كاتب الموضوع :
dew
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
ندى ماذا أقول فصلين رائعين بالفعل جعلاني امتلئ حماس وشوق لبقية تفاصيل الرواية التي ولابد أنها ستحمل مفاجآت وأسرار ستحبس الأنفاس بالفعل .
بداية موفقة جدا أدخلتني الى جو الرواية فورا بمشهد يعبر عن قلق البطلة على والدتها المريضة بمرض نفسي وألقى الضوء على شخصية صبا التي يبدو أنها تحمل عبء ينوء به كاهليها .
فتاة تفتقد السعادة الحقيقية للحياة فأقصى سعادتها تحسن أمها ونجاح أختها .. تقدم سعادة من يحيط بها على سعادتها واثقة من نفسها ولكنها فاقدة الثقة بمن حولها ربما لسبب ما زلنا نجهله..يدق قلبها ولاول مرة لجاذبية عمر الكامنه في شخصيته شعور جديد اشعرها بالخوف ..
عمر بدا لي رجلا عربيا حقا فقد تميز بوسامة وشهامة عربية .. رجلا يحارب من اجل الشعور التام باستقلاليته وحريته فوالده الذي مازال مجهولا لنا بدا لي مسيطر جدا يفرض رغباته وآراءه الخاصة على أولاده لدرجة انه يريد ان يزوج ابنه بمن يختارها له ربما لأطماع مادية او لغرض شخصي أخر..
ما أعجب ما تفعلينه بقرائك تفاجئينهم بأمور لم تكن لتخطر في البال بعد ان تكوني وضعتهم في افتراضات مسلم بها ولكن فجأة كل تلك الافتراضات تتهاوى بطريقة مذهلة الصراحة لم يخطر في بالي ان صبا ليست ابنة لتلك السيدة التي لاحظت دموع الحزن في عيني الفتاة اليتيمة .. الحقيقة التي ذكرتها بها سوسن بصفاقة شعرت بعدها انها وحيدة ليس لديها محب سوى تلك المرأة التي يراودها الموت بين الحين والأخر ... أسرار آثارها الفصل الأول تجعلنا في شوق لمعرفة خباياها ..
عنوان الفصل الثاني يدل على ان هناك فترة حدث فيها الكثير في بداية الفصل الثاني عرفتنا اكثر على عمر وعمله وما يوتره في علاقته بوالده ثم انتقلت بسلاسة الى ذلك المشهد او اللقاء بين بطل وبطلة الرواية في مشهد استطيع ان اقول عنه انه محور الفصل الثاني.. عندما لفت انتباه عمر فتاة تدافع عن نفسها ضد متحرش حقير و قبل ان يتعرف عمر على الفتاة ملئت انا بالترقب وتسالت هل هي صبا بالفعل ؟
كان رسمك رائع لمشهد وقوفها بجانب المقهى مستندة الى الجدار مطرقة باكية .. استوقف منظرها عمر ..على كل حال فشهامة الرجل العربي حفزته .. كان تعرفه اليها سريع وتذكر اسمها رغم مرور سبعة اشهر يدل انها قد ارتسمت في مخيلته واسمها انطبع في ذاكرته في انتظار صدفة أخرى ولكن هذه المرة تبدو في اشد بؤسها وذلها بعد ان كانت في قمة عنفوانها وكبرياءها ..تغير كبير ادهشه كما ادهشني واثار في تساؤلات كثيرة فبعد ان كانت تعمل في شركة محترمة اذا بها تعمل في مقهى سيء السمعة لماذا ؟!!!!
لقد جعلتني أعيش الدهشة وترقب الاحداث وكأني احد شخصياتها بما فعلته من نقلة كبيرة في شخصية صبا سواء التغير النفسي او الاجتماعي نقلة تشد للمتابعة بشغف كما أضفت لمحات الى شخصية صبا التي يبدو ان لها طفولة غير سعيدة وفقدانها الشعور بعطف الاب عندما وضحت المعاملة القاسية على يد زوج السيدة التي ربتها .. كذلك تسليط الضوء على جانب من مبادئها وأخلاقها فهي تتحرج لوحدهما بشكل يدعو الى الريبة .. واعتزازها بكرامتها فهي لا تقبل ابدا ان تعامل بشفقة وبتعالي ليدفع شخص ما عنها شيئا
جميل جدا من وضحته من تباين بين ردة فعل عمر المندفعة لمظهر صبا فهو يلاحقها حتى في اللحظة التي ظننا انه تركها لحالها اذا به يظهر فجاءه بجانبها ليقنعها بحاجتها إليه.. وردة فعل صبا الطبيعية الخجولة والمترفعة لموقف شاب غريب يصر على مساعدتها حتى وان أثار إعجابها .. تباين جميل بين اندفاع وشهامة الرجل العربي وخجل وكبرياء الفتاة العربية فحوراهما كان قويا أحيانا و ناعما احيانا اخرى تماشيا مع الموقف فعندما كانت تتحدث عن شقاءها وتبريرها لكذبتها كانت تتحدث بنبرة قوية توضح ما يعتمل داخلها من تراكمات وعندما تحدثت عن تحرجها لنظرات الناس كانت تتحدث بنعومة وهمس .
كانت بداية الأجوبة لكثير من التساؤلات هو موت المرأة التي ربتها كان ذالك اول نكباته طبعا كان لاسمه الكامل وقع غريب عليها وهنا بدأت يد القدر تنسج اول خيوطها حول صبا وعمر وصفك للمكان الذي تعيش فيه صبا وكل ما يدل عل فقرها لمسات هنا وهناك احتفاظها بمذكرات والدتها.. تلك الذكرى التي بقيت لها منها تحتوي على أسرار ربما اكثر ممن قرات ..والتي قد تكون نافذتنا الى الماضي لنعرف الاسرار المحيطه بصبا ...
مواجهة عمر لصبا بكذبتها التي ليس لها مبرر او تفسير لم تكن هناك مقدمات بل كان السؤال كالصفعة المفاجأة.. لم تتوقع انه سيكتشف كذبتها تلك.. رغم توترها وحرجها لم تضع أمامه أسباب وتبريرات التي وصفتها بالخاصة ويبدو ان الأمر محرجا لها ويزيد من ذلها أمامه.. فصل جميل رائع مليء بالتشويق والتساؤلات الكثيرة المحيرة وإضافات الى شخصية صبا عمر وادهم نجيب حوارات سلسة تضيف الى المواقف.. صور صادقة تجعل القارئ يعيشها بكل مشاعره وحواسه حتى يخيل له انه يعيشها . كان انسياب اللغة مع الحدث رائعا.
هذا هو انت ديو يعانق القلم اوراقك فيرسم حياة اخرى لنعيشها مع ابطالها بكل مشاعرنا واحاسيسنا منتظرين القادم بفارغ الصبر .
|