لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com
مسرحية كاتم الصمت تالف كاظم اللميديكور المسرحية ماء احمر يفور بشكل ينبوع مع ارتفاع دخان يحيط بالنافورة مشنقة متدلية تتحرك بحركة لولبية إطار سيارة هو الآخر متدلي ويتحرك حركة عشوائية يتوسط المسرح مقصلة تحتها رأس وعندما يسقط الضوء عليها تسقط المقصلة مع صوت قوي دليل السقوط مع اندفاع دخان من جهة المقصلة لينتشر في أرجاء المسرح وعلى جانبي المقصلة وخلفها سفينة لم يكتمل بنائها مصنوعة من أعواد مثبتة على أرضية المسرح مع ستارة زرقاء تنحدر من أعلى مؤخرة المسرح نحو برج المراقبة للسفينة وثمة تابوت خشبي على أحد جانبي المسرح يلف بعلم فيه صورة الخطر (الجمجمة) يخفت صوت الموسيقى مع تغييرها بموسيقى تعطي طابع الانتظار والترقب لحدوث شيء ما ) (صرخة قوية لامرأة تعاني الطلق) (حوار لشخصيات مختلفة بشكل ضربات سريعة) صوت – ولج كولي علي المرأة – علي (موسيقى خاصة مع كل كلمة يا علي واستمرار اللإلتماعات على الديكور) صوت – بعد يا علي يا علي المرأة – يا علي يا علي صوت – أعصري روحك أي أقوى كولي يا علي يا علي المرأة – يا علي صوت – أي راح يطلع أي طلع راسه(ضوء على الرأس الذي تحت المقصلة) المرأة – (تصرخ بألم) يا علي يا علي صوت – أي طلع طلع المرأة - (صرخة قوية وممدودة بكلمة) علـــــــــــــــــي (صراخ طفل مع هلهولة مدوية بقعة ضوء على التابوت يفتح قليلا مع ملاحظة أن يكون الصوت لفتح التابوت وغلقه هو صوت غطاء المجاري الحديدي فتبدو عينا البطل ولنسمه (جبر)كعيني قط في الظلمة يعاود إغلاق التابوت يرفعه يتغير مكان العينين إلى جهة أخرى يغلق التابوت مرة أخرى وفي الثالثة يرفعه يقف متثاقلا يمسح التراب من على جسمه الملفوف بكفن ابيض ملطخ ببقع حمر يتمطى يسمع صوت لعظامه وهي تطقطق موسيقى تنبأ بالخطر يعود من جديد يغلق على نفسه التابوت بسرعة إضاءة تدريجية رمادية لجميع أرجاء المسرح مع صوت رياح عاتية وأمواج البحر يبدو جبر المكفن في وسط المسرح يتحرك داخل الكفن ثم يشق كفنه ويخرج وهو يزحف بالاتجاه الثاني للكواليس صوت جلبة وهرج ومرج لقردة وخراف يدخلون يتقدم احد القردة ويمنع استمرار جبر بالزحف واضعا قدمه فوق رأسه أما القردة الآخرون فيقومون بحركات صاخبة) القرد1 – ما هذا ؟(يكلم أصحابه القرود) القرد2 – أضنه دجاجة القرد3 – (يقفز من فوقه)لا لا هو قرد ....ليس إلا قرد القرد1_ قرد ؟(يضحكون ويخرجون مع استمرار حركاتهم البهلوانية) (يأتي أحد الخراف ويقف على أربع فوق جبر ويتبرز عليه فتسقط حبات البراز على رأسه) الخروف1 – ما هذا ؟ماع ماع الخروف2 – هو كلب نعم كلب الخروف3 _ (يقترب من جبر يشمه ) لا لا انه نعجة ليس إلا ماع ماع الخروف – (باستغراب ساخر) نعجة ؟(يضحكون ويخرجون وهم يرددون ) ماع ماع (يكمل جبر زحفه باتجاه الخارج يعود من جديد وهو يمشي كطفل يتعلم المشي توا) جبر – تاتي تواتي تاتي تواتي تحطمت حياتي تاتي تواتي تحطمت حياتي(يسقط جبر متعثرا كالأطفال صوت جلبة لطفلين يدخلان يدوران حوله وهم في حالة فرح) طفل – ما هذا ؟ طفلة – يشبه دمية العبد التي لدي طفل – لا انه حمار طفلة_ تعني غبي ؟ طفل – أو قد يكون بغلا طفلة _ تعني حمال؟ (يضحكان يربطانه من رأسه بحبل ممدود من خارج الكواليس تصعد الطفلة على ظهر جبر ويقوم الطفل بسحبه للخارج( جبر – إلهي لم أعطيتني القوة دون الشجاعة فجعلت ظهري يتحمل كل آلام القهر دون أن أنبس ببنت شفة . (يدخل شابان يبدو أنهما صحفيان أحدهم (المذيع)يحمل شعار قناة اسمها (التشظي) والثاني (المصور)يحمل كاميرا يصور بمختلف الاتجاهات) المذيع – آه أتمنى أن التقي بهذا المولود الجديد فالشوق بدا ينهال علي بسوطه الممتع المصور– فعلا لأنها تجربتك الأولى في عالم الصحافة شيء طبيعي أن يعتريك إحساس يدفعك أن تختزل المسافات وتلتهم الثواني كي تحقق طموحك المذيع – سيكون لقاء مثير لأنني سأطرح عليه أسئلة لم ولن تخطر بباله أبدا المصور – بالتأكيد بعد جدب الأرحام يتعالى صراخ مولود جديد أمر غير مألوف تشهده المعمورة قاطبة المذيع _ فلذلك هو يستحق المغامرة بسمعة القناة وسمعتنا أنا وأنت المصور – (يتوقف عن التصوير يتأمل المكان قليلا ) أتشعر بما أشعر ؟ المذيع - ليس لدي شعور سوى الترقب المشوب بالفرح للقاء المولود المنتظر وما هو شعورك حضرة المصور؟ المصور – أتساءل لم كل الشوارع المؤدية لمقر هذا المولود مهجورة تذرعها الكلاب فقط ؟ المذيع – نعم لاحظت ذلك وهذا أمر طبيعي فالذئاب تسطو على من لا كلاب له فترى الناس تربي الكلاب اتقاء شر الذئاب المصور_ وان قبلت تلك الكلاب الرشا من الذئاب ماذا سيحدث ؟ المذيع _ الموت والوباء وهذا ما سيحدث في النهاية المصور – اشعر إنني اختنق المذيع – ماذا .؟ ... لا حبيبي ...لا...لا تحاول أن تدفن حلمي بأرض هواجسك التي تنم عن حقد تراكم لديك منذ أن عرفت بمواهبي الفذة المصور – سأعود أدراجي المذيع – (يسقط تحت أقدام المصور يقوم بالبكاء)بالله عليك ارحمني ولا تتركني وحدي أرجوك نجاحي متعلق بك المصور _ ولكنني احترق أريد أن أتقيأ المذيع – لا عليك سأعقد صفقة معك المصور _ أية صفقة...؟... الموت يهيمن على روحي المذيع – كما أعلم أنت بلا سكن...(يومئ المصور بيده علامة الموافقة)وأنا لدي غرفة كاملة المواصفات ....ما رأيك لو وهبتها لك بلا مقابل ها ....ماذا ....تقول...؟(ينشد المصور مصغيا إليه)فقط شاركني بالتصوير اقبل يديك وكل قطعة في جسمك (يتمسك بساقيه)من اجلي من اجل زوجتي التي وعدتها بعمل شيء له قيمة ...لا.... لا لا.... من اجل غرفة ستؤويك ....وبهذا تحل مشاكلك كلها وتحل مشاكلي أيضا المصور _ حسنا حسنا كفاك تصاغرا سأتحامل على نفسي فالقدر أصدر قراره ولم يعد الهروب ممكنا من فخ صنعناه بأنفسنا المذيع – ها قد عدت لصوابك الذي تخليت عنه في لحظة خوف مطعم بالجبن المصور – ولكن أين هو المولود الجديد ؟ المذيع – سنجده لا تقلق (صوت بكاء طفل يرتبك الاثنان) المصور – ما هذا ؟ المذيع – أضنه هو ...انه يناديني المصور – أين هو ..لا أراه ..أنا اسمعه لكن ..... (يقومان بالبحث يلهثان تتكرر كلمة أين أنت ...؟ من كليهما يتوقف بكاء الطفل ليتكلم معهما جبر) جبر- الهي لم جعلت القوة مع من عصاك وتركت الطيبين لقمة بفم نتن المذيع - أين أنت دلني عليك..؟ المصور _ من أنت ؟ جبر _ أنا الكلب ابن الكلب منذ أن ركلني احدهم خارج أسوار الطمأنينة (يلهثان يدوران حول بعضهما يقتربان من التابوت يتكئان عليه) المصور – لقد أعييتنا (صوت غطاء البالوعة وهي تتحرك ...يخرج جبر من داخل التابوت) جبر – واء واء (يبكي كطفل جائع يبدو الكفن يلف جسمه بالكامل فقط رأسه مكشوف يفاجأ الاثنان المصور ساهم لا يتكلم مأخوذ بالموقف) المذيع _ (يهز المصور)هيا صور بسرعة (ينتبه المصور فيقوم بالتصوير) جبر _ جوع الحواس يقرضني المذيع _ هيا يا صديقي لنستعجل الأمر قبل حدوث شيء لا يحمد عقباه (يقتربان من جبر) أعزائي المشاهدين أسعدتم مساءا المصور _ (يقاطعه)ولكن الوقت صباحا جبر _ الأمر سيان حينما ينعدم الزمان في غربة المكان المذيع _ حسنا أعزائي المشاهدين أسعدتم صباحا من قناة التشضي الفضائية نقدم لكم لقاءا ممتعا مع مولود جديد بعد العقم الذي شل كل شيء في حياة الإنسان ونحن نستقبل الألفية الرابعة بعد الموت جبر _ تبا ... ليل طويل ينجب قطعا من الليل المذيع _ ممكن أن تقدم نفسك للجمهور ؟ جبر_ اسمي جبر من بطن أمي للكبر المذيع _ أها جميل يتكلم فلسفة وهو بهذا العمر.. وأيضا....هيا قل تكلم أكثر جبر_ أصبحت الآن في العراء بعد أن كان هناك وعاء يحتويني المصور – (يتوقف عن التصوير)ما هذا الهراء ...لقد سأمت ...رحلة الخيبة تبدأ بلقاء من هذا النوع هذا ما كنت أتوقعه المذيع _ انك لا تفهم أي شيء بالصحافة والإعلام من هنا يبدأ الإشعاع ولا تنسى الجمهور عاوز كده المصور _ ولكنه كلام غامض جبر _ غامض ؟ كلماتي لها رنين خاص فلعل أذناك لا ترحب بسيمفونيتي المذيع _ (يسر كلاما للمصور)لا عليك أعطيتك دارا تسكنها وسأعطيك امرأة ليس لها سوى الركوع تحت قدميك (يؤشر له بيديه تصنيف امرأة )فقط تحملني وهذا المسخ لدقائق كي ننتهي أنها فرصتي التي حلمت بها أنا وأجيال من قبلي أن يكون لنا موطأ قدم وسط الأفاعي التي ارتقت أكتافي كثيرا المصور _ العرض مغري ولكن..... المذيع _ بلا لكن .... من اجل خبز وملح أكلناه سوية المصور _ (يضحك) لا... الخبز والملح لا يعملان لدي بأي حال من الأحوال ولكن قل كؤوس الخمر التي تناطحت فوق رؤوسنا فتلك لها اثر لا يوازيه شيء في الدنيا يعني صحبة (يتعتع نفسه كالمخمور) المذيع _ كما تشاء ...فقط احرص على أن لا تضيع لقطة واحدة ممكن أن تنفعنا في العمل (يعود المصور للتصوير ويقترب المذيع من جبر) المذيع _ مستر جبر من أين أتيت جبر _ من سجن الرحم المذيع _ والى أين جبر _ إلى منفى اللاوجود المذيع _ انك تحيرني بكلماتك لماذا لا تخرج كي تتكلم بحرية أكثر اعتقد إن شرنقتك تضايقك قليلا جبر _ أن تتكلم بحرية فوق متر بارتفاع متر ستكشر كل حاويات الجبت والطاغوت عن أنيابها وتلتهمك لترمي بك فضلات نتنة المذيع _ لا عليك كل أسنان الحاويات تكسرت ولم يبقى سوى سن واحد قد تسوس وهو في طريقه إلى .... جبر _ (يقاطعه) كلما أحاول الخروج احتقر نفسي وحينما أكون قاب قوسين أو أدنى من التحرر يكبر احتقاري حتى إذا خرجت كنت حقيرا كامل الدسم المذيع _ هيا اخرج تنسم هواء الحرية جبر _ الحياة بين الناس تتطلب شيئا مانعا ساترا اتركوني بسلام دعوا غطاء بالوعة فضلات الشر... أخاف عليكم منها وأخاف على كفني منكم أن تسرقوه المذيع _ لا عليك خذ ... (ينزع ملابسه ويعطيها لجبر فيرتدها)ارتدي هذه فقط اخرج من هذا المكان ....أريد اللقاء أن يعطي انطباع جميل بالتحرر المصور _ حتى وان كان تحررا زائفا ؟ المذيع _ أسكت أنت جبر_ (ينتهي من إكمال لبس القميص والبنطلون يضع قدمه خارج التابوت ويرجعها وجلا) أشاه المذيع _ تشجع جبر _ ( يتمنع) اتركني المصور _ لم هو خائف ؟ جبر –أنا لست بخائف هناك فرق بين الخوف والحذر المذيع _ لقد سئمت منك (يسحبه بعنف يسقط جبر ) جبر _ نعم هي بداية الظهور أن تسقط متكأ على الفراغ المصور _ (يضحك بسخرية شديدة ) الم اقل لك إن ما يتكلم به هراء في هراء المذيع _ إذن ما العمل بهذا الشكل لا يمكن أن نخرج بلقاء تكون له بصمة أبدا؟ المصور _ منقذنا الوحيد الكذب المذيع _ كيف ؟وشرف المهنة المصور _ (يضحك) شرف المهنة أجرناه مفروشا بالعاجل منذ تصارعت طينة ونار المذيع _ فعلا شرف كل شيء لم يبقى منه سوى حروف صماء تسطر مقدمة لكل فعل خسيس هيا أسرع وقل لي كيف السبيل المصور_ بهذه الكاميرا صورناه وبهذا القلم (يخرج قلم من جيب المذيع) نكذب ونفبرك اللقاء وسترى العجب المذيع _ حسنا لم يبقى باليد حيلة إذن لنتركه وننفذ ما قلت (يهمان بالخروج إلا إن المذيع يرجع ويقوم برفس جبر وبشكل حانق )تبا لك أيها النكرة خذ حتى تستفيق من سباتك (يكلم المصور)خذ دقائقك التي أنفقتها سدى المصور _ (يقوم بالعمل ذاته)شاذ منحرف(يخرجان يجري جبر خلفهم يتمسك بطرف بناطيلهم يمسك أقدامهم يسحلونه مسافة ) جبر _ لا تتركوني وحيدا فانتم من أخرجني من طمأنينة المكان إلى معاناة الزمان أنتم من رفع غطاءي فتعرى كل شيء لدي(يقومان برفسه رفسة موحدة يتدحرج لها فيكملان خروجهما) خيانة خيانة خيانة(ينهض متثاقلا مكسورا) هناك سجن حقيقي وسجن مزيف بلا منافذ بلا أبواب بلا إقفال والحدود أضحت سور هائل أغلقه جنائني للموت ورمى المفاتيح في المحيط الجميع يشعر بسجنه أينما حل لكنه عندما يفك القيد ويخرج من رقعة نفوذ الدراكولا تبدأ انهيارات الزنازين وتساقط السجون الواحد تلو الآخر إلا أنا فكلما حطمت سجنا بنيت آخر أحطمه لأدخل سجنا أخر (يقترب من التابوت وهو يزحف يفتحه ينظر بداخله يغلقه) ولدت وأنا زاحف فكيف لي إذن بعد ذلك الطيران قلت لهم اتركوني أخاف عليكم من فيض عفونة أشيائي دعوا البالوعة مغلقة أنا صنم حجري طول فارغ إلا من هلام حذاء ملطخ بالوحل والهزيمة ارض فارقت خصوبتها أهملها الفلاح نزولا تحت رغبة الإقطاعي قطيع نعاج أدمن التواجد بذلة بين فكي ذئاب زمن لا يعرف الرحمة ........معنى انك تتحرك إذن أنت حي لكن الحياة كلمة بايخة... فطيرة حيل ..صوت عواء ذئب...إظلام صوت انفجار مع ارتفاع الدخان وتساقط أشياء مختلفة كحجارة و حصى وأجزاء لجسم إنسان مع المؤثر الصوتي لتدحرج هذه الأشياء يدخل جبر بقعة ضوء مسلط عليه وهو ممزق الكفن يقود عربة حمل عمال البناء )من يقود من.. أنا أم العربة إنها نفس العربة التي سحبت جدي من قفاه وكذلك أبي وأمي وأختي وأخي وها هي ألان تجرني تسحلني (يقوم بحركات وكأنه في صراع مع العربة) وستجركم جميعا وسيكون مصيرنا التلاشي والعدم ولكن العربة ستبقى وستبقى لا خلاص منها (يركن العربة على جنب )انتظري حتى نرى ماذا خلفت احتفالية الموت التي بات يتقنها الجميع (إضاءة سريعة على أشياء معينة مع صوت تصوير الكاميرا على كل قطعة والقطع هي شعار القناة يد مقطوعة فيها ساعة يدوية رأس نقال قدم إنسان محفظة نقود وسيكون تنقله بسرعة بين الأشياء بالهرولة والتوقف إمامها وكأنه يضغط دواسة التوقف (بريك) ويريد السقوط إلا انه يتزن باللحظة الأخيرة مع المؤثر الصوتي للتوقف والحركة وكل قطعة لها حوار خاص يلتقط يد يصافحها )لأخفي رذاذ هراء الشيطان وكلماته البذيئة (يرميها في العربة يعود من جديد إلى المحفظة يفتحها) لنرى حقائق الأشياء (يفتحها يجدها فارغة )ولا حتى دولار ولكنها تبدو أنيقة ...أناقة الأشياء تخفي حقائق الخواء ولكن ها لدينا صورة هنا (يخرج صورة من المحفظة) التمسك بالذكريات وبالماضي التليد يعني جدب الواقع وانهيار مواكبة العصر وعقم التأثير والتأثر ما هذا امرأة ورجل وطفل (يمعن النظر في الصورة) هل اعرفهم يبدو ذلك ولكن نكران معرفتك بأناس ماتوا بهذه الطريقة البشعة يعني انك في الطريق السليم ولكن لا اعلم هذه المحفظة لأي منهم على كل حال هناك مفقود سيخرج من اجتماع هؤلاء الثلاثة لالالالا وقد يكون الثلاثة قد وقتوا زمن الافتراق دفعة واحدة وهذا هو المرجح (يضع الصورة في العربة يعود لقدم يرفعها) طالما سعيت لدى الشيطان وها أنت تسعين إلى نفاية المجهول أو يسعون بك (يرميها بالعربة يجد رأسا يحمله) هل لا زلت محملا بالأفكار هل مازلت تريد الوصول إلى قمة الجبل بعكاز مشوهة أم تراكمت أعطال المخ فبات تفكيرك لا يعدو أرنبة انفك (يقوم بقرص الأنف مع الضحك) انفك الذي استنشق كل عفن الماضي وسيضل يستنشق خيسة الحاضر وجيفة المستقبل (يضحك) ما هذا... أنت تضحك أيضا على ماذا ومن ماذا..... على أية خيبة تضحك (يرميها في العربة يرن جرس النقال ينتبه برعب يحاول الهرب يرتطم بالمقصلة يسقط متدحرجا قرب النقال)..ها.. ما هذا الصوت (يتواصل رنين النقال) يا لهذا الصوت المزعج (يمسك رأسه يدور ويدور)ولكنه يثير فضولي لأرى مصدره (يجد النقال يرفعه خائفا وجلا يفتح خط )لنضغط هذا الزر ونرى (صوت نسائي) ماذا بك يا حبيبي لماذا تأخرت بالرد وكذلك بالعودة إلى بيتنا أنا في انتظارك اخبرني كيف أنهيت عملك أتمنى إن تكون قد أنهيت اللقاء بنجاح فمنذ خروجك وأنا أدعو الله أن يوفقك آه لو تعلم يا حبيبي لقد أعددت نفسي لك بما يتلاءم ونجاحك فسوف تراني غير ما كنت في سابق أيامي حبيبي لماذا لا تتكلم ؟ محمد اجبني جبر _ من أنت ؟ المرأة _ هذا ليس صوت محمد من أنت ؟ جبر _ أنا هلام بشري ينظرون إليه من ارتفاعات شاهقة ؟ المرأة _ أريد محمد جبر _ وما علاقتك بمحمد ؟ المرأة _ إن...ا ا( بتردد) زوجته جبر _ زوجته ؟ المرأة _ لا لا أمه جبر _ أمه ؟ المرأة _ ؟ لا لا بنته جبر _ بنته ؟ المرأة _ لالالا أخته لالالا مدينته وطنه لالا سجنه الذي أحبه مصيره الذي أتقن الوصول إليه جبر _ محمد مات أي محمد مات مات مات (يرميه في العربة) المرأة _ (يبقى صوتها يتردد) محمد محمد محمد جبر _ ها أنت ترى بأم عينك كل شيء ...تنازل واهبط من علياء سلمك الشاهق درجة درجة وتفقد رعيتك فما جدوى تواجدك عند من لا ينتفعون بوجودك نحن بأمس الحاجة لك..... سيأكل الناس بعضهم بعضا ....الإنسانية التي منحتها على عجل غادرت ولا نعلم إلى أين ....حتى أنت لا تعلم اقترب منا تحسس آلامنا ....لماذا لا نراك ....الشيطان وحده من يظهر على شاشة البسيطة أما أنت فقد آثرت الصمت داخل صومعة بلا حراك... جعلت الشيطان حرا أما نحن فسلبتنا الإرادة ورغم هذا وذاك فسيفك مسلط علينا تكافئ من عصاك بالنظرة وتعاقب من أمرت الجميع بالسجود بالويل والثبور والعيشة الضنك له لم تمنحنا قرشا ابيض حتى نستنفذه في اليوم الأسود فما رأيك وأيامنا كلها سوداء ......اجبني لم أنت صامت ....إذن سأرسم عالما جديدا عالما ابنيه أنا حسب مقتضى يهب الإنسان إنسانيته ويبعد عنه شبح التحول إلى صور أخرى لمعالجة خيبته من وجوده...... ولكن قبل أن ارسم هذا العالم يجب أن اهدمه آن اجعله أنقاضا لان البناء لا يقوم إلا على الهدم سأغير العالم طوعا أو كرها إذن إلي بأزميل ومطرقة (موسيقى يمسك أزميلا ومطرقة يقوم بالطرق في الهواء مع وجود صوت طرق وتهشيم حجارة بعد أن يشعر بالتعب ويرتفع لهاثه يتجه نحو زاوية من زوايا المسرح وهناك يجد بعض الأعواد يقوم بإكمال بناء السفينة) ومع البناء الجديد يجب أن ابني سفينة النجاة والخلاص احمل عليها آلام الشعب المتراكمة وتأوهات الأمهات الثكلى ودموع الأطفال واستغاثة الشباب احمل كل هذا وارميه في البحر كي يكون الجميع صفر من الألم حتى يبني ويعمر جنته التي لا يستطيع احد أن يخرجه منها إن أكل التفاح أم لم يأكله (يدخل رجل يبيع المثلجات وهو يجر عربة أما جبر فيختفي خلف أعواده يراقب ما يجري) الرجل _ موطا أم العسل أحلى موطا يله برد برد يا ولد إلحك موطا أم العسل (يهرول الأولاد خلف الرجل وهو مستمر بدفع العربة يتشبثون بطرف ردائه يسحلهم مسافة وفي إثناء سيره يكلمه الأولاد ) طفل1 _ أعطني موطا طفل2 _ يبدو إنها لذيذة طفل3 _ بالله عليك موطا يا عم (يستدير الرجل حتى يصل إلى منتصف المسرح بحيث تكون المقصلة خلفه يتوقف فيسقط الأولاد وليكونوا ثلاثة أو أكثر حسب رغبة المخرج) طفل4 _ لقد أتعبتنا يا عم الرجل_ من اجل الأشياء الجميلة يهون كل شيء طفل1 _(يخرج ورقة النقود) أعطني موطا بهذه النقود الرجل _ (يأخذ الورقة يمزقها بعصبية)بابا أنا لا أبيع مقابل الورق فلدي الشيء الكثير منها (يخرج كتابا بعد آخر) بين القصرين (يمزقه ينثره بمختلف الاتجاهات)تهافت الفلاسفة (يمزقه) المنتمي واللامنتمي.... ديوان المتنبي (يخرج كتبا ويرميها دون أن يمزقها بهستيريا اشد يصاب الأطفال بالرعب) لا عليكم ولكن أريد أجرا مقنعا افهموني أريد أجرا مقنعا طفل2 _ ماذا تريد إذن ؟ طفل3 _ وماذا نملك حتى نعطيك إياه ؟ الرجل _ انتم الأطفال تملكون كل شيء بإمكانكم أن تغيروا العالم طفل4 _ قل بسرعة فمعدتي بدأت تستغيث الرجل _ (يفكر)اجري ..اجري ...مثلا وطنك ..أمك...أباك ....احد... أصدقائك ... شيئا من الصعب أن تفرط به طفل 2_ مال رائحتك كريهة ؟ الرجل _ انه عطري المفضل طفل1 _ لا استطيع أن أعطيك أبي فهو يحبني ويحكي لي قصصا كثيرة طفل2 _ لا تستطيع .؟... إذن أعطه أمك طفل1 _ أمي لالا أمي ترعاني وتحبني الرجل _ إذن اختر احدهما لا تتعبني أكثر طفل1 _ ولكن طفل2 _ الموطا لذيذة ومغريه تحرر يا أخي من حب الآخرين طفل1 _ بالإمكان أن أتخلى عن أبي طفل3 _ أنا سأعطيه أمي طفل1 _ لماذا ؟ طفل3 _ نعم فهي تحب زوجها أكثر مني وتتركني أنام وحدي في غرفتي المظلمة طفل1 _ وأنت ؟ (يكلم طفل2) طفل3 _ إنا ..؟...سأعطيه أمي وأبي وأختي وأخي طفل2 _ تضحي بكل هؤلاء ؟ طفل 3_ نعم وحتى غرفة سرير نومي الرجل _ موطا يا ولد طفل 4_ يا عم خذ أبي أجرا لهذه الموطا الرجل _ أوه جميل سأعطيك موطا طازجة(يخرج سيفا يرعب الأطفال يظهر رأس من وسط اعلي العربة يقوم بحز الرأس يزداد الرعب يضع الرأس في كبوس ويعطيه لأحد الأطفال )لا تخف إنها لذيذة طيبة خذ (يأخذ الطفل وجلا منها يقرب فمه منها يتذوقها وهي تنزف دما ) طفل4 _ (يصرخ) الله يا لها من موطا طيبة (يجتمع الأطفال حوله ويلعقون الدم الساقط في الأرض يمرحون ) طفل2 _ طيبة زدنا أيها الرجل الطيب أنا أعطيك أمي طفل 1_ أنا أعطيك أهلي ووطني وكل ما املك الرجل _ حسنا سأعطيكم موطا جاهزة (يخرج من داخل العربة راسين ويعطيهما للطفلين فيخطفانهما منه على عجل ويواصلون التهام الرؤوس ليرتفع ضحك الرجل طفل4 _ لذيذة طفل1 _ أعطينا المزيد (يرمي لهم برأس وهو يضحك فيطربون لذلك ) طفل3 _ انك لذيذ طفل 2_رائحتك عطرة طفل1 _ كم هي منعشة تلك الرائحة التي تحملها الرجل _ (يضحك) لقد نجحنا (يجتمعون عليه ويقودونه إلى داخل العربة يخرجون رأسه من الوسط وهو يضحك) (موسيقى مع إظلام وبقعة ضوء متناوبة للأطفال ولرأس الرجل مع كل إضاءة صوت تصوير كاميرا يقوم الطفل بسل السيف وقطع رأس الرجل مع كلمة موطا) الطفل _ موطا يا ولد (يكرر الأطفال معه <موطا يا ولد برد يا ولد >يجمعون الرؤوس ويخرجون) (يخرج جبر من خلف أعواده) جبر _ أوه لقد تطورت وسائل الشيطان بالظهور أن من يظهر في كل وقت هو وجه الشيطان أما وجه الله فقد اختفى الشيطان وحده الحر أما نحن فمحكومون غير حاكمين لا سلطة لنا على احد والكل مسلط علينا سحقا لقد كتب الشيطان بدمائنا كل كتب التاريخ وكلما فتحت كتابا تلفح وجهك رشقة دماء حارة ملتهبة نحن امة مولعة بالذبح (ينطح رأسه بالأرض عدة مرات) لو املك قفلا أوصد به هذه الجمجمة اللجوجة التي تؤرقني هواجسها (يتحرك بهستيريا وفي جميع الجهات خوف ورعب يسيطران عليه) لا ... لا .... سيل أمواج الدماء يغرقني يجرف كل شيء أمامه إني أتنفس من تحت الدم إني اغرق أغرق أما من سد منيع يوقف جريانه المتوثب سآوي إلى جبل يعصني من الدم.. من التلوث.. سأركب السفينة سفينة النجاة ولكن بناءها لم يكتمل بعد ..لا يهم ...يجب أن اهرب كي لا اغرق (يختبئ خلف أعواده خائفا مع كلمة <لالالالا>واضعا رأسه بين فخذيه ويديه تتشابك فوقهما يدخل في الأثناء رجل وامرأة كبيرا السن وهما يحملان رأسيهما المفصولين عن جسديهما يدخلان كل من جانب أما جبر فينظر لهما مراقبا يتجهان لجبر يمسكانه من قفاه ويخرجانه من بين الأعواد وهو خائف يرتجف) الرجل - هل عرفتني جبر – لم أفعل شيء ...ماذا تريدون مني ..كم مرة أقول لكم دعوا بالوعة العفونة مغلقة لم نكئتم جراحي المرأة _ (تمسكه من رأسه وتحضنه) لا تخف اسم الله وليدي الرجل _ هل تعرفت عليها ؟ جبر – لا ...كيف أميزكما وأنتما بلا رأس ؟ الاثنان _ نحن ... جبر – (يقاطعه)لا أعرفكم ولا أريد أن أعرفكم اتركوني اتركوني نزيفكما يغرقني يلوثني (فترة صمت )ولكن هناك شيء ما يجذني نحوكم المرأة _ انه الدم يا ولدي الرجل _ أنا أبوك جبر _ (يضحك) أبي ..؟ ولكنهم اخبروني أن السعلوة التهمته وقد تحول إلى براز تستخدمه العجائز في حناء أبواب رجال الدين الرجل _ نعم أنا أبوك وهذه أمك جبر _ (يضحك من جديد) أمي..؟ المرأة _ نعم أمك يا حبيبي وقرة عيني جبر _ (باستهزاء) قرة عينها وأين هي عينك حتى أكون قرتها ثم إن أمي ماتت منذ زمن فانا من قتلها حينما بقرت بطنها بعدة رفسات من قدمي وبضعة خربشات من أظافري اوو اغربا عن وجهي لست بحاجة لمجانين مثلكما (يدخل أشخاص على شاكلة المرأة والرجل ترافقهم همهمة مع حركات عشوائية في عملية بحث غريبة يخاف جبر يحاول الفرار إلا إن الرجل يمسكه ويمنعه من الهرب الرجل _ لا تخف يا عزيزي أنهم لا يؤذون أمثالك جبر _ (يصرخ بوجههم) ابتعدوا عني أنا أكرهكم أكرهكم واكره كل شيء يمت إليكم بصلة المرأة _ كيف تكره أبويك أيها الولد العاق جبر _ انتم من كان السبب في مجيئي إلى هذه الخرابة الرجل _ أنت صنيعة صاحب الإرادة ولا دخل لنا في ذلك وحتى مجيئي ومجيء أمك هو أمر خارج عن إرادتنا وإرادتك جبر_ (يصرخ بهم) إرادة منه وشهوة منكم تبا لي من نتاج شهوة ثواني وحمل ثقيل ألقيتموه من على عاتقكم إنني جيفتكم التي ترفعتم عن الاحتفاظ بها الرجل _ وحتى هذه الشهوة التي تتحدث عنها هو من زرعها فينا صنعة أتقنها وعاقبنا عليها رغبة منه لا رغبة منا نحن براء يا ولدي من تبعات الخلق والتكوين جبر _ (يجهش في البكاء يكفكف دموعه) جبر _ لنسلم بأنكما أبواي ...ها ..على سبيل الافتراض وليكن هذا في بالكم على سبيل الافتراض... اتفقنا..؟ على سبيل الافتراض (يضحكان) المرأة _ كما تشاء على سبيل الافتراض جبر _ أسألكم... ما بال هيئتكم على هذا المنوال ؟ الرجل _ هذا ما أتينا من أجله المرأة _ لقد ذبحنا يا ولدي الرجل _ نعم ذبحونا من الوريد إلى الوريد وها نحن نحمل رؤوسنا بأيدينا كشاهد على ظلم القتلة جبر _ (يتحسسهم بيده) هل انتم أحياء أم موتى ؟ المرأة _ لا أحياء ولا موتى جبر_ ما هذا هل هذه حزورة ؟ الرجل _ لسنا أحياء ولكن على بعد خطزات من الموت المرأة _ لم نتذوق سعادة الموت حينما ذبحنا كباقي الموتى بل استعر آتون البحث عمن قتلنا جبر _ وهل تعرفون كيف كان شكله الرجل _ اعرفه ولو كان بين ثلاثين مليون فقد كان يحمل جميع أشكال الموت وكل رغبات الفناء المرأة _ سنين مضت ونحن نبحث عنه ولكن دون جدوى جبر _ وما هدفكم من البحث عن الذباح ؟ المرأة _ كي نقتله ونموت جبر_ كيف تموتون وأنتم أصلا ميتون ؟ الرجل _ يا ولدي أنت غبي كما توقعت لك قبل أن تولد نحن الآن نصف ميتين أما ترى نزيفنا الذي لم يتوقف وسنبقى ننزف ولكن عندما نعثر على الذباح ونقتله فسنرتاح ويتوقف النزيف ويذهب كل منا إلى قبره وننام ننام جبر _ وكيف إذا وجد احد الضحايا ذلك الذباح وقتله قبل أن تصل يداك له الرجل _ سأعرف لان النزيف سيتوقف وسأشعر بالنعاس المرأة _ وكم هو غريب حينما يتناهى إلى سمع الأحياء حوادث قتل المجرمين والقتلة بأنه انتقام رباني وفي الحقيقة نحن من دبر أمر قتلهم جبر _ ولكن لحد الآن لم اعرف لم ذبحوكم ؟ لابد أن يكون هناك سبب ما الرجل _ وصمونا بكل التفاهات ولا اعرف كيف اختارونا والآخرين من ثلاثين مليون جريدي ؟ جبر _ وكيف ذبحوكم ؟ المرأة _ قاموا يتسلون باللعب على أعصابنا بترديد كلمة الله اكبر ومع كل تكبيرة يتدحرج مع نغمتها النشاز رأس .. تكبيرة أخرى ورأس أخرى وهكذا... الرجل _ انقلب الرعب إلى مرض صرنا كلما سمعنا كلمة الله اكبر نبول على أرواحنا فلو كنا في عالم الأحياء وسمعنا المؤذن وهو ينادي للصلاة لا نقوم لها ليس عصيانا وإنما لفقدان الطهارة لكثرة ما تبولنا على أنفسنا ولا يمكن لفاقد الطهورين أن يدخل المسجد كنا ننتظر تكبيرة أخرى وتنقطع همزة الوصل مع الحياة المرأة _ لقد خلعوا الله عن مكانه وقالوا إنهم يأخذون مكانه الرجل _ ولكن المضحك إني شممت خراء قديم منذ حمورابي مخلوط بخراء جديد يدعي الطهارة المرأة _ لم اسمع منهم كلمة تدل على إن لديهم قلب إنسان الرجل _ كانوا يديرون وجوهنا في كل الاتجاهات المرأة _ كم توسلت به ألا يذبحني لكنه صرخ في وجهي الرجل _صراصير المرأة _ خونة الرجل _ عملاء المرأة _ سفلة الرجل _ وأخيرا أتت صرخة النهاية موشحة بكلمة طالما رددناها تعبدا نرجو بها التقرب من عرش كنا نضنه مكانا يحتوي المستضعفين والفقراء صرخة بددت سنين أدمنت نفوسنا فيها الرجاء المرأة _ الله اكبر (تنقض على خناق جبر يحاول التملص منها تعود لحالتها)لا عليك يا ولدي وقرة عيني جبر- اوو هم رجعت لقرة عيني الرجل _ تسلمنا رؤوسنا في مركز تسليم الجثث بعد شهور من الفراق بين الرأس والجسد ومنذ ذلك اليوم وهاجس العثور على الذباح وقتله لا ينفك بأي حال من الأحوال عن تفكيرنا المرأة _ (وهي لا زالت تمسك بجبر) بني أرجوك ساعدنا نريد أن نرتاح نريد أن ننام جبر _ وبماذا أساعدكم ؟ المرأة _ دلنا على الذباح ؟ جبر _ كيف أدلكم ؟ وأنا لا اعلم من أنا ومن انتم وأين نحن الآن ومن أين أتيتم ولا أين نحن ذاهبون (لحظة صمت)ولكن على أية حال يبدو أنكم لم تبحثوا في كل مكان فهناك مكان لم تبحثوا فيه لاعتبارات عدة المرأة – كيف لم نبحث جيدا لقد بحثنا في كل دهاليز الخسة والنذالة الرجل – يبدو إنني سأغير رأيي فيك المرأة – فعلا لقد شحذت ذاكرة موبوءة بالأماكن الفاسدة الرجل – (وكأنه عثر على شيء مهم متحدثا بسعادة )نعم هناك مكان لم نبحث فيه (يصرخ)وجدته وجدته وجدته (في الأثناء يمر على الشخصيات الميتة هازا إياها وكأنه يوقظ شيئا نائما بهم مع استمرار همهمتهم المتواصلة التي لم تنقطع منذ دخولهم )هيا بنا إلى هناك ستنتهي معاناتكم وسيتوقف نزيفكم أيها المظلومين أيها المقهورين يا من سرقت أيامكم وداستها أقدام السفلة(يجتمع حوله الموتى فيقودهم إلى الخارج مع ارتفاع صوت همهمتهم) (إظلام موسيقى خاصة) (إضاءة يبدو رجل يرتدي بدلة رسمية يتوسط المقصلة يضع قناعا وحشيا على وجهه ممسكا بورقة وهو يخطب) الخطيب - أيها الشعب العظيم اشكر الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي جعلني في طريقكم وجعلكم في طريقي (يدخل الرجل والمرأة والموتى يتوزعون على إكسسوارات المسرح أما جبر فهو منذ الوهلة الأولى يختبأ خلف أعواده)وها إنا ذا انذر نفسي لخدمتكم ورفع البؤس عنكم ويجب علينا جميعا أن نشيع ثقافة الحب والتسامح وان نكون يدا واحدة في بناء هذا البلد الجريح لبنة من فضة ولبنة من ذهب سلمت رؤوسكم المرفوعة الهام يا أحبائي الرجل _ (تصفيق من قبل الرجل وأتباعه الموتى ثم يؤشر بيده كما يفعل الحكام في كرة السلة) نقطة نظام....... كم هو مؤلم أن يرقص الجلاد ويغني على جراحك وقد شق أخدود عميق يهوي بك إلى العدم(يرتبك الخطيب)سلمت رؤوسنا ها (يضحك يشجع رفاقه على الضحك يضحكون يرتفع صخبهم بالدربكة بأرجلهم على خشبة المسرح يتحول الضحك إلى بكاء بشكل تدريجي )رؤوسنا ها هي في أيدينا والدماء تقطر منها وقد فصلت بالوحشية المعهودة عن جسد غض لإنسان اسمه مواطن كان يريد أن يعيش بسلام في ارض اسمها وطن حينما يضع رأسه على الوسادة يغفو وينام آه آه آه لو ترك القطا لغفا ونام (يحاول الخطيب الهرب يجتمعون حوله يدفعهم عنه يزيح قناعه فيظهر قناع آخر بشع يصرخ بهم) الخطيب – أين انتم يا رجالي هلموا إلي اقتلوهم من جديد لا تسلموا لهم رؤوسهم دعوهم بلا رؤوس المرأة – حث خطاك للسير إلى موت مقنع يمثل حتمية طموح أردته للآخرين الرجل – تكشيرة معدنك الخسيس آن أوان وأدها في بالوعة حدائق الموت الخطيب - اشربوا الدماء الأرض عطشى اقتلوا حتى ترتوي الأرض لا تدعوا رأسا يرتكز على جذع (في هذه الأثناء يتحرك جبر يحاول الوصول إلى الجمع إلا انه يخاف ويرجع إلى أعواده يحاول من جديد .... يصل إليهم) جبر _ تبا لكم إنكم امة مولعة بالذبح ومع كل مسمار تدقونه في نعش ذبائحكم تحولقون وتستغفرون حتى استحال إلى قنفذ كفى موت كفى قتل انهار العالم باتت تغار من منسوب انهار دماؤكم المرأة – إن كان هو ذئب فلا تكونوا نعاج جبر – ليس في الأرض إلا حملا وذئبا ليس هناك ثالث وحشا وطيبا في وقت واحد ابحثوا عن الحب الحب فقط هو من سينقذكم عودوا كما كنتم الخطيب – الحب (يضحك) ها ...نعم... نعم ... الحب ..... ولكن كيف الوصول للحب انا اقول لك انها الكراهية نعم الكراهية لأمثالكم يجب أن تخلوا الأرض منكم يجب أن تجتثوا من على هذه الأرض التي جعلني الله خليفة لها المرأة – (تصرخ ) الدماء الدماء لازالت تنزف وستظل تنزف أوقفوا نزيفي اقتلوا قاتلي النزيف النزيف الخطيب –افتحوا القنوات والشقوق في ارض عطشى الدماء الدماء اغرقوا الأرض ومن عليها بالدماء إني أتلذذ بها (يعلو ضحكه الهستيري) جبر – إن ما تبتلعه أجوافكم ليست دماء غريبة عنكم إنها دماؤكم هو نزيفكم الذي فتحتم أخاديده بأيديكم تبا لكم أي مصير ينتظركم وانتم تعتاشون على دمائكم ستستحيل إلى عرجون خاوي ....ما جدوى هذا القتل الخطيب – اقتلوهم كي أعيش ويعيش غيري من أبناء جلدتي جبر - تقتل إنسانا كي يعيش إنسان آخر ؟ ولكن كيف إذا استمر القتل لديك فبت لا تعرف من قتلت ومن أحييت؟ الرجل – نريد أن ننام اقتلوه اقتلوا القاتل (يهجمون عليه يعترضهم جبر يدفعونه جانبا يحاول الخطيب الهرب يقبضون عليه يقاومهم يسيطرون عليه يأتون به إلى المقصلة) المرأة – لا اعرف على قبلة من نذبحه الرجل – أليس هذا ما كنت تردده على مسامعنا قبل ذبحنا لنذبحه على قبلة القمل على قبلة الشذاذ على قبلة الخفافيش على قبلة المأفونين المرأة – أتذكر أيها الذباح حينما استحلفتك بالله على أن تتركني ألد جنيني ثم تذبحني إلا انك لم تفعل فتحت زنجيل بطني وأخرجت جروي ورميته في سلة المهملات الرجل – ها .. تريد أن تموت مرة واحدة أم بالتقسيط المريح لا سأجعلك تموت وتحيى تحيى وتموت ثلاثين مليون مرة وبجميع طرق الموت والبؤس التي رافقت حياتنا سأقطعك إربا إربا وأوزعك على ثلاثين مليون خرابة صنعتها أيديكم (صوت غليان من قبل الموتى والهمهمة مستمرة) جبر_ (يصرخ) لا لا تفعلوا إنها دماؤكم احيوا الحسين في قلوبكم احيوا المسيح في ضمائركم الرجل – أزفت الآزفة (صوت سقوط المقصلة...تدحرج راس الى مقدمة المسرح إظلام تدريجي الا من بقعة مسلطة على جبر مع موسيقى خاصة) جبر _ إنها دماؤكم التي تنزف لا تشربوها تقيئوا ما شربتم الفظوا ما لاكته أسنانكم انه ليس إلا لحمكم ليس إلا دمكم كفى موت كفى كفى (تتحول البقعة على راس يتدحرج مقبل من جهة المقصلة تتابعه حتى يقترب من المشاهدين.... اظلام كامل مع موسيقى خاصة.... إنارة على جبر وهو وسط مجموعة من الناس العاديين وهم جميع الشخصيات التي ظهرت سابقا في المسرحية ولكن بشكل طبيعي... وبائع الموطا مع عربته وحوله الأطفال وهم يشترون منه وجبر يتنقل بينهم من واحد لآخر مكررا ما ردده) جبر _ إنها دماؤكم التي تنزف لا تشربوها تقيئوا ما شربتم الفظوا ما لاكته أسنانكم انه ليس إلا لحمكم ليس إلا دمكم كفى موت كفى كفى رجل – من هذا ؟ يبدو إني اعرفه امرأة – هذا جبر المجنون فهو منذ هروبه من الجبهة وإيداعه السجن وهو على هذا الحال المذيع – (يكلم زميله) ما رأيك لو أجرينا لقاءا معه سيكون لقاءا ناجحا بالتأكيد ؟ المصور – ولم لا هيا إذن (يقومون بالتصوير) الأطفال _ (يجتمعون حول جبر وهم يرددون) هيه هيه مخبل هيه هيه مخبل (يستمر المصور بالتصوير والمذيع يتابع جبر بشعار القناة) جبر _ (بإعياء وتعب) إنها دماؤكم إنه لحمكم (يدور حول نفسه تتضاءل والأطفال يكررون مقولتهم وهم يدورون حوله تخفت الإضاءة تدريجيا يتجه إلى التابوت الذي خرج منه بقعة ضوء على جبر ينزع ملابسه يدخل في التابوت موسيقى تبقى بقعة الضوء على التابوت صوت نعيق غراب وعواء ذئب ونباح كلاب) صوت – كولي علي امرأة _ علي ..........علــــــــــي ........علـــــــــــي........... صرخة لطفل " />
ينقل للارشيف