[CENTER]الفصل الثالث
احس دافيد بالعالم يدور من حوله وبدا يرتجف من الخوف فجلس على كرسيه.
"روز اهدئي واخبريني ماذا حصل؟"
"احست جدتك بالتوعك بعد خروجك من عندها وحاولت ان اتصل بك ولكن..."
"ارعف روز, كانت الخطوط معطلة, كيف حالها؟ هل هي بخير؟ هل تريدين مني المجيء؟"
"لا, لا انها بخير, لقد اعطاها الطبيب ادوية اقوى وهي تتجاوب معها ويقولون انهم سيرسلونها الى المنزل بنهاية الاسبوع."
"اوه جيد."
"دافيد, هناك المزيد, يبدو انها غابت عن الوعي لوقت عندما احست بنزبة القلب. وعندما استعادت وعيها... اصبحت ذاكرتها مشوشة قليلا ولا تتذكر اشياء كثيرة, عندما غابت عن الوعي لم تصل الدماء الى دماغها, دكتور هومر يمكنه تفسيرهذا الموضوع لك."
"ماذا تعنين بمشوشة؟"
"انها لا تتذكرني, وتعتقد انه ومر هو برتي جدك, لا تقلق, يقول الطبيب ان حالتها مرحلية وستمر, وتعود الى حالتها الطبيعية." قالت روز ذلك وبدت مرتبكة. "والان دافيد انا عندي مشكلة انت تعرف ابنتي غلوريا في اريزونا؟ ستنجب طفلها الاول قريبا وربما الاسبوع القادم وتردني للمساعدة, وكنت امل ان اترك آبي وحدها لبعض الوقت ولكن الان..."
سالها دافيد: "تريدين ان يتولى احد العناية بها عندما تغادرين؟"
"نعم هذا صحيح, اعرف ان لديك عمل وكنت افكر ربما تستطيع البقاء عندك لبعض الوقت لحين عودتي؟"
"حسنا روز... يمكنني العمل من المنزل وعملائي يمكنهم الاتصال بي الى هنا. ويمكنني ان اطلب احدا للجلوس معها عندما اريد الخروج, ولكن هل يمكنها السفر؟ ماذا عن طبيبها؟ وادويتها؟"
"تمكن هومر من الحصول على ادوية لمدة شهر, وطبيبها يقول انها بحالة جيدة طالما تاخذ ادويتها في الوقت المناسب وبقيت هادئة."
"متى تريدينني ان اتي روز؟ يمكنني ان احضر حالا فالطرقات ما زالت مفتوحة."
"هذا ليس بضروري." طمأنته روز "انا باقية معها لنهاية الاسبوع ساترك نهار السبت بعد الظهر, فالعاصفة لن تبدا قبل نهار الاحد."
|هل هي هناك روز؟ هل بامكاني ان اتكلم معها؟"
"انها هنا لكنها نائمة, يمكنك ان تراها بنهاية الاسبوع, التكلم معها الان بدون جدوى لانها ما تزال مشوشة, هومر سياتي بها الى بيتك."
اجاب دافيد على مضد: "سوف احضر لها غرفة, هل ستوضبين امتعتها؟"
"اجل ساحضر كل شيء وهومر سيوصلها حوالي الساعة التاسعة."
"روزا ذا كان هناك ماي تغيير في صحتها اريدك ان تتصلي بي."
"سيخبرك هومر كل شيء عن حالتها, كل ما تريده هو الراحة والهدوء, وطبيبها يقول انها بخير ولكن يجب ان نتعامل معها بروية, ساراك دافيد نهار السبت."
"الى اللقاء روز." جلس دافيد يراقب الهاتف وهو يفكر, اذا اصاب جدتي شيء ساكون وحيدا بدون احد يهتم بي ويحبني وسيحصل ذلك في يوم من الايام. اتمنى ان اكون بقدر المسؤولية واقدر ان اخدمها, ولكن مشوشة لاي حالة؟
اسبوع لورن كان مذهلا ومثمرا محاولة الانتهاء من اعمالها قبل اجازتها السنوية نهار الاثنين المقبل, وحاولت هي وادنا انجاز التفاصيل الاخيرة على العشاء قبل عرض الساعة الحادية عشرة.
بعد نشرة اخبار الساعة الخامسة نهار الثلاثاء تناولت العشاء مع بولي, فصديقتها تتحرق شوقا لمعرفة اخر اخبار دافيد.
"الم تاعودي الاتصال به بعد الحادثة؟" سالتها بولي.
"لا ولكنني حاولت التلكؤ بالمدخل لمشاهدته, عنده اعمال ولا يجد الوقت لاضاعته امام بابه."
"يبدو مذهلا, اين ساقابله؟"
"لا ادري بولي, هل تريدين المجيء معي الى البيت لرؤيته؟"
"اكيد, واذا كنت تريدين دعوته للحفل يجب ان تتحركي."
"معك حق بولي, في المرة القادمة عندما اراه سادعوه."
ليلة الخميس اسرعت لورن بتغيير ثيابها للعشاء مع والديها, فغيرت بدلتها بثوب ابيض.
"كرة الشعر انتبه لنفسك ولا تخدش المفروشات." ابتسمت لورن وهي تغلق الباب لانها فكرت انها ربما تتحول الى عجوز مسنة ولا تجد احدا تتكلم معه الا هرتها, وسمعت صوتا وراءها يلقي عليها التحية.
"مرحبا." احست برعشة تسري بعروقها عندما راته, انه هو, مثير وجذاب ولكن متعب.
"تبدين خارجة وعلى موعد؟" سال ذلك بدون اهتمام وباكتئاب.
"اجل اعني لا." تابعت وهي تبتسم: "نعم للخروج, ولا للموعد, ساتناول العشاء مع اهلي."
"اوه تمتعي بوقتك." تاملها وهو يبتسم.
"كيف حال عنقك؟"
"جيد."
"كيف حالك انت؟ تبدو متعبا."
"اه هذه قصة اخرى, فانا..." توقف للحظة, وثم مذ يده على غفلة وسحب شعرة من فمها. لمست يده خدها بنعومة, فشعرت برجفة: "لست بخير." ثم سحب يده.
"هل هناك ما يمكنني فعله لك؟"
"كلا." وظهرت على شفتيه ابتسامة حزينة اظهرت اسنانه البيضاء.
"حسنا, اذا ما فكرت بشيء ما..." وتوقفت لان الوقت لم يكن ملائما لدعوته الى الحفلة الراقصة.
"هناك شيء واحد ربما." نظر اليها بتفاؤل وتابع: "واجهت جدتي ازمة قلبية جديدة, وهي ليست بخير."
"انا اسفة جدا."
"نعم انا ايضا, على كل حال, لقد طلبت مني... اه, هذا مخجل." ومرر يده ليتخلل شعره وحك رقبته, هذه الحركة اثرت بلورن.
"لا تخجل, فهذا لا يمكن ان يكون بهذا السوء." وتابعت: "انا لست ثرثارة." وحاولت ان تلطف الاجواء.
"لا, لا تفهميني بطرقة خاطئة, فانا اخبرتها انك جارتي وطلبت مني الحصول على توقيعك." انهى كلامه بسرعة: "اعلم انه امر سخيف لكنها تظن انك الافضل, السخيف ليس ان تكوني الافضل, بل..."
"هذا شرف لي." قالتها باخلاص وتابعت: "لدي بعض الصور الفوتوغرافية في المكتب, ساحضر لك واحدة غدا وامررها في نهاية الاسبوع لتعطيها اياها."
هذا الكلام اراح دافيد: "شكرا لك, فهي ستسكن معي بضعة ايام حتى تشفى لانني علمت انه اصابها فقدان بعض الذاكرة ولا اعرف ماذا اتوقع."
"حظا سعيدا." قالتها بصدق وتابعت: "يجب ان ارحل, ساحضر لك الصورة نهار السبت."
فتح دافيد بابه ودخل الى المنزل: "شكرا جزيلا لك, قودي بحذر."
رمى معطفه على الكنبة, وجلس على كرسيه, انه اسبوع حافل, مرت هذه الفكرة بذهن دافيد.
وفوق كل مشاكله كان هناك جدته, فاخذ الهاتف وطلب الرقم, اجابت روز بعد الرنة الثانية.
"مرحبا روز, هذا انا دافيد, كيف احوالك؟" سالها وهو ينتظر اخبارا سارة فقط.
"طيف حالك عزيزي, كل شيء على اكمل ما يرام, هي بخير تتحسن كل يوم, واخبرناها انها ستسكن معك بضعة ايام فسرها الامر, وبعدها سالت عن هويتك, فقلت لها انه حفيدك يا آبي ثم سالت من تكون آبي."
تنهد دافيد فالامر كان صعبا, وقال: "ماذا سافعل برايك يا روز؟"
"فقط كن على سجيتك الطيبة وستتعود عليك تدريجيا, هل السبت الساعة التاسعة مناسبا لك؟"
"طبعا, لكن هل هناك حاجة لشراء سترة للمجانين؟" سال دافيد ذلك محاولا ان يبدو طريفا.
"كلا يا عزيزي فالامر ليس خطرا الى هذا الحد, فالطبيب طمان هومر انه راى حالات مشابهة كثيرة, وفي غضون بضعة اسابيع كل شيء سيتحسن."
"بضعة اسابيع اليس كذلك؟ هذا الامر يجب ان يكون مثيرا للاهتمام, حسنا روز ساراك نهار السبت." اعاد السماعة الى مكانها, وبدات تراوده الافكار سوف ارى لورن نهار السبت ايضا مما سيجعله نهارا رائعا, لقد ذهبت مع عائلتها هذه الليلة, حسن حتى الان هي من دون صديق, هذه الفكرة سمحت بظهور ابتسامته اول مرة هذا النهار.
منتديات ليلاس
في المطعم اوصل النادل لورن الى طاولتها حيث جلست عائلتها تنتظر, فسحب جاك كرسيا لابنته وهو يبتسم, وشارلوت والدة لورن اعطتها قبلة ناعمة على خدها.
"مرحبا ايتها الحلوة, تبدين رائعة الليلة." وابتسمت شارلوت لابنتها وعيناها الزرقاوان تلمعان.
"يزداد جمالها سنة بعد سنة تماما كوالدتها." قال والدها ذلك وهو يضحك, ثم رحب شقيقها بها عبر الطاولة.
نظر جاك وشارلوت الى اولادهما ومن ثم الى بعضهما برضى, كان جاك طويلا قوي البنية يملك شعرا بنيا يتخلله بعض الشيب, اما شارلوت فكانت ابنتها, تملك شعرا داكنا مسرحا حسب الموضة, ولمعت عيناها الواسعتان.
"كيف تعاملك ادارة التلفزيون يا لورن؟" سالها والدها والفخر واضح بنبرة صوته.
"بطريقة ممتازة شكرا يا ابي, كان امرا متعبا لكني اعشقه, سآخذ عطلة طويلة الاسبوع القادم." وجالت لورن نظرها في قائمة الطعام, اما شارلوت فوضعت قائمتها على الطاولة: "هل قررت اين ستذهبين يا عزيزتي؟"
"سابقى في المنزل, فانا لا اريد ان الحق بالطائرات, اوضب الحقائب واركض من مكان الى اخر." وبدون شجر نخيل اتت هذه الفكرة الى هن لورن وهي تبحث في قائمة الطعام.
"مستحيل, ما هذه الاجازة السخيفة, لورن انت تتحولين الى فتاة مملة." اتكا زاك على كرسيه واخذ يلعب بالاواني التي على الطاولة.
"توقف يا زاك واستقم في جلستك." امره والده جاك بذلك فهو اراد ان يعيد اليه مظهره اللائق.
بعد ان اخذ النادل الطلبية, فتحت شارلوت موضوع جو الذي كانت لورن تحاول ان تتكتم حوله.
"كان لدينا عدة وجهات نظر, لكن لنتحدث."
قال زاك: "هل اخفق جو؟ وداعا ايها الجميل." قالها بسخرية.
"كفاية يا زاك." وحاول والدها ان يسكته بتغطية فمه بمنديل.
"لا باس يا ابي." وضحكت لورن لاخيها العزيز, فزاك لم يحب جو, وكان الشعور متبادلا, زاك رجل عطوف ومرح, اما جو فكان باردا وانانيا, ومن هنا يفسر عدم وجود المحبة والتفاهم بينهما امسكت شارلوت يد ابنتها وقالت: "انا اسفة يا حبيبتي, هل انت بخير؟"
"انه امر مزعج في بعض النواحي, امي انا شبه مرتاحة, فالان ونحن متباعدان بدات اشعر بقلة القواسم المشتركة بيننا, فعلاقتنا كانت فقط... ملائمة."
توقفت لوهلة بينما كان النادل يوزع الطعام.
"انه يواعد الان عارضة ازياء اسمها تانيا ماكدونالد."
تفاجا زاك وقال: "تانيا ماكدونالد."
سالته لورن: "هل تعرفها؟"
"لقج رايتها, انها قبيحة وجسمها يشبه المكنسة, جو شخص سطحي." قالها زاك وفمه مليء بالطعام.
لم ينجح جاك باظهار بعض الرصانة امام ابنه, فساله: "هل هي قبيحة الى هذا الحد؟"
"أبي انها مخلوقة فضائية."
اختنق جاك وبدا بالسعال حتى اضحى لونه محمرا, فقامت لورن وربتت على ظهر والدها, وفكرت انه لا يحب جو ايضا, هذا ما بدا لها.
نظرت شارلوت الى زوجها وولدها وقالت: "لورن انا اتعاطف معك, فانا اعلم ان جو كان... كان... ملائما." فضحكت العائلة بشدة.
"ماذا؟" ارتجفت شفتا شارلوت.
"يا امي." ضحكت لورن: "لا باس لست مضطرة للدفاع عنه فكل شيء قد انتهى."
نظر جاك الى زوجته وقال: "عزيزتي لا تحتاج الى تضييع مزيد من الوقت بالاحساس بالحزن على نفسها, وانا متاكد ان المعجبين واقفين بالصف خارج بابك."
احمرت وجنتا لورن عندما راودتها الافكار عن دافيد.
"اوه لا." صرخ زاك: "انت على حق انظر اليها كيف احمرت وجنتاها! من هو؟"
تظاهرت لورن بالبراءة: "من؟"
"الصديق الجديد الرجل الواقف ببابك؟"
"لا احد, مجرد جار جديد انيق."
قالت والدتها: "حسنا عزيزتي اخبرينا عنه." انتهت السهرة ولورن تخبرهم عن دافيد وعن صحة جدته.
"يبدو كشخص مسؤول, قليل من الشبان يقدرون تحمل مسؤولية جدة عجوز." قالت شارلوت ذلك وهم يغادرون المطعم.
قال زاك باستهزاء: "عندما تختلفين انت ووالدي يمكنكما الاتصال بلورن."
منتديات ليلاس
بزغ نهار السبت بطقسه الجميل المشمس, معظم ثلوج الاسبوع الماضي ذابت تاركة الطرق امنة للمسافرين, لكن نشرة الطقس تحذر من عاصفة خرى في نهاية ذلك النهار, انجفع دافيد جاخل شقته محاولا ترتيب الشقة قبل وصول جدته. ما لم يقدر ان يضعه تحت السرير او بالخزانة رماه, سيرتب الاغراض عند ذهاب جدته, لا يعلم كم ستبقى معه ولكن من الممكن انها ستمضي ايام الاعياد معه, هذا ما ذكره انه يجب ان يشتري زينة العيد... لم يزعج نفسه بهذه الاشياء من قبل لان جدته كانت تهتم بهذه المناسبة, يجب ان يكون هذا العيد مهم, يمكنه ان يسال احدا من موظفيه للبقاء مع جدته عندما يذهب للتسوق.
دق جرس الباب على الموعد المحدد, فتح الباب ليجد هومر لوحده.
نظر اليه مستفهما, فقال هومر: "انها هنا لكنها لا تزال في السيارة لانني اردت ان اتحدث معك على حدى."
"هذا فعل ذكي, ماذا علي ان اعرف؟"
"ليس بالكثير, كما تعرف انها اصيبت بنوبة قلبية جديدة افقدتها الوعي ويبدو انها كانت سكتة دماغية, ستستعيد قوتها مع مرور الايام وهي تتجاوب مع الادوية وضغطها عادي, كل ما تريده هو الراحة."
"ساتاكد انها ستبقى مرتاحة فلا اريد لها نوبة اخرى."
"على الاكيد يجب ان تبقى هادئة ومرتاحة مهما بدت لك مشوشة."
"سال دافيد بعصبية: "هل لا تزال مشوشة كثيرا؟"
"نعم فهي لا تزال تدعوني برتي ولم اصحح لها خطاها وطبيبها موافق معي فنحن نعتقد ان الصدمة ليست لصالحها الان."
رن جرس المصعد وخرجت آبي بمساعدة روز.
"برتي اين انت؟ هل انت هنا؟"
"هنا بجانبك آبي." اجابها هومر بذلك وهو يهمس لدافيد: ""هل فهمت الان؟"
هز دافيد راسه وهم يدخلون الى الشقة, لقد احس بالارتياح لان جدته تبدو بصحة جيدة, خداها حمراوان وعيناها يقظتان وكانت ترتدي بذلتها المفضلة بلون الزهر وقميص بيضاء.
سالها هومر: "آبي هل تتذكرين دافيد؟"
"اكيد اتذكره, لا تعاملني برتي كانني فقدت ذاكرتي, تعال دافيد اجلس بجانبي على الصوفا."
قال: "كيف حالك جدتي؟" وهو يمسك يدها.
"بخير لكن جرب ان تقول ذلك لجدك ورفيقته صعبة الارضاء."
تنحنحت روز لذلك وسالت آبي: "هل انت مستعدة الان للبقاء مع حفيدك؟"
"اجل اجل, دافيد كم من الوقت مر من دون رؤيتك انت وعائلتك؟"
عائلتي؟ ارتبك دافيد, هل تعتقد ان والدي لا زالا على قيد الحياة؟
"لا اعلم." كان يتلعثم وهو ينظر نحو هومر متوسلا.
قال هومر: "اعتقد من السنة الماضية قبل ان ينتقل دافيد الى هنا." ونظر الى آبي ليرى رد فعلها.
"من الممكن." اجابت آبي وهي محتارة: "انني اتطلع الى قضاء بعض الوقت معكم."
معكم؟ تساءل دافيد مع من؟ مع كتب القانون؟ او الاثاث؟ او عملائي؟
قالت روز وهي تنهض: "لنفرغ السيارة من الاغراض ونذهب بطريقنا, يجب ان الحق بالطائرة."
التفتت نحو دافيد وتابعت: "شكرا عزيزي, لا تعلم كم ارحتمي, هل شرح لك هومر طريقة تناول الدواء؟ انها تتناول اربع حبات يوميا, ثلاثة مع الوجبات وواحدة قبل النوم. ولقد كتبت رقم ابنتي في اريزونا واسم ورقم الطبيب بحال اي طارئ." قالت روز ذلك ثم ودعته وخرجت.
"هذا صحيح وعندها موعد مع الطبيب الاسبوع القادم واذا ساعدنا الطقس سآتي وآخذها. من الممكن ان تكون بحاجة لبعض الوقت لترتاح لان خدمة المريض مرهقة." اكد هومر وهو يحاول اللحاق بروز.
اعلم, فكر دافيد, فهي لم تصل بعد واحس بالارهاق, ماذا اذا حصل شيء؟ من الممكن ان تكون بحاجة للمساعدة اكثر مما يمكنه تامينه لها اطباء ممرضات, او غرفة عمليات.
قال هومر: "اتصل بي اذا احتجت الى شيء ما."
"سافعل يا دكتور, اراك الخميس القادم."
"نعم اعتني بها يا دافيد فهي سيدة مميزة."
"سافعل وكل عيد وانتم بخير." قال دافيد مبتسما وهو يقفل الباب. والان ماذا سافعل؟ بماذا سنتحدث؟ ولكن لم يكن هناك حاجة للقلق فجدته كانت نائمة.
منتديات ليلاس
نامت لورن حتى ساعة متاخرة من نهار السبت وعندما نظرت اخيرا الى ساعتها كانت العاشرة.
تناولت صورة لها وقلما من الجارور, فجدة دافيد تريد توقيعها ولكن لا تعرف ماذا تكتب, فكرت بعدة جمل ولكن لم ترق لها اي فكرة, ووقعت باسمها على الصورة وكانت من احدى اجمل الصور التي التقطتها, اليوم ستدعو دافيد الى الحفل, رمت القلم والصورة على السرير وذهبت لتستحم.
كان دافيد يساعد جدته في غرفة نومها عندما رن الجرس.
"سارى من بالباب جدتي, ابقي في السرير وارتاحي, لا اريدك ان تركضي بالبيت."
"لا تهتم بي اذهب وافتح الباب." ابتسمت له.
فتح دافيد الباب ليجد لورن تبتسم ومعها مغلف, مع انه كان متوقعا حضورها لكنه تفاجا بالاحساس الذي شعر به.
"لورن تفضلي بالدخول."
"لورن." صرخت آبي من غرفة النوم.
سالته لورن بشك: "انا لا اقاطع شيئا؟"
"لا تكوني سخيفة. انا سعيد انك هنا." اخذ المغلف من يدها.
نادت آبي: "لورن اين انت يا عزيزتي."
"من الممكن ان تكون قد سمعتنا جدتي ونحن نتكلم وهي تريد مقابلتك."
"وانا ايضا اريد مقابلتها."
وضع المغلف على الطاولة وامسك بيدها.
"جدتي اقدم لك لورن."
جلست آبي وهي تتنهد بسخط: "دافيد انا اعرف لورن من قبل وكيف لا؟ فهي زوجتك؟"
نهاية الفصل الثالث
قراءة ممتعة للجميع
مع تحياتي