كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
احبتي في الله ,,
تحيه عميقه من القلب الى الجميع ... مهداه بأجمل الاماني والتحايا
تقدير لشخصكم الكريم ... لكل من هتف معي بالدعاء الصادق وتواجدت معي ..
شكرآ لله الباري المنان علينا بعفوه ورحمته تعالى ... قبل اي مخلوق ...
شكرآ خالص لمن وقفت بقربي بدون ان استشعر ذلك ...
شكرآ من القلب لمن قدرت موقفي و ساندتني ... بكلماتها و دعائها
الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه ...
الحمدلله الذي من علي بالعوده اليكم ... مع كامل امتناني واعتذاري للجميع ,,,
والحمدلله الذي جعل يوم عودتي بيوم اقترن بفرحه وطن وعوده مليك مفدى
ابوي الغالي ... ابو متعب حفظه ربي و عافاه من كل مكروه ..
تفضلوا البارت قراءه ممتعه ..مقدمآ مع باقه حب لبوحه >>> الله يخليك ترى الافكار عند بعضها
البارت الخامس والثلاثين :
كادت ان تفر هاربه .. خائفه .. ممزقه بين الحنين والكبرياء تائهه .. من تنقذين ؟
حطام زواج ام هويه ساخره او نكهه حب خالصه..؟ ام بقايا كبرياء و كرامه هادره ..
كادت ان تصرخ لا تتكلم .. يكفي صمتك فهو اجابتك الدائمه عن كل الاسئله ..
كادت ان تصرخ انطق فالصخر كاد ان ينطق بجانبك ؟
استدار لها .. بوجه جاد و قلب ساخط على حال لايعجبه ..
متأملا ملامحها المعذبه ... صرخ قلبه وعقله و حواسه .. " رفقآ بالقوارير "
ورفقآ بها .. من اجل نفسك .. ارفق بها ..
استندت على السور .. وودت لو تمضي او تسقط نفسها من اعلى
او لعل مطرآ ورعود وبروقا .. تمهد لها طريقها في الهروب .
همس بصعوبه مخفيآ ظاهريه معانيه بسهوله : بتكونين معي ...
بتكونين معي ؟ !!
بتكوين معي ؟!!
كيف تفسر هذا ؟
عقدت حواجبها كطفله ..صعبت عليها الفهم .. ماذا يعني ؟
كالذي يقول لها .. من اتى اولا الدجاجه ام البيضه . ؟
ابتسم لتلك العقده الجميله .. وضاع في كلمته مثلما ضاعت هي ؟
وشعر بالخجل .. اتعرفون كيف يكتسي الخجل رجلُ ؟ ..
لم يقل نعم اريدك .. او انتي لي مثلما اعتادت ..
كيف تفسر هذا " بتكونين معي "
حتى هو امتعظ وبان عليه الحيره .. كيف يفسر لها ؟
بتكونين معي ... بأي صفه ..سأكون ...
زوجه مسلوبه القوى .. تسير خلف زوجها .. ام ماذا ؟
نريد ان نخرج من تلك الحفرة العميقه .. لكننا نحفر وينهل علينا ترابها ...
حك شعره بمزيد من الحيره .. و ظل ينظر لكل شيء حوله الا هي ...
هناك دغدغه مشاعر ..ازعجته .. وجعلت قلبه كالمضخه التي لاتتوقف ..
يسمع حتى لهاث انفاسه .. وكأنه يستعد للركض .. يريد ان يضحك ان يصمت ..
ان يبقى لحظات مع نفسه ... حتى يوضح ماذا يريد ؟
تأملته بعين ضيقه .. لاتخفي ارتباكها هي ايضآ ..
مالهم يتصرفون كطلفين لايجيدون الاعتراف بصراحه ؟
حزمت يديها بشدها على خاصريها وسألت بهدوء ..
: بأي صفه بكون معك ؟
تأملها بإبتسامه .. فحنقت لتلك الروعه التي تفعلها ابتسامه بوجهه ..
و انفعلت .. هي تنسلخ من شده الحراره تحت ناظريه وهو مستمتع ..
الكلمه التي ينطقها تحتاج دهرآ لتخرج من فمه ..
وان نطقها تجد صعوبه في فهم معانيها ..
عيناها تنطق بلغه غريبه لااجد لها ترجمه محدده ..
رفرف شعره ... على اثر نسمه هواء رافقت نداء سعود له .
حدق فيها.. لايخفي السعاده التي ناصرته تلك اللحظه
هرب من المواجهه .. كان سيبوح بالحقيقه ورب البيت ..
لكن تلك النسمات ذكرته برهافه قلب نابض بين جوانحه .. لم يعلم انه قلبه فـ ذعر اشد الذعر .
قال وهو مازال مبتسما : بأي صفه تبين تكوني انتي فيها .. انا موافق .. والحين اسمحي لي
بروح اصلي ..
نزل الدرج بهدوء .. فتهاوت يديها بإستسلام .. و اسندت رأسها للخلف تتأمل نجوم براقه
ارتعشت فجأه .. مغمضه عينيها تستحضره امامها .. لمساته الفقيده التي انتحبت على جسدها
تواقه للقاء المنتظر .. و بعيده كل البعد عن دقائق لذيذه تقضيها معه ..
مسكت رأسها بأصابعها البارده .. و حاورت افكارها بأن عودي الى الصواب ؟
لدينا مشكله الان .. كيف سأقضي ليلتي معه ؟ كيف ...!!
لااستطيع ان ابقى معه في مساحه ضيقه .. لامهرب فيها منه ..
لن ارضي غيري مجرده من رغباتي .. هل ادعي وانا بين عائلتي ؟
نزلت بسرعه لان المكوث في الخارج جعلها كقطعه من الجليد او لايكفيها حضوره القطبي معها ..
اغتسلت وتوضت للصلاه .. بين يدي الله تبث شكواها.. وتلجأ له ليهديها الى الصواب ..
دخلت سلوى وجلست على الكرسي .. وجهها احمر ويبدو عليها الغضب ..
انتهت من تسبيحها واستغفارها .. و طالعت اختها ..
سألت : خير ..ليش وجهك معفوس كذا ؟
سلوى وهي مازلت منزله راسها و تتأمل حركه رجليها ..
: مافي شيء ..
ليلى : سلوى ... قولي عارفه انك زعلانه ؟
سلوى وهي ترفع راسها : امي ..
فكت ثوب الصلاه و جلست جنبها : وشفيها امك ؟
سلوى : امي ..جايبه لي عريس ؟
ليلى بإبتسامه : وهذا اللي مزعلك ؟
سلوى : ايه مزعلني .. ماودي اتزوج .
ليلى : ليش ؟
سلوى بقهر : ايه ماودي اتزوج ..وشفيه الزواج زود عن البنت ماتعيش مع اهلها ..
ليلى بحنان : ياحياتي .. الزواج سنه الحياه .. ليش انتي خايفه ؟
وقفت سلوى .. ولم تستطع ان تخفي تلك الدموع التي تساقطت .. وجهها الدائري المحتقن بالدماء
وعيناها الصغيرتات تبرق فيها الدموع كطفله صغيره ..
: يااختي مابي .. مابي .. لا والمشكله تبيني لواحد ماادري منين قرعه ابوه ؟
ضحكت ليلى وقالت : طيب مين تبين ؟
سلوى بنرفزه : مابي احد ؟ اساسا ليش اتزوج .. ماشفتك مرتاحه في حياتك ..
سكتت ليلى ..خنوع ورضى بكلمات تلك .. لكن كان من الممكن ان تعيش مرتاحه
لو مايظهر اسم سلطان على سطح حياتها .. لو ما شكوك زوجها القاتله كانا عاشا بسلام ..
سلوى بندم جلست جنب اختها وقالت : دخيلك لاتزعلين .. لكني معصبه من امي ..
بتزوجني بكيفها .. ومايهمها انا موافقه او لا ..
مسكت يدها برفق وقالت : لاتخافين ..مع احترامي لامك انت بنت احمد ولد عزيزالسلطان
ومادام راس جدي يشم الهوا.. مافي احد ينجبر على شيء مايبيه ..
ماتعرف كم كلماتها بعثت روحآ و طاقه وصبرآ بل قوه كبيره لدى سلوى.. اتضحت من اساريرها
المنفرجه... وابتسامه وصلت حد اذنيها و انتقل شعاعها الى عينيها ..
ضمت اختها بكثير من الحب ..
ليلى من بين ضحكاتها : خلاص .. لاتذبحيني ..
سلوى بحب : الله يخليك لي .. يااعظم اخت واكدع اخت ..
وضحكوا مع بعض ... قامت سلوى وقالت : والله ان مطلق هذا اكبر مغفل في حياته ..
رفعت حواجبها بإستغراب وقالت : هذا جزى المعروف تسبين زوجي .. وليش تقولي عنه مغفل ؟
سلوى بضحكه : الحين صار زوجك ؟.. اقول عنه مغفل .. لانه مايعرف قيمتك ..
ابتسمت ليلى وقالت : شكرا على المدحه لكن اخر مره اسمح لك تسبين زوجي ..
سلوى بشقاوه : وينك يامطلق .. تسمع ...ياللا قومي معي بنزل العشا الحين ..
وبالفعل نزلت العشا .. .. وكالعاده يجلسون كلهم على سفره واحده .. حتى جدها وسعود
الجد وهو يجلس بجانت زوجته .. ويوجه نظرات لليلى ..
الجد بحزم ولغايه في نفسه : قومي يا ليلى .. وتعشي مع زوجك ..
حركت عيونها بإضطراب على الجميع وتوقفت على سعود .. وكأنها تطلب مساعدته
تنهد سعود ..وقال : انا بروح ياجدي خلي ليلى تتعشى معكم ..
الجد يجلسه بمسكه واحده من ثوبه ..
: اقول اجلس انت ...واحده و تتعشى مع زوجها انت ايش حاشرك بينهم ؟
ضحكت سلوى بصوت منخفض بينما سعود قال ..
: افا يابو احمد.. هذا وانا ولدك الكبير تقول عني كذا ..
الجده تساند زوجها : وهو صادق .. قومي يابنتي وتعشي مع زوجك .. عيب ويش بيقول عنا ؟
مانعرف الواجب .. وانهت جملتها بلقمه تأكلها بهدوء ..
تشاغل الجميع بالاكل .. إلا الجد وليلى .. بينهم نظرات اقرب ماتكون لكشف الباطن ..
قامت ليلى على مضض .. ولحقتها سلوى ..
سلوى : روحي انتي وانا بجهز له العشاء..
ليلى بقهر : ليش جدي يعاملني كذا ؟
سلوى بتشاغل : يمكن ملاحظ عليكم شي ..
تأففت بإنزعاج واضح .. اقتربت منها سلوى وعينها على الباب
: خلاص ياليلى.. اسمعي كلام جدي .. ترى اذا زعل ما يعرفك حتى ..
ليلى بإستسلام : طيب امري لله ..
سلوى بإبتسامه : بتروحين لزوجك بها الوجه ..روحي تكشخي شوي ..
ليلى بضيق : توه شافني .. ماله داعي اساسا اتعدل له ..
بداخلها ضيق .. كيف سيهتم ؟ اشعر به يراني مجرد مرآه لكل تصرفاته
لو يبوح بما يفعله بصريح العباره ؟ لو يمتدحني بالخطآ .. او يجاملني على الاقل
لكنت شعرت براحه بأني مع رجل لديه احساس .. وقد انعم الله عليه بقلب كسائر البشر .
ضحكت سلوى وتركتها لــ همها ...لايوجد احد يفهم مالذي في قلبي
نار تكويني .. ولهيب مشاعر لا اسيطر عليها ..
عندما اكون قربه انسى كل شيء .. اود ولو اتحطم في حضنه وانسى كل شيء
والله اني سأنسى .. فقط لو مد ذراعاه لي ..كنت سأودع الماضي .. وانسى .
******************************
كانت تبكي وتنتحب بلادموع .. كانت ترتعش و تصرخ و تموت من العذاب
بلا صوت .. حواسها تستغرب اي قوه تلك التي تملكها ؟
و هي تستغرب اي جمود ذاك استوعب هزاتها ؟
كتمت انفاسها .. بضحكه عاليه كادت ان تنفجر ..
ضربتها رغد وهي الاخرى مازالت تضحك ..
رغد : اسكتي .. فضحتينا .
ريهام وهي تضحك و تحاول تمسك نفسها ..
رغد بإحراج : ريهام .. خلاص عاد ماصارت .. تفركشت في الدرج وطحت ..
ريهام وهي تتنفس بهدوء وتتمالك نفسها..
: والله مااقدر انسى.. صراحه شكلك يضحك ؟
ورجعت تضحك .. بينما رغد يبدو عليها الاحراج والضيق ..
كملت ريهام : لا واللي زاد الطين بله .. ابو الشباب فاتح يدينه .. على اساس بيساعدك ..
رجعت رغد تضحك لكن بخجل ..
: الحمدلله لحقت نفسي قبل مااطيح عليه ..
ريهام : ايه والله رحمتيه ..؟
ضربتها رغد بنقمه ..: ايش قصدك ؟
ريهام وهي تفرك مكان الضربه : وجع .. ايش هاليد ..
فجأه نفس الشاب بنظارته الطبيه يمر من جنبهم بصمت وفي يده كتاب ..
ريهام بضحكه صامته ..تأشر على الشاب ..
رغد ودموع الفشيله بدت .. تتجمع في عيونها .. تركت ريهام ومشت عنها ..
*************************
كلها سبع درجات اصعديها في اقل من ثانيه ... ارتعشت الصينيه في يدها
وهي مازالت تفكر كيف تصعد له ؟
سحبت نفسآ طويلا ثم دفعته خارجاآ بسرعه .. و طلعت ,,
كان ينظر بإتجاه بعيد .. من نظره عينيه .. يبدو متعمقآ .. مغمورآ بالغرائب ..
ارتدى ثوبآ على طراز مغربي بني اللون .. استغربت من وين له الثوب ؟
فمقاسه يختلف عن مقاس سعود ..
تنحنحت تطرد الخجل .. التفت لها ومازال عاقدا حاجبيه و ذراعيه على صدره بحزم
نظر ناحيه الصينيه و إليها وانفكت تلك العقده اخيرا ..
فقال بأسف : ياليتك ماتعبت نفسك .. قلت لسعود اني مااشتهي الاكل ..
شعرت بذلك الخدر من نظراته .. فحاولت الانسحاب .. بهدوء ..
لكنه قبض على طرف الصينيه وقال ...
: وين رايحه ؟ ابتسم مجددا .. وقال بحنان غريب ..
: مادام تعبت نفسك .. ماراح اردك .. وين ودك نتعشى هنا ولا داخل ..؟
ارتعشت اطرافها وقالت بخوف ..
: لا هنا افضل ..
لم يمنع نفسه من الشعور بالخيبه .. شعر بخوفها وهي لم تنطق به ..
قرب طاوله خشبيه منها .. و طلع كرسي واحد ..
حك شعره بتوتر .. وقال : مافي الا كرسي واحد ..
ابتسمت بعفويه .. فغرق فيها دون وعي ..
: ماعليه اجلس انت و تعشى .. انا مالي نفس اكل ..
قال بضيق : ليه لهذي الدرجه اسد النفس ..؟
رفعت يدها بعفويه وقالت : لاوالله حرام عليك .. لكن مو مشتهيه اكل ..
ضحك بخفه على رده فعلها وقال ..وهو يجلس ..
: اجل مابحط لقمه حتى تاكلي معي ..
شعرت بالانفعال لانه قادر على اللعب بأعصابها ... رغم انها هادئه
ومرتاحه ؟ والمشكله انها كذلك أليس من الارجح ان تتعامل معه بطريقه اخرى ..
قال بهدوء وهو يتمعن في وجهها : مايحتاج تفكير .. هي واحده من الثنتين ..
يا نجلس على الارض وناكل او تجلسين على فخذي .. وربت على فخذه بإصرار مع
ابتسامه قاتله مهدده لكيان انثى تود الفرار منه ..
شهقت بخجل من قوله .. وقالت بتوتر ..
: لا مايحتاج انا بجيب كرسي من تحت ..
راقبها تمشي بإرتباك .. وابتسم .. واستغرب من نفسه لما يجد الابتسامه
تقفز الى وجهه في كل حين عندما يواجهها ولا يجد صعوبه في اطلاقها ..
الهذه الدرجه يشعر بأنه مرتاح وهو لايعلم ..
انتظر حتى وصلت وجلست قباله .. ويالراحه التي يجدها ..
ألم يقل انه غير مشتهي الاكل ؟و يشعر بأنه متعب و مهدود الاعصاب
والان يأكل كرجل لم يذق طعامآ في حياته .. يسرق بعض النظرات و يبتسم
وان كان الكلام بينهم معدومآ الا انهم يأكلون بهدوء غريب ..
ايكمن في الليله الساحره والهواء العطوف علينا بنسائم تجعل قلبي يرفرف ..
وهي .. وهي ...نعم هي ..
ألعله الاجواء تفعل في قلوبنا كفعل السحر بها ؟
ام هي لها سحر خاص .. مالي ارقب شفتاها .. واعلى وجنتيها .. وانفها ..
وآآآه ياااهدابها .. ظلل من نعيم تحته ارق .. ارق يغرق فيه حزن ..
مالي انا الهث ؟ ومال قلبي يستدعيني لاستحضر آيات تسقط على براحه ..
لم تستطع ان ترفع ناظريها إليه .. هناك جاذبيه قصوى تشدها نحوه
توقف عن الاكل .. اعرف انه يحدق إلي .. لماذا لم اجلس على جانبيه
لماذا جلست امامه ؟ الن يسمح لي بدقيقه استراحه .. او فسحه ضيقه من التنفس على الاقل
وفجأه ... عطس .. و كررها بعطسه اقوى ..
فزعت من تلك العطسات المتواليه .. بعد صمت دام طويلا ..
كان ترتجف . .. مزيج من الخوف والضحك اصابتها .
ناظرها بإبتسامه وعيونه تلمع بدموع من شده العطس .. وضحك ..
ماقدرت إلا تضحك .. صعب تمسك ضحكاتها وكأن اي شي لم يكن ..
قال وهو يمسح انفه : خوفتك ؟
اجابته بإيماءه .. فكمل : شكلي اخذت برد .. لاني تسبحت وطلعت برى على طول ..
امتعضت من تصرفه .. فقالت : الجو بارد .. كان لازم تاخذ شيء على راسك ..
فرك عيونه .. وقال بندم : كنت مشغول بالتفكير .. وماانتبهت لنفسي ..
رجع يجلس على الكرسي وهي واقفه مكانها ..
كان لابد يقرأ مالذي في عيونها من يأس وتحطيم .. شعرت بالحنان والندم من اجله ..
وكرهت نفسها .. لماذا تشعر نحوه بتلك المشاعر التي اختصرها عليها ؟ ..
وعاملها بنكران لذاتها و جحود .. وقسوه لم تنساها ..
شالت الصينيه وقالت بجمود : تحتاج لشي ؟
استغرب تلك النظره المتبدله ..رغم كل شيء فيها والذي بينهم ..
لم يمنع الغضب الذي يسيطر عليه .. : لا .. ماقصرت .
نظرت له بتلك النظره البارده الغير مباليه ..
تنهد بألم في رأسه .. صداع بدأ يتغلغل في ثنايا دماغه
ويزعجه .. تأوه بتعب .. ودخل حجره سعود .. ياليت طلب منها حبوب صداع
.. يبدو ان بيصاب بحمى... ارتخى جسده على الفراش ..
وكيف يطلب منها .. ؟ ايشعر بالحاجه لها ...
لن يحتاجها ولن يطلب مالم تشعر به ...
حتى انها لم تخاف عليه .. او تطلب منه الاهتمام بنفسه ..
ابتسم لرنين ضحكاتها الرائعه .. مازالت داخل عقله ..
وعيناها التي تنسدل اهدابها بقدره الهيه جميله ..
************************************
استرخى بجسده على الفراش .. ليسمع صوت فجأه .. امام الباب حائره
ضائعه. .. و حزينه ..
فتح الباب ويراها امامه .. تبدو الدموع في عينيها .. ملابس قطنيه في يدها وكأنها لاجئه ..
ستموت من الاحراج ... جدها كان يترقبها هذه الليله.. يعرف مايدور بينهم وبالاجبار
يريدها ان تعترف وهي ترفض وترفض ولاتدري لماذا ؟
كان يقف لها .. وينتظرها كأحد الجواسيس ...يالذلك العجوز ألديه طاقه من اجلها
ايناكفها في راحه بالها وماترغبه ...
الجد بهدوء وقد رفع عكازه ليستند عليه : وشفيك نزلت ؟
ابتسمت بتوتر : كنت جايه بالصينيه ...
الجد بحزم : وجبتيها .. ياللا عند زوجك ..
ليلى بتوسل : ودي انام مع البنات ياجدي ..
تدخلت سلوى بفظاظه : يبه .. مطلق ملحق عليها .. خليها عندنا الليله
بدى وجهه صارم وهو يأمرها : اقول اسمعي شوري واطلعي عند زوجك .. عيب الرجال ينام من حاله .
سلوى بتادل النظرات مع ليلى : وهي ويش بتسوي له ..بتقرى له قصه قبل النوم ..
الجد بصرخه غضب : سلوى .. ليش ترادديني .. ماخذه طبع امك لابارك الله فيك ..
سلوى بخوف تراجعت للخلف .. واحمر وجهها بضيق وانصرفت
اقتربت ليلى من جدها بإبتسامه ودوده : جدي فديتك .. اعصابك .. حقك علي انا غلطانه
باست خشمه وابتسمت في وجهه ..: الله يخليك يابوي .. لاتزعل ولاتكدر خاطرك ..
انا كان ودي اسهر مع البنات واطلع بعدين ..
الجد بهدوء : يابنتي المره السنعه ما تترك زوجها في بيت ماله احد الا هي ..
رجعت تتدعي بتلك الابتسامه الباهته : وانت صادق ..لكن لاتقول عني ماني سنعه .
ضحك الجد و قال وهو يمسح على راسها : الله يحفظك يابنتي .. والله انتي مافي مثلك بين الحريم .
ابتسمت له رغم الشوك الذي تشعر به تحت قدميها ..
فهم مطلق مااعتلى وجهها من احراج واكتفى بالصمت ..فأفسح لها المجال للدخول ..
دخلت الحمام مباشره .. مستتره به .. وتنطق ماعصى عليها النطق به امام جدها
بكت .. وبكت وبكت ..حتى شعرت بالجفاف في حلقها .. والم في عينيها .
اخذت جوالها الملفوف في البيجامه القطنيه .. التي اخذتها بدون اهتمام من خزانتها
ودقت على نجمه ..اكثر من مره .. وفي كل مره .ماترد فيها . تبكي زياده ..
ماتقدر تواجهه .. وهي ضعيفه.
ماتقدر تكون معها وهي مو واثقه في نفسها ولا مشاعرها ..
تحتاج لدعم معنوي .. لشجاعه .. لوقفه صادقه ..
تحتاج لشخص يفهمها ..
طولت في الحمام .. تسبحت و لبست بيجامتها و غسلت وجهها اكثر من مره وطلعت ..
كان نايم على الارض ومعطيها ظهره ... انفاسه هادئه .. شكله نام من مده ..
ارتاحت مبدئيا .. لكن مازالت يوخزها الندم والشفقه على حاله ..
مهما يكن ماكانت تود انه ينام على الارض .. لو خيرها كانت فضلت نومه على السرير
قبل يكون زوجها هذا ضيف عند اهلها .. وما يصح تعامله بالطريقه البارده ..
تنهدت بألم ... ودخلت فراش اخوها على مضض منها بعدما قفلت النور..
وقتت جوالها على اذان الفجر .. و اغمضت عينيها العصيه على النوم .. فكل يومها نوم ..
لكنها تشاغلت بأنفاسها وبتقلباته على فراشه .. فودعت النوم من اضيق باب لها
متنهده بقهر على حال وضعهما غريبين في حجره واحده ..
*********************************
سعود
قلب الجوال بين يديه بحيره .. لا يعلم كيف يتصرف في الورطه التي وقع فيها؟
محتار وضائع .. وذلك الهدوء الذي يجلس فيه ستنقلب عاصفه هوجاء تقلب كل شيء
مارأه في عينيها .. لايستطيع ان يخمد بسهوله ..
تلك الانثى الغريبه .. ليست بعاديه ... كل التناقضات فيها .. قويه لكنها برقه الياسمين ..
صلبه لكنها عود سهله الكسر .. شرسه ومخالبها حرائر ورد ..
عقدت حواجبه بآلصفعه التي اصبحت معلمه على خدها .. تألم من اجلها ؟
وندم انه كان سببآ رئيسيـا في ايذائها ...
لكن مالحل الان ؟ هل اخبر ليلى و تدخل كوسيط بيننا ؟
ام احل الامر بطريقتى ؟
احقآ تفكر يا سعود .. يا لغباءك
انت ستنهار امامها ؟ ولا تعرف كيف تتصرف ..؟
ياليتني اخذت رقمها من ليلى .. وتفاهمت معها بالطيب ...
تأفف بضجر .. الكل ضده .. نجمه و جده و حتى مطلق المستولي على اهتمام الجميع
اففففففففففففففففففف .. متى يأتي الغد وارتاح ؟
*******************************
نجمه
على اضاءه جوالها في مكانها المعتم مازالت تبكي بصمت
كانت تقرأ الاسم وتزيد كم دموعها ..
تعرف انها تحتاج اليها .. لكن لاتقدر على العطاء وهي تفتقده .. بل في امس الحاجه اليه
الى كلمه تطفىء لهيب غضبها
الى لمسه تحتوي خوفها ..
اسفه ياصديقتي ..
لكنني مصدومه ومفجوعه في اخيك ..
اليوم عرفت معنى قهر الرجل لك .
ذقت بعضآ من جروحك المره ..
قدرت صبرك على الالم ... لكني لست مثلك ..
تعرفينني .. صحيح .. نحن صديقات لكننا نقائض بعضنا منذ الصغر ؟
لا ابرح انا والصبر معا في مكان واحد ..
ولا اطيق الانتظار .
ولاتهمني النتائج و العواقب ..
لكن في امري هذا .. اشعر بالقيود و السلاسل تضيق بمعصمي ..
والاقفال قد وجدت مكانا على فمي ..
قلبي يستصرخ بداخلي .. و عقلي انتهكت كل افكاره ..
لااعلم اي عقاب ذاك عندما اقترنت به..
قفزت فكره بغيضه في عقلها ...
معقوله ليلى عندها علم بالموضوع ؟
لا ..لا ابدا
ليلى تحب اكون سعيده .. واللي سواه اخوها غايه في الغباء ..
ياليتني رديت عليها .. وبردت الشكوك بداخلي .
كانت بتدق عليها لكن غيرت رأيها ..
*****************************
لم تغفل عيناه ... مسمرآ نظراته لشيء لايتجسد امامه ..
لايجد راحه بوجودها و تنهداتها المتواليه .. و ألم رأسه النابض ..
استلقى على ظهره .. وفي غمره الظلام لا يجد الا نفسه امامه ..
حاول ان يغمض عينيه ويستسلم للنوم لكن الالم يزعجه ..
قام ودخل الحمام .. تحت انظارها ..
غسل وجهه بالماء اكثر من مره .. وتأمل نفسه جيدا في المرآه
من هذا ؟ رجل بهالات سوداء وعينان متورمه محمره و ذقن غير حليقه في منزل لايجد فيه راحته
يناكف رغاده العيش مع امرأه لاتريده ... امرأه هي زوجته ..ياللسخريه
ابتسم لسخافه موقفه .. وسخرمن نفسه كيف اتبع اهواءه و نال مالا يرضيه ؟
طلع ..سحب مفتاح سيارته وخرج من الحجره ..
استفاقت من تمثيلها على خروجه .. وتساءلت الى اين ذهب ؟
كانت الساعه متأخره ..
يمكن لم يغلبه النوم .. او لم يجد الراحه..
ناظرت فراشه بلوم لحالها هي .. وقلبها المسكين ينتحب على كل شيء لا يعجبها ..
وقفت ومشت بحيره .. وين راح في الوقت هذا ؟ ومعه مفتاح سيارته ..
واجهت نفسها .. لايكون رجع وتركني مثل العاده ..
تأففت على دخوله ..
استغرب وقوفها قدامه وكل اعتقاده انها نائمه ..
شعرت بإحراج عارم يكتسحها .. كيف تفسر وقفتها تلك ؟
قفل الباب .. وتقدم منها .. بل على الارجح تجاوزها .. حط مفتاحه على الطاوله الصغيره
وقال بدون يناظرها : حسبتك نايمه ؟ ايش اللي قومك ؟
فتحت فمها لإلتقاط بعض من الهواء .. قلبت عينيها بحيره ..
لكنها جاوبت بتوتر : دخلت الحمام ..
إلتفتت له .. وسألت : انت اشفيك طلعت ؟
ابتسم له ابتسامه ميته .. ورفع علبه العلاج ..
عقدت حواجبها بخوف واقتربت بدون تردد ..
: راسك مصدع .. ليش ماقلت لي .. اجيب لك حبوب ؟
رفع رأسه وابتسم بسخريه وكأنه ينتقم منها على اهمالها له ..
: ماحبيت ازعجك .. قلت اكيد نامت ..
لم يكن يريد ان يرفع رأسه لها .. يحاول بشتى الطرق الا تقع عينيها عليها مره اخرى
حلتها الملائكيه ستنطق بعذريه وطهاره وجهها الخالي من المساحيق وشعرها المفرود على ظهرها ...
وهو اصبح يشك في نفسه يخاف ان يفعل شيئا ويندم عليه لاحقا ..
اعادت خصله الى شعرها وقالت : بجيب لك ماء .
تنهد وهو يتبعها بناظريه ... جلس على السرير يشد على رأسه من ألم شديد .. فأعاد
جسده الى الخلف .. يسترخي لحين عودتها .. اغمض عينيه ..
حتى دخلت بهدوءها المعتاد ... اكتسحها الخوف وهي تراه في شكل يقطع قلبها .
واضح عليه التعب ولايختلف اثنين عليه .. خرج نداءها بصوت مبحوح .. لم يجبها فيه ..
اقتربت اكثر بصوت بدآ يخرج بشكل واضح ..
لما هي خائفه ؟ لم ؟ مابك ياليلى .. رؤيته ضعيف تعتصر قلبك ..
مابك ..؟ لا تحتملين تعبه امام عينيك ؟ فكيف بك تحتملين فراقه ؟
ارتجف الماء في يديها .. فتناثر قطرات عليها ... ام لعلها الدموع ..
لم أنا متأثره بشده ؟ الامر عادي .. تماسكي لاتجعليه يرى ضعفك وانكساراتك ..
تحملي .. و اصلبي طولك وقلبك امامه ؟
نادته بصوت احد ..فقام مفزوع .. عيناه جمره ملتهبه .. يبدو انها الحمى .. مدت له
بالكأس ... تناوله بصمت مع حبتين صداع دفعها قبله ..
ناولها الكأس مع ابتسامه متعبه ... : تعبتك معي ..
تركت مكانها لتستوعب انفاسها فسحه من الهواء .. : ما في تعب ولاحاجه ..
كان بيقوم فقاطعته بتردد : خليك نايم على السرير بما انك تعبان ..
مسك راسه وابتسم : لا مايحتاج .. افضل النوم على الارض ..
تركها و رجع لفراشه ... فجلست مباشره على سريره متجه ناحيته
رفع نظره اتجاهها وسأل : ماودك تنامين ؟
رفعت نفسها على الفراش وضمت ركبتها لصدرها ..
: مافيني نوم .. طول اليوم وانا نايمه .
ابتسم وهو يغمض عيونه ويردعليها : وانا لو ما راسي يعورني كان سهرت معك .
راقبته بهدوء ... وبالاخص حركه صدره مع التنفس .. وهدوءه ذاك ..
احساس بالحنين يصخب قلبها .. يطالبها بأن تكون قربه ، بجانبه ، معه ..
آآآآه لو تنزاح تلك الغمه .. آآآه لو يعود الزمن للخلف ولاتكون للهموم وجود من الاساس ..
لكانت الان تنعم بالنوم بقربه ..
رجعت لحوارهما الذي ازعجها هذا الصباح ؟ بتكونين معي ..
هل يعني انه يريدني حقآ ؟ هل هو مستعد لتجاوزالعقبات تلك ونسيانها وكأن شيء لم يكن ..
هل هو جاد ؟ لم ؟ وكيف ؟ ومتى ؟
تنهدت بصوت مسموع .. على اسماع ذاك المتربص بوجودها النافذ ..
يدعي انه يغيب في خدره دواء لايجد له مفعول حتى الان ..
لكنه معها ؟ يحاول ان يثبت نفسه بمسامير من القوه والصلابه .. لئلا ينهض
ويحتضنها بقوه ..
قال وهو يتأهب للنوم : غمضي عيونك .. واقري المعوذات ونامي ..
ليلى بإبتسامه : انت كل ماتقول بأنام ... اتفاجئ فيك صاحي .
رفع نظره لها ليقشعر بدنه لابتسامتها و ينام على جانبه
: وين انام .. انتي من جهه والنور من جهه و الحمى من جهه ..
ضاقت نظراتها عليه وقالت : بالفعل باين عليك المرض . .. تستاهل مين قالك تطلع
وشعرك مبلل ؟
استند على يده وقال بسخريه واضحه مع ابتسامه رائعه.. غير مستثني الوحده فيها ..
: آآه ياامي .. يارب تحفظها وتخليها لي ... وقت مرضي ماتقول لي تستاهل ..
وينك يايمه عني ..
احتقن وجهها بغضب غير مبرر لها .. وان اصاب هو منطقه حساسه لدى المرأه
لامانع في ذكر امه شيء طيب .. لكن عندما يذكرها ليجعل زوجته في مقارنه غير عادله ابدا معها ..
فأين الام من جنس حواء كلهن ... فالكفه لاترجح الا لها وتزيد ...
ليلى بضيق : وانا ويش قلت لك ؟ لاتسوي مثل الاطفال امي وامي ...
ضحك بصوت عالي ... خافت احد يسمع صوته ... واختفت ضحكته لتحل اهتزازات
شخص اصابته هستيريا ضحك فجأه ..
توهج وجهها بخجل مفرط .. و لجأت الى سريرها لتستتر من سخريته الواضحه
واخير طلع صوته ببحه من شده الضحك .. : احلام سعيده ..
غطت نفسها باللحاف حتى ذقنها ... لاجئه للسكوت في حالته ..
ابتسمت بخوف وهي تتعرض لاصداء ضحكاته ..
لايهمها لم يضحك عليها ؟ و علام يجدها مضحكه ؟
يكفيها انها رأته في اقل من دقيقه سعيدآ...
و آآآآآآآآآآآآآآه ياقلبي ما اغربك حقآ ..
**********************************
جلست على وجبه الافطار وهي لا تريده .. بل لاتعلم لما استيقظت مبكرا
كانت ستمشي قليلآ وترسم .. كالعاده .. لكنها الان محطمه كليآ ..
زياد وهو يجلس على الكرسي ناحيتها ويصب لنفسه حليب
: سلامات .. وشفيه وجهك كذا ؟
استندت على الكرسي و قالت بتعب : مواصله .. مانمت .
زياد : وليه مواصله .. مو على اساس انك بتنظمين وقتك ؟
امها : الله يهديها .. شوف وجهها كيف صاير .. هالات سوادء ..و شحوب
هذي مو ريهام اللي اعرفها زين .
ابتسمت ريهام بسخريه
فقال زياد بضحكه : ايه والله يا ريري .. قومي واخذي لك حبتين بطاطس و باذنجان وقشريهم
وحطيهم على وجهك ..
كشرت ريهام في وجهه : ياسخافه دمك على الصبح ..
ابو زياد : اشفيكم على حبيبه ابوها ..
الام : جاك محامي الدفاع .. يالله رفعت الجلسه
ضحكوا جميع ..
ريم بزعل : افا يابوي وانا وين رحت ..
الاب بسياسه : وانت بعد حبيبه ابوك ..
زياد : ريم لاتصدقين ...ترى يصرفك ..
ابو زياد : اقول زياد .. افطر و تيسر لشغلك لايجيك علم مايسرك .
ضحكت ريم .. بينما زياد ياكل بصمت وهو يوزع ابتساماته ..
ام زياد وهي تقترب من ابو زياد ..و تكلمه بهدوء
زياد : اصبري يمه حتى نطلع وبعدها تغزلي في الوالد على كيفك ..
احرجت ام زياد و قالت : وانت ايش دخلك بيننا .. وبعدين انا كنت اكلمه عادي مو اغازله
ضحك الجميع ماعدا ريهام المبتسمه ..
ابو زياد : واذا غازلتني انت ويش دخلك .. ولا غيران منا ؟
زياد : اما عاد اغار منكم .. مصيري بتزوج و اغازل زوجتي قدامكم ..
ام زياد بإبتسامه رضى : يعني تبي تتزوج .. من الحين نخطب لك رغد بنت عمك
وقف زياد وقال : ماشاء الله عليك يمه .. العروسه جاهزه على طول .. اقول انا تأخرت
على الشغل .. مع السلامه
ريم : وهذا يمه وجه زواج ..
ابو زياد : اذا كان يبي يتزوج بيقول لنا .. المهم ياريهام اذا خلصت فطورك تعالي ابيك .
ريهام وهي توقف معك ..
: خلاص يبه انا خلصت ..
ريم : وين خلصت وانتي مااكلت شيء
ريهام بإختصار : الحمدلله .
جلست في مكان بعيد مع ابوها .. تنحنح الاب بصوت هادئ
وقال بحنان : يابنتي انا عندي موضوع ودي افاتحك فيه .
ريهام : تفضل يبه ..
ابو زياد : انتي يابنتي كبرت و كل يوم يجيك مين يخطبك .. وانتي اللي تردينه
و ترفضين بحجه الجامعه ..
ارتبكت ريهام على سالفه الزواج وفي الوقت هذا ..
كمل : و بإختصار يابنتي .. خطبك واحد اشهد له انا بالاخلاق واعرف انه رجال من ظهر رجال
ريهام تقاطعه بخوف : لكن ماودي اتزوج .
ابو زياد : خذي وقتك وفكري .. انا بكون معك في اي قرار اخذتيه .. لكن في هذا الرجال
بالتحديد فكري فيه ..
لجأت الى الصمت و والدها يتكلم ويتكلم .. ويتكلم وهي لاتسمع ولاترى سوى شفتان تنفرجان
وتنطبقان على بعضهما وبعض من اللمسات الحانيه .. وبعدها ..بقيت وحيده وحيده كما كانت
يتساءلون لما هي شاحبه .. ولمَ الهالات رفيقتها السوداء .. !!
ولمَ انت لست انت .. ولمَ الهذيان صوتك و الاحلام عبوسك ..!!
ولمَ ،ولمَ ،ولمَ ... وما اكثرها من تساؤلات .. !!
وانا ايضا اتساءل لما انا هكذا ؟
لمَ اقف في المكان الخطأ و الزمان الخطأ .. ولمَ اتخذ موقفآ مغايرآ عن الحقيقه
ولمَ انا غبيه .؟ ولمَ انا اعشق بصمت ورويه وغيري يعشق بجهور وعصيان ؟
ولمَ انا اتعذب وغيري لايفعل ؟
ولمََ لااستطيع النسيان ؟ ولمَ ...ولمَ .. ولمَ ..
ولمَ هو بالتحديد ولمََ انا ... و آآآه ياسلطان سرقت قلبي وقطعته بسهوله
وآآآه ياحب لم يكتب له البدايه .. ليموت مبتورآ .. مخذولآ.
*****************************
كانت اول من استيقظ في البيت .. من بعد اذان الفجر وهي تشتغل في المطبخ
تصرف الوقت .. وتنتظر .. ويا لتناقضها ... تتهرب منه و تتلهف الصدف لرؤيته ..
اشتعلت بخجل غريب اصابها ... وكأن كل غضبها قد زال فجأه ..
لكن في الحقيقه غمرتها دقائق معدوده اشعل في روحها حماس لتتعرف على رجل غريب
ليس من كان معها من قبل ؟
ابتسمت وهي تتذكر يده البارده .. يوقظها لصلاه الفجر .. بالكاد استطاعت فتح عينيها
نامت لوقت متأخر .. وبالكاد استيقظت .. ومازالت ابتسامته على وجهه .
و بأعين شبه مفتوحه سألته : كيفك الحين ؟
جاوبها برضى وبنشاط : لا الحمدلله .. طيب ..
نزلت من السرير .. وهي تتثاوب ..كانت تتصرف بعفويه .. وكأن علاقتهم ستبنى من جديد ..
قبل تفتح الباب ..سألت : تبي شيء..
بخيبه شديد وضحت على وجهه .. : ليش ماتبين ترجعين مره ثانيه ؟ ..
قالت وهي طالعه بدون تنظر فيه : ماادري ..
قفلت الباب قبل ان تسمع رده فعله .. اخفت ترددها عنه فهي متأكده انه يجد المتعه في حديثها
لكنها لاتنكر انها مازالت خائفه .. لم يتحدثوا عن مشاكلهم و ماسوف يحدث لاحقآ ..
عادت الى واقع على صدى نقر على الشباك .. اكيد هذي نجمه
ابتسمت لكم ما إن رأت وجهها حتى تجهمت ..
نجمه بإبتسامه باهته : صباحك خير ..
ليلى بشك : هلا ..صباح النور.. وينك انتي البارحه طول الوقت ادق عليك ماتردين ؟
نجمه : كنت نايمه .. المهم ايش كنت تبين ؟
ضحكت ليلى وقالت : عادي .. كنت ابي اسولف معك ..
اقتربت نجمه وهمست : ايش صار بينكم .. ؟
تنهدت ليلى بحيره وحكت لها كل اللي صار بينهم ...
نجمه بإبتسامه : والله احسكم مثل الاطفال .. اللي يتضاربون و يتصالحون في نفس الوقت .
ليلى بإبتسامه صغيره .. متردده ..
: والله يانجمه .. ماادري ايش اللي يصير ..مرات اقول خليك متمسكه برأيك .. و مرات اشوف
تصرفاته فيلين قلبي عليه .. واحس لو قال انسي .. برمي كل شيء ورى ظهري وانسى ..
نجمه بعناد : إياك تغلطين وتندفعين وراء مشاعرك ..
ليلى بإصرار : لا ابدا.. افكر بحالميه ممكن .. اللي ذقته مع مطلق مااقدر انساه ابدا..
نجمه وهي تتنهد بألم .. وبداخلها حسره ممتلئه بعذاب للتو شعرت بها ..
فهي كالبركان الذي يغلي من الداخل وينتظر لحظه الانفجار ..
ليلى بصوت عالي : هييه انتي وين سرحت ؟ لايكون في الحبايب ؟
ضحكت بإستخاف وقالت : ليلى .. الله يلوم اللي يلومك والله اني حاسه فيك ..
و تأوهت بألم طويل .
ليلى بصوتها الدافئ الحنون : علامك ؟ وشفيه صدرك ضايق ؟
نجمه بإختصار : من هالدنيا ... كفانا الله شرها .. تمهلت في حديثها لتنطق بعدها في عجل
"يالله انا بروح عند شغل في المطبخ كلميني اذا صار جديد ..
تركت ليلى دون توديع .. دون ابتسامتها المشاغبه و قفزات حواجبها المداعبه اثناء كلامها ..
لم تكن تلك صديقتها التي تعرفها .. هناك في الامر ريب و إلتباس يجعلها خائفه
بأن الامر لاتتعدى مزاجيه يوم كئيب بل هناك مايثير الفضول ..
و ككل صباح تجتمع العائله على الافطار .. برائحه القهوه ونعناع الشاي و خبز الذره المطحون
والسمن .. و نثائر الزنجيبل في الحليب .. و جلسه عائليه ترد الروح ..
تتخللها همسات وديه .. و نظرات لها معنى ..
فضلت ليلى الفصل بين الرجال و النساء لغايه في نفسها ... لاتريد ان تجتمع به مرة اخرى ..
يكفي ذلك العشاء الذي لم تذق منه شيئا ,,,
ولما انتهت من كل شيء .. جهزت الشاي والقهوه .. ومرت على غرفتها .. لتنظر الى نفسها
نظره غير مباليه بإدعائها .. رتبت شعرها المشطور الى نصفين .. و تأملت وجهها الخالي من كل شيء
.. وخرجت .. حامله صينيه معبقه بالنعناع والهيل والزنجبيل .. مبتسمه ..
لكن اين ذهبوا ؟ المجلس فارغ .. ولااحد يوجد هنا ..
اين الجميع ؟ تأففت بملل صاحب خيبتها .. وحتى كادت ان تخرج من المجلس
حتى خرج لها في وجهها كا المارد ... فجأه .
ابتسم وهو يطالع للصينيه دون ان يطالعها ..
: جاء في وقته .. حطيه على الطاوله ..
تشاغل بغسل يديه .. في وقت هي ودت لو تكون طبيعيه بحته دون رعشه او مشاعر متضاربه .
دخل بريحه عطره المسكره .. فتماسكت وهي تصب القهوه له ..
و تمدها له .. فب هذه اللحظه جلس و اخذها منه ..
سألت بهدوء : وين سعود وجدي ؟
رشف القهوه بسرعه و قال : طلعوا قالوا في عمال في المزرعه ولازم يكونون معهم .
سكتت تدور على شيء تتكلم فيه .. وهو يراقبها بإبتسامه ساحره .. لاينسى ليله البارحه
و ضحكته المرحه على غضبها المباح ..
كانت كقطه صغيره تتلاعب بخيوط من الصوف حسبته افعى غادره ..
امرها بهدوء : ليش واقفه ؟ اجلسي ؟
كانت منقاده للجلوس لكنها ردت عليه بتردد : مااقدر عندي شغل ..
طالعها بغضب خارج عن ارادته .. الى متى لايجد متسعا معها للحديث .. لن يدوم الحال طويلا
سيعود الى عالمه ويجب ان ينهي تلك المسأله بسرعه ..
قال بغضب مكتوم : اقولك اقعدي .. ماصارت تتهربين مني كل مابغيت اجلس معك ..
جلست بهدوء لكن عيناها لم تكن هادئه بل ناضحه بالضيق ..
شفط من حوله نفس طويل يهدأ به صبره .. ترك الفنجان على الطاوله امامه وقال بجديه
: اسمعي .. مافي احد يسوي اللي سويته .. تركت اهلي وشغلي و جيت وراك ..
جيت احل مشاكلي معك .. لكن انتي ماتنعطين وجه ..
عضت شفاتها بقليل من الالم المغموس بمهاره في الصبر الغليظ ..
وقالت بحرى : مافي احد جبرك وتجي علشاني ..
زمهرت في عينيه رياح غاضبه .. لاتعرف ايه مزاج صباحي سيمر عليها ..
الا يكفي المراره التي يتجرعها هنا .. ترك ماله و اهله من اجلها هي ..
قتل عزه نفسه ليحضى بها .. لم يفعلها شهريار في زمنه لينال قلب شهرزاد ..
فقال بكبرياء مسحوق : مافي احد جبرني ..صحيح يابنت احمد .. والحين وفي هالساعه بتقولين لي اذا تبين
الطلاق من جديد انا حاضر و قايم باللي تبينه ..
وقف بعصبيه .. وهي مغموره بكل العواطف .. مابه ؟ لم تغير فجأه ..
اهتزت شفتيها بغيظ من تلك العنجهيه الواضحه .. هل سيعطيني مااريده
بل يملي علي ماقاله سابقآ في احلامي ستكون نهايتي .. في احلامي سأنال مرادي ..
لاتنكر خوفها وتضارب ساقيها في بعضهما البعض .. مجروحه ، مخدوشه بسببه
وقفت له ..تفتح فمها فيخرج هواء حار صارخ بالكلمات الميته ..
لعقت شفتيها لتذوق مراره الالم فيها ..
: لاتخليني على ذمتك ولو دقيقه واحده ..
و غامت في وجهه كل غيوم سوداء شاحبه .. و تهدلت اسارير البارحه
واصبحت كعتمه الليل سامده .. اهي الاحلام التي انعش بدايتها بضحك انس به
ام لعلها الكوابيس تخادعه في حله بيضاء ناصعه ؟
استصرخته بعذاب : قولها وريحني لا تذلني كل دقيقه والثانيه .. انت ماتبيني .. المسأله ماهي عناد
ماهو كبرياء .. يكفي ذل وهوان ارجوك ... مافي احد يقبل باللي تسويه .. مافي واحده ترضى
تعيش مع شخص مايبيها ويتمنن بوجودها معه .. الزواج ماهو كذا .. احسان ومعروف ..
لكن ماشفت منك غير الكراهيه و الحقد .
مسح على ذقنه الخشن و مشى خطوات هادئه .. قريبه منها وهي التي تظن انه الفراق ..
لم يكن سوى ضائعا ؟ مترددآ على اعقاب الخساره مقامرآ .؟
لايجد به كلمه يسد به باب الريح العنيده .. ويفرج تلك الغمه السحيقه التي اودته في عالم من السراب ..
رفع ناظريه اليها .. ليراها بصوره اخرى .. وعلق بهدوء غريب ..
: من قال اني ماابيك ؟
ارتجفت تحت نظراته الهادئه .. وهي التي اعتادته هائجاآ ...ثائراآ .. يحبتس انفاسها من الخوف
لكن الان كان متلاعبآ بأعصابها .. يعزف على اوتار هادئه و ينعم بسكينه تجعلها حائره ..
تأوه وعيناه تسقطان على الارض كشخص ينقب عن شيء ثمين .. واكمل ..
: انتي تعرفين الظروف اللي انحط زواجنا فيها ... ماتقدرين تلوميني ؟ لو انتي مكاني
لجنيت من كثر التفكير .. بنسى او اتناسى .. صفحه جديده تبدينها معي .. ولا !!!
رفع نظراته الان بعزم مبغوض .. وحزن اخفاه بمهاره ...
لكن عيناه غادره كتبت نثرا على صفحتها معاني ..بليغه الاثر ..
اكمل بمثل الهدوء المزعج وبنبره اسره...
: واللي خلقني ياليلى بمثلما دخلت بيتكم .. لاخرج منه حامل ذنبك
على ظهري .. ومافي احد بيلومك .. .. و لا مخلوق يقدر يغلط عليك ..
جلست بهدوء .. انهكتها ساعه صباحيه صاخبه ممتلئه بالعذاب .. ألم تكن مستعده لكل هذا؟
والان حانت ساعه الانفجار ؟ قنبله موقوته وضعت في دربهم ولامفر منها ؟
هيا .. اي قرار تريدين؟ فراق الاسى والعذاب معه .. او فراقه هو .. لابتغاء نعيم حياه بدونه
واي حياه غدآ سأعيشها مع قلب ناقص .. قلب مشطورلنصفين ..
تكللت ملامحها بحزن سرمدي .. و دوامه حيره هو سببها .. يقف على رأسها كالقمم . وينتظر ؟
ماذا تريدين ؟ اخبريه بذلك ؟
عيناها السوداوان ناطقه بالالم حتى اجمه ... و يالقسوه القلب حين ينظربأمل ولايجد من يدثر خوفه ؟
هاهو يفعل ..تألمه عروق ذراعيه من شد و قبض تكاد الاعصاب فيها ان تستصرخ الارتخاء ولو قليلا
شردت قليلا في فكرها الضائع وقالت وكأنها بالكاد تجد الحروف لتصفها بإتقان لتكون جمله مفيده
: تثق فيني ؟ تنسى او تتناسى مايهمني ؟ الاهم تثق فيني ... .؟ هذا انا اللي ابيه ..
وفي فكره آله حاسبه عمليه .. واحد تزيد عليهاواحد وتنقص منه واحد كم تصير ؟
لكن فلسفه الواقع المنطقي .. بدايته شرط واخره نور .. فما هو القرار ؟
وهو ماذا يقول .. مطلق و تأتي هيا بجانبه .. منبوذ ذاك الارعن بذكرياته القبيحه ماذا يصبحان ؟
رد وعيناه تنطق بحزم : الثقه ما تجي كذا بمجرد وعد ...
ابتسمت لكلامه المنطقي فانتهزت فرصتها لتريح ضميرها امامه ..
: صحيح .. الثقه ماهي مجرد وعد ... لكن مثلما وثقت فيك يوم .. كان لابد تثق فيني ..
سلطان صفحه قديمه انطوت بخيرها وشرها .. والله العالم ان كل اللي صار معي كله افتراء ..
انا بديت معك حياة بغض النظر عن كل شيء .. لكن انت مااعطتيني فرصه اكملها معك ..
قفلت كل الابواب في وجهي ..
ظهرت تلك العروق النابضه اعلى رقبته .. وكأنه يقاوم ذلك الاسم ..
قال بجديه واضحه : انتهينا من سلطان .. اسمه لاينذكر قدامي مره ثانيه ..
طلبت الثقه مقابل النسيان وانا عند وعدي والحياه بابها مفتوح لنا ...
تدثرت بالصمت.. والقنوع و تنهدت بإستسلام .. وكيف لا ؟ وقد جربت كل اسلحتها معه
مبلغ الحياه ان تطلب ماتتمنى ؟ هي تريد الثقه وانا اريدها ؟
تناقض صحيح .. لو كانت تحب ذاك لطالبت بالطلاق حتى اخر رمق ..
لو تفكر فيه صحيح .. لما انتهزت فرائصها وطلبت مثلما طلبت ..
تهمها حياه تجمعها معي ؟ احقآ مثلما تقول تحبني ..
وهل ياترى ذلك الحب الذي نطقت به .. مازال حيآ نابضآ ام ميتآ يعاني ...
هي تريد الثقه وسأمنحها الثقه .. وستكون لها .. وستكون لي ..
اريدها هي .. و اتمنى من الله ان يبلغ بي مااريد ..
تأملها بهدوء وهي تنظر إليه بهدوء مثلما فعلوا من قبل ..
هدأت العاصفه .. وتوجهت بعيدا عن دربهم .. قطعوا نصف المشوار ولم يتبقى الا القليل للانتهاء ..
هز رأسه بتوافق و لم يفصح بقول المزيد .. كالذي يفعله دائما مع بني جنسه من الرجال على طاوله
مستديره ..يسمونه بالسياسه و الحنكه العمليه ..
لكن معها وبينه وبين نفسه كان سعيدا .. و مبتهجا ..لكن لايعرف كيف يفصح به حقيقه ..
و اسف على عمره قضاه بين ورق ومال ومكاتب وسراديب الذكريات .. ولا يعلم
اي صوره يكون فيه ضاحك و سعيدا بحق ؟
*********************************
جلست بمفردها وهذه هي حالها لايام .. كانت تريد ان تنعزل بعيدآ عن الجميع
وتفكر بدون تأثير في قرار قد اتخذته .. قرار مصيري لحياه جديده ستعيشها ..
تراود الشكوك نفسها .. سرعه في اتخاذ القرار .. و عدم مشاوره الاخرين فيه
لكن من تخبر .. تلك المعتليه القمم ؟ تنظر للجميع بدونيه علم وكأنها الافضل
ام اخيها الموافق و المقتنع في قرارها دون ان يعرفه حتى ..
او والدتها التي تتمنى لها كل الخير .. ولاتتوغل في التفاصيل .
دخلت جود عليها و جلست قبالها .. وقالت بضيق ..
: الى متى مقاطعتني ؟ و ماتبين تتكلمين معي ..
وداد بهدوء : مالي خلق اتكلم مع احد ..
جود : وليش ؟
تأففت في وجهها: كذا من راسي مالي خلق اتكلم مع احد .
قامت و تركت اختها .. لكن جود لحقتها بغصه فقدان ..
جود : انتي زعلانه من ذاك اليوم ؟
وداد بإبتسامتها الهادئه :كنت زعلانه .. وبعدين رضيت من نفسي ..
جود بحزن : انا اعتذر منك لو اغلطت في حقك ..
وداد : لو ..لو .. حتى اعتذارك خالي من الذنب .. انتي اغلطتي صحيح .. لكن مايهمني الاعتراف بغلطك .
مسكتها جود وقالت : لاتعاتبيني على رأيي .. انااشوف ناصر كذا .. ولاتقدرين تغيرين وجهه نظري فيه
وداد بدفاع : ابقولك بعد اليوم لاتتكلمين في شيء ماتعرفينه .. بيني وبينك وانتهي الموضوع خلاص
و ناصر لاتدخلينه في مشاكلنا .
جود بإبتسامه مستفزه : الله من الحين تدافعين عنه .. حيلك حيلك ..باقي ماشفتي خيره من شره .
وداد : لو احد يدري عن الحياه اللي بيعشها في المستقبل .. ماكنت شفتي الا الكل فرحان و مرتاح البال .
تنهدت بأسف وتركت المكان ... لجود التي تضرب اخماس في اسداس
حقائق لابد من ادراكها .. وهي لاتعلم اين السبيل ؟
مابينها وبين اختها قطعت حبل من الموده .. حبل سري كان يجمعهم ..
*******************************
في اليوم الاخر ..
بعد تلك المواجهه.. لجأوا الى الصمت و حوار خفي في ادمغتهم
هو اختفى في عرائش افكاره وهي التي توسدت فراشها بعيدا عن الضوضاء
لتنعم بتفكير هادئ .. وتتساءل هل هي مرتاحه ؟
هل تشعر بالرضى عن قرارها ؟
هناك شيء مختلف لو كان لايريدها لكان اطلق سراحه تلك الكلمه الملعونه واراحها ؟
سهله على الرجل ان يقولها في قمه غضبه .. وهو نار مستعره لاتنطفئ ..
لكن هدوءه ذاك جعلني محتاره في امره .. اضاعني مجددا في متاهاته لاخرج وانا متخبطه
مابين الصحيح و الخطآ ... واي فعل شنيع ارتكبته في حق نفسي ؟
استيقظت على اذان الظهر .. لتتوضى و تصلي وتلجأ الى ربها ..
اكثرت من الدعاء و الاستجاره برب العباد .. الذي ليس لمخلوق سواه ..
هند وسلوى في سباق على الباب .. و ضحكات متعاليه تلك تسحب يد الاخرى
سلوى وهند في نفس الوقت : ليلى .. عندي لك بشاره ؟
ليلى وهي ترتب مفرش الصلاه .: خير ياريا وسكينه ؟
سلوى : اولا ايش تعطينا ؟
هند :سعود قال لنا .. انه بنطلع للمزرعه الحين ..بيذبحون ويشووون في المزرعه
وقفزت بفرحه .. بينما سلوى كملت عنها : ياللا بسرعه نجهز الاغراض ترى جدتي تحوم فوق
روسهم تبي تغير رايهم ..
ليلى بإبتهاج .. على الاقل تغير جو .. لها مده طويله ما خرجت لمكان مألوف وتحبه ..
: ايه والله صادقه .. ياللا نمشي ونجهز كل شيء ..
وبالفعل .. لاول مره الثلاثه يتفقون على شيء .. انتهوا وكل واحده لابسه عبايتها وجاهزه
دخل سعود وضحك على اشكالهم ..
: صدق ان النسوان عقولهن مثل عقول النعاج .. الحين من كذب الكذبه وصدقها ..
ليلى وهي تطالع البنات ..
: سعود .. الله يخليك لاتحطمنا .. جهزنا كل شيء .
سعود : وانا ويش دخلني ... الاوامر العليا صدرت..
تأففت سلوى : يااخي مايصير .. تكسرون بخواطرنا ..
ضحك سعود وقال : روحي انتي وياها وغيروا ملابسكم .. انا تعبان ومالي خلق ذبايح و شواء في عز الحر .
ليلى بعزم : طيب ياسعود .. انت من يوم تزوجت كبر راسك علينا .. لكن الحين اوريك في جدي
لاخليه يكسر خشمك ..
سعود بضحكه مبهجه لروح اخته الغائبه ..
: ورينا شطارتك يا حلوه .. اعلى مافي خيلك اركبيه .. و حرك حواجبه بإستفزاز
عضت شفايفها بحيره .. وطلعت .. و هي اساسا ماعندها شيء غير التوسل .. والرجاء
تصنعت الدلع بقليل من الخبره ..
دخلت مندفعه محضره كلمات كافيه لخضع كل رجل في طريقها .. تعتقد هي ..
لكن ما إن رأته يجلس في الزاويه الاخرى وفي يده فنجان الشاي مبتسما لحكاوي الجده ..
توقفت مكانها باعثه الانظار إليها ..
الجد : علامك ياليلى .. عسى ماشر يابنتي ؟ ليش لابسه عبايتك رايحه مكان قريب ؟
خمدت ثورتها تلك ... فانطلقت قدميها تطلب جوار جدتها ويا نفس تمني ماتشتهين ..
قالت بخجل واضح : لاياجدي ... لكن البنات قالوا لي ..بنروح المزرعه ..
الجده : ماله لزوم روحتنا .. اخوك يقول انه تعبان ..و ما له شده على الذبايح ..
ارسلت نظره خجوله لذاك و بعدها قالت بصوت خفيض لجدها ..
: الله يخليك ياجدي لاتكسر بخاطري .. جهزنا كل شيء .. وماباقي الا رايك ..
الجد بإبتسامه : وش هو له رايي .. شورك عند زوجك ..
وهذا الذي لم تكن تريده ... ان تنحصر معه في كفه واحده ..
ماكان منها الا اليأس .. قذفوها في وجهه .. فتطلعت له بنظره بعيده .. فابتسم
ابتسم .. بإنتصار.. عادت اليه مجددا ..
قال مقاطع بصوته الرخيم : اجل من بعد شورك ياعمي .. خلينا نونس صدور بعض الناس
ونكسب فيهم اجر .. ومادام اعطيناهم وعد ..بنوفيه . ولا اشرايك ؟
ضحك الجد و قال بحكمه : شورك وهدايه الله .. ها يا ضبيه .. ويش رايك انتي ؟
ابتسمت ليلى ببراءه وهي ترى اخيرا .. تباشير لتلك الرحله ..
الجده : شوفوا سعود اذا وده يمشي .. توكلنا على الله ..
تدخلت ليلى بحنق على ذلك المدلل ..
: جدتي .. حرام عليك .. تونا نقول لاتكسرون بخاطري .. وانتي تدارين سعود .. اذا ما وده يمشي بكيفه ..
مطلق وبإبتسامته الجريئه : وهي صادقه ياعمه .. لاتكسرون بخاطر زوجتي .. اذا ماودكم في التمشيه
كلها بكيفكم .. لكن عني باخذ زوجتي و اونس صدرها ..
غطست في الخجل كلها ..تحت انظار جدتها وجدها .. حنقت عليه وعلى جرأته الزائده
اي لعبه سيلعبها امامهم ؟ هل هو جزء من التمثيل ؟
نظرت إليه بتحدي ليرفع حواجبه بغرور وكأنه يقول مارأيك الان ؟
وعادت منتصره بروح جديده ..اتقول انها سعيده ؟ ومبتهجه ؟
لوكان هو ليس معها هل ستحافظ على انتعاشها.. ؟
.. ولكن بداخله تشعر بهزيمه ولاتعرف لماذا ؟
هل هي خائبه الرجاء بأن يكون يكذب عليها ويدعي من اجلها ؟
وفي الطريق ... اتبعت بنظراتها سير سياره الوانيت التي يقودها سعود وهما خلفه ..
لم تشأ بأن تكون معه .. لكن كان لابد من ذلك .. هي في الامااام و سلوى وهند في الخلف ..
ومابين همساتهن وغمزاتهن لها .. تشاغلت في مشاهده المزرعه ..
مده طويله لم تقضها هنا .. مده طويله جدا .. تلك الارض التي شهدت صخب طفولتها وبراءه
حياتها .. كانت فيها الكثير من الذكريات ..
كان الممر الى المزرعه غير الباب الرئيسي المفتوح لها .. يكون عاده مكشوف على القريه
فاتخذو الطريق الاخر .. طريق غالبآ ماتمر منه السيل .. باب اخر يأتي من الخلف ..
" تصورا معي المنظر ... فهذه الارض حقيقه واقعه وتوصف بشكلها الدقيق لايام طفله مكثت فيه طويلا..."
جنه خضراء ورائحه عبقه بكل ماتجود به الطبيعه .. نخيل تجتمع في صفين متوازيين .
لاتجد الشمس لها فسحه لتنفذ من خلالها .. تحتها لاتشعر بحراره او صقيع البرد
متكاتفه .. وكأنك تدخل عالم اخر ... تتشابك فيها الحشائش بشكل جميل .. وتنفرش الارض
ببساط اخضر.. يخلو بعض الاماكن منه .. ليفسح بملمس ناعم من التراب .. اعشاب صغيره
نديه .. في كل زاويه تجد نوعا غريبا من النباتات .. بعضها معروف والاخر لايوجد له مسمى
و الاكثر الصبار .. النوع المختار الاجود في المزرعه .. نخيله الباسقات .. اعلاها ثمر و اسفلها ثمر
و الطيور تجد الرزق فيها .. والبئر السوداء العميقه .. بئر جوفيه دائمه بإذن الله .. لاتنضب مياهه
في جنباتها صفوف احجار وضعها بني البشر لتماسك تربتها محافظه عليها من الانهيار .. بنت بعض
الحمام اعشاش لها هناك في تجاويف البئر ..
الناظر اليها يشعر بخوف من شده عمقها .. في قعرها نداءات امتلأت في المكان
صراخ اطفال وارتعاشات خائفه من السقوط .. وخوف متلازم لابد من الحذر .. بئر وقور ..
مشيد بعزم رجال ضحوا من اجل استقراره .. ومن خلف عالم النخيل تنبسط الارض الخضراء
لزراعه الذره و العلف ... و ماتجود به الارض من بعض الخضروات .
ابتسمت وهي تسحب هواء منعشا مشبعا بذكريات جميله .. وكيف لا وقد لازمها في مكان مثل
هذا اوقات طيبه قضتها في كل شبر فيه .. وقف جنبها وسحب هواء مثلها ..
نظراته تطل على كل زاويه بعيده ...
قال بإعجاب : ماشاء الله .. مزرعه متعوب عليها ..
ليلى وعيناها لاتغادر برهه فسحه المكان امامها ..
: اللي يحب الارض لازم تعطيه .. جدي كل حياته هنا .. ربي يطول في عمره ..
نظرت له بنشوه ..: شفت البير .. مثل اللي في مزرعتك لكن اعمق منه ..
نظر لها بإعجاب لنشوه تألقت في عينيها..: ايه شفتها ... لاتقربين منها ..
ضحكت وقالت : انا اصلا حافظه درسي .. من يومي صغيره ما عمري قربت منها ..
ضحك لخوفها ... فتراقص قلبها طربا على اصداء ضحكاته ..
سكت للحظه يتأمل فيها وهي وسط جنه تلائمها حسنآ وجمالا .. هناك شيء ما يجعلها
تثبت في مكانها ولاتتحرك .. تتناسب والمكان في بهائه و هدوئه الاخاذ ..
تنحنحت تطرد غصه قد وقفت لها في حلقها .. و تنبهه بوجود اشخاص اخرين حولها
سمعت نداء هند لها .. فتجاوزته تمشي بسرعه .. وابتعدت عنه محاوله ان تصمت دقات قلبها
الصاخبه .. .. ابتعدت عن مدى انظاره و حرم منها ولو من بعيد ..
وانشغل كل منهما مع الاخرين ...
راقبته وهي تقطع الخيار .. كان يجلس بعيدا .. على بساط قد افترشه سعود ..
لم لاتمل النظر الى تلك الشعيرات المتحركه بحريه في الهواء الطلق ..
ما لـضحكاته تجد صدى كبيرا .. في جوفها .. تختزنها بسهوله و تمتلآ دقائقها الصغيره بها ..
سلوى بضحكه وهي تجلس جنبها : اكلتي الرجال بعيونك ..
ليلى بإرتباك : من قال لك اني اطالعه ..
ضحكت سلوى .. وهمست : شوفيه قام يكلم في الجوال .. قومي قومي .. شوفي من يكلم ؟ ..
دفعتها ليلى وقالت مدعيه دون اهتمامها وهي ترسل نظرات حارقه بعدما بثت سلوى سمومها
داخل عقلها ..
: اقول روحي عني .. خليني اخلص السلطه ..
ويالفرحتها العارمه .. وهو يستدعيها ..
تطلع اليها والتفت حوله قال مؤنب : ليش نزلت عبايتك ؟
شدت احكام الثوب على راسها وقالت وهي تسحب بلوزتها وكأنها تستر نفسها رغم سترها ..
: جدي قال مافي احد .. خذوا راحتكم ..
لم يعط بالا لكلام جدها وقال بإهتمام : حتى ولو .. ماتدرين من ينط لنا في اي دقيقه..
دعكت ذراعها وهمست : طيب خفض صوتك .. ولا تبي تفضحنا وبس ..
رفع حواجبه استنكار لكلامها وسحبها من ذراعها رغم تشبتها بمكانها
: ابي افضحك .. اذا غرت على زوجتي و ماابي احد يشوفها .. تكون فضيحه ..
مجرد كلمه بعثت فيها احاسيس مختلفه .. " يغار " ..
صدرت منه عفويه او اندفاع فضح صدقه .
سأدثر بالاغطيه لمجرد ان تقولها امامي ..
سأخفي نفسي عن عيون البشر و اجعلك الوحيد الذي تراني ..
افترت ابتسامه عن ثغرها لم تستطع كبحها لمده اطول ..
طالتها نداءات من جوفها ان تحققي وارتاحي ..
راقبها بهدوء و عرق في صدغه يكاد ينفجر منها .. لما لايلمسها بهدوء و يرتاح
تجرد من كل القوه امامها.. تتعالى عليه في غفله منه .. ايغفر لها و يمضي بدون اهتمام
ام يعلق على الامر كضروره ..
وفجأه تلين ملامحه وتختفي تلك المتجعده اعلى جبينه .. وهو يرى ابتسامه خجوله ترسم
على شفتيها المغريه ..
اخرج نفسآ لايحتمل من صدره ونظر من فوق رأسها لمن حولها ...
كبحت ابتسامتها .. وتطلعت اليه كطفل ينتظر التأنيب .. مخافه ان يثور في وجهها ..
: ليش ناديتني .. تحتاج شي ؟
انحنى لمستوى طولها وقال : احتاج شي .. والله حاله .. حتى نسيت عن اللي ابي اقوله .
ضرب على جبينه ..و قال : توه ناصر كلمني قال انهم وافقوا عليه ..
مسكت ذراعه بعدم تصديق .. فأصابته دوخه من ذلك الانفعال .. لمساتها تبعثر صبره الطويل ..
وقالت بفرحه كبيره : صدق .. اخيرا تحقق الحلم ..والله من يصدق قصه سندريللا و الامير تكون واقعيه .
ضحكت وهي منفعله من شده فرحتها بذلك الخبر ..
فأتبعت بحماس دون مباليه بإلانفعالات على وجهه ..
: متى صار كل هذا ... اكيد وداد كلمتني على الجوال لكن لقيته مغلق .. كيف ناصر اكيد فرحان صح ؟!!
في لحظه وده يعتصرها بين يديه حتى يشفي غليله من حماستها و فرحتها الكبيره للامير المزعوم
يا حظ غيره فيها .. ويا شين حظه معاها ..
غمض عيونه بتعب وقال : روحي ياليلى .. روحي ..
سألته بعد قوله : وشفيك ؟ يعورك شيء ..
كان وده يصرخ فيها و يطلع الحره المتفجره داخله ..
هذي بارده ماتحس ولا انا حولتها مثلي قطعه جليد ..
ولا ماتحس باللي جوفي . وكيف تحس وانت عمرك مانطقت ...
الله يسامحك ياناصر ... قصتك هذي جابت لي الهم والغم ..
مااستفدت من وراك الا بوجع القلب ..
ادرات ظهرها له بقهر ... قبل يمسكها بهدوء ويلفها ناحيته ..
: انتي ما صدقت اقولك روحي تروحين ..
ليلى بضيق : ترى تعبت من مزاجيتك .. مره تعالي ومره روحي ..
رفع حاجبه لها وسحبها بهدوء رغم اعتراضها ..
: مطلق .. اهلي بيفقدوني ..
وبدون اهتمام التفت مطلق ناحيه اهلها وقال بصوته العميق
: ياجماعه .. ارخصوا لنا شوي ..بتمشى مع مرتي ..
وامتقع لونها من شده الخجل .. واصوات التعليق خلفها والضحك عليها بدأ يرتفع ..
قالت بضيق : هذا اللي تبيه انت .. تبي تحرجني وبس ؟
ضحك عليها وهو يبتعد فيها عن مكانهم ..
تركت يده .. وقالت بعصبيه : قول ايش عندك ؟
مطلق بإنفعال : بتسكتين ولا اسكت بطريقتك ..
تراجعت خطوه تحت نظرته .. تعرف طريقه اسكاته لها ؟
ليس المكان ولا الزمن المرغوب .. ولا حالتها تسمح بأي شيء خطير معه ..
تنهدت وقالت : خلاص بسكت .. لكن ودي اعرف انت ليش مزاجي .. كل شوي بلون
احترت معاك ؟
مطلق بإبتسامه اخفى فيها مايشعر به ..
: واانتي يهمك .. كل اللي يهمك هو الامير ناصر وسندريللا ؟
ليلى : عادي .. كنت فرحانه علشانه لانه يستاهل ..
جلس على صخره كبيره و مد بصره قدامه .. دون يعطيها اي كلمه .
وكأنه بالفعل متضايق من شي بداخله ..
وهو مايستاهل كلمه تعطف فيها على شقى حاله
لمسه تحن فيها عليه وتدثر همومه ..
انتابها احساس قاطع بالندم وتأنيب الضمير ...
جلست جنبه وقالت : آسفه .. ماكان قصدي ازعجك ..لكن ماعرفت اللي تبيه يامطلق ..
تطلعت ناحيه المكان نفسه بنظراتها .. وانتظرت كلمه منه ..
سأل بهدوء : ليلى .. ودي اعرف انا مهم في حياتك ...
نظر لها برغبه شديده وكمل : انتي تبيني ولا مجبوره علي بحكم الظروف ...
تمنعت عن رؤيه وجهه ..بحجه اشعه الشمس الساقطه عليها ...
ومسكت طرف بلوزتها المطرز .. ولفته حول اصبعها ...
واحتارت هل تخبره الحقيقه ؟ التي طالما سمعها منها ولم يصدقها ..
للتو خرجوا من عنق الزجاجه .. ولا تعرف مالحال غدا او بعد غدا ..
طالعته بعينين شبه مغمضتين من اشعه مسلطه عليها ..
وهمست بخوف رغم جمال الاحساس المتفاقم داخلها ..
: لو كنت تعتقد اني اخذتك مجبره على شيء .. فإنت غلطان ..
كانت كفيله بأن تهد اسوار حصنه .. في الظاهر ليس لها معنى كبير
لكن على الاقل شعر بالرضى .. غمامه قد بدت تسحب نفسها رويدا رويدا ..
تنهدت تمنع دمعه من الانحدار وهي في شجن من المشاعر ..
رفع رأسها بأصبعه .. وتأملها .. مكتفي بالنظر فقط ..
يشعر بطوفان مشاعر لايجد له تفسيرا ..
لايجد له معنى واحدا ولايجيد الاختصار فيه بسهوله ..
ابتسم لتشرق الشمس من جهته ..
: طيب .. جواب دوبلوماسي ..بنقبله من حرم المدير مطلق الغانم لكن ابغى برهان ..
ليلى بخوف من طلبه : برهان ؟
مطلق : تقولين لي شيء صار لك وماخبرتيه احد من قبل ...
ابتسمت فجأه وقالت : لا مايصير .. في اشياء صارت وماخبرت احد فيها لانها ماتخصني ..
غمز لها وقال بشقاوه : يعني حياتك كتاب مفتوح ..
عضت اصبعها وناظرته بشك : لا .. لكن مثلما قلت من قبل ...
سكتت فجأه وابتسمت ابتسامه واسعه مفرطه .. تلهب في دواخلها مشاعر حاميه لم تخمد يومآ
فتسرب في نفسه غيره شديده لتلك الالوان المتماوجه على وجهها ..وانتظرها على احر من الجمر لكي تنطق
وتريح دماغه و قلبه المتمرد بين ضلوعه ...
قالت بلهفه وحماس كبير غير مباليه بأي شي حولها
: اتذكر في طفولتي ... صار لي موقف مع نجمه ...
ضحكت بشغف وكملت : يومها كان اليوم مغيم .. و انا ونجمه طلعنا الجبل .. اتذكر يومها هي طلعت
قبلي ..لاني اخاف من المرتفعات وقتها .. المهم طحت وتعورت رجلي ..
تطلعت ناحيه الجبل من بعيد وابتسمت بحنين لايام مضت ..
فقال بشك : طيب .. كملي ...
ليلى بخجل وتردد : اتذكر يومها اني خفت .. خوف ماراح انساه طول عمري تخيل بنت وحيده في يوم ماطر
.. حسيت كل قصص جدتي بعيشها حقيقه ... وفجأه يطلع لي منقذ .. مثل قصص الخيال ..
ضحكت بنشوه وهي تكمل : اتذكر انه حملني على ظهره مثلما كان يسوي سعود معي ... والله اني ادعي له دووم
.. اللي سواه معي جميل حملته طفله بتتذكره طول عمرها وماتنساه....
وانتهت قصتها القصيره وهو ... ابعد مايكون معها ..
ريح جوفه ومطر ليل طويل ..
وحلم .. لم تبعثره السنين كما ظن ...
وآآآه يازمن ..
عدت واستنهضت الهمم ..وبنيت جسر الوصل للذكريات والقمم ..
متهادي الخطوات .. و على صوت النغم تغنيت بالاحلام منفردا..
وآآآآه ياصدف
تجمعنا و تلف فينا الحياة ..
مع بعضنا يوم المطر ..
يوم الحنين .. في لحظتها غاب الانين ..
التقت العيون بالصدف .. وهي الان اقرب ماتكون ملكآ لي ..
القلب كان يسأل ؟ اين ديارها الان وهو محتار ؟
تلك الطفله الصغيره الباكيه .. هي امامي .. بجسد انثوي مكتمل الحسن والبهاء ..
يالغبائي ..
الان اراها هي امامي .. تلك الصغيره البرئيه ..
في عيناها ارتعاشه الخوف والبرد في يوم ماطر شديد ..
لما لم امعن النظر فيها اكثر واستدل عليها بسهوله ..
على مرأى العين وملمس اليد ..
ضجت ضحكات داخله ... ودارت الدنيا به ..
ووجهه خال من المعالم ..
جمود .. وصمت وسكون .. ورجل صاخب بداخله
يرقص طربا فرحا .. نشوه و غرورا ..
اكتملت حله دنيا بالنسبه له ..
كان وده يصرخ ويقفز امامها مشيرا لنفسه بالبنان
انا هو .. انا هو ذاك الارعن المتمرد
ذلك الرث القبيح .. هذا انا ..
ذلك المدثر بالبلاده والصلابه .. للاسف هذا انا ..
لكن انعقد لسانه في عفويه لم يعرفها منه ..
وتلعثمت الكلمات قبل ان تخرج ..
نطق الفؤاد بين جوانجه .. ولم يصل لاسماعها
و آآآه ياحيره و الم ووجع يغتال فرحتي ..
لم يستعصي ذلك السهل اليسير و يمتنع ..
اتخاف ان لاتصدقك ..
قالت انها لن تنساك .. طفله لم تنساك فكيف بها هي الان ؟
لكن هو ام انا ..
شتان مابيننا .. هو ام انا ؟
اي مطلق منهما .. شاب في غمار المراهقه في عينيه مرح طفل .. تنتابه سقم الحياه وهو في عمر الزهر ..
ام من اخذت الحياه منه كل نطفه شوق و حب و فرحه في عمر اشتدت به الايام رعونه وقسوه
.. ومابقي الاالصمت ينتحب الفرقا داخله ..
وآآآآه يازمن .. غدرت وتمثلت امامي بالكمال .. وانا متعلل بالنقص .
شوهت تلك المزايا الحسان و افتريت علي بخيلاء وزيف ..
تكلمت امامه ببعض كلمات وانصرفت بعدها ... ترسل له النظر من بين الفينه والاخرى
وهو يغمض عينيه على اصوات الحنين .. غائب فيه مدثر برحله سنين .؟
تراوده رائحه المطر .. و قلب صغير ينبض بين جوانجه .. و لمسه ناعمه برئيه عذراء ..
قد تحسست مواقع خشونته ...
****************************
في امسيه ليل طويل لبعضهن ... بسطن مالذ وطاب على المائده امام شاشه التلفزيون
و تنهدت بتعب لتعب قادم سمر وهي تستند على الكبنه دون تجلس عليها ..
: ياني شايله هم المدرسه ..
اريام وهي تاكل بطاطس : هانت يابنت... اخر سنه لك في الثانويه .. إلا اقولك شفتي المكياج الجديد
اللي اشتريته ..ألوانه خيال ..
سمر بتكشيره : ياحظكم تحطون مكياج ..
ضحكت اريام بإستخفاف ..
: اللي يسمعك يقول ماتحطون شيء .. وانتي كل يوم حاطه لي قلوس وبودره ...
ضحكت سمر على دخله فاتن بعبايتها المزركشه ..وسكتت فجأه ..
فاتن بنظره واسعه و ابتسامه ناصعه ..
: هاي بنات ..سبرايز ..
سمر بتكشيره : وشو اللي سبرايز .. وانت كل يوم ناطه لنا ..
اريام توقف وتعطي سمر نظره بمعنى اسكتي ..وتسلم على فاتن
فاتن بإمتعاض : سمر ..وشفيك ياحبي ؟ لي مده طويله مازرتكم ..
ناظرت حولها وقالت : وين الناس ؟ خالتي و ليلى ..
سمر : والله حركاتك مكشوفه ..الحين تبين تقنعيني انك ماتدرين ان ليلى عند اهلها وان امي نايمه في هالوقت .
تخصرت وووجهت نظرات حاده ..: خير ياسمر.. اشوفك قاعده لي على الوحده ..
سمر تترك مكانها وتجلس على الكنبه وتحط رجل على رجل قدامها .. و تتمطى في كلماتها بدون اهتمام فيها ..
: لاني ما احب حركاتك البايخه ...
اريام بحده تقطع النقاش : خلاص انتي وياها ... اتركوا حركات الاطفال .. والله تذكروني في رؤي وريما ..
سمر بتمثيل : اسم الله على بنات اختي .. يصيرون مثل هذي .. واشارت لفاتن بإشمئزاز .
فاتن بإنزعاج :لا عاد لحد هنا وخلاص ياسمر ... انا مااسمح لك تغلطين في حقي وانا ساكته ..انا عارفه
ان هذا مو كلامك كلام ست الحسن والدلال .. ليلى خانوم ..
سمر بقهر : لا تتكلمين في شخص ماهو موجود ...وليلى عمرها ما تكلمت فيك .. احترمي نفسك والبيت
اللي انت قاعده فيه ...
وطلعت سمر من الصاله بعدما احتد النقاش و النظرات ..
فاتن بقهر : اقسم بالله اختك مريضه .. الحين اللي اشوفها يقول ذابحه لها واحد ..
اريام تجلس وترتخي وتقول ببرود : انتي كمان تستهبلين .. تعرفين ان ليلى ماهي موجوده ..
تنهدت براحه وكأن كل اللي صار مجرد مشهد من مسرحيه سخيفه ..
: ادري .. وان شاء الله ماترجع ..
اريام وهي تقلب العصير بمصاصه طويله ..: لا تتعشمين خير في مطلق ... حتى لو انفصلوا
استحاله ياخذك ...
فاتن بدلع وغرور : وليش ان شاء الله ؟
اريام بصراحه قاطعه : اعرف مطلق ... واعرفك .. مستحاله تصيرون لبعض ..
التفتت لمشهد غنائي في التلفزيون وكملت ببرود : انتي ما تنفعين حق اخوي يا فاتن ..
ناظرتها فاتن بنفس البرود رغم انها مقهوره ..
: ادري .. لكن احب العب على الحبلين ..على قولتهم ..
صريحه اطلقتها مليئه بالبغض والسموم ... لم تجد حصن واقي فنفذت الى كل شيء جميل و دمرته ..
رفعت اريام حواجبها دليل الاستغراب والاستهجان ..لكنها فضلت الصمت وهي تراقب
حركات ماجنه في اغنيه تملأ شاشه عريضه .. وكأن الدنيا بهتت ملامحها وسلطت الضوء عليها
وانتهى كل شيء في اقل من دقيقه قد مرت .. متغاضين عن العبره والفائده ..
حلال وحرام تؤام مختلف .. ملتصقين جنبآ الى جنب ..رغم الاختلاف الواضح ..
لكن عبثا يرون ... اولا يرون .. او يرون ولايهتمون
ويا لضياع الوقت في معصيه الخالق ... تقارب الساعه بعد منتصف الليل والناس يتهادون سكارى
وبلا عقل ... وانسلت الدقائق حسرة وتحسفآ ... وياحال ابن اادم اذا عاثت به الدنيا و ضيعت
دربه القويم ...
************************************
من بعد رجعتهم .. ماشافته بعدما رجعوا من المزرعه ...
استغربت امره وانشغلت عليه ... وندمت اشد الندم على انها قالت له سر مايعرفه غيرها
وغير نجمه ..
لاتعلم فيم كانت تفكر وقتها ؟ واي ثقه بادلتها معه ..
هل اصبح يشك فيها ؟ ويجزم بأن لديها اسرار اخرى خطيره ..
مثل منقذها وسلطان .. واخرون يختالون في ساحه عقلها ..
ضربت جبينها بحسره .. كيف وثقت فيه ؟ كيف ..
ليش تغير فجأه ؟ جامد حتى ابتسامته اختفت ..
لاحول ولا قوه الا بالله ..
يارب صبرني ..
" ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شاني كله ولاتكلني الا نفسي طرفه عين ."
سمعت صوت خطواته اخيرا .. وتشاغلت بإدخال ملابس سعود في دولابه ..
دخل وظل واقف على الباب ... عملت روحها ماانتبهت له لكن وقفته طالت ..
ناظرته من خلف باب الخزانه .. كان واقف وفي وجهه علامات حيره .. وارتخاء
كالمصدوم او الضائع .. مثل شخص يحاول يتذكر شيء او يريد ان يفعل شيء لكن لايستطيع ..
سألته بهدوء : فيك شيء يامطلق ؟
انتبه لنفسه من يقظه عينيه .. بعثر شعره بحركه سريعه وقال بإبتسامه بارده ..
: لا مافي شيء .. لكن يمكن استغربت وجودك هنا ... ماشوف جدك واقف لك بالعصا تحت ..
عظت شفاتها ... يعني اكتشف امرها .. بيحسسها بالندم والاحراج بأي طريقه
تجاهلته بإرداتها وقالت : تبغى عشا ؟
نزل قميصه و الفنيله الداخليه قدامها .. فانحرجت وتظاهرت بترتيب الملابس من جديد ..
: لا .. مااشتهي اكل ...ابي اصلي و انام حيلي منهد ..
ابتسم على خجلها .. اقترب منها .. متظاهر بعدم اهتمامه ..و دور على ثوب بين ملابس سعود
: شوفي لي ثوب البسه ماجبت لي ملابس كثيره .. باخذ لي شاور ..
ارتطمت ذراعه العاريه بخدها ... فشهقت بخفوت .. و تراجعت للخلف ..
ناظرها بسرعه ملاحظ تلك الصبغه الحمراء في عنقها و خدودها
.. وقال بإدعاء : وشفيك ؟
ابتلعت لعابها بصعوبه وقالت بخجل مبعده النظر عنه
: مافيني شيء ... احم ..قلت تبي ثوب ..اصبر شوي .. ...
لكن الاصرار لديه بلغ حلم اخر .." ان يلمسها من جديد " ان يفعل ..
ان يقنع بأنها له بالفعل .. .. بأنها ستكون له دون حواجز ولا مبررات يختلفون عليها ...
تمنت لو تحشر نفسها في الخزانه .. و تتنفس بهدوء .. غير قادره على التنفس والله
ماذا هناك ؟ هل يريد ان يحشرني بين يديه للابد ..
ألم اعتد عليه .. ام ايام الصوم التي ولت جعلته متعطشآ وجعلتني لااقوى على النظر إليه ..
آآآه ياقلبي اهدآ ... اهدآ .. ليس هذا الا اختبار ..
اهدآ فليس هناك خيار ... اهدآ قليلا ارجوك ... سيبتعد ..لحظات ويبتعد ...
قلبت الثياب ولاترى الا الوان فقط .. طلعت له ثوب مغربي خفيف بقبعه خلفيه .. وازرار كثيره
وقالت وهي متجنبه النظر فيه بدون ملابس ..
: خذ هذا .. واسع ومريح ... مدته عليه لكن ترك يدها و الثوب معلقه في الهواء ..
احتاجت تعرف سبب تأخره فركزت عليه ... فلاحظت ابتسامته الصغيره على زاويه فمه ..
: ماتقدرين تناظرين فيني و تتكلمين عادي ...
طوت الثوب بين يديها وقالت بصعوبه : لا ..قصدي ايوه .. تبي الثوب ولا ارجعه ..
سحب الثوب المطوي بين ذراعيها بشده ... فانسحبت له كلها في غفله منها وجدت طريقها نحوه ..
وذراعها اليمنى قد انبسطت على مكان نبضه ... على موطن الحياة و مركز الانعاش ..
ارتجفت عيناها مليئه بالمشاعر وناقصه حنان .. واخفضتها برهبه تلك البؤره العميقه .. وذلك الوجه القريب
اي دنو اكثر سيوقعها في شوق جارف ... تخافه ... وتخجل منه .
بإحساس عجيب مغري لذيذ كتمت انفاسها حتى لايسحبها هو بل خوف ان تشهق من حراره وبروده امتزجت
..ويده تتحسس طريقها .. ليسندها إليه ..
شعر انها كتله نابضه من الاحاسيس .. مرتجفه .. رقيقه .. ناعمه .. صارخه بالجمال و تصرخ له بالذات
وهو متماسك بصعوبه ...برجوله طاغيه .. ورغبات تعذبه .. وحلم ماضي يؤرقه .. ورقه رابحه ضاعت
و بالكاد وجدها ..
تلك اللحظه التي لم يحسب حسابها هو ان قلبه يدق كطبله فقدت السيطره على قارعها ..
للحظه تخيلها تلك الصغيره .. وانه سيكشف سره ... ولم يستطع ..سوى ان يتروى في افعاله ويرى رده فعلها
لعلها لاتطيق قربه و لاتريده ... ابتسم لذعر عفوي عذري نطق في عينيها ... اطبقت جفنيها لتنعم بهدوء
و صرخ هو لاتتركيني .. فأنا الان شاب قد صعدت الدماء الى رأسه .. واستشعر بالحنين لايام قد ولت هاربه
ولكنها عادت برضى منها .. لكن لااعرف كيف اتصرف معها ؟
و يا صبر ايوب .. ويافسحه الامل امتدي لي وانتشليني من عمق السخط وادركي مشاعري الضائعه ..
دفن رأسه في عنقها ... لايحاول غير الاسترخاء .. في واحه عطريه لم تتصنعها من اجله .. بل وجدت
فطره ...
يا إلهي ... قلبي سيجن .. سيتوقف .. سأموت .
لهثت انفاسها بقوه .. وارتجفت و انفاسه قد وجدت مخبآ لها في ثنايا عنقها ..
لثم رقبتها بخفه ... وصعد الى خدها لتصطدم بشعره الكثيف .. ارتفعت يدها بعفويه وكرده فعل بأنها
مازالت على قيد الحياة .. و غاصت في شعره .. ترغمه على البقاء .. للاستشفاء و للارتواء غايه
كانت ترجوها منذ زمن ..
سقط الثوب من بين يديهم .. وسقط الخجل ..والكبرياء وسقطت بعض اللاشيء من مجرد مشاعر بلا هويه ..
وانكشف الغطاء .. وانمحى سراب ظنوه حاجز ..
ضغط عليها لتقترب منه ااكثر .. ليدمج روحها في روحه .. وتتحد مشاعر من كل شيء ..
لا وجود لقانون اخر للجاذبيه .. ولا تفسير للسقوط المريح مثل الذي يحدث بينهم ..
همس بعمق وثقل مشاعر افحمت حتى صوته ...
: ما اشتقت لك ...
توقفت يدها على عنقه عند قوله بصدمه كلمته ...
ليستدرك بسرعه : بس "شوقي " اعدمني ..وان صابني شيء والله انه من اسبابك ..
وختم قوله بقبله عميقه على خدها مفعمه بالمشاعر ... دغدغه مضحكه اصابته ..
واضحك ياناصر .. واضحكي يامكتبتي المليئه بتقدير لكتبك .. واضحك يازمني العزيز
قول سمعته .. سرقته .. حفظته ولااعرف في اي ذاكره ادخرته ..
انا لااعرف ان اصف كلمات جميله ..رقيقه حساسه ... شاعريه بمعنى الكلمه
لاقول ولا فعل ...
لم تكن في هاتفي .. او رساله ورقيه او كلمات وجدتها صدفه في كتاب شعر و قصيده ..
بل انها رساله وجدت طريقها بين يدي .. وانا اتصفح جوال سعود ...
ووقعت ..موقع من القلب .. وسرت فوقها بدون مبالاه ..
لكن قلبي ادركها فنطقها عقلي وحفظها لساني عن ظهر غيب ...
فجأه ... ارتفع الاذان بالمسجد قربهم ... وكأن المؤذن سامحه الله وغفر له ..
قد خرج متأخرا مضطربا لاهثآ .. فنداءه للصلاه صرخه اخافتهم حتى الموت
ليفترق الجسدان بذعر ... هي ترتعش ..مسلوبه القوى .. متهالكه .. و ستموت من الخجل ..
ضبطت شعرها .. واعادت تلك الخصله الوهميه الدائمه كحركه توترها ..
وهو لاهث .. يتصارع مع نفسه .. مسيطر بصعوبه على اهواءئها ..
لولا نداء الصلاه ..لوقع كل منهما صريع للحب والعشق والهوى بدون علم انه كذلك ..
كاد ان يضحك من تلك العلامه التي ارتسمت على عنقها و خدها ..
ياللمسكينه ستقع ضحيه عمل لم اقوى عليه ..
قال بتماسك : بكره بنرجع الرياض ..
هزت رأسها بإيجاب و قالت بإرهاق لم تبلغه بعد : انا بنام مع البنات .. اذا ودك في شيء نادي علي ..
وخرجت تركض .. تلهث ..تستتر .. وتنعم بالراحه بعيدا ..رغم انها لن تجده مماثله لتلك التي بين يديه ..
و مشروخه بصمت ... أكان كل هذا مقياس لمدى حاجه ام احتياج ام دعوه لكشف الحقائق ...
انصدم من قولها ... بعد كل هذا أتهربين ؟..
اهو عقابك الجديد... بعد لهيب الاستعار تتركيني رماد ..
اهو اسلوب جديد .. لتفضحيني امام نفسي ..
لتكشفي الخفاء بحله زاهيه ..
توافق في رساله مبطنه على العوده ولكنها تهرب ..
وانا من سيطفئ حرقتي تلك .. آآه ياصبري تعال واجلس بجانبي .. ونس وحدتي في دقائق
وعلمني كيف اكون محترفآ لك من جديد .
آآآه ياامرأه علمتني كيف اشتاق ..
كيف احرق الثلج .. كيف ارسم كلمه على الهواء
كيف انطق المشاعر .. كيف اصهرها و اكونها بين يدي ..
آآآه من امرأه .. ألهبتني بنيران بارده
و نفثت في روحي شجن الحياة ..
آآه منها .. جنيه جميله .. رقيقه .. سحريه..
بداخلها ألف معنى وكلمه وعاطفه ..
تجعلني رجل .. غائب في سكرات لذيذه
معاند على العوده .. مربوط بقوى سحريه ...
ليتني اعرف معنى واحد من تلك الطلاسم التي تدور في قلبي ..
ليتني اعود مثلما كنت متحكمآ..
تنهد بحيره وارتمى على السرير .. يبحث عن سر دفين ونجوى ملاذ يهرب فيه من نفسه
خائف لو يعلمون .. وخائف هو و يخفي خوفه بخيلاء صلابه مزيفه ...
*********************************************
ألقاكم بموده
|