كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
البارت الثالث والعشرون :
ياللي تلومني بالسهر ..../ وينه النـــــووم
وشلون انام .../ وحآلة الجرح حآله
ويآجارحي مبسووط ؟/ .. يآعـــــلها دوووم
نومك عوآفي ونومتي أستـــــحآآله
هجرها النوم والراحه... بعد صدمته الموجعه لها ...
جلست تقلب في القنوات ..بدون اهتمام ..
اخذت جوالها... فكرت تكلم جدتها... لعلها تنسى همها ولو شوي ...
ابتسمت على اول رنه... وانتظرت حتى يتم الرد لكن يبدو انهم نايمين
طالعت ساعتها... و رجعت تدق مرة ثانيه..
انفتح الخط ..
سلوى : نعم .
ضحكت ليلى : نعم في عينك يالبقره .. الناس تقول هلا ..مرحبا ..السلام عليكم ..
سلوى بضحكه عاليه : هلا فيك و مرحبا فيك والسلام عليكم ...
ليلى : باقي على هبالتك ... مافيك امل .
سلوى : بعض مما عندكم ..إلا اخبارك .. وكيف شهر العسل ؟
ليلى بإدعاء : الحمدلله ..كلنا طيبين ... وتراني اكلمك من بيتي ..
سلوى : امحق .. اسرع شهر عسل في العالم ..
ليلى بضحكه مزيفه : مو مشكله احنا راضيين ... المهم كيف جدتي و جدي ...وسعود ..؟
سلوى : كلنا بخير ... جدتي طيرت عقلي خلاص ... وجدي يطلع حرته فيني ... كل يوم والثاني رجعوني الديره ..
ليلى بحب : فديتهم ..والله مشتاقه لهم موووت ...الاتعالي ..وانتم ماكنتم مقررين انكم تمشون ؟ سعود...قال لي...
قاطعتها سلوى بقهر : ولله كله من سعود ...كل يوم والثاني جاي لي بعذر ... لكن والله ماينلام مهما كان هذا اخوه
استغربت ليلى ..من كلامها وسألتها بإستغراب :مين اخوه ؟
سلوى بدفاشه : رائد ..اخوك انتي كمان والانسيت ... والله شكله مطلق لحس عقلك ..
غمضت عيونها وفتحتهم بسرعه .. وكأنها تبي تستوعب الكلام ...
ليلى بهدوء :سلوى ..شوي ..فهميني الموضوع ..
سلوى بخوف : والله شكلي ..خربتها ..ليش سعود ماخبرك ؟
ليلى بنرفزه : يخبرني ايش؟
: اسفه ياليلى ... ماادري انه مااقالك ..لكن هو خبرني ان اخوه رائد مريض و منوم في المستشفى ..
دعكت جبينها بألم ...و قالت بسرعه :خلاص ..سلوى ارجع اكلمك ..لاتقولي لااحد اني كلمتك ..اذا قدرت بزوركم الليله ؟
وقفت بتوتر .. دقت على سعود لكن مايرد ...
دخلت الحجره وفتحت النور .. ومااهتمت بكتله الجليد النايمه على سريرها ...
هزته بعنف وقالت :مطلق ابيك توديني المستشفى الحين ؟
قام مفجوع من نومته ... وبينها وبين نفسها حست براحه كبيره ..انها نغصت عليه بأي طريقه ..
خبرت السبب...وقام بسرعه لبس وجهز نفسه ... وانتظرته تحت ..
في السياره ...
قال بهدوء : سعود خبرني ..انه بخير ... و حالته تحسنت .
طالعته بصدمه وقالت : وانت كنت تدري و ما خبرتني ..
هز رأسه بدون مبالاه ... وقال : ماحب انه يشغل بالك ..
ردت بسخريه : ماقصرت انت وياه .. .. مهتمين في راحه بالي ..
مطلق ببرود: ماصار الا الخير ..
تجاهلته و ظلت منتبهه للطريق ... الاخذ والعطا معه بيفقدها صوابها اكيد ..
على ماوصلوا المستشفى ..سأل عنهم .. ومشى قدامها ..فتح الباب .. و سمح لها بالدخول قبله ..
اول ماشافت حال سعود نايم على الكنبه.. ماقدرت تمسك نفسها .. وبكت بصوت مسموع ..
وقف سعود لما حس على احد ... و استغرب ..طالع مطلق اللي رفع كتوفه واشر على ليلى ...
اسرعت لحضن اخوها ... ولمته بقوه وهي تبكي .. .. تحت انظار مطلق المتجهمه...
ليلى بصوت باكي : فديتك يالغالي ..انت دائما كذا ..تكذب على حساب مصلحتك وراحه بالك ..
فكته شوي ..وكملت : ليش ما خبرتني يا سعود ؟
حك شعره وقال : يابنت خفي علي شوي ... خليني اسلم على الرجال ..
مسحت دموعها بسرعه... و طالعت الجسد الصغير ..وحنت له ..
اخوها الصغير ..جزء منها ..و جزء كبير من الغاليه امها ..
اقتربت اكثر ... ولامست يده بخفه ... ونزلت دموعها شفقه على حالها وحاله..
كتمت شهقاتها...
حست فيه يلمها من كتوفها ... اول مارفعت نظرها له ... استغربت
توقعت اخوها ..لكن كان زوجها ...
همس في اذنها برقه : رائد ..بخير وعافيه .. وسعود رجال ماعليه خلاف .. ليش خايفه ؟
همست له بالمثل : ماادري ... حسيت اني وحيده فجأه .
صدمته الحقيقه..واوجعته الكلمه التي اوجعتها هي قبله ..
اخبرته بالصراحه المؤلمه.. ولم تبالي بوقعها ..
وحيدة وهي معه...
لم يجد كلمه ليواسيها بها ..
ظل لفتره.. و تركهم لحالهم ..
ماتركت ولا سؤال يدور في بالها ... الا وسألته فيه ..
حرصت على راحته بشتى الطرق ...
مسحت وجهها بمنديل .. بعد ماغسلت .. سألته.: تبي اجيب لك غداء؟
ابتسم وهو يتسرخي على الكنبه : مشكوروماتقصرين ..ياام سعود
ضحكت بحب وقال : على طول سميت من عندك ..
طالع جهه رائد النايم وقال : ماعليه سلطان ماقصر طول الوقت معي .
جلست جنبه.. .. وطالعته بإهتمام ..و حست بالشفقه عليه ... واضح شكله تعبان و الراحه بعيده عنه ..
مسحت يده .. بحنان .. فعرف مقصدها وافكارها المقروءه من صفحه وجهها ..قال : لا تخافين ..انا بخير..
ابتسمت .. : الحمدلله .. رغم اني كنت زعلانه عليك .. لكن من لما شفتك ..راح كل الزعل ..
ضحك وهو يركز نظراته لها : كيف مطلق معك ؟مرتاحه معه.. ؟
ارخت بصرها بتوتر ..و كأن تلك الذكرى المنفره ..فابتسمت لتمحي تلك الذكرى .. و لتبعث الامان في قلب اخيها
:الحمدلله ..مرتاحه كثير .
لم يعر جوابها اي اهتمام ..بل مازال محدقاً في وجهها ليقرأ الحقيقه التي تغيبها هي بإرداتها..
ارخت بصرها مجدداً.. لتقطع قراءته المتواصله ...و باغتته بسؤال يغير مجرى الامور بذكاء منها ..
: كيف امي ... ؟ اكيد تعبانه مسكينه ..
تنهد .. و كأنه فهم طريقتها المدروسه في الهرب ... واذعن لها
: الحمد لله على كل حال ... بالها مشغول في رائد .. وماهي مرتاحه ابدا.. كان ودها تكون معه .
ليلى بلهفه :لازم ازورها ياسعود واكون معها .. الحين مافي سبب اني ابعد عنها ...اكيد مطلق مابيرفض ..وهي تحتاجني .
سعود : اكيد ..اليوم بعد العصر بيرخصون رائد ... تعالي لها ..
ليلى :خلاص بقعد معك حتى تجي ..
سعود : لا ياحبيبتي ..انتي وراك رجال ... حتى لو وافق ..ماراح اخليك .. وثانيا سلطان على وصول لاني اتصلت فيه.
تأففت بضجر ..وطالعته بنقمه : يعني مسوي فيها مسؤؤل .. يااخي انا باخذ الموافقه من مطلق وانت خليك على جنب .
ضحك سعود عليها ورفع حواجبه لها بغيظ ... فأخذت الشماغ اللي جنبها ورمتها في وجهه....
*****************************
مابرحت غرفتها المظلمه ..وهي تنتحب على حالها وبؤسها الدائم ..
مال هذا الحب الدفين ..جعلها ذليله في كل احواله ؟ لالقاء ولاحتى فراق ..اذاقها طعم الهناء ..
هم اصبح يرافقها ... و مراره تذوقها حتى في المشاعر ...
كرهته ..بحجم ما حبته ...كرهته ..في صمته و حزنه و عنفوانه ...
كرهت كل ذكرى جمعتها لوحدها وكدستها بحالميه ساذجه...
كم تشعر بالفراغ يسود حياتها ... فراغ كبير كفضاء خارجي تدور فيه كواكب لا حياة فيها ..
دخلت ريم .. و فتحت النور ...اقتربت منها..وقالت : رهومه ..وشفيك اليوم مالك حس ؟ عسى ماشر ؟
ريهام بدون رد ..
ريم :رهومه .. وشفيك اذن الظهر ..قومي صلي .. ؟
ريهام : ريم ..اخرجي من غرفتي ...
ريم : ريهام وشفيه صوتك ؟ انتي مرشحه ؟
ضلت لحظه صامته وبعدها قالت بضعف تخرج فيه الكلمات بصعوبه : مافيني شيء..اخرجي وقفلي النور وراك .
اذعنت ريم لكلامها وخرجت بصمت ...
وهي اغرقت نفسها في الدموع التي لا تنقطع .. .. سلواها الوحيد .
تفريغ دائم لتلك المتدكسه داخلها... ولن تنتهي ...
هل شعرت بالكرامه الان فقط ..هل هو الشيء الذي ترثيه في نفسها؟
هل اتبعت تلك المقوله التي تقول" لاكرامه في الحب " ... هل اصبحت تفهمها الان ..
جاءت منه هو ... وكأن القدر يلعب لعبته معها ... تلك التي مارستها مع غيرها ... وتمادت كثيراً
غرز مدية مباغته في ظهري ... وانا التي انتظرته بأذرع مفتوحه ...
علمني درساً من دروس الحياة ... درساً كـ نقش على صفائح الحجر ...
انا والله ياحبي اعرف اني انا الغلطان
....ولكن سنة الدنيا ,تحب, ولازم تعاني
انا عايش مع نفسي وشوقي يحترق عطشان
وامني نفسي بحبك ..ويمكن تصدق اشجاني
انا يمكن عشان الحب ابقى للفجر سهران
...احس اني انا منفي وساكن داخل اوطاني
شعور الضد وسط الضد وسط الحب والهجران
...شعور العاجز القادر شعوري دون وجداني..>>>>> منقول
******************************
ضحكت كثيرا ولم تكن تعتقد انها ستسعد بلقاء ذلك الصغير ...
روحه البرئيه جعلتها تنسى همومها ...
احبته بفطرته واحبته اكثر لانه اخاها الصغير ...
يشبه عزيز قلبها ..ذاك لديهم نقطه اتصال جميله ..وحرب مسالمه دائمه في نظرات العيون ..كم تعشقها
نظره متمرده قتاليه ..ماتفتأ ان تندثر بضحكه استسلام ...
ابتسمت و راقبت بصمت ... تكلم رائد الذي عشق زائرته بدون اي حواجز..
: ليلى ..خذي سعود معك..؟
ضحكت وغطت فمها بسرعه تحت نظرات سعود الغاضبه .و.اقتربت منه ومسحت على راسه
قالت بهمس : ليش حبيبي ..؟
غمض عيونه بإبتسامه كبيره و خفض صوته المسموع لدى سعود : اصلا سعود ..يخشر اذا نام ...؟
ضحكت ليلى ..و تدخل سعود بغضب مزيف :انا اخشر على قولتك ... انت انطق الكلمه صح وبعدين يارائد ..
مافيه شوكولاته بعد اليوم ..
طالع ليلى بسرعه ورجع طالع سعود بتوسل وقال : بابا سعود ..والله ماعاد اعيدها .. خلاص بسد اذوني لما تنام ..
رهف قلبه لدى سماعه كلمه بابا.. لما استشعر وجودها الان وحن الى وجود ذلك الغائب ..برحمه إلهيه ..؟
شعر بالضعف لحال ذلك الصغيرين وان الفجوه بداخله تتسع و تمزق كل هواده في حقهما ...
تدخل الجوال..يقطع حاله الصمت المخيبه ...فانشغل سعود به ..وهي تشاغلت مع اخيها الصغير ..
تصب فيه حباً واهتماماً واضحاً ...
قفل الاتصال وقال بإبتسامه : يالله ياحلوه ..زوجك ينتظرك ...
ليلى : ليش ما قلت له ان ودي اقعد معك ؟
سعود : قلت له ؟
سألته بلهفه مبطنه : ويش قال لك ؟
ابتسم سعود وقال :يقول لك ما يستغنى عنك ولو دقيقه ...
ودها تضحك بملأ جوفها ... كاذب محترف ...
يرفعني لاعلى قمه و يهبط للقاع دون اهتمام ..كالرفض الواضح الذي اهداني اياه ..
جرح مشاعري بسهوله والان يتساهل في السخريه من وجودي ...
شمخ راسها بتصميم ...و لبست عباتها بسرعه ...ودعت رائد .. و خرجت مع اخوها ...
لكن المفاجأه التي لم تحسب لها حساب ... و التي غيرت لون جلدها من شده الهلع ..
لانها تبصرت بعاصفه قادمه غير مبشره لها..اذا سارت الامور كما تخاف ..
في رواق المستشفى ..إلتقت الاعين من بعيد ولو كانت مبهمه لكنه عرفها بسرعه البرق
بل كيف ينساها ...قامتها المحفوظه لديه في مجلدات ذاكرته ..
و مشيتها المتواضعه ما بين الهدوء والرزانه ...و عفافها الواضح في سواد عباتها ..
هزته مشاعر ظن انها تناساها ... لكن عادت إليه مجدداً اقوى ..من سابقتها ..
وتوقف .. مابين المضي قدماً او الهروب والاستتار لكي لا تفضحه عينيه ...
او يصرخ قلبه عالياً .. ويهتف بإسمها
ابتسم سعود له متناسياً وجودها واقترب منه .. حاولت تمسك يده لكن خانتها قوتها ..
غمضت عيونها برجاء ...ان تمضي هذه الدقائق بسرعه ..
توقف الزمن لديها ... تسمع ذلك الجدال الصاخب بين الاصحاب ...
سلطان بنظرات مشتته ..: وينك ادق على جوالك القاك مشغول ؟
سعود : والله كنت اكلم مطلق ...
ارسل نظره للخلف كان يقصد بها ان يتصل معها ولوكان معنوياً لكنها كانت بعيده عنه كل البعد ..
حتى لم ترفع رأسها .. كان يريد ان يلقي عليها سلام الاقارب ... و مباركه بعيده المدى عن التهنئه..
معقوله هل تغيرت لهذه الدرجه ؟ غبي ..ماذا تخالها تفكر فيك الان ..؟ لقد اصبحت في عهدة رجل اخر ..
لايحق لك التفكير فيها .. لا تدنس اخلاقك بمشاعر اصبحت محرمه عليك ...
ارخى بصره ناحية سعود بصعوبه وقال ..: طيب يالله اا استأذن .
مسكه سعودوقال : يارجال خليك معي ..بوصل اختي السيارة و ارجع لك ...
تنفست بإرتياح ...تخطت الاهم وباقي المهم ..واصلي يا خطى واسرعي في الفرار ..
لاااحبذ المكوث هنا طويلا وانا بداخلي خوف يتربص بكل مكامن الامان والرجاء الخفي ..
اول خطوه ... اصطدمت عينيها بالجدار الهائل المتحرك.. فاحتبست انفاسها في الغوص العميق ..
واقفه معه وان كنت ليس معه ...بالتحديد ..سامحك الله ياسعود لقد زدت العقدة تعقيداً و صعوبه ..
لقد اتى ..و يارب الكون الطف بنا ...سأحتمل العناء بمفردي ..لكني خائفه على ذاك سيحطمه دون رحمة...
يارب استر ... يارب استر ...يارب استر
لهثت انفاسها برجاء متواصل .. و دعاء يلسن به قلبها قبل لسانها.. ..
خوف سيطر على كل مافيها ..لاول مرة تشعر به ..
وتهتم بسير الظنون ..بل تهتم به "هو" لا غيره الى اي طريق سيؤدي بها ...
تريد ان تغمض عينيها و تفتحها والوقت غير الوقت والمكان غير المكان ...
توهجت جمرته الخامده بداخله منذ زمن ليس ببعيد ...
واشتدت قبضته وعينيه يسودها غضب وان اخفاه فما يزيد جمرته إلا اشتعالا ...
لايعلم لما خرج من سيارته ؟ كان في انتظارها و عجل الزمن بحضوره ..
وصلب قلبه بقسوة وتوعد كل شيء يقف امامه ...
ارسلت نظراتها الى المحاربين بصمت .. و تعالت انفاسها التي ستتوقف ان طال الوقت ..
وفجأه .. وكأنما سعود شعر بتلك الاحاسيس المتوعدة ...
طلب من سلطان انه ينتظره في الغرفه مع رائد على مايوصلها ...
و تلطف فيه رب االعباد... ارتاحت مبدئياً ..باقي نصف العذاب كيف سيجرعها اياه ؟
ألقى بعض كلمات على سعود .. وتسلم العهدة منه.
فأرسل لها نظره انا امضي امامي ... فمشت بخطواتها المتخبطه.. ومازالت متربصه بخوف مالقادم .
جلست مكانها .. وقفزت منه فجأه ... بخبطه قويه باغتت هدوءها بفعله منه .. والحمدلله انها كانت في باب السياره .
تسمرت نظراتها امامها ... تهدا نبضات قلبها بيدها ولعله يهدأ ولو قليلا .. وتفكر في حل او طريقه للهروب ؟
تجاهلت حدة انفاسه ..لن ينطق اعرف ذلك ..يريد تعذيبي اكثر ..
يصب جام غضبه على المقود .. و يتمرد على نظم المرور فجأه ... وهو الهادئ الرصين ..
وزادت وتيرة الخوف .. .. ما إن دخلت السياره الفيلا .. ظلت للحظه ..حتى تهدأ محركات السياره و معها محركات قلبها ..
فتحت الباب و قفلته...و هو لم يتحرك ..ينظر للجهه الاخرى .. .. لكن انفعالاته واضحه ..
دخلت البيت ... مرت بسرعه قبل ما تستوقفها نداءات ام مطلق ...
تنفست بهدوء .. ابتسمت بتمرن ..ودخلت ..الصاله بعدما نزلت عباتها وضبطت شعرها ..
ام مطلق : وينكم يايمه ؟ عسى ماشر ..
حاولت ان تمسك اعصابها وتنتبه : مافيه إلا الخير .. اخوي الصغير ..في المستشفى ورحت اشوفه ..
ام مطلق : ان شاء الله بخير ...
ليلى : الحمدلله ..صحته طيبه ان شاء الله الليله يرخصون له ..
ام مطلق : الله يعافيه ..إلا وينه مطلق ؟ مادخل معك ؟
بالكاد قدرت تبلع وهي ترد : جاي وراي ..
ابتسمت بتوتر وكملت: اسمحي لي ياخالتي ببدل ملابسي .. واصلي وانزل علشان اتغدى معك ..
ابتسمت ام مطلق وقالت : الله يحفظك يابنتي ... روحي وخذي راحتك ..
طلعت جناحها ... و دخلت الحمام على طول ... اخذت لها دوش بارد ..يهدي اعصابها المنفعله
اول ما خرجت ... اصصدمت بعيونه الحاده... و تراجعت للخلف .. واستسلمت
المكتوب واضح ومبين من عنوانه ....فكان الله في عونها .
********************************
في ورقه فارغه ..بدت تنفض عنها ما تراكم داخلها وسبب ازدحاماً هائلاً ..
كانت تريد به استخلاص الافكار ... والانتهاء منها بمجرد كلمات والخلاص فقط ..
تحاول ان تفسر تلك الظاهره الغريبه التي يمر بها الاخرين ولم تستشعرها هي ..
تضع لها مسمى و تدرس خصائصه وميزاته واشد عيوبه أهميه ...
مثل الكيمياء .. التي تتعلمها ..
يشكل لها مركب معقداً صعب الوجود في الطبيعه وان وجد فإنه تحت مسميات غريبه ..
