* * * *
صبـآح جديد
يوم الاربعاء الساعه 8 ونص الصباح | فلة عمي .
- الكل تحت على طاولة الاكل يتفطرون –
عمتي وهي تسكر ازرار ثوب ولدها : عبد الرحمن أكل سندويشتك كِلها مو ترميها , وإذا اخذت الشهاده حطها بالشنطه مو تقطعها زي السنه اللي فاتت
عبد الرحمن بطفوله : إن شاء الله
– اليوم آخر يوم بالترم الثاني للصفوف الدنُيا –
ابوي بإبتسامه وهو يشرب حليبه : هههه لا دحوم شاطر " وناظر محمد " يالله روح انت واخوك برا وانتظروني أخلص فطوري وأوديكم المدرسه ,عشان ناخذ الشهايد ونجي
محمد : يبا إذا نجحت توديني الملاهي طيب ؟
ابوي بلُطف : طيب , بس يالله اسبقوني عشان لا نتأخر
أمي تكلمني : طرفه وين ناصر ؟
انا بشرود : مدري . .
ابوي يتنهْد ويقوم : مرا ثانيه نامي بدري وجهك يخوّف " وناظر أمي " انا رايح , شوفي ناصر يمكن رجع نام , اخاف بعد تتأخر طرفه عن جامعتها
امي : ان شاء الله , يالله الله معكم
وطلع ابوي واخذ الصغار معاه . .
أما انا كنت مرآ مرآ مُرهقه , مانمت امس من كِثر التفكير بكِل شي , وزياده عليها اليوم عندي تطبيق نهائي ومالي نفس له لأني ما تدربت كثير !
عمتي بهمس : وش فيهم عيالك ؟
أمي بإستغراب : حالي من حالك , ذي كِله ساكته من أمس , وذآك مدري شفيه صار له 4 ايام نومـه مو طبيعي كِله نايم !
عمتي بجديه : اي والله ناصر شكله تعبان , شرايك تقولين له يروح يشوف دكتور
أمي تتنهْد وتكمل فطورها : الله المُستعان , بشوف وش قصته بعدين . .
* * * *
وبعد سـآعه , شلت مع امي وعمتي الفطور ورحت جلست عالآب شوي وذآكرت بعض الاشياء المُهمه لإختبار اليوم , ولمْا صارت الساعه 9 رحت لبست ملـابسي عشان الجامعه .
" بلوزه بيضا من نايك وتنوره سودا سكيني , والاب كوت وكُتبي بالشنطه "
طلعت من غرفتي عشان اروح اشوف ناصر لأني ما سمعت له صوت من أول ما قمت , وحتى الفطور ما نزْل معنـا يقول فيه النوم . .
مالقيته بالصاله , فقررت اروح غرفته
دخلت بدون ما اطق الباب وشفته وهو طالع من الحمام ويلبس ثوبـَه
قلت وانا اجلس على كرسي التسريحه : ترى عندي تطبيق الساعه 11 , يالله خفْ يدك
ناصر بحـَزم : سكري فمْك وماراح تتأخرين عن التطبيق . .
قطَبت حوآجبي واستغربت من اسلوبه العنيف اللي جاه فجأه !
" وش فيه بعد ذآ , حمد لله والشكر "
التفتت على تسريحته بشوف إذا خافي العيوب مغطي الهـآلات اللي طلعت لي بسبب قلة النوم من أمس . .
ولاحظت على تسريحته كرتون حبوب مخلْص نصه
" هذآ الليثيوم , ليش راميه كِذا ؟ المفروض يحطه بالصيدليه اللي عنده ؟ "
التفتت له بقوله لكنْ لما شفته خلْص لبس قلت اقوله بعدين
وبعدها قالي انتظره تحت عند السياره على ما أمي تسوي له سندويتش خفيف
* * * *
بعد 20 دقيقه | بالشارع العام , بسيارة ناصر
كآن ناصر شارد مرآ وواضح عليه هالشي من أول ما طلعنا من البيت
لدرجه انه قطع إشارتين وهو متعمْد , وأول ما اكلمه يصارخ ويعصْب بشكِل يخليك تسكت غصْب !
قلت بصوت هادي وانا اناظر السياره اللي ورانا تدق بوري : ناصر امش الاشاره خضرا
تنهْد ومشى . .
" ياربي وش فيه ليش صاير كِذا اليوم ؟! "
قِلت بتأفف وانا طفشانه من إسلوبه وطريقة سياقته : شفيك كأنك بزر توك تسوق
سكت ومـا رد عليْ , وضغط عالبانزين ومشى بسرعه > يوريني إنه مو بزر خخخخـ
ناظرت بالطريق وقلت : ياهوو شوي شوي !
سحب عليْ وما عطاني وجه > طبعاً انا سكتت بعدها خفت لا يرميني بنص الشارع ههه
فجأه واحنا وسط سرعَتنا المُفاجئه , جت سياره فيها شباب وقطعوا علينا الطريق وهم يضحكون
وفتح وآحد منهم الشباك وصرخ
- ياااهو ياحلوووه !!!
أنا بأثناء هالموقف صرخت بقوه لأنه كان 90% راح نتصادم وخصوصا إننا بشارع عام وسرييع فالموقِف كان مُرعب من قلب
لكن ناصر تدارك الوضع ولفْ يمين بأسرع ما عنده لدرجه إني بغيت اطير لقدآم
حطيت يدي على درج السياره اللي قدامي عشان أثبت نفسي , وقلت بصراخ وانا خايفه وأناظر بناصر : مجنوون انت ناوي تذبحنا !!
التفت عليْ بنفاذ صبر وقال بصوت قوي خرّعني : انتي ووجهك ذاا , تغطي لعنة الله على بليس
- السياره مو مظلله وانا كنت متحجبه , عشان كِذا علّقوا الشباب –
غطيت وجهي بسرعه وانا من جد كان ودْي اصيح لأن الجو صار جداً كئيييب وما يُحتمل . .
* * * *
12 ونص الظهر | مدينه الملك خالد الطبيه
بعدْ ماوصلت الساعه 11 للمستشفى , جهْزت نفسي للتطبيق مع إني مـالي خلق أسوي شيