الفصل التاسع
وقبل الاخير
"اوه يا امي كانت حفلة رائعة وفي الواقع كانت من امتع الليالي في حياتي."
في وقت متاخرمن ليلة الجمعة اتصلت لورن بوالدتها لتخبرها عن الحفل لانها تعرف ان والدتها ستكون بانتظار مكالمة منهالتخبرها عما جرى.
قالت شارلوت بمرح: "هذا شيء رائع اذا اخذنا بعين الاعتبار مفاجاة الجدة بقرارها الذهاب الى الحفلة."
"حسنا لقد حصلنا على بعض الاوقات الممتعة." قالت لورن ذلك وهي تتذكر قبلة دافيد في نهاية السهرة وكان هو الذي اخذ المبادرة بالابتعاد.
"يجب ان نتوقف الان لاني لا اعرف ماذا سيحصل بعد ذلك."
كان من الصعب معرفة انهم ملائمين لبعض, من دون اضافة عاطفةدافيد. لكنها كانت تعلم ايضا ان هي انجرفت بحبه سيهدم قرارها بالابتعاد عن الزواجوالتركيز على وظيفتها, فهي ستضيع وستتخلى عن عملها من اجل رجل لا يريد الارتباط باحد ايضا.
ترك هومر وآبي الحفل بعد ساعتين من رقص الفالس متعبين لكن مسرورين. ومرت بقية الامسية كانها حلم للورن ولمرة واحدة تلك الليلة كان بامكانها التظاهر انه حبيبها, ولبرهة فكرت ماذا سيكون جوابها اذا طلب دافيد يدها للزواج. هل سترد بالموافقة؟
"امي عدنا وذهبنا الى مطعم صغير ومميز على الخليج, كان الامر رومنسيا, لقد نفذ وعده وقدم العصير والورود."
"انا سعيدة ان الامر انتهى على ما يرام."
"كنا محظوظين, فآبي استمتعت بوقتها اكثر منا."
"هذا رائع! وانا مسرورة لانها بخير. بالمناسبة... ألا يجب عليك العودة الى العمل الثلاثاء المقبل؟"
"نعم..."
"وماذا ستفعلين؟"
"امي في الحقيقة لا ادري."
"واين ستمضين نهار العيد؟ سنكون مسرورين اذا اتيتم جميعكم وامضيتم النهار معنا ولكن ايضا سنتفهم اذا لم تقبلوا."
"دعيني اناقش الامر مع دافيد وساعلمك بقرارنا فربما هو فكر بشيء. ولكن اعتقد اننا سنمضي العيد مع بعض."
"حسنا يا حبيبتي, ولكن تذكري ان نهار العيد بعد يومين فقط."
وتساءلت لورن اين مر الوقت, فهي لم تتبضع بعد. ربما بامكانها الخروج لبعض الوقت غدا.ودعت لورن امها واستلقت على سريرها لتفكر ماذا ستشتري لدافيد؟ فهي تريد شراء شيء مميز ولكن المشكلة انهما ليسا متزوجين او خاطبين او يتواعدان. فماذا على المرء ان يشتري لزوج مزيف؟
************
بعد ظهر اليوم التالي امضت لورن ثلاث ساعات بالمركز التجاري. وهي تزور المحلات من اجل انتقاء الهدايا للجميع ولكن لا تزال هدية دافيد مجهولة.
منتديات ليلاس
عبست, تنهدت, عاينت, شمت واختبرت العديد من الافكار ولكن لم تتوصل الى نتيجة, فالامر يبدو شاقا وهي تريد ان تتامل المفاجاة على تعابير وجهه عند فتح الهدية.
واخيرا قررت ان تشتري له قميصا اسودا, فاللون الاسود يناسبه واختارت عدة اشرطة لفنانين مفضلين لديه وعادت الى شقتها للف الهدايا. لهومر اختارت تبغ للغليون ولآبي مناديل مخرمة. ولبولي كتابا عن الطبخ وكنزة صوفية, وكرات للعبة الغولف لوالدها, ولوالدتها بلوزة وزوج من الاقراط ولزاك جاكيت للتزلج, وللهر نوعامن النعناع البري المفضل عند القطط.
تلك الليلة وبعد ذهاب آبي الى غرفتها جلست لورن مع دافيد.
"هذه كمية كبيرة من الهدايا لقد كنت نشيطة اليوم." وهو ينظر الى الهدايا وتابع:
"وماذا اشتريت لكوينت؟ كيس مليء بالكعك؟"
"لا كتاب عن الاكل الصحي."
"اه... اختيار صائب."
تامل وجهها وتابع: "لورن..."
"دافيد..."
تكلما بنفس اللحظة وضحكا معا.
قال لها: "ابدئي انت."
"لا, انت."
"كنت ساقول انه لا يوجد طريقة اشكرك فيها على مساعدتك لي." وهو يمسد شعرها: "لا ادري ماذا كنت سافعل من دونك."
"ساكون دائما في الجهة المقابلة, فانا لا انوي الانتقال الى اي مكان." قالت ذلك وهي تحارب لحظة كآبة, حتى لو راته دائما فحياتها ستبدو خالية من دونه.
"انا سعيد لاني اعتدت على الحياة الزوجية."
تفاجات مناجابته وتاملت وجهه لترى اذا كان صادقا.
اجابت وهي تبتسم بخجل: "واناايضا."
ابتسما لبعضهما وهما يفكران بما قالاه ولا يريدان اللحظة ان تمضي وشعور بالخوف والوحدة غلفت دافيد وهو ينظر للمراة التي غيرت حياته. فكل شيء تغير وكل المقاييس انقلبت ولكنه يعلم شيئا واحدا ان حياته من دونها ستكون بلا معنى.
"ماذا كنت ستقولين من دقيقة؟"
"فقط اردت ان اذكرك انني ساتابععملي نهار الثلاثاء, وكنت افكر اذا كان لديك اي افكار عما سنفعله؟"
تامل دافيد النار بالمدفاة فقد كان لا يريد ان يواجه هذه الامور وحيدا لعدة اسباب: صحة جدته وخسارة رفقة لورن, فمن دونها لن يكون سعيدا ومفعما بالحيوية كما هو الان.
"اجل كنت افكر بالامر." اردف وهو ينظر بعينيها: "ساحضر رقم طبيبها غدا واتكلم معه لارى اذا كانت بحال جيدة لتحمل الحقيقة."
"واذا لم تكن؟ فلن تستطيع تحمل النتائج."
"حبيبتي لا يمكننا البقاء على ه1ا المنوال يجب علينا ان ناخذ مبادرة قريبافلم يكن هناك ضرورة الى الذهاب الى هذا الحد, لم اكن منصفا بحقك."
"اوه دافيد, ماذا كان بامكانك ان تفعل؟"
"لا اعلم ولكن هل لديك اية افكار؟"
"لا."
"دعينا نفكر بالامر الليلة ربما وجدنا الحل."
"ربما."
وتلك الليلة وبعد ذهابها الى شقتها للنوم تذكرت لورن انها نسيت الكيس الذي يحوي على قسائم مشترياتها في غرفة الجلوس الخاصة بدافيد. من تلمؤكد انه سيرى ما يحوي الكيس ويعرف ما اشترت له. فامسكت بمفتاح شقته وانسلت على روس اصابعها لتدخل الشقة بهدوء. توقفت لورن داخل غرفة الجلوس لتعود نظرها على العتمة. فالضوء الوحيد منبعث من المدفاة ومن تحت باب آبي. فتوجهت نحو الكيس بهدوء لتسمع صوت آبي تتكلم مع احد.
منتديات ليلاس
تجمدت في مكانها من خوفها. فبدات تعنف نفسها لسخافتها فلا داعي للخوف, من حقها ان تتواجد في غرفة الجلوس, هزت راسها ومشت عدة خطوات فضربت رجلها بهدية, فابتعدت لتفرك مكان الضربة وهي تتمتم.
"اعتقدت انني سمعت جلبة من غرفة الجلوس روزي... لا لا ربما الهر." سمع صوتها الى غرفة الجلوس بوضوح.
ابتسمت لورن لنفسها فمن المؤكد ان آبي تشعر بصحة جيدة اذا كانت ما تزال صاحية تتكلم مع اصدقائها على الهاتف.
"حسنا اخبريني عن الطفل روزي؟"
رات لورن الكيس تحت عدة رزم. على الاقل فدافيد لم يجده بعدو هي تفكر كيف ستحصل على الكيس من دون ان يستيقظ دافيد.
"دافيد, اوه بخير... اجل وخطتك تجري كما اردنا."
اية خطة؟ توقفت عن توضيب العلب لتستمع الى بقية الحديث. فهي تعلم منيسترق السمع لا يسمع الا الاخبار السيئة ولكن لم تتمكن الا فعل ذلك لانه شيء يمس دافيد.
"فانا احاول قدر المستطاع ان اتركهما لوحدهما, وهي ما زالت تعتقد انني مشوشة الفكر. فلذلك اعرف ان خطتنا جيدة. انها مميزة, فانت كنت على حق. اعتقد انهاوقعت بحبه يجب ان تريهما مع بعض, ماذا؟ اجل اطفال جميلين."
منتديات ليلاس
جلست لورن على الارض لانها احست بصدمة من جراء ما سمعت. هل هذا كلام غير مفهوم من امراة مريضة؟ ولكنه لم يبدو حديثا مشوشا. حاولت التركيز بصعوبة لتسمع بقية الحديث.
"عندما تعودين ساريك الصورة التي اهدتني اياها وهي بالمحطة التلفزيونية.. اجل مع توقيعها انها فتاة مميزة, لا لا تعلم انه معي, لذا يجب ان نتابع مخططنا الرئيسي لنحصل عليها."
احست بنيران الخيانة تحرق قلبها وركضت بخفة الى خارج الشقة غير قادرة على التنفس. فاحست بقلبها يعصر من الحزن والالم. اغلقت بابها وهي تشهق بالبكاء, تحاول حل الاحجية لتقصل بين الكذب والحقيقة.
آبيليست مريضة, فهي تتظاهر بذلك وكانت تعلم ان لورن تعمل بمحطة التلفاز ومن الظاهر انها لم تنس من هي روزي. واكيد ان دافيد داخل معهم بالخيانة. احست لورن بنار الذل تحرق وجنتيها.
وماذا عن هومر؟هل هو شريك ايضا بالمخطط؟ لماذا جميعهم يكذبون عليها؟ وماذا سيجنون من كذبهم؟ زوجة لدافيد؟ ولماذا عليه التمثيل ليحصل على واحدة؟ ولماذا لا يحصل على زوجة بالطريقة التقليدية ويطلبها للزواج؟
دموع الحزن احرقت عينيها, لم تسمع نصيحة بولي وامها؟ وماذا تعرف عن هذا الرجل؟ لا شيء عندما تتذكر انها وثقت به وثقت بهم جميعا.انها لا تفهم شيئا من هذه الاحجية فلا شيء مفهوم لكنه يعطي شعورا بالذل.
دخلت غرفة نومهاوطلبت والدتها.
قالت وهي تبكي: "متاسفة للاتصال بهذا الوقت المتاخر."
"لا عليك حبيبتي, ماذا يجري؟"عند سماع صوت امها احست لورن بالراحة.
"لا شيء مجرد عارض حساسية. كنت افكر بالذهاب لقضاء العيد معكم ويمكنني الذهاب قريبا."
"هذا رائع ومتى يمكنك الرحيل؟"
"في الصباح اذا كان هذا يرضيك؟"
"اجل فهذا جيد, وماذا عن آبي ودافيد؟"
"متاسفة لن ينضموا الينا وساخبرك كل شيء عندما اراك."
"حسنا يا طفلتي, اراك في الغد."
بعد قضاء ليلة من دون نوم نهضت لورن قبل شروق الشمس ووضبت حقيبتها لتكفيها للاسبوع القادم.تاملت وجهها بالمرآة, من هذه المراة المثيرة للشفقة التي تنظراليها؟وشعرت بالجموع تنهمر من عينيها.
قالت لنفسها: "كل شيء سيكون على ما خير عندما تخرجين من هنا."
منتديات ليلاس
زخطرت على بالها فكرة قبل خروجها من الشقة, واحضرت ورقة وقلما.ماذا تقولين لشخص جرحك بالصميم, كتبت اسمه على الورقة وهي تمسح عينيها بقميصها.
دافيد لا اعلم لاي مدى تعتبرني مغفلة, ولكنني سمعت من قبل عن احتيالات من هذا النوع,كيف تقدر ان تستغل امراة عجوزطيبة بهذه الطريقة, انت مريض وليست هي! انا راحلةاتركني بحال سبيلي... لورن.
خرجت من الباب واقفلته ودست الورقة تحت باب دافيد وتوجهت الى منزل اهلها لتنام على صدر امها.
بعد تفكير عميق حاولت ان تتذكر كيف وصلت الى منزل اهلها. وفي حالة من الصدمة والاضطراب خرجت من السيارة لتحاول الوصول الى ذراعي امها التي تقف بانتظارها.
"كل عيد وانت بخير امي." وهي تحاول الابتسام.
قالت شارلوت وهي تتامل وجه ابنتها: "هل يجب ان افهم انك تمرين بفترة كآبة؟"
هزت لورن راسها: "انا بخير امي, ولكنني سعيدة برؤيتك."
"لورن اعلم انك امراة مسؤولة وقادرة على تحكل الكسؤوليات, ولكن في بعض الاوقات يجب ان نناقش مشاكلنا مع امهاتنا, واذا اردت كتفا تبكين عليه فلن اخذلك."
"اوه امي... انا مغفلة." وجلست على الاريكة.
"حسنا حسنا عزيزتي. كل شيء سيكون بخير."
هزت لورن راسها بأسى وحاولت اخبار امها ما جرى معها, واستمعت شارلوت الى قصة لورن وهي تفكر بعمق.
"حبيبتي اعرف انهما يبدوان مذنبين ولكن اعتقد ان هناك تفسيرا اخر."
"اوه امي هل تعتقدين ذلك؟"
"لا اعرف يا حبيبتي." تابعت وهي تهز راسها: "ولكن بعد مقابلة دافيد وآبي لا اعتقد انهما من هذا النوع من الناس, بصراحة اعتقد ان هناك تفسيرا اخر."
"وانا ايضا, اريد ان اعرف كيف بشخص ان يحظى باسعد ساعات حياته واتعسها بنفس الاسبوع؟"
"امرساخر أليس كذلك؟"
"انني اشعر بالغباء وكانني متورطة باكاذيب ولا اعرف لماذا. اشعر بانني بلهاء غبية."
"هذا لانك تحبينه أليس كذلك يا حبيبتي؟" وهي تنظر الى وجه ابنتها مبتسمة.
"اجل."
"حسنا عزيزتي, فقط اطلب منك ان تكوني منصفة وعادلة. وستحل الامور ان كانت لصالحك ام لا."