت .. ابغى اشوف زوجتي ..فيها شيء ؟
مطلق بهدوء : شوف عندك الباب .. ادخل .
تأفف ناصر : يااخي انت ويش جابك جنبي .. الحين تبي تقنعني انك ماشفت حرمتك يوم كتبت عليها
مطلق .. حركاتك مو علي ..
مطلق بإبتسامه : اعقل ..ترى العقل زين ..
ناصر : خليت العقل لك ؟ مستكثر علي جلسه مع حرمتي ..
تأفف مطلق و اخذ الجوال ودق على وفاء ..
: وفاء .. اخلصي علينا ..الرجال يبي يشوف حرمته ..
ناظر ناصر بطرف عينه .. بعدما اشرقت ابتسامه وزادت حركاته ..
تنهد وهو يقفل .. ويقول بهدوء : انتظر شوي ..
ناصر بلهفه : شوي يعني كم .. خمس دقائق .. عشر او ربع ساعه .. كم يامطلق .؟
تنهد مطلق بملل .. وقال و جهازه يدق ساعتها .. وفاء تتصل
: قوم انقلع .. ادخل ..لااشوف وجهك شهر كامل بعدها .
ضحك ناصر من قلبه على شكل مطلق المنزعج ..
شد على كتفه بقوه وقال : السموحه ياصاحبي .. لكن لاتلوم قلبي ..
واشر على قلبه بلهفه وضحت من تعابير وجهه الحالمه ..

تأفف مطلق .. و مازاده كلام الا قهر ..
يكفي عقل وقلب تلك مأخوذ بمصيرك ..
ويكفي اني محتار في امر وشاك في ابتساماتك ..
توخزني ضحكاتك واشعرها بها بعيده عن قلبك كل البعد ..
ويكفي اني اقارن بين يومي ذاك ويومك هذا .. وبينك وبيني
واجد الكثير من الفروقات ..

رجعته ضحكه ناصر مع طلال ..
ناصر وهو يرفع حواجبه بسعاده : فرجت ..فرجت.
ابتسم مطلق وهو يشوف صاحبه ..
حياة جديده بتنكتب له .. حياة بيكون فيها خارج اسوارها
الله يسعدك ياناصر ويعوضك خير في حياتك ..



***************************




بدأت تسير بخطوات هادئه ..رقيقه .. امها معها و ام مطلق تقودها حيث ابنها الاخر
و تلك الزغاريد تعلو بدرجاتها المتفاوته ..
تتجنب النظر الى المنتقده ... حريصه كل الحرص على الكمال العجيب الذي ترغبه
كذلك الكمال الذي تحدث عنه افلاطون في مدينته الفاضله ..
مسكت طرف فستانها بشده .. و قد بدأ نور الصاله المتواجد فيها ناصر يعمي بصرها
اغمضت عينيها .. تدعو بخير للقاء المرتقب ..
و خطت منقاده تحثها ايدي الغير .. لم ترفع رأسها .. مطلقآ ..
جاذبيه قصوى تشدها للاسفل ... تشعر بالالم في رقبتها ورغم هذا لاتبالي ..
لم تكن معهم في كل مايجري حولها .. قلبها وعقلها وجوانحها تنتظره هو ..
هدأ الجميع .. وعم الصمت ظنته دهرآ حتى نطق ..
لامس عقلها الغائب بصدف قد مضت بينهم .. صوته في ذاكرتها لم يغب ..
ابتسامته في لقاءات محفوره في ذاكره الايام .. ضحكاته الرنانه ..على طرائف جمعتهم ..
وحضوره مبهج .. يجعل دبيب ابتسامه تشق طريقها الى شفتيها بصعوبه ..
همس بنبره متوتره : ألف مبروك ..
حركت شفتيها .. ولاتعرف هل قالتها ام لا .. هل سمعها ؟
او هل نطقتها بطريقه صحيحه ؟
انقذها طلال .. بكلماته المتداخله لرفع الحرج عنها
كانت يتكلم بهدوء عام .. تتخلله فترات صمت كثيره ..
حتى تلك اللحظه .. حيث خرج الجميع وبقيت هي معه ..
جلست بإرتخاء رغم ألم يتقاسمه جسدها ..
قال بهدوء مرح : ماتبين تشوفيني ؟ يمكن مااعجبك ؟
ارتفع رأسها بإحراج .. لكن لم تواصل حتى عينيه
كمل بصوت مرتعش خافت يخاف ان يسمعه احد اعترافه الخطير
: كنت افكر فيك كل يوم .. اخذتي عقلي من اول لحظه شفتك فيها .

رفعت رأسها تلقائيا .. من جاذبيه كلماته ..
يالسحر العاطفه عندما تسخر الكلمات وتبوح بالمعنى مباشره ..
ابتسم برضى .. و هو ينتقل من عين الى اخرى بأعين منتشيه بفرحه
وجهها الصغير المستدير .. و عيناها .. عالم اسود مليء بالمشاعر ..
متأجج بالعواطف .. ترتعش في بياض سائد ...

قبضت على يديها .. و قد ذابت في ابتسامه قد ارتسمت لتلائم وجهه
لكنها خافت فجأه ؟ عادت لها تلك الوساوس بحله شيطانيه
تذكرت ثعلب ماكر بإبتسامه جذابه ..
خاطبت عقلها بتوسل .. ان كفى ارجوك ..

لم تستطع الكلام .. غصه قد تصلبت في حلقها تكاد تميتها ..
لامس يدها برقه وهي بعيده عن وعيها ..
فانتفضت مذعوره مكانها..
ناصر : ليش خايفه ؟ لايكون شكلي يخوف وانا ماادري ..
بدى شاكآ للحظه من بشاعه نفسه ..
اجبر ابتسامه عفويه ان تجد طريقآ الى شفتيها .. فانشرح صدره اخيرا لابتسامتها
وقال : ماقصدت اخوفك .. لكن ودي اسمع صوتك اذا ماكان عندك مانع ..
ابتسمت مجددآ .. واستغربت نفسها ؟ مال الابتسامات تجد طريقها بسهوله
سأل بمتعه : خلينا نبدأ من جديد .. انا ناصر .. ممكن اتعرف عليك ..
مد يده بثقه .. هدأت نفسها ومدت يدها برحابه صدر لتعارف قد سرها ..
بعد مداولات مع افكارها قد ااتخذت قرارها ..
كانت صوتها هادئ ناعم : انا وداد ..
كتم ضحكته وهو يسألها بشقاوه : تعرفين انك حلوه ؟
قلبت السالفه مزحه كبيره من طرفه ..
ضحكت وهي تحاول تسحب يدها .. لكن ناصر قبض عليها ..
ناظرته بخجل .. فتعلقت اعينهم في سماء فسيحه من الكلمات ..
كان الخطاب واضحآ للاعين ..
يرسل ناصر كلماته على اجنحه من الصدق والوداد .. لعلها تصل قلبها بدون ادنى تعب ..
: اجمل يوم في حياتي .. هذا اليوم ..
كان الصمت هو ردها المتوقع ..
فقال مستغلا كل فرصه للحديث معها ..
: لا مو هذا اليوم .. في اليوم نفسه اللي شفتك فيه في بيت مطلق ..
اقترب منها .. فتوجست منه خوفآ .. ولم يبالي ..
: كنت اقول انك مثل الطيف صعب الاقيك .. الكل قال عني مجنون ..
استدليت عنك عن طريق مقاس حذاء ..
ابتسمت بخجل على حذائها المفقود حتى الان ..
دق جواله .. فتنهد متذمرا من لحظه الفراق القصيره ..
واسم طلال يومض في الشاشه ... اشاره بالرحيل .
ماطل في الابتعاد عنه متجاهلا رنينا مزعجآ ..
قال بهدوء : اعطيني رقم جوالك ..
تلعثمت في الرد : مو حافظته ..
طلع .. قلمه من جيبه .. و على راحه يدها كتب الرقم ...
امسكها برقه .. وقال : .. ارسلي لي رقم جوالك على الرقم هذا .. بنتظرك ..
وقف ويدها في يده بدون ملل منه .. حدق فيها مطولا .. وقبل راحه يدها بشغف
قال بصدق وعينيه تراقب ملامحها البريئه ..
: الله يقدرني واسعدك يا ودادي ..

تعلقت فيه بعقلها و قلبها .. و يدها مازالت معلقه في الهواء ..
وشيئا منه قد تسرب في خطوط يدها..
اي شكوك مازالت تسري بعد كل هذا ؟
يالي من حمقاء .. اكان علي ان اعسر اجمل لحظات عمري ..
هل كان يجب ان اعقد نفسي منذ البدايه ..
دخلوا عليها البنات ..
وبدأوا وابل الاسئله .. كيف شكله ؟ ماذا فعل ؟ ماذا قال ؟
وهي بعيده عنهم .. اخذ جزءا من قلبها معه ورحل ..
قبضت على يدها برفق.. تحجبها عن الاخرين .. تحفظ ما فيها
وتعيده على نفسها ...

لكن لم تنسى ان توبخ نفسها على عمل لم تقترفه فعليآ لكنها سمحت به ..
دقائق معدوده احتلت جزء كبير من تفكيرها ..
شيء جميل بدأ يتسلل داخلها ..

تسللت الى قلبي ..
واخبرتني انه الحب ...
اتمنى ان لايكون هذا مجرد حلم ..
يصر قلبي على ألا انساك ..
يلح علي ان اتمنى منك المزيد ..
يالي من حمقاء حقآ ..
حبك ارسله لي القمر
لذلك اشعر معه بالالفه ..
رغم ان لقاءنا كان مقدرآ ..
ولكنني لم اعلم انه سوف يصبح حبآ >>> منقول



**********************



كانت توزع الضحكات و الابتسامات .. للجميع دون استثناء
والاعين تدور وتلف معها معجبه .. و مهتمه ..
جلست بتعب في مكان بعيد .. رغم ان المكان ممتلئ على الاخير بالبنات
من نفس سنها و اصغر واكبر .. إلا انها مااستأنست بأحد قريب منها ..
تشاغلت سمر واريام في الرقص و الضحك مع صديقاتهم ..
وهي تعبانه من غير سبب محدد .. ومشتاقه ..
ابتسمت بينها وبين نفسها .. للموقف قبل ساعات مع مطلق ..
تحسست عنقها برعشه لمساته وكأنه حاضر معها الان ..
جلست وفاء بتعب جنبها وقالت ..
: ليش مارقصتي معنا ؟
ليلى بإبتسامه : لا دخليك .. مااعرف ..
وفاء بنظره للبنات : يعني انا اعرف .. مع الخيل ياشقرا ..
ضحكت ليلى ونظرتها توقفت على فاتن بفستانها الاصفر القصير ...
تجمدت نظراتها عليها وقالت بضيق : وهذي ايش اللي جابها ؟
سمعتها وفاء وقالت بدون فهم ..
: مين .. قصدك فاتن ؟ اكيد معزومه ..
مسكت كتفها وادارتها نحوها ..
سألتها : وشفيك ياليلى .. فاتن مسويه شي ؟
تأففت وقالت : بكون معك صريحه يا وفاء .. فاتن ماحبيتها .. حركاتها وكلامها لي .. ماتعجبني ؟
وفاء : ماعليك منها .. هي تقصد تزعجك .. تعرفين انها كانت مرشحه تصير زوجه مطلق قبلك ..
فأي شيء تسويه تقصده به تغيظك ..
مسكتها وفاء من يديها وسحبتها لتوقف: طنشيها وتعالي ارقصي معي ..
ليلى بإحراج : ما اعرف والله ما اعرف ..
بدت تنغمس في المجموعات وكل الذي تجيده هو تحريك يديها ..
اقتربت منها فاتن .. وقالت بصوت عالي ..
: ليلى .. تفآجات انك موجوده ..
ليلى بشموخ : ليش ... ياحبيبتي ؟ كنت متوقعه غير كذا
فاتن وهي تقرب منها تتمايل بجسدها على انغام الموسيقى
: لا .. اللي وصلني انك متخاصمه مع مطلق ..
توقفت عن الرقص وقالت بإنزعاج ..
: لاتصدقين كل اللي تسمعينه ..
تركتها و طلعت من المكان كله ..دخلت تشرب ماء تبرد على قلبها ..
دخلت وراها .. متصنعه البرود ..
قالت : شكلك زعلانه مني ؟
رفعت ليلى حاجبها : لا .. وليش ازعلك منك .. انا ماازعل الا من الناس اللي احبهم ..
ابتسمت فاتن بغيظ : يعني انتي ماتحبيني ..
وصلها صمت من ليلى فجاء الجواب مثبتا الادعاء
فقالت بدلع : وحتى انا مااحبك .. واظنك تعرفين من قبل ؟
ليلى بهدوء وذكاء : اكيد اعرف ..ساعه اخذت مطلق .. وانت تكرهيني ..
بحلقت فيها فاتن بحقد واضح .. و خلعت القناع بدون مماطله ..
وبصراحه : ماكرهتك .. قد كرهي لمطلق .. المثالي و الشهم
مدت لسانها بإزدراء لذكره بصفات متعاليه ..سخيفه في نظرها ..

توقفت عن الشرب .. ممسكه بالزجاج تكاد تحطمه ..
لم تتفوه بكلمه ردا عليها .. نطقت عينيها بما ضاق به قلبها عن كتمانه ..
و اتضحت خطوط الحقد على وجهها .. بدون عناء ..
همست ليلى بخوف من كم الكره الواضح ..
: لكن هو ماوعدك في شي ..
فاتن بضحكه سخيفه : لا ابدا .. ماوعدني .. لكن اهانني يوم اختارك ...
انا كنت قريبه منه ... قبل ما .. حركت اصابعها في الهواء قدام ليلى ..
قبل .. ما يطير لك ..
تنفست لليلى بصعوبه تحت وميض الشك ..
فقالت بصوت منخفض : وكرهك له يوصلك لتخريب بيته ..

كانت ملامحها جامده .. لكن ابتسمت بخباثه تعبر عن صدق شكوك الاخرى لتوقعها في وحل
ممتلئ بالاوساخ .. كانت خائفه من اثم الظنون .. و تأنيب الضمير .. من اتهامات عبثيه
فطيبه قلبها لاتجرح احد غير نفسها .. لكن ماكانت تخشاه وترفضه قد وقع .

اكملت بغصه كادت تخنقها : انتي اللي حطيت صوره سلطان .. في غرفه نومي صح..
ابتسمت فاتن وهي تمر من جنبها وتدفع كتفها بقصد .. وتقول ببساطه شديده
: عندك دليل انه انا اللي حطيت الصوره .. يكفيك اوهام .. انا مجربه الحب من طرف
واحد .. صعبه النسيان .. لو تعرفين قد ايش عندي صور لمطلق ..
اقتربت وهي تتنهد بعذاب مزيف : انا حاسه فيك .. اكبر عذاب انك تحبين واحد ما يدري عنك .

لم تنكر .. لم تحتج .. ولم ترفض ..
اثبتت ماحاولت جاهده رفضه وتفاديه ..
لم تبلغ الصبر المدفون .. لم تحكم سيطره مشاعرها في اوامر عقلها ..
كل الصورالكئيبه مع مطلق قد مرت بها .. و الدموع التي ذرفتها ..
وجع الالم الذي نخر في قلبها .. وجع جسدي نالته منه ..
سهر الليالي الموصومه بالتعاسه والقهر ..
هم تصاعد في حرقات الايام الماضيه .. ومازال الالم معسور في رحم النسيان ..

صفيح من نار .. سخونته ..قهر .. لوم .. و انحطاط
اصابع يدها قد اومضت بإحمرار ملتهب على خدها الايمن .. وهي فاغره الفاه مدهوشه ..
فاتن بجنون .. من هول صفعه قد آلمت كبرياءها .. قبل ان تشوه بياض خدها
وهي تنتفض : .. اقسم بالله لادفعك ثمنه غالي ..
دفعت ليلى بقوه على الحائط .. لترتطم الاخرى بدون مقاومه منها متجاهله الالم ..
حطام من الخديعه والصبر والالم ..
دخلت اريام في لحظه .. لتأخذها صعقه الموقف .. فاتن بهجوم على ليلى ..
اندفعت بعصبيتها تهدر بكلماتها المزعجها ونعيقها العالي .. محاوله التستر على فعلتها ..
أريام بذهول : فاتن ..ليلى ... وشفيكم ؟
فاتن : شوفي حرم اخوك المصون .. مدت يدها علي .. تحسبني بأسكت لها ..
أريام لنظره لليلى الهادئه .. للحظه شكت في كذبه فاتن .. ليلى تضربها .. مستحيل
: ليلى .. ايش اللي صاير بينكم ؟
ليلى بنظره عاديه خاليه من المشاعر ..كانت مصدومه من الحقيقه بقدر ماهي راضيه
شيء من الاعتزاز والثقه قد امتلأت داخلها.. شيئ هي موقنه انها لم تفعله ..
لكن ارتاحت لان كل شكوكها لم تكن ظن .. بل صدق محض ..

زمهرت تلك بحده : اريام .. وشفيك انتي صمخا ماتسمعين .. اقولك صفعتني .. ؟
اريام : طيب ايش اللي صار ؟
فاتن بإفتراء : زوجه اخوك ..قاعده تتبلى علي وانا ساكته لها .. قلت غيره نسوان اكيد
لكن الموضوع يصل لحد الاهانه هذا مااقدر اسكت عليه ..
ناظرت ليلى ببرود و ابتسامه ممزوجه بشرخ في كبرياءها .. لكنها منتصره
على الاقل هذا ماتشعر به رغم الانحطاط الذي وصلت اليه ..
: اسمعي ياليلى ... اللي بيته من زجاج لايرمي الناس بالحجاره ..

وطلعت من المكان بخيلاءها الزائف .. و شموخها الكاذب ..
تركت ليلى تناضل مابينها وبين نفسها ..
نار اشعلتها فاتن في قلبها ..
اتستمر بوصم الشمع على الماضي .. و إغلاق بابه بإحكام ..
ام تنفجر و تصرخ بكبرياء .. انثى مهزوزه ..
في كل ثانيه ونه .. ألم .. دمعه ..
امسكت بالحقيقه بين يديها كـ جواهر ثمنيه تخاف ضياعها
لكن اين تضعها؟
اين تحميها من اعين السارقين ؟


مطلق .. اسمعت مادار بيننا.. ؟
كنت انت الماضي الذي دق مسمارا في نعش تعاستي ..
مازلت ابحث فيك عن رجاء العوده وترى بنفسك ماغاب عنك رغم جمال يومي معك..
تلك التعاسه وصمت في روحي نقصآ ..فقدآ ..وضياعآ ..وانا راضيه ..
اشعر بالوجع بداخلي .. يامعذبي
اتحسس مواضعه بنفسي .. واصمت ..
لعل الصمت دواء لصرخاتي ..
لعله يحتويني بعيد عن صخب الحياة ..



***********************************



جلست على الارض بعدما انتهت من غسيل وكوي الملابس..
فتحت جوالها .. وتنهدت بملل ..
لارساله ولا اتصال ..له اسبوع مقاطع ..
عضت شفاتها السفلى بقهر .. و تمتمت مابينها وبين نفسها بوعيد قادم ..
" طيب يا سعود "
حركت تعليقه الجوال بتوتر ..
حتى استقبلت رساله بصوره مفاجئه قبل تسمع رنتها ..

"محتاجه لك "

ذل كبريائها عند احتياج بشري ..
كانت تعتقد انها صلبه غير قابله للانكسار عند اي عاطفه ..
كانت تظن ان الصداقه قد ضلت طريق الوصال .
ادارت وجهها لكل شيء ..
للحنين والذكريات .. لسمو المشاعر التي تعبر بإحساس صادق ..
غير مستعده الان .. للعوده
غير جاهز لمصالحه نفسها ومصالحه الاخرين ..
لكن الحقيقه التي لاتريد ان تصارح نفسها بها ..
انها لاتريد ان تكون السباقه لا في المصالحه او التنازل ..
بعض القيم قد تصبح رمادا ... مثلها مثل التراب بلا معنى ..

تركت جوالها .. ينتحب على نداء اجوف لصديقه قد لجأت إليها
في وقت هي في امس الحاجه لها ..
في وقت .. لا تصيغ فيها كلمات تدثر القلوب بدفء ..
تختفي فجأه .. وكأنها لم تكن موجوده من قبل ..

تجاهلت ذلك الصراع داخلها..
وحدقت لشاشه التلفزيون .. بدون اهتمام بها ..

