كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
صباحاتكم هناء ... وسعاده .. آل ليلاس
الشكر الخالص لكل من دخل ورد على الروايه ..
ان شاء الله اكون عند حسن الظن ...
وإلى الملتقى القريب
البارت الثامن والعشرون :
:أتزوجها ..
ارتفع صوته بحده غير معتاده فوق راس جده .. وان بدى غير مصدق إلا ان تعابير الرجل الصارم اللي
جالس قدامه لا توحي الا بالعزم والصدق و الجديه ..
جلس جنب جده .. وقال بهدوء : جدي .. كل اللي سويته مقصدي وراه الخير ..
الجد بصرامه : طيب .. احسنت .. واللي قلت لك عنه مقصدي وراه خير .
بإنفعال : كيف خير وانت تقول اني اتزوجها ؟ يبه الله يخليك افهمني ... ماكان عندي حل ..
وقف الجد و ضرب بعصاه الارض بحده : الا كان عندك اكثر من حل .. شفت البنت و كشفت على محارم غيرك
ماترضاها لاختك يا ولد احمد ...
اقترب من جده و قال بصوت منخفض : يبه .. مافي احد شافني .. مريت بالصدفه كان بإمكان اي احد ان يعمل اللي عملته .
زجر بعصبيه : استحي على وجهك .. هذا وانت رجال ومتعلم .. تخاف الناس وماتخاف ربك ... لاتزيد علي ياولد
انا قلت كلمتي ..
وقف قدام جده : جدي ... لاتغصبني على وحده مابيها ...انا تكلمت مع جدتي عن ريهام بنت عمي .. و خطبتي
لنجمه بتخرب علي ..
: بنت عمك ماهي بايره ... وبكره نصيبها جاي ..
برجاء : لكن انا ابيها ..
توقف الزمن لبرهه .. وعاد للخلف للذكرى الماضيه .. ذكرى نفس الكلمه و المشاعر ..
ومثل الموقف لكن بإختلاف الاجيال .. وان صمد الاساس فالفروع ابت الا ان تهزها رياح الحياة ..
وتعيد ما يزيد شرخ القلب و يفتق جراح الماضي . .. وان اختلفت الظروف ... فللمواقف ثوابت
لا تتغير بمجرى الزمن ..
تهاوت عصاه على ارضه .. وابى ان يذل ظهره لانحناءه الزمن المتعجرف ..
وتساءل في نفسه ما نوع تلك الدماء التي صبها في في هذا و من قبله ذاك .. و مانوع العقاب التالي
هل سيكون بفقدانه ايضا ؟ لم يعد يقوى ان يفقد عزيز قلب ارهقته السنون و عسفت بأمره الذكريات
لكنه يأبى بعزم الرجال و بعناد الجبال ان تهزها الرياح ... ان يصرخ " ارحموا عزيز قوم ذل "
جلس على الكرسي ومازال حاجباه مرفوعان بهيبه وقوه وقال : قالها ابوك من قبلك ياولد احمد ...
دير ظهرك و اخرج من مجلسي ..
مسح وجهه بيده .. و واعترك مع الذكريات .. التي عاش اثارها حتى يومه هذا .. اهو نفس احساس
والده ذاك الذي كان يعتقد ان يلومه الدهر كله ولايفتأ يذكر نفسه به ؟
هل سيكتفي بلومه بعدما نخرت عظامه دود الارض ويصفح عنه.. و يقدر موقفه ..ويرحم عجز مشاعره
عندما وقع بين اجبار على شكل حياه و اختياره لحب حياة ..
أم ان القدر يلعب نفس اللعبه حتى يرى نفسه في والده او يرى والده في نظره جده المنكسره وان حاولت
ان تبقى قويه ...
مال مشاعره تتنازع مابين الوفاء لقلبه او الوفاء لمن هم سر حياته و مصدر قوته ... و منبع عطاءه الدائم
جثى عند قدمي جده وان كان حزينا في تعابيره الصامته : ماهو سعود اللي يخرج عن طوعك ..
ابشر يبه .. من بكره نخطب بنت سالم ..
وقبل يده المجعده بكثير من العرفان والاحترام وان وخزه الالم و عذاب الاختيار ..
وهز رأسه بإعتراف .. ليس هو من يرمي بهم كفضلات حياه لا معنى لها ...
ليس سعود من يهب لنفسه الراحه و النعيم ويترك الاخرون يتقلبون على نار العذاب والفقدان مره اخرى ...
ليس الابن سر ابيه او وريث لاختياراته في حياة سابقه ...
سيعيش وفق ا ختيارات غيره.. ويعيش مالم يعشه والده من قبل ... لكن لن يعقد المقارنه فوجع القلب الان
يكفي للايام القادمه ... ويحس بوالده حي بين جوانحه ... يقيس الالم بفتره زمنيه ماضيه .. ويعيشه بكل دقائقه .
********************
وقف قدام المرآه يعدل شماغه .. وفي نفس اللحظه يسرق نظرات على المتشاغله خلفه بترتيب السرير
من نجمه الفجر استيقظ و هي بين يديه .. وكأنه امر اصبح روتيني كشرب القهوه او قراءه صحيفته اليوميه
هي مثل الباقي واكثر قيمه .. ان يشعر بها ملتصقه به ... بالامس قد دق ناقوس دماغه وشعر بالطنين يفجر رأسه
تعلمه بوجودها القصوى في حياته ..
نغمه جواله اخرجته من بوتقه افكاره .. : هلا ناصر ..
انعقدت حواجبه و كرر بصوت عالي : ناصر وشفيك ؟
إلتفت حول نفسه واخذ مفتاح سيارته ..قفل الجوال بسرعه ... وقبل يطلع مسكت ليلى يده .
وسألته بخوف : مطلق .. خير في شي صاير ؟
ربت على يدها بلطف وقال : لا خير ان شاء الله ... ناصر شكله تعبان .. ولازم اشوفه.
ليلى : ربي يعافيه ...
تحرك من قدامها بسرعه .. فمشت وراه ...لاحظت خطواته الطويله السريعه وكأن المريض
اخوه وليس صديقه ... تكت على الدرابزين وابتسمت ... شيئا ما جعلها سعيده وهي ترى مدى وثاقه
لصديقه ..حست ان هناك شيء يفيض من قلبها .. وان عيناها تمتلأ بشخصه ..
روحها احتوت عنفوان رجل .. لاترى له مثيل ..
اعرف بين رجال العالم رجلا ....
قد علمني لغه الحلم ولغه الحجر ولغه الماء...
كسر الزمن اليابس حولي وغيرترتيب الاشياء ... وان بعثر حاجاتي فكوني ممتلأ به..
اعرف رجلا ايقض اعماقي الانثى حين لجأت إليه.. وان اغلق في وجهي ابوابه .. فهو مفتاحي نحو حياة سريه..
اعرف رجلا يستعمرني ..و يحررني ويبعثرني ويلملمني ويخبئني بين يديه القادرتين ...
يكوي قلبي بنيرانه و يطفئها بأنفاسه ... ويعيدني صغيره حيث مضت بي الايام ..
اخذت جوالها و اول اسم فكرت فيه دقت على طول .. وانتظرت الرد لكن طال انتظارها ..
حاولت مره ثانيه وثالثه ..ومافيه فايده
طالعت شاشه الجوال وكتبت رساله قصيره مفادها " دقي علي ضروري "
ابتسمت من جديد وهي تضم الجوال بحالميه .
في الجهه الاخرى .. استلمت الرساله وهي على فراشها .. ارتفاع درجه الحراره اقعدها في الفراش
رجعت جوالها تحت المخده .. و تجهمت لالم جسدها .. انهكها التعب والمرض .. وانهكها التفكير الصعيب
في مثل حالتها .. ردت على تساؤلات الجميع بنعم و صح وإيماءه الايجاب .. واكتفت بإقناعهم .. وهي ضائعه
لم تكن هناك فكيف وصلت الى هنا ... تعرف اي نقطه توقف وصلت اليها ..فكيف بها تفتح عينيها وهي تحت سقف بيتها
حيره انهكتها ... لتزيد من اتعابها .. تجهمت لافكاره مشمئزه غريبه تسيطر
عليها و تتحاشاها متوسله من الله ان يتلطف بحالها ويرحمها .. و يستر عليها .. طفحت دموع من عينيها
لتقيس بها مدى حراره جسمها و خوفها الذي بلغ اقصى مراحله ...
*******************************
دق جرس الباب لاكثر من عشر دقائق وبث الانتظار الطويل فيه الخوف .. استعجل البواب ليفتح
بمفاتيح الاحتياط ... فتحركت قدميه بسرعه وحذر يطرق على كل باب يواجهه ... دفع باب الحمام ...
ليرى ماكان يخشاه .. صديقه ملقى على الارض ويبدو في حاله مزريه ..رمى بشماغه على السرير
ورفع اكمام قميصه ..اقترب منه ونادى بخوف : ناصر .. ناصر
فتح ناصر عيونه وابتسم و تكلم بهمهمه غير مسموعه
زفر مطلق و رفع يده لجبين صاحبه .. وتكلم : انت من متى على هالحاله ؟ يااخي كنت تكلمت
البارحه ماكان فيك شيء ... فتح الدوش على الماء البارد .. و رجع يحمله ..
دفعه ناصر بلطف رافض فكره الاستحمام ... لكن مطلق اجبره بعدما رماه داخل المرحاض ..
صرخ ناصر لبروده الماء .. تركه مطلق لفتره في الحمام . .. دخل المطبخ وفتح الثلاجه ..
اشمئز من الرائحه .. و خرج بسرعه ..
رجع لصاحبه .. وخرجه من الحوض ولفه بمنشفه كبيره .... ساعده حتى سريره ..
وقف على راسه وقال بعصبيه : ايش هالقرف اللي انت قاعد فيه .. يااخي قل للبواب ينظف البيت
والثلاجه فاضيه... و الصحون مكومه في الحوض .. وين عايش انت ؟
رد ناصر بضعف : الله يخلي المطاعم .. وضحك وهو يرتعش .
تنهد : يالله البس .. علشان تمشي معي .
التفت له ناصر وتدثر في نفس الوقت : مايحتاج اروح المستشفى كله تعب بسيط ..
مااعطاه مطلق اي رد اكتفى بأنه طلع له بنطلون جينز و فنيله كحليه ... ورماهم عليه و لبس شماغه وعدل ثوبه
و قبل يطلع قال بأمر : خمس دقايق تكفيك تلبس ملابسك .. اذا مالبستها بكيفك بدخل انا و البسك ...
قفل الباب خلفه ليسمع كلمات ناصر الغاضبه منه ..
: مو كل شيء بكيفك .. انت شايف نفسك ..مغرور و ماعندك قلب ...
ابتسم مطلق وهو يستند على الجدار ... وطالع ساعته و انتظر حتى انفتح الباب
وقال وهو يسند صاحبه : انت دائما دقيق في مواعيدك ..
احتج ناصر : مطلق الله يهديك .. ماكان لها داعي ..
مطلق : اول شيء بنروح المستشفى وبعدها على الطول البيت .. بتعقد معي حتى تتعافي وبعدها تقلب وجهك ..
ناصر بإنفعال : تعرف بعض الاحيان اكرهك ..
لكنه في النهايه اقتنع لانه يحاول جزافا مع مطلق ..
ابتسم مطلق وقال بهدوء : سبحان الله في شيء مشترك بيننا ..
***************************
خرج بعد صلاه الفجر بعد ليل سهر طويل ... اظناه التفكير و انشغال البال ...
لم يطق الصبر ... وزن ثقيل من الهموم قد جثم على قلبه .. وشطر عقله الى نصفين..
مابين هذه او تلك ... ضاع في اختياراته واختيارات غيره ... ورضخ بدون مقاومه ..
لان هذا ما حكم به عقله ....
جلس في مكان بعيد عن الانظار ... سافر بأفكاره مغتربا فيه عن حقيقه الواقع ..
يأمل من حياته ان يجد الراحه ... ان يجد السلام بعد معترك شرس ..
قرار جده قد اوقعه في العذاب ... ماكان سيفعل هل سيتركها على ناصيه الطريق ؟
هل سيدعها للشبهات .. و لاصحاب الضمائر السوداء ..
لقد فعل .. ما اوجبه ضميره .. ذلك الوخز الاخلاقي الصغير الذي اوداه الى الرذيله في نظر جده ..
اخطىء .. وان كان تصرفا سليما .. لكنه في النهايه ركبته الاخطاء ..
زاره طيف من الالوان .. و عبس في وجه الواقع الذي جعلها غيوم سوداء في وجهه..
مااراده اصبح محالا .. و تعسفا على مايريده الغير ..
حنق كبير حمله على فتاه قادتها المشيئه وسار في طريقها .. لما طرفت عينه على كومه السواد الملقى
على جانب طريق لم يسر فيه يوما .. لما لم يدر ظهره و يمشي كسائر البشر الغير مباليين ..
اليوم هو بدايه الشقاء ... جده لن يترك فرصه للمفاجآت.. حرص على الكمال بحسب العرف والتقاليد ..
سيدوي هذا الخبر بين اهله .. يصعب عليه التفسير والشرح مايقول ؟ وقد اختار هو اسم فتاة قد احبها
من اول نظره ..
سيبدأ بـ شقيقه روحه البعيده تلك .. يعرف في اعماقه انها ستكون سعيده لانه اختار صديقه عمرها الوحيده
لكن سيساورها الشك .. وستهاجمه بطريقتها المعتادة .. وسيعلنها للجميع .. ويصمت .
فكان الله في عونه وسهل امره ...
*********************************
انقضى الوقت ... ومرت الساعات بدون قيود ...دخل البيت و التعب هاد حيله ... هم صاحبه قد اثقله واشعره بإنهاك
المشاعر .. وهو الذي لم يعتد ان يقرن كل شيء بالعاطفه .. عدوى صاحبه قد انتقلت إليه .. تلك الرهافه التي تصيب
قلب المريض قد مست قلبه و ارهقته ..
حال صاحبه لم يرضى به ... في قاع المراره يرضى بالعيش .. و يمثل السعاده وكأنه يملكها ..
استقبلته والدته بأسلتها الملحه .. مابين لهفه و وشفقه .. يلهث لسانها بدعاء صادق من صميم القلب بالشفاء بالذي
شغل مكانه الابن الاخر ..
طلع جناحه .. لحاجه الاسترخاء من بعض سويعات قد قضاها في ازقه المستشفى .. وان لم يحبذ تلك الرائحه النفاذه
التي تجعلك مريض ولو كنت في رخاء عافيتك وكامل صحتك ..
استرخى على اريكته الوثيره .. وانشغل بالافكار و ان تخللتها الهموم....
" تسمم غذائي " ذلك ما علل مرض افضل اصدقائه ..وجعله طريح الفراش .. استعجب من رده فعله البارده
وابتسامته الهادئه .. وكأن الطبيب قد بشره للتو بأنه سليم ومعافى .. نظرات عينيه تقول له " ماذا تتوقع من حياتي " ؟
وصلته الفكره ..قد استحسن المرض ليودع الحياه من بابها الضيق ... همس لافكاره صاحبه معترض طريقه
ملقي عليه بعظه قد جاد بها قرآننا الحنيف و زرعها رسولنا الحبيب في نفوس المؤمنين ." ولاتلقوا بأنفسكم الى التهلكه "
اكتفى بالغضب يتأجج داخله و ناقضه الهدوء الذي اكتساه ...ولم يرتاح مطلقا للاطمئنان الذي حاول الطبيب ان يبعثه في قلبه
فخوفه اصبح يتعاظم فنصب نفسه ولي امره ووالده العطوف ... وتعامل معه كشخص فقد رشده واصبح غير مسؤؤل عن
الحياة التي بين يديه .. حتى يقضي الله في امرهما ...
*******************
خرجت من حجرتها .. بعد ان ملت في معاوده الاتصال ولاتلقى مجيب.. انشغل بالها به وبصاحبه ..
وقفت مكانها وذهلت .. جالس بإسترخاء .. عيونه مركزه على نقطه بعيده و يبدو عليه الشرود ..
اقتربت وقلبها تتصاعد دقاته ..خوف من القادم همست بحذر : مطلق ..
استجاب فورا ولكنه لم يعطي جوابا اكتفى بالنظر .. جلست وسألت بخوف : دقيت عليك اكثر من مره ولكن مارديت
طمني كيف صار ناصر ؟
انعقدت حواجبه وجاوب بشرود : بخير ..بخير ..
مدت يدها بدون اوامر عقليه ولامست خده.. فانصاعت ملامحه بلين تحت نعومه يدها .. و اختفت تلك القسوه التي
كانت تومض في عينيه .. ارتاعت من نظراته وسألته بلطف : مطلق .. فيك شيء ؟
مسك يدها و ثبتها على خده .. اخذ نفس عميق من صدر ضايق : ودي انام .. حاس اني تعبان .
وقفت بسرعه و شدت يده : طيب روح ..نام على السرير ..
رمى بشماغه .. و قال : لا ..بنام هنا حتى يأذن الظهر .. .. لازم اروح الشركه . ..
جلسها مكانها وارتخى راسه على فخذها و اغمض عيونه بدون مقدمات
وكمل بهدوء وكأنه يغط في نومه : عندي شغل كثير ....كثير
عجبت لامره ..يتصرف دائما بعفويه ... تضخ في قلبها السعاده ..
لايفصح عنها بالكلمات .. يفضل صمت المشاعر و تترجمها الحواس بدون عناء منه ..
بعض الاحيان تحتاج لتفسيرها لترضي فضولها و تغذي غرورها ولو قليلا بوجود شخص تهتم لامره
وتريد ان يهتم بها بطريقه واضحه... تفهم معانيها بدون ان تتوغل في المجهول و تحلل هذا او ذاك ...
تخللت شعره بأصابعها بلطف .. وابتسمت لافكارها المتغزله في كيان رجل هو الوحيد الذي شعرت نحوه
بمشاعر جارفه وان كان ذو مزاجيه متصلبه ..فلقد راق لها رغم كل شيء .
دخلت سمر بسرعه ..وعلى طول اشرت لها ليلى بالهدوء .. ابتسمت سمر واخفت استغرابها ..وان شعرت بالخجل ..
اخوها بشكل غير مألوف .. ماعمرها شافته نايم بطريقه بريئه ..
همست : خير وشفيه مطلق ؟
اشرت ليلى بإستحياء على راسها واوحت لسمر بأنه مصدع ...
عجلت في فكرتها علشان تتخلص من فضول سمر وترتاح من إلحاحها ...
تنفست الصعداء ..لخروج سمر و رجعت لخيالاتها المصنوعه من ظلال تقبع تحتها بكل اريحيه ..
و تساءلت هل كل النساء مثل حالها ؟ يشعرن بأن بركان عواطف هائل يخمد ويثور داخلها ..
يارباه كم هذا محير ..كم كبير من المشاعر لاتستطيع فصلها عن بعضها البعض .. قلبها يرتعد بين جوانحه
دبيب يسري في عروقها و يجعلها ترتعش..
هل حال كل النساء مثل حالي ..اما انا مستثناه من بينهن ..؟
هل تفصح الواحده عما يعتلي بداخلها ..لمثيلاتها ؟
هل بالامكان ان تفسر مشاعري الدخيله تلك بمعاني واضحه تضعني على الطريق الصحيح
ما بال كل افكاري تسأل نفسها ولا تجد جوابا يسد فراغاتها العميقه ..
لحظه... بلحظه ..
سأفكر جيدا ..هل احتاج لورقه وقلم ..لاشرح مابي وافسر كل شيء على حدة
ام سأحتاج ااستشاره صديق ليفتيني في امري .
حراره تلهب جسدي ..و قشعريره تهز عمودي الفقري ..و نسائم تجعلني ارتجف في عز الدفا
هل هي علامات الحمى ؟
حمى !!! اي حمى تلك تصيبني فقط عندما اراه من بين البشر ..
فقط عندما تقع علي عيناه ..اود لو اكون زهره ..يمر بقربها و يشم شذاها
اريد فقط ان يراني زاهيه بروعه الربيع و خيالاته البديعه ...
عندما اسمع صوته ..او اشتم رائحه عطره العابثه في الاجواء تصيبني هزات لا يقيسها احد سواي ..
غرور ..هل هي من اعراض مرض جسدي ام نفسي
استعشر الغرور ..و تصيبني ملكه حواء عندما ارادت ان تملك الجنه و آدم بين يديها لابد الابدين ..
رجل متكامل ..تملأه العيوب لو تعلمون ... في نظري كاملا و لو امتلأ بالثقوب
اواه يارباه ....فأني غارقه في حبه حتى النخاع ..
غارقه في بحر عواطفي ناحيته .. كم هو مؤلم ذلك الشعور .. تشعر بأنك لاشيء امامه
قوي وعاصف وهالك للاعصاب ... مدمر اذا احتل القلب وعبث بخيوطه جميعها ..
هزت رأسها بعنف ..واغمضت عيونها وكأنها تريد ان تطمس تلك الافكار العابثه براحه بالها ..
ابتسمت لتمحي ما دار في عقلها ... انفاسه الرتيبه الهادئه دليل على نومته العميقه ..سعدت لراحته
وان شعرت بالخدر والجمود في اطرافها ... لكنها لم تتحرك فأنست للنوم رفيقا لها معه ...
****************************
لم تعلم كم من الوقت قد مضى وهي تلوذ بالنوم في مساحه صغيره .. لكنها استيقظت وحيده متعرقه
خائفه .. بعد كابوس قد اطبق عليها ... التفتت حولها لتجد نفسها بمفردها .. لهثت انفاسها .. وصعبت عليها ..
سمعت صوت الاذان.. فاارتاحت .. وارتخت على الكنبه .. فخرج مطلق من الحمام .. عاري الصدر و حاط منشفه
تصل لركبته .. وقطرات الماء تشق طريقها من اعلى جسمه ... طالعها بريب .. وجهها شاحب وجبينها مضبب بالعرق
وانفاسها متسارعه ... اسرعت خطواته بخوف وسألها : علامك ... وشفيه وجهك ؟
اغمضت عيونها و اشرت له على تنفسها .. وقف بإرتباك .. و دخل الغرفه ... حاس في الاغراض بفظاظه
ابتسمت لانه مايعرف مكانه لكن في النهايه شافته يركض حافي ناحيتها ... اول ماناولها البخاخ استخدمته على الفور
انتظرت حتى يسري مفعوله ... و ابتسمت له بإطمئنان ..
سألها بلهفه : كيف صرتي ؟
وقفت وابتسمت له : الحمدلله انا طيبه الحين ..
جات بتمشي من جنبه لكن مسك يدها : ماتبين اوديك الطبيب ؟
: لا مايحتاج .. هذي حاله ضيق تنفس عاديه .. اذا كان كل مره بتوديني المستشفى اذا تعبت .. عز الله شاب راسك ..زياده .
رفع حواجبه وشد على يدها مع طيف ابتسامه على وجهه : زياده ... قصدك اني شبت يامدام ..
ضحكت بخفه واخفتها بيدها ... و احتجت بعدها : لا ابد .. انت شيخ الشباب .. لكن تعبير على انك بتتعب ..
غرق في ضحكتها المغريه ... و تأملها .. حاولت تنسحب من يده .. لاحظ عليها الخجل بعض الشيء ..
شدها ناحيه جسده ..لتختفي في ثنايا جسده العاري .. احتضنها بكل رقه .. ..
وقال : لاتخوفيني عليك مره ثانيه ... عض شفاته وكأنه ارتكب غلطه فادحه .. و ارتعشت عضلاته
ادعى القوه وهي بين يديه وانه غير مبالي .. كعادته ..يبني قشوره الصلبه حول نفسه..
شهقت بإثاره مكبوته .. و تفاجئ سيطر على مشاعرها ..لاول مره يعبر عن عاطفته بصراحه ..
انتعش جسدها و خرجت متاعبها من مساماتها الواسعه .. وان تقلصت عضلاته ..تعرف انه شاق عليه الاعتراف
فهي كما تعرفه.. رجل صعب يحسب لكبرياءه الف حساب ..مبطن بمئات الخلايا المتصلبه التي لاترق بسهوله ..
تركها بسرعه و قال بحده يحاول يكون فيها عادي ... : عن الدلع .. بتقوم الصلاه وانتي مأخرتني .
ابتسمت من خلفه .. وان ازعجتها طريقته الفظه .. لكنها في قراره نفسها ان مايفعله اويقوله يزيد من حجم
ما تكنه له في قلبها ولا يتنقص منه ..
*************************
كما اعتقد بالفعل .. اصبح محط انظار الجميع .. الجده والاخوات .. وحتى سلطان المذهول الذي تركه قبل
ساعه .. لم يترك اي اثر للتعاسه .. خبأها كلها لنفسه ولن يشاطرها مع احد غيره ..
ابتسمت سلوى و قالت بلهفه : والله زين مااخترت يا سعود ..ربي يبارك لك ان شاء الله ..
هند بفرحه : ياي .. يعني قريب بيكون فيه زواج عندنا ..
سلوى : ان شاء الله .. وزواج مين ..سعود بن احمد بن عزيز السلطان .
عبست الجده و اكتفت بالصمت..
تكلمت العمه فاطمه بعد سكوت طويل : الله يقدم اللي فيه الخير .. لكن قبل يومين نويت انك تاخذ بنت عمك
ويش اللي جرى لك ؟
فأعقبت عليها الجده وكأن فاطمه اعطتها تلك الانطلاقه السريعه : ليش يايمه وشفيها بنت عمك ؟ مااقول
ان نجمه فيها خلاف .. لكن خبرني يا ولدي وشفيها .. سمعت عنها شيء .. ولا هي ماتريدك ؟
ارتجفت يديه .. و تيبس حلقه .. شعر برغبه في الهروب ..
تدخلت سلوى بطريقه دفاعيه : بسم الله ..وشفيكن ؟ ويش تفرق نجمه عن الثانيه .. كلهم بنات ناس و محترمات
لكن النصيب .. ريهام ماشاء الله ماهي بايره كل يوم يتقدم لها واحد ...
قاطعتها الجده : البنت لولد عمها ... وين بتروح عنه ؟ هو احق فيها
سلوى : ليش ؟ هي قطعه ارض ولا نعجه تسوقونها بدون شور .. البنت عقلها في راسها وتعرف تقرر ..
تدخل سعود بهدوء مع ابتسامه عرفان اهداها لاخته : يا يمه .. البنت ماتريد تتزوج الحين حتى تخلص جامعتها
وانا مستعجل ودي اتزوج بسرعه .. وعلى قوله سلوى ويش تفرق نجمه عن الثانيه .
شد من قبضته كنهايه يتمناها.. لما لايسهلون عليه الامر .. ويتركونه يمضي في تعاسته بمفرده ..
سألته سلوى : قلت ل ليلى اكيد طارت من الفرحه ..
: لا باقي ..قلت اخبركم انتم بالاول .
نطت هند لعنده وقالت : الله يخليك .. انا بقولها الخبر .
شدتها سلوى من شعرها وقالت : لا انا الكبيره .. واعرف اتصرف .
ودخلت الثنتين في نقاش حاد ماله اي نهايه ..
فصل سعود بينهم وقال : ولا واحده منكم .. انا اللي بخبرها ..
طالع جدته وقال بإحتياج : وانتي ياجدتي .. ماودك تسمعيني دعوى يسر لها القلب وتشرح الخاطر .. يعني ماتبيني اتزوج
ابتسمت الجده بحزن و قالت بصدق : لا والله ياولدي .. اني فرحانه لك .. انا من لي غيرك ياسند ظهري .. جعل يومي
قبل يومك ياولد الغالي .. ربي يسعدك ويهنيك ..ويرزقك بالزوجه والذريه الصالحه ..
قامت فاطمه قبل يسمع مباركتها ...
ابتسم بتفاؤل محاول ان يطرد غمامه اليأس و التشاؤم التي ظللته .. هو رجل لاتعسفه الظروف سيكون مثل غيره
لن يموت ان لم يتحقق مايريده .. الزواج بعض الاحيان ليس لتحقيق غايه او طموح يرتجيه .. او نهايه تقليديه لقصص
الحب .. ما كان يريده لن يظهره الزمن عيبآ و عارآ على رجولته ..
بل وسيله في بعض الاوقات للراحه والاستقرار والعيش فيما يرضي الله .. فالرجال جميع ينهجون نهجه ولايبالون ..
وهو ايضا لايبالي .. و الدليل القناعه بعد ان همس لنفسه برخاء ينعش روحه : الله يكتب اللي فيه الخير .
************************************
عوض الساعات التي انقطع فيها عن العمل ... و كد حتى الثانيه عشر والنصف ... ولم يبالي
لم يخطر بباله انه سينغمس دون ان يدرك الزمن ..
تأفف بإنزعاج لانه خرج عن وقت الدوام الرسمي و اخل بنظام الشركه وان كان المتواجد الوحيد مع
مدير الحسابات والسكرتير ..
ارخى نفسه على الكرسي بتقلص وارهاق .. .. بعد اعطى الاذن لمدير الحسابات بالانصراف ..
دخل طلال : استاذ مطلق ... الوقت تأخر ..
دعك جبينه و قال بتعب : دقايق اراجع بعض الاوراق المهمه .. انت تفضل روح البيت ..و اعتذر عن تأخيرك .
ابتسم طلال : لا ابدا مافيه مشكله .. لكن بكره جدولك مزدحم .. فيه موعد مهم مع مهندسين المشروع لازم تحضره
لانه تأجل اكثر من مره .
رفع رأسه بإبتسامه مرهقه : شكرا ياطلال.. تقدر تروح .. نلتقي بكره بإذن الله .. مع السلامه .
: مع السلامه ..
انتظر حتى انقفل الباب .. وطلع جواله اللي قفله بعدما دخل الشركه .. .. انهالت عليه الرسايل
آنَا آحبّك " ,
وَ لِـيْ فِي شُوفِتِك غِيْر آلعُمِرْ عُمْرِيْن ,
آنَا مِنْ كِثْرِ مَا آشْغَلْنِي خَيَآلِكْ ,
بِيْنُهُمٍْ سَــآرِح
ارتفعت حواجبه بدهشه و غيظ .. بعيد عنها في تلك الساعه .. ود لو يرى معاني تلك الكلمات حتى يستكين
قلبه عن النبض المجنون ان يفهم كيف تكون رسم الكلمات على لمح المشاعر ...
انتفضت حواسه و.. ابعد الجوال عن مرمى يده .. فأنتفض قلبه برنين رساله اخرى
شد قبضه يده و اكتفى بالتحديق ... و خانته قوته القصوى.. ممسكا بجواله .. يحاول تنظيم انفاسه وضبط اعصابه
كرجل راشد لا تخونه ثقته في نفسه ..
ليه ما ارتآاح الا وانت جنبي !!
ولما عني تروح اتعذب واعآااني
بكل صراحة عنك انا مليت اخبي
بجد ابيك وما ابي انسآن ثاني ..~
ودي تعرف عن مدى احسآسي وحبي
بس كل ماجيت اعبر ما امدآني
ابغى اقول انك سكنت { وسط قلبي }
واني اتنفس عشآانك موعشآني ..
ارخى عضلاته المشدوده بإتسامه كبيره .. تظهر اسنانه و تخفي حقيقه مايشعر به ..
هل حقآ كانت ستجرؤ ان ترسلها وهو امامها ... او تتفوه بالحقائق بدون عناء
لكن الا يعرف معنى تصرفاتها.. انصياع حواسها و خجلها وهي بين يديه ..
لؤلؤه عينيها الراقصه و مزيج المشاعر فيها ..
"آنا آحبك "
ماذا تقصد بهذه الكلمه .. وهل تعنيها ؟ هل تجدني شخصآ محبوب .. تفتقده و تشعر بغيابه
قام من مكانه .. مسير الخطوات بقوى عقليه خفيه .. يداري شعوره بالامبالاه كالعاده ..
يرافقه شوق للقياها ... ألم تكون معه طيله النهار .. ألم ينم في حضنها .. و كأنها ملاكه الحارس
لم تغب عنه .. صحيح هو يفقد تذكرها في غمره الانشغال
لكنها تعود وتطل عليه بصورتها الروعه ..هناك خيوط تجذبه نحوها ..كل مافيها يشغل بالها ويؤرق افكاره ..
اشتد طوله في لحظه تعقل و تدراك نفسه ... لوهله جرفته مشاعر مراهقه لم يدرك معناها .. ليس هو
يشعر بأن روح غريبه قد لبست جسده .. وغمرته بالضياع في واقع هو من رسم خطوطه الثابته ..
ومشى في دروبه الواضحه بدون علامات فارقه او مفترق طرق تضيعه في متاهات مجهوله ..
*******************************
قطعت الغرفه بالذهاب والاياب حافيه ... بروده اعترت جسدها العاري تقريبا تحت الحرير القاني
وسماكته الشفافه... ضربت رأسها بقبضتها .. وشتمت نفسها.. غبيه .. غبيه ..
يعني لازم ارسل رساله ... اصلا تعرفين انه مابيرد عليك .. وانتي هنا آكله نفسك بالشكوك
يارب حاسه اني تسرعت .. مالها داعي من الاساس ارسل ..
طلعت مذكراتها و استلقت على السرير .. راقبت الساعه ... وعقرب الدقائق قد استقرت دقاته على رأس الساعه
الواحده تمامآ.. تأففت بضجر و كتبت على رأس الورقه....
" دقات قلب "
ابتسامه عاشقه
و قلب يخفق بألحان شاديه في فجر كل ليله
لا يعرف السكون او الركون ..
انتظار متواصل و لحن يعزف على اهبه الاستعداد
عيون عمياء تطارد وهما او اسرابا
او حتى حلما كضوء شارد ... في سراديب الظلام
يبني قصورا في غباب الظلمات ..
و يمد جسوره في عالم الخيالات المرسومه على لوحه بيضاء بلا وعي و ادراك
همسه لا تنسى
و صوره حفرت في الذاكره
حلم عنيد ... محارب لا يعرف الهزيمه
قاسي لا يهاب الدموع و لا يجثو عند خيانه المشاعر
يسكن متربعا على ضفاف قلبي
مسيطرا على جيوش المشاعر المرهفه ..
مع كل كلمه كتبتها .. اغرقت عينيها بالدموع ... لما تتأثر بما تكتبه ؟ و كأنها تمتحن صدق كلماتها
ابتسمت لنفسها و استرخت بهدوء على صفحه مذكراتها التي مهما كتبت فيها لاتصف ما تشعر به
لاتعلم كم من الوقت قد مضى ... لم تشعر إلا بالدفتر قد سحب من تحتها ... فأفاقت من احلامها
اتسعت عيونها وجلست بسرعه .. اعترتها تلك الرعشه لتهز مكامن قوتها وضعفها ...
ابتسم على شكلها المسكينه .. رغم ان ظل عشر دقايق يتأمل فيها ..وهي طبعا ماحست فيه ..
رمى بجسده المنهك مع اهه طويله على السرير وقال : غريبه سهرانه لها الوقت ..
ناظرته ...رومقت دفترها بسرعه وحاولت تأخذه وهي ترد عليه : ما جاني نوم ...لكن توي كنت بنام ..
رفع الدفتر فوق وابتسم : لها الدرجه الدفتر مهم عندك ؟
جاوبته بسرعه و بتذمر : دفتر مذكراتي .. اكيد مهم عندي .. ارجوك رجعه لي ..
رفع حواجبه بغيظ : ما عندي مانع خذيه بنفسك ..
حاولت تصل له لكن كان يرفع يده ويرواغها .. ففقدت توازنها و طاحت على صدره ..
تأوه بألم مع ضحكه ... قالت بإنزعاج على شكلها ..قربها منه جعلها مرتبكه : تستاهل .. اعطني الدفتر بسرعه
لف يده حول خصرها وثبتها على صدرها : وشفيك ترتجفين كذا .. بردانه..
توهج وجهها بالحمره .. و قالت : شوي .. بتعطيني الدفتر ولا لأ ؟
رفع خصله خلف اذنها ومرر يده بتكرار على ملمس شعرها وقال : خلص .. لكن في الاول تقولي ليش هو مهم لك ؟
حركت اصابعها على ازرار ثوبه وجاوبته بإبتسامه خجوله : لان فيه كل لحظات حياتي .. و ذكريات طفولتي ...
استغربت صراحتها العفويه معها والتعامل بدون حواجز لكن كل هذا جعلها مرتاحه .. و شفافه..
هز رأسه بإقتناع وقال وهو يحاول يتفح الدفتر ..: اوكيه ..بفتح على اخر صفحه اشوف ويش كنتي تكتبين ..
صرخت بخوف : لا ..
طالعها بفضول ملح .. فأكملت برجاء : هو عادي طبعا ..لكن .... الصفحه الاخيره ماتخصني ..
اتكى على يده وابتسامه غامضه على وجهه .. فحب يرحمها وقال : طيب .. خذي دفترك ...
وقف و مد يده بالدفتر وقال بجديه سيطرت على كلماته : كان بإمكاني اني اقرا الدفتر .. لان مافي اسرار
بين الزوجين .. لكن بترك على حريتك ..
بان عليها التردد فرفع الدفتر وقال : كلامي صحيح ..؟
خطفت الدفتر بسرعه : صحيح .
: انا باخذ لي دوش .. لاتنامين ابغاك في موضوع خاص
عدلت نفسها واخذت مكانها في السرير وتمنت يجيها النوم ..لكن حاسه اليوم ان ماعندها اي رغبه في النوم بتاتآ
غريبه ماجاب طاري الرسايل .. حست بخيبه الامل .. يعني مااهتم مثل العادة .. اهم شيء مايعرف اي شيء عن
مشاعري ناحيته .. لازم اكون عاديه معه .. يعني بيفرق شي ياغبيه .. الحال مثل الحال مايتبدل ولا يتغير ..
ماذا تحاول ان تفعل ؟
هل ستتخطى ألسنه النار التي اوقدتها بنفسها و تدعي انها تجيد القفز من فوق الحواجز ببراعه ..
حمقاء..هاهي توقع نفسها في شرك افكارها الساذجه ..
هو رجل لا تقيده املاك خاصه ..ولاتحرره منها كلمات موثوقه ...
هل كانت تريد ان يأخذها بالاحضان ويؤكد لها انه علامه مسجله و ابديه لها.
هل كان سيهز رأسه ويقبل بشكل عادي ؟ ألم تعرفه كفايه
والم تعلم ان هناك شتان ما بين حواء وادم في كم وكيف العاطفه التي تحتويهما ..
ماذا تريد..؟ يختلف البته عما هو يريد ؟ ولن يقول ..
جلبت لنفسها خيبه امل و ألم انكسار لعواطف لا تعرف الاستقرار داخلها ..
ابتسمت لخروجه السريعه ..و قلبها يخفق .. شكله رجع له ذكرى شخص حبت تطمسها كلها بمعالمها ولكن ماقدرت ..
تخدرت حواسها .. و طافت عينيه على تقاسيم وجهه .. وعلامات رجولته الطاغيه ..
مازال يقرأ تلك التعابير التي تذهب و تجيء على صفحه وجهها ... دعك راسه بإرهاق واضح عليه
سألته : انت بخير ؟ كملت بتوبيخ : شعرك مبلل والغرفه بارده ... جفف شعرك بسرعه
تنهد بتعب ..ارتاح على مسند الكرسي و تجاهل كلامها ...
تأففت .. اخذت المنشفه واقتربت منه .. و جففت شعره ... وهو مغمض عيونه و مسترخي ..
ابتسمت لما شافت اساريره انفرجت ولانت ملامحه المرهقه ..
سأل بهدوء : ليلى ...كم مقاس جزمتك.. قالها بطريقه عاديه ..فاجآتها
تركت تجفيف شعره ...و جاوبته بشك : مقاس ؟
: ايه مقاس ..
رجعت خصله وهميه لخلف اذنها .. .. و دارت نص استداره : 38 .. ليش تسأل ؟
وقف لها و دخل سريره وقال بإبتسامه راحه : حاجه في نفس يعقوب ..
اقتربت و عندها فضول كبير ... و سألته بإلحاح : طيب قول لي بسرعه ... بتشتري لي يعني ؟
ضحك وغمض عيونه متجاهل إلحاحها ... : بكره اقول لك ... إلحين تعبان ..
... تنرفزت من بروده و عدم اهتمامه ... وهزته : لا .. ماعندي صبر حتى باكر.
مسح عيونه بإرهاق : انا تعبان ... قفلي على الموضوع ..
قاطعته بحزم وكأنها تنتقم من لامبالاته معها : لا.. مابقفل عليه ..
رفع حاجبه الايمن دليل على تغيرمزاجه : ماتلاحظين انك اعطيتي الموضوع اكبر من حجمه ... سألتك سؤال
وانتي جاوبتي عليه ..
ردت بإنفعال مع ابتسامه خجوله : لا ابدا ... بتقولي ولا والله ما اخليك تنام ..
ضحك وسحبها ناحيته وقال : انتي متى خليتيني انام ... دائما مزعجه ..
شهقت و ضاقت عيونها و قالت بسرعه : حرام عليك ...
لف يده حول خصرها ... وقال وعيونه مغمضه : خلاص ..بقولك ..ناصر شاف واحده يوم العزيمه .. و ماعرف عنها
غير رقم الحذاء ..
استغربت ... طالعته بجديه وقالت : طيب ويش يبي منها ؟
: الاخ يقول انه حبها من اول نظره ... حتى انه شبها بـ سندريللا
ضحكت ليلى وقالت بإعجاب : سندريللا .. شكله رومنسي .. والله ياحظ اللي تتزوجه...
فتح عيونه ... وطالعها بتفكير ... فبادلته النظره بإستفهام .. : وشفيك ؟
: قفلي النور ... ودي انام ..
استغربت تغير نظرته ... كأنه متضايق ... قفلت النور .. وواجهته .. واستمعت بهدوء لانفاسه
وكأنه غط في نومته ... ابتسمت وكأنها تذكرت شي
( ليلى :سمر عن اللقافه ماتشوفين البنت ..ادخلي ياوداد ماعليك منها .
وداد : كل كوم واللي شافني طايحه كوم ثاني ...ياني اعتفست و تفشلت ..
ليلى .. : مين شافك ؟
وداد : والله ماادري ..لكنه عديم ذوق و قليل ادب اكيد ..قعد يضحك علي ولا همه شيء ..)
اقتربت منه وهمست له ..: مطلق ..اظن اني اعرف من اللي شافها ..
لوت فمها وطالعت السقف ورجعت تبتسم ... فكرت في وداد ..
وداد طيبه وحنونه ... و اظن انها تنفع لناصر ..
يعني ناصر محتاج لواحده مثل شخصيتها ...
سمعت صوته يقول لها : انتي ماودك تنامين ...
اتكت على يدها و قالت : كنت تسمعني .. اقولك اعرف سندريللا اللي يدورها الامير ..
تنهد بتعب وقال بدون اهتمام : خلاص بكره ..كلميني عنها .. نامي
نادته بإهتمام : مطلق ...
تبسم في الظلمه .. طول الوقت كان يراقبها ويدعي النوم ... بالفعل مزعجه
كيف ولا وقد نبض عرق مزعج في صدغه .. عندما امتدحت ناصر تركت له كل الحظوظ ..
وهو عن منأى عن عالمه ذاك الرومنسي ... المخادع
سلب كل تفكيره من اجل حذاء .. ما دهاه ؟ و ما سبب اهتمامها ؟
رفع نفسه لمواجهتها ... و قال بخبث : انتي ماتسكتين .. لكن عندي طريقه فعليه تنفع معك ..
ستدعي انه اجتذبها هو .. لكنها سلمته نفسها .. مبطنه تلك اللهفه التي اشتعلت في عينيها ..
فأطبق على شفتيها مقبلآ بشغف .. واحتوى روحها قبل الجسد .. متكاسلآ
متجاهلا ذلك التعب الذي ارخى عضلات جسده ..
نهمآ على المشاعر التي احدثت نقلة فوريه في حياته ...
لاتهمه سوى متعه اللحظه ... هي و هو ولا احد سواهما
لا سندريللا ولا الامير العاشق الذي ندم اشد الندم لذكره قصته الغبيه ..
فانسدل الليل في ساعات الفجر الاولى وكأنه للتو قد إبتدأ ..
القاكم ...فكونوا على الموعد
دمتم بخير اعزائي
|