لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-11, 03:50 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 





عندما تثق بأن الله قريب جدآ ,,,كل الاشياء تصبح >>> بخير
صبآحكم ثقه لا تتزحزح ...
ودعاء لاينعقد إلا بيقين ...
" صباحكم بشاآآرات خير "





خلاصه الى احبائي .. متابعيني الاعزاء ..

أليس الموت هو واقع نعيشه بكل مافيه .. أليس هو تجربه ودرس وخلاصه وإيمان ونهايه قبل كل شيء .
ألا يرغمنا على تقبله .. او ليس هو حقيقه فلم ننكرها ؟!!..

اكان بالخيال او الواقع فهو حقيقه مجرده من الاكاذيب.. الموت مثل ماهو عذاب لنا وصبابه تؤرق حالنا .. فهو رحمه لغيرنا .
اعلم اننا نهرب من الانغماس في الحياة الواقعيه التي تصفعنا بمصداقيتها الشديده بكتاباتنا البعيده عن موجز الحياة
لكن كل المشاعر الموجوده تحل بيننا ونرحب بها وماالموت نرفضه بشتى الطرق ؟!!

أعلم اني احزن قلوبكم و اأرق عقولكم لتلك الفكره .. ... فسامحوني مقدمآ .. واارفقوا بقلمي ..
...>>>>> فلا بد من نور يبدد الحلكه ..



البارت الخمسون .. و الاخيرــ )





اختصارات حياة تلفظ انفاسها على اعتاب الرحيل تكاد تتنفض متمسكه بما تبقى لها .. لكن ريح الواقع
تبعثر مابقي منها .. رحل كل شيء ولم يترك سوى الصبر .. الصبر تلك الفضيله التي يتحلى بها الاموات
تحت المقابر .. وتحت حكم الدود وارضه ..
رقدوا هناك بعيدآ ولم يتركوا سوى حرارة الحزن ونشواه و حرقه الاعين والخدود التي ألهبتها الدموع .


أرجع ، أواه ألا تسمع صوتي الموهون ؟
لن ابقى وحدي في هذا الدرب المجنون ..
هذا الافق المستغلق حيث النجم عيون ..
حيث الاشجار هياكل افكار وظنون ...



مرت ايام وقد اشتدت حبائل الصبر وتصلبت لتنسى تلك الايام الغابره كلها الا ذلك اليوم
يوم اعلنت فقده وانتحبت على ذكراه .. وستظل دهرآ كاملا تفعل ذلك ... ولن يصيبها الندم ما حييت ...
النسيان اكبر نعمه يرتجيها الانسان في وقت المصاب و الهلائك .. يدعو للنجاه من كل امر خنقه حتى الموت
وبعث فيه الاسى لتهلكه على عتبات الانتظار ..

القناعه بأمرمحتم كان لابد منه .. والسير على خطى ثابته هو الفعل الصحيح للامور ..
رده الفعل التي لم نتوقعها يجب اتقاء شرها وان كنا غير قادرين على السيطره على انفسنا وعلى مشاعرنا
التي تجرفنا في امواجها الهادره ولانعلم على اي شط سوف نحط ..

لكن مالنسيان بالنسبه لها .. اتريد ان تنساه .. ؟!! ام ان تكون ذكراه جليه واضحه امام عيناها ..
لن تفعل ولن تفكر حتى في فعلها .. اهواء الناس حريات يخطون بها نحو مايريدون ..
وهي ماتريد ان تكون تحت سماءه العلياء تنشد ذكرى كل يوم وكل لحظه مرت ..
أغمضت عينيها وقد عادت للوراء لذلك اليوم بالتحديد ...
شعرت بالجميع حولها .. اخيها .. والدتها و اخواتها .. وجديها ولكنها كانت وحيده معه ..
وحيده تحدق في عين الالم ... حيث جلس هناك وحيدآ هناك متوجعآ .. متغربآ مع الكثير من الجراح
ومسجى عن عيون البشر .. معه هي في وناته المتحشرجه و واهاته التي مزقت فؤادها ..

في الواقع المرير الذي يرمي بمشاعرنا عرض الحائط .. وعندما تصدمنا الحياة بفقد عزيز على قلوبنا
او اخذ جزء منه وتأخذهم في غفله منا ... ومالموت والحياة عندما تحتسب كل نقطه امل فيها ..!!....
ولا يفصل بينهما سوى شعره رفيعه يقف صاحبنا عليها ...

ننسى كل المخاوف التي تدركنا ونقول ... ما المهم و مالاهم ؟!!!
المهم انه على قيد الحياة ... المهم انه مازال يتنفس ولو كان بمعونه ..
وعندما نكتشف الحياة التي يعيشها نسأل الله اللطف في حالته ..
وما التلطف في حالته .. ؟ هل هو الموت .. الموت اليسير الذي يسلب حياته لكي يريحه ..
الموت الذي يتبعه خيط رفيع طويل تنتهي فيه نبضات وجلات ترصدها جهاز .. كل الاعين تكون عليه .
هل ستدعو له بذالك وقد غطت جسمه الجراح والكدمات وغاب عن الدنيا عقلآ وبقي فيها جسدآ يرثي حاله السيء ..

نعم لم يمت .. لم يتوقف قلبه موضعيا الذي قالوا ان المسأله لا تتعدى سوى الوقت .. لنتهي وقته وتنتهي سويعاته
في حياة دنيا هي فانيه بكل الاحوال ... فناء بما فيه جسد وروح .. ويتوقف قلبه لفقدان الامل بأن ينبض مجددآ ..

سقطت دمعة من عينيها والحال نفس الحال لم يتبدل قط ... اتعود لايام للخلف حيث تكون مشوشه بغباب ذكرى
لاتطيقها .... و اطال الله في حياتهم جميعآ ... لكي تنبذها من عقلها شكلآ ومضمونآ...
مهما بلغ فيها النضج والعقلانيه فهي لاتقبل ان يتركها هكذا ... على شفير الانهيار يتمسك بطرفه كأخر لمسه ..
ستظل تزرع نفسها زرعآ مستميتآ في ارض الامل لعلها تثمر . .. لن تنفى وان انقطعت عنها ارتواءات الحياة
وعطشت وجفت اوراقها ...

شعرت بقلبها ينبض بشراهه عجيبه وهي تلازمه بالدعاء ليصرفونها مرغمه ليست راضيه على تركه
لكن ما يريدونه هو اعطاءها فرصه لكي تتقبل بأنها يجب ان تودعه .. بأن تقتنع جزءا جزءا بأنها تفقده ...
وانقادت بلاحياة تسير معهم جسدآ خاويآ من روح تسكنه ..
وعادت لها ذكرى كل يوم وكأنه تعيده .. او لايعرف احد الحكايه منذ البدايه .
هاهي تطويها الايام وتتعداها الساعات .. فما كانت قبل وما كانت الان ..

. . .



في يوم الحادث المشؤوم .... وبعد ساعات من الانتظار



انطلق رنين هاتف وفاء .. لتجيب بدون صبر وقد تعلقت بها الابصار و الامال ..
: طمني .. ؟
:.................

وحينها زاد النحيب .. وانطلق الصراخ ..
وخلعت روح ليلى لمكان حيث يوجد مطلق .. حيث هو مسجى هناك ..
بعيد عن مرأى البصر .. قد شعرت بالعمى فجأه ..
وبأن انفاسها اللاهثه بالدعاء قد توقفت ..

يارب خذ من عمري واعطه اياه .. خذ بيده وألبسه العافيه ..
يارب انتقص من سنيني و زده على عمره سنين ..
يارب .. يارب ... يارب

و مابين لجج الضياع .. استطاعت ان تجد بعضآ من تعلقها الذي غاب عنها في لحظات وبدأت
تبحث عنه في الوجوه و والسكنات الخفية .. لعلها تجد بعضآ من رثاء النفس و تصم همهات الرحيل التي ارتفع صوتها .
.
.
.

قالوا انه اصيب بجراح خطيره لاتمكنه من الحياة الا سويعات فتعالوا ودعوده و احملوه بعيدآ ان شئتم
وان شئتم ابقوه فما هي الا مسأله وقتيه محتومه ..
حملت نفسها مع الباقين .. تخطو بخطواتها الثقيله التي زادها حزن المصاب جبالآ ..
وياليت قلبها ليس في مكانه ..
وياليته يحل هناك بين جوانحه يكسبه قوه ويعيده الى الحياة بصلابه ..

.. ثمان ساعات في الجراحه المستميته التي تنقذ ما عساها ان تنقذ .. وتدرك الحياة التي كادت تغيب
ومابين هزه اسف و نظره وداع كان الامل في حياة ليست بحياة .. بل اسم قد ينطبق عليه ام يكون العكس ..
ضلوع قد تحطمت وكسور قد تجبر و اصابه في الرأس كانت اشد خطرآ ..

انتظرت مثل الباقين .. و لم يجلب الانتظار الا وعود فارغه و كذب يتداعى بأنه بخير وعلى مايرام ولم يصب سوى بكسور
وعساها تكون كسور فقط مااصابه .. لكن الامر اهول مما كانت تعتقده وهي تعيش في سكرة للامل الكاذب ..
اجتمع احباءها حولها كلهم .. لم تعد تفرقهم مشاكلهم .. ولم يعد احد يلتفت على حياته بل كلهم التفوا حولها يدركون حزنها
ويحاولون عبثآ بث قوه للتحمل لايمكن تحملها من دونه ..

لايمكنهم زيارته .. من بعيد رأته .. من خلف زجاج هناك لامست طيفه وسقطت ترثيه ..
كما سقط الباقين جزعآ و بكاءآ .. ورحلوا يجرون احزان لايطيقون بقاءها ..
انكسرت الام بصدمه حياة موجعه بل قاسمه لكل حياتها وقد غابت عنها تلك الجلاده التي اعتادوها منها
ولا تلام تلك الرؤوم فهو وحيدها ....
ورحلن الاخوات وفي القلب وخزه لغدآ .. للايام القادمه .. ما الذي سيحل بنا من دونك يااخي ؟

و بقيت هي .. تتأمله وتتأمل مطلق الذي سكن فؤادها المحروم ...
لم يكن هو .. ليس بمطلق ذاك .. لايوجد مكان بجسده الا و ابتسمت فيه الجراح متغنيه بمكانها ..
لم يكن هو .. وقد احتلت الانابيت جزء كامل في جسده ولم يعد يعرف من هو ..
لم يكن هو .. مطلق القوي الصلب .. لم يكن هو ذلك الوديع الذي اسكن للفراش بلا حراك ..
الكل من حوله ناطق متحرك الا هو ..