دخل صالح ..جلس جنبها ..
وقال: نجمه .. قومي سوي شاي ..
تأففت وقالت بإنزعاج : تعبانه .. توي انتهيت من غسيل ملابسك ..
صالح : وانا ايش دخلني ؟ هذا دورك في الحياة .
للحظه كرهت اخوها ..ولنظرته لها ..
نجمه : ياسلام وانت ايش دورك في الحياه .. تاكل وتشرب و تتهنى
وانا لي التعب والشقا .. يعني ايش لازم اكون في حياتي علشان
القى الاحترام ؟
صالح بسخريه : خليك سنعه .. وقومي سوي شاي وبعدها احترمك .
نجمه : بعد اللي قلته .. مابسويه
صالح بعصبيه :اقول قومي .. لأقوم عقالي على ظهرك ..
نجمه بقهر من اسلوبه : ماني قايمه .. واعلى مافي خيلك اركبه ..
ذكرتها الجمله.. بسعود فجأه .. فانقهرت اكثر ..
صالح بغضب مسكها من شعرها بقوه .. فصرخت بألم منه ..
قال بلهجه متنمره : نجمه .. عن طوله اللسان روحي سوي الشاي احسن لك ..
نجمه : والله ما اسويه ..واترك شعري يا حيوان ..
بدى الدم يغلي في عروق صالح .. و ماانتبه لنفسه وهو يضربها بقسوه ..
صرخت بألم .. متجاهله وخزات الدموع في عيونها ..
ماتبي تبكي و تظهر ضعفها قدامه..
دخلت امه مفزوعه من نومها مسكينه وبالكاد سحبتها من بين يديه ..
ام نجمه : حسبي الله عليك من ولد ذبحت اختك ..
من بين انفاسه قال بعصبيه ..
: باقي ما شفيت غليلي من لسانها الطويل .. انا تقول لي حيوان ..
نجمه بنرفزه : ايه حيوان .. وهو فيه واحد يعامل اخته بالقسوه هذي ..
لو ابوي موجود ماقدرت ترفع صوتك في وجهي حتى ..
هدأت ملامح ..صالح .. واختفى كل الغضب فجأه .. ..
عدل شماغه على راسه وطلع من البيت ..
ام نجمه بعدما تعبت من الوقوف ..
: حسبي الله عليك من بنت .. ليش ماتسمعين الكلام .. انتي لازم توجعين
قلبي عليكم ..
نجمه : وهذا اللي قدرتي عليه .. ماشفتيه كيف ينافخ علي ..
و يضربني كأني جاريه عنده ..
ام نجمه بحزن : الله اعلم وين راح في هالليل..
نجمه : روحه بدون رده انشاء الله ....
صرخت فيها ام نجمه بعصبيه : اسكتي لابارك الله فيك .. تدعين على اخوك
ماتعرفين قيمه الاخ ... يوم طاح ابوك هو اللي شالك وعزك عن الناس ..

نجمه : لا مابدعي عليه .. بدعي على نفسي .. الله ياخذني وافتك ..
ام نجمه : الله يهديك يابنتي ..

كانت تبكي .. ودخلت وقفلت على نفسها في المطبخ ..
تبكي كعادتها بدون صوت ..
وكأن الايه انقلبت عليها ..
محتاجه لصديقها عمرها ... ياللسخريه
كما تدين تدان .. كتبتها في دماغها " محتاجه لك " ياليتها تصل بدون تعب .

افزعتها نغمه الجوال .. فحدقت في اسم المتصل لاكثر من مره دون ترد عليه
ارسل رساله على جوالها ..
" اذا مارديت تراني في اقل من دقيقه بكون عندك "
طنشته للمره الثانيه .. و جوالها يومض بإسمه من جديد ..
فأرسل رساله " انا عند الباب ... افتحيه "
هذا كان ناقصها..
هذي المره هي دقت عليه . ..ففتح الاتصال مباشره
: يعني لازم الواحد يستأذن قبل او ياخذ موعد مسبق علشان يكلم مرته .
بنبره مرتعشه : نعم يا سعود .. تبي شي ..
سكت لدقيقه وسأل بهدوء : اشفيه صوتك ؟
المشاعر تحتج عند السؤال ..
بعضها يصمد والاخر ينهار بسهوله ..
نجمه : مافيني شيء ..
سعود : تعبانه ..؟
نجمه بإنزعاج من الحاحه ..
: سعود انا مو قادره اتكلم اكثر .. تبي شيء قبل اقفل .
سعود بسخريه وضحت في صوته ..
: في بنت تكلم زوجها بالطريقه هذي .. احمدي ربك اني اكلمك ..
صرخت فيه بصوت باكي ..
: الحين تبي تكلمني .. لك اسبوع ماتدري عني .. ولاتسأل عن احد
ضحك سعود : وهذا اللي زعلك.....

في وقت ثاني كانت ضحكت منه .. واعتبرتها اسخف دعابه سمعتها في حياتها
لكن الوقت هذا ماكان يسمح لها بالتفكير مرتين قبل تقول ..
: انت ماتهمني .. زعلت ولا رضيت بكيفك .. انا بنام رجاء لاتزعجني باتصالاتك .

قفلت الجوال في وجهه وعلامه استفهام كبيره على راسه
وابتسامه محبطه على شفتيه ..
كان يعتقد ..يعتقد فقط .. لمجرد الاعتقاد لا اكثر تمنيه للنفس و بعث الامل فيها
بأن تغييرا طفيفآ حاصلا فيها .. لكن يبدو انه لافائده .


****************************



استمر الصخب .. و ارتفعت الاصوات بغناء .. و بكلام و نقد وفن وحركات .
و ازدحمت كل الافكار في عقلها .. وانهارت تعبآ ..
شوطآ طويلا من الانتظار قضته في دقيقه ...
تأملت شاشه الجوال .. التي ماتفتأ من انطفائها حتى اعادت لها الضوء
تتبصر في الامل رأفه بعد الرحيل ..
كانت تظن ان صديقتها ستقطع المسافات الطويله وتداري حاجتها المتفاقمه مع الايام .
هي وحيده .. تحتاج لمن يفهمها بدون ان تتكلم ..
تنهدت .. بعد قياس طويل من المشاعر المرهفه .. ولاحياة في البعد هناك
حيث الوجع مزروع في تربه خصبه ..
شعرت بالتعب فجأه .. غير قادره على الوقوف اكثر ..
حتى الابتسامه جهد مبذول كبير .. لاتستطيع التكلف فيه ..
حراره خنقت انفاسها .. و المعالم حولها بدأت تغيب تدريجيآ ..
اظطهاد لكل الشغب المتواجد حولها ..
مشت بترنح لزاويه تعزل فيه نفسها .. بعيدا ترجو الهدوء والسكينه
لحقتها وفاء وسألتها : ليلى وين رايحه ؟
ليلى بتعب واضح في وجهها : الزحمه خنقتني .. ابشوف لي مكان هادي .
وفاء وهي تقرب منها و تمسك يديها ..
سلامتك .. وشفيه وجهك اصفر .. ؟
ليلى بإبتسامه مرهقه : مصدعه .. اليوم كله مانمت ..
غامت عيونها بضبابيه لم تعد قادره على معاكسه التعب و ادعاء القوه
استندت على الجدار بتمايل .. وقالت ..بصوت منخفض ..
: ما اقدر اوقف اكثر ياوفاء .. حاسه بتعب فظيع ..
وفاء وهي تمسكها من كتوفها ..
: بسم الله عليك .. تعالي معي ابوديك حجره البنات ترتاحين ..
كانت تسحب نفسها سحب .. حتى ارتخت على سرير و اراحت عينيها ..
خاطرها احساس بأن كل عضله وعظمه في جسدها تنتحب ..بألم ..
غير صراع نفسي على الدوام مع افكارها وهمومها المتجدده ..
تريد الهدوء والنوم
تريد حجرتها و سريرها .... وتريده هو معها ..
دخلت جود وقفلت الباب ..
سمعت صوتها تسأل .. لم تهتم بما حولها ..
همس و وشوشه كلام ...
لكنها نادت بإسمه الوحيد الذي تريده الان ليس سواه ..
هو من تجد لديه غايتها .. وان كان بعيدا عنها ستجذف حتى تصل إليه ..
هو من سبب عذابها وراحتها ..
طرائق نقائضها كلها تجدها فيه .. منه وإليه تنتمي ..
لاعزاء في فقد الكثير و تجده هو بجانبها ..
اعتقلت لحظه في ذل مشاعرها ..
تحبه .. تحبه .. تحبه .. وحبه مثل العذاب ..
مثل العلقم ..دواء ..
مثل العطر المسكوب على الجراح ..

سمعت مكالمه وفاء .. عرفت انها تكلم مطلق ..
على الرغم انها تريد قربه الا انها لم تريد ان يبتعد عن صديقه في وقت مهم له
تكلمت اخيرا بجهد بليغ : وفاء .. مافيني شيء .. لاتقولين لمطلق ..
رفعت وفاء السماعه عن اذنها وقالت ..
: شكلك تعبانه .. خليه يوديك المستشفى ..
ابتسمت ابتسامه باهته .. : الحين اقوم .. كنت محتاجه راحه ..
وفاء وهي ترجع الجوال لاذنها .. انعقدت حواجبها بإستغراب
وقالت : قفل الاتصال ..
دخلت سمر بعصير و معجنات في صحن .
سمر وهي تقرب من ليلى : سلامتك ياليلى .. جود قالت انك تعبت ..
قربت وفاء من ليلى و ناولتها عصيرالبرتقال بعدما سندتها ..
وفاء : خذي اشربي .. يفيدك اكيد انك مااكلت شي علشان كذا تعبت ..
حاولت تتذكر متى اخر مره اكلت فيها وتعبت من التفكير
شربت العصير بدون مقاومه منها.. ..
سمر : كيف صرتي الحين ؟
ارتاحت ليلى مبدئيا وحست بالتحسن ...
: الحمدلله .. اصرت احسن .. انتم خلاص لاتضلون هنا..
روحوا شوفوا وداد و جود اكيد يحتاجونكم ..
وفاء : انا بطلع برجع اشوفك ..
ليلى : ماله داعي ..شوي وانا الحقك ..
سمر وهي تجلس جنبها : ماعليك ياوفاء انا بعقد هنا ..
اصلا كذا ولا كذا انا تعبت من الرقص والهجوله ..
ليلى بإبتسامه : ماشاء الله عليك ياسمر .. طلعت حرتك في الرقص .
سمر : ايه والله ..احنا متى يصير عندنا ملكه او زواج .. خلينا نطلع الكبت اللي فينا شوي .
طلعت وفاء .. وظلت ليلى مع سمر .. ماكانت تتكلم كثير .. اغلب وقتها تراقب الحجره
ومحتوياتها من كتب و صور .. وسمر تقلب في جوالها .. بعدما استلقت على سرير وداد .
فجأه قامت مفزوعه على رنه جوالها ..
قالت بإبتسامه خوف : بسم الله عليه .. خوفني .. الواحد يقعد رايق ومبسوط وفجأه ..
ليلى بهدوء : طيب ردي اول على الاتصال بعدين تكلمي ..
سمر بإبتسامه شقيه : شكلها الحاسه السادسه اشتغلت عندكم .
ردت بهدوء .. وبعدها تغيرت ملامحها بجديه ..
:هلا مطلق .. ليلى مافيها شي .. والله شوفها قدامي قاعده تكلمني ..
تجعد وجهها وهي تنقل نظراتها بين الجوال .. وليلى
: بسم الله .. وانا ويش قلت .. اقول لك شيء خذها و طلع حرتك فيها ..
ابتسمت و هي تعطي الجوال .. لليلى وتهمس
: كان الله في عونك ..
ليلى : هلا مطلق ..
كانت كلماته لها وقع حاد في اسماعها .. بدايه مباشره لا ترتيب لها ..
: البسي عباتك ..واطلعي انا برا انتظرك ..
ليلى بهدوء : مطلق .. تعوذ من الشيطان .. كيف اترك الحفله توها بدت ..
انتظر وقت يأخذ نفس طويل فيها.. و كأنه يحاول انه يكبح غضبه بأي طريقه
: بتطلعين ولا ادخل انا ..
ضحكت بإستغراب .. : صادق انت ..؟ عقدت حواجبها وسألت ..
: وشفيك انت ؟ ليش معصب ؟
مطلق بصوت متحكم : انتي ليش تحبين تجادليني .. قلت اطلعي وانتهى الموضوع .
ظهرت عليها علامات الإنزعاج .. كانت تظن انه بيدق يطمن و يسأل عنها وعن احتياجها
لكن طريقته في السؤال والاهتمام كانت مبطنه ..غريبه ومثيره للازعاج .
خرجت من دائره الوضوح واصبحت مبهمه ..
ردت عليه بجهد : وانت ليش تلكمني بالعصبيه هذي ؟ كل شيء عندك اوامر ..
الكلام اخذ وعطا حاول تتفاهم معي بهدوء ...
تأفف وقال يتصنع الهدوء : انا هادئ .. اطلعي لي بسرعه انا انتظرك .
ليلى : مطلق ..لحظه .. طيب ليش تبيني اطلع ..
مطلق بعصبيه : كيف ليش ابيك تطلعين .؟ انا حر زوجتي وابيها وين المشكله في هذي .
مره واحده قولي لاهلي يطلعون معك ..
وقفل الجوال في وجهها ...
طالعت شاشه الجوال بإستغراب لتغيره المفاجئ ...
كان منفعل ومعصب لاخر درجه ...وهي تجهل السبب..
عجزت تفهم الرجل هذا ؟ عجزت واستسلمت ..



*************************



تأفف وهو يرمي الجوال في المقعد الثاني ..
ويرتخي في مقعده ... يفكر بتمعن و يتذمر من نفسه للمره الالف بعد المليون
و يعيد يسأل نفسه ؟لماذا ؟ و كيف ؟
هل كان عليه ان يخالف رغبته ؟ ومايريد ان يفعله في الحقيقه ..
لم كل هذا التطرف في مشاعره ..
لما تحيك مؤامره مع نفسك وتدعي السلام ؟
لماذا تلصق جراحك بكل جرح تلقاه وتغض الطرف عن الشفاء ..

دقيقه تلك المهاتفه السريعه .. اخبروك انها مريضه ..منهكه .. تعاني ..
فلما قفزت حواسك كأسد ثائر .. ؟
لما انحصر كل تفكيرك فيها ؟
تتذكرها فجأه وتترصد ملامح التعب التي لم يفهمها هو حين اذا ؟
لما اختفت كل معالم الاهتمام في خشونه خدشت انوثتها ؟

اعترف يامطلق ..
على الاقل كن صريحآ بينك وبين نفسك ..
عباءتك الليل وهي نجمه فيه ..
و سويداء قلبك نار من اجلها ..
اعترف ان الخوف هزك في كل ونه ألم تخرج منها ..
وان لم تسمعها .. يدركها قلبك قبل اوان ..
ان شيئا ما اعتصر فؤادك عند مساس الضر بها ولو من بعيد ..
مالذي حدث لك ؟
تعابيرها سهله مقروءه .. فلم تعسرها وتدعي الصلابه ..
اخرج من اغصان الشكوك الكثيفه و اسمح لبصيص النور ان يتسلل الى قلبك ..
رغم كل المراره الماضيه التي مايزال طعمها في فمك .. كالدم
عانق لحظات جميله لاتدرك في القادم ..
لحظات مضيئه تعانق حياتك معها ..
الحياة التي لم تشعر بها الا معها .. وبها ..
الحياة يا مطلق التي تنشدها .. هاهي بين يديك ..
لا تخنقها دونما حياة ..
تنهد بتعب .. و بألم .. من اجلها ..
ومن اجل انهاء الصراع الشرس بداخله ..

(الحقيقة صرخة بملايين الإيقاعات
و الموعظة ندب آحادي رتيب…)…


كانت ربع ساعه .. ينقر فيها بأصابعه على المقود في انتظارها ..
طرق على الباب المجاور له .. جعله ينتبه ..
مال ناحيه الباب وفتحه ... دخلت و قفلت الباب بإنفعال واضح ..
سأل : وين الباقين ؟
جاوبت بآليه : بيرجعون مع وفاء ..
انتظر لحظه .. والتفت حوله وسأل : وانتي ليش معصبه ؟
ردت بهدوء : لامعصبه ولا شيء .. اساسآ ليش اعصب ..اعطني سبب علشان اعصب ..
ابتسم وهو يحرك السياره ..
قال بهدوء : بنمر المستشفى اولا .. وبعدين ..
قاطعته : ليش المستشفى ؟
هدأ السرعه عند منعطف ورد بإسترخاء :
سلامتك ان شاء الله .. سمعت انك تعبانه ..
غمضت عيونها بتعب من تعذيبه لها
: الله يسلمك ياحبيبي من كل شر .. انا بخير الحين ..ماله لزوم المستشفى .

زادت ابتسامته على نطقها كلمه حبيبي ..
شعر بها تتغلغل في قلبه بدون عناء ...

مسك يدها بسرعه .. ناظرت في يده .. وقالت
: اترك يدي .. ؟
شدها اكثر ناحيته : وليش اتركها ؟
برجاء : شوف الطريق احسن لك .. ماتقدر تسوق بيد واحده ..
رفع حاجبه .. وقال بإبتسامته ..
: كل هذا خوف .. ماعليك افديك بروحي ولايصير لك شيء ..
على حلاوه كلماته التي تنتشي بها .. إلا ان وخز في قلبها لفكره فقدانه ..
احتد صوتها بنبره معاتبه : يعني انا خايفه على نفسي .. ليش ماعندي احساس ؟
ارتعش صوتها فجأه .. فعظت شفاتها تمنع ضعفها من الخروج للعلن وفضحها
شعر بها فترك يدها على الفور ..
قال : كنت امزح وشفيك صايره حساسه زياده عن اللزوم ؟
ظلت صامته طول الفتره .. تراقب فقط وتشغل نفسها بما حولها ولا تهتم به تحاول جزافآ
وهو ينظر لها مابين الفينه والاخرى ويتوعدها في حسابات اخرى ..
توقفت السياره .. و خرجت منها بصعوبه بسبب ثقل الفستان ..
طلع بسرعه ... والتفت لها تعاني بسببه ..
وقف قدامها .. وسألها : تحتاجين مساعده ؟
قدرت تتنفس اخيرا بعدما ازالت الغطا على وجهها ..
: لا مشكور ..
رفع حاجبه لوجهها المتوهج بمشاعر كثيره .. التعب والحزن والغضب ..
وبخطوه واحده ..رفعها بين يديه .. متجاهل صرخاتها الوديعه ..
: مطلق .. نزلني .. نزلني ..
مطلق وهو يمشي : وانا ماشلتك علشان انزلك ...
ليلى : الله يخليك .. نزلني طيب عند الباب..
مطلق بدون رد .. وهو يطلع الدرج .. ويبذل جهد مضاعف على نفسه ..
حتى فتح باب الجناح برجله ودخل ...
وقتها قال بهدوء بين انفاسه : والحين انزلي ؟
نزلت بخفه .. لكن يديها مازالت تلتف حول عنقه لغايه تصبو اليها
انتظر لثانيه .. يحاول ان لايسأل ...
دفنت وجهها متجاهله تلك الاصباغ التي عليها ..
تلك الحاجه الملحه وجدت مكانآ تختبئ فيه ..
وجدت ضالتها اخيرا ..
ضمها بيد واحده والاخرى تمسح على شعرها ..
: .. انا اسف اذا عصبت عليك ..
همست دون ان التفاته لاعتذاره : كنت محتاجه لك ..
اغمض عينيهاودفن وجهه في عنقها ..
: انا معك لاتبكي ..

كانت تريد ان تخبره بمكائد فاتن و رغبتها الجامحه في تدمير حياتهم
كانت تريد ان تخبره ان صديقه عمرها قد تخلت عنها عندما افصحت عن حاجتها..
كانت تريد ان تخبره انه محق ؟
هو معها في كل وقت .. بكل تفاصيله الدقيقه .. و اجزائه الممله .. في كل لحظاتها
فرح ، ترح ، صمت و صخب ...
تكره كل شيء فيه وتحبه !!!

ابى انا يتركها وهي بين يديه ..
تنهد بيأس ..وهي تنتحب بصوت منخفض ..جسمها يرتعش بشهقات حاره تخرج من جوفها
ولاتعبر عنها الا بها .. تجردها من صمتها و تجعلها حزينه ..ضعيفه..
سأل متألم لألمها وان كان يعرف انه جزء منه ...
: مين زعلك .. ... ابتسم بمرارة وعقب : طبعآ غيري ؟
اراحت رأسها على كتفه ..
وقالت بوتيره هادئه تقصد بها ازعاجه : انت ثم انت ثم انت ..
ابتسم بألم و يمسح على ظهرها بلطف ...
: انتي تبين تريحين نفسك ولا تعذبيني ؟

ضحكت بخفه على دعابه اطلقها على حالهما ..
هل حقآ عذابها هو جزء قاسٍ من تعذيبه ؟

رفعت رأسها عن كتفه ومسحت دموعها .. وقالت ..
: حتى الحين مافهمت ليش اخذتني من الحفله ؟
رجع رأسها لكتفه و رجع يحضنها بعمق اكثر ..
: قالوا لك انك تعبت .. وبصراحه مليت من ناصر .. الرجال تملك و استخف زياده .
رفعت نفسها مرة ثانيه وسألته بإهتمام : يعني خفت علي ؟
رجعها للمره الثالثه لحضنه وهي تتعلق فيه اكثر .. وقال كاذبآ ..
: لا .. قصدي مليت من ناصر وحفلته الغثيثه ..قلت ليش اجلس زياده ..
رفعت نفسها و مسكته من كتوفه وقالت بإبتسامه متلاعبه ..
: ليش يجيني احساس بعض الاحيان انك تغار من صاحبك ؟

فتح فمه ليتكلم .. لكن لم يجد كلمه يدثر بها خيالاتها الصحيحه ..
لم يكذب احساسها او يدعي غير ذلك .. وان كان كذبا ..
اكتفى بالابتسامه خير برهان لظنونها ..
غطت فمها تكبح ضحكه متشاغبه .. تأملت بريق عينيه ..
يحاول عبثآ ان يهرب من تحقيق ملزم ..
ربتت على خده بلطف .. فمالت عليه وقبلته بخفه ...
تركت اثر احمر الشفاة عليه ..
وقالت بلهفه صدق قرأت في صفاء عينيها ..
:انا ماقلت لك من قبل اني احبك ...

