كاتب الموضوع :
كبرياء الج ــرح
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
سلام من الله ورحمته وبركاته ...
تحيه طيبه الى الجميع ... كيف حالكم .. وحشتوني ...
مشكوره اراده يعطيك العافيه يا مشرفتنا الرائعه
وسوري على التأخير ..
** اثرني احبه **
شكرا حبيبتي على السؤال .. الله يعطيك العافيه .. تسلمين لي انتي وكل من سأل عني ..
القاك ..
البارت السادس والاربعون :
وَ علِّق للحبيب أكبر ( أحبَّك ) .. بالسِمَآء .. وَ إصبر ..
يجي يُومَه .. وَ يرفع نآظريه ..
وَ يذكر أحبَآبَه
. ..
.
.-
.
إبتسم .. إبتسامه واسعه لنفسه على نافذه زجاجيه تعكس صوره زاهيه له وهو في ابهى حله ..
يظن المارون به انه مزهو لنفسه لحد الغرور وقد ارتدى ذلك القميص القميص والبنطال الازرق ..
زرقه جعلت سماره الشرقي اكثر وضوحا .. فبدى وكأنه صوره لاحدى الاعلانات التجاريه ...
متردد في الدخول لاحدى المحلات .. و بالخصوص تلك التي كان يقول فيها سابقآ .. قطعآ ومستحيلآ والبته
و خطآ احمر داكن تحتها لدخولها فقط ... محلات نسائيه ..
لكن ذلك الفستان الاحمر بتفاصيله المثيره ... جعله يثبت مكانه دون حراك .. اغراء من نوع اخر ..
كانت ليلى من ترتديه ... هي من تجعله رائع .. هي من جعلته يبدو كتمثال امامه ..
ابتسم مجددا متخيلآ صدى لضحكات ناصر عندما يسمع بمثل هذا الخبر ..
سحب نفسآ عميقآ و خطا خطوه للداخل ... لتلفحه تلك الروائح العطريه الشذيه .. ولتنجذب
إليه اعين النساء كأنه دخل للتو حديقه فراشات وهو الدبور الغيرمرحب به ...
ابتلع غصه كبيره وبعثر شعره محرجآ ... وقد اقتربت منه احداهن ويبدو انها البائعه ...
: اهلا وسهلا ... تفضل ..
اشارت بيدها ناحيه المكان المزدهر بالكثير من الفساتين الملفته للنظر ....
قاطع تخيلاتها التي تجعلها تعتقد انه يدور كمتذوق و هو لايفقه شيئا في عالم النساء البراق ...
: اشكرك ... لكن لو سمحت ..ابغى مثل الفستان المعروض في الواجهه ...
تدخلت بإبتسامه : قصدك الفستان الاحمر ...
اومأ برأسه .. لتسأله اسئله كثيره .. فيما يرغب و مقاس محدد ..
شعر باختناق من تلك الروائح الانثويه والهمسات التي تعالت حتى اصبح يسمع المديح والثناء مباشره ..
انتظر تغليف الفستان ... و هو يخرج بطاقته المصرفيه .. ويترك جواله على الطاوله بعدما ألقى نظره
سريعه على الساعة ...
قبل ان يشعر برعشه تتسلل الى عموده الفقري لسماع صوتها الانثوي الهادئ الذي عرفه بالتأكيد
هنادي ابنه المدير لاغيرها صاحبه مثل هذا الصوت الممتلآ بالدلال ..
: استاذ مطلق ؟
التفت لها بحده كصوتها الذي اخترق مسامعه ... وتأمل ذلك البريق الكريستالي من عباءتها الفاخره ..
اعقبت وهي تتكآ على طاوله المحاسبه وفي يدها الكثير من الفساتين ...
: اخر مكان اتخيلك فيه ... ؟ فاجآتني صراحه ..
ابتسمت تلك الابتسامه الجميله التي يغرق فيها فوج من الرجال ..
ليجب بإبتسامه متوتره : حتى انا .. ؟
رفع رأسه بشموخ وكأنه بتصرفه هذا يتعالى على مشاعره ..
وأكمل : ما اظن المكان محرم على الرجال ...
نظرت حوله وسألت بفضول ..
: لا ابدا ..اكيد جاي تشتري هدايا .. وطبعآ لإخواتك اذا ماكنت غلطانه .. اذا كنت تحتاج مساعده تراني في الخدمه ..
ابتسم للبائعه وهو يناولها البطاقه ..
: اشكرك .. لكني تقريبآ انتهيت .. .. التفت ناحيتها وكمل بثقه ..
: اشتري هديه لزوجتي ...
فتحت فمها الصغير .. و التفت حولها بتوتر .. هل حقآ ماسمعته ؟
لكنها اعادت قوله بذهول : زوجتك ...
اخذ الفستان .. اومأ رأسه بإحترام متجنبآ النظر الى وجهها المتصلب ..
لكن قبل رحيله سألت سؤالها الاخير ..
: متى تسافر يامطلق ؟
رفع حاجبآ متعجبآ لامرها ... مرة تناديه بالالقاب .. والاخرى تجرده من لقبه وتناديه بصفه عاديه ..
مابالها ؟
ابتسم .. لينبض قلبها بين اضلعها بقسوه شعرت بالالم خلالها ..
: ليش تسألين ؟
اجابت بتوتر : نسيت العقد وموافقتك عليه .. احنا مازلنا مصرين على شراكتك ؟
اومأ برأسه بتفهم و اختصر قوله ..
: بكره .. ان شاء الله .. تحياتي لوالدك ..
لوح بيده وبعدها .. خرج من حيث دخل .. وللتو قد استديرت اعين النساء لامورهن وانشغلن بها
بعد ذلك الانقطاع القصير ..
وهي زفرت من داخلها بخارآ حارآ اذاب قلبها مع شرايينه ...
لمست موضع نبضها وسألت نفسها ..
ما بال حالك ياهنادي قد تغير عندما ترين هذا الرجل ...
تجهمت وقد بدت تطرح على نفسها سؤالا مهم ..
قصده بغدآ يسافر ام غدآ يحضر الى الشركه ويوقع العقد ؟!!!
ألقت بالفساتين بإهمال و تركتها .. بعدما فقدت الرغبه في التبضع بعد تلك الصعقه القصيره التي
صدمتها ... وفكرت بالمغادره .. قبل ان تلوح لها البائعه بشيء لفت نظرها واثار اهتمامها ..
************************************
ياليل لاتبكي فؤادي العليل ..
ياليل احجب عني تلك الاحزان المتوشحه في غياهبك ..
فلم اعد اطيق الصبر في انتظار الفرج ان يحل ..
ليس سوء ظني مني في أمل ينيره الله لي من جوف الظلام ..
لكني بت من الضعف ماعدت اقوى فيه على الاستقرار ...
كتبت الرساله بجهد بالغ الصعوبه ..كل حرف بمعنى ألم وكل ألم بمعنى جرح وتنازل وهزيمه
اقتنعت بها مؤخرآ وان كانت مازالت تعتقد انها ليست سببا رئيسيا بل تشاركت معه الاسباب ..
لقد قدمت الاضحيه الكبيره .. هي نفسها .. وكبرياءها الذي تهشم الى ألف قطعه ..
وقفت في وجه كبيرهم .. مالم تتوقعه هي نفسها .. ومالم يتوقعه احد منها.. ماكان يجب منها ان تفعله
منذ زمن طويل ..
صارعت خجل الانثى الذي يمنعها من المصارحه ..
في وجهه وقفت صامده.. تضع لنفسها قيمه .. بين كم هائل من الرجال ..
من اجله هو ... من اجل عودته قاومت كل الصعوبات وتحدت نفسها بينها ..
لم ترضى بأن يدفع الثمن بمفرده ..
وقفت على عتبه بابه .. تقدم قدم وتأخر اخرى ..
حتى شعر بوجودها فرفع رأسه ثم اخفضها بقوله ..
: ادخلي النسوان داخل ..
ابتسمت تحت غطائها وهي تقترب منه قليلآ ولعل ابتسامتها محرجه اكثر من جرأه اعتقدتها ..
فألح عليها بصوت منزعج ..
: اقولك الباب من هنيا ... انتي من تبين ؟
خرج صوتها مضطربآ ...
: انا نجمه ياعمي ...
هدأ العجوز مكانه وارتسمت ملامح السكون عليه .. ولم يعلق على وجودها فأستغلت الفرصه ..
: جيتك ياعمي علشان اقولك .. الذنب ماهو ذنب سعود .. الذنب ذنبي .. اخطيت في حقه ..
لو انت مكانه كنت سويت مثله واكثر ..
تنحنح العجوز وكأن قولها لم يروق له ..
: ماهو عذر يابنتي .. وماله لزوم انك تجين بنفسك و تخبريني بفعله .. الولد راح من شوره .. فارجعي لبيتك الله يستر عليك .
تنهدت بيأس لكن لم تستسلم ..
: عمي .. سعود رجال مافي منه .. والله انااللي .....
قاطعها الجد : وانتي ندمانه ؟
كانت نظراتها مليئه بالتحدي .. كانت مستعده للكذب لتشعر بالانتصار .. لكنها قالت ..
: الندم جاني من صوب اهلي .. لكن انا وسعود اخترنا و نتحمل ما جانا ... لكن اما انك تطرد سعود علشان يرجعني
فهذي عيبه في حقي .. مااقبلها ولو ابوي سواها ...
الجد بحزم : انتم ماتعرفون مصلحتكم ؟
ابتلعت غصه كبيره من التحمل فتراجعت منهزمه ..وقالت ..
: ولا انتم تعرفون .. انا مابي ارجع لسعود .. حتى لو جاء معك يالشيخ .. فالسموحه منك من الحين ؟
تركت المكان بوقاحتها المعتاد .. ضربت بكل شيء عرض الحائط وعادت متعثره ...
تجاور الجدران الصامته لتخزن دموع الخساره و الخذلان ...
اما عن الجد فأبتسم .. والمشكله انه ابتسم ولم يكن شيئا مما قالته اغضبه ..
شيئ من هذه الفتاه يعجبه .. تلك الروح المعانده .. تذكره بنفسه ..
تنهد مستسلمآ ... ولسان حاله يقول ما عاد باليد حيله يا عزيز ...
شعرت بألم يحيط بجسدها بعد تلك الدقائق التي استهلكتها معه ..
لم ينلها بعده سوى توبيخ والدتها على خروجها من غير استئذان و سكوتها الذي طال وصدع جدارن الكلام .. .
فتهالكت على فراشها وكأن الحمى بدأت تزورها و تلطف عنها مامضى ..
وكأنها ستؤجر عما اقترفته في حق نفسها وفي حق سعود ..
الذي مازال ذكراه ينهش قلبها ويدميه ... وهي تتابع بشفافيه تلك الكلمات التي كتبتها له لعله يفهمها
( هذي المره الثانيه اللي تاخذ فيها قرار خطأ في حياتك .. .. لا تتحجج بي كعذر للهروب
واجه الحياه برجوله .... وارجع لاهلك لانه لو فكرت تشوف مافي شخص يقدر يفرقك عن الناس اللي تحبهم
حتى لو كان الشخص هذا انا ) ............................
******************************
تقدمت منه والغضب يملأه على اهماله لها ايام طوال ..
شعرت بغصه كلمات تكدست في فمها .. ولو اتيحت لها الفرصه لن تعرف الصمت بعدها ...
ابتسم لكن لم يجد صدى لابتسامته لديها ..
ناصر بهدوء : يالله هاتي اللي عندك .. انا جيت علشان اسمعك ..
بنبره غيرمباليه ..: ماعندي شيء اقوله ..
تنهد وقال بعدما اقترب منها ..
: ودادي لاتسوي فيني كذا .. والله كنت مشغول ..
وداد : مشغول .. مافي مشكله عندي .. حتى انا كنت مشغوله .
مسح وجهه بيده وقال ..
: وداد .. ماهو معقوله اول مشكله في حياتنا .. مانعرف نحلها .
رفعت نظرها له ... وقالت ..
: قول لنفسك هذا الكلام .. انا ماكان عندي مشكله اتشارك معك اي شيء .. لكن انت من اول مشكله واجهتك
تغيرت معاملتك لي .. و لجأت لنفسك ..
مسك يدها بسرعه وقال ..
: وداد .. كل اللي يواجهني مشاكل المرضى اللي عندي .. وتعرفين السريه بيني وبينهم .
تأملته بنظره غير مباليه .. او بالاحرى غير مصدقه ..
فأعقب ناصر بيأس ..
: ارجوك .. لاتناظريني بالطريقه هذي .. حتى لو عندي ورفضت اقولك ماتصير مشكله بيننا ..
لم تبالي بكلامه .. فإنزعج من برودها تجاهه .. فترك يدها بجفاء
فاعترف بإستسلام : اجلت الزواج لان ماكان عندي الميزانيه الكامله لتغطيته .. تبين اقولك و تصغر صورتي
في عينك ..
اقتنع بأن مايقوله هو جزء من الحقيقه على الاقل ...
حزنت لتلك النبره الاليمه ..
: ناصر .. ليش ماقلت لي ؟ صورتك مابتغير من حبي لك .. على العكس .. كان المفروض تشاركني كل شيء .. .
ولانحط حواجز بيننا ..
ناصر : وداد انا من النوع اللي مااحب اشارك الجميع كل مشاكلي .. لازم تفهمين هالشي .
جاء دورها لتمسك يده بحنان ...
: انا مو اي احد ياناصر .. لاتحط الفروقات بيننا ... انا مستعده احترم خصوصياتك بشرط ماتأثر على علاقتنا مع بعض .
احتضن يدها بدفء و اقترب من وجهها ..
: الله يخليك لي ... و الحمدلله ربي رزقني بواحده عقلها يوزن بلد ..
ابتسمت واجابت بصوت اكتسحه الخجل ..
: عاد لاتصدق انت .. لاتحسب كل مره بمشيها لك ..
ضحك ورفع يدها لفمه .. لتنظر له بإبتسامه وقد اشرقت زاويه من الظلام كانت تجلس فيها لمده
انحجبت عنها شمسه الدافئه .. راقبت حركته التي لم تخطأ هدفها برغبه من ناصر ..
باغتها عندما سحب يدها ليشدها ناحيته و هي مدهوشه غير مدركه لتصرفه من البدايه
فقد غرقت فيه لامحاله ..
ابتسم بإنتصار وقد اقترب من هدفه .. ثغرها الباسم ومنطقها الجميل كانت كل مداركه هناك
مستغلآ جمال اللحظه لاول قبله في حياته لامرأه عشقها حتى بلغ بها مستويات الجنون ...
***************************
رقص على ازف الانتظار..
هلائك نبضيه تتوالى ..
أمل متواتر في الوصول ... لكن الى أين ؟!!!
مساء لا لون له هناك في الرياض .. جاف وحار و بلوغ من الملل حد الانفجار ...
وجو من الصخب حولها ... وهي ليست بوحيده في ذلك الجو المشحون ...
فأ ريام لاتبدو على حالتها المعتادة ... وسمر منغمسه في مغامراتها الشيقه مع التوائم ..
وهي تشعر بالضيق والاختناق .. تود لو تصرخ غضبآ وقهرا .. و مللآ ..
سألتها وفاء مرارآ واعادت والدتها تكرارآ لسوء مزاجها ... لم يكن بيدها حيله
ذلك الشعور لايطاق ... قبض محكمه من الضيق اعتصر قلبها..
مازال أمراخيها يحيرها .. ويزيد عليها مصاعبها .. لكنها وعدت نفسها بعدم التدخل بمشاكله
لكن كيف لها ان تقتنع وهي منفيه عن مسائل عائلتها لكي تناقشها بأريحيه ..
وصديقتها .. قد قاطعتها لتعاملها بالمثل .. فالحدود الان اصبحت شائكه و صعبه الوصول ..
هي تفهم الاسباب لكنها غير مقتنعه وبالتالي فهي مجبره على قبول ذلك ..
وماصعب عليها .. ذلك البعيد الذي من تركها وحيدها والهموم تحاصرها من كل جهه
وتعتصرها حتى اخر قطره من البقاء ... لم تعد ترى في اتصالاته الشحيحه التي يؤدي فيها واجبه
كافيه و راضيه ... كانت ترى فيه فراغ كامل معدوم التواصل ..
انغلقت على نفسها ... لتواجه كل مايصيبها بعزم .. بدون تدخل احد ..
استجمعت كل افكارها وهي تدخل مكتبته الكئيبة .. تحاصرها كم هائل من الكتب ...
حرصت على طلب كل مايلزمها لترمها الدراسي من مناهجها الجامعيه ..
ستكون جديه وتحرص على مستقبلها ولن تكون ضائعه في شتات الحياة والناس حولها يمضون ..
لقد قرأت مقوله ما في احدى الكتب " اذا كنت جادآ في التغيير فكن بطلآ وابدأ الآن "
ابتسمت وقد احتلت مكتب مطلق الكبير .. واستدركت نفسها بوحشه قد غمرتها وقد اصبح المكان مظلما
فجأه وكأنه لايرحب بغير صاحبه ... استرخت في عمق الكرسي الكبير .. و مسحت بطنها بحنان
وخاطبت طفلها بصوت عال : هذا مكتب البابا ياحبيبي .. ...
عدت على اصابعها كم يتبقى لها من فتره حملها .. اربع اشهر بالكثير و سوف يكون لها طفل صغير
يحمل تقاسيم ابيه الرائعه .. ضحكت بنعومه لتلك الافكار المسالمة ... ونقرت بأصابعها على المكتب المرتب ..
كم تحتاج لدفعه للامام لتمضي بطريقه صحيحه ...
وقفت تختار كتاب بين الكتب الكثيره ... ستختار كتبآ تاريخيه او ادبيه بحته يا أما عن الشعر او قصصيه ممتعه .
لتشغل به وقتها .. لكنها لم تستطع ان تركز ..وكأنها بذلك بعثره الاشواق على اعتاب حبيبها البعيد ..
عضت شفتيها وابتسمت بمتعه قد اجتاحتها .. نقرت بجوالها بأسمه المحفوظ لديها ..
واستمعت لخط متواصل للرنين طويل وبعدها ينقطع .. أعادت الاتصال ولا فائده ..
انطفأت تلك الرغبه في محادثته .. و تركت الهاتف .. على الطاوله لتعاود البحث متناسيه ماحدث ..
قبل ان يتصاعده رنينه هو .. ابتسمت تلقائيا لتلك السرعه في معاوده الاتصال بها ..
هتفت بتسرع : يعني ماتترك عادتك .. لازم تشغل بالي قبل ..
تصاعدت انفاسها وهي تسمع تلك النحنحه الناعمه لانثى ... وصوتها المغري يجيب ..
: انا اسفه . ...لكن مطلق نسي جواله في ............
لم تعد تدرك ما تفكر به او تقوله لكنها سألت بكل خوف ...
: وينه مطلق ؟ وينه زوجي لايكون صاير عليه شيء..
جاوبت تلك متداركه خطأها: انا اسفه اختي... زوجك بخير .. لكنه نسي الجوال في المحل ..
وانا ..... ؟
قاطعتها ليلى بفظاظه وقد بدأ يجتاحها كم هائل من المشاعر الجارفة ..
: وانت منو ؟ وليش جواله معك ؟
انتظرت معها لتلك اللحظه الموجزه .. فسألت بضيق :
: مين انتي و ممكن تقولي لي كيف تتصلين من جواله وانتي ماتعرفينه ؟
اجابتها هنادي بثقه : شفتك اتصلتي اكثر من مره فقلت اكيد بينشغل بالكم عليه ...
على العموم كنت بغلق الجوال ..
ليلى : ايه .. قفليه احسن .. ولاتردين على اي احد مادامك ماتعرفين ..
ضحكت هنادي برقه : هدي اعصابك يااختي .. قلت بسوي فيك خير .. صراحه ما اادري بصوتك هذا
كيف متحمل مطلق يسمعك ؟
فتحت فمها بإندهاش لتلك المتسلطه ...
فقالت برعب حقيقي لتلك الوقاحه التي هجمت عليها
:مالك علاقه في صوتي ........تجهمت لفكره شك سامه اصابت افكارها ..
وعادوت الكلام بنبره قويه : اساسآ كيف تعرفين زوجي ؟ والا انتي اللي تبيعين في المحل ؟
لو سمحت لو قدرتي ترجعين الجوال له بأسرع وقت يكون افضل شيء تعملينه ..
.. عضت شفايفها بقهر .. واغلقت الاتصال ..
وقد تغير مزاجها بالكامل .. وكل الايجابيه التي كانت تغمرها .. .تحولت لقوى سلبيه
دمرت كل نقطه تحول كانت تريدها لنفسها ..
من تكون تلك المتبجحه والتي انا متأكده ان صورتها يفوق صوتها دلالا و رقه ...
وكيف ترك مطلق هاتفه معها .. هل اصدقها .. هاتفها والمحل .. اي حجه قديمه تلك ..
هزت رأسها بعنف .. وقد بدأ تورم دموي يجتاحها من غضب كبير تحمله على مطلق ؟
وما ادراك اين مطلق الان ؟
**********************************
استرخى على الكرسي امام نافذه عريضه... وقد جذبته صوره جميله لاضواء حية للمدينه بأكملها
بينما تفكيره يسافر حيث موطنه هناك .. وحيث يريد ان يكون هناك في القريب العاجل ..
ربت على جيوبه يبحث عن هاتفه .. والتفت ناحيه سريره ... فأغمض عيونه بندم ..
وهمس : الله يلعنك يا شيطان ...
اخذ محفظته و طلع بسرعه ... تذكر انه نسي الهاتف في المحل نفسه .. وخوفه ان يقع في ايدي غير امينه ...
هبط للدور الاول .. و مشى على عجل قبل يستدعيه احد موظفين الفندق ..
استدار له .. فاقترب منه الموظف بوجه بشوش ومد له بكيس صغير ..
عقد حواجبه بإستغراب ... و تناول الكيس ... بدون سؤال .. ليتفاجئ بجواله مع بطاقه صغيره ..
اخذ البطاقه وقرأها بتمعن " مساءك خير ... يبدو من استعجالك نسيت الجوال ..
اسمح لي تراني سيفت رقمي عندك للاهميه فقط .... هنادي "
تأفف .. ورمى البطاقه داخل الكيس بإهمال .... وفتح جهازه المغلق وهو في طريقه الى المقهى
بعدما بدأ شيء من التذمر قد تسرب إليه من تلك الفتاة التي يجدها في كل مكان ... وقد بدأت تزعجه .
استرخى على مقعد في زاويه بعيده ... وقد بدأ نبضه يتسارع لاسم ليلى في مكالماته التي لم يرد عليها ..
فضغط على اتصال على الفور .... لتجيبه من اول رنه ..
: من معي ؟
ابتسم متعجبآ من سؤالها .. فرد ساخرآ ...
: اظن معك زوجك ؟
انتظر سماع صوتها .. الذي اختفى ... فعاد يسألها بحذر..
: ليلى فيه شيء صار عندكم ؟
اجابته بتسرع : ولك عين تسأل بعد .... من هذي اللي ردت على الجوال ؟
التقى حاجبيه ليدرك ذلك الفخ الذي وقع فيه ... فأجاب مترددا ..
: استهدي بالله يابنت الحلال .... لايروح فكرك بعيد ....
هدرت بإنفعال : قولي كيف ؟ واحده ترد على جوال زوجي .. كيف تبيني افهمها ؟
لا وترد وعينها قويه .... ؟
كتم غيظه من تلك الفتاة المدللــه التي جعلت الدخان يحوم حول علاقته مع زوجته ..
: ليلى .. إنت تعرفيني ؟
صرخت بغضب : لا ما اعرفك .. من قال .. قلت لي يومين وترجع وهذا انت جلست اسبوع
و اقولك عن واحده ترد على جوالك وتقول لاتفهمين غلط ...
مسد جبينه بحيره وقال بهدوء رغم مايشتعل بداخله ...
: ليلى ... اللي ردت كانت في المحل ..لاني نسيت جهازي فيه ..
قاطعته بأنفاس لاهثه : اللي كلمتني تعرفك بالاسم .... ومو من المعقوله تكون مجرد عامله فيه .
تنهد للورطه التي وقع فيها وقال بهدوء يحاول تهدأتها ..
: حبيبتي .. تبين الصراحه .. البنت بتكون بنت مدير الشركه اللي جاي علشانها .. كانت موجوده بالصدفه هناك
و جوالي تو وصل ...
انتظر يسمع ردها لكن صمتها كان يكفي بأن يشعره بأنها في حالة سيئه ..
برجاء .. : حبيبتي والله مابيني وبينها أي شيء ...
خرج صوتها هادئآ وحزينآ : لاتقول حبيبتي ...لاني متأكده انك ماتعرف معناها ..
وانهت بعدها الاتصال ... طالع الجوال بدون تصديق بأنها أغلقت الاتصال في وجهه ...
وبعد جملتها الاخيره ... شعر بالجرح والخديعه لحظه .. من تلك الغادره التي دخلت في شقوق علاقته الزوجيه
وزادتها نفورآ و تباعدآ ...
أعاد الاتصال به .. ليفاجئ بأنها قطعت الاتصال .. واغلقت جوالها ..
زفر بقهر .. لتردي الاوضاع بينهما .. لم يكن ينقصه سوى انثى دخيله تفسد عليه حياته ..
يكفي بأنه قدم من هناك وفي نيته ان يخمد تلك الثورات القصيره .. ويعيد بناء ماقد انهار ..
ويجد متسعآ من الوقت للاستراحه والعوده بنيه التجديد والبدايه الصحيحه التي تأخرت كثيرآ ...
ترك جواله وقد اشتعلت دواخله انفعالآ من كل امرأه في الكون ..
هل كان يحتاج بأن تهتز ثقتها به ...
ماذا فعلت تلك لتعلن عن تبجحها بكل جراءه ...
اخرجه رنين جواله ... لتكون اسم هنادي النابض على الشاشه .. عذرا له بأن يصب عليه جام غضبها ..
سمع صوتها الذي يكره نغمته من بنات حواء ..
: مساء الخير ..
اجابها بضيق من تلك الوقاحه ..
: ليش متصله ؟ ما اظن اعطيتك رقمي وسمحت لك بالاتصال بي ..
تهدج صوتها وكأنها متفاجآه ...
: انا اسفه .. لكن حبيت اتأكد من ان الجوال وصلك ... على العموم انا اعتذر ان كنت ازعجتك ..
اجابها بتوتر بلغ اشده لديه ..
: اكيد ازعجتني ... بمجرد الرد على اتصالاتي هذا شيء ما اقبله ابدا ..
هدأ صوتها لترد عليه : اكيد هذا بلاغ من المدام ... على العموم حبيت اسوي فيها خير لكن يبدو انه مايثمر فيها ..
صرخ بحده يقطع فيها فظاظتها ناحيه زوجته ..
: اظن مالك علاقه في زوجتي ... اعترفي بغلطك ولو بينك وبين نفسك .. ارجو انك تعلمت درس على الاقل ..
و رجاء يا اختي .. لا تتصلين علي ... احترامآ لما بيننا بيكون افضل لو مسحتي رقمي ...
انتظر ردها قبل ان يغلق هاتفه ويستند على المقعد زافرآ انفاس غاضبه من كل شيء انهال عليه في لحظه واحده ..
فتذكر صديقه .. لمن يبرد حراته ولو قليلآ ويشعر بالامل بأن اللحظه القادمه تكون اجمل ...
سيكون الاتصال بمثابه العون والمساعده .. فهو اقدر منه على حل الاشكاليه الخطيره التي وقع فيها ..
**************************
خط نار ..
قارب متأرجح في الضباب ...
و ارتعاشات نابضه تهدد بالانقراض ..
ها هنا في القلب ...
تندس مذعوره ..
شعرت بالالم يوخز قلبها ... غيره تكاد تكتسحها كلها وتخلع كل عقلانيه تصبو إليها..
حدقت في شاشه جوالها المظلمة ... و هي غير مصدقه ما آلت إليه الامور مؤخرآ ..
قال لها حبيبتي .. لم يفتعل ذلك لمصالحتها وحسب ..
بل كان يعنيها .. لان مطلق لا يخرج من مآزقه بالخداع ..
لكن كيف تهدآ وقد صبت الزيت على النار للتو ..
ماذا تفعل المرأه التي تعشق زوجها بجنون في مثل هذه الحاله ... ؟
كيف تعالج مشكلتها ولا تدعها تتضخم .. و تنفجر في وجهها بدون هوادة ...
كيف تتناسى ان امرأه اخرى في مكان اخر رأت زوجها وجه لوجه وتحدث معها بشكل عادي .. ؟
كيف يمكنها ان تتجاهل ما رأته في زوجها وتبادلته معه ؟
استصرخت بعنفوان .. وقد نهضت تتأمل نفسها في المرآه ..
و دارت نظراتها حول جسدها التي بدت علامات الحمل واضحه عليه ..
و استنكرت بأن تكون خاليه من الجمال بعد حملها ..
ألم يعد يراها جميله .. هل كان ينظر لغيرها بفتن واستحسان ...
هل تلك الفتاة اجمل منها ..
تنهدت .. بضيق كاد يفجرها ..وجلست بيأس .. وهي تحاول ان تتذكر اخر موقف حميمي بينهما
لكن لم تجد ... فكل تلك الاوقات كان مشحونه بالهموم والمشاكل التي تمر كالشوك بينهم ..
منذ حملها قد ابتعد عنها .. عادت تتأمل نفسها مجددا محاولة ان تعود مثلما كانت ؟
وقفت سمرو سألتها بعدما استندت على الباب الشبه مفتوح ..
: ليلى .. ماتبين عشاء ؟
كشرت في وجه سمر وقالت بتكدر واضح ..
: مالي نفس ..
اقتربت سمر وسألت بعدما انتبهت لملامح الانزعاج عليها ..
: خير ياليلى وشفيك ؟
تنهدت ليلى والتفتت ناحيتها ... وسألت بصراحه ..
: سمر ... أنا تغيرت ؟
ابتسمت سمر بتعجب : كيف تغيرت يعني ؟ مافهمت عليك ..
ليلى : يعني .. صرت بشعه بعد الحمل ...
ضحكت سمر وجلست على السرير مستنده بيدها للخلف ..
: بشعه مرة واحده .. مين اوحى لك بالفكره هذي ؟
ليلى : ما ادري .. مجرد احساس ..
سمر: لا ابدا .. ماشاء الله عليك انتي حلوه ...
لكن في الايام الاخيره تعبتي كثير فمن الطبيعي انك مرهقه شوي ..
لكن لو اهتميت بأكلك بترجعين مثل اول وافضل ...
جلست على كرسي التسريحه وقالت :
: واضح علي صح ؟ الله يسهل علي هالحمل .. حاسه بالملل ومزاجي سيء و موقادره اتحمل روحي ..
صرحت اريام : السبب مو الحمل .. السبب هو غياب مطلق ...
حدقت فيها متفاجئه بأن غيابه ترك اطلالآ في روحها تبكي عليه ..
تزيدها تعب و تخنقها العبرات برحيله ..
همست بنبره حزينه ..
: اشتقت له ..
سمر بإبتسامه : طيب كلميه وقولي له ؟
عادت وابتسمت ..ونطقت بعدها ..
: مافي كلمه توفي حق اشتياقي له ...
استسلمت بخذلان كالعاده.. اين لها ان تقولها له وهو لايفهم شيئآ ؟؟
فتحت سمر فمها لتتكلم و عادت واغلقته وقد ذهلت لمشاعر نطقت بها عيناها الوامضه بالكثير دونما اعتراف ..
لم تستغرب انها حادثتها بكل بساطه واعترفت بهدوء دونما كتمان ..
فهي تجهل تلك المشاعر ولاتعرف كيف تتصرف ناحيتها .. لكن يجب ان تحترمها على الاقل ..
بعض المشاعر صعبه ان تشرح .. كما انها صعبه ان تختبأ طويلآ دونما اعتراف..
ابتسمت .. وقد اصبح مكانه ليلى تتسع لديها ..
فعند سمر مقوله تحب ان تعيدها بينها وبين نفسها ..
" من احب اخي .. وكأنما قد احبني فأحببته بالمقابل "
ليلى ... و مشاعرها تنتحب بإشتياق لحبيب قرر الابتعاد ..
هل يفهم ماتعانيه ام ان الزمن امحاه الدليل ..
همست بإسمه بصمت وكأنها تناديه ليدرك لهفتها إليه ...
اناديك
لفني بعباءة حنانك
ولا تعبأ بما اقوله
او لا اقوله
اناديك
لملم اشلائي الممزقه
على طول عام من الحب والكراهية
لملمها من ليالي القلق
والفراق والإنتظار واللقاء
والشوق والشوق .. الشوق
*******************************
خرج من شقته بنشاطه المعهود .. يبتسم بين الحين والاخر .. لمواقف يتذكرها
اوبالاحرى لتلك الراحه التي غمرت قلبه .. لانه اعاد ما سقط سهوا بينه وبين وداد ...
ولن ينسى صاحبه الذي استشاط غضبآ لطلبه النصيحه التي تضاحك فيها عليه ..
وقع في ورطه بدون حساب لها ... ولايعرف كيف يرضي الطرف الاخر ...
انتبه لورقه موجوده على الزجاج الامامي ... فتحها مباشره وقرأ كلمات اذهلته بخط اليد ..
" انتبه لنفسك ولاتمشي في الظلام لوحدك وطالع خلفك دائمآ "
استدار للخلف مباشره كردة فعل .. مذهول من صيغه مبهمه في رساله خفيه ..
وفكر بشك بأن تكون مجرد دعابه من اي احد ...
جعد الورقه في قبضه يده بعصبيه كبيره وقذف بها بعيدآ ..
مهما تكن تلك الصيغه المكتوبه فأن لم يحبذها اطلاقآ...
سيكون عليه الاحتياط .. ففي عالمه اناس لايفهم عقليتهم بالشكل الصحيح
يتراءون لهم بأنه مجرد ان يفهم مافيهم و يكشف مخاوفهم انه يبتزهم و يثير خوفهم بالطريقه العلميه ..
فيثارون عليه بشكل شخصي .. مما يجعله كعدو لهم . ..
تلقى اتصالآ مفاجئآ من طلال ..
مسك المقود بيد و الجوال بيده الاخرى ..
: صباح الخير ...
طلال : هلا ..صباح الخير .. كيف الحال ؟
رفع ناصر حاجبآ مستغربآ وقال ساخرا ,,
: سلامات يابو الشباب .. تراني كنت عندكم البارحه ؟
ضحك طلال بتوتر .. و اجاب
: صدق .. توي دريت ...
ناصر : تستظرف دمك حضرتك .. ايش شارب من على الصبح ؟
طلال : والله كابتشينو ..
ضحك ناصر وسأل بإهتمام
: قول اللي عندك ياطلال .. المشكله اني فاهمك .. يعني خذها من قصيرها و ادخل في الموضوع على طول ..
طلال بتردد ..
: تعجبني والله تفهمني على الطاير... صح في بالي اقولك شيء ... لكن ماينفع بالجوال ..
ابتسم ناصر لانه فهم موضوعه وقال ..
: على راحتك ... طيب ايش رايك نلتقي على الغداء ..
قاطعه طلال : بشرط انا عازمك ...
ناصر : خلاص .. مافي مشكله .. بيننا اتصال اوكي ..
طلال : اوكي .. ياالله اشوفك .. مع السلامه
ناصر : في امان الله ..
ابتسم لانه الطريق لغايته بدأ يقترب رويدآ رويدآ ...
شعر بنشوه الانتصار قد بدأت تغزو افكاره ... مع تصاعد نغمه البدء في اذاعه اف ام الصباحيه ..
*****************************
فتحات للضمير تشق بوابه الالم ..
تداعبها نسمات الحنين ..
وتفتح نافذه لمجرد الرؤيا ..
غدآ .. مطمح للعبور ..
هناك حيث اللقى ..
حيث رشفه الحياة في ارضها الظمأى ...
.
.
.
ابتسم .. بين جموع لبعض طلبته الصغار .. قد داروا حوله مستمتع بأحاديثهم المتقطعه
لايتحدث واحد منهم حتى ينهال الاخرون في قطع كلامه ..
سعود بنبره حازمه رغم ابتسامته ..
: يالله انت وياه قدامي الفصل ..
تململ بعض الطلبه والقى باللوم على الاخرين ..
راقبهم .. رغم انشغاله بجهازه .. او بالاحرى عن بحثه عن رد مناسب يترجمه لتلك التي ادعت مساعدته
وهي التي اوقعته في حبائلها ...
طيله ليله كان يفكر .. متزعزع الرأي مابين الرد او الامتناع ..
يتصنع ثقلآ زائفآ بعدم الرد .. وكل مطمحه الان يبني كبرياءه من جديد ..
لكن شعوره بإستنزافه لاقصى رغبه في محادثتها وسماع صوتها قد سيطرت عليه .....
استند على سيارته يعيد قراءه الرساله للمره العاشره ..
محاولآ ان يجد كلمات تشفي فضوله وتسد حاجته الملحه في الرد عليها على الاقل ..
فكتب بسرعه لكلمات متدافعه تدفقت من عقله ..
" حطيت لنفسك قيمه كبيره لاعتقادك الخاطئ .. لاتشغلين بالك في اموري ..
ما اظن في سبب يخليك تراسليني فالامر انتهى بيننا ... فأرجوك لاتتدخلين في حياتي بعد اليوم "
ارسلها بدون مراجعه حتى .. او قراءتها مجددا او اعاده صياغتها ...
او حتى لتفكيره بأن الوقت غير مناسب لكي يرسلها ..
كان بأمكانه ان يتجاهل تلك الرغبه الملحه في الرد عليها ويمضي متساهلا
فتحسب له نقطه لصالحه في طريقه نحو التغيير الذاتي .
لكنه التزم بها كرد اعتبار عن كرامته او هذا مايعتقده هو ..
كأبسط الامور يهب مدافعا سواء كانت تحد تلك من شخصيته ام لا ..
ام هي صوره يريد ان تعتقد بأنه لم يعد يهتم بها ولو لمجرد الاعتبار بأنها كانت فيما مضى شيئا قيمآ لديه ..
يدعي بذلك عدم اهتمامه .. استداره للخلف يريد بها المضي وهو بالتالي يحن للعوده ..
لكن الامور التي تختلط فيها المشاعر والاحاسيس بالكرامه والكبرياء فيما يجب ان يكون من عدمه
تصبح حرب عشواء لايمكن الحد فيها ويستهان بها ..
ومن يعتقد ان من يقدم التنازلات هو شخص ضعيف .. مهزوز الكرامه فهو اسوآ اعتقاد يمكن ان تكون
مثل الوثبه الفاشله في خطواته لتكوين حياة متكافئه منصفه للجميع ..
لم يعبآ بما فكر فيه وبما اعتقده وبما كان يكون لديه وجهه نظر حاسمه فيما مضى اورأيا شخصيآ لايمكن البت فيه
او التراجع ... كل شيء لم يعد يهم .. هو يريد ان يكون شخصآ ليس من كان مسبقآ ,,
يريد ان يتغير .. يريد ان يصنع من اخطاءه .. وتجاربه شخصآ اخر ..
شخصآ متغيرآ حتى لو انه لم يتعرف عليه .. .
****************************
بهرجه ألوان ..
وبياض ثلجي ..
وصخب يضيق مابين الاضلع متنهدآ ....
كلآ منا يحتاج لشخص يدفن نفسه بداخله .. وينسى احزانه ليس حالهن فقط بل الجميع ...
لن تخفي شوقها عن احبائها ... هو وهي و هما وهؤلاءك ...
جلاده الحياة تحتاج للتفريغ منها ولو قليلآ ...
وقفت تنظر لنفسها برضى في مرآه الصاله .. بفستان الحمل السماوي وشريطه كحليه مزمومه اعلى الصدر ...
وشعرها الذي امتد على ظهرها بظفيره مرتبه طويله ... وقد لمعت شفتاها بلون زهري ... وخطت الكحل الاسود
بداخل عينها ... وذلك الجوال بزينته ينتحب لو استطاع بين اصابعها المشدوده عليه بغلظه ..
كانت تأمل بأن يهاتفها ويعتذر .. يوضح .. يعطها اهتمامآ واضحآ ... يلقي بالآ بأنها تكاد تلعن كل انثى تقابلها عينه
ألا يفهم مافي قلبها ... نيران و همجيه وثوره تكاد تنسى فيها نفسها ..
نار الغيره ستحولها الى هشيم ... يالجوانحه التي لاتستشعرشيئا مما انا فيه
اخذت لها مكان بعيدآ .. و قبضت على جوالها بيديها .. متردده مابين الاتصال به او انتظار اتصاله ..
فكرت بشك .. وسألت نفسها .. هل تجاهلي له وعدم اهتمامي به كزوجه ..جعله ينظر لغيري .. ؟
اجابت نفسها بصوت مسموع ..
: اكيد .. الرجال مالهم آمان ..
بلمسه واحده اصبحت ترى اسمه جاري الاتصال ... حينها شعرت بالتوتر .. لكنه هناك دافع
أجابها بصوت ناعس ..
: هلا .. ليلى ..
شعرت بالنار تتأجج بداخلها .. نائم و غير مبالي بها وهي ما ان أغمضت عينها إلا انتفضت تتذكر ما حدث ..
: صباح الكسلانين .. غريبه هالوقت نايم ..
سمعت ضحكته فإبتسمت رغم ضيقها منه ...
أجابها متكاسلآ : البارحه كنت سهران ..
سألته بفضول : لوحدك ؟
مطلق : لا ..
انتظرت حتى يوضح الشخص الاخر .. فوقفت متوترة ..
: مين كان معك ؟
بنبره بارده : انتي تحققين معي ؟
شهقت لتلك البروده التي احرقتها ...
فأجابته بحزم : اذا كان ودك يكون تحقيق فأنا ماعندي مانع ..
وضح صوته عندما سألها ..
: ليش متصله ياليلى ... البارحه ماكنت طايقه تسمعين صوتي ... وحتى وصلت فيك الجرأه وتقفلين الجوال
في وجهي ولاهمك احد ... ليش متصله علي تبين شيء ...
اضطربت امعاءها وهي تسمع كلماته التي جرحتها .. لم يفهم مابها حتى الان ..
كان كل شيء عادي مثل العاده بالنسبه إليه ..
منعت نفسها من التأثر ... وقالت بصعوبه ..
: وانت تعتقد ان كل شيء عادي بالنسبه لي ... ترد على واحده و تعطيك اعذار ..
تحسب ان الامر سهل ... انا زوجتك من حقي ازعل ..
قاطعها : لازم يكون سهل .. انا مستغرب اهتمامك يازوجتي .. ليش حليت كل المشاكل المتعلقه بأخوك
وتفرغت لي اخيرآ ؟
صعقت لكلماته التي تزيد حده وتتوغل بدون عناء لتجرح قلبها ..
بهمس : مطلق .. انت تعطي نفسك عذر ؟ انا ماقلت شيء يزعلك .. اي واحده مكاني
ممكن تفكر مثلي واكثر حتى ... فلاتنتظر مني اني ابقى ساكته وكأن الاحساس معدوم عندي .
علق بصوت واضح معللآ : انا قلت لك اسبابي .. ويا انك تثقين في كلامي .. او خليك
في اوهامك ... لكن المهم لاتزعجيني ..
اخفت شهقه كادت تسحقها و تقضي عل كل شيء .. لم يعطها فرصه حتى لالتقاط انفاسها ..
يزيد من جراحها .. وهي التي عللت نفسها بألم صنعه هو .. وفي الاخير كان قاسيآ ,,
يجرحها بدون هواده ..
اتسعت عيناها بخوف كاد يوقف قلبها .. للفكره الصحيحه .. بأن هناك امرأه اخرى في حياته ..
هل ذلك مايريد ان يقوله لي .. ويمهده لي بكلماته القاسيه ...
ترنحت .. وشعرت بصعوبه في تنفسها .. انخفاض في معدل ضغطها جعلها لاتريد ان تبقى مستيقظه ..
وتسمع المزيد مما يجرح فؤداها اكثر .. دمعت عيناها لفكره بأن هناك من تتشاركها فيه ..
: يعني شكوكي في محلها ... انفعالك ماله غير مبرر واحد ...
صرخ منفعلآ رافضآ ان تسحبه معها داخل دائره الشك ..
: ليلى .. فكري بعقلانيه .. لاتكبرين السالفه .. انا وضحت لك كل شيء ..
حاولت ان تتكلم ان تقول كلمه .. ان تعزي نفسها على الاقل بأنها قاومت معه ..
لكن اختفت .. شعرت بالخواء .. لانه ليس هناك مايقال بل العكس .. لن يجدي نفعآ ماتقوله له ...
كانت تمشي بتوتر ..غير مسيطره على انفعالاتها .. شارده الذهن حينما علقت قدمها في طرف السجاده
لتطلق صرخه مذعوره ...وصلت لاسماع ذاك الذي انتفض من سريره بعد تأهبه الذي كان مستعدا فيه
بالاعتذار عن ماقاله ...
انشطر جوالها الى نصفين . وقد سقطت على ركبتيها بشكل مؤلم .. تضع يدآ على بطنها وكأنها تحميه ..
هدأت من انفاسها وهي تجلس بشكل مريح بعد الخوف الذي اصابها ..
ادركتها خديجه بخطوات سريعه .. والتي اطلقت شهقه خائفه لمرأى سيدتها ..
اقتربت منها تسألها : سلامات مدام ...
ابتسمت ليلى.. تلك الابتسامه التي تشعرك بأنك كنت على الهاويه للتو .. و بنفخه هواء كدت تسقط فيها
: الله يسلمك .. تأملت نفسها وضحكت .. وبعدها تذكرت جوالها . .. انعقد حاجبيها بأسف على شكل
جوالها ...
رفعت يدها لخديجه لتساعدها .. فقدمت لها العون بسرعه
: مدام ... لازم يروح مشفى ..
ليلى : لا مايحتاج .. الحمدلله جات سليمه ..
مسحت وجهها الرطب .. وصعدت لحجرتها بعدما التقطت بقايا جوالها ..
رغم ألالم في ركبتيها لكن الان تشعر بالهدوء والراحه .. كادت تفقد طفلها للمره الثانيه
والسبب .. هو .. هو .. هو وبرودته و بساطته المتعجرفه تلك التي تجعلها مستغربه اي رجل هو ؟
وشعرت بالدموع تهددها ..
لكن تأبى ذرفها ..
تأبى ان تخضع وتنهار كل مره بسهوله ..
ستقاوم ..
ستقاوم .. و تعتاد الامر بشكل روتيني سهل ..
مُؤلم جداً ..
أن يكُوْن سبب بكَآئكَـ
ـآلشخص نَفسه
ـآلذي قآل لكَـ في يَوم :
لآ تبكِي فـ دموعَكَ غـآلية !!
******************************
انتفض بذعر .. اصابته حاله هستيريه من الذعر وصرختها مازالت في رأسها
لم يفهم نفسه لم تلك القسوه التي كان بها عليها ..
غيره نساء .. او ليس امر عادي من الممكن احتماله ..
نصحه ناصر بالتروي والهدوء .. ومعالجه الامر بالنقاش .
لكن هو لايحبذ ان يكون ضمن محيط مليئ بالتساؤلات والشكوك ..
قالتها ليس امرا سهلا عليها .. ان تشعر بأن هناك امرأه اخرى في حياتك ..
قالتها صريحه لماذا شعرت بالخوف حينها ؟
هل افحمتك بأمور ستجعلك ضعيف في الرد عليها ..
ألم يكن من السهل ان يسايرها وهي في اضعف حالتها ...
هاتفها مغلق ... مالذي حدث .. ماسبب صرختها تلك ..
مالذي حدث لها ؟
اتصل على رقم البيت لكن لاحياة هناك كان يرجوها ...
واستبد به الخوف حتى رأى نفسه يرتجف لاسوا الافكار حدوثآ ...
رمى هاتفه على السرير واسرع ناحيه الحمام وهو ينزل بيجامته ..
لا مكوث هنا .. ولابقاء لي .. وقلبي يتسارع في خطاه نحو الخطر ...
فمنذ مجيئي والصعوبات تتوالى علي غير رأفه بحالي..
لاخير في لو بقيت مكاني .. لاخير ..
اغمض عينيه بأمل .. ليلى كوني بخير من اجلي ..
من اجلي سامحي غلظتي ..
من اجلي تحمليني ..
فحبك لي هشمني وحولني لرجل يخاف حتى الحب ان يجرفه ..
حبي لك ..شفره بقاءي ..
احبك .. انتظري ان تستقر لديك ...
انتظري رحلتها الغامضه لتصل الى مرفأك ...
انتظريني ..
*********************************
خرج مسرعآ .. متأففا من الحراره العاليه التي لفحته ما إن خرج من المستشفى ..
مطمحه الوصول الى سيارته الموجوده ضمن صف طويل من السيارات ..
تنهد و قد غمد مفتاحها في مكانه ..لكن اصوات فرامل السياره القادمه مسرعة نحوه قد جعلته يجفل ..
تدارك نفسه ودخل السيارة بسرعه و قد مرت بقربه كالريح ..
شعر بالخطر فجأه . .. هناك من يريد ايذاءه
لهجه التهديد في رساله قد وجدها صباحآ بدت تعمل بشكل فعلي ... ام هيي مصادفه تلك ؟
شخصآ متخبط في طريقه لايعلم ان من الخطوره ان يسوق بتلك العشوائيه المجنونه ...
هناك من يريد ايذاءه ؟
ادار محرك سيارته منطلق من مكانه بسرعه ...
لابد ان يتوخى الحذر .. فهناك من يرسل له رساله شديده اللهجه بأن كل مطمحه ايقاع الاذى به ..
استجار بربه القوي الجبار ... يحميه من كيد من يريد به شرآ ..
ضغط على زر المسجل ليرتفع صوت سماءي طاهر بكلمات اجل الله شأنها ..
تدخل الى النفس طمأنينه و هدوء .. ليسكن المرء إليها متجاهل كل بواعث الخوف ..
استجاب لاتصال فوري قد ورده ..
ورد على الفور بعدما معرفه المتصل ..
: انا في طريقي يا طلال.. انت وين ؟
وانغمس في التفاصيل .. منصرف الانتباه عن متتبعه ..
يسير خلفه كظله في لحظه انشغال من ناصر الذي قرر فقط توخي الحذر ... ولا يعلم كيف ؟ّّ!!!
*********************************
مازالت ترتعش تحت كومه من البطانيات التي تدثرت بها ..
تبعد فيها اميال عن البرد بمعناه الفعلي .. لكنها الحمى .. تصطك فيها الاسنان بردآ وكأنك في قعر الجليد
مازالت تدمع .. ودموعها لاتجد فرصه حتى لتجف مكانها ...
تحدق للسقف تعد خشباته المهترئه .. ولسان حالها يقول .. كم عدد الخشبات ؟
في كل مره تحصيها .. تضيع في منتصفها او تقطعها عطسه او نحيب او دمعه زائغه تغير طريقها المعتاد ..
لكن ما تخفيه .. ان ماتجعلها تجفل بإرتعاشه تهز اوصالها وتشعر بأنها تصغر حجمآ في كل مرة ..
هو صورته الاخيره المؤلمه .. وذهولها الموجع ..
رسالته الموجعه التي أغلقت الجوال على اثرها ..
تقول انها مجروحه .. بالكاد شعرت بالجرح الان ..
تقول انها مرتاحه بعد الموقف الذي يشهد لها و تشيد به لنفسها فقط .. لكن بئس احساس تشعر به
فما هو الى الخزي والنكران ..
مازالت تتوغل في الكماليه الحمقاء .. والمثاليه التي جعلتها تستنكر شاعريه كانت لها معه ..
تنهدت .. وقد وجدت دمعه تعبر محيط عينها ..
لم يعد الفراق مخيفا
يوم صار اللقاء موجعا هكذا …
وأيضا أتعذب
لما فعلته بك
بعد أن دفعتني إلى أن أفعله بك
لقد مات الأمل
ولذا تساوت الأشياء …
واللقاء والفراق
كلاهما عذاب
و ( امران احلاهما مر ) …
يقولون : في الليل المنخور بالوجع
تنمو بذرة النسيان
وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي …
لكن وجهك
يسكن داخل جفوني
وحين أغمض عيني : أراك !..
** غادة السمان .
***************************
آه كم أكره أن أحبك
و أن يسكنني كل لحظة ذلك الوجع الغامض بك
و التوق اللامحدود لسماع صوتك…
للمره الثالثه يستعلم عن موعد قريب للعوده الى دياره ..
لكن للاسف كل الخطوط مشغوله الان ..
وقبلها لايوجد رحلات قريبآ فكلها مغادره وهو المتأخر الوحيد الذي صرف النظر عن العوده الى وطنه ..
اعاد الاتصال بليلى متأففآ لكن لافائده ..
اتصل على البيت ..
ليشرق وجهه براحه .. عندما انقطع الرنين ..
: ألو .. ليلى ..
خديجه : هلو سير .. انا خديجه ..
قلب عينيه بصبر كاد ينفذ او نفذ وكفى ...
: خديجه .. وين ليلى؟
خديجه بنبره حزينه ..
: سير .. مدام ليلى تعبان شوي ..
أغمض عينيه بضيق اعتراها .. رمى نفسه لباطن الاريكه التي يجلس عليها في بهو الفندق ..
لتكمل له تلك الحادثه الصغيره التي حدثت لزوجته .. وطبعآ كل ذلك من اخراجه ..
قاطع سردها لتلك الحكايه ..
: اعطيها الهاتف .. خليها تكلمني ..
خديجه : حاضر ..
انتظر لدقائق .. لتعود خديجه لاهثه
: سير .. مدام تقول مافي كلام الحين .. يقول تعبان .
انفجر غاضبآ ...
: كيف ماتبي تكلمني الحين ؟
خديجه بخوف : سير انا مافي علاقه .. هي تقول ماتبي كلام .
هدأ ثورته ليقول بهدوء ..
: اوكي .. اوكي .. خليك معها .. واي شيء يصير كلميني مفهوم ياخديجه ..
خديجه : اوكي سير ..
حرك شعره وسأل : أمي وينها ؟
خديجه : ماما في زياره جيران ..
انهى الاتصال بدون كلمه اخرى ..
و استند برأسه بأريحيه .. يفكر بالعدول عن العوده ..
هي الان تعاقبه بعدما كاد يفقد عقله لساعات ...
شعر بوجود احدهم في محيطه الخاص ليرفع ناظريه مباشره ...
لتلك التي تقف امامه وهي تزرع ابتسامه ترتفع فيها زاويه فمها اليسرى ...
اعتدل في جلسته يقبض على يده بالاخرى وكأنها في ساعة انتظار ..
اقتربت بدون انتظار منها لدعوتها ..ووقفت ليس ببعيد عنه ..
: صباح الخير ...
اجاب بهدوء : صباح الخير ..
سألته بتهذيب : ممكن اجلس ؟
قلب عينيه واشار بيده وكأن حركته تلك الغير مباليه تدل على ان المكان ليس له ليرفض ..
جلست على طرفه الايمن ..
وقالت بمثل تهذيبها : جيت اعتذر لك عن اللي صار ..
كان يتأمل تشابك يديه .. غير ابه برفع نظره لها
: ما انتظرت اعتذارك لي ..
اخذ نفس قصير تتحمل فيها غلظته ..وقالت بوضوح ..
: ما ادري تصورت اني يمكن سببت لك مشكله بينك وبين المدام ..
رفع نظره لها بحده لتقع في نفسها رهبه غريبه ..
: الموضوع مايتعلق انك سببت مشكله لي ... لكن بصفه عامه انتي اغلطت لان
اي بنت محترمه ما تدخل في شيء يخص رجل ماتعرفه .. مهما يكن نيتها ..
احمر وجهها بإنفعال من سطوته الرجوليه .. وتحملت اهانته لها ..
: لكن انا كنت بساعدك ليس اكثر .. اختصرت عليك كل المشاكل اذا طاح الجوال في ايدي غير امينه .
اجابها بحزم وقد صرف نظره لاطفال اجتمعوا حول والدتهم ...
: مايهم .. كان بأمكاني حل مشاكلي بنفسي دون تدخلك ...
اتجه اهتمامها لناحيه نظره هو وابتسمت على الفور .. متجاهله تلك القسوه التي تترجمها كلماته
وسألت : عندك اولاد ؟
ابتسم على الفور متجاهل ايضا ذلك النفور الذي شعر به نحوها ..
: في القريب ان شاء الله بيكون عندي ..
ابتسمت بتوتر بعد ابتسامته التي واقعت في قلبها حزنآ عميق
وبعدما قاله اصابها احباط و يأس .. و كأن شيئ اقتلع من جذوره بداخلها .
عم الصمت لفتره طويله .. تململ مطلق حينها .. و وقف على الفور ..
لتقفز تلك من مكانها تتبع تصرفاته ..
راقبها بغرابه وقال بهدوء: اعذريني .. عندي موعد ..
انصرف وتركها ترتجف مكانها تراقب رحيله الذي احزنها كثيرآ .. وخارت قواها بعدما رمت بنفسها
تضع يدآ على موضع قلبها .. ماسبب تلك النبضات المتواليه ..
أغمضت عينيها بتوسل .. تهمس لنفسها ..
غلط ياقلبي غلط ..
غلط .. لاتدق الحين ماهو وقته ..
الرجل هذا ماهو ملكك .. لاتفكرين فيه ..
نهضت من مكانها عائده من حيث قدمت .. وهي تردد .. غلط ياقلبي غلط ...
********************************
فتحت خزانته وبدأت ترمي ملابسه ولاتصيب بعضها في المكان المناسب
غضب مبطن حملها على عدم التسامح والتجاهل هذه المره ..
شيئا ما جعلها تطفئ لهيب مشاعرها على اشياءه الخاصه ..
كيف يتعامل معها ببروده وهي تغلي .. يحسم الامر بعنجهيته المعهوده المبالغه فيها ..
جلست على السرير بتراخي بعدما اجهدت نفسها ..
هذا مايريده .. ان تكون حزينه وخنوعه ومنكسره .. وهي المتبتخر بفخر على جروحها
وكأن لا رجل في العالم غيره ..
صرخت توبخ نفسها ..: غبيه .. غبيه .. غبيه ..
غبيه لماذا ؟ لانك احببته .. ام لانك وهبته كل مشاعرك دون انتقاص منها
لكنه لم يمس مشاعرك بدونيه .. بل هو تعامل معها بطريقه الرجال ..
الا وهي اداره ظهورهم لامور مهمه .. يعتبرونها هم غير جديره للاهتمام ..
يتجنبون طبيعه الانثى تلك .. طبيعتها المتواتره في البحث عن المفقود
و التوغل في المجهول .. حتى الاكتشاف .. وان كان لايرضيها فغريزتها لاتشعر بالراحه
حتى تضع يدها على موضع الجرح .. واما ان تدوايه او تزيده عللآ ...
تأملت شماغه تحت قدميها .. ورفعته لحضنها تترافق مع رائحه عطره حيث يوجد هو ..
ابتسمت على رهافتها تلك ... للتو قاربت ان تدعو عليه بارئه .. وهاهي الان تحن إليه
بمجرد اطياف بعثتها رائحته المعلقه في ملابسه ..
عادت للخلف حيث تعلق ناظريها بسقفها العالي ... مع افكارها التي حلقت بها في عالم ضبابي
حيث تريد ان تكون هي .. تكون في عالمها بلا زيف او اقنعه بلا هموم تجبرها ان تصير شخص اخر
ان تكون شخصآ مغايرآ لما تريده وتطمح الوصول إليه ...
تتوقف عندما تريد ذلك و تنطلق عندما ترغب في ذلك .. ليس لاحد شأنآ لديها ..
لكن مايفعله هو بها غير منوط بتصرفاتها التي تعاني بفرط في حساسيتها تجاهه..
تتوقع منها ان يعاملها بالمثل .. لكن لن تفلح .. لان رده فعله تكون مغايره لما تريده ..
فهو يتفنن في تجريحها بقصد او بدونه... وهي لاتهوى الصبر على ملاعبته لاعصابها ..
يجب ان تتغير .. يجب ان تكون اقوى .. ويجب ان تجد طريقآ ما في الدفاع عن نفسها ..
ليس ضد احد سوى مشاعرها ... مشاعرها فقط .
.... يتبع
|