دخلت وداد وارتاحت على سريرها ... طالعت جود المتشاغله بالكتابه اتكت على يدها : جود..
لاحظت شرودها في ما تكتبه ونادتها بصوت اعلى :جود ...
استدارت لها جود بإهتمام : نعم ..
وداد : نعم الله عليك ... بدري .
رجعت تكتب تحت انظار وداد المقهوره : جود ..
جود وهي تكتب : نعم يااختي ..قولي واخلصي ..تراك اشغلتنيني .
ابتسمت وداد : عن ايش اشغلتك ؟
جود بسرعه : عندي بحث .
وداد بإستغراب :بحث .. . عن ايش ؟
ابتسمت لنفسها اثناء الكتابه وقالت بإختصار : عن الجنون .
ضحكت وداد و استلقت على ظهرها : وهذا اسم مركب ... ولا تتكلمين عن الحالة اللي تعيشينها .
إلتفتت لها جود ..بسرعه وكأن كلام اختها اثار اهميتها : اي حالة جنون انا فيها .. ؟
طالعتها وداد .. و انتبهت لملامحها المهتمه ..و جلست بإعتدال : لاتهتمين ... مجرد كلام
جود : مافي شيء مجرد كلام ..بدون اسباب ..تكلمي عادي ياود.. .. تراني متعودة على صراحتك .
وإلا اقولك انا وانتي حرة يا توافقيني الرأي او ترفضين ..
ابتسمت وداد ..لاقتراحها و هزت رأسها بالقبول ..فتكلمت جود بكل ثقه : لاننا نقيض بعض ..انتي حالمه ورومنسيه
وانا جديه وعمليه اكثر ... انتي الافتراضات الوهميه بالنسبه حلول ثابته عندك وانا العكس البراهين والاثباتات على ارض
الواقع .. هوالحل الامثل .
طالعت الورقه الممتلئه بالكلمات الغريبه عليها.. و جعدتها بدون اهتمام ورمتها في السله ...بعشوائيه
وقالت بتفكير عميق : انتي تؤمنين بالحب ... وانا اعتبره مجرد سخافه اخترعها البشر علشان يلتهون فيها عن الامور المهمه في حياتهم . .. حتى صار نقص للكمال .. وعيب للمثاليه ...
ابتسمت بسخريه وكملت : والمشكله صار ..تشخيص ..لازم تحبين علشان تكونين طبيعيه ..والا فأنتي مجنونه رسمي .
وانتهت من كلامها بنقره من قلمها على سطح المكتب ...وانتظرت رد وداد ...
وقفت وداد واقتربت منها .. وقالت بأسف : ماكان قصدي اسبب لك كل الارتباك هذا علشان كلمه ... ممكن كلامك صحيح
ماهو ممكن إلا اكيد ... انا حالمه لحد السذاجه ... و تقدرين تقول ان نسبه 95% من النساء يفكرون بهذا المنطق ...
وانا اللي يفصلون العاطفه عن العمل يرتاحون ...
هزت كتوفها وكملت : انا ماجربت ... العالم اللي اعيش فيه عاطفي وبريء يخليني اظهر مشاعري بدون اعتراض مني ..
عايشه مع اطهر مخلوقات الله ... اكيد بكون عاطفيه اكثر . ... ممكن اكون حسيت بالحب او الاعجاب ..لكن الشيء المتأكدة منه
اني ماحبيت بالطريقه الصحيحه... حبيت شخص مايدري عن هوا داري ... و على كذا متزوج و مرتاح ... والله اللي يفكرون
مثلك يرتاحون.
ابتسمت لها جود فشاركتها الابتسام ..
و قالت بصدق : تعرفين ياود ... صراحه اللي بياخذك بكره والله امه داعيه له ... مافي منك .
خجلت وداد وقالت: اكيد .. لكن خليه يجي .. الله يسهل عليه .
جود بضحكه : اكيد ضيع الطريق إلا هو واصل ان شاء الله .
رفعت وداد يديها بصدق ودعت بصوت عالي ...
ليدخلون في جو مريح من المزح بعيدا عن التشنجات او الحسابات الصعبه التي لاتريح احداهن ...فكل واحدة منهن تعتبر
كطرفي مغناطيس لاتلتقي ابدا ... لكن رغم كل الاختلافات فهن اخوات ...
*********************************
ماكان الظلام يستر ما يعتلي وجهه ... مازال الغضب دخيلا على مشاعره وان فرغها
فكل الغضب من نفسه وعليها ...
لم يعتقد ان تؤؤل الامور الى تلك النهايه الموجزه...
انفطر عقله لما رأه واقفا بقربها وان كانت بعيدة عنه كل البعد ..
وان تدثرت بالسواد من اعلى نقطه في رأسها الى اخمص قدميها ..
إلا انه حرم عليه انفاسها التي تخرج من جوفها..
لايعلم اي حرب وقع بينها ... إلا ان جموحه المتعالي كاد ان يفتك به وبها ...
سوف يخذله التعقل وهو يهدأ نفسه ... ويحاول عدم التفكير في ماذا كان يشغل عقليهما تلك اللحظه ؟
هل تخاطب قلبيهما ... و ارسلت اعينهم نداءات الحنين...والشوق
اغلق عينيه بتصبر ... سيجن حتما ... وقريبا
اعتزل عن الجميع ... يحاول ان يفكر ..و يعيد بناء ماهدم في ذاته
بعدما حدث ... غير وتيره تفكيره ...
إلتقت اعينهم بعد صراع مع النفس ... اخذتهم الهواجس بعيدا حتى ظنوا ان لاحياة على الارض بعد اليوم
لم يعطها فرصه ... باغتها على حين غرة ...
فأول سؤال قهره ان يصاغ بتلك الوضعيه ... لكنه كل الذي استطاع تكوينه منذ الثانيه التي وقعت عينيه عليهم
: حبيت تقعدين مع اخوك.. لما سمعت ان حبيب القلب جاي ...؟ لهذي الدرجه استخفيت في وجودي ؟
رجفت اطرافها واشتدت عروق الغضب في صدغها ...وغمضت عيونها بقهر ..
فنطقت بيأس : تعرف انك مجنون ...؟
اشتدت يده .. بغضب مسيطر ... مالذي كان منه..
ارتفع صوت مجنون بداخله وقال بغضب هادر : اعطيني سبب لوقوفك ..معه و كأن كل شيء عادي ..
جاوبته بمثل النبره المقهوره : انا ماكنت واقفه معه لحالي... كان اخوي معاي...
كملت بتوسل : مطلق والله العظيم ... كل اللي تفكر فيه ماصار ... حتى ماقال لي كلمه ..
ضرب يده في الاخرى بقوه وقال : وانا انتظر منك تتكلمون مع بعض .. وقوفكم مع بعض اكبر مشكله ...
اقترب منها وهمس : حنيت للذكريات والبكاء على الاطلال ... اشتقتي له ...
غطت عيونها ... بإنهزاميه ... و انتحبت بالبكاء بصوت عالي ... فقلد اصاب منطقه حساسه من قلبها
همش مشاعرها وداس على كرامتها و ارغمها على الخساره الفادحه .. وذكرت نفسها ان لا تنسى ابداً
صرخت في وجهه بصوت باكي ومقهور : انت مجنون ...كيف تسمح لنفسك تتكلم بهذي الطريقه معي ...
انا اشرف منك يانذل ...
ضربت عل صدره رغم ضعفها إلا ان استفزازه لها قد وصل لدرجه الجنون
كملت بغضب : اخلاقي ما تسمح لي حتى التفكير بالطريقه هذي ... سلطان انتهى من حياتي .. وماعمري فكرت فيه
دقيقه .. اصلا ماكان له شيء ... الرجل خطبني ورفضت وانتهى الموضوع .
تركت العنان لدموعها امام نظراته التي لم تنكسر لضعفها ... دموع قوة خانتها القوى تلك اللحظه
فبعض الدموع لاتنطق ضعفا بل اعصاراً وقهراً و فتكاً بالخسارة ...
دموع متمرده لاترضى بالحال ... تخرج عصارة الالم .. رافضه الخضوع وان انهمرت ..
مسحت دمعها بظاهر كفها وقالت بهدوء : مطلق .. لاتزيد عذابي ... يكفي لحد هنا ... كل شيء ولا انك تشكك في اخلاقي .
للحظه حسيت ان الوضع تبدل .. وانه ممكن نعيش بشكل عادي مثل كل زوجين ... لكن ....
رفعت يديها بقله حيله قدامه ... وهزت راسها بالرفض ... وابتعدت ...
تجد حلا لما حفر داخلها ... لم يعد السكوت يجدي حلا بل على العكس يزيد الفجوة اتساعاً ..
اتخاذ موقف في هذه الحالة ... قوة واثبات حق وان هدر منذ زمن ..
لاول مرة ...يكتفي بالصمت و يتداعى لديه قوة التحمل ...
خرج معاكس الحاله التي دخل بها ... هل اهانها ...؟ نعم قد فعل
هذا الذي لايرضاه لاختيه .. رضي بها لها وهي زوجته ..
هذا الذي يتعارض مع مبادئه ... اصبح مطبقا لها
اي نقائض دفينه ..دثرتها بمظاهر رجل لا يصدأ قد ظهرت على سطح حياتك وخانت قوتك ..
خرج بغضب من نفسه ... وتعلل بالعمل ...وهو الغائب الحاضر ..
إعترف في غلطتك .. خلك " صريح " ..
لا تكابر بـ الخطا دامك جرحت !!
*********************************
اهملت كل شيء كان مهماً بالنسبه إليها ... وتفرغت له هو لاغير ..
تشعر بألم حيث قلبها المجروح ... و لاتنسى ابداً
مازال يمرجح مشاعرها مابين الهدوء والاثاره ولاترسي على بر في محيطه المزاجي ..
حزنت كعادتها .. وبكت اكثر معه .. اكثر واشد
دموعها هذه المره لم تكن على بؤسها فقط ...
بل لأنها رسمت شيئاً جميلا فتحول للبشاعه اثيرت في وجهها و صدمت منه ..
هل تخبئ على نفسها ماحدث ... او تحاول ان تتناسى كعادتها لتمضي في حياتها..
هل تسامح ما فعله بها ؟
لايفهم ..ابدا لايفهم ..مايفعل كلامه بالانثى ...
فعندما تجرح الانثى ...
مطر .. برق
[ .. صوت رعد ..] !!
النآس يسرعون .. وهي .............
تمشي .. ببطء .. على حفآت .. ذآلك الرصيف ..
تمشي .. ولاتعلم .. آلى اين تذهب ...؟!تمشي بدون مشآعر .. !؟
---------- .. بدون احآسيس .. !
لآتبكي .. ولكن .. ترى الدموووع ..
في عينيهآ .............! ------------
لآتتألم .. ولكن ترى الالم .. في انفآسهآ .. !
لآتيأس ولكن ترى اليأس ..
يحكم عآلمهآ ..! -----------
لا تفقد الامل .. ولكن .. لآترى بقعة ضوء .. في دربهآ ..
صلت العصر.. واعتزلت حجرتها ..تجاهلت الطرق على بابها ...
تشعر ان كل شيء مقروء في صفحه وجهها .. ولاتقدر على المواجهه الان ..
لعلها تسترد بعضا مما ضاع منها.. وتحاول الاستمرار ..
اتصلت على سعود وطلبت منه يجي وياخذها ...
حزمت امرها ببساطه ... وبعناد لاول مرة تعيشه وبدون خوف يهدد حياتها ...
اخذت عباتها .. ونزلت بسرعه ..
قابلت سمر في طريقها ..
عقدت حواجبها بإستغراب وسألتها : ليلى ..عسى ماشر فيك شيء ؟
ليلى بإقتضاب :لا ...رايحه مع سعود..
تجاوزت سمر بسرعه وهي تلبس عباتها وكلمت : بروح ازور امي ....و ممكن اروح لاهلي لاتنتظروني على العشا ...
لحقتها سمر وسألتها :ليلى .. وينه مطلق ليش هو ما اخذك ؟
تنهدت بتعب وقالت: مطلق مشغول ... يالله سمر مع السلامه ..
وخرجت بسرعه .. حتى سعود المستغرب صمتها ... احترم رغبتها و سايرها لعلها تشكي له من حالها ..
وهي ماتكلمت ا بدا ... كل تفكيرها حصرته في شوفه امها ...
اول مادخلت غرفه رائد .. وجهت نظراتها لمكان واحد بالتحديد... وابتسمت بحزن لما شافتها ...
و تلك قابلتها بإبتسامه اوسع وانقى ..فتحت ذراعيها بحب لتملها في احضانها وتستعيد ما قد سلب منها ..
اسرعت لها ..ليلى وفي لحظه كل الصمت المختفي تحته ..جروح دفينه و الآلآم الحبيسه بصبر ..قد اعلنت انهزامها
فارتمت في احضان والدتها ..باكيه ..ترتعش من شده تلك المشاعر التي خانتها .. وحسبت انها مسكت بزمامها ...
تشد من احتضانها ..تخاف ان تكون وهماً او خيالاً رسمته حاجتها المختبئه ...
تحت انظار الذي لاتخفى عليه ملامح حزنها .. .. هز رأسه بإستغراب وهو ينظر لبكاءها المتعالي ..
وتركهما لعل احداهما تجد السلوى عند الاخرى ..
مسحت على راسها بهدوء وقالت بحنان : اسم الله عليك يابنتي ... علامك يايمه ؟
ليلى : خليني يايمه ..ماشبعت منك .. حاسه اني بموت ياامي ...بموت ...
ام سعودبخوف : اسم الله عليك ... وشفيك يابنتي ؟ لاتخوفيني عليك ؟
ازداد نحيبها وقالت بين شهقاتها المتواليه : مشتاقه لك ياامي ... لاتتركيني الله يخليك .. لاتتركيني ..
انهمرت دموع الام اللاهثه خلف كلمات العزاء .لعلها تجد ما قد اخفاه القدر عنها ...
ام سعود : انا معك يايمه ... ماعمرك رحتي من بالي .. ادعي لك في صلاتي و اهوجس فيك .. يا بنت الغالي ...
وزادت دموعها... ابي ...يا لفقر حاجتي لقربك الان... اكان منه ان يظلمني في وجودك يا عزوتي
لقد مرغ كرامتي في دناءه افكاره وهزأ بي ....
اااه ياابي ..لما الحياة اخذتك مني ... وانا الان في اشد احتياج إليك ..
ليس نقصا في اخي و جدي لكن حاجه في نفسي ان تدثر حاجاتي بنفسك ...
رفعت رأسي ياابي بشموخ ..فذكرك فوق الرأس تاج ..لي ..لكن لايعطون للاحياء احترامهم فكيف بالاموات ..
تركت امها فجأه وسألت : ليش ياامي ..ليش كل اللي جرى لنا ؟ ليش ابوي طلقك ؟
واختفت في غباب الذكريات ..كل شيء عاد ..ابتسامته و ضحكاته المجنونه ..عناده الممزوج بكبرياء الرجال كلهم
وحبه الكبير ..الذي اضعفني ياابنتي ..
لاتلوميني ..فهي حفرتي تلك التي وقعت فيها ..
فحبي له مزقني .. جعلني انانيه .. ابعدته عن من كانوا سبب في جلبه للحياة .. وحرمت عليهم العيش بوجوده
وتركتهم يعتقون رائحه طفلهم المفقود في الحياة ..بكل بساطه ..
قبضت عليه بشده لكنه كالزئبق كان ..لا تبسط ولا تقبض ...وها انا اليوم اذوق جرعات مرارتهم وحرى فقدهم
توالياً ولا ارتياح ..ياابنتي ..دعي الذكريات ولاتفتقي جروحي اكثر فما عدت اقوى على الصبر ..
همست بضعف وعيونها تشرد لصغيريها المتأملين بإستغراب : المكتوب بابنتي المكتوب ..
و استسلمت عند هذا .. المكتوب الذي لامفر منه..من باعد زوجين محبين ... ومن اخذ روح غاليها ايضا من الوجود
من جمعها بذاك ..و جعلها معه كسفينه محطمه .. في غياهب البحار ...
مرت السويعات ..فقضتها بين جنباتها بكل اهتمام ..ونبذت معذبها بقصد منها ..فهو من سلب منها الراحه لايام طوال
ولن تترك له ان يسلبها حتى دقائق معدوده مع والدتها ...
عادت مرحة و هادئه وجميله اكثر .. جلست مع امها كطفله .. بريئه ..تكلمت في كل شيء حتى في المدعو زوجها
وان حاولت ان تتجنبه..لكن ذكره كان اهم نقطه تثيرها امها في وجهها .. ابهجها ان تغدق عليها امها بالنصائح
و الاهتمام ....ورافقتها حتى بيتها ... لكن ماقدرت تدخل لان زوجها موجود ... حبت اخوانها الصغار كأنها تشوف نفسها واخوها فيهم ...ارتاحت لانها قدرت تلقى راحتها مع ناس يحبونها ويهتمون فيها ..
تنهدت براحه وشردت مع انوار الطريق ...
راقبها سعود وبعدها سألها بهدوء : انتظرتك تتكلمين من حالك ؟ لكن طبعك ما تغيرينه ابدا ؟
ابتسمت وقالت : اتكلم عن ايش بالتحديد ..
: عن اللي مضايقك ؟
طالعته بإهتمام وقالت : مافي شيء مضايقني ..كنت مشتاقه لامي ..وانت اول العارفين بحالي دون امي ...
هز راسه بتفهم وقال : ليلى ..ممكن يكون شوقك لامي سبب ... لكنك متغيره ..قبل الظهر كنت غير والحين غير ..
اصلا اتصالك علي ... يثبت كلامي ..
ليلى : مافيني شيء .. لاتتعب نفسك ..
تنهد بيأس وقال : طيب في شيء بينك وبين مطلق ؟
تأففت ليلى وقالت : سعود الله يخليك ..قلت لك والله مافيني شي .. لا تتعب حالك ياخوي ... اصلا من لي غيرك بعد الله
اشكي له و افضفض له ..
هز كتوفه وقال بمزح : عندك زوجك ..
ضحكت وكأنه قال نكته ..كيف ماتكون نكته ... اذا كان هناك شيء عكس النكته ويحزن تراه ينطبق عليه
زوجي انا اللي اشكي له ..كيف وكل الشكوى منه هو ...
قالت بهدوء : اكيد ..مثل ماتكون زوجتك المستقبليه ان شاء الله ؟
ضحك سعود وقال بخجل بعض الشيء : جبتي مربط الفرس ..كان ودي اكلمك في موضوع
ليلى : خير ..
ابتسم وهو يوقف عند بيتهم : نويت اتزوج
ضحكت بصوت عالي ..ماصدقت الخبر ..اخوها الوحيد اخيرا بيفرح ويفرحها معاه..
مسكت يده وقالت بصدق : فديتك يا خوي ... الله يسعد قلبك مثل مافرحتني بهالخبريه ... والله مو مصدقه ؟
سعود : لا صدقي ... لا واخترت بعد ..
حست بخيبه امل ..فجأه لكن ماحبت توضحها لاخوها وقالت بمسايره
: من ورانا .. اثاريك تخطط و تدبر على كيفك ياله قول ...من هي سعيده الحظ اللي بتاخذك ؟
ضبط شماغه وقال بإختصار : ريهام بنت عمي ...
يارب سترك ..ويش قصه اليوم المنحوس هذا ..شكله ماراح يمر علي الا واانا مسطحه في العنايه
اكيد بتجيني جلطه ..ريهام مرة واحده ...يارب رحمتك الحين ويش اقوله ..
انت وين ياخوي وهي وين ؟ لا تجازف ياسعود ولاتبني احلامك مثل اختك التي سرعان ماانهارت ...
لو تدري ان ربي حطها لي من اكبر الاسباب لرفضي سلطان ...
هزت رأسها بدون تصديق ... وفجأه حست بصداع رهيب يشل كل افكارها ...
لا والاخ يخطط من زمان ... لا واضح انه بنى وانتهى ..
ياقلبي عليك ياخوي لو تدري عنها ... والله مثل ما رفعت نفسك لعالي سما لتنزل للقاع بألف علة ..
ماقدرت تتكلم او حتى تبتسم ..
سعود : ليلى ..علامك ؟ ليش تغير وجهك كذا ؟
ليلى : ماادري ياسعود ..فاجأتني بالموضوع ..توقعت انك تقولي علشان ادور لك بنت الحلال ..
سعود : وليش تتعبين نفسك وهي موجوده ..
ابتسمت ليلى بمراره وقالت : كلمت احد غيري ؟
سعود : لا .لكن نويت في هاليومين اكلم جدي ..
ليلى بذعر : لا ياسعود
استغرب سعود من رده فعلها ...
فكملت بحذر : لاتستعجل..خليني اكلم البنت واجس نبضها ..تعرف البنات يحتاجون وقت طويل علشان يقررون .
ابتسم بإطمئنان : ماعليه ..شورك وهدايه الله ...الله يكتب اللي فيه الخير ..
هزت رأسها و تمتمت بنفس الدعاء ..وزادت عليه ..بصدق ..
دخلت البيت وقابلت جدها ..تأملته بحب حست انه كبر اكثر في الايام التي غابتها ..اهو الشوق لحنانه
قبلته بإحترام كبير ..وابتسمت له ..متناسيه تلك الهموم الجم التي اثقلتها اليوم بطوله..
انغمرت في اجوائهم المفقوده ..وارتاحت ..
سلوى وهند ..داحس والغبراء لاتمل ولاتكل ..
و العمة فاطمه ..مازلت ترمقني بتلك النظرات رغم التغير الملحوظ ..تتبادل معي الاحاديث متناسيه تلاحم الذكريات .
والجده العزيزه .. تجلدني بالمواعظ و النصائح ... صحيح ضعفت واصبحت نحيله ... في رأيهم هم
دخلت في نقاشات معدومه من ناحيتي ومثمره من ناحيتها هي فهي لاتخرج خاسره ابدا..
مافتأت تذكرني ..بأنيسي ..عديلي ...المحبوب دائما من الجميع مطلق العزيز ..ياكم افتقدوه هم وليس انا ..
دخلت المطبخ ..تجهزالعشا .. انغمرت في العمل بإشتياق يتفاقم مع الوقت ..
دخلت سلوى وجلست على الطاوله وقالت : يالله قولي ويش عندك ؟
استدارت ناحيتهاوقالت : وشفيكم اليوم ؟ كلما جلست مع واحد قال لي ويش عندك ؟
رجعت تكمل شغلها : اشتغلتم لي محققين ...مافيني شيء .
سلوى : اعوذ باالله ..ماصاركل هذا علشان سؤال ..يابنت بالناقص قلتي ولا ماقلتي ..مايهمني
ووقفت تبي تخرج ..
نادتها ليلى بأمر : سلوى ..اقعدي احسن لك ولا والله بالفنجان على راسك .
ابتسمت سلوى .. : لا فيه تغيرات .. إلاوينه حبيب القلب ؟ ولا على قوله نجمه الله يذكرها بالخير العملاق ..
ضحكت ليلى .:مشغول ..إلا هو مايتركني دقيقه طويل العمر ..
سلوى : اصلا واضح من نبره صوتك ..انك زعلانه ..خليه يجي يراضيك قليل الشيمه ..
عقدت حواجبها : مين هذا ؟
سلوى ببراءه : مين غيره ..مطلق
ليلى : الله يسعدك ياسلوى ..يعني خلاص حكمتي من عندك ..
كل الموضوع اني زرت امي في المستشفى وبعدها قلت لسعود يوصلني عندكم علشان اشتقت لكم .كفرت يعني ...
سلوى بضحكه: فديت اختي اللي اشتاقت لنا ..وجات فاضيه اليدين ..
ضحكت ليلى وقالت بنقمه : اعنبوا ..تبين ضيافه مني ..اقول تعالي ساعديني بدل هذرتك البايخه ..
********************************
اول مادخل البيت ... افتقد حسها .. وهي الدخيله عليه وعلى حياتهم ...
لكن ذلك التغير ملحوظ ... والدته التي اخيرا شعر بالراحه لانها تتواجد معها معظم الاوقات ..
فأول ماطاحت عينه عليها وهي جالسه لحالها ...
عقد حواجبه ... و جالت نظراته تفحص المكان ... او يشتم رائحتها العطره و يطمأن ...
وكأن والدته قد فهمت مغزى نظراته الباحثه : ليلى ..عند اهلها من بعد العصر .
مزيج من الغضب والراحه ... كيف لها ان تمر على كلمتي بدون توقف ؟
جلس جنب امه بصمت ... يحاكي افكاره الهادئه .. ويتمعن في يومه الشقي ..
يغرق في فنجانه الساخن .. ويحاول ان يهدأ ...
سألته امه وهي ادرى بحال ابنها : خير يايمه فيكم شيء ؟ مرتك زعلانه يوم راحت عند اهلها ؟
ابتسم ليطمأن قلبها : مافيه إلا العافيه يالغاليه .. راحت تزور امها ...و تمر اهلها وتبقى معهم للعشاء...
تخمين رائع ...اكيد ستبقى بماان الساعه تخطت الثامنه والنصف ...
يحاول ان يهدأ من انفعالاته ... لكن الحقيقه التي تجاوزها ..ماذا فعل بها اليوم ؟
هل هي الفاصله التي وقفت عندها ... هل صب الزيت على النار ليزيد الاشتعال بينهما ...
دخلت سمر وتفاجآت بوجود مطلق ..سألته : مطلق انت هنا ... وينها ليلى طلعت جناحها ؟
غفله وقعت منه قصدا ... استراحه كان يودها له ولها ... للوقوف على النقاط المهمه ..
تجاهل النظر إليها ورد : لا بتبقى عند اهلها الليله ..
طالعت امها بإستغراب وقالت : اليوم حالها بالمره ماعجبني ... ما خرجت من حجرتها طول الوقت وخديجه تدق عليها
وما ترد .و مااكلت شيء ... و جوالها مغلق ...
وقف على طول ... شيء ملح يوخزه ..
خرج الحديقه ... اخذ جواله ..بالفعل دق اكثر من مرة .. لكن جوالها مغلق ..
لم يعتد على الخذلان او التهميش ..ألم يشعر سابقا بأن كل شيء معها مباح وجديد ..
ابتسم لنفسه بغموض ... و حزم امره ..
********************************
دخلت حجرتها .. و ابتسمت ..حست بالدفا فيها والراحه ...
فتحت درجها و شافت دفتر مذكراتها .. اخذته وجلست على سريرها ..
تقرأ كل كلمه بتمهل .. تمعن و تستشعر احاسيسها فيها..مابين ابتسامه او طيف حزن تعود لها الذكريات ..
كل التفاصيل المهمه ..كانت تدونها بجدية ..
حتى اللي مرت عليها في صغرها ..لم تطوفها في كبرها ... علقت عليها وان مضى عليها من الزمن الكثير .
انفتح الباب .. وطلت سلوى بإبتسامتها الاستفزازيه : مدام ليلى .. مستر مطلق يبغى يكلمك ..
رفعت يدها بدون مبالاه وقالت : قولي نايمه ..
تخصرت ورفعت حواجبها وقالت : لا والله..ويش قالوا لك ..مرسال العشاق... روحي طلي في وجهه السمح ..تراه
قاعد في المجلس مع سعود ...
تركت الدفتر من يدها .. و حست بالتوتر فجأه ... و استغربت من نفسها وين كل العزم والتصميم
ام هو مجرد قشور سرعان ماختفت عند اول مواجهه ...لهذي الدرجه حضوره يطغى على حواسي و يثير جميع
مشاعري في وجهي بدون هويه..
طالعت شكلها في المرايه.. ..تركت شعرها مفرود على ظهرها .. و حطت قلوس زهر باهت .. تحت انظار سلوى المنتقده
قالت بسخريه : بالله ماشبعتم من بعض ..توكم مالكم ساعات يوم وصلتم من شهر العسل ..
كشرت في وجهها وقالت : مالك دخل ..ابعدي من وجهي ..
تجاوزتها ومضت في طريقها ... وقفت تسمع صوته الرخيم ..و لاشيء همه
استندت على الجدار ... صوته نفسه اعاد لها العذاب ..
لم تنسى خيبه الامل التي عادت لها بسهوله .. و ماجرحها به لايتنسى ..
كيف تسامحه وهو اخطأ في حقها .. و شكك في اخلاقها ..و تمادى في شكوكه الوهميه ..
لكن كيف تلقى الحل ؟ لو قالت لاخوها و لا جدها اكيد بياخذون موقف صارم مافيه تسامح .. وتكبر السالفه
لازم تعرف تداوي علتها بنفسها ... و تعزل مشاعرها عن الكرامه ..مو كل شيء يستهان فيه على حساب حياتها ..
دخلت .. مبعدة النظر عنه..تحاول ان تكون طبيعيه امام اخوها الذي ينتظر زلاتها وكشف حقائقها الخفيه..
اعتذر سعود وتركهم لحالهم ..
مارفعت نظراتها عن عن الخاتم ..في اصبعها ..و حركتها المتوتره ..لايهمها كم يطول الصمت بينهم ...
اهتزت قدمه بتوتر .. وعيناه لاتبرحان وجهها .. ..تنهد مطولا ..وخرج من صمته
قال بهدوء مبطن بضيق : حركتك هذي لاتعيدينها .. ..
رفعت نظراتها بإستفهام وكمل وهو يشير بإصبعه ناحيتها : تخرجين من البيت دون اذني .. هذا مااسمح فيه .
وقفت بعصبيه وشدت على فكها وجاوبته : والله ويش متوقع ..من واحده ماعندها اخلاق ..
راقب عصبيتها الواضحه ..من عيونها المشتعله و تضرج وجهها بإحمرار ..
حك حاجبه و قال بهدوء : انا ماقلت ان ماعندك اخلاق ..انتي اللي قلتي ..
ضحكت بسخريه : انت تضحك على مين ..اللي يشكك في اخلاقيات زوجته و في كرامتها ...يكون ايش ؟
وقف ند لها ..يعلم انه اخطأ لكن لايتراجع ابدا ..
مطلق بهدوء : طيب ... والحل ؟ بتظلين هنا ؟ ولاتمشين معي ..
رجعت خصله خلف اذنها و التزمت الصمت... تطفأ ذلك اللهيب الذي نفخ في قلبها ..
لازال لامبالياً بها ..عابرا على نزاهه مشاعرها بكل غرور ..يظن انه على حق في كل شيء ..
ودها تصرخ وتملأ العالم بصراخها ..ليعلم ان هناك من نال من العذاب مايكفي ..
طالعته بيأس :وانت ويش اللي يرضيك ؟ ابقى معك او اظل هنا ؟
ضبط شماغه وابتسم ..تلك الابتسامه التي تسحرها ..وقال :تدورين رضاي ..
بلعت ريقها بصعوبه وتلعثمت وقالت : انت ماتهمني ..وعلى كل حال انا بأبقى هنا ...
وركزت نظراتها في زاويه الغرفه ..تهرب من نظراته العميقه والمتفحصه ..
تجعلها تنسى عن ماذا هي تبحث ؟ يخفيها في نفسه بدون وعي منها ...
استرخى على الكنبه وقال بتصنع : طيب خلاص ..دبري لي مكان انام فيه .. ولا تعالي خلينا ننام هنا ..
وغمز لها ..
شهقت ..لماسمعت كلامه ..وخجلت من نفسها ..الله ماحلاهم نايمين في المجلس لا والاخ يخطط ومرتاح
تخصرت قدامه وقالت برفض : انت اكيد مجنون ؟
ضحك بصوت عالي ..فحطت يدها على خدها من شده الخجل ..قدر يقلب موازينها في لحظه ..
كيف بدأت واين انتهت ؟
اقتربت منه وقالت : مطلق ..لاتفضحنا ..
سكت فجأه وابدى استغرابه ..
رغم اشتياقه لتلك الهاله الحسناء التي يصنعها الخجل في وجهها ... لكن احب تعذيبها بسذاجه
صنعها حول نفسه لم يعتادها هو ...
: اي فضيحه .. اثنين متزوجين قاعدين مع بعض وين المشكله ؟
طالعت جهه الباب ..ومسكت يده تشده ..للوقوف : المشكله اننا مو في بيتنا عشان تاخذ راحتك .
وقف ملاصق لها ..ليزيد من تخبطها واشتعال وجهها ..
ابتسم اكثر ..وقال : والحل ؟
ابتعدت عنه .وقالت بيأس : انتظرني في السياره ..
تأملها مطولا ..لم يكن ليتركها هكذا دون ان تمنحه او يمنح نفسه الحياة في دقائق جافه عاشها مع نفسه
رفع راسها بهواده وكلاهما يتوغل في عيني الاخر .. قبل وجنتها بعمق ...يستمتع بلهيب انفاسها اللاهثه على وجهه
.. انزلقت يده من على وجهها ... ليبقى الحوار الصامت ونداء الاعين ... انسلت بسرعه .وخرجت...
ابتسم برضى ..وراحه ..
راحه غمرته حقا .. كل هذا مضى لم يفكر بشيء غيرها هي ..
كان يعتقد ان كل شيء سوف يقف في وجهه ... او يجد صعوبه في مواجهتها
لم يكن يريد ان يعيدها معه ؟شاء ان يمنحها المزيد من الوقت ..
لكن لم يشأ ايضا ان يتركها بعد ان رأها .. كأن دهرا مضى بينهما و لهث بلهفه نحوها..
اعادته صورتها النقيه الى طبيعته ... وغاب ماحدث في طيات الذاكره ..
سيحاول ان يصلح ماافسده هو ...
دون منغصات ...وان كانت تتواجد دواخل غريبه فعليه ان يتجاوزها بحكمه ..
ويعيش كسائر البشر ...
أنا و انتآ بهـ الدنيـا .. :: تحمـّلنا ::بعضــنا كثيــر
تعودت ., إنتآ على عـنادي و سـرت أحب هـ / الغيـرآ !
أنا و انتآ حكـــايتـنا .. مثـل/ صدر السمـاء و الطير /
كثيــر الليي ُطالعهـا و لا أحـــدٍ طـالهـا .. غيـرهـ .,
أنا و انتآ حكـــايتـنا .. مثل لعبهـ .. وطفـل صغيـر
مع آنوهـ ُ دوم يهمـلها رفض يسمــح بهـا لـ / غيـرهـ !
ألقاكم بكل الحب ... .... كبرياء الج ــرح
**********************************
|