كاد قلبه ان يهوي الى القاع .. او هوى وكفى ..
لاتقوليها .. فأنا لم اعد احتمل نارك ايتها الساحره اللطيفه ..
لم اعد اطيق صبرآ حتى اضمك مره اخرى وامزجك بين جوارحي ..
لاتألمي قلبي .. بتلك الكلمه ..
لاافهمها بالشكل الصحيح .. ولا اعرف كيف اعيدها لك ..
هل تحبينني ؟..
كيف احببتني ؟
انا جلف .. و صخره جلمود قاسيه لاتكسر ولاتشرخ ابدأ
ان شيء محسوس وعكسه كذلك ..
انا طوفان هادر لايعرف التوقف ..
انا ذلك الوحش في قصتك ياحسناء ...


اختفت تلك الابتسامه المغامره على شفتيه .. واصبحت خط مستقيم شاحب
عينان تسقطان في المجهول ..ولاتعبران الواقع ابدآ ..
تكاد تسقط في جوفها غريقه ..
محيط .. محيط .. محيط ..
لامناره هناك ولا مرافئ في انتظارها ..
ولاعلامات حياة على وجهه ..
قحط وجفاف ..
وعمق للحضيض .. وللاسف ..
انتصبت بهدوء .. ترفض ان تغمس روحها في مدافن اليأس ..
فغدآ يوم اخر ..
غدآ ستأخذ نفسآ طويلآ قبل ان تغوص مجددآ ..


******************************


فؤاده كالساعه لاتتوقف .. يدق حتى مل من نبضاته المسموعه
يحرث الشقه ذهابا وايابا ..
يقبض على جواله بشده .. يبتسم بينه وبين نفسه ..
لان ماتمناه اصبح حقيقه ..
الساعه الثانيه والنصف وهو مازال في انتظار رساله الرحمه ان تبعث له ..
كان ينتظر .. بشغف وصورتها ماثله امامه ..
كم ابهجه اللقاء بعد ايام طويله من السهر و الحيرة ؟
جاءته الرساله اخيرا .. " هذا رقمي .. وداد "
اتسعت ابتسامته ورمى بنفسه على الاريكه .
ومباشره دق عليها .. انتظر لنهايه الرنه .. حتى انفتح الاتصال ..
ناصر : السلام عليكم ..
كان صوتها بعيدا مرتعشآ ..: وعليكم السلام ...
ناصر : لو تأخرت دقيقه زياده ... كنت دقيت على طلال .. و اخذت رقمك .
سمع انفاسها المضطربه وقال ..
: اشتقت لك ...
زادت وتيره انفاسها بحده .. و تنبأ بخجلها ..من سماع كلماته لها ..
ابتسم وهو يقول : السموحه ..ثقلت عليك العيار .. لكن مااقدر اخبي مشاعري اكثر ..
وداد : لا عادي ..
ناصر : ما تعرفين الليالي الطويله اللي سهرتها وانا افكر فيك ..
وداد بصوت خجول : ناصر ..
ضحك وقال : عيون ناصر ... لو تدرين ماني مصدق ان حلمي صار حقيقه ..
سألت بتعجب : انا حلمك ..
ناصر براحه : اكيد .. عندك شك ..
وداد بتوتر : لا .. لكن ...
ناصر بصدق ووضوح : انا ماقلت لك ..انك اخذتي قلبي وعقلي من اول لحظه شفتك فيها ..
هدأت وداد .. ولم تجد ما تقوله له اكثر من ذلك..
في الاساس لم تعد قادره في مجابهته بكلماته المؤثره ..
ناصر : انا صريح ياوداد .. واللي في قلبي على لساني على طول ..
حس في ترددها وصمتها الطويل المرتعش ..
حس بخلجات قلبها المتوتره ..
لحظه .. مابين العقل والقلب حسابات ..
في الحياة من الاساس حسابات اخرى ..
تجاربنا مع الاخرين تمنحنا درس للقادم ..
الخذلان والصدمات الصغيره والموجعه ... بعضها تمضي بدون اهميه
والاخريات تمر متثاقله نتفحصها جيدآ ونهتم ..
نتعلم منها ونستفيد ونفيد ...
تجعل منا اناس اخرين .. فاهمين .. ذوا خبره و ادراك ..
العلاقات ليس شيئا سهلا يسيرا ..
بعضها كذلك والبعض الاخر معقد لحد الاستحاله ..
ولسنا كلنا ساذجين لحد الفكاهه .. لنوسع الحياة بمجرد كلمه وان كانت صحيحه ..
او نفتح مغاره الكنز .. بمجرد مفتاح مزيف ..

نطقت بيسر : لو قلت لك اني خايفه ..
بإهتمام واضح : خايفه مني ؟ ..
جاوبته بدون تردد لسكينه شعرت بها ناحيته ..
: خايفه.. من الالم ..

شعر بقلبه يذوي عند رقتها ..
أليست كـ ياسمينه .. تخدشها النسمه الرقيقه ..
تخاف السقوط بخشونه على ارض الواقع ..
وتهاب اقدام العابرين ان يمروا عليها ..


قال بتفهم : انا ماأضمن لك الحياة .. لكن أضمن لك نفسي .. اوعدك يا وداد .
ابتسمت بينها وبين نفسها برضى ..
وهمست .. لاداعي للتفكير في غدا او بعده ..
ستعيش اليوم بما فيه .. وتترك القافله تسير ..
سمعت صوته فإبتسمت اكثر ..: ودادي ..

ابحرت معه في ليله .. ليست كتلك التي تقرأها في عبير او احلام
ليله عاشت فيها ماكانت تتمناه .. واكثر
من قال ان الفارس على الحصان الابيض مجرد وهم لانثى حالمه
او هي احلام ورديه لطفله تكبر رويدآ رويدا .. وتمحي الصوره ..
فعلا .. في حاله وداد .. فناصر فارسها .. المنتظر وحلمها المسكون في قلبها ..
فالحمد لله حمدآ كثيرآ مباركآ كما يليق بوجهك وعظيم سلطانك .. على نعمتك .

********************************


يوم بعد يوم .. والليالي تتوالى.. وقمر في ليله كامل ..
بدر شهي المنظر بهي الطلعه ..
اماسي العشاق في ليال طويله متعاقبه ..

تسطع بعده نور الصباح .. وشمسه المتعاليه .
ضياء كون و ألوانه الزاهيه ...
رموش الاماني المتطايره ..
زهاء الارواح النديه .. المسافره ..
ويبدأ الوكب .. مابين الذهاب والاياب ..


ويأتي الصباح ..
لـ ..يعاود الكل ترتيب احلآمه ..
من جديد !


}رباااااه ..
سقيآ أمل ...
لـ .. جميع احلامنآ المبتوره ...


انتفضت مذعوره .. لكابوس اطبق عليها ..
و غاثت نفسها .. فزعآ و غثيآنا مريرا وقف في حنجرتها ..
اسرعت للحمام .. تستفرغ ما جوفها ..
قام مطلق من نومه لما حس بفقدها ..
وسمعت صوتها من الحمام .. قام لها بسرعه
وقف على الباب .. وناظر لها ..مستنده على الحوض ..
تنتفض كعصفوره جريحه ..
سألها بخوف: وشفيك ؟
مسحت جبينها واشرت له على بالابتعاد ..
راقب ارتعاشتها و وقفتها المترنحه ..
اقترب منها .. ومسك خصرها بيد واحده .
قالت بإنزعاج : اطلع برى .. مابيك تشوفني كذا ..
قال ويده الاخرى تمسح جبنيها بالماء البارد..
: ماعليك مني .. خذي راحتك ..
زادت ارتعاشتها .. والالم في صدرها يزيد ..
وهي تدنو من الحوض .. بدقائق عسيره شعرت فيها بإنقلاب معدتها
و اختناق انفاسها ..
غسل وجهها بالماء البارد وحملها برشاقه للسرير ..
استلقى بجانبها بعدما اراحها على الفراش .. مسح شعرها برقه
: شوي وتجهزين نفسك .. بوديك المستشفى يعني بوديك ..
شوفي وجهك كيف صاير ؟
ادارت ظهرها له و قالت بإنهاك .
: تعب خفيف ماله داعي نروح ..
ادراها ناحيته بحده وقال ..: كل شيء عندك ماله داعي .
انا قلت باخذك ..لو اضطريت اني اشيلك شيل ..
المشكله فيني انا من قال لي اخذ شورك ؟
حاولت انها تبتسم .. لكن حتى هذه مشقه لاتطالها ..
قالت و عيونها مغمضه : يمكن تتأخر عن شغلك ..
قام منرفز منها : في ستين داهيه الشغل وصاحب الشغل ..
دخل الحمام و اقفل الباب بعنف خلفه ..
تنهدت بتعب .. على المزاج العكر ..
لم الاستغراب ؟ فكل هذا وليده ليله شاحبه قضتها .
كلمه وقفت لها واعلنتها في وجهه.. ومازالت في انتظار عودتها إليها ..
فجرتها بدون مقاومه منها ..
تعبت في اختزانها في قلبها .. والتعب زاد اضعافا بعد قولها
ماذا كانت تظن منه ؟ وانتظرتها منه يومآ او بعد يوم ..
هل كان سيقول لها وانا ايضا احبك ؟
يكفي .. تعذيب لنفسك ...
فالحب خطان متوازيان لايلتقيان ..

الحب خطان متوازيان
إنك ساحر وشرس
تخشى اطمئناني اليك :
تتوهمه فخا …..
وتخشى هربي منك :
تتوهمه لا مبالاة

****
يا رفيق الحزن , الهارب من دربي
متل طائر هجر الحدس
وحمل البوصله …..فضاع …..

****
تقدم مني بلا ذعر
وشاركني مهازل الذاكره المشروخه
وانتفاضه الشرايين الضجره
في مدن منسيه
****
آ ه لا تذهب , لا تحضر
لا تقترب , لا تبتعد
لا تهجرني , لا تلتصق بي
لا تضيعني , لا تؤطرني …..
ولنطر معا
في خطين متوازين لا يلتقيان
لكنهما أيضا لا يفترقان !000
إنه الحب !…

!…>>> من قصائد غاده السمان


كل هذه الافكار مازالت تعصف بها وهي في صاله الانتظار في المستشفى
اخذوا الامر بتهويل عظيم وهي مجرد نزله برد .. وليس اكثر ..
تحاليل من هنا و اخرى من هناك .. الكثير من التعقيد ..
اذهبي هنا و تم تحويلك الى المكان الفلاني ..
ملت من الانتظار وتلك الرغبه في النوم قد عاودتها مجددآ ..
نادت الممرضه بإسمها .. لمحت مطلق يراقبها بنظراته .. وهي تدخل بعدما ان
اطمأن من جنس الطبيب المعالج .. " انثى " للاهميه فقط ..
استرخت تستمع لتلك النصائح العظميه .. و الابتسامه تفتر من بين شفتي طبيبه
في الخمسينات من عمرها .. لتفجر المفاجآه في وجهها ...
: " مبروك " انتي حامل ...
شعرت بأن المكان قد اطبق عليها وان الهواء قد سد منافذ اذنيها ..
سألت بإبتسامه غبيه : لو سمحت عيدي اللي قلتيه .
الطبيبه : قلت مبروك يااختي انتي حامل .. ..

ماهو الشعور بداخلها بالتحديد ؟
اهي شرارات الفرحه الغامضه التي تطايرت بداخلها ..
ام مازالت الصدمه تسري في عروقها ولم تأتي برده فعل مباشره واضحه ..
فجأه .. غطت وجهها بيديها واجهشت بالبكاء ..
بكاء صادق يعبر عن كل مافيها ..
بكاء كان لابد ان تذرفه قبل الخطوه القادمه ..
سألت الطبيبه بخوف : في مشكله يااختي ؟
رفعت رأسها بإبتسامه : لا ..
ضحكت بخفه وقالت بدون تصديق : انا حامل ..
هزت الطبيبه برأسها بنعم .. و هي في حاله استنكار لحاله ليلى ..
مسحت دموعها وقالت : شكرا.. الله يعطيك الف عافيه ..
وقفت الطبيبه : مبروك ثاني مره .. لاتنسين انتبهي لنفسك
و واظبي على متابعه حملك عند طبيبه مختصه ..
ليلى بإبتسامه رغم الدموع : ان شاء الله ..

كان قلبها يدق بعنفوان كبير .. بلهفه وشغف وحب يتعاظم في كل دقيقه ..
هناك جزء منه ينمو في احشائها ..
هناك روح تتقاسم كل اجزائها معه ..
راقبت مطلق .. ينظر للارض بتفكير عميق .. و يحرك سبحته العزيزه عليه بين يديه ..
ابتسمت .. يالـ حبها العظيم لهذا الرجل ؟

انتبه لها وتقدم منها .. سأل : خير ايش قالوا عندك ؟
مسك يدها ومشت معه ..
شعرت بغصه ان تخبره بذلك بيسر ..
تخاف الان من رده فعلها ..
ان ترقص طربآ في ازقه ممتلئه بالناس ..
ام تعانقه بلهفه وتخبره بالامر المبهج ..
همست وهي تميل ناحيته بإثاره : حامل ..
توقف وقال بدون تركيز : ايش ؟ انتي ...
همست بحشرجه دموع وبإبتسامه صغيره وعينها تراقب انفعالاته ..
: انا حامل ...

شعر بالخدر في تعابير وجهه .. شي مشدود شاحب ..
لاشيء .. هناك..
لا ابتسامه .. او ومضه في غرائب عينيه .. او ارتعاشه اهدابه .
كأنه استحال الى تمثال ..
حتى شفتيه اصبحت اكثر جفافآ ..
ابتلع غصته واعاد الكلام على نفسه .. حامل .. حامل هي مني
اي غرق اتنفس فيه ..
واي فرحه اغص بها ..
واي توق تصعد به روحي وتلامسه بجنون ..
اسمع صدى ضحكتي داخل قلبي و لااعرف كيف اخرجها
كيف افتح فمي .. و اطلقها ترافق الهواء ..
سأصبح ابآ عن قريب .. طفلآ هو مني واريده كله منها ..
ارتفع صدره بأنفاس هائله.. متوتره .. .. وترك يدها برفق ..
فرحته انسته كل العسر الذي تولد في حياته ..
فرحه جهل كيف يظهرها ..
فرحه خائفه من العلن تخاف الاندثار..
ضوء هائل ينعث من قلبي و يتسلل كالظلال دون ملامح ..
ومشى .. تركها خلفه مذهوله ..
مفجوعه من رده فعله و خائفه ..
ومكسوره في شموخ افراحها ..
تعثرت في خطواتها وهي تلحق به..
تكاد تجزم انه نسي وجودها ..
كل شيء فعله بعشوائيه .. بآليه ..بغرابه تثير الشك ..

سألت بألم : مطلق وشفيك ؟
خرج من صمته بحذر واجاب ..
: مافيني شيء ؟
انفجرت من الغيظ في وجهه .. لم تعد تطيق الاحتمال
: كيف مافيك شيء .. هذا تصرف شخص زوجته حامل ؟
كان بيرد عليها قبل تتكلم : يعني مو فرحان .. ليش ماتبيني احمل ؟
التفت لها بحده وقال : من قال كذا ؟
وابتسم ...: بالعكس انا فرحان ..لكن كل السالفه اني كنت مندهش ..
صرخت بحده تخرج فيه من رزانتها المعهوده
ترفض الخنوع تحت سيطره ابتسامته ولين ملامحه ..
: وهذا شكل واحد فرحان و مندهش ..ليش ؟
قال بحذر شديد : اخفضي صوتك .. ترانا في الشارع ..

التزمت الصمت.. بدموع صامته .. قد خارت قواها فجأه ..
اهلكها بروده و هدوئه ..
قبل تطلع مسكها من يدها وقال بحنان :
انا بالعكس فرحان بالحمل ... الموضوع اني ماتوقعت ولا فكرت في لحظه انك حامل ..
الحمدلله .. ربي رزقنا .. مين يقدر يرفض نعمه من الله ..

حست بشيء يسقط للقاع ... ابتسامه يسيره ماتت بكل هدوء على شفاة الصمت
ماتت في شتاء قلبه وكلماته متجمده.. وتعبت فجأه ..
تكلمت ببرود غير مقتنعه برده ...
: الفرحه ماتت ..كل شيء يوصل عندك يموت فجأه.. مثلما مات حبي لك ..

وخرجت .. وخرجت روحه معها ..
تأمل مكانها بفراغ .. بفراغ بحجم السماء في قلبه ..
لم يكن يقصد ..يالسوء حظك ..
اهكذا توقع نفسك في اخطاء لم تكن تتوقعها ..
اطلق تنهيده عاليه .. منهكه ..
كانت سيتبعها ويتوسل الصفح .
يقول انه ارعن في الحب ..
في وصف الكلمات ..
في تحديث المشاعر .. في نسجها ..
في البوح بها ..
سامحيني .. سامحيني ..
غبي انا معك بالدوام ..
غبي بحله بهيه وعقل راجح .. وقلب كقلب طفل لا وجه له ..



**********************************



يسعد صباح الورد يا ريحة الورد..
ويسعد نهار اللي تعنى وشاله..
يسعد صباح العين والرمش والخد...
ويسعد صباحك كاش ما هو حواله...
يفدونك العدوان جد ورا جد ...
وتبقى لنا زاهي في كماله..


باقه من الورد الاحمر .. اريجيه زاهيه المنظر بين يديها ..
اجتمعوا حولها بنات جنسها من معلمات الروضه ..
وهي تحتضنها منشيه بفرح ... كبير
ومابين نظره حسد و غبطه و عدم اهتمام ..
كانت هي السيده الاولى .. في كل شيء ..
كم مر .. عليهم .. مجرد ايام وكأنها سنين برفقته ..
لن تبدلها بأي كان ..
احتضنت الباقه كملك ممنوع الاقتراب منه ..
وارسلت بلهفه لعلها تعانق قلبه ..

صباح الكلمة الحلوة
صباح بليا حدود
أحبك ياترى تسمع
أحبك وانته المقصود
حبيبي كيف ابشرحلك
وشرحي للأسف مفقود
صباح يبتدي منك
لأنك نسمته اللي تسود
صباح يحتويه الكون
لأنك فيه انت موجود


ابتسمت .. لتعليقات قد طالتها من الاخريات ..
وهمس لسانها بخوف ..
"اعوذ بالله من كل كلمات الله التامات من شر ماخلق "


غردت روحها مع نغمته الخاصه ..
فتحت الاتصال بدون تأخير ..
لتسمع صوته المحبب .. : صباحك سعاده ..
اجاتبه بخجل : صباح الخير ..
ناصر : وصلك الورد ..
وداد : مشكور عليه .. احلى ورد شفته بحياتي ..
انتفض قلبه وهمس بعمق : وحشتيني .
كانت ضحكتها ردآ على اشتياقها له ..
فامتزج مع روحها .. وقال بدون صبر ..
: يابنت .. خفي علي .. ترى قلبي مايتحمل ..
ابتسمت لرومنسيته المفعمه بالمشاعر ..
وحينها همست له بصدق: الله يخليك لي ..

توقف عن الكلام .. و ابتسم برضى ..
وارتاح .. ذلك النقص قد امتلئ وفاض بحنان امراءه سكنت روحه وقلبه
وابدلت تعاسته افراحآ وبهجه ..
وانغمس معها بحديث في المستقبل ..
ماذا ينويان ان يفعلا ؟ في كل شيء .. في كل شيء في حياة ..


**********************************



نجمه ..

تثاؤبت في صباحها الباكر .. لاعمال يوميه كأشغال شاقه واجبه ..
وناظرت امها وهي تجلس على بساط في ظل فسيح .. كعاده صباحيه .
ويبدو عليها الغضب ..
جلست على طرف البساط ..
وقالت بأسف :يمه انتي زعلانه مني ؟
ام نجمه بدون تناظرها : الله يسامحك دنيا واخره اذا زعلتيني .
نجمه : مادامك قلتي كذا يعني انك زعلانه ..والله يايمه ماقصدي ازعلك
لكن انا بشر عندي احساس .. لما اخوي يقول عني ان وجودي للخدمه بس
صراحه شيء يقهر ..
ام نجمه: الله يهديكم يايمه .. اللي يحز بخاطري ان اخوك سافر وهو زعلان ..
نجمه بندم: نحن دايم نتخاصم مع بعض ونتراضى من انفسنا .. ماتعرفين طباعنا ؟!!
دق الباب الخارجي .. فتأففت وقالت ..
: هذا اللي ناقصني .. مالي خلق اقابل احد ..
ام نجمه : اششش عيب واناامك لااحد يسمعك ..
قامت وهي تتأفف وتدعو ربها انا مااتكون واحده من الجيران ..
اول مافتحت الباب .. تفاجآت بولد صغير في السابعه من عمره
مد لها بكيس هدايا .. وقال ..
: استاذ سعود .. يقول الدرس بدأ ..
رفعت حواجبها.. بإستغراب و الولد يجري بسرعه من عندها ..
قفلت الباب .. ومشت ناحيه امها وهي تقلب في الكيس
ام نجمه : مين كان عند الباب ؟
نجمه : ولد .. اعطاني الكيس يقول من سعود ..
امها بإبتسامه : افتحيها.. شوفي ويش فيها ؟
نجمه بتجهم ..تخفي سعاده صغيره تتراقص داخلها .
فتحت الهديه .. ولقيت صندوق .. فتحت الاول وتفاجآت في الثانيه
وصندوق داخل صندوق حتى وصلت لصندوق صغير ..
قلبها بدأ يدق بعنف .. عضت شفاتها بترقب ..
فتحت الصندوق .. لتتفاجئ بوجود رساله صغيره ..
مكتوب على ظاهرها " الى زوجتي العزيزه "
كررتها بموسيقيه اكثر "زوجتي العزيزه "
ابتسمت مبدئيا .. لتفتح الرساله .. و تبحلق عيونها في المكتوب
حتى كادت ان تحرقها بنظراتها ..
" اذا كنت ما اهمك ..فإنتي ماتهميني .. رضيت ولازعلت بكيفك "
نجومه .. كما تدين تدان .. هذا اول درس .. كيف تعاملين زوجك بإحترام ؟

شهقت بصدمه .. شالت كل علب الهدايا ..
وقامت بسرعه متجاهله .. نداء امها لها ..
دقت على جوال سعود بعصبيه ..
فتح الاتصال وقال : هلا حبي .. صباح الخير ..
سألت : ايش الرساله التافهه اللي ارسلتها لي ..
سعود : اي رساله ؟
نجمه : بالله ماتعرف اي رساله ..
ضحك سعود وقال : قصدك الدرس ..
سمعت صوت الجرس فاعتذر سعود..
: حبيبتي .. الدرس الاول بدأ .. مع السلامه .

صرخت بقهر وهي ترمي الجوال على فراشها ..
: حبيبتي .. طيب ياسعود ..

شدت شعرها من الغيظ .. عكس سعود الفرحان والمرتاح
اخير برد قلبه من نجمه .. وبدأ يفكر في الدرس الثاني .



****************************


وقفت على عتبه الباب .. تراقب ابوها يقرأ بهدوء
كم مر من الوقت وهي تعزل نفسها ..
تستدرك في لحظات خطوات عصيبه عليها اتباعها ..
عليها ان تطوي صفحه الماضي ..
تطويه بلانسيان .. فالامل الوافر فيه قحط ..
لن تنسى ولو ارادت .
عليها المضي في حياتها ..
نادت بصوت منخفض : بابا ..
ارتفع رأس ابوها عن الكتاب .. وقال :
ريهام.. ادخلي ..
ابتسمت و قالت : ما بي ازعجك .. جيت علشان اخبرك ...
اخذت نفس طويل وكملت : اني موافقه ..
ابتسم والدها بفرحه .. فردت له الابتسامه ومضت ..
منعت دمعه ان تنهال من اجل ذاك ..
فحياتها الان ستقترن بأخرى ...
عليها الكف عن التفكير في الماضي .
دخلت حجرتها و جلست مكانها بهدوء دون اثاره ..
دقت على اريام ..تخبرها ان تحتاج تشوفها اليوم
بعدما اعتذرت عن الحضور للجامعه ..
لكنها ماردت.. فأرسلت لها رساله و قفلت جهازها ..
فكرت تزورها في البيت ..
تنهدت وهي تستلقي و تقفل النور ..
وتهرب من التفكير بالنوم ..

********************************


انتهى من مواعيده المبكره ..على الظهر
وخرج بسرعه من المستشفى ..بعدما تذكر موعده المنسي منذ ايام ..
انشغل في تحضيرات الملكه .. وتناسى امر مهم بالنسبه له ..
قرأ العنوان بوضوح..ووصل له بعد نصف ساعه بالسياره
وصل لعماره من سبع طوابق ..
راقب موقف السيارات و انتبه للكابرس البيضاء .. اقترب وقرأ اللوحه و تأكد منها .
تقدم منه بواب العماره المصري ..
فسأله بعدما سلم عليه ..: لو سمحت مين صاحب السياره هذي ؟
البواب :دي للاستاذ وسام العامر ..ليه في حاجه ياسعاده الباشا ..
ناصر بثقه : لا ابدا ..اشار للمبنى وسأل : العماره هذه عزوبي ولا عوائل ؟..
البواب : لا .. دي للعزابيه .. عايز حاجه ..
ماقدر ناصر يرضي فضوله عند الاسئله هذي ..
فسأل : طيب .. وسام موجود ؟
البواب : اه .. هو موجود .. لكن اكيد نايم زي عوايده ..
ابتسم ناصر وناوله بطاقته .. وقال ..:
: لوسمحت .. اذا شفته قول له يكلمني ضروري .
البواب : طيب اقوله مين ؟
: قول ناصر .. وهو يعرفني ..

غير وجهته للبيت بعدما ادى نصف المهمه ..
لازم يعرف مين يكون وسام ؟ وايش سره ؟

دخل الشقه بعدما اشترى له الغداء .. دخله المطبخ مباشره ..
نزل شماغه و رماه على الكنبه .. توقف مكانه وهو يشوف مطلق قدامه
جالس على الكنبه و راسه في الارض ..
ناصر بخوف : بسم الله خوفتني يارجال ..
مطلق بدون مايطالعه : ماكان عندي مكان ثاني اروح له ..
اقترب ناصر وجلس قبالته محافظ على رباطه جأشه ..
: خير يامطلق ؟ فيك شيء .. احد من اهلك فيه شي ؟
رفع رأسه .. مبتسم .. يريح بها شكوك صاحبه ..
: لا الكل بخير .. لكن...
رجع يقلب يده ويتأملها بهدوء .. هز رأسه برفض وبعدها وقف ناحيه النافذه
سأله ناصر بهدوء : صاير بينكم شيء ؟
رد عليه بسؤال : انا تغيرت ياناصر ؟
ناصر بدون فهم : كيف ؟
مطلق بإلحاح دون ان ينظر الى صاحبه ..
: انا اسألك .. ملاحظ علي اني تغيرت ..
ابتسم ناصر وهو يوقف قربه ويطالع للخارج ..
: لا .. يعني في بعض الاحيان ..
تنهد بحيره .. فلجأ ناصر للصمت والانتظار ..
قال وعيونه تبحر في مكان ليس بقريب .. منهم .
: أحبها ..
وبدون تركيز من ناصر للكلمه ذاتها ..
: طيب .... ناظر صاحبه واعاد الكلمه من ناحيته : تحبها .. مين هذي ؟
مطلق بهدوء : احس اني اغبى انسان على وجه الارض ..
ضحك ناصر بعدما فهم كلامه ..
وقال : علشانك تحبها .. تقول انك اغبى انسان .. يااخي عادي .. كل رجال يحب مرته
انا هنا اموت في زوجتي .. امر طبيعي ..

تنهد مطلق وناظر صاحبه ..
نظرته عميقه ... تملؤها الغموض ..
مدثره بالعديد من المشاعر الخائفه ..
تلك الحده القاتله فيها اختفت ..
تلك الشراره الناريه انطفأت ..
هل تغير ؟ نعم ..
لما لم تخبره بالامر الجلل .. كم هذا مضحك ..
هل الحب يجعل الانسان مرهفآ هكذا ..
مبهمآ .. يقطع الالاف المسافات وهو لايتحرك قيد انمله .
هذا مطلق ؟ آلا تفهمون ..
ليس بشرا عاديآ .. شيئا منه ينتمي للحجر ..
في قلبه تعويذه لاتكسر ابدا ..
لايعرف سر الدخول الى عالمه ..

قال بهزيمه .. وضحت من انتكاسات رايه الحرب ورفرفه الخذلان في دهاليز عينيه ..
: .. لاني مااعرف اقول كلمه احبك بسهوله .. مااعرف اوضح مشاعري بدون تعقيد
خايف من التغيير .. خايف من مشاعري الجديده وخايف اني مااعرف نفسي بعدها ..
هز رأسه بيأس ونظره يشرد للبعيد..
وكمل : تعرف ليش اقول اني اغبى انسان على وجه الارض ..

هز ناصر رأسه موافقا .. ولو امعن مطلق في ملامح صاحبه
لعرف انه يسخر منه .. بحركه واحده يثبت كم هو غبي حقآ ..
بصراحه ان ناصر مقتنع اشد الاقتناع ان صاحبه ..
غبي وعنيد وجاهل .. وصعب المراس ..
اشفق على قلب امرأه تجابه رجل مثله .. ليست ليلى فقط
كل انثى على وجه البسيطه .. تواجه رجل على شاكله صديقي الاحمق العزيز ...
يعتقد ان تلك الرواسي في حياته لن تتزحزح بسهوله ..
وان كانت كذلك.. فلن يحركها من مكانها الا هو بنفسه .. لاغير ..

وآآه يامطلق ..
كل ذلك الثراء والزخم الشبابي الفاخر ..
تطمر نفسك في رمال بارده ..
وتشتهي قطاف الكلمات في صحراء قلبك ..
كلمات .. كلمات .. من اشجار الحياة ..
رثه كانت بالنسبه لك ..
وحبك جديد.. صافي كالنهر في مرآه الجليد ..
كلمات .. كلمات .. كلمات ..
مهترئه .. كأزياء عتيقه بللها المطر ..
وحبك نضر ..شرس .. شمسي ..
حاول .. حاول ..
اصنع الفاظ جمى واقطع اللجام ..
انسج مشاعرك بلا حسبان وصيغها بأمان ..
ولاتيأس ..
فـ حبك عنيد مثلك .. فلاتيأس .


القاكم

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 29-03-11, 05:55 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Flowers

 


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

سلام .. تحيه من الرحمن
تحيه اطيب من كل التحايا .. معطره بالورد والريحان ..


{ الشوق’ } .. مآ يرحم ولآ فيه .. ( حيلـه )
لآ جآك’ مآ يقبل’ .. تصآريف’ و أعذآر ..!!

لآ جآك’ حمّلك’ ~ الحمـول’ .. الثقيلـه
حتى لو انك’ ( جآمد القلب ) تنهآر ..!!


في البدايه .. اعتذار مبطن بالود و الاحترام .. لكل من صافح روايتي برده واطلالته المبهجه
و عاتبني عتاب الاصحاب .. لايخلو من اللوم والتأنيب .. وساندني في الغياب وهم كثيرون ..
غياب مفاجئ غير مبرر لديكم .. ولكنه لدي مبرر و تحت الضغط ..
لن اصيغ الاعذار الا بقول صادق .. أصابني واصاب جهازي خلل فني .. اخرني عنكم
وألجمني عن الكتابه لايام طوال .. شعرت خلالها بالظمآ لفقداني لكم والله .. لمنتداكم بشكل عام
ولروايتي بشكل خاص .. ولكم احبتي لمن كنتم معي .. و رافقتموني حروفي و كلماتي ..

بمجرد ماانتهيت من الكتابه احببت انزال البارت لكم في غير موعده .. فلقد دفعني الشوق للعوده اليكم
اعتذر مجددا للاخلال بالموعد .. لكن بمااني طرقت ابواب النهايه لااجد مفرآ الا ان القاكم وقتها ..
لاتحرموني ردودكم .. واقول بصدق اني اشتقت لكم جميعآآآآ


قراءه ممتعه ..



الجزء التاسع والثلاثين :





أحبك, أحبك, أحبك
أعرفك جيداً على حقيقتك
وأحبك

لا واحه لي غير قحطك
لا امان لي غير غدرك
لا مرفأ لي غير رحيلك
لا فرح لي غير خيانتك
لا سلام لجرحي غير خنجرك

أحبك , كما انت
افتقدك , كما انت
أقبلك كما انت …

فلينفجر القلب بلحظة اعتراف : تعال
ما زلت أحبك
أكره كل ما فيك
وأحبك !…>>>>غاده السمان


مضى الوقت مليئا بالدقائق المجنونه .. فرح وصخب و تهاني تصل حدودها للسماء ..
وهي تتقاسمها مع الجميع بدون استثناء .. بمجرد سماعهم الخبر .
وخاصه تلك الرؤؤم التي بدأت بالبكاء الصامت المؤثر ..
تلوح السعاده المبشره على وجهها .. وتمتنع عن التصريح بها اكثر من ذلك
عذرتها ليلى .. وقدرت صمتها الطويل ..
وهي كانت تحتاج للصمت .. لتختبئ هي نفسها من مايعتصر قلبها من ألم ..
ألم شعرت بالمخاض فيه .. هزلت روحها بعد ذلك الاحتكاك القصير معه ..
لكنه طويل .. ومديد بطول ايام العذاب واضعاف اضعافها قضته في ثانيه .
وانعزلت بعيدآ عن الجميع في حاجه للراحه ..
هدرت انفاسها بصخب منزعجه من تسارع قلبها ... فانكبت على نفسها هازئه من الحال
تبكي .. تبكي .. تبكي فرحتها تلك التي ماتت على شفاته الصامته ..
تبكي خدعه حاكتها حول نفسها ..
كان يجب ان تفهم انه رجل مختلف ... رجل ليس كمثل غيره من الرجال ..
رجل لايتأثر بالمشاعر الجمى التي تحيط بها ...
رجل لايفهم ان الافصاح عن عاطفتها اكبر تحدي قامت به ..
اكبر مجازفه غامرتها في حياتها ..
واعظم خدعه سايرتها منذ البدايه ..
كانت تعتقد ان الاماني المنثوره على ارضه الجرداء .. ستنبت زهرآ ..
لكن للاسف .. ان دمها على شوكه النابت مازال نديآ ..
كانت تظن ان سحابه حبها .. ستمطر حبآ مضاعفآ ..
لكن ماظنته مطرآ .. قد اصبح طوفآن هادر .. غادر .
مازالت ترتجف من هول مافيها من ألم .. ولم تعد تسيطر ..
ولم تعد ليلى بدواخلها تحاكي الواقع بالمنطق المطلوب ..
مايجب او لايجب .. لم يعد يهم ..
للمره الثالثه .. تنظر الى اسمها بين الاسماء ..
وتناشدها بصمت .. ان اوقفي قربي ياصديقه ؟
لم تشأ ان ترسل رساله مفادها ان محتاجه لك ..
هي مجروحه منها .. لكن الجرح لايماثل ماتشعر به الان .. فهو اكبر ..
ماهو الوقت الان ؟
وما الحاجه للسؤال ؟ هل يهم ..اكان فجرآ ام مساء ..
هي محتاجه وكفى ...
لم تنتظر طويلآ .. حتى ضغطت على الاسم بإتصال ..
وانتظرت .. انتظرت .. اختفت رنه وعادت مرة اخرى ..
وحينها .. اصبح الجو مدعومآ بالصمت ..
انتظرت حتى تبدأ تلك .. او هي تكون البادئه ..
لكن ماتسمعه كان صوت انفاسها ..
فارتعشت شفاتها بحزن وهي تبكي ..
وهمست بفرحتها المغتاله : آآآنا حامل .
و مازالت تبكي .. يحتضن الاثير شهقاتها
و صديقتها .. تستوعب بمشقه ماتقوله ..
او لم يكن هناك وقت لتستوعب ؟
او حتى تعطي لرده فعل عن ماتقوله ..
في اي وقت .. عند سماعها الخبر ..
تظن نفسها انها ستقفز من الفرح .. وتصرخ بعالي الصوت معبره ..
لكن الان .. وقت اخر و حاله اخرى وظروف مصاحبه مختلفه ..
علامه استفهام وخوف كبيره .. تتمثل على وجهها ؟
وألم .. ألم .. من الخذلان.
كانت دعوة للاحزان ان تعالي ؟
ان استقبلينا بضيافه مرغوبه .. فنحن نهرب بها إليك ؟



***************************



شعور بالخجل قد اعتراها ... وهي الرفيقه الدائمه ..
لكن في لحظه شعرت بأن كل غضبها منها لاقيمه له .. وليس له اي معنى ؟
سألت بخوف : ليلى .. حبيبتي .. وشفيك ؟ صاير لك شيء ..
لم تجبها سوى انتحاباتها الصامته ..
نجمه : ليلى .. الله يخليك ردي علي ولا تخوفيني .
ليلى ببحه بكاء : وينك عني ؟ ياقسوه قلبك يا نجمه .. كنت محتاجه لك ..
احتقن وجه نجمه بغضب من نفسها ..
لكن ليلى استغلتها على الاقل .. هناك شخص مذنب تستيطع ان تطبق عليه
و تخرج بعض من غضبها عليها ..
: عمري ما توقعت انك انانيه .. لدرجه انك تنسين اللي بيننا .. و تتجاهليني .
نجمه بهدوء خجول : انا اسفه .. ماقصدت اخذلك في وقت كنت محتاجه لي ..
لكن لازم تقدرين اللي انا فيه ..
ليلى بصوت هادئ بعدما ارتاحت من نوبه البكاء ..
: اقدر .. انتي ماتفهمين شي ..
تنهدت وتغاضت عن التوبيخ
وسألت :كيفك يا بنت .. وحشتيني ؟
رجفه شوق انتابتها فجأه و شعرت برغبه في البكاء هي الاخرى
لكنها ضحكت تداري بها غصتها ..
: أنا بخير .. انتي كيفك ؟ وتعرفين انك توحشيني كل يوم يمر علي
ليلى بإبتسامه : لا ..في هذي صدقتك ..
نجمه بروحها الشقيه : مبرووك ... واخيرا صرت خاله ... وصرتي ام .
تنهدت ليلى : الله يبارك فيك ... وعلقت بخيبه : لكن ابوه ما يبيه ..
نجمه بصرخه غير متوقعه ..: كيف ؟ وليش ؟ ماهو بكيفه ؟
ليلى بدفاع بعدما انجرفت في الوصف .
: لا .. ماقال انه مايبيه .. لكن ماحسيت بفرحته ..
نجمه بهدوء : كيف ما حسيت بفرحته ؟
ليلى : ما ادري احس ..انه مافي شي يتفسر .. لحظه قلت له الخبر
كان انسان ثاني .. مو مطلق اللي اعرفه .. كان جامد .. لاضحك ولا ابتسم
ولا حتى قال مبروك ولو مجامله على الاقل .
نجمه : طيب قال شيء .. ؟
ليلى بحيره : قال انه فرحان ..لكن انا ماشفت الفرحه على وجهه .
نجمه بإبتسامه : دائما الرجال كذا .. لا الفرح ولا الحزن يبان في وجيههم ..
بالله عليك من يكره ان يكون عنده اولاد .. هذا نعمه من الله من يكرهها .
لاتبالغين في رده فعلك .. بعض الناس مايعرفون يظهرون فرحتهم .
ليلى : تعتقدين اني بالغت في رده فعلي .. كل اللي ابيه ان يتفاعل معي الخبر ولو شوي ؟
نجمه بحكمه : شفتي رجال ينط من الفرحه ولا يصرخ بعالي الصوت مثل البنات
ولا يرقص مثلآ دائما هم كذا .. المهم والله فرحت لك .. اخيرا بتصيرين ام .. إلا خبرتي سعود .. ؟!
ليلى بإبتسامه : ليش سعود بالذات ..ليش ماقلت اهلي كلهم ؟
نجمه بإحراج : لا سؤال عادي .. .. المهم متى تخبرينهم ؟ اكيد بيفرحون .
ليلى : الليله ان شاء الله ... لكن سعود مسؤليتك .. لوتبين خبريه انتي ؟
كشرت نجمه و قالت : لا .. ياحبيبتي .. خبريه انتي ..
ليلى بتفهم : مو مشكله .. شكلك مانسيت الموضوع.
نجمه : صعب انسى ... لكن يمكن اتفهم ..
ليلى بصدق : انتي تعرفيني صح يا نجمه .. واذا كنتي رافضه .. فأنا مستعده
اتكلم مع سعود واتفاهم معه .
.. اخذت نفس قصير وسألت : على ايش تتفاهمين معه ؟
ليلى بتردد : اذا كنتي ماتبينه .. اكلمه علشان تنفصلوا بهدوء وهو يتحمل المسؤوليه .

وهنا وقتها تدخل عامل ثالث مؤثر .. خفقات قلبها تزداد ضراوه
اصابها الخوف و الحيره .. ضمت يدها على نبض قلبها ..
واستغربت خوفها .. و كم المشاعر الهائله .. التي جرفتها فجأه ..
بدون حسبان ... جهل سيطر على مداركها ..
ترنحت فجأه على ارضها الثابته ..
وخارت عزيمتها على تجاهل شخصآ يدخل بعنفوان .. وانسيابيه ..
وهي تصد بإرادتها ,وتدعي بأنها في حاله سبات .. كالعاده .


************************



لاول مره يجلس على كرسيه في مقر عمله
ويشعر بأنه لايفهم شيئا ..
عقله وقلبه و افكاره كلها ليست معه ..
مكتبه يضج بالاعمال المؤجله والاوراق المهمه ..
وهو حائر .. قد مل صمته الطويل و هدوءه العجيب في ضجه من الحركه حوله .
من بعد خروجه من شقه ناصر المبتهج بالخبر الجديد ..
ورده اتصالان من والدته و من وفاء ..
لم يكن هينآ عليه ان يسمع فيها والدته تؤنبه على تقصيره
بأنه لم ينقل لها الخبر السار بنفسه ..
يكاد يسمع دقات قلبها المبتهجه من خلال الهاتف .
ابتسم لعتابها الودي .. الصريح .. ولايستنكر عليها ذلك
وهوالابن الوحيد لها .. ومن يحمل اسم العائله .
فرح لسعادتها .. و اخفى مرارته مبدئيآ . ..
متوضعآ في مكانه .. بائسآ ..
متبعدا عن اسم تلك وسيرتها .. والسؤال عن حالها ؟
ويستغرب من نفسه يحاول تجنبها وهي ليست ببعيده عنه .
على عرش قلبه قد وجدت مكانها وفي مساحه عقله الممتلئه قد اخذت حيزآ لها فيه ..
وهو مازال يدور حول نفسه ..ينسج خيوطآ وهميه ..لاقيمه لها .