لم يكن مطلق الذي تركني والابتسامه تألف شفتيه .. ذلك الميت الذي امامه ليس بزوجي ..
ابتسمت بصدمه لم تتوقعها وهي التي لبست صلابه زائفه لكي تراه رغم تحذيراتهم لها ...
ونظرت لاخيها الذي لم يتركها لحظه منذ اتصال رياض به ... والذي كان اسرع من البرق في وقوفها بقربها .
وقالت بحزن غير مصدقه ..
: سعود الله يهديك .. هذا مو مطلق .. كيف تاخذني لرجال ثاني الله يسامحك ..
كادت تستدير خارجه تهز الرأس على حاله رجل غريب اسف على مااصابه
لولا قبضه اخيها الشديده على كتفيها .. وقد شحب وجهه بحزن على حالة اخته ..
عادت وكررت وقد بدأت الدموع تنهل بشكل مفرط ..
: سعود .. ماهو وقته ياخوي اتركني . .. بشوف مطلق ..
بصوت ثقيل خرج ناطقآ ,,
: اذكري الله يااختي .. مايجوز اللي تسوينه ..

دفعته بدون اهتمام .. وصرخت غير عابئه بصوتها العالي في مكان اجتمع فيه الكثير من الجنس الاخر ..
: اقولك هذا مو مطلق .. مو مطلق ..
سعود : ليلى .. انتي مؤمنه .. ادعي له يااختي لاتعذبي روحه ..

أغمضت عينيها و انخلع قلبها من مكانه اسف على حالها البائس ..
و ارتخت عضلاتها بألم وقد جذبتها الارض للجلوس عليها دون اذن ..

وآآآه ياروحه ...
وآآآآآه ياروحي .. لما لاترافقينه حيث هو ..
لم لاتتركين جسدي له .. و تسكنين جسده ..
هو لك فارحلي عني ..
اعيديه لي و ارحلي من جسدي .. ..
اي عذاب حل بي .. واي عذاب اختارني ..
واي عذاب ادرك فرحتي واغتصبها ..

ارتجفت بشده رجفه قاسيه وكأن جسدها يستجيب لها وروحها ستغادر ..
وبدون كلمات هدأت لتغيب عن الدنيا لسويعات .. لتنبسط يدها على ارض بارده .. بارده .. ترحب بها
إغماءه لم تشعر بها حين همست لها افكارها .. نامي .. نامي .. فأبستمت لها لانها تريدها ...
هي تريدها ... هي تريدها ... هي تريدها .... ولكن للابد .


************************************


غطى وجهه بكلتا يديه وقد مسح دموعه .. وابتعد عن الجميع في منأى عن عزاءهم له و لمصاب صديقه
وهو ليس معهم ..
لايريد ان يكون رجلآ يتحلى بالقوه والصلابه ويتكلم بثقه مرفوع فيها الرأس ..
لايريد ان يتحلى بالايمان ويسلم الامر بدون ان يكون واضحآ حتى في مشاعره ..

الا يدرك الجمع حوله لما هو حزين ؟
لم سقط مغشيآ عليه من اثر صدمه اثرت عليه ؟
فهو ليس قوي في هذه اللحظات .. لم يكن قويآ قط ..
فلقد كان يستمدها من وقوف رفيق غالي على قلبه .. ذاك الصديق الذي يحل دائما ازماته
و يوسع ضيقاته بكلمه وحيده .. او لمسه تعيد له ثقته بنفسه .
يقولون انه قاب قوسين او ادنى من الموت .. انتظروا غدا او بعد غدا او لعل ساعته تحل اليوم و ينتهي كل شيء
سلموا الامر للباري فلقد رفعنا ايدينا نحن بنوالبشر ..

لايستطيع ان يتحلى بالصبر من اجله فهو لايعرف الصبر قط .. جربه مرة في فقد والديه وبالكاد بلغ حياته
حتى وقته الان ..
لايستطيع ان يسد فراغه .. فهو ليس مثله .. ليس مطلق ..
فذاك الطريح هو من سانده في حياته و اعانه على احزانه
كان خير رفيق في دنياه ... وخير خل لقاه في الحياة ..

رفع رأسه للسماء يدعو بصمت ..
يدعو ويأمل ان يحل الله ما تعقد عليه في اموره كلها ..
لتأتيه رساله اخرجته من تأمله .. ويفكر بإنزعاج بإغلاق هاتفه لانه لايحتمل تلك المهاتفات التي تسأله عن حاله
صاحبه وهو اجهل الناس بها ..

" تحلى بالصبروالامل ... ففرجه الضيق في خرم ابره ... كن حسن الظن بالله .. توكل عليه لن تحزن يومآ
شفى الله صاحبك وانعم عليه بالصحه والعافيه اجلآ غير عاجل "
زوجتك ..

ابتسم .. بحزن .. او ليس لهذا يمني نفسه بأن يكون بخير بعدها ..
وعد ياصبر وتوشحني واسكن فراغاتي الكثيره ..
وامتلآ يا بوح و بعثر سكوني الممتلآ جوفي ..
وتصلبي يا قوه بداخل عظامي و جمديني ..
فاليوم صعب وبعده اصعب ..وبعده لا اعلم مايكون عليه حالي .

الكل يرجو مني طاقه لااجدها .. ولا اعلم كيف ستتمثل بداخلي ..
خوفي ان افقد كل شيء في لحظه فقده هو ..
خوفي ان لا اتحلى بكل شيء هو لي وقتها ..

يارب الهمني الصبر .. يارب الهمني الصبر .



*****************************


توقف امام باب حجرتها ولايقوى على الدخول .. منظرها المصدوم كسرت همته بداخله
وارهقته وكأنه اصبح عجوزآ في ثانيه واحده ...
كل احزانه قد التقت في حزن ملأه وجهها .. واظلمت بداخلها نور حياتها ..
شعر بها تستسلم من اول موقف ..

ابتعد عن الباب و قد شعر برغبه في التعبير عن مشاعره ... ليس سهلا عليه
كانت فجيعه لاتحتمل ... لايعلم كيف تماسك حتى الان ؟
ذلك الاتصال السريع .. و الخبر المزعج الذي هب من اجله الجميع ..
الامر يستحق .. فإستعصاء المشاعر غير ممكنه في هذه اللحظه ..
شعر بالخوف .. لايعرف كيف يتعامل ؟
افجعته اخته اكثر .. وهو لايحتمل تلك الصدمات مرة اخرى ..
فكر في الكثيرين ان يحلو مكانه .. فهو اضعف من ان يلملم شتات اخته..
والدته .. نجمه.. سلوى كانت خياراته الضائعه التي لايجد لها صدى هو انه الوحيد الان في الواجهه ..
كل القرارات التي يجب ان تتخذ في حقها ... بيده هو ..

سحب نفسآ يزعزع فيه غصه تراكمت بحاجه للبكاء .. والابتعاد عن الجميع للصراخ
والاستكان لروحه التي تحتاج لتفريغ الكثير من الهموم التي تراكمت تواليآ ...


ادار كرة الباب .. ليتمهل في رؤيتها مجروحه مستكينه لغيبوبه الحزن التي لجأت
لها .. ليس هناك مايستعجله .. ؟
وقف امام سريرها وعينه على دمعه التصقت برموشها .. هي بالكاد تغفو اذا اصاب احد
مكروه .. فما لها الان تلجأ للنوم حلآ لاحزانها ...

اختي .. كان الله في عونك ..
فمصابك جلل .. لا اريد منك الكثير لتبقي معي في حياتك ..
كوني فقط صبوره .. هذه هي الحياة قد اخذت منا احبابنا في غمضه عين ..
و ليس لنا ان نرفض رحيلهم .. او حتى نعترض .
كوني متفائله و شكوره .. لان الله يأخذ ويعطي .. ولايحرم عبدآ من نعمه قط ...

تأمل وجهها الشاحب ..و هو يقرآ المعوذات ليقر عقلها و تفطن بأن ماتعيشه هو الحقيقه ..
مترنحآ في احزانه هو ايضآ .. يدعو الله ان يسهل عليهم ما اصابهم ..

لتقاطعه الممرضه التي دخلت لتطمئن على حالتها ... فسألها عن صحتها ..
لتجيبه : الضغط منخفض عندها .. رغم انه في خطوره على حملها لكن هي حالتها الان مستقره ..
على العموم الدكتوره بتمر عليها و تتطمن اكثر على حالتها ..

جفل سعود من دخول امرأه العاصف وهي تلهث .. لتقترب من ليلى ..
لتسأل : كيفها .. لايكون صاير شيء للجنين ؟
اجاب سعود وقد ابتعد قليلآ عن السرير ..
: الحمدلله .. كلهم بخير . ..
رفعت رأسها وقد تبادلت النظره مع سعود ومع الممرضه لتقول بسرعه ..
: اسفه .. انا سمر يا سعود .. تقدر تروح ترتاح ان بأبقى عندها .. واذا احتجت لـ.....

توقفت عن الكلام فجأه. . الاحتياج .. هذا هو الحبل الذي التف حول عنقها وافقدها لغه الكلام ..
اخيها في الطرف الاخر وزوجته تشاركه المكان ... ترنحت كل كلماتها ولم تتبقى الا الدموع اجابه
في الفراغ المناسب ..ليفهمها اصحاب الالباب .. بأنه لم يعد هناك حاجه للاخذ والعطاء في المساحات الفارغه ..

اومأ براسه وكأنه سمع الكلام حتى نقطه النهايه وفهمه جيدا .. وانصرف بلا اي كلمه تزيد على الوضع
لانه لايحتمل ...


***************************


رمشت للمره الاولى والثانيه .. و استبعدت تلك الاصوات التي تسمعها بأنها في حياة
دنيا .. لاتريدها .. لعلها اصوات بني ادم وهم يضعوني في قبري و يودعوني ..

تذكرت .. ولعلها تنسى بعد غيبوبه النسيان القصيره .. لكن كيف تنسى .. فروحها تصرخ داخلها
وقلب متوجع .. متوجع ذلك الوجع الجسدي الذي يجعلك تجفل فجأه وكأنه اصيب بنقره ابره حادة فجأه
يدمي .. يدمي .. يدمي ولا احد يعلم ...
إلتفت حولها لتجد والدتها تجلس ملتفه بعباءتها السوداء ساجده على الارض ... وهناك سمر يعلو صوتها تارة
بالقرآن و تارة يخفت بشقهات بكاء لتعود بعدها القراءه ..
إلتفت للجهه الاخرى غير راغبه في التنبؤ والسؤال .. كم نمت ؟
وكم فات من الدهر وانا غائبه عن الحي والميت ؟
و ماذا حدث ؟
هل انتهى كل شيء و صار الزمن ماضيآ كفيلآ بالنسيان ..
ام لعلي في البدايه بعد ...

ارتفع صدرها بـآهه استعصت على الكتمان قد انفجرت في الوجود الصامت و تمردت عليه راغبه في التحرر
من سجونها .. لتنطق بما ضاق الصدر ان يلزم به ..
لتنهض والدتها من على سجادتها فزعآ .. تترجم خوفها بدعاء تصاعد طويلآ ..
:إسم الله عليك يابنتي .. اذكري الله .. اذكري الله يايمه ..
توالت شهقات الخوف التي هزت سائر جسدها وقد سمحت لنفسها ان تضعف .. ان تفكر في حقيقه الوضع
بأن ماحدث هو واقع مجرده من كل الاكاذيب ..
بصوت باكي من والدتها التي انكسرت برؤيه ابنتها الوحيده تصارع الاحزان .. بضعف لايطيقه لا الروح ولا الجسد ..
: ليلى .. اصبري يايمه .. مابعد الصبر الا الفرج..

توقفت عن الحركه .. وحتى الدموع التي اغرقت وجهها قد علقت بين اهدابها متمهله ..
و ليقف كل شيء حولها .. و ليتقدم الصبر ..
متى يأتي الصبر ويتلحف أحزاني ؟
الصبر .. وآآه ياصبر ..
لتصلب مشاعري و تحولها لرفات ان شئت .
لتسقيني من جرعات لاحتمل .. مايمكن ان يقدم إلي ..
لاكون واقفه على ارضك .. لابد ان تمنحي بعضآ مما لديك ..
فأنا كالطيف سرعان ما تبددني الاحزان .
ويبعثرني الضياع في طريقه ..

نظرت في عمق اعين قد اغرقها الحزن من قبل .. بشفافيه رقيقه قد تغلفت بأحزان كثيره ..
كيف احتملت يا امي ؟
كيف احتملت .. كيف امكنك المضي والنسيان ..
كيف نبض قلبك مجددا للحياة وعادت روحك تسكنك ..
أهو الصبر ما تتكلمين عنه ..
هل استوطن ضعفك وحول بؤسك لامل تعيش فيه الاحلام .. .
هل انساك ابي .. هل فعل ..
لكن انا .. لا اريد .. ولا استطيع ..
لا اريد ان اكون اخرى بدونه ..
ليس عصيانا مني اوكفرآ .. فقلبي يأن ياامي .. يأن .. واقسم اني اسمع اناته ..
لا احتمل فقدانه .. هو مني .. بداخلي .. يسكنني .. فكيف اهجره هكذا ..

اخبريني بإختصار .. هل هو بخير ..
هل الم به الالم و سكن به حتى اخضعه ..
هل تحاولون ان تقولوا وداعآ من غير صوت ..
أسلمتم هكذا دون بقاء ..
دون امل او حياة .. اسكنتموه الارض من الان ..

ارتجفت شفتيها لتقول بصوت اثقلته الفجيعه ..
: ودوني له .. ابشوفه ..

تكلمت سمر التي بالكاد نطقت .. والتي اسكتها الموقف طويلآ ..
: ماتقدرين تدخلين له .. هو في العنايه ....
لم تبالي بكلامها .. لتقول بإلحاح اكثر وقد استعدت للنهوض معارضه كل شيء ..
تكاد تخلع الانابيب الموصله بإوردتها .. لتهب امها لمنعها و تهدأها ..
: الله يهديك يايمه .. لك نايمه وقت طويل .. قومي توضي وصلي وسدي جوعك بلقمه .. اذا كان مو عشانك
عشان ولدك اللي في بطنك .. وبعدها ربك يسهل عليك ان شاء الله .

هدأت انفاسها وهي تفكر .. لستند بيدها على والدتها التي لبت طلبها بلهفه وقد وجدت
اجابه سريعه على مقترحها ... لترى ابنتها وقد لجأت للصمت .. والهدوء فجأه ..
تصلي مافاتها .. و تطيل في سجودها وارتعاشات تصاحب شهقاتها الباكيه ..

من غير الله تلجآ إليه بعد ما قلت حيل البشر في انقاذ ما استعصوا عليهم انقاذه ..
وحده قادر على كل شيء .. قادر ان يخرجهم من عمق اليأس الى فسحه الامل ..
فسبحانك ربي ما اعظم قدرتك و مااجل شأنك ..
سبحانك ربي .. ما اكرمك و ما أرحمك على قلوب عبيدك ..
سبحانك ربي .. ما احكمك حين تقدر امرآ ليكون على عبادك ..


هدأت بعد صلاتها ولتسكين جالسه مقره بأنه بين يدي الله في عنايه الهيه تفوق عنايه البشر ..
لتقول بعدها بهدوء عجيب ..
: ودوني له الحين ...
ليسمع الاخرون كلامها بدون احتجاج او رفض .. هذه رغبتها وهذا ماتريده فليكن لها ذلك ..


******************************


لم تبالي مالوقت الان .. ؟
كل شيء تراكم عليها وخذلها الصبر والنسيان الذي كان ترجوه ..
اساسآ من يصبر في هذا ؟
إلى متى تنتظر لتفجع بخبر شديد ... صباح اليوم كان شديدا على المرء ان يتحمله ..
كانت تضغط على الجرس وتركل الباب بقدمها ولايهمها ذلك الواجب الاخلاقي في دخول منازل الاخرين ..
وبمجرد فتح الخادمه لها وهي مذهوله من الدخول العاصف لها ...
لتسأل و قد امتلأ وجهها بكل المشاعر ..
: وين فاتن ؟
اشارت الخادمه بصمت نحو الاعلى لتأخذ الاخرى طريقها بكل ثقه .. وتدفع باب حجرتها
لتقفز تلك الاخرى فزعآ .. وقفت في مواجهتها مواجهه غير عادله .. واكتفت بالنظر اليها لتتساءل
من اي البشر هي .. ليندس الشيطان فيها على هيئه انسان يصنع زيفآ و خرافه لكل من حوله .. ؟!!
هتفت فاتن بخوف ..
: اريام .. خير ايش صاير .. وشفيك وليش وجهك صاير كذا ؟
اجابتها اريام وقد خذلتها قوه لتكشف الخديعه بستار من الصدمه التي الان شعرت بقوتها

كم هو جارح ان تستقبل الضربه الموجعه والقاسمه للحياة من اقرب الاقربين والذي كنت تستدير له
بكل طمأنينه ليغدر بك ويغرز مديه الخيانه في ظهرك ..

استقرت دموعها في تجويف عينيها .. تكبحها بشده .. وهي تهز رأسها بأسف ..
تصارح نفسها بأن من الغير المقبول ان تذرف دمعه من اجلها .. فهي لاتستحق .
لايجب ان تمس براءه دموعها ..بتلك النقطه السوداء التي لطخت بياض الصدق ..
فأمثالها لايستحق شيئآ ...

تقدمت منها .. لتضع كل جروحها و ألمها وحزنها وكل مشاعرها المخدوعه في اشباه انسانه .. وتصفعها بشده ..
صرخت فاتن بإستهجان ..
: اريام .. انتي صاحيه ولامجنونه ؟ وشفيك ....

بحده صرحت بكلماتها ..
: مجنونه لاني وثقت فيك و دخلتك بيتي ... اثاري مو كل قريب يأتمن عليه .. حسبي الله ونعم الوكيل فيك
حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. الله .. الله ...
لم تنطق تلك الدعوه التي جرحتها هي قبلها .. " الفضحيه " لم العجله ..
فماهي الا مسأله وقت فقط لكي ينتشر الخبر كالدخان وتغمم الحقائق ويظهر ماتخشاه .. او نصف ماتخشاه ..

تمتمت بأسف شديد .
: والله اني اشفق عليك .. كان الله في عونك ..
تركتها اسفه على مجيئها منذ البدايه .. العقاب والثواب ليس بيدها ..
هي ماتفعل ؟
هل تطفئ تلك الشراره التي اشعلت نارآ لظى بداخلها ولم تنطفى ابدا ..
ام لعلها تنسى ..
لا هذه ولا تلك .. فالامور كلها سيان بالنسبه لها ..
هي من ستدفع الثمن غاليآ .. غاليآ جدآ ..
ان خسر المرء .. علاقه لتحسب لبني البشر بشيء ..
ولاتدر لها بمنفعه منهم ..
اذا خلف الله الارض ومن عليها و حان وقت الحساب ..
فلاوقت للتراجع او مداراه الاخطاء ..

تراجعت بعدما القت عليها نظره اخيره .. و بنبره مخذوله ..
: استغفري ربك .. واتركي عنك تصرفاتك الغبيه .. و عيشي باقي حياتك وانتي مرتاحه ..
رغم اني ما اظن انك بترتاحين يوم يافاتن .. وانسيني .. ولا اقولك انسي ان لك بيت خاله و اقارب
لاني مااتشرف بأن وحده مثلك تكون بمثل اخلاقك ..

استدارت خارجه قبل ماتوقفها فاتن وقد شحبت ملامحها وانسحبت كل قوه كانت تتحلى بها يوما
: اريام .. والله خوفتيني .. ايش اللي صار .. ؟

فتحت شنطتها ورمت عليها السر الذي تعاظم امره وانكشفت خفاياه ..
لتحدق اليه تلك وقد ابتدأ اول فصل من فصول العذاب .. لتتجرعه بمراره اشد في كل لحظه من لحظات فصوله ..
وتهمس اريام وقد استبد بها الندم و شعرت بالتقزز من كل شيء حولها ..
: هذا اللي صار .. شوفيه يا بنت خالي ..

وخرجت .. وقد سقطت عنها اعباء الامس .. وباتت اعباء اليوم اشد واقسى .
بدايتها صدمتان .. الاخرى اقوى من الاولى ..
هي انكتبت لها الحياة .. حياة اخرى لتعيشها بكل مافيها ..
من الامس تعلمت درسآ .. وعبره ستأخذه طيله عمرها ..

وكل ماترجوه الان الخلاص للجميع .. والحياة لاخيها الذي تفديه بحياتها ان شاءت الظروف ..
سحبت نفسآ عميقآ وهي تدخل منزلها .. و ان خفت حزنها لكن دموعها خانتها في هذه اللحظه
هناك مايستحق الان ان تذرفه ..
ان تبكيه وان تتنازل من اجله ..
كم هو موحش منزلهم الان ..
وكأن ضبابآ كثيفآ من الاحزان قد لفته ..
وغمامه كبيره من الظلام قد غطته ..
حقآ .. للاحزان دلائل خفيه .. و علامات ظاهره ..

جلست في الحديقه .. تبكي .. اخيها الذي هو بين يدي الله الان .. ولاشيء غيره تبكي عليه ..
لا مجال لان تكون هي او هم .. فقط هو .. هو ...

تذكرت شيئا هامآ من بين دموعها الصامته .. فهبت الى فعله رغم ان قناعتها تقول بأن لاحاجه بها لفعله ..
فلاحاجه للتبرر للغير مافعلته هي او مافعله الاخرون .. ألم تكن الاساس هي الثقه بالنفس ..
او مالخطآ الذي ارتكبته او سوء الفهم الذي صدر منها او من غيرها ..
لكن لابد من ذلك الامر لتزيل تلك العكره التي اصابت صفو حياتها ..
ولكي لاتمس شائبه اي كانت بمسمى اخلاقها وتربيتها الطاهره ..
فهناك من يستحقون بأنها تتفاخر بهم الان .. عائلتها .. والدها و والدتها و الاهم الان اخيها ..
هو من هيبته تلك تظلل حياتها بأمان .. وبوجوده او فقدانه ستكون له الهيبه مهما حدث ..


****************************


هبط قلبه للقاع وقد اقترب من صاحبه الذي غاب عن وجوده بشكل دارمي بحت ..
دخول مرتقب .. و استعداد حذر .. تعقيم وخلافه .. يقف ناظرآ مستنظرآ للحياة التي بدأت ضئيله جدآ الان ..
لا يفصله عنه الان سوى خطوه واحده ليهزه ويدعوه لمشاركته الحياة ..
لكن هل سيستجيب لهزاته و رغبته له بالعوده دونما فرار ؟!!
ارتجف فكيه وقد نظر له بشمول .. وقد تمزق فؤاده الى اشلاء .. وقد نام مطلق مطبق الجفنين
نومآ لا اراده فيه .. نومآ لا يرتجي فيه الحياة .. حتى الالم الذي ملأ جسده لم يعد يشعر به ..
فما الموت الذي يطلبه اكثر من هذا ؟

استجاب ناصر لتلك الاصوات المزعجه .. ناظرآ بخوف لتلك الاجهزه التي اخذت مكانآ رفيعآ في عالم الطب ..
نبض و طنين و عذاب لايحتمله اي كان ..
وقد امتدت الانابيب لتوصل بجسد صاحبه الذي لو اختار مابين هذه الحياة او الفناء لاختارالاخرى مستجيبآ ..
و مرحبآ ... ليس تهلكه من يريد بها انهاء حياته .
لكنه عجز ان يواجه حياته بمثل هذا الضعف ..
قدره قد خلقها الله عليها واعتاده .. ولن يتقبلها مهما كان ايمانه ..
وان اعتاد .. فيحتاج لوقت طويل .. طويل ولا يضمن فيه الارتداد ..

تنهد .. وقد همس بإسم صاحبه يناديه .. ليتكلم معه ..
: بتتركني .. من لي غيرك ياخوي بعد الله .. لمين تترك اهلك يا مطلق .. ارجع وانا اخوك
كلنا في حاجتك ....

شعر بأن لاحاجه لكلام .. ليس خوفآ من ان يمسه الجنون ..
أو حرجآ ان تقع عين مخلوق عليه ويشكك في عقليته
او عدم حاجه لقول ذلك .. لانه ليس هناك متنفسآ لحاجته ان يبوح بها .. ولن يجد صدى لقوله او اجابه لها ..
بل يأسآ استبد به للحظه قد مرت وتركت اثرها في قلبه ..
يأسآ بأن لاعوده ..
بأن لاطريق للرجوع .. ولاحياة يأملها وقد سكن الموت في حناياه ..

تأمل صاحبه وقد كره نفسه .. لذلك الضعف الذي لايرحل عن قلبه ..
لذلك الضعف الذي تحكم به .. وجعله مهزومآ ..
لذلك الضعف الذي سيطر على عقله واستبد بأفعاله وجعله يقع في الاخطاء رغمآ عنه ..

تهاوت دمعة من عينه لحاله هو قبل صاحبه ..
مقرآ بأن حالته الان لاتفرح ..
لو اتبشر من اجل الغد .. من اجل اعباءه الكبيره التي بدأت تتضح وتنجلي عنها غمه الاحتمال ..

واستدار عائدآ من حيث اتى .. مكتفي بنظره وداع اخيره لصاحبه الذي لم يشعر به حتى ..
متجاهل برغبته نغمه رساله قد صدرت من هاتفه ... يرمي قناع تكمم به و سد مجرى انفاسه ..
و ليسقط معه متهاوي بضعف .. ضعف كان لابد منه ليحاسب قوته التي هربت منه وهو في امس حاجه لها ..
واضعآ رأسه بين يديه وقد احتبس شهقات رجل .. رجل .. رجل .. سيخرج من قمقم المعروف عنه
و يهب نافضآ كل ماهو كاتم وخانق ومبعثر لرباطه الجأش ..
ويعبر عن حزنه بأبسط شيء عند الجنس الاخر ان يذرف ..
دمعه .. كانت هي حكايه حزن أليم قد سكن قلبه .. و بدأ يتفشى فيه كمرض مريع ..


كيف لحياتنا ان تتعلق بدون ادراك بشخص ما .. نعرف بالفعل قيمته ..
ولهذا من المستحيل ان تعود الحياة قيمه الا بقيمه وجوده فيها ..
آآه يامطلق .. نحن الان نبدآ في الانجراف لدوامه الحقيقه ..
الحقيقه المره .. التي هي بإختصار شديد هو فقدانك ..
فقدانك الذي بدايته فقدان عقولنا و أماننا في هذه الحياة المخيفه ..

استرجع صورته الثابته وهو يسمع اصوات قد اقتربت من الدخول .. ليسمح وجهه بطرف شماغه
متلبسآ الثبات والهدوء .. ليقف متأهبآ .. وينظر بثبات لاعين كانت فيها بعض من الهدوء والرزانه .. والقناعه التي يبحث عنها

بدون ان يفقد عقله وإيمانه ...
اومأ مرحبآ .. وبعدها اخفى ابتسامته لتلك التي تتنظر خلفه .. عرفها بسرعه وابدى تجهمآ ..
هو الرجل لم يحتمل فكيف بها هي ..
هز رأسه بلا .. لسعود الذي وقف حائلا بينه وبين مطلق .. وكأنه يقول في كلمات لايفهمها سواهما ..
: الحال ما يطمن .. ماتقدر تتحمل .. ارجع ..
لكن سعود عاد واجاب بخيبه ارتسمت على وجهه .. بأنه قرارها هي .. ولاحيل له في مجادله زوجه تشتاق
لرؤيه زوجها بأي هيئه كان ...

زفر مشاعر اثقلت انفاسه .. وابتعد عن الطريق ... راجيآ بأن تكون هي افضل مماكان هو عليه ..



**************************

مصيبه هـــ .....
لآ غديت بين حلمك و واقعكـ ..
لآ وآقعك .. يحتمل ..
ولآآآ حلمكـ يكتمل ... !!!


كانت تسير بمفردها والناس حولها يمشون .. ويقضون حوائجهم ويتحدثون ..
وهي تحادث قلبها و تتشاطر مع عقلها الافكار لعله ينصفها فيه و يتركها منتصره على الاقل ..
هدوء خارجها وسكون .. بعثره و عواصف تلعب بجنون بداخلها ..
وهي وحيده .. تتلاطم بها امواج مابين الشوق والخوف ..
مابين الصبر والجنون ..
مابين القوه والضعف الذي ارخى عضلاتها و هبط بقلبها القاع ..

نفسآ واحد وشهيق اخر تنشد العزائم ان تهب معها ..
وتتوسل القوه ان تقف امامها ..
خطوه وتتبعها اخرى .. و عوده للخلف و من ثم للامام ..
ولم التفصيل .. وهي الان في وكر تخادعها فيه الاحزان ..

فكرت في لحظه تردد ..
ذرف الدموع عادي في موقفها ..
البكاء والنحيب امر طبيعي ..
الصراخ .. خارج عن العاده لكن مألوف و ممكن حدوثه ..
الوقوع ارضا من هول الصدمه .. يحدث كثيرآ فلا حرج عليها ..
الصمت .. يبدو غريبآ لكنه صدمه في الواقع .. مرض نفسي يعود بالكثير من الالم ..
العوده .. والرجوع و معرفه نقاط ضعفك .. امر عقلاني يجب دراسته بتمهل ..
لاعيب فيه .. ولاخجل فيه من الاساس ..


الشوق والامل .. سلاح ذو حدين .. وحش بهيئه جميله .. يغدر بك في غفله من عقلك الحذر ..
والصعاب ... صعب تداركها إن لم تدرك انك مختلف .. مختلف في مواجهتك لتجاربك ..
متغير بتغير الظروف .. لااحد منا صامد للابد .. ولاحد منا معصوم عن الانحدار فيما هو متوقع منه ..
ليس الخروج عن المألوف امر مستحيلآ حدوثه .. الغير المألوف انك تبقى مثلما انت دونما تغيير ..


شعرت بالغثيان من تلك الرائحه .. تعقيم بلغ حده ليصل لانفها بدون رغبه في الدخول .
كان اشاره بخطوره الموقف ولكنها لم تتراجع ... متحديه الاشارات التي ومضت في طريقها ..
لكنها دخلت .. مصره و مصممه .. كتف بكتف .. مع اخيها تنشده سندآ وهو ينشدها أملا وصبرآ عظيمآ. .
عظيمآ .. لان القوه ستنسحب منه بمجرد رؤيتها له ..

و ما إن دخلت صور لها عقلها بأن الظلام يلتف بها .. وقد نفي اخيها من قربها
وبقيت هي ... وشخص اخر بعيد عن مراى نظرها بوضوح يقبع تحت نور ضئيل ..
لوهله ازعجتها سماع نبضه .. ولوهله عشقت تلك النبضات..
حيه كانت وان سكنت جسد يخيل اليها بأنه ميت .. ميت من النظره الاولى ..
صور مختلفه و الحدث لايتغير ..
أغمضت عينيها لتصدق بإن ماتراه هو حقيقه .. حقيقه .. تخافها كثيرآ .. تخافها حتى الموت
الموت الذي تحاول ان لا تراه وهو يقترب منه رويدآ رويد آ ..
نبض قلبها معه .. بل زادت حتى باتت تسمعها بضجيج عالي ..

هو .. هو ... و إن لم يكن هو .. فالصوره مدهشه
استنساخ هائل لصوره كانت لمطلق بهيئه مختلفه .. فيا سبحان الله ان كان يشابهه حتى ...

مايحدث امر طبيعي .. التفتت حولها تتساءل هل ماتراه امر طبيعي .. !!
بل عكس ذلك .. اقتربت اكثر متجاهله يد اخيها التي حاولت ان تثنيها ..
و مال رأسها بأسف على حاله ليست ما كانت تتوقعه ولو قليلا ..
و هدأت وهي تحاول ان تقنع نفسها بأنه امر طبيعي .. امر طبيعي ..

مطلق .. ذلك الذي رأت صدره العاري لكثير من المرات دون ان تجد ثغره فيه او حتى شيئ يعيبه ..
مطلق ذلك الذي وقف امامها بطوله الشامخ و ابتسامته النادره ..
مطلق . .. مطلق ... مطلق .. واين هو مطلق من كل هذا ؟!!!
سقطت دمعه لتستقر على فراشه وتختفي ..
لا ..ابدا .. ابدا .. ابدا.. الامر ليس طبيعي ..
ليس طبيعي .. ان يكون هكذا ..
ليس طبيعيا ان لا اجد مكانآ سليمآ استطيع لمسه فيه ..
ان لااجد موضعآ دون ان تتمركز فيه الدماء والالم ..


بكت بصوت مسموع و ارتجف وقد استندت على سريره وقد ارتخى جسدها للسقوط بعدما انسحبت
القوه من قدميها اولا ..
تحاول ان تنظر الى عينيه المغلقه وقد ضللتها الجراح .. و احاطت برأسه الضماد .. وبقع وكدمات هنا وهناك ..
لمست يده بدون اراده منه لتعود إليها اصابعها المرتجفه بخوف .. بخوف منه .. خوف من ان تؤذيه وتزيده ألمآ ..
خوفآ من برودته التي سرت في عروق دمه ..
خوفآ من ان الاشاره الاخيره التي تقول لها .. هل لك ان لا تصدقي الان كل هذا ؟

وهمست بإسمه وقد سقط فكيها بثقل لايحتمل ...
رفعها سعود من كتفيها ...
: اذكري الله ... اذكري الله وانا اخوك ..
ارتفع صوتها بصوت باكي وهي تذكر الله ايمانا به .. وايمان بالقضاء والقدر ..
بعدما اصابها بعضآ من اليأس بأنه الرحيل .. الرحيل الذي كانت تهاوده منذ قليل ..
ذلك اللي فغر فمه لينقض على مطلق ويهب للوداع الاخير ..

اوليست هذه الخلاصه .. الايمان .. بأن كل قدر اصابنا هو حكمه وابتلاء من الله جل في علاه ..
ولا مناص من ذلك ...

انطلقت شهقه معذبه من داخلها وهي التي حاولت ان تمنعها بشتى الطرق لكنها لم تستطع ..
اقسى شيء ان تودع شخصآ ما ببطء شديد .. رويدآ رويدا حتى تقتنع بالرحيل الاخير ..
وكأن كل شيء يجف فجأه .. و لا حياة اخرى تعيشها ..


هل سلموا الامر وانتهى كل شيء فلا يسعنا سوى الانتظار فقط تلك الكلمه للنهايه ..
هل مات اخيرآ ..
هل انعدمت حواسه بيننا ..
هل نجرده من الحياة هكذا .. كيف سيقوى قلبي .. كيف سيطاوعه على الرحيل بهدوء ..
لو شئت لارتحلت معه ولن اودعه ..
سأرافقه حيث يكون .. ولن ارضى بفراقه ..


ليلى اي وداع ذلك الذي تنتظرينه بعد .. يكفي ... يكفي ... يكفي ...
يجب ان تصدقي ان مطلق قد استعد للرحيل فأطلقي سراحه لتواصلي الحياة ..
هو معك في كل شيء .. في كل لحظه .. هناك في زوايا حياتك قد وضع تذكارآ ما فيه ..
في قلبك قد وضع حبآ .. قد رأيتي حلمآ في عينيه بأنك تسكنيها ..
ليس حكايه تلك التي ترينها بكل مافيها .. وليس مشهدآ تراجديا محزنآ بل يقطع نياط القلب من الحزن ..
بل هو لايتعدى الحلم .. حلم مبعثر كونته مسارالمشاعر التي تصدم فجأه فتهدم كل شيء في طريقها ..
ولاتضع اي حسبان اوقيمه كانت لها تلك البعثره ..
قوافي تسمعينها .. قوافي تسوقها قوافل الموت ..
مازال اللحن يتردد في ظلام الذكريات ..
تمدين يدك اليها ولاتعودين الا بحفنه منها .. تصيبك بالشجن والحنين ..
ومازال هو يعزف للامس البعيد ..
ومازالت نبضات القلوب تساق الى حواف الخطر ..

ومازلت وما زلنا ؟
أين الاختلاف الان .. الرحيل اليوم ام غدآ ,,,
بل اين فواصل الشبه والاعتراف ..فالروح والجسد على مفترقات الرحيل ..
تتدارك الخطى ...
وتهب كالريح بين قوافل السفر ..
تطايرت ذرات الذكرى .. لتجدد مقبره الوداع .. تفسح المجال هناك لهيبه الفناء .
رتبت قوافي الموت كما يجب ..
وابتدأ الطرق على ابوابها .. متوسله البقاء ..
لكنها مجبوره على الرحيل .. تتردد في الفضاء بعضآ من قوافي الموت ...

فراقك مسمار في قلبي
عذاب أن أحيا من دونك
وسيكون عذابا أن أحيا نعم ..
يبقى أملي الوحيد
معلقا بتلك الممحاة السحرية
التي اسمها الزمن
والتي تمحو عن القلب
كل البصمات والطعنات
كلها ؟



هكذا كانت البدايه .. فقط البدايه .. ولعل الزمن يسرع و ينجو بنا ام لعله يطمسنا في خطوطه الغامضه العميقه
وكان ماكان ولن يكون اين مما حدث خطأ او نكران ...
فمرت الايام تتلوها الايام و تلاحقت الازمان بعدها تتسارع تتواليآ لتكمل دائره اليأس وينقطع الامل ..
ولاتغيير لاي كان .. سوى خطأ في توقعات الاطباء بأن صمد مطلق اكثر مما كان متوقع له ..
وان تنبؤاتهم لم تتعدى سوى اخطاء علميه بحته هذا هو السائد فالارواح لاتؤخذ من الجسد إلا بيد من وضعها فيها ..
طال الزمن او قصر ..


خلاصه القول يااولي الالباب .. فليس هناك شيئا يقال بعدها ..

" يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاه ان الله مع الصابرين "



**************************




... < ضع أمنيتك في سجدهـ .. ثم انسها !
و اعلم ان الله لاينساها بل يؤجلها لحينها ..!!


بعد مرور ثلاث سنوات ...

وقت طويل .. قد اتضحت معالمه جليه للجميع ..
قد سكنوا الى الواقع الذي لا مفر منه وساروا مع ركب الحياة التي لانتتظر احدآ ..
هكذا هي الحياة .. وهكذا هو قانون الطبيعه ..
لاداع الى تخزين احزاننا والتوقف عن الحياة .. فهي لن تلتفت الينا متوسله ان نعيش فيها
او تشعر نحونا بالشفقه على قسوتها ..
لم يكن احد متحكمآ في نهايته يومآ .. فالحياة ماهي الا مجرد كتاب ..نعيش صفحاته بترتيب
ولايمكننا اختيار صفحتنا التي نشاءها .
وهذا مافعله الجميع ...


فتح لها الباب لتخرج بصعوبه وقد اثقلت ببطن كبير وبارز ..
اخفى ابتسامه شقيه تراقصت على شفتيه وادعى انه يرى شيء خلفها .. مهملا النظر اليها ..
يعرف كم هي حساسه في فترتها هذه .
لم تعد تحتمل اي جدال يرهقها ..
لايلومها ابدآ .. بل على العكس فهي تتذمر من حنانه المبالغ فيه معها ..
قالت بهدوء لايخفى فيه ابدا نبره غضبها ..
: تقدر تضحك .. لانه بعدين ماعاد فيه ضحك ..
بانت صفي اسنانه بإبتسامه واسعه... وهو يدافع عن نفسه ..
: مااقدر امسك نفسي كلما شفتك ... علشان كذا احبك واموت فيك ..
وقفت بجانبه وقد تنفست بصعوبه من ثقل حملها الذي لم تعتد تطيقه..
: ايه اضحك علي بكلمتين .. اشوف فيك يوم ... ؟!1
ضحك بصوت عالي هذه المره .. وهي تشق طريقها بصعوبه متذمره من اسلوبه الذي يزعجها به ..
لحق بها وقد التفت يده حول خصرها العريض .. قائلا بأسف ..
: فديت الزعلانين .. يعني ترضين اكون حزين ومبوز طول الوقت .. مو كفايه فخر لك انك مصدر ابتسامتي كل وقتي ..
ضاقت عينيها ثم شعت بإبتسامه عريضه .. ودفعته بلطف متجاوزته بخجل ..
: ابعد عني .. تأخرنا على الجماعه .. ايش بيقولون عنا ؟

ابتسم وقد شعر بحب عظيم ناحيه هذه المرأه التي احتلت جزء كبير من حياته واصبحت شغله الشاغل
وعلمته ان الحياة ممكن ان تكون جميله ان جعلوها هم جميله ..
: بيقولون اثنين يحبون بعض .. ومايقدرون على فراق بعض ابد ..
همست له بصوت خجول .. وقد اصبحت حياتها معه شيئا اخر ..
: الله لايحرمني منك ..

فتح باب فجأه ليحدق الاثنان في وجه صغير مستدير وقد تطاير شعره الاسود الكثيف ..
وقف الصغير وفي وجه ابتسامه ... وكأن ذعر لاكتشافه هروبه .. فأسرع عائدا من حيث اتى ..
قبل مايلحق به ناصر ويمسكه وقد ابتسم له ..
: حمودي .. مو عيب .. سلم على عمك ؟
تكلم الطفل بصعوبه ..
: بابا .. بابا ..
ابتسم .. و قد اخفى حزنآ بداخله وهو يتأمل شكلآ ظاهرآ واضحآ لهيئه صديقه ..
شعره الاسود وعيناه السودوان التي تحمل براءه تصهر القلوب ..
و بشره بيضاء ينسبها لوالدته اكيد ... يا الله كم يحب هذ الطفل اكثر من نفسه ...

قاطعته .. وقد رأت منه تحديقه الطويل بالطفل ..
: ناصر .. كنت افكر واقول لو جبنا ولد ماراح تحبه اكثر من محبتك لاحمد ..
ابتسم ناصر وقد حمل الطفل يلاعبه وذاك يضحك مستمتعآ ..
: هذا ولد الغالي .. كيف مااحبه ..

تجهمت وقد اعتراها الحزن هي ايضآ ... من بوحه المباشر ..
هي تقدر تلك المحبه التي يحملها لصاحبه وتعجب بها كثير في معظم الاحيان..
لكنها لن تساوم على حبه لاطفالها ومقارنتهم بالغير ..

ادركها ناصر وقد استشعر عن صمتها المفاجئ ..
: ودادي لا تتعبين نفسك .. الظنى غالي اضمن لك اني احبه اكثر منك بعد ..

ردت عليه بإنزعاج ..
: حتى انا ؟ بحب عيالي اكثر منك ..
ضحك لها وقد انزل الطفل الصغير الذي احمرت خدوده من كثره تقبيله واحتضانه
وقال بصوت حازم بعدما دنى لمستواه..
: حمودي .. لاتخرج من دون ماتقول للماما .. خلاص يا بابا ..
كرر الطفل كلامه مره اخرى وهو لم يستوعب مايقول ..
: ماما ... بابا ..
وانطلق مترنحآ في خطواته الغير متزنه ..
فعلقت وداد ..
: عاد بيفهمك .. .. كررت قوله خلاص يابابا ...

سمعت ضحكات البنات من الداخل فصرفته وقد اصاب قلبها الغيره من اصواتهن العاليه
التي تصل لاسماع زوجها ..
: روح المجلس ياناصر .. بوصي الخدامه تجيب لك القهوه ..

قفز حاجبيه يستفز فيه غيرتها الواضحه .. فرمقته بنظره منزعجه واغلقت الباب في وجهه ..
ليهز رأسه ضاحكآ .. ليدخل ويرى الجميع امامه .. الا صاحبه الذي غاب .. غاب طويلآآ ...

لايعلم لما يذكره كثيرآ هذه الايام. .
لن يدعي انه ينساه .. رفيق عمره كيف به ينساه بسهوله ؟
حنين وشجن قد هزت اغصان الذكريات وتلاعبت بها .. وهو ينظر لها في زوايا مجلسه ..
ليسمع الحوار الذي ارتفع بين ابو نايف و سعود ..
ليبتسم ويدخل متنحنحآ بصوته الجهور ليصرف اهتمام الجميع اليه راضيآ ..


**********************

كلمآ اشتاق لمن آحب ...
أأقول لقلبــــــــــــي ...
إخفق ~ برفق ~
فإن ..
" أحبتي قد سكنوآآ فيـــــــــــهـ "


وقفت امام خزانته لشيء ما تريده ولكن لاتعرفه ..
أغمضت عينيها محاوله ان تتذكر لكن الامر صعب عليها واجهدها فجلست على الكرسي مقابل للخزانه المفتوحه
والتي تظهر فيها ملابسه .. لتحدق فيها راسمه صوره له في كل ثوب قد ارتداه و لم يرتديه من قبل ..


دخلت عليها شقيقتها لتقاطع تحديقها ولترميها الاخرى بنظره بائسه .. ذكرتها بنظره فيما مضى
كانت لها مثل المعاني هذه اسى ممزوج بشفقه قد اغرقت عينيها ..

: ليلى تعالي كلي لك لقمه ..
هزت رأسها رفضآ وهي مازالت تحدق في الخزانه المفتوحه .. لتترك سلوى مابي يدها على التسريحه و تقاطع افكارها
بأن وقفت امام الخزانه وتقول بتوبيخ واضح في معالم وجهها ..
: انتي وبعدين معك .. بتموتين نفسك من الحزن .. بدل ماتدعين له .. تبين تلحقين فيه
وجدت اثرآ محزنا على وجهها لكن القسوه ضروريه لكي تحجب عنك الكثير من الالم ..
اكملت بعتب ..
: بقولك شيء .. تسمعينه او لا فأنتي حره ..انتي في امتحان كبير من ربك ..لانه قادر على انه يشفي زوجك
لكن اعرفي اذا ماكتب الله له الحياة ..فيه حياة ثانيه بداخلك هي اللي بتعوضك عن اللي بتفقدينه ,..



شعرت بأنها تهتز لتستيقظ من سباتها وتعود لواقعها لترى سلوى بوجهها المتورم من البكاء ..
سألت ليلى بخوف ..
: سلوى وشفيك ؟
جلست بقربها وقد اصابها اليأس فجأه ..
: تعبت من امي .. كل يوم وهي بسالفه جديده وعريس جديد .. والله نكدت علي عيشتي ..
ابتسمت ليلى وهي تضم يدها الممتلئه و تهدأ من روعها ..
: انا ودي اعرف بس انتي ليش رافضه كل اللي يتقدمون لك .. والله ان بعضهم ماشاء الله عليهم ماعليهم عيب .
هتفت سلوى بإنفعال ..
: مابي اتزوج .. هذا ماهو سبب كافي .
ابتسمت ليلى والتي شعرت بأن هناك سبب كافي بالفعل لديها لتقنع به و ترفض الجميع
وتهز رأسها بصمت ..
: طيب هدي اعصابك .. اكثر من مره اقول لك مابيصير شيء من دون شور جدي وسعود .
تنهدت سلوى ولكنها لم تشعر بالراحه ..
فانصرفت مستسلمه لبؤسها الشديد .. وتركت ليلى لافكارها تشد نفسها عن الماضي محاوله ان تنسى
لكنها لاتفتأ ان تنسى حتى تسقط قطعه من الماضي امامها لتسرده امامها دون ان تعلم طريقه لايقافه ...

تنهدت وقد عادت للتحديق مجددا .. لتقاطعها نجمه وقد امتلأ المكان بصوتها المنزعج
وقفت امام ليلى تتبادل معها النظرات .. تخاطب موجز مفهوم بين الاثنتين ..
صداقه لاتأتي وتذهب هباء .. صداقه يمكنها اختصار المسافات للتواصل والعوده من جديد ..

كظمت ليلى مشاعرها مكرهه وابتسمت لها ... لتصارح الاخرى بدون مقدمات ..
: وانتي وشفيك حاطه يدك على خدك و تبكين على الاطلال ..
حزنت لتلك الكلمات التي خرجت من فم صديقتها والتي اشعرتها بالفراغ فجأه ..
لكنها اجابتها بهدوء يماثل ماتعيشه اللحظه ..
: كنت افكر بأشياء كثيره ..
قاطعتها تلك بطريقه فوضويه ..
: ادري كنتي تفكرين في مطلق .. اساسآ متى تقدرين تنسينه ومتى تتذكرينه احسك طول الوقت جالسه تتذكرين فيه
وكأنك تعذبين نفسك ... ياااختي ليش احسك غير كل النسوان ..

ابتسمت ليلى و سألت ..
: يالله انتي الثانيه وقولي اللي عندك .. اكيد فيه شيء مزعلك ..
انتظرتها للحظه وكأنها تبحث عن شيء او بالاحرى تحاول ان تكظم غيظها ..
: هو في غيره .. اخوك اللي ذابحني ..
ليلى بهدوء ..
: ايش اللي صاير الحين . . ؟
زمجرت تلك .. بصوت ناقم بالفعل ..
: قاهرني ببروده و رافع ضغطي .. كل ماقلت له شيء عاندني .. مايحب يسمع الكلام .


تأملتها ليلى وتركت مكانها لتوقف بجانبها ..
: انا اشوف انك عنيده .. نجمه .. لازم تفهمين ان الرجال مايحبون الواحده اللي تستغل نقطه ضعفهم وتعاملهم بطريقتك.
هتفت نجمه بدفاع ..
: اي نقطه ضعف تتكلمين عنها .. . انا اساســ ...
قاطعتها ليلى ..
: سعود يحبك .. ومايحب يزعلك .. لكن لاتعاملينه بدون احترام .. لانه في لحظه بينسى حبه لك .

لانت ملامح نجمه .. لتمسح عينيها قبل ان تجتمع فيها الدموع وتحاصرها ..
: والله ماكنت اقصد ان اقلل من احترامه ..
ليلى : انا فاهمه .. لكن لو غيرتي معاملتك اكيد بيتغير .. وقولي ليلى قالت ..
ابتسمت ..لها لتكمل الاخرى ..
: هذا اللي كنتي تسوينه مع مطلق .. انا اقول ...
اسكتتها ليلى بحركه من يدها ..
لكن نجمه لم تقنع ابدا .. لتتحرك خلفها بدون يأس ..
: وانتي ليش زعلانه و حابسه نفسك عن الناس .. ؟ ترى وداد جات و البنات ماقصروا في المطبخ
وهذي ماهي عادتك تجلسين لحالك ..

قاطعتها ليلى بهدوء اصبح طبعآ سائدا لكل مشاعرها وكأنها تحارب ضعفا بهذه الطريقه ..
:الحين انزل .. انتظريني شوي ..
كانت في طريقها الى الحمام .. لتسأل نجمه التي وقفت امام المرآه .. تتأمل نفسها ..
: شفتي احمد في طريقك مع سمر .. تركته معها ..
لوت فمها بحيره وبعدها قالت ..
: مااظن شفته معها لانها كانت في المطبخ مع خديجه ..

تأففت بإنزعاج .. وخرجت تبحث عنها لتجده في طريقها مع وداد ..
ابتسمت براحه وهي تضم وداد وتسلم عليها بحراره ..
: والله هالولد مجنني ..وسمر هذي مافيها خير .. احطه في عهدتها و تتركه يروح عنها
وداد بإبتسامه وهي ترقب حركات ذلك الصغير الذي اسر قلوب الجميع ..
: ماتصدقين وين شفناه انا وناصر ..

تدخل ذلك الصغير وهويشد ملابس والدته ... مثيرآ ضجه بكلامه المتلعثم ..
: ماما ... بابا ناصر .. دا بابا ناصر ..
جلست ليلى لمستواه ويدها تداعب شعره لتشعر بفقد فجأه .. لم تستطع ان تكبحه ..
: قول عمو ناصر مو بابا ..
هتف الصغير بحماس ..
: بابا ناصر ..
ابتسمت بإنزعاج لتعيد عليه ..
: لاتقول بابا .. قول عمو ..

ابدى الطفل تذمرآ واضحآ لتصرخ عليه منفعله ..
: مو كل واحد تشوفه تقول عنه بابا ..
تدخلت وداد بلطف .. تهدأ من انفعالها ..
: ليلى .. هدي نفسك الموضوع مايستاهل ..
وقفت ليلى و هي تحرك شعرها بفوضويه لم تعتدها ..
: لازم يفهم مو كل واحد يناديه بابا .. تعبني ماعاد يعرف من خاله ومن عمه .
علقت وداد بلطف ..
: اكيد بيفهم .. لكن صبرك عليه ..

شعرت بأن الضيق قد احتل جزءآ كبيرا في قلبها لتنصرف تاركة وداد مع طفلها الباكي ..
تحاول ان تبتعد عن الجميع و تخاطب نفسها بأن تهدأ ولو قليلآ ...
ان تتمالك مشاعرها وتعزلها عن الاخرين .


عادت مره اخرى الى حجرتها .. لتقف بعدما سمعت ضحكه نجمه الخجوله التي لاتسمعها كثيرآ ..
وتقف تسمع ذلك الجدال المحبوب بين الزوجين .. ذلك الجدال الذي اشتاقت له مؤخرآ ..
لتطرق دمعه باب لاشتياقها .. مدعيه السلام ولاغيره ..

***************************


أصبح الصوت واضحآ ونقيآ وهي التي تجاهره فجأه بحبها ..
لم يمض على زواجهم الكثير لكنهم على الرغم من ذلك يبدون وكأنهم متزوجين منذ وقت طويل ..
هدأت أنفاسها وهو الذي لم يستوعب ماقالته بعدها ..
سأل بهدوء ..
: ايش قلت ؟
ارتفع صوتها بإحراج ..
: سمعتني اكيد مالها داع اعيدها مره ثانيه ..
ابتسم بإحتجاج ..
: لا ماسمعتك .. عيدي اللي قلتيه ؟
شعر بصمتها للحظه لتنطق بإندفاع ..
: أنا احبك ....
زادت ابتسامته اشراقآ وقد استجار بالجدار ليسنده ومشاعره التي كادت تجن ..
: اممم .. صراحه فاجئتيني .. نجمه واخيرآ تعترف بحبها .
كان ينتظر منها ردآ قاسيآ لكنها اجابته برقه غريبه عليه ..
: لا مفاجآه ولاشي .. مادام فيني نفس بقولها لك دائما حتى تزهق مني وتقولي انت اني ما اقولها لك مره ثانيه .
اشتعل شوق بداخله لرؤيتها .. فهمس لنفسه بأن اصبر على مشاعرك وتمهل في فهمها جيدآ ..
ليجيب بهدوء ..
: وانا مجنون علشان اطلب منك طلب مثل هذا .. ماتقدرين تطلعين شوي ؟
ضحكت برقه وقالت ..
:ليش علشان اصير مسخره للبنات .. خلنا كذا احسن ..
قاطعها بلهفه ..
: لو قلت لك مشتاق لك .. بتختاريني انا ولا البنات ...
شعر بصمتها طويلآ .. عندما تحرك من مكانه ..
ليقول حينها مقتنعا بعذرها ..
: خلاص .. اكيد بشوفك بعدين ..
قاطعته وهي تلهث وقد اصبح صوتها اكثر وضوحا,,
: لا وين رايح ؟ نسيت اقولك اني غبيه لو اخترت البنات عليك .. مافي احد يهمني في الدنيا غيرك ..
فلاتطولها وهي قصيره عندي ..

ضحك لتشاركه الضحك .. وليرتفع اصداء ضحكتان ممزوجتان بجنون وعشق غريب ..
إلتفت وراءه ليجدها تقف امامه باسمه .. متلاعبه بإعصابه هذه الشقيه .. لم ترسي به الى بر قط دون رحله
متعبه ... زفر نفسآ مريحآ واقترب منها خطوات قليله .. تاركآ كل شيء خلفه ..
يفكر في تلك الاتعاب التي ولت .. تلك العقبات التي واجهته في حياته مسبقآ والذي تتوعده بالحضور مستقبلآ
وهي من تكون بقربه .. هي من تكون رفيقته في الحياة .. على الرغم من صعوبه طباعها لكنها بالنسبه
النكهه الذيذه التي يستسيغ الحياة بها ...



**************************



ياليت للصمت صووووووت .. وتسمعني ..
وياليت للخيآآآآآل صورهـ ... وتشوف كيف أغليكـ ....


جلست وحيدة بعدما انصرف الجميع متعجلون ..
اصابتهم حمى الشوق واللهفه لبعضهم البعض .. ازواج وثنائي في دجى الليل متخبطين مخمورين بلذه الحب والهوى ..
وهي وحيده حيث كانت .. حيث تجلس وحيده مع الصمت والافكار .. و زفرات مابين الحين والاخر ..
رفعت قدميها لتسند ذقنها على ركبتيها وتستمع بإنصات لحشرات الليل التي بدأت جولتها الليليه وتسامرها الطويل العقيم ..

انحدرت دمعه من عينها لم ترد لها ان تنحدر هكذا بسهوله .. لكن مالفرق ..
بكل الطرق سوف تبكي من وحشه اصابت روحها وذكرتها بالذي مضى ... نذرت لها عمرها كله .. و هبت لاسترجاع
ما فقدته .. لكن ما ذهب قد ذهب ولا فائده في البكاء على الاطلال غير جلد للروح و انتقام مرير من الصبر الحكيم ..

جاءها صوت من الخلف لينذرها بأن هناك من يسكن معها في وحدتها ..
: ليش جالسه لحالك ؟
اومأت برأسها وكأنها تجيب لنفسها ...
: كنت انتظر..
عاد ليسأل مجددآ ,,
: الليل بارد وانتي تبردين بسرعه .. ادخلي قبل ماتمرضين .
اجابته بهدوء وقد اصابتها بالفعل رعشه برد .
: ما احس بالبرد إلا وانت بعيد عني .. انت الدفا لحياتي والامان .. كيف تبيني احس بالدفا وانت بعيد عن عيني ..
سمعت تنهيده طويله خرجت من جوفه متقهقره .. وتلحقها صوت خطواته والعشب الذي يصدر تحت قدميه ..
ابتسمت وقد مسحت عينيها المبلله .. وسألت ..
: متى رجعت ؟
تسللت يده على كتفها .. تشد عضله قد توترت في حضوره وفي غيابه .. لتزيد ارتجافآ ..
لتميل بخدها عليها .. متحسسه ذلك الدفء الذي كان منه ..

اطال في صمته .. لتلتفت له .. وقد صنعت ابتسامه عريضه ..
ابتسامه قد اشتاقت لها .. لتجد ابتسامه منه .. ايضآ ... تفدي روحها لها من اجل ان تراها دائما ..
وسألت : طولت الغيبه .حمد لله على السلامه . ؟

تعرف انه سؤالها يجد جوابا سريعا لديه .. منذ الحادثه وهو يغطي اسفاره بنفسه ويقضي ماقد فات و خسره ..
من اجلهما يفعل مايعتقده انه صحيح ,, وهي تقبل بصعوبه وتعقد على نفسها بفقدانه في اوقات كثيره ..
تصبيها بعض الغيره وقد رأت ان الجميع مع بعضهم البعض وهي تنتظره وحدها ...
لم تنتظر جوابه .. لتقف على قدميها المرتعشتين .. و تستدير بسرعه إليه .. لتحتضنه بدون عناء
بدون مقدمات .. وبدون تحايآ قصيره كانت او طويله ..
لفت ذراعيها حول خصره النحيف .. متأكده بأنه هو من معه ..
ليس حلمآ من تعانقه .. وتتمسك فيه يائسه ..
ليس سرابآ من تحتضنه وكلها شوق بأن تصير معه ..

شدت من احتضانه .. ذلك الحضن الذي افتقدته طويلآ ..
وشعرت برغبه كبيره في البكاء بصوت عالي .. وقد تغير ما قد تغير ...
تغير شكلآ ومضمونآ .. وهذا مانقوله منذ البدايه ..
رفع رأسها بصعوبه .. سائلآ بلطف ..
: وانتي وبعدين معك ؟ ما اسافر الا وتشغليني عليك ؟

ابتسمت له من بين دموعها ..
: علشان تشتاق لي وترجع بسرعه .
ابتسم ليشرق وجهه في عتمه الليل وكأن الشمس اشرقت فجأه ..
: انتي جنبي واشتاق لك .. كيف تبيني اذا بعدت مااشتاق ..

سقطت دمعه شوق و قد احتوت وجهه النحيل بنظراته المحبه ..
و تلك الندبه اعلى عينه اليمنى .. تذكرها بالذي اظنى فؤادها وسلخ منها صبر كانت توده لو اتى ..
وعادت لها تلك الايام الطويله المعذبه ..

عرف مغزى نظراته تلك فقال محذرآ ,
: لا تتعبين نفسك في التفكير .. الحياة ماهي ملكي ..
اجابته بدمعه اخرى .. قد اعترفت بمكنونها ..
نعم هي تفكر بالحياة .. وتفكر فيه كثيرآ وتخاف من فقده ..
تخاف من الموت .. كما تخاف من الحياة ..
تخاف .. ان تلك الصوره تعاد مثلما مضى ولكن تختلف النهايه ..
نعم هو نقطه ضعفها الوحيده التي لا ترى فيها قوه ابدآ ..

عاد مجددا ليتكلم معها بحزم وقلبه يبنض بشراهه لتلك النظرات التي تجعله يضعف ..
: ليلى .. انا معك .. لاتفكرين في بكره ويش بيصير فيه .. خلينا في اليوم .. عيشي اللحظه ولا تفكرين كثير ..

ابتسمت لوميض عينيه .. وابتسامه تتراخى على شفتيه ..
بقدره قادر عاد الى الحياة .. عاد مجددا لتنبض مابين صدره الحياة الحيه ..
قلب قوي .. وجسد قوي قد اصابه الضعف لايام حتى تغير جسدآ ..
نحل واصابه السقم .. ولم يعد مطلق من يعرف بالنظر اكثر من معرفته شخصيآ ..
نعم قد تغير .. لكن روحه مازالت تعترف بأنه لم تتغير ..
هي تقول ذلك .. لكن من منا لم يصبه بعض من التحول ..
في نظرته .. انكسار .. انكسار ماآن يقدم حتى يطفآ شعله الحياة في عينيه ..
تجهلها هي .. وتخشاها ان تصب حياته كلها ..
في نظرته .. انهزام يخشاه ان يظهر ويعلن الاستسلام ..
لاتعرف الاسرار ولا تود ان تعرف ما معناها ؟
هو هنا بالحس جسدآ والروح قبل الجسد حاضره مستجيبه ..
هو هنا مابين ضلوع صدرها نابضآ متحركآ ..

و مافي الجسد من حياة .. ومافي القلب من نبضات ..
ستحبه .. اليوم وغدا وبعد مليون سنه ..
وستكون له لاغيره ..

أحاطها بذراعيه وقد قادها ناحيه المنزل وسألها ..
: حمودي نام ؟..
ابتسمت لتجيب بمحبه للوالد قبل الولد ..
: نومته بعد معركه معه .. هذا الولد مطلع عيوني .. تأملت عينيه لتقول بلهفه ..
: خالتي تقول انه طالع لك .. وصراحه مااستغربت ..
رفع حاجبآ محرجآ وقال مدافعآ بفخر ..
: فديت ولدي أحمد مطلق الغانم اللي طالع لابوه .. ..

ضحكت لتصمت بعدها فجأه وقد تراءت لها خطوات صغيره قادمه نحوها ..
رفعت نظراتها لزوجها .. الذي ابتسم سعيدآ برؤيه ذلك الصغير الذي اشعل فيه حبآ متفجرا منذ قدومه للحياة ..
واسرع نحوه .. يلتقطه بسرعه بين يديه .. يضمه ويشم رائحته العطره .. ويرفعه ..
وذلك الصغير مستسلمآ له .. يبتسم وكأن نومه تمثيله قد اهداها لامه التي تراقبهما بشغف وبحب عظيم ..

ابتسمت للحياة .. تدعو ربها ان يحفظ اثنين اعز ماتملكه ..
اشار لها بالاقتراب .. ليحتضنهما معآ .. محاوله ان يمحي تلك النظره التي يراها على وجهها ..
لم يحتمل بأن تصاب بنكسه اخرى وقد حمل نفسه عبء هموم قد اثقلتها ..
ماكان في الماضي طي الكتمان .. لن يبوحه لاحد .. رغم ان اللوم والضمير يمزقه .. يمزقه حتى الموت
لكنه بهذا صامدآ ..
لان ماكشفه في الماضي .. ليس سببآ يدعوه للثقه بها .. وبأن ماكان مفتعلآ من الاخرين ضدها اشهار لها بالصدق ..
لقد تعلم منها كيف تحب .. كيف يحيآ .. كيف يعيش بسلام مع من يحبه .. والاهم من كل هذا تعلم منها كيف يثق بها
بدون دلائل واثباتات بصريه تأكد له ..

اقتربت منه تقبله وتهمس له بشوق .. : آآآحبك ..
اعاد لها القبله بلهفه اكبر .. مصرحآ بحبه لاول مره .. وعلى العلن لايخاف احد ان يسمعه ولا يعاب عليه ..
: اظن اني احبك اكثر من حبك لي ..

اشرق وجهها بسعاده ليس لها مثيل .. متجاهلين كلا الاثنين نظرات فضوليه .. ومتلصصه عليهم في ظلمه الليل ..
ضمت من تحبهم بطوق من الحنان والشوق والامان .. وتركت الحياة تمضي .. تمضي عليها
كما مضت على غيرها من قبل ..


وهكذا مضت على الغير .. وهكذا على الحكايه ان تكون ..
على الجميع بدون استنثاء ..


مطلق وليلى ..
الحياه نكسات .. ومن منا لم تحبطه الحياة وتتأذى منها .. تمر علينا امور نجهل كيف نتخطاها ولكن في النهايه
تمضي .. المهم فيها .. ماذا نتعلم منها ؟
مطلق الرجل الاستثنائي .. الصعب .. المعقد .. قد تؤؤل لك الامور الى ماتخشى ان تفضح فيه نفسك وهذا ماحدث
اصبحت رجلآ اخر .. ماإن دخلت حياتك انثى بشفافيه الماء اسمها ليلى .. .لتسكن قلبك وتهديك أعظم هديه كنت تخافها
وهي الحب .. وكأن لسان حالهما قد اختصر كل الحكايه ليقول ...

أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ
أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ و لا أمْرُ؟

بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ
ولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ!

إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوى
وأذْلَلْتُ دمْعاً من خَلائقِهِ الكِبْرُ

تَكادُ تُضِيْءُ النارُ بين جَوانِحي
إذا هي أذْكَتْها الصَّبابَةُ والفِكْرُ

مُعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَهُ
إذا مِتُّ ظَمْآناً فلا نَزَلَ القَطْرُ!


سعود ونجمه ..
متضادان كالمغناطيس ...النقيض بعينه .. عفوي كالهواء و مجنونه كإعصار .. اسكن الله في قلوبهم حبآ يكاد يكون تعقيدآ
بليغ التشبيه بنسيج متشابك بألوان خلابه .. كالبحر حياتهم لاتتغير بكثره الامطار ..


وداد وناصر ..
بإختصار هما كشخصيات قصص من القصص الخياليه .. سندريللا والامير .. تلك الحكايه التي تنتهي ..
" وعاشوا في سعاده الى الابد " .....


والاخرون ... مازالوا يتقدمون خطوه للحياة التي يرغبونها هم ..
ريهام .. تزوجت من دون ان تعرف الحب الذي كانت ترجوه .. في علاقه تسودها الاحترام والألفه مع شريك حياتها ..
وهذا هوالاهم بالنسبه لها .. مازال حبها طي الماضي .. تتذكره اذا فاض الحنين وفتحت دفاتر الامس الدفين ..

جود .. مازالت تبحث عما يسمى الحب ذلك الذي يشعر به الاخرون .. على الباب يقف رجلآ ينتظر ردها ..
و هي الان فتحت روايات عبير واحلام تقرأها بشغف لعلها تستشعر بتلك المشاعر التي تجهلها ..


أريام .. مازالت مكسوره من الداخل .. تشعر بالخديعه .. صعبت لها الحياه ان تثق في اي كان .. تعلمت درسآ
مؤلمآ .. ذلك السر اصبح مؤتمنا عليه تدعي عدم معرفته .. وبما ان الفضحيه بإسمها فلايهمها احد سوى عائلتها واخيها الذي

وقف بجانبها وهذا هو الاهم .. من يعرف اريام يصدقها ومن يجهلها يصدق مايراه مفترى فيها ..
ولكنها استفادت ماكان خفي في نفس ناصر اصبح معلنآ الان .. اصبحت ثنائي مع طلال الذي باحت له بسرها
الدفين .. واستقر التفاهم بينهما ..



سمر .. .. تعلمت من الجميع درسآ .. تلك الشقيه .. اصبحت فيلسوفه على غفله من الجميع
تتعلم عظه وعبره دون ان يلتفت لها احد .. اهم اهدافها الان .. ايجاد شريك الحياة المناسب .. ومن غير المرجح للجيمع
ان تكمل دراستها العليا ..

زياد .. مازال يرسم الخطوط في هندسه طويله وعريضه معقده هي حياته .. يود ويرغب و اصبح قاب قوسين او ادنى ممن
يريده ..


سلوى : ما زالت تتعارك مع والدتها.. فيم هو الافضل لها ؟ وهي تعرف ان الافضل لها مخفي في قلبها .. تنتظره ان يبدأ
فيما هو مقدم عليه .. وان خالف توقعات والدتها فهو قد اختارها وهي قد اختارته برغبه منها .. لكنها مازالت تنتظره

سلطان .. ذلك العاشق المجروح ..لم يتزوج .. ولا يرغب في ذلك .. يدعي بأنه نسي الماضي بما فيه .. واضعف اسراره
هي حسناءه التي فقدها في غفله زمن اضاعه فيها .. مازال حبها محفورا في قلبه لم ينساها
ومشكلته الصعبه انه هو لايود ان ينساها بسهوله ....



فاتن .. ليس من الصعب ان اقول انها تهرب .. وممن تهرب في زمن تكاثرت فيه العيوب والذنوب وفي العالم الحر عالم النت
والبلاك بيري والماسنجر صعب ان يخفي الانسان عيوبه مهما حاولت .. يقولون انها ابتعدت لكي تصبح منسيه لكن كيف

تنسى وماان تضع في محرك البحث اسم فضيحه اريام الغانم حتى تنسدل صورها لتعمي البصر وتنقاد الى الحقيقه التي

اخفاها مطلق و اريام عن الجميع .. ومن يعرفها لايجهلها .. عقاب في الدنيا اجلا وعاجل .. وعقاب في الاخره منتظر لمن

لايخشى الله ولايهابه ..


وسام .. ذلك الراقص على معتقدات الاخرون وكرامتهم كانت له النهايه وكل النهايه ..
في جريده ما نقل عن واقع حي مشهود تصادم عنيف على جسر الملك فهد ..
اودى بحياه من كان فيه .. والله يمهل ولا يهمل .





**************************

النهاآآآآيه /

وكان يامكان .. في هذا الوقت .. كنت اتساءل ماالمشاعر التي نصيغها حقيقه .. ومالفرق بينها وبين الزيف ..

الشوق ... هاله من ضوء تحيط بقلب مرهف .. يتطاير كذرات الندى حول صاحبه ..
والحب .. ما أعظمه من حب ... كيف لنا ان نشعر ونتلذذ به ..

قرأت يومآ مقوله تقول .. من لايحب لم يذق يومآ طعم الحياة .. ..
احقاآ ما قيل .. ؟!!! لا اعلم .. فما هي اذن الحياة التي نحياها ؟!!!

و مالحياة التي يجب ان نحياها ...
هل تتعلق ارواحنا بغيرنا .. و تسكن اجسادنا لرفيقاتها ..
هل يكون مسمى الحياة ..رمزآ خاصآ لشخص كائن ما...

مالذي يجعلنا نفكر بأننا اذا عشقنا نهب حياتها بما فيها لمن نحب .... ؟
لن اكون قائله مجرده من واقعيتي .. لكني متأثره بما قد قيل ماضيآ ..
وتلك القصص التي حكيت عن العشق الذي امات الكثير من الاحباء ..
ظنى الفراق و الاشتياق الهب صدورهم حتى اصابتهم حمى اسكنتهم القبور مؤبدآ
لم اكن لاقنع حقآ ... لكني تأثرت .. وتساءلت حقآ هل يوجد مثل هذا الحب يومآ ؟
هل خلق الله اقوامآ ذابت قلوبهم تحت لهيب العشق والهوى ..

قرأت يومآ قصه لجميل بن معمر وبثينه هم من ابطال القصص الذين تعجبت من امرهم و بكيت من اجلهم
وتمنيت بأن تكون نهايتهم اسعد من ذلك .. لكن مالخلاصه التي يجب ان نأخذها
سؤالي الذي تردد كثيرآ ..
هل الحب موجود بالفعل ؟ لااريد ردآ مبهمآ او افتراضيآ او حتى ردا دراميآ عن هيئه سافره لحب هذا الزمن .
لكن هل تلك المشاعر الوجله و الطاهره بالحق تنبض بها القلوب ..

حاولت ان اصور كم هي الحياة غريبه حقآ .. بما اننا نصدق كل مافيها لكننا في النهايه نستعجب
ونتدارك اخطاءنا برفض قاطع لتلك الترهات التي نقولها ..

الكل كان صنع عقلي .. ولاحقيقه لوجود لاحد بينهم سوى مشاعرهم التي بت اشك في وجودها
سوى البعض الذي اوقن اشد الايقان بأنهم موجودون وبكثره و للاسف تتعمق انفسهم في وحل الشر و الخديعه ...


كانت هذه النهايه والحمد لله الذي اعانني عليها ...
.. نهايه روايه كانت كثيرآ جزء مني .. وقد دخلت معترك خطير معها مابين الالتزام من عدمه
اشعر بإنها اثقلت كاهلي كثيرا حتى بت اخاطب نفسي بندم على كتابتها .. لكن الان اشعر بفخر . لاني انهيتها بسلام
وقبلها انهيتها وأنا في عالم ليلاسي فخم اشعر فيه بالامتنان لكل من فيه ..
مشرفات لهن رونق خاص كالفراشات كن في منتدى عطر كليلاس فالشكر لهن على عطاءاتهن المتواصله .. و اعضاء

كلاخوات عزيزات على قلبي .. ممن تشاركن معي جنبات روايتي .. واحببت ردودهن وكن معي على الدوام
اكبر داعم واصبر رفيق في دربي ..

وشكرا خاص " للبنت العنقليزيه " التي كانت بمثابه العرابه في تميز روايتي .. فأشكرها حقآ لانها هي من كان لها الفضل
بعد الله في التعرف على مثل هذا المنتدى الراقي .. كسبتها اخت و رفيقه وكذلك الاخريات ممن تعرفت عليهم عبر بوابه
قصص من وحي الاعضاء .. الكثيرات ممن اخشى ان افقد اسما منهم اذا كتبته .. من كن ظاهرات لي او خلف الكواليس ..

وشكرا ممزوجآ بمحبه لاختي طيف الحلم التي كانت معي في كل شده وراتخاء قد اصابتني وان اكتب روايتي ..
وكانت تسهل لي ما يصيبني من تعقيد ..


وفي النهايه اعتذر عن كل مابدر مني من تجاهل غير مقصود او تأخر او إهمال مني .. سامحوني اذا بدر مني كل هذا ..
احبكن في الله جميعآ .. دمتن بخير وسلامه وسعاده لاتنتهي بإذن الله ..


كبرياء الج ــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية