كاتب الموضوع :
dew
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emomsa |
السرد ..... الوصف ...... الحوار
هناك امتزاج مبدع بين السرد والوصف ....... نجد ان هناك مراحل للوصف اتبعتها ندى ....... منها وصف فردي .... ووصف الشخصيات ممزوج مع المولونوج الداخلي ( او ما يسمي حديثا تيار الوعي )..... ثم مرحلة امتزاج السرد مع الوصف مصاحبا للحوار .........
وذلك نجده في هذا المشهد ...امتزاج رائع للسرد والوصف ........
استيقظت مفزوعة من الكابوس الذي راودها ..يداها تنضح عرقا وتنفسها يسابق حصان الموستانغ البري ..نفضت الغطاء عنها وسارت في الممر الغارق بالظلام إلا من مصباح صغير في أوله ..فتحت بابا في أول الردهة ببطء شديد ودخلت حافية القدمين واقتربت من السرير تنظر إلى ذلك الشخص الغارق بالنوم ..فتنهدت بارتياح ومررت يدها على شعرها الأسود وانحنت لتقبل والدتها ..ثم عادت لتخرج من الغرفة بهدوء مقفلة الباب خلفها
الفقرة الاولى سرد مع وصف لحالة صبا الجسدية والحركية ورد فعل حركي وسريع لكابوس اشعرها بالرعب والخوف ....
استندت على الباب والعبرات تكاد تخنقها ..وضعت يدها على فمها لتكتم شهقة كادت أن تفلت منها والدموع تتلألأ في عينيها الرماديتين ..أخذت نفسا عميقا مستجمعة شتات نفسها وتوجهت نحو الباب الامامي لتتأكد من أن الأبواب مقفلة بإحكام ..فمنذ أن بدات والدتها تصاب بالنوبات حتى تفقد السيطرة على نفسها فلاتجدها إلا وهي في الخارج بقميص النوم ..صدح صوت بث قشعريرة أمان في جسدها ..ذلك الصوت الذي يحمل أسمى الكلمات ..أتى من المسجد القريب من بيتهم ..توجهت نحو الحمام لتتوضأ وتصلي صلاة الفجر .ا
لفقرة الثانية سرد ووصف لحالة من الحزن والحسرة وتصرفات مضطربة لتحاول من خلالها الشعور بالامان وان كان لحظي الى ان سمعت اجمل وارق نداء يبعث على الاطمئنان .....
استلقت على سريرها مفكرة بان هذا هو قدرها وهذا هو واجبها نحو المرأة التي ربتها ,وجعلت منها انسانة مسؤولة في السابعة والعشرين من العمر ..انقلبت على جنبها الأيمن ووضعت يدها تحت خدها ثم أغمضت عينيها الدخانيتين ..مضى زمن طويل منذ أن احست بالسعادة ..رغم انها تشعر بالفرح لتطور إيجابي يحصل لوالدتها أو عندما تنجح أختها الصغيرة في المدرسة ..لكن هناك نوع من السعادة الذي يجعلك تطير فوق أعالي الجبال وتسبح مع السحب البيضاء في المساء ..تنهدت ودمعة تتدحرج على خدها ..هاهي الآن في السابعة والعشرين من العمر ..تعيسة ,عزباء ,مسؤولة عن امرأة في الخامسة والخمسين من العمر مصابة بالزهايمر وفتاة تبلغ الثامنة عشرة من عمرها ..شدت صبا الغطاء على رأسها تحاول جاهدة النوم فغدا يوم حافل
الفقرة الثالثة ..... فهي تفسير لما كل هذه التصرفات والشعور بالخوف مع توضيح وازالة غموض جزء من الرواية .....
كل ما سبق في مشهد واحد وفي بداية الرواية ..... نجد هناك امتزاج رائع بين السرد والوصف ...... السرد ككلمات والوصف كمشاعر وتصرفات ...... ورودود فعل ما بين الخوف ..... والرعب .... والاضطراب .... والبحث عن الامان .... والاطمئنان ....... ثم ذكرى مابين الابتسامة والحزن والحسرة .........
مشهد اخر .......
عمر ان كل عضلة في جسمه أصبحت مشدودة كالأوتار
وصف فردي لبطل الرواية دليل على العصبية والانفعال الشديد ....
المونولوج الداخلي ( المحادثة الداخلية بين الشخصية ونفسها ) ويتم من خلاله بث ما يجول بخاطر الشخصية من احلام ورؤى واختلاجات الشخصية بين الشعور او اللاشعور ....( هذا ليس كلام فلسفي .... ولكنه كلام يحتاج لتفسير بسيط ..) هو ان المحادثة الداخلية او تيار الوعي الحديث يتم توضيح تصرفات الشخصية ورودود افعالها بجانب تفسير مشاعرها من حب او كره او غيرة او حيرة ..... مثل الفضفضة الداخلية بين الشخص ونفسه في الواقع ......
وتقنية تيار الوعي هي عبارة عن تعبير عن الرؤى والمشاعر والذكريات التي تفيض بها عقول الشخصية بمعنى اوضح تجعلنا نرى ونقرأ ونعرف ما يدور داخل الشخصية من صراع او تناقض في المشاعر .......
لدينا هنا مشاهد تدل على ماسبق
1........
مرت ثلاثة أيام كالبرق ..أحكمت وضع الوشاح الأسود على رقبتها ورفعته ليغطي أذنيها ..إن الريح قاسية هذا اليوم وهي أيضا محملة ببرودة الشتاء القادم ..ياله من جو متقلب ...أو أنها ستصاب بنزلة برد ..فهي تشعر بهذا الإحساس بالبرودة في عظامها قبل أن تمرض ..زفرت بضيق ..فهاهي المحاولة الرابعة الفاشلة في الحصول على وظيفة .إما أن يكون المدير حقير ويريد فقط ان يوظفها لشيء خبيث في نفسه او أن المركز لايمكن المساس به إلا بوجود واسطة قوية ..تبا لهذا ..وعمر ..لم يظهر ..وربما لن يظهر ..لابد أنه نسيها ..ومن تكون هي بالنسبة إليه ..مجرد امرأة باكية وجدها تعمل في مقهى أبدى اشمئزازه منه ..تبا تبا تبا ..لن تفكر فيه ..في الواقع هي لم تكن تفكر به ..ولم تتوقع أن يعود ..رفعت رأسها وقد اقتربت من منزلها ..ضرب قلبها بقوة في صدرها وسمعت صوتا ساخرا يصدر من أعماقها ..*أحقا لم تكوني تفكري به؟ فلم يضرب قلبك بجنون لمرآه الآن ؟ فذلك الذي يقف هناك هو عمر ,أليس كذلك ؟" تعثرت خطواتها وتباطأت ..مالذي جاء به ؟لكن على الرغم من دهشتها لوجوده كان هناك جانب سعيد جدا يهتف "لم ينس أمري..لم ينس أمري"
2........
لنرى مشهد اخر .......
انتفض جسدها بقوة عندما تردد صوت صفع الباب في الجناح الذي لفه الصمت وسرعان ماتدحرجت دمعة على خدها مبللة وسادتها .. ودت لو انها تركت لنفسها العنان لتحتضنه وترتوي من شوقها له .. ماإن رأت وجهه المتعب حتى ودت لو أنها تطبع قبلة على جبينه لتخفف من تقطيبة حاجبيه ..لكنها لم تقدر ..لم تقدر .. وهي تسمع كلام حماتها الموقرة برغبة كمال بالزواج .. وكانها تقول لها *مالذي أتى بك الآن؟ * لاتعلم كيف أقنعتها أمها أن تعود لزوجها .. ربما لأنها رأت كم ان حياة ابنتها فارغة من دون كمال الذي يكمل كل المساحات الفارغة في حياتها .. وربما رأت الأرق الذي أصابها منذ ان تركته .. لكن لن تستطيع أن تشارك امرأة أخرى عاطفته ..تعلم أنها انانية ..لكن كمال لها وحدها .. تعلم أنها هي من دفعته لاتخاذ قرار الزواج لكن فقط لأنها ترى العاطفة التي تتأجج في عينيه لمرأى أي طفل كما تشتعل في جوفها .. لكن الفحوصات والعلاج لم يؤديا المفعول المطلوب .. ليس لديها الصبر .. همس صوت داخلها *إذا مالذي جعلك تعودين إليه أيتها الحمقاء ؟ * سالت دموعها أكثر على الوسادة وبدأت الشهقات تتدافع في حنجرتها ..وضعت يدها على فمها لتمنعها من الانطلاق .. أجفلت من صوت باب الحمام يُفتح .. لم تتحرك من مكانها وأغمضت عينيها بقوة منصتة لأدنى حركة يقوم بها ..سمعته يفتح الخزانة ..التفتت إليه بعينين محمرتين ..تراه يبحث عن قميص البيجاما التي يرتدي سروالها الآن.. كان قد لف نفسه برداء الحمام الأبيض الخاص به .. أحست أن كل نبضة من نبضات قلبها تعزف لحنا لطالما عزفته عندما يكون إلى جانبها هذا الرجل الذي تحب .. رباه!! كم أحبك !!
طبعا لا انكر ان الرواية مليئة بهكذا مشاهد ....... ولكني اكتفيت بهذين المشهدين ولو اطعت نفسي لكنت اقتبست جميع مشاهد الرواية التي توضح ما سبق ....... ولكنني فضلت ان اريكم مدي الروعة في المشهدين من خلال المحادثات الداخلية لبطلتين اثارتا الكثير من التساؤلات والفضول وتم اكتمال الرواية مع احداهن فقط اما الاخرى فتوارت خلف خطوط الكلمات لتترك لنا المبدعة نهاية مفتوحة لها نتصورها كيف نشاء نحن القراء .........
نأتي لامتزاج السرد والوصف للشخصيات ..... ساقتبس مشهد .... لنرى معا .......
"جـــئـــت أخيرا .." التفت نحو الصوت فوجد امرأة مسنة تبدو في الخمسين من عمرها بعينين زرقاوين وشعر رمادي1.
.2مشهد اخر.
.. كانت ذات جسد رشيق بتلك التنورة الجميلة التفصيل وذلك القميص المحتشم ..كان شعرها قصيرا لكن لونه رائع ..فهو لم ير شعرا بهذا السواد الفاحم وكأنه ليل بلا قمر ..ليل بلا نجوم ...لكن على الرغم من مظهرها الجميل إلا انها باردة ..بل متباعدة ..وكأنها ترسل رسالة لمن يراها "لاتقترب" أو هذا ما خُيل إليه ..هز رأسه فلا شأن له بها .. غدا يعود إلى بيته وإلى مشاريع البناء المنتظر تسليم مخططاتها
هذا مشهد صغير لوصف بسيط للبيئة المحيطة بالبطل ..........
جلس على المقعد الخشبي يتمتع بمنظر الأشجار التي تحيط بذلك المنتزه الذي يجلس فيه وأشعة الشمس تمد يدها الخفية لتصل إلى الأوراق الخضراء فتلتمع وكأنها حجر كريم ....ياله من منظر رائع ..لربما هذا هو الشيء الوحيد الذي اتضح أنه جميل في هذا اليوم التعيس .. نظر عمر إلى الأطفال الذين يلعبون برشاشاتهم المائية ويثيرون الفوضى في المكان .. كبت رغبة مجنونة أن ينهض ويشاركهم اللعب ..هز رأسه ساخرا من نفسه ..ونظر إلى ساعته ..الرابعة والنصف ..مرت نصف ساعة
نأتي لامتزاج السرد مع الوصف والحوار .......
اولا ..... يجب ان نعرف ان الحوار يعطي فكرة ناقصة عن احداث الرواية ...... ولكن مع تتابع الحوار مع تتابع الاحداث نجد ان الصورة تكتمل كاكتمال صورة البازل تدريجيا .......
مشهد 1.
فتحت صبا عينيها لترى فتاة شقراء يصل شعرها إلى منتصف ظهرها ..وقالت سوسن لأختها الناعسة "انهضي ..أعرفك تمام المعرفة صبا لاتريدين التأخر على عملك ..انهضي وتناولي الفطور معنا .." ثم خرجت تاركة أختها مستلقية بتعب على السرير ..
"صباح الخير .." أعلنت صبا بسعادة بعد أن أخذت حماما سريعا وارتدت ملابس العمل المكونة من تنورة تصل إلى الركبتين بلون كحلي وقميص رمادي ..
"تبدين رائعة " قالت سوسن التي وضعت شريحتي خبز محمص على صحن صبا وكوبا من القهوة ..ووضعت يديها على خصرها تتأملها بسعادة فتحت صبا عينيها لترى فتاة شقراء يصل شعرها إلى منتصف ظهرها ..وقالت سوسن لأختها الناعسة "انهضي ..أعرفك تمام المعرفة صبا لاتريدين التأخر على عملك ..انهضي وتناولي الفطور معنا .." ثم خرجت تاركة أختها مستلقية بتعب على السرير ..
"صباح الخير .." أعلنت صبا بسعادة بعد أن أخذت حماما سريعا وارتدت ملابس العمل المكونة من تنورة تصل إلى الركبتين بلون كحلي وقميص رمادي ..
"تبدين رائعة " قالت سوسن التي وضعت شريحتي خبز محمص على صحن صبا وكوبا من القهوة ..ووضعت يديها على خصرها تتأملها بسعادة
مزج السرد بالوصف مع الحوار اعطي روح واقعية لحياة الابطال .... كأنها روتين يومي .......
مشهد2 .....
"ألم تمل يا طارق من هذه الإجابة ؟ " كانت هذه فرح التي دخلت إلى مكتب صبا .. تأففت صبا عندما أزعجها صوت فرح الحاد عن ماكانت على وشك رسمه ...فقالت لهما " طارق ,فرح ..هل لكما أن تتركاني ؟ أريد إنجاز هذه اللوحة اليوم ؟؟" " لم تلتفت إلى طارق الذي لابد سترى علامات الحزن على وجهه الصبياني لجوابها على دعوته ولاتريد الدخول في معركة كلامية مع فرح ..فهذه المرأة لاتطيقها ....سمعت فرح تقول بمرح خبيث " عزيزي طارق ,إن صبا مشغولة دوما ..لمَ لا توجه الدعوة لي فأنا متفرغة ..وسيسعدني أن أذهب معك .." هنا التفتت صبا نحوها وقالت مبتسمة بمرح يخفي امتعاضها فهما بدءا يثيران غيظها " إنها فكرة رائعة ,لم لاتتناقشان على التفاصيل في مكتب طارق ؟ " اصفر وجه طارق ورفعت فرح حاجبيها ..فنهض طارق قائلا لفرح "أعتذر فرح تذكرت عملا في منتهى الأهمية نسيته ... " وخرج وفرح في أثره تحاول أن تقنعه ليذهبا إلى المطعم ... تنهدت وهي تسمع صوت المدير يصرخ بفرح وطارق ليذهبا إلى عملهما ... وقلبت عينيها عندما سمعت صوت المدير الذي تكرهه ...واعادت تركيزها إلى ما في يدها
مشهد فيه الحوار له حيز اكبر
مشهد3.......
ابتسم ساخرا " لاداعي للشكر .." ثارت مشاعرها واختفى كل الامتنان ليتحول إلى عصبية قائلة" لم تهتم على أي حال ؟ لم تريد ان تعرف؟ "
"يحق لي أن أعرف !!" رد بحدة ..
"بصفتك من ؟ " سألته بحدة وأكملت بقهر "لم تريد أن تعرف الشيء الوحيد الذي لاأريد أن أخبرك به ...إنه سر سيبقى معي حتى أموت ..أفهمت؟ إلى أن أموت ..."
ظنت انه سيتراجع عن موقفه لكنه عنيد وهي لاتعرف عمر أبدا عندما يصر على شيء فإنه يحصل عليه "كلا لم أفهم ,ماذا ستقولين عندما يسألونك عن سبب طردك من وظيفتك السابقة ؟وبما انها شركتي التي ستعملين بها فانا أسألك .."
قاطعته بحدة " سأقول لأسباب شخصية وعائلية جدا..وإن لم يرضيك هذا فيسرني أن أتنازل عن الوظيفة .."
"رباه يا امرأة أنا لاأفهمك .." تمتم بحنق
أجابته بسخرية " لم يفعل أحد من قبلك .."
نظر إليها بحاجبين مقطبين وملامح يسودها الغضب فأحست برعشة تعتريها على طول عمودها الفقري ..لكن على الرغم من ملامحه المخيفة الآن إلا أنه يبدو جذابا حقا ..أشاحت بنظرها عنه محاولة أن تسيطر على جنون أفكارها ..
ساد صمت بينهما ..وأحسا أن كل مشاعر الحنق والعصبية بدأت تتبدد ..سمعته يقول بهدوء لكن لازالت نبرة صوته تحمل توترا "إن الوظيفة لك ..وبإمكانك البد غدا ..سأمر لاصطحابك .."
أجابته بسرعة " لاداعي لذلك ...لاأريد ان أثقل عليك .."
"حسنا .لن آتي .." تمتم بفظاظة كادت أن تجعلها تضحك ..إنه عنيد كالأطفال .... قالت بهدوء " أعطني العنوان من فضلك .."
مشهد اخير ............
"اتعلمين أنني ممتن لأني اشتريت هذا الايس كريم لي ؟" قطبت حاجبيها والتفت نحوها وعينيه تبرق ببريق ناري أسود ..انحدرت نظرته إلى الايس كريم وأومأ لها "كلي الايس كريم قبل أن يذوب .." ثم أشاح بنظره مكملا " على الأقل سيطفئ قليلا من الغيرة التي تحرقني .لاأنكر الغضب الذي يتملكني لفكرة أن الأحمق وائل قد كان يرافقك أنت والأولاد ..لكني أحاول ان أضبط أعصابي .." لم تستطع منع تلك الابتسامة العاشقة له ولكل ما يخص فارسها فراس من ان تتسلل إلى شفتيها ..نظر إليها عندما لم يسمع منها كلمة وقطب حاجبيه لأنها تبتسم "ليس من المفترض أن تضحكي ..لقد .." قاطعت كلامه بأن شبكت ذراعها بذراعه اليسرى لتستند على كتفه هامسة بحب " أنا أحبك أنت فقط ..ووائل لايعني لي شيئا ..لقد التقانا هنا انا والأولاد ..يجب أن تعلم أن هناك انسان واحد فقط في قلبي وهو أنت .." أحست به يميل برأسه نحوها ويطبع قبلة على شعرها متنهدا " لاأستطيع أن أمنع نفسي من الغيرة عليك ..هذا الصعلوك يثير غضبي لمجرد نطق اسمه .." ابتعدت قليلا عنه لكن يده لم تترك يدها وهمس لها وعينيه تتألق بذلك البريق الأبنوسي العجيب "كم أحبك يا ماجدة .." احمرت وجنتيها بقوة وأشاحت بنظرها لترى أولادها يلعبون على الأرجوحة بالقرب منهم ..بينما همست بصوت أجش " وأنا أيضا .." أحست به يشدد على كفها فالتفتت إليه لترى الإلحاح في عينيه ففهمت ما تقوله عيناه " وأنا أحبك أيضا .." أومأ برأسه برضى وقال لها "قلت لك يجب ان تنطقيها .."
كلها مشاهد مزجت بين عناصر الرواية الثلاثة بحرفنة وتمكن من استخدام ادواتها وموهبتها .... وقدرتها على تنوع الكلمات واللغة كأنها عجينة سهلة التشكيل ............
الاحداث.....
نجد ان هناك تسلسل في الاحداث .... وانسابية في التفاصيل ...... و جزء من ( الفلاش باك ) متمثل في ذكريات منها المؤلم ومنها السعيد ......
اعطتنا طرف الخيط ثم نسجت خيوط رواياتها ومضت بنا نحو عالم من الرومانسية .... ومشاعر شيقة ومؤثرة في نفسية القارئ فاختلفت رودود الافعال بين القراء ما بين متعاطف مع مايدور بين الابطال وما بين الهجوم او الاعتراض على بعض تصرفات بعض الابطال ......
باستخدام ادواتها وتوظيف موهبتها ابدعت في جلب احداث شيقة ومثيرة بين ابطال الرواية ( عمر صبا ... سوسن اوس ... فراس ماجدة ... نادر بيان .... ومن يحيط بهم من ابطال اخرين اثروا الرواية وعملوا على تشعب الاحداث ووصولها الى ذروة صراع مشاعري واحاسيسي شيق .....
( نستطيع ان نقول ان خلاصة هذه الرواية في هذه الكلمات .... لانها تعبر عن عنوان الرواية .... وتلخص احداثها ......
( ومع انني ارى ان هذه الكلمات القادمة مكانها تحت عنصر الاحداث لالا من يقرأ هذه الكلمات ممكن ان يظن انها تناسب عنصر العنوان اكثر ..... ولكنني ساتبع حدسي واضعها هنا ..... فلنقرأ هذه الكلمات البسيطة والتي استشفتها من الاحداث ....
" لا نعلم الى اين يأخذنا الطريق ... انسان بكل غرور ظن انه يستطيع اختيار حياة ( كما ترغب نفسه واهواؤه ) ويمضي بها كما يريد .... يحب هذا ويكره ذاك .... ويؤذي تلك ... ويمسح دمعة هؤلاء ..... ولكن نسي في دوامة غروره انه ما هو الا بيدق فيد قدر الحياة .... يحركه كما يشاء المولى عز وجل .....")
تبدأ الاحداث بفتاة صبا تعيش صراع الحياة بين ام تعاني من زهايمر ( ام ربتها ) مع معاناتها الداخلية بانها منبوذة من اهلها الاصليين الذين لا تعلم لما تخلوا عنها ......( وهذا كان سر تخفيه عن الناس دون اخوتها واقول اخوتها لانها تربت معهما ورضعت معهما من ثدي واحد ...) ولكن شاءت الاقدار ان يتعامل معها زوج سامية عزيز على انها دخيلة ولقيطة ..... وزرع هذه الفكرة في كيان ووجدان ابنه سمير وياريت انتهى الوضع على هذا الاساس فقط بل عمل على زرع الانانية وعدم الاهتمام الا بنفسه ورغباته فقط حتى اخته سوسن لم تنجو منه ومن زوجته الحمقاء .......
تبدأ الاحداث بفتاة اسمها صبا تعاني في المحافظة على كيان اسرة واهي وعناية ام ربتها ومشقتها في هذة العناية حيث ان الام مصابة بالزهايمر ..... وفي وسط معمعمة الحياة ومعاناتها تلتقي فيه ..... بعمر ......
وعلى الجانب الاخر نجد معاناة لعمر ولكن بشكل اخر فهو على مدار اليوم يقاوم امه وابيه في رغبتهما في الزواج بامرأة اهانت كرامته ورمت بقلبه ومشاعره عرض الحائط واستهزاءت به .....
في وسط معمعمة الحياة يلتقيا في مشهد صادم وعنيف من ناحية صبا حيث انها ظنت انه شخص كاد ان يتلاعب بامراءة مريضة .... ولكن مع الوقت ومشيئة الاقدار والظروف التي اصبحا يلتقيان فيها كان عمر هو مرساة النجاة لها من التشرد والتحرش الى ان تفاوض معها على صفقة وخطة ينجو هو من هجرته من اجل المال ( هذا الهدف الظاهر ) ولكن الداخلي ان يكون هناك فرصة للتقرب من صبا ...... ووافقت صبا ...... وذلك ليس للتقرب منه فقط او انه جدار امان لها ولاختها ولكن لانه من سيوصلها الى من تسبب بتعاستها ويعرف عن اهلها .... والده المستشار المشهور( ادهم نجيب ) ... ومع توالي الاحداث وفي وسط صراع مشاعر صبا وعمر تتقرب من عائلته وتتعرف الى والده وعمته ( الام البيولوجية ) وتجد ان هناك ما يجذبها ثم ينفرها من هذه العمة مثل شد وجذب وتنافر ..... اما الاب فتشعر معه بالخوف .... ويمكن هذا راجع الى معرفتها السابقة بانه سبب شقائها ......ومع ما يحيط من حولهما من مشكلات بين الابطال الاخرين ( كمال ضحى رانيا ... فراس ماجدة .... نادر غيداء اروى .... اوس سوسن ...) نجد ان الاحداث تزيد فضول واثارة الى ان تصل الى ذورة الاحداث بانكشاف الحقائق بين اسرار تنكشف ومشاعر تتضح .... وردود افعال ترسم وتحدد مفترق طرق ....
( اسرار تنكشف علاقة صبا بادهم نجيب ..... مشاعر تصل الى بر الامان .... فراس ماجدة ... رانيا كمال ..... ومفترق طرق يتحدد اوس سوسن )
وتنتهي الرواية نهاية منطقية بالنسبة لطبعها الرومانسي وهو الاحتواء بين الابطال ومشاعرهم ..... ونهاية مفتوحة لبعض الابطال تركتهم الروائية الموهوبة لتفسح مجال لخيال القارئ ليرسم بنفسه نهاية لكل من سمير وميادة ... غيداء .. ضحى ... حلا .... ونبيلة ...)
احداث دارت وكتبت بانسيابية خاصة ومميزة بذات القلم الحريري ....... جعلتنا نشعر بمتعة متمثلة في التشويق والاثارة ... التناين والتناقض .في المشاعر .... السعادة والتعاسة والاحباط ..... وانتهت بالاحتواء .... احداث قاربت الواقع ... ومرت مرور الكرام على الدراما الاجتماعية ولكنها اثرت المشاعر وانعشت النفوس ... ورسمت بسمة على الشفاة لنهاية سعيدة بين صبا وعمر اوس وسوسن ... فراس وماجدة ... كمال وضحى ...... جمعيهم لهم نظرة نحو امل ومستقبل على صفحات رواية بدأت بمعاناة وانتهت بمحاباة بين عناصر صراع ومشاعر حب ..... وانتصر القدر ...... وتمت انحناءة القلب والعقل مع عبارة ترددت في اصداء السموات ( سمعا وطاعة لقدر الحياة )
يتبع
|
في هذه المداخلة لاأعلم كيف أرد على تعليقك ..سوى أشكرك من أعماق قلبي على رؤية متكاملة وتحليل في منتهى الحرفية ..أشعر أنني أقرأ لناقد مخضرم .. حقا يا ايمومسا لقد شرفني حقا أن تقرئي روايتي وأن يكون هذا التحليل من نصيبها .. سعيدة لان روعتك رات هذا الكم من الروعة في كلماتي البسيطة ..أتصدقين إن قلت لك أنني أظن أنني أحتاج إلى دروس مكثفة في الوصف خصوصا والسرد ..أما الحوار فاظنني قادرة على رسمه ربما لأنني أعر أنني ثرثارة في بعض الاحيان ههههههههههههههه
لكنني أشكرك مليون شكر على كل كلمة خططتها ..على كل اقتباس وضعته من المشاهد التي لازالت قريبة من ماعري خصوصا مشهد راغدة وهي تتذكر ابنتها ..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...وآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا ايمي ..أشكرك من أعماق قلبي ^_^
|