دخل طلال و وجهه مخطوف لونه ..
طلال : استاذ مطلق .. فيه مشكله ..
انتفض مطلق من افكاره الحالمه .. وركز انتباهه لطلال ..
: خير ان شاء الله .. ايش المشكله ؟
طلال : صار حادث في موقع البناء ..
وقف مطلق ومشى ناحيه طلال ..
وسأل وهو يخرج من المكتب : فيه مصابين ؟
طلال : ثلاثه .. واحد منهم في حاله خطره .
اخذ نفس طويل .. وقال بتحكم .. بعدما اخذ جواله وسبحته على عجل
: انا بروح المستشفى اشوف حالهم .. وبعدها بمر على الموقع
كلم زياد ... ابغى تفسير للي صار ؟ وخليك على اتصال معي
طلال : ان شاء الله ...

كانت الازمه فرصه .. للخروج من حالته الصعبه ..
انتبه لكل التفاصيل الدقيقه .. اطمأن على صحه المتضررين
و اتجه لكل الامور الغائبه عنه ... تدارك كل مافاته ..في لحظه انتباه .
رغم ما انتابه من تأنيب الضمير ..لاغفاله الكثيرمن الامور مؤخرا ..
لكن على الرغم من الصعوبه .. استطاع السيطره على الامور بإحكام .



*****************************



في عصريه هادئه ... اجتمع الكل في جلسه ..محتفلين بإبتهاج بالخبر السار ..
ليلى وانواع الدلال من كل النواحي انصب الاهتمام من ام مطلق و وفاء و سمر وحتى اريام ..
وان كانت تتعامل ببرود فطري .. غيرمقصود .
اتصلت على اهلها وخبرتهم ..
ابكتها جدتها بدعواتها الصادقه .. و اضحكتها سلوى بتعليقاتها المفرحه..
واخجلها جدها .. بمباركته لها .. ولم يتبقى الا سعود .. تنتظره بفارغ الصبر ..
تمنت تكون بينهم ساعتها .. لكي ترى مدى سعادتهم في الوجوه ..
جلست بين الجميع ... متناسيه ما صار ..
وفاء : ليلى .. من بكره بنراجع عند دكتوره نساء وولاده .. كنت اروح لها
في حملي الثاني .. ماشاء الله عليها ... الكل يمدحها.
ليلى بإهتمام : مو لسى بدري .. باقي انا في شهوري الاولى ..
وفاء بتنبيه : لا ..لازم تروحين من بدايه حملك .. نسوي فحص ونطمن مره واحده .
وتصيرين تراجعين كل شهر عندها و تتابعين الحمل معها ..
ابتسمت ليلى .. وقالت : مشكوره ..ماتقصرين يا وفاء ..
وفاء : ولو... وانا في ذيك الساعه اللي اخدم فيها عيال اخوي ..
سمر بغمزه لليلى : ابتدينا الدلع .. يحق لك .. امي من جهه و وفاء من جهه
ناظرت خديجه وهي شايله صواني الحلا والموالح .. وعلقت ..
: حتى من خديجه .. اقول ليلو لايكبر راسك علينا انتي وولدك ..
ليلى : الله اكبر على ابليسك .. حتى في هذي بتحسديني ..
ام مطلق بحب واضح: ومن عندنا غيرها .. ندللها .. هي غاليه مرت الغالي ..
ربي يرزقهم بالذريه الصالحه ..
الجميع .. : امين ..
انصتت برفق الى نداء قلبها وتطلعت ناحيه الباب .. لعلها ترى طيفه
رغم حنقها منه ومن هدوئه المضجر معها .. منذ الصباح وهي لم تراه
ترجو بأن يعود و يجبر بخاطرها ولو بكلمه ..
يعيد إلحام ما حدث .. ففي حالتها سترضى بأي شيء لمجرد انه يأتي إليها .
تدخلت سمر : ليلوش .. ايش بتسمينها اذا كانت بنت ؟
ابتسمت ليلى : بدري على الاسماء ...
كشرت سمر في وجهها .. لكنها ابتسمت و اقتربت من ليلى ..
: ليلو .. اذا كان ولد سميه .. مهند .. واذا كانت بنت ..
علقت اريام ببرود : لميس ..
ورفعت حاجبها .. وكملت : اكيد بتقولين لميس او نور .. معروفه .
سمر : لا .. ماكنت بقولها .. لكن وشفيه لميس حلو الاسم ..
ليلى بإبتسامه تنقلها بين الثنتين ..
سمر بإبتسامه دعائيه : ليلو .. ايش رايك ؟
ليلى بتفكير : امممم .. صعبه سموره ... الشور ماهو لي من حالي ..
سمر : اجل لمين .. للحكومه ..
ضحكت ليلى : لا .. نسيتي ابوه .. هو اكيد بيقرر عني وعنك ..
سمر : وانتي مالك راي يعني ؟
للحظه تحسست من الكلمه .. والتزمت الصمت .
قبل تنقذها وفاء : سمر الهبله .. قصدها القرار يكون مشترك ..
تشاغلت ليلى بجوالها .. وتركت الباقين في حواراتهم العقيمه ..
ركزت على اسمه .. مضى منتصف اليوم وهو لااتصال ولا رجع للبيت ..
سمعت صوت وفاء تتكلم في الجوال .. وكأنها قالت شيء عن مطلق
انتبهت لها الجميع .. وملامحها متغيره ..
وفاء بعدما انهت الاتصال : كنت اكلم وداد .. كانت واعدتني انها تجي اليوم
لكن تقول ان طلال انشغل ..صار حادث في موقع البناء ..
ام مطلق : يارب سترك .. لايكون مطلق فيه خلاف ..
سمر : يمه تقولك موقع البناء .. ومطلق مايروح هناك كثير ...فلاتخافي .
اريام : لكن اكيد في عمال تأذوا .. ماقالت لك التفاصيل ياوفاء ؟
وفاء : لا ماقالت شيء ..
ليلى بخوف : كلمي مطلق .. انا ماعندي شحن ..
اتصلت اريام .. لكن مايرد ..
وفاء بإطمئنان : اكيد مشغول .. بيدق علينا اذا شاف نفسه فاضي .

وعادوا الى حوارتهم العاديه وكأن شيئا لم يكن .
تطلعت إليهم بإستغراب .. لما لم يشعروا بها ..
صفيح ساخن .. قد كوى قلبها ..
وعقلها غادر الى تشعبات كثيره ..
لما تشعر بالخوف عليه .. رغم بواعث الاطمئنان من حولها ..
لم قلبها دائما يتعلق به و يغادر معه اينما كان ..
لاتشعر بالراحه الا بوجوده قربها..
لم لاتعتد حبها .. فيصبح امرآ عاديآ .. بسيطا لاتعقيد فيه .
شيئا .. لاتلتفت اليه كل مره .. ولا تنصت الى نداءاته الحثيثه .



*****************************


جلست نجمه مابين الجده و امها في زياره عصريه طارئه سعت لها بكل الطرق
غمزت لسلوى الجالسه مقابلها .. لكن سلوى استصعب عليها الفهم الا بصعوبه .
بعدما ابتعدوا عن الجميع ..
نجمه : عيوني طلعت وانا اغمز لك ؟ وانتي شغاله تاكلين طول الوقت ..
حشرت بلقمتها وهي تحاول ترد وفمها مليان ..
ضربت نجمه على ظهرها برفق .. فزجرتها سلوى ..
: خلاص .. حشا مو يد هذي .. خلاص اقولك ..
ابتسمت نجمه وهي ترمي نفسها على سرير ليلى ..
: اللي يشوفك يقول ماعمرها ذاقت طعم الاكل .. يابنت خفي على نفسك .. بتنفجرين .
وقفت سلوى قدام المرآه و لفت نفسها تراقب جسمها بحسره ..
: والله تعبت يا نجمه كل ماقعدت لحالي فكرت بالاكل ..
شكلي بعمل لي ريجيم قاسي .. ايش رايك انتي ؟
نجمه : وانا معك .. صراحه بكره شيبوب اذا شافك بيغير رأيه على طول ؟
ضحكت سلوى وجلست على سريرها ..
: تكون جات من ربي والحمدلله .. لكن اكيد بيكون عنده فكره عني .
نجمه بتردد وهي تقلب كتاب شعر قديم ..
: امك باقي على رأيها ؟
تنهدت سلوى بقهر : والله صارت معانده اكثر .. تقول فرصه ما تتفوت ...
نجمه : طيب شيبوب هذا .. ايش يشتغل ؟
سلوى : والله ماادري بالتحديد .. امي قالت لي ان عنده محلات .. و ..
قاطعتها نجمه : طيب .. انا نفسي اعرف انتي ليش رافضه ؟ غير ان عمره كبير ؟
سلوى : عمره كبير .. مايكفي العذر هذا ؟
نجمه بهدوء : لا مايكفي .. عندك سعود اكبر مني .. وعلى كذا قبلت فيه .
للحظه حست برغبه في الضحك .. ..
في الاساس لو كانت تدري عن ظروف زواجها كانت تغيرت وجهه نظرها .
هزت رأسها ..تركز في حوارها مع سلوى ..
فتكلمت بحده غريبه : يعني .. انتي رافضه ؟
سلوى : رافضه رفضآ قاطعآ .. انا ناقصه هم .. كفايه امه تجيب المرض تبين اخذ ولدها .
يااختي كذا مابيه ..
ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت وهي تتصفح الكتاب كمجله امامها
: طيب .. اخوي عبدالله يبي يتزوجك .. ايش رايك ؟
كان السكوت .. هو الجواب الوحيد ..
نجمه ..تبتسم في انتظار لحظه الانفجار ..
تعرف ردها مسبقآ لكن كان لابد لها ان تسأل ..
لا تلومها على ماتفعله او تقوله ..
فهي بالكاد تطيق اخوها ...
فكيف بهذه اذا حدث ما استحالته ان يحدث ان تتحمله ..
انتظرت مطولا لتسمع صرخه استهجان
او كلمات حاده تقطع دابر الصمت و تمزق الهدوء ..
وتبدأ في هجاءه و ذمه و تعداد مساوئه ..
لكن تلك اللحظه المنتظره قد طالت ..
رفعت نجمه نظره مستفهمه .. فاندهشت لملامح سلوى .
كان وجهها المستدير .. قد اصبح كتله من الاشتعال ..
سألتها بخوف : سلوى .. بنت وشفيك ؟
ابتسمت وكملت : والله ادري انك ماتطيقينه .. انا قلت له كذا .. لكن كان لابد اسألك ؟
علشان ارتاح من الحاحه ؟ بنت خلاص .. سؤال و اغلطنا يوم سألناك ..
قامت وجلست جنبها .. و لفت يدها حول كتفها ..
: والله عبدالله مو شين للدرجه هذي .. صح دمه ثقيل و لسانه متبري منه .. وعنيد
و اخلاقه مقفله بالمره .. وماعنده ذوق .. لكنه طيب وقلبه كبير ..
تنهدت وقالت براحه :
عارفه ان بينكم ثارات وحرب داحس والغبراء .. ومستحيل توافقين ؟
قاطعت سلوى ثرثرتها بهدوء: انا موافقه ..
نجمه بتسرع : انا عارفه من اول ...... سكتت تسترجع الكلمه في عقلها ..
فصرخت بحده غير مصدقه : ايش تقولين .. موافقه !!!!




******************************



مشى متثاقلآ نحو جناحه .. في ساعة متأخره من الليل ..
تستقبله الظلمه والهدوء .. ترافقه ظلال متحركه ..
انغمس في اعمال شركته معوض كل التقصير الذي مضى ..
عقاب يظنيه على نفسه دون رحمه ..
ادرك مافاته .. وما سقط بالقصد في لحظات كانت طويله ومرهقه جدا ..
ألم فتك برأسه .. وتعب طاله لحد الاغماء ..
احتضنه الصمت .. ولفحه البرد بمجرد دخوله .. رمى بشماغه على الكنبه
وجلس عليه .. احتضن رأسه بين يديه يضغط بشده عليه ..
تنهد بإنهاك قد استبد بجسده .. الخالي من الغذاء طيله اليوم ..
ناظر ناحيه حجره النوم .. وتذكر البؤس الذي كان ينتظره ..
مازالت جملتها تطن في رأسه مثل الرنين كلما تجاهلها لبغته ..
" الفرحه ماتت ..كل شيء يوصل عندك يموت فجأه.. مثلما مات حبي لك .."
تأفف منزعجآ من كل شيء حوله .. حتى من نفسه .. ومنها هي ..
يا لعقل النساء حين تعقد الامور ؟
يردن ان يفهمن الامور بطريقتهن .. ولامجال هناك للنقاش .
ويا لعقد الرجال حين تزيد غلظه وصلابه ؟
كان من اليسر ان تفهم اني سعيد ...
اي افكار استحوذتها عندما لم اظهر لها مدى فرحتي بالخبر .
واي زمر نفسيه تراكمت في نفسك وابت ان تنصاع تحت حمى الظروف ..
كان من الممكن ان تظهر بعضآ مما اعتلى قلبك وتشاركها فرحتها تلك ..
اتلومها الان ؟ ام يجب ان تلوم نفسك اولا ؟
انت الملام على كل مايحدث لك .. فتنحى جانبآ عن التحليل والتمحيص في الحلول .

دخل الحجره بعد دقائق حاسب فيها نفسه بالمزيد من العناء والقهر ..
يحاول ان لايصدر صوتآ .. خشيه من ايقاظها.. وخشيه من مواجهتها ايضآ !!
كانت الانوار مضاءه .. فتوجهت نظراته صوبها مباشره ..
تنام في وضعيه غير مريحه ... كومه من المناديل المستعمله بجانبها ..
و تقبض على جوالها بيدها اليمنى والاخرى تحت خدها ..
متكوره على نفسها وبعيده عن الدفء في بروده متوسطه .
مسح وجهه بإنزعاج .. مدقق النظر الى تفاصيلها الصغيره ..
وغير محتاج للتدقيق .. فالشحوب واثر البكاء مازال واضحآ ..
والدلائل منثوره امام عينيه ...
سحب نفسه بصعوبه .. دخل الحمام ينعش جسده المنهك بالماء البارد
ويتناسى قليلآ .. ما واجهه اليوم من مصاعب نفسيه وجسديه .
ترك المنشفه على كتفه .. بعدما طلع .. و اقترب منها يعدل وضعيتها في النوم ..
رفع اللحاف عليها .. و اخذ الجوال من يدها ..
" سيد قلبي " احد الاسماء التي توقفت عليها ..
فضول غيور جعله ينتصب و يتلصص على خصوصياتها ..
ابتسم .. ودفع نفسآ غليظآ قد جثم على رئتيه ..
ترك جهازها بعدما عرف تسميته على الاقل عندها...
تثاؤب وهو يطفئ الانوار .. ويجد مكانه هناك ..
هناك حيث نبذ السعه و اختصر على نفسه المسافات ..
حيث ترك مساحته تنتحب .. تاركآ النعيم .. مستغلا دقائق غفلتها
ليقترب منها ..
قبض على يدها اليمنى .. ورفعها الى شفتيه .. لثمها برقه.
تنهد مستسلمآ لرائحتها ولنعومتها بين يديه .. ..
وبسطها على خده .. ليجد سلواه فيها ...ويكتفي .
قد اصطحبه النوم معها .. لمكان خالي من الكوابيس والهموم المزعجه ..
لاواقع يفرض عليه ان يكون مختلفآ ... بمقادير موزونه .
لارغبه له في العوده .. حيث عليه ان يكون واضحآ وصريحآ وفي غايه الشفافيه .


*****************************


استيقظ فزعآ .. ادركه الوقت متأخرا وهو غائب في غياهب النوم ..
كان بمفرده في السرير .. عبث بمحتويات الكومدينه بحثآ عن الساعه ..
التاسعه والنصف .. تأفف منزعجأ لتأخيره.. و لنسيانه ضبط الساعه ..
حين خرج افتقد وجودها قربه في ساعه مبكره .. ارتدى ملابسه على عجل
وعند خروجه صدم بما وجده في الخارج .. كانت نائمه على الكنبه في الصاله
امام التلفاز ..
شعر بالغضب منها .. الهذه الدرجه لم تعد لاتطيق قربه ؟
اغلق الباب خلفه بقوه ليزعج نومها الهادئ .. وبالفعل نجح ..
استيقظت فزعه .. راقبته بأعين شبه ناعسه .. وقد تناثر شعرها على وجهها ..
رتبت شعرها و عدلت من وضعيه جلوسها ...
قال بحنق مستتر بتجاهل بارد وهو يزرر ثوبه ..
: كان بإمكانك تنامين في سريرك ؟ انا مااشخر ولا ارافس في نومي ..
ابتسمت ببرود وردت ..:كنت اتفرج وغفيت .. وماانتبهت لنفسي .
رمى بنظره ساخره على المخده واللحاف ... وفهمتها مباشره
جلست بشكل مريح تراقبه ..فسألته بهدوء : ماتبي فطور ؟
رمقها بنظره مبهمه ورد : لا .. تأخرت .. كان من المفروض عليك تصحيني ؟
عندي اجتماع مهم ؟
ابتسمت بسخريه .. وعقدت يديها على ركبتها..
: في اشياء كثيره تتوقعها مني ؟ في المقابل مااتوقع منك اي شيء ؟
مزاجه معكر لدرجه لاتسمح له بتبادل الاتهامات .. انتفخت اوداجه بغضب مبطن ..
ورد بسيطره : كوني اكثر وضوح وتكلمي معي بصراحه ؟
رفع يده يمنعها من الحديث وكمل : لاتقولين لي عن الموشح .. اللي سمعته امس
عن رده فعلي .... ارتفع صوته وهو يقول مؤشرا بيده ويضربها بالثانيه بشكل عرضي بحده ..
: مافي احد في العالم يسمع انه بيصير اب و يزعل ؟ اذا كنت مابيه قلت لك تتخذين
احتياطاتك مسبقآ قبل كل شيء ..
توهج وجهها بأحراج وعصبيه فوقفت مقابله .
: ما شاء الله ... على الاقل تتذكر اللي صار ؟ على كل حال انا بتناسى الموضوع
ما اظن انك فاضي لي ولسخافاتي ..
صرخ بعصبيه : ماتلاحظين انك اعطيت الموضوع اكبر من حجمه ؟
انتظرت لدقائق تحدق فيه وتفكر .. بأن ماتقوله او تفعله لايجد نفعآ ..
هزت رأسها بيأس :مافيه فايده .. الكلام معك اكبر مضيعه للوقت .. روح شغلك
اكيد في ناس يحتاجون وقتك الثمين .. فلاتضيعه معي ..
ابتسامه تعجب و ذهول ارتسمت على ملامحه ..
وقال بعدم تصديق : الحين صار الكلام معي اكبر مضيعه للوقت .. ؟
حط يده على قلبه يمثل قسوه الالم من كلماتها ... وقال بتراجديا مميزه ..
: صراحه صدمتيني ؟!
وان شعر بالجرح معجون بمهاره مع بروده المعتاد في مثل هذه الظروف
ذبلت عيناه الشاحبه بتعب جسدي ونفسي قد اظنى تفكيره .. و انطفأ ضوء وجهه فجأه
وهو يتأملها بشوق قد انتحبت فيه مشاعره ولم تقوى على الاتصال الصحيح ..
همس بتعب : بتأخر الليله ؟ انتبهي لنفسك ..
ترك لها المكان بكبره .. وهي مخنوفه في زاويه .. تتأمل المكان حولها بتوتر
لم تكن رسالتها مقصدها انها لاتطيق قربه..
كانت تجافيه .. تعاتبه بطريقه مستهلكه قديمه ..
فهي منذ وقت استيقاظها بالقرب منه ..
قد هدأت وارتاح قلبها بعد ليل قلق قد اظنت بالتفكير فيه ..
كادت ان تطلق قدميها خلفه وتلحق به ..
تخفي احزانها بعيدا عن كل شي ..
ترمي همومها في دورب النسيان وتمضي معه ..
كنمط حياة .. واسلوب عيش تحاكيه ..
لابد ان تتجاهل ..
ان تنسى.. ان تتنازل ..
كغيرها من بنات حواء .. لاستمراريه الحياة بكل الطرق والحالات ..
جلست على الكنبه بإستسلام ... ورمت برأسها على المخده متنهده .

تدري وش معنىّ
............. [ أ ف ق د ك ] ... !
و إ إ تحلى ب / الس?و و و ت

أختنق ما اتنفس ,,
" أتألم " ,, د و و ن صوت ... !
ما أتكلم بس ,
..................... من د آ آ خل
[ أ م و و و ت ]




**********************************


لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات


ارسلتها وهي تعض شفاتها بخجل ..
كان قلبها ينبض بإثاره .. وهي تنتظر رده ..
دخلت جود : يا لله صباح خير .. يابنت خفي على الرجال ..
ترى الثقل صنعه ؟
وداد ببرود : خلينا الثقل لك ؟ الا انتي وشفيك اليوم متأخره .. ماهي بالعاده
ماعندك جامعه ؟
جود : إلا عندي ولكن متأخره شوي ..
وصلتها رساله وظلت تضحك ..
سألتها جود وهي تناظرها من المرأه : ضحكيني معك ؟
وداد بإبتسامه : ناصر ارسل لي رساله ضحكتني ..
جود : طيب ..مضمونها ؟
رفعت حواجبها بغيظ ..: لا ياحبي .. هذي اسرار ..
تعالى رنين جوالها بجانبها .. وفتحته على الفور ..
ناصر : صباح الورد ..
ابتسمت وهي تجيب بخجل : صباح الفل ..
ناصر : وحشتيني .. ودي اغمض وافتح عيني و اكون عندك ..
لكن وين ؟ اليوم عندي زحمه مواعيد ..
همست بعيد عن اختها : مو مشكله .. اهم شيء راحتك .
ابتسم .. لكن اختفت ابتسامته بدخول مريض مكشر و معقود الحاجبين
قفل الدنيا في وجهه ..
فقال مودع بهدوء : اوكي .. بكلمك .. انا مشغول الحين .
تنهدت وهي تقفل الاتصال و تناظر الجوال بحسره ..
جود بإبتسامه سخريه : هااا .. مااعطاك وجه
وداد : لا .. ياماما .. مشغول شوي ..
جود : اكيد مشغول .. مو مثلك ..لاشغل ولامشغله ..
وداد : اشوف مااحد كلمك لما تأخرت عن الجامعه .. جيت الحين تحاسبيني ؟
التفت جود وسألتها : ود .. ابغى اسألك سؤال لكن ماتزعلين مني ؟
وداد : قولي .. والله يستر منك ..
جود بإبتسامه : ماتجرأت وسألت ناصر عن علاقاته قبل ؟
تغيروجه وداد .. وقالت بعصبيه ..
: جود ..ايش هالسؤال ؟
جود بإبتسامه اشبه ماتكون من تحدي ..
: سؤال عادي .. ليش زعلت ؟ يعني في كثير لهم ماضي ..
مثلا انتي .. كنتي تحبين واحد .. ؟..
وقفت وداد ووجهها احمر من الغضب ..
: انتي كيف تسمحين لنفسك وتسأليني مثل السؤال هذا ؟
كانت تضحك بإستخاف : حلوه .. ياود .. الحين صار سؤال سخيف ؟
ولا قولي الصراحه انتي خايفه من الحقيقه ؟
وداد : خايفه... وليش اخاف .. سواء فيه او لا مايهمني ..
انتي قلتيها ماضي .. ماضي .. تفهمين ..
جود بإختصار بارد : ارجو ذلك..
طلعت من الحجره بعدما اخذت عباتها والشنطه ..
وهي تخفي مراره صراحتها
لم يكن له اي داع ذلك السؤال ..
مابك ياجود ..
لم انت حانقه على غيرك ..
ألا تعترفين لنفسك على الاقل ؟
هل تحسدينها ... هل تشتعل نار الغيره في قلبك ؟
لانك لست مثلها .. فهي كالزهره الشذيه في صيف حار ..
يلتف حولها الجميع ..
وانتي تقفين بمفردك .. تكتفين بالمشاهده ..
انتي وهي شتان مابينكما ..؟
تعقلي وتوخي الحذر فهي اختك ..
اختك من تقارنين نفسك بها بغبطه .. او يتعدى ذلك بقليل ..
ماتشعلينه في قلبها لايجوز ..
انتي اختها .. اختها .. فتعقلي .


***********************


كانت تمشي في البيت من غير هدى .. تدخل الحجره تتأملها و تطلع
في اشياء كثيره في رأسها ..لم تجد لها حل ولم تجد لها سبيل للتصديق..
سلوى فجرت المفآجآه في وجهها ... ما لم تتوقعه اصبح مفروضآ عليها ..
كانت تضمن الرفض و تضع الرد مسبقآ في فمها في اي اتصال لها مع اخيها ..
لكن الان تغيرت مجريات الامور .. واصبح شاق عليها التفكير في القادم .
اخرجها رنين جوالها من شرودها ..شاكره التدخل في الوقت المناسب ..
قبل تسمع صوته : السلام عليكم ..
تنفست بعمق .. وردت بآليه : وعليكم السلام ..
ثانيه صمت اتبعها بصوته الضاحك : زعلانه مني؟
هزت رأسها بإستهبال وجاوبته ..
: ابدآ ... اساسا ليش ازعل ؟
سعود بنره هادئه : قلت يمكن زعلت من المقلب ..
على العموم خبرتني ليلى عن كل شيء .. ليش ماقلتي لي انتي ؟
اهتز الجوال في يدها و نقلته للاذن الثانيه .. ارتجف صوتها وهي تجيبه .
: عن اي شيء اقولك ؟
سعود : تسوي نفسك ماتدرين ؟
نجمه بتردد : عن ايش تتكلم ..؟
سعود : عن حمل ليلى .. قالت لي انها خبرتك قبل الكل ..
كان من الممكن تقولين لي ولو برساله ؟
تنهدت براحه .. لكن في نفس الوقت انعقدت حواجبها بحيره ..
حيرة من نفسها .. دهشه تملكتها من عواطفها ..
هل هدأت عاصفتها الهوجاء و قبلت بالواقع اخيرآ ..
سعود : اقول ماينفع الكلام عبر الجوال .. بزورك بعد صلاه العشاء ؟
نجمه بإندفاع : لا ..
سعود بهدوء : وليش لا ؟
وقفت نجمه بتوتر .. حركت يدها بعشوائيه حولها .. وكأنها تبحث عن جواب
: مافي احد في البيت .. يعني مافي رجال بيكون معنا ..
سعود : وانا غريب .. يكفي مادام امك موجوده..
نجمه : لكن الوقت مو مناسب ..يعني لو جيت مثلا في العصر .. كان افضل .
سعود : ليش مهتمه بالناس ايش يقولون عنك ؟ على كل حال مايهمني احد
انا بزور زوجتي واللي عنده مشكله يتكلم معي .
نجمه بتوتر : حتى انامايهمني الناس .. تعال عادي ...
ضحك سعود وقال : غريبه يانجمه .. توقعت انك ترفضين بطريقتك الهمجيه ..
عصبت نجمه من كلامه وقالت : اذا ماودي اشوفك بقولك بإختصار .. مابي اشوفك ؟
و ثانيا تعال .. ايش قصدك بطريقتي الهمجيه ؟
سعود بهدوء مستفز : بكون معك صريح .. انتي ماعندك اسلوب في الكلام وبالاخص معي
لدرجه تحسسيني انه مافيك ولا انوثه ..
شهقت بحده .. و قهر .. لاول مره تحس بأن احد قدر يلجمها
و ماتقدر ترد او تدافع عن نفسها ...
قالت بهدوء غريب : اذا ماكان فيني ولا انوثه على قولتك ..مافي احد ضربك على يدك
وقال لك خذني .. .
ماانتظرت جوابه على الفور قفلت منه ..
ظلت تحدق في الفراغ لمده غير قصيره ..
تشعر بألم غريب داخلها .. مثل الوخز ينقر قلبها ..
شيء يحفز دموعها..
ليس مثل كل مره احد يقول لها انك عاديه واسلوبك جلف
ومافيك رقه البنات ..
تذكر سمعتها مرة من سلوى .. و قالتها ليلى بأسلوب هادئ
" نجمه .. تصرفي مثل البنات .. واتركي عنك التمرد "
مازعلت منها ..على العكس تفردت بأسلوبها عن باقي البنات ..
كانت مميزه عنهم ..
لكن .. لماذا شعرت بروحها تذوي عندما سمعته يقول ذلك ؟
لم شعرت بالجرح فجأه ؟
هل تحتاج لاثبات انها زاخره بالانوثه ..
هل الصوت الخشن والبشره الجافه و الاعين القويه المتحديه
علامات توضح عكس انوثتنا ؟
لكني هكذا .. كيف اكون وانا اعيش بين افراد من الذكور
كيف اكون غير ماانا عليه الان .
هل يثبت كل هذا انني لست انثى رقيقه ..
فزعت من رساله قادمه لها ..
" بمرك بعد صلاه العشاء ولايهمني الناس "
تأففت بضجر وهي تضرب رأسها براحه يدها ..

*******************************************


كان على اعتاب شركته .. بعدما شارفت الشمس على المغيب ..
يوم كامل لم يتناول فيها إلا السوائل .. اكواب معدوده من الماء
و اقداح من القهوه و الشاي ..
لم يخفف ذلك من صداعه الشديد .. فكيف تهدأ وقد تكالبت عليه الظروف
وحراره الشمس في موقع البناء .. بعدما الحادثه تلك سعى لسد النقص بنفسه ..والمتابعه بحرص .
استرخى بداخل سيارته .. يفكر كيف قاد نفسه في غمه تعبه الى الشركه ؟
المفروض يوصل لبيته يأكل شيء يسد فيه جوعه و ارهاقه ويرتاح ..
وصل زياد للشركه .. وطلع من سيارته على عجل ..
انتبه لمطلق بداخل سيارته .. طرق على الزجاج ..
ففتحها مطلق بعدما اخرجه من وحدته ..
زياد بإبتسامه : السلام عليكم ..
مطلق : وعليكم السلام .. اشوفك رجعت ؟
زياد : نسيت الجوال في المكتب .. انت وشفيك ؟ شكلك تعبان ؟
مطلق بإبتسامه متعبه : بالفعل .. عندي اوراق بوقعها . .. وبمشي .
زياد : تطلع معي ..
طفى محرك السياره .. واخذ جواله .. كرد مباشر..
واول قدم وضعها على الارض ..شعر بنفسه يترنح ..
او ان الارض تدور حول نفسها فجأه ..
لدرجه افتقد فيها قانون الجاذبيه .
عاد واتخذ مكانه وقال بصوت متحكم :
اطلع انت .. بمر البيت فيه ورق ضروري لازم اخذها .
اغمض عينيه بلامبالاه .. وتصنع القوه في غمره ضعفه ..
وسحب نفس طويل .. يحاول ان يكون طبيعي ..
هادئ .. يخفي رغبه في المكوث طويلآ بمفرده ..
والنوم ولو على ارض صلبه ..
لو يعلم ان شحوب وجهه قد اصبح امرا واضحآ ..
كان يتنفس بثبات .. حتى شعر بالضعف والاعياء يهز مكامن قوته واحتماله ..
وحتى قدرته على التمثيل والادعاء .. قد اختفت ..
مواجهه الضعف في امر لم يعتده صعب عليه ..
وشاق عليه ان يظهره للاخرين ... ويطلب منهم العون لمساعدته .
حرك سيارته .. بعيدا في سرعه هادئه للغايه .. ولم يعد يستطع المواصله
اول شخص اتى في باله ..في ازماته الدائمه .. انتظر مغمض العينين حتى يجيب الاخر
ناصر : هلا مطلق ..
مطلق بهدوء : انت وين؟
ناصر : توي دخلت البيت .. ليه في شيء ؟
مطلق : تعال لي انا عند الشركه ..
كان صوت ناصر ناطقآ بالخوف ..
: مطلق ..وشفيه والله خوفتني ؟
مطلق بإختصار : مافي شيء .. انت تعال وخلاص .
لم يكن يعتقد ان اخر عهد له باليقظه .. في لحظه يمقتها اشد المقت ..
هي صوره وميض السيارات من حوله ..
ولون المغيب على نوافذ المباني الزجاجيه .
حينها عرف معنى ان يكون الشخص ضعيفآ ومستسلمآ وخائر القوى ..
وقد استقر رأسه على مقود السياره ..
متجنب مؤقتآ الشعور بالالم لحين استيقاظه .


**********************



تنهدت .. ووقفت تتأمل نفسها في المرآه ..
كلامه يدل انه لايراها جميله .. ليست انثى في نظره
ايلزم الجمال والصوت الناعم ..دليل الانوثه فقط ..
فتحت خزانتها .. ومن غير تدقيق على الاطراف المكشوفه
شفاف او خلافه .. ضيق او عكسه ..
كانت تهمها الاثبات .. الاثبات لم ؟
لاي نظريه او برهان ؟
والاهم لمن ؟
لزوجها اتعلن من اجله الصراع بينه وبين ذاتها المختفيه .
لم تكن تحتاج لتلك الاقنعه ...
هي انثى .. تحتاج ان تكون انثى كامله في عين رجل هو زوجها
زوجها الذي يظنها خاليه من الانوثه ...
ارتدت ملابسها بعيدا عن تحفظها المعهود ..
تركت الحريه لشعرها لينسدل بنعومه على ظهرها ..
و فعلت مالم تفعله من قبل ..
" ان تكون شخصآ اخر من اجل شخصآ اخر "
ان تكسب ودآ و غايه مطلوبه .. ليست كم اعتادت
امرآ منفيآ من ضمن قائمه حياتها ..
اول ماطلعت ... بحلقت فيها امها بدون وعي ..
: بسم الله عليك يابنتي .. ايش صار لك ؟
ابتسمت نجمه وهي تتجاهل النظر في عين امها ..
: مافيني شيء .. سعود اتصل .. وقال انه بيمر ..
ابدت امها امتعاضها واضحا ..
وهمست لها مخافه ان يسمعها احد بين اربع جدارن مطبقه عليهما
: كان قلتي له .. مايجوز مابه رجال بالبيت ..
نجمه : اذا جاء قولي له انتي .. انا استحي ..
ام نجمه بإبتسامه ذات مغزى ..
: من متى تستحين ؟ لسانك بطولك ..
انعقدت حواجبها بحيره مرة اخرى ..
وفكرت بصوت مسموع ..
: حتى انتي تقولين كذا ؟
دارت حول نفسها .. وسألت امها ..
: يمه ويش رايك فيني ؟
الام المتشاغله بالخياطه .. ترمي نظره عابره عليها
وتعود الى عملها ..
: مابك خلاف ..
وقفت بإحباط : كيف يعني مابي خلاف ؟ يعني انا حلوه ؟
ابتسمت وقالت : زينه ..
وقفت بصمت متذمره .. فأعقبت والدتها لارضائها ..
: والله انك زينه البنات وقمرهم ..
ابتهجت و انقعشعت غمامه كدرها .
واحتضنت والدتها بحب كبير ..
:الله يخليك لي يااحلى ام بالدنيا ..
على الاقل امها ترى ذلك .. ستكتفي بذلك حتى ترى الاخر ..
ماذا يقول فيها .. ؟
بخرت المجلس .. وعملت القهوه و الشاي ..
صلت العشاء .. وانتظرت وعينها على الباب ..
مرت ساعه وهي تجلس على عتبه باب المجلس ..
نادتها امها .. وقالت بتعب ..
: يابنتي دقي عليه .. مايصير يجي والوقت متأخر ..
نجمه بقلق : يايمه .. باقي بدري .
ام نجمه وهي تتثاؤب :
والله يابنتي النوم طبق علي .. ومااقدر اقعد معكم .
تأففت نجمه .. وهي اكثر واحده متذمره من التأخير
اخذت جوالها .. واتصلت عليه ..
سعود بصوت ناعس ..: هلا نجمه ..
رفعت حواجبها بإستغراب وسألت ..
: وينك انت ؟ مرت ساعه من وقت الصلاه ..
ببرود جاوبها : اسف .. انشغلت .
فتحت فمها .. متفاجئه برده البارد والهادئ
هي اقل ماتكون على نار مشتغله وهو ولا هو موجود ..
قالت بصدمه : انشغلت .. ؟!!
سعود : ايوه .. انشغلت مع جدي .. معاملات و صكوك ومدري وشو
لايكون انتظرتيني ؟ ..
انتظر بإنصات شديد لانفاسها التي وصلتها حرارتها من خلال الجوال
وابتسم لانتصاره الثاني على التوالي ..
بحذر : نجمه .. علامك ماتردين ؟
نجمه بغضب مكتوم : كان المفروض تكلمني او ترسل رساله تخبرني فيها
انك مو جاي .. ؟
سعود : حقك علي .. لو تبين اجيك الحين جيتك ..ومايردك الا لسانك .
نجمه بتوتر : لا خلاص ماله داعي .. اساس مادقيت عليك الا علشان اقولك
لاتجي دامك تأخرت ..
سعود : اهاااا ... وانا حسبتك دقيتي علشان تسأليني عن سبب تأخري
على العموم ... لي موعد ثاني ... حقك علي مره ثانيه ..
نجمه بهدوء غريب : لا .. ماصار الا الخير .. يالله اجل باين على صوتك
انك تعبان .. اخليك تنام .
سعود بإستفاقه غريبه : كنت تعبان .. يوم سمعت صوتك راح التعب كله .
تلعثمت نجمه .. ولجأت للصمت فجأه..
فضحك سعود : اظنك تدورين لكلمات تسبيني فيها .. ماسكه نفسك بالغصب صح .
انصدمت من توقعه فيها .. فحست برغبه في البكاء فجأه ..
رجع وقال : تصبحين على خير ..
انتظر ردها للثواني بعدها قطع الاتصال ...
تنهدت .. بخيبه اعترتها وسيطرت على افكارها ..
رغبت في الانفراد بنفسها ولو قليلأ للتفكير ..
و للتسلح بالقوه مره اخرى بعدما واجهتها هزات متتاليه في ثقتها بنفسها .



***********************
من كان يظن ان مطلق بجبروته و سطوته
يجلس بجانب رفيقه وهو خائر القوى .. مهدود الاعصاب ..
مغمض العينين ... في ملامحه سواد التعب ..
ناصر يسوق السياره ويرمي نظره وتلحقها اخرى مترقبه
: خليني اوديك المستشفى ..
مطلق : ماله داعي .. محتاج راحه ..
ناصر بحده خرجت من صمته الطويل ..
: محتاج ..راحه بال .. اكل .. نوم .. تفكير سليم على الاقل ..
ضرب على المقود وخرج من رزانته المعهوده .
واعقب منفعلآ : كفايه تعقيد .. يكفي تعذب نفسك على شيء تافه .
شوف نفسك كيف صاير ..
مطلق بهدوء : رجاء .. ارحمني من فلسفتك الزايده ..
ناظره ناصر ببرود .. وانشغل بالسواقه .. يستشيظ غيظا من تصرفات ليس لها اي مبرر .
تنهد مطلق وقال بصوت منخفض ...
: كل اللي فيني إجهاد .. من البارحه ما اكلت شيء ..
اذا كنت عطلتك عن شغلك .. بإمكانك تنزل وتاخذ اجره .
ناصر : لا ماعندي شغل .. اصلا موعدي معك انت .. انت مريض رسمي .
مطلق .. والله احترت فيك .. انا اعطي حلول للناس كيف يواجهون حياتهم
إلا انت .. مافهمت علتك .. يااخي عيش حياتك بشكل عادي ..
التزم مطلق الصمت .. و السياره تدخل الفيلآ ..
طلع .. متحامل على تعبه .. وقال وهو يقفل الباب و يطل من النافذه ..
: ارجع بسيارتي ..
ناصر : لا مشكور .. باخذ سياره اجره ..
استدار مطلق ومشى في طريقه .. تارك صاحبه يتأمل ظهره
بشيء من الاسف .. والخيبه والشفقه ..
توقف مطلق وقال بإبتسامه شاحبه ..
: مشكور ياناصر .. تصبح على خير ..
ضحك ناصر .. وقال : انتبه لنفسك ..
اشر له مطلق بحركه عاديه .. غير مبالي بما قاله ..
.. بينما وصل لاسماعه .. اصوات الضحك و الصراخ ..
ليس لديه اي رغبه ان يرى اي احد ..
اول مافتح الباب .. عم الهدوء المكان ..
اضطر لزرع ابتسامه مجبره على شفتيه ..
لتنقاد له فتيات بنفس الطول ..
اروى : خالوا .. خالوا ..
مطلق : عيون خالوا انتي ..
لم يبذل جهدا في احتضانهم .. كان الامر شاق عليه ..
ادركته وفاء على اصوات بناتها ..
: مطلق .. غريبه جاي بدري .
ابتسم مطلق : ماالغريبه إلا الشيطان ..
ضحكت رغم توترها من ملامح اخوها المجهده ..
اقتربت منه وسلمت عليه ..
همست بصوت متوتر : وشفيك شكلك تعبان ؟
مطلق : شوي مصدع .. إلا وين امي ؟
وصله صوت امه .. فانقاد إليها محتاج حاجه باطنه معقده ..
لايعلمها سواه..
ام مطلق بخوف : وشفيك يمه ؟
مطلق بحذرشديد : علامكم الليله .. كل اللي يشوفني يٍسألني وشفيك ؟
انتهيت من شغلي بدري .. ورجعت فيها شيء هذي ..
ام مطلق وهي تشده من يده ..
: لا والله ابركها من ساعه يوم انك تجي وتجلس معي .. وتاكل مثل خلق الله .
سمر بإبتسامه : والله جيت في وقتك .. وفاء مسويه ذاك المحاشي .. تاكل صوابعك وراهم .
وفاء : والله و مافي اطيب من اكلها وهي سخنه ..
اشتهيتك معنا من البدايه والحمدلله انك رجعت بدري اليوم .
ابتسم وهو يرمي شماغه طرفه .. تأمل المكان حوله ..افتقدها ..
حس بالنقص حوله .. رغم انها رفيقته لكنه شعر بالحنين لرؤيتها ..
ام مطلق بنظره حكيمه : سمر .. يمه قومي و قولي لليلى تحط العشاء ..
سمر تكلم بنات وفاء ..: يالله ياحلوات مين يسبق ويقول لليلى ...

كانت ترتب ملابسه ..في الخزانه الخاصه فيه ..
دخلت سمر والبنات بضجه هائله من الصراخ والضحك ..
ليلى بخوف : الله ياخذ شيطانك انتي وياها ..وشفيكم ؟
اريام بتأتأه غريبه : خالو ياخاله ..
ضحكت سمر وهي تجلس على السرير ..
: لو تقعد يابكره ماتفهمين عليها .. بعلك جاء وهو تحت ويقول الحقي علي ..
ليلى بذعر : سمر عن اللقافه .. ايش اللي صار ؟
سمر : والله انك خوافه .. مافي شيء امي قالت لي اقولك ان مطلق جاء
ودعوه للجميع بتناول طعام العشاء .. هذه كل الحكايه ..
هزت رأسها قبل تطيح على السرير اثر مخده طايره من ليلى ..
ليلى : اعوذ بالله من شرك .. وجع طيحت قلبي ..
تنهدت براحه .. و قالت بصوت هادئ متفاجئ ..
: انزلي انتي وخذي شلتك .. شوفي بدوا يقلبون حجرتي ..
انا بغير ملابسي وانزل ..
طالعتها وقالت : ليش ؟ ملابسك حلوه .. توك كنتي لابستها بيننا .
تأملت ملابسها .. بدي ابيض فيه رسومات باللون الوردي ..
وبنطلون حرير وردي ..
ليلى بخجل : تتكلمين ..
فما لاحظت ابتسامه سمر قالت بإحراج : اقول اقلبي وجهك ..
ضحكت سمر وهي طالعه .. لكن قبل تخرج ..
: اقول ليلوه عن حركات الاغراء لاخوي تراها معروفه ..
شهقت ليلى و طلعت وراها .. بينما سمر تضحك بصوت عالي ..
تسمرت مكانها وفي وجهه .. ارتخت عضلاتها الضاحكه واصبحت حزينه فجأه
هالها مظهره .. والهالات السوداء التي ارتسمت تحت عينيه .. وكل هذا
الصمت المحفور في جوانبه .. جعلها تذعر من اجله ..
شيئا ما جعلها تخاف الوقت مهدور سدى في الضيق ..
تذرف دموعآ صامته ..خفيه ..

سمر من خلف مطلق : جاك سي سيد .,,وريني اللي عندك ؟
التفت لاخته وقال بإبتسامه هادئه ..
: انتي ماتتركين عنك اللقافه ..
سمر بشقاوه : لاابدا ..
مادمت اكتشفت ان مواهبي تطلع اجيال واجيال لن اتوقف ابدا ..
مطلق بنظره عابره ليلى يشفي فيها شوقه ..
: مواهبك خليها بعيده عن زوجتي ..
سمر بضحكه .. ترفع يدها و تنسحب تدريجيا ..
: ترى زوجتك ملقوفه بالفطره لكن انا اعطيتها فرصه تطلع اللي عندها ..
ليلى بتحذير : سمر ...
ابتسمت سمر وغمزت لليلى ..
وقالت :خلاص بنطم يالله ياحلوين .. لا تتأخرون عن العشاء ..
ابتسم وهو يدير رأسه نحوها .. ليراها تقف مبهوته ..ثابته .
قطعت الصمت الدخيل فجأه وهي تتنحى جانبآ ..
: قلت انك بتتأخر الليله ..
>> كم يكره هذا السؤال ...
رد عليها وهو يدخل : انتهيت بدري ..
ابتسم ابتهاجآ لانها تحدثت ببساطه لاتشوبها شائبه ..
فأتبعت بتوتر وهي تتبعه : شكلك تعبان ..
مرت سحابه كآبه على وجهه وغض الطرف فجأه
: تعب عادي .. باخذ لي دوش وانزل ..
نزل ثوبه بسرعه .. فقالت بحنان بالغ ..
: اذا كنت تعبان .. بجيب لك العشاء هنا..
ابتسم واجابها وعينيه تطوف في وجهها ..
:وافوت على نفسي جمعه عائليه .. لا باخذ دوش وانزل .. انزلي انتي قبلي..
عضت شفاتها بإحراج وتردد .. كانت تريد ان تتحدث معه بحريه مطلقه
خاليه من التوتر .. كانت تريد ان تعتذر عما بدر منها في الصباح ..
: مطلق .. بخصوص اليوم في الصباح .. أنا .. مــا
قاطعها بتنهيده خرجت من اعماقه بائسه ...
وقال بإختصار : انسي ..
توسلته بنظره حزينه .. فأشفق عليها من نفسه المجحمه في الخطأ
فقال بتفهم : اظن تعادلنا ..
ابتسم لها بعدما اختصر لها كل المسافات للوصول إليه ..
ردت له الابتسامه .. وطال حديث الاعين الصامت ..

مدينه من الركام ..خلفها
ركام من الاحزان والبؤس والشقاء ..
وهو امامها...
كانت تعرف ان كل وعودها كاذبه ..
وأن حبها له متدفق كالنهر لاينضب ابدا ..
ضيعت كل الطرق وحفظت طريقها معه ..
هو جنونها النابض الارعن ..
نومها المتوقد ..
واستسلامها اللذيذ ..
ما جدوى كل شيء ..
ان امكنني النسيان ..
ان امكنني التصالح مع نفسي ومعه ..
لما نهدر الوقت سدى وايدينا تضيع في الفراغ
واحضاننا تنتحب للقاء مجددا ..

تلقائيا واستجابه لنداء عميق داخلي ..
يصرخ ..يلهث ويزمجر غاضبآ ان كفى ..
فتح ذراعيه لها ..
للمضي للامام ..
للغفران ..
للشوق والاماني .. والدفء في فرقه شتائي الاجواء ..
للحب الهائل الذي يجمع بين قلبين ..

غرد قلبها في حديقه مظلمه ..
في واحه غناء زاهره ..
حلمآ يطفو على وجهه ..
مخلوق تعشقه .. لاتبدله بأي شيء اخر ..
انصاعت غير متردده ..
تشتاق إليه ..كل ثانيه تمر .. وكل دقيقه تعقب ساعات قادمه ..
التفت يدها حول عنقه .. بينما تشبث بها كالغريق
كالمسافر في رحله شوق بعيده ..
كالنور في سويداء الغيوم ..
الصمت ..حليف لهما ..
ومشاعرها حديث القلوب ..
غير مجديه الكلمات ان تصاغ ..
لم تكن لتسمع حتى ..

استنشق رائحه شعرها .. وقد وصل الشوق ذروته لها ..
لم يفارقها ايام وسنين .. كانت ساعات تحسب دهورا لديه
قلبها غاضب من قسوته... من فجوته السحيقه بينهما ..
من لعنه الحب الهالكه ..
تركت له وجعا محفورا ..
يالقسوتها حين تغضب ..
اغلقت باب حبها في وجهي وتركتني متعذبآ ..
مستنكرا ألمي بكل عنفوانه ..
وهائمآ في دروب الضياع ..
همس بصوته الاجش المشبوب بالعاطفه ..
: اشتقت لك ..
واغمض عينيه متوسلآ البقاء طويلآ هناك ..

مرير هذا الاحساس
بشوق ناري لا يهدأ …
لا اللقاء يطفئ وهج نيرانه
ولا الفراق…
دوما دوما افتقدك
باستسلام كوكب
لمداره حول الشمس ..

دمعت عيناها بتأثر عاطفي فطري ..
وهي تجيبه بصدق اشتدت فيها معانقته
: انا اسفه قسيت عليك .. ........
قاطعها : اشششش... لاتقولين شي .. احضنيني وبس .

مابه .. لم يثير الحزن في قلبي فجأه
أليس جميل من كل انثى ان تشعر بكم العاطفه تلك ؟
الن تفرح بقوله ..بإشتياقه ..بأفعاله الصريحه ..
انا انثى ترضيني بعض الحلول او انصافها
لكنه رجل ليس ككل الرجال ..
هو مطلق .. قلب نابض يبدو كالصخر بين جوانحه ..
هو مطلق .. من احببته بكل مافيه ..
لم يبدو ضعيفآ .. يبلغ من الجهد القمه ومنهار فجأه
رفعت نفسها لتتأمل وجهه بأناملها الرقيقه .
وقد اغرقت عيناها بالدموع ..

سألها وقد بدأت ابتسامه مرحه تغزو شفتيه
: لو قلت لك انك اجمل شيء صار بحياتي ..تصدقيني ؟
وان زعلك عذاب بالنسبه لي ..
اجهشت بالبكاء وهي تطوقه من جديد ..
: افديك بعمري ولا اشوف نظره عذاب في عيونك ..
غمرها بحنانه و قد بدأ يرتجف من اثر كلماتها ..
غيرمعتاد على مواجهه المشاعر بصراحه..
شعر بإن جوارحه ستنطق ..
سيعترف بالسر الذي انفجر ينابيع حاره بداخله ..
أجابها وقد قبل عنقها بعمق ..
: لاتعذبيني .. قلبي مايتحمل دموعك ..
رفعها ومسح دموعها .. وقال : لاتخليني اشوف دموعك مره ثانيه ..
مهما يكن لاتبكين ..قبل عيناها برقه ..
واكمل ليرسم ابتسامه على شفتيها النديه
: ولا صدق الحمل يخلي الواحده حساسه زياده ..
ضحكت .. : ممكن .. لازم تتحملني ؟
غرقت عيناه في ابتسامه صادقه ..
: انتي روحي ..كيف مااتحملك ..
طبع قبله اعلى جبينها و دخل الحمام وقد تجددت روحه
بطاقه هائله ...طردت تلك السلبيه من جسده ..
وعاد نشيطآ ..مليئا بالكثير من العاطفه ..

وهي مكانها ..
يزرعها في الارض بكلماته المنتعشه
كما تنبت زهره في شق صخره ..
يعيد بها من اول الطريق .. فتنسى كل شيء
اليس هو قلبها هكذا ؟ لاتزيد من اوجاعه بمضي الوقت
لكن حبها له وجع هائل ..
وجع مؤلم ولذيذ .. ممتع وصعب ..
كيف به يجدد كل خلاياها في لحظه ؟
وهي التي ظنت ان الحياة معدومه معه بجداره ..

لقد اطبقت علي زهرة حبك المفترسه
وغرست اشواكها في روحي
وامتصتني بكليتي …

فلينفجر القلب بلحظة ذل : تعال
اني أكره كل ما فيك ..
وأحبك , أحبك , أحبك .


****************************




دخل شقته بعدما اوصل صاحبه ..
علق شماغه وتوجه مباشره للمطبخ ..
فتح الثلاجه .. وشرب ماء . ..
اخذ الكوب معه .. و جلس قدام التلفزيون يقلب القنوات
ركز على مباراه كره قدم .. طلع جواله وابتسم
اتصل عليها .. لكن لارد
الساعه ماتعدت العاشره ..
اتصل مره ثانيه ..
وداد بصوت منخفض : هلا ناصر ..
ناصر بإبتسامه : وينك ؟ ادق ماتردين ؟
وداد : كنت مشغوله ..
استغرب ناصر من نبره صوتها ..
فسألها : وشفيه صوتك .؟ كأنك زعلانه ؟
ردت عليه بسرعه : لا مافيني شيء .. انت كيف كان يومك ؟
ناصر وهو يسترخي على الكنبه ..
: اليوم كان عندي زحمه مواعيد ..
ضحك فجأه .. فسألته : وشفيك تضحك ؟
ناصر: جاتني فكره علشان اشوفك ..
تغير صوتها الى مرح ..
: اهاا اتحفني يالله ..
ناصر : ويش رايك تاخذين موعد عندي ..
شقهت وداد فاعقب بضحكه شقيه ..
وداد : اسم الله علي .. بتدخلني مستشفى الامراض العقليه ..
ناصر : بعيد الشر عنك من المرض .. لكن الطبيب النفساني
مو ميزته يعطي علاج وبس .. يستمع للناس ويفهم عليهم ..
شوفي عندك في اروربا الطبيب المعالج النفساني مثل الصديق .. اي شيء يكدرهم
في الحياة يلجأون له ..
وداد بجديه : كلامك صحيح ...لكن مو مبرر لزيارتك يادكتور .
ناصر بإبتسامه : صراحه احبطتيني .. يعني انا باختصر لك كلمه احبك
بموعد بيننا وانتي تصدين ..
اختفى صوتها .. فعرف انه خجلها ..
قال بعدما ازعجه اتصال ثاني في نفس اللحظه ..
: ودادي .. جاني اتصال ثاني برد عليه و ارجع اكلمك ..
وداد : اوكي .. انتظرك .

رد ناصر : هلا ..
سمع صوت الرجل وكأنه في فضاء .. لان الصدى يرجع له
: السلام عليكم ..
ناصر : وعليكم السلام ..
: انت ناصر...
ناصر بجديه : نعم .. اي خدمه ؟
ضحك الطرف الثاني ..
: انت اي خدمه .. لانك انت من تدور علي ؟
وقف ناصر و قال : مين معي ؟
: انا وسام ... تركت بطاقتك عند البواب .. نعم انا اسمعك ؟
ناصر بتوتر : ماينفع نتكلم في الجوال ... تقدر نلتقي بكره
وسام : متى ؟
ناصر : الموعد اللي تبيه ؟
وسام : مادام اللي ابيه ويش رايك في هالوقت ؟
طريقه استفزت ناصر .. متلاعب و ابتزازي
ولايخفى عليه انه ذكي ..
استنتاج وصل له ناصر في طريقه لمقهى معروف
رغم تعبه ويومه الشاق .. و طاقته الكلاميه المستنزفه ..
لكن وصوله لمنتصف الطريق ..هو الحاح بالنسبه اليه ..
ليس له سابقه في الفضول ... زاد ذلك لمجرد التحدث مع شخص ك وسام
هناك في الامر ريب .. و شكوك تدور على الامر برمته .

دخل المقهى .. المكان غير ممتلئ .. جلس على طاوله بمفرده
بعدما رمى بنظره متفحصه للباقين ..
تأفف .. بعدما مرت عشر دقائق .
سمع صوت خلفه : دكتور ناصر ..
استدارناصر ليواجه شاب في منتصف العشرينات ..
حلته رفاهيه .. وبذخ واضح .. نظره عينيه مشعه بدهاء ..
يرتدي بنطلونآ من الجينز و بلوزه بنفسجيه مفتوحه الازرار من المنتصف
لم تخفى على ناصرتلك الاساور التي تملأ معصمه ..
جلس و وضع اغراضه بشكل عشوائي على الطاوله ..
ارتخى في جلسته و حدق في ناصر ..
وقال بسخريه : لاتقول ان الوالد ارسل لي دكتور علشان يعالجني
هو اول العارفين انه يحتاج له قبلي ..
هز ناصر رأسه بفهم .. قدامه شخص صعب متمرد .. والوصول الى مبتغاه
ايضآ صعب ..
مال ناصر ناحيته وقال : لا ابدا .. لفضول اللي جابني لك ..
رفع وسام حاجبه و ابتسم بسخريه..
: الفضول بخصوص ايش ؟
تردد ناصر في البدايه وحس بسخافه الموضوع .. لكن قدر يقول
: بخصوص بيت مطلق الغانم ..
اتسعت حدقتا عينيه وهو يناظر ناصر ... وشحب وجهه ..
صار يلتفت حوله كثير .. ويبتلع لعابه تواليآ ,,
سأل بعدما اثار شك ناصر من تحركاته الكثيره ..
: مين مطلق الغانم ؟
بسرعه ردد ناصر رقم سيارته قدامه ..منتبه لكل حركه يقوم بها الذي امامه
بحكم عمله يدرس كل التفاصيل المهمه بفسيولوجيه دراسيه بحته ..
اندهش وسام واتضحت عليه معالم الخوف
: انا مااعرف واحد بإسم مطلق ..
ناصر بهدوء اعصاب ..
: انا ماجبت رقمك بالصدفه .. مال ناحيته اكثر وقال ..
انا اعرف وانت تعرف .. فما له داعي اللف والدوران .
مسح على ذقنه وقال بعصبيه ..
: انا مااعرف شيء عن اللي تتكلم فيه ..
ناصر بهدوء يرجع ويسند ظهره ويراقب تقلبات الفتى
الذي تأكد من انه يخفي شيء .. خلف كل هذا .
ابتسم ناصر : ما تعرف .. وجودك قدام البيت لاكثر من مره
مو صدفه .. الامر كان مشكوك فيه .
وسام بنرفزه : انت اكيد مجنون .. الشارع ملك ابوك يوم انك تتكلم كذا ؟
ناصر : ماله داعي تعصب .. انا اتناقش معك .. وجودك قدام بيت مطلق
فيه سبب اكيد .. انا في البدايه كنت شاك .. لكن الحين انا متأكد ..
رفع حواجبه بثقه ...
وقف وسام وقال بغضب ..
: اسمعني .. انا مااعرف شخص بإسم مطلق ومااعرفك .. وثانيا.. اجلس في المكان اللي يرحني
وامشي في الشارع اللي يعجبني .. واذا كان عندك مانع وريني اللي عندك ..
تأمله ناصر بدون كلمه وراقبه كيف يجمع اغراضه ويمشي بسرعه من عنده ..

دخل وسام السياره وقفل الباب بعصبيه ..
عبدالعزيز يرفع السيجاره من فمه وينزل رجله عن المنضده وكأنه للتو انتبه لدخوله ..
: وشفيك ؟ من هو ذا ناصر ؟
وسام : طفي الزفت اللي معك ..
نفذ عبدالعزيز امره بدون مناقشه .. اساسآ ليس بيده حيله
فهو مجرد تابع له .. منقاد له بصمت .. بلغه المال يصبح له مثل الخادم ..
وسام بعصبيه: يقول انه شافني عند بيت اريام ..
عبدالعزيزبصدمه : لايكون اخوها ..
وسام : كيف اخوها ياغبي .. البطاقه ماكانت معك اسمه ناصر ..
عبدالعزيز : طيب ايش قالك ؟
وسام : ماادري عنه .. قال انه شاك فيني ..
عبدالعزيز : دق على خويتك واسألها..
تأفف وسام بإنزعاج : وانا انتظر في حلولك اللي زي وجهك ..
ادق جوالها مغلق .. مسويه فيها العفيفه بنت الكلب والله مااخليها
في حالها ..
عبدالعزيز : ايش ناوي عليه ..
ابتسامه ماكره قد ارتسمت على وجهه .. جعلت الاخر يصنع مثل الابتسامه
: وين تروح مني ؟ كل شيء عندي مثبت بالصوت والصوره ..
وبكره بنشوف ..لاجيبها عند رجلي مثل الكلبه ..

ضحك وسام منتشي بإنتصار في معركه لم تبدأ بعد
يعتقد ان الفوز حليفه وليس غيره ..
مستعد للمفآجات ولأسؤها .. ذئب ماكر .. مخادع
لكنه في الحقيقه اشبه بعجل يضطرب خوفآ من المواجهه..

تأمله الاخر بشي قد بدا يسري في دمه ..
الخداع .. المكر .. والحيله .. واصعبها الخيانه
كلها تعلمها منه .. درسآ درسآ ..
لكن مالفرق ؟ ليسوا اوفياء لاي شيء
لا للدين ولا لغيره فكيف يعرفون قيمه الوفاء ..
ابتسم بسخريه.. يجاري الاخر في خططه
وفي حساباته خطط اخرى ..
وحياة اخرى ..
سيسلخ عنه قشره عبوديه المال التي اصبح من اجلها كالكلب
يلهث خلف كل مبتغى ولاتهمه القيم ولا المبادئ
ألم يضحي بكل شيء في حياته.. فما له و للاخر
سيعيش من اجل نفسه .. من اجل نفسه فقط .


*************************


اتخذ مكانه في السرير .. بعد ماانتهى من عمل موجز في مكتبه.
ابتسم بسرور .. ورضى لانه قضى وقت محبب اليه مع عائلته ..
دخلت .. ومباشره ابتسمت له .. لكنه لم يبتسم بل ظل محدقآ بها
وهي تتحرك في ارجاء الحجره ..
كأنها تحاول ان تجد عذرا عن الاقتراب منه ..
تشحن الجوال .. تبحث عن شيء مفقود .. تنظر لنفسها في المرآه
تضع كريمات الليل على بشرتها ..
تستهلك الوقت كله في سخافات بالنسبه له
تشغل نفسها عنه بأي طريقه ..
وهو يستهلك الوقت في النظر اليها ..
يتوق بشوق الى الاقتراب منها ..
متجنبآ النوم ..رغم انه يحاصرها ويطبق على جفنيه ثقيلآ ..
همس بإسمها .. فالتفتت إليه مباشره ..
ابتسم ... كان يعرف انها تتهرب منه ..
لكنها معه .. قريبه معه لحد تكون ملاصقه له حتى بأفكارها ..

قال بهدوء : تعالي ...
تحركت بهدوء ناحيته وعلامات الاستفهام تحوم بوجهها .
وقفت بالقرب منه متردده .. لكنها جلست بعدها ..
سأل : ماودك تنامين .. ؟
حركت تلك الخصله الخياليه .. وقالت ..
: إلا .. لكن عندي اشياء بسويها و انام ...تبيني اجيب لك شيء ؟
مسك يدها .. .. حرك اصابعه بين اصابعها بنعومه ..
كان مفكرآ يقرأ في خطوط يدها .. طلاسم لها معنى..
سأل وهو مازال يقلب يدها بين يديه ..
: بسالك سؤال .. لو رجعك الزمن للخلف .. بتغيرين شي في حياتك ؟
ابتسمت بتوتر من سؤاله الذي جاء في غير موعده ..
كانت تريد ان ينظر اليها لتعرف سبب سؤاله ..
اجابته : ليش تسأل ؟
رفع رأسه لتقع عيناه في عينيها ..
: مجرد سؤال ؟ بتجاوبين عليه .. ؟!!
احنت رأسها بتفكير .. .. ثم رفعته بسرعه بإبتسامه كبيره
وكأنها تعود بالفعل للزمن الماضي ..
قالت بحالميه : الزمن اللي يمضي مافي فايده منا نرجعه ..
ولانبكي عليه .. لكن فيه شيء واحد لو رجعت لايام طفولتي
بقول لك .. بسأل الشخص اللي ساعدني عن اسمه ..
التصق حاجبيه لاستنكار اجابتها ..
وقال مترددا : ليش ؟
مازالت ابتسامتها تجد متسعآ مضيئا على وجهها
وكأنها بالفعل تود الخوض في آله الزمن والعوده لتلك اللحظات
لتسأل هذا السؤال ..
اجابته بإختصار وحذر : فضول ..
شد على يدها وقال : ليش تتذكرينه ؟
اختفت ابتسامتها وشعرت بالخوف ..لصراحتها الواضحه
: انا ماتذكرته .. انت سألت شيء عن الماضي وانا جاوبتك ..
سحبت يدها وقالت منزعجه ..
: لاتخليني اندم لاني قلت لك ..
ابتسم وقال وهو يستلقي مكانه بفخر .. متجنب النظر فيها
: ماكنتي قلتي لي ..
رغم وخز الغيره الذي بدأ يدب في قلبه ..
من فارق سني لنفسه ولشخصه ولكيانه هو ..
ليس رجلآ غريبآ ..
شعرت بالحنق منه ومن تصرفاته ..
اوقعها في الخطأ بخيوطه المتلاعبه بقلبها الغبي ..
إلتفت ناحيتها وهي مازالت واقفه في مكانها ..
لاحظ اشتداد عضلات وجهها .. فابتسم متلاعب بإعصابها
قالت بضيق : انت تقصد تضايقني بأي طريقه ..
رفع حاجبه و لجأ للصمت مستمتعآ بلذه تعذيبها .
اعادت عليه بتمرد : انا غلطانه اللي اتكلم معك ...
ضحك .. وهو يسحب يدها ويشدها ناحيته .. لكنها مانعت
ورفضت فسحبت يدها بشده ...
فقام من فراشه متعثر ولحقها .. مطوق خصرها بيديه الثنتين
ورفعها بسهوله .. وهي تصرخ ..
: مطلق ...نزلني والله لاصرخ واجمع عليك البيت ..
ضحك اكثر وقال ..
: مايهمني .. اصرخي ..
تحولت صرخاتها الى ضحكه .. وهي تدور معه ..
: مطلق نزلني .. والله دوختني ..
نزلها بسرعه وقال بعدما مسك وجهها بين يديه ..
: لاتحسبيني زعلت منك .. او من صراحتك معي ..
على العكس ثقتك فيني تسعدني.. ...
قالت بخيبه : لكن تصرفك يعكس قولك ؟
اقترب منها وقال : افهميني لاني .. .. اغار .. عليك !!
اأغارعليك حتى من ولدي اللي في بطنك
فكيف بشخص شفتيه قبلي وتتذكرينه ..
احنت رأسها وابتسمت بخجل : سؤالك ذكرني فيه ..
رفع رأسها بيده وقال : اسمه مطلق .. تذكريه ولاتنسيه ابد .. مطلق ..
ابتسمت له بحب ..يكاد يفطر قلبها من هوله و حجمه وعنفوانه ..
وخاطبت عقلها ..
ايحتاج ان يذكرني به ..
ان يثبت اسمه في عقلي ويحفره على جدارن قلبي ..
هل تحتاج لان تقارن نفسك بفتى يغلى الدم في عروقه لمرأى فتاه تنتحب ..
هل تريد ان تخبرني بأنه انت وان لم تكن هو ..
تجبرني على صناعه وجهك في كل الوجوه التي قابلتها من قبل ..

اتذكرك .. في وجدي هاله من طيفك البراق ..
في عيني رسم الملامح لاتختفي ..
احفظك كلك .. اسمك وملامحك. ... ووصفك ..
ليس هناك احد منك وفيك مثله في الوجود .


اقتربت منه بدورها وهي التي ترتجف خجلآ وحياء
وهمست بصوت يكاد يختفي ..
: انت الوحيد في حياتي .. اللي ماتروح من بالي ومااحتاج
احد يذكرني فيك ..

اشتعلت نار الشوق في عينيه ..
واعيته كلماتها المنثوره برقه على شغاف قلبه ..
وضاء الامل في عينيه ..
لاداعي ان يخبرها انه ذاك من اشتد ساعده وهي على ظهره
من لامس عذريه ملمسها ..
شاب خاطر بحياته في خوض مياه هادره..لم يعد له وجود
الا بشخص كامل .. هو منه .. وكله فيه .
ذاك اختفى في طيات الذكريات .. موصوم بعرفان فقط
هو لها ..وهي له ..
فلايجب استحضار الذكريات فيما ماليس له وجوب في ذلك ..
ضمها بين قلبه وجوانحه و يديه .. و حملها في عينيه
وتوجها على عرش قلبه ..


لم (( أقع )) في الحب
لقد مشيت إليه بخطى ثابتة
مفتوح العينين حتى أقصى مداهما ؛
إنا (( واقف )) في الحب
لا (( واقع )) في الحب



*******************************



دخل شقته وقد اخذ من التعب كل مأخذ ..
لايرى امامه سوى مخده ولحاف .. بالكاد سيطر على نفسه في السياره
وبمجرد دخوله لشقته حتى تعالى رنين جواله ..
تأفف منزعجا قبل ان يبتسم ..
ناصر : هلا ود .. اعذريني انشغلت ونســ..
قاطعته بإنزعاج : اللي ماخذ عقلك .. المفروض قلت لي قبل ماكنت انتظرتك
ابتسم وهو يرمي نفسه على سريره ..
: يابنت الحلال والله انشغلت ..
وداد : مايهمني انشغالك او كان مع مين ؟
ناصر بجديه : ودادي وشفيك ؟ اقول كان عندي شيء ضروري ..
وداد بصوت مخنوق : انشغلت ونسيت اني انتظرك .. بالله مع منو .. ؟
جلس ناصر وقال بحرص ..
: والله الموضوع كان مهم وماقدرت اخره ..
سمع انتحابها الصامت .. مسح وجهه بإرهاق ..
وقال بحنان : وداد .. وشفيك حبيبتي ؟ كل هذا ضيق اني ماكلمتك ؟
تعالى نحيبها .. فقال : والله ماقصدت .. اساسا انا انتظر اللحظه
اللي اكلمك فيها ...
تنهد وكمل : كان في مريض في مشكله ولجأ لي ..
وداد : ناصر تقول الحقيقه ..
ضحك مستعجب منها .. ومعجب بصوتها المدلل .
: لا اكذب عليك ..
وداد : ناصر ..
رجع ظهره للخلف وارتاح على سريره ..
: والله كان موضوع خطير .. انتي ايش تحسبين ؟
تعتقدين اني بكذب عليك .. ؟
وداد : ناصر. .لايكون تحب واحد قبلي .. او حتى بعدي .
انتظر لحظه .. يحدق في السقف ويستوعب كلامها
فانفجر بضحكه صاخبه .. اخرجته من طور التعب ..
اهذا كان مايشغلها ...
اهذا ماابكاها ...
احتى الان لم اوضح لها .. كم هي غاليه على قلبي ..
ألم اجيد صياغه مشاعري بشكل صحيح ..
يالي من احمق ..
ماذاانتظر ... ؟

كان مازال يضحك ولا يسمع خلاله الا صرخه استهجان بإسمه ..
مسح عينيه بدموع من فرط الضحك ..
وقال بعدما عم الصمت بينهما ..

: ماني على كثر المشاغل بناسيك؟؟؟
صدقني ما انسى من توده عيوني......
اظما لشوفك واتسلى بطاريك......
واروي عروقي من مطر ذكرياتك .....

:ودي .. انتي كل شيء في حياتي .. لاتفكرين من قبلك ..
انتي الوحيده اللي اخذت عقلي وقلبي .. فلا تتعبين نفسك
وتفكرين ان فيه واحده ثانيه في حياتي ..

انتظر ردها .. فضحك مجددا .. وقال :
تعرفين ودي اشوف وجهك الحين ..
همست برقه : تصبح على خير ..
صرخ بصوت فوضوي ..
: لا لا لا ... بعدما هديت حيلي في رضاك وانا تعبان ..
لازم ترضيني انتي بعد ..
بصوت مرح اجابته : تحمل ماجاك .. علشان عمرك ماتنساني .
ناصر بلهفه : انساك .. وين انساك وانتي ماتتركيني لحظه ..
هتفت بخجل : ناصر .. خلاص تصبح على خير ..
ابتسم وقال : تصبحين على خير .. لاتنسين احلمي فيني ..
اخر ماسمعه ضحكتها الرقيقه التي اسكرته ..
تنهد مطولا ... مفكرآ في ذلك اليوم الذي سوف يقدم
متى سيلقاها ... تكون على مرمى يده ومرأى عينيه .


اما بالنسبه لوداد ..
فلقد اخذ منها الغضب على اختها كل عرق نابض ..
هي التي زرعت بذور الشك في عقلها ..
وهي التي مازالت تغذيها بأفكارها المسمومه ..
دخلت الحجره بعصبيه دون طرقه ..
لتنتفض جود مذعوره ..
: بسم الله .. ايش اللي صاير ؟
وداد بعصبيه : اللي صاير انك انسانه متخلفه و غيوره وحقوده ..
جود بدون فهم : وليش كل هذا ؟
وداد بخيبه : لانك مو اخت .. ابدا تصرفاتك ماتوحي بأنك اختي
بسببك كنت بخرب علاقتي بناصر ... بسبب افكارك اللي حطيتيها في راسي
صرت مثل البلهاء ..
جود بدون مبالاه بعدما فهمت السبب ..
: انتي كبيره وعاقله و مو من السهل احد يتحكم فيك ..
وداد بحزن : لكن انتي اختي .. دائما كنت احترمك واقدر رأيك
لكن ليش عند ناصر تحاولين تزرعين الفتنه بيني وبينه .
جود بكبرياء مزعوم : القضيه ماهو ناصر بالتحديد ..
كل الحكايه انك عمياء في بعض الامور تحكمين بمشاعرك..
جلست وداد وقالت بهدوء : هذي حياتي ياجود ..
لو شعرت اني في لحظه امشي في الطريق الخطأ .. بطلب النصح
وحتى لو وقعت في الخطأ .. فأنتي اكثر العارفين ان الخطأ نوع من التجربه
والدروس المجانيه في الحياة ..
مسكت يد اختها وقالت بموده ..
: فرجاء يااختي .. لو تبين تنصحين انصحي دون تجريح
ولا انسي ان اللي بيننا اخوه .. فأنا مااقبل تمشيني بأفكارك الخاطئه ..
جود بإستهجان : كيف تعرفين انها خاطئه .. انتي ما جربتيها ؟
وداد بإبتسامه مريحه ..
: ولا انتي جربيتها... وهذا هي الحياة .. احنا مانعرف جوده اي شيء الا بعدما نجربه
انصحك ياجود انك تتعقلين في الحكم على الناس
لاني متأكده مافي احد بياخذ واحده تعامله كما يعامل السجين ..
كل شوي تفتيش ...

هزت رأسها بتأكيد امام اختها : فهمتي علي ...

لاول مره ترتاح .. تشعر بكم هائله من الطاقه الايجابيه المتدفقه داخلها
عبرت عن رأيها بكل سهوله ..
لايهم ان كانت جود على خطأ ام على صواب ..
ناصر .. حياتها المستقبليه ..فبالطبع ليس مخلوقا كونيا نادر الوجود لايملك عيوبآ
وهي كذلك ليست خاليه منها ..
ستعرفه .. وتتعرف عليه اكثر وهو كذلك .. ستكتشف عيوبه و حسناته تدريجيا
ستتعامل معها بطريقتها ..
هكذا هي طبيعه الحياة... نعيشها وفق متطلباتها وظروفها .. نستيطع ان نخلق لنا
بيئه تساعدنا على المضي .. بمساؤنا و مميزاتنا ..
ولا نغلق الباب على انفسنا .. مدعين اننا نعلم كل شيء دون الخوض فيه ..
ومكتفين بالتبصر فقط ..


**********************************


تنفس الصبح ... و غردت الطيور تعانق الاغصان ..
وابتسم النهار في بدايته .. والشمس بدأت تزف لتعتلي في ساعات كبد السماء ..
استيقظت مبتسمه وهي تشعر بحراره انفاسه على عنقها ..
عاد للنوم مجددا من بعد صلاه الفجر وكأنه لم ينم يومآ هكذا ..
فكرت براحه لحالهما الان ..
فالمد والجزر يجعل الرحله ممتعه على رغم من الصعاب ..
شعرت بيده تتسلل ليحيط بخصرها ..
ابتسمت و قالت بهدوء..
: صباح الخير يا كسول ..
مطلق بخمول : صباح الخير يانشيطه ..
استدارت له لترى وجهه ..
: ماودك تروح الشركه اليوم ؟
رد بصوت ناعس : عندي شغل كثير ..
لامست ذقنه بأصابعها وقالت ..
: ياليت تاخذ اجازه اليوم من الشغل ..
فتح عيونه واقترب براسه منها ..
: ليش ؟
ابتسمت للتعلق نظراته بثغرها الباسم ..
: انا عارفه انك ماتطيق تترك الشغل .. لكن ودي نقضي اليوم مع بعض ؟
قبل ثغرها بلطف ورجع يضع رأسه على المخده بأريحيه ..
: ..ودي اكون معكم على طول .. لكن تعرفين شغلي ..
وخصوصا الايام هذي الضغط زايد علي شوي .
تأملته بهدوء واصابعها تتلمس ذقنه .. فقالت بخيبه ..
: ماتلاحظ ان وقتنا مع بعض قصير ..
ابتسم و داعب انفها : مو بكيفي والله .. لكن وعد مني
مجرد ما يخف الضغط .. نروح كلنا المزرعه ..
ابتسمت بفرح : والله اشتقت للمزرعه .. و بالاخص سرور .
ضحكت فجأه .. ودفنت نفسها في حضنه .
سألها بإبتسامه : ليش تضحكين ؟
ليلى بخجل : تذكرت شيء ...
بعثر شعرها بيده وقال : مابتقولين لي ؟
رفعت نظرها له وقالت : لا .. خاص فيني ..
رفع حاجبه .. وقال بغرور .
: مافي خصوصيات بيننا ..
ليلى بحرج : شرط اذا قلت لك ماتضحك مني ..
اومأ براسه موافق على الرغم من ابتسامته المتلاعبه على شفتيه ..
قالت بنبره حزن : تذكرت لحظه كنا على ظهر سرور ... لحظه مااقدر انساها
لحظه اتمنى ارجع واعيشها معك مره ثانيه ..
تأملها بحب عميق لايعرف كلمه تعبر عنه وهو يقترب منها مقبل رأسها ...
: وليش حزينه ؟
رفعت رأسها له مباشره .. وبصدق واضح اشتعل في ضوء عينيها
قالت : .. مابي حزن وانت معاي .. يكفي انك جنبي .. هذا اللي ابيه ..
رفعت نفسها واحتضنته ... شاركها الاحتضان بعمق ..
يربت عليها برفق .. وحنان .. يود لو يحفظها داخل روحه ويأتمنها
من كل شيء حولها ..


دونما توقف .. دونما توقف
منذ عرفتك
وانا احترف حبك …
ومهنتي الشوق إليك ..
والحزن راتبي…
وحتى حين اتوهم انني ارتويت من نبعك
وابتعد بشفتي عن بحيراتك
يستعر شوقي إليك
كغابة تعصرها النيران..


*****************************************



كانت تفطر مع امها .. وامها بين كل لحظه والثانيه تسألها
سؤال يجعلها غاضبه من نفسها و منه ..
ام نجمه : علامه ماجاء البارحه ؟
نجمه : ماادري يمه ..قال انه انشغل مع جده ..
تنهدت وهي تضع اللقمه في فمها بدون شهيه ..
وتأملت الشمس المنكسره ظلالها على الشجره .. والارجوحه المتهدله تحتها ..
ابتسمت ..بمجرد النظر لها ..
سمعت صوت رنين جوالها من الداخل ..
ام نجمه: قومي شوفي من المتصل ..
تأففت نجمه وقالت : مالي حيل .. خليه يدق بعدين اشوف مين ..
ضربتها امها على فخذها ..
:قومي يابنت لايكون واحد من اخوانك به خلاف ..
نجمه : طيب .. طيب ..
قامت منزعجه ... واول مامسكت الجوال انقفل الاتصال .
ارتاحت بعدما شافت اسم المتصل ..
وعند خروجها افزعتها النغمه تعود من جديد ..
اخذت نفس طويل ... وفتحت الاتصال ..
سعود : صباح الخير ..
نجمه بهدوء : صباح النور ...
سعود على عجله ..
: انا عند الباب .. افتحيه بسرعه .
نجمه رفعت الجوال بإستغراب تشوف الساعه
: ليش ماداومت اليوم ؟
سعود : لاتخافين ياابله نجمه .. انا مداوم لكن متأخر شوي ..
تفتحين الباب ولا امشي .
ركضت وهي تجاوبه : خلاص جايه..
قفلت الجوال .. وفتحت الباب .بسرعه ..
دخل وقفل الباب خلفه .. ناظرها من فوق لتحت .. وابتسم
استغربت من ابتسامته .. لكن بعدما فهمت .. كان انتهى الاوان ..
تقف قدامه بقميص نوم زهري قصير الاكمام .. وطويل يسحب معها على الارض ..
شعرها مرتب بطريقه عشوائيه ..
فكرت بخوف . .. اكيد عيوني منفوخه .. ووجهي بشع ..
احنت رأسها محاوله اخفائه ...
فقال : ماودك تدخلين ولا نوقف هنا طول النهار ..
نجمه : لا .. حياك تفضل .. امي جالسه في الحوش ..
مشى ناحيه امها ... وهي خلفه تتبعه بهدوء وخجل ...
وكل امنياتها تشوف نفسها في المرآه ..
سلم على امها .. وجلس .. وهي واقفه تناظره بعين مريبه
ام نجمه : بنت .. وشفيك .. روحي جيبي الشاي لزوجك ..
انتبهت لنفسها ولوقفتها مثل البلهاء .. لكن مستغربه من زيارته المفاجئه ..
بسرعه البرق ... دخلت المطبخ .. تجهز كل شيء وهمها لايفوتها شي بينهم ..
خرجت متعثره بقميصها ... وبضحكته العاليه التي سمعتها .
رجف قلبها من هول القادم .. واول ماقربت الشاي عنده
وقفت امها متحججه بالشغل ... ناظرتها بشك ..
قال مبتسم : امك تقول انك البارحه انتظرتيني على احر من الجمر ..
انسحب لون وجهها الطبيعي وقالت بتوتر ..
: مين امي ؟ لا لا .. امي تبالغ شوي ..
ضحك سعود وهويقرب منها ..
: ليش خايفه طيب ؟
نجمه بإدعاء : من قال اني خايفه ... لا ...
تنهدت وقالت : تبي الصراحه .. متفاجئه من زيارتك ؟
سعود .. بهدوء : لا تتفاجئين ولا شيء .. جيت اقدم لك هذي ..
فتح علبه صغيره فيها سلسله ذهب ابيض ..
ارتجفت يدها وهي تحاول تاخذها ..
: هذي لي انا ..
ابتسم : اكيد لك .. اجل لي ؟
قام من مكانه وقال : يالله انا تأخرت .. مع السلامه ..
تبعته وهي مازالت متفاجئه .. وقالت :
سعود .. ليش ؟
رفعت الهديه قدامه وسألته : ليش الهديه ؟
ابتسم وهو يلبس حذائه ويجيب بتهكم .
: كيف ليش ؟ اذا ماتبينها هاتيها ...
مد يده ياخذه قبل تضمها بيديها ..
فأعقب كلامه : مالها سبب .. حبيت اهدي زوجتي هديه بدون مناسبه او سبب
اذا لقيت لها سبب كلميني يا نجمه ..
اقترب من الباب و هي تتبعه بخطى هادئه ..
ابتسم لها مجددا .. ومد يده مصافح لها ..
: اشوفك على خير ..
بالكاد وعت على تصرفها وهي تمد يدها بالمقابل ...
قبل ان يسحبها عنوة اليه .. و يقبلها قبله صباحيه متعطشه .. وطائشه ..
ألهبت شفتيها و جعلتها كالمخدره .. تركها بإبتسامه خجوله ومنتصره هو ايضا
ومشت بخطوات حالمه .. تتحسس شفتيها التي تشارك قلبها في النبض و الاحساس ..
تقف امام المرآه .. ترى نفسها وهي منتشيه بمشاعر غزتها على حين غره ..
وقاتلت عزمها وتمردها الطويل .. و القت بها على فراش ندي من الورود حيث
احلام رافقتها الى مكان سري .. غايه في الجمال ..


ولا ’ صبحـك ، يصافحنـا و يـذكـرنابـ / صـبـاح الـورد
وانـا اللـي صبحـي اغليـته لأنـه صـافحـه .... كـفـّك ... !
أقـولك شـي .... ؟!
لا ... هـوّنـت
اخـاف اعاتبـك بالـ : رد .... !
تعـوّدت انثـر ورودي عـلى صبـح ٍ لمـس | طـرفـك | ... !








ألقاكم بموده ... كونوا بخير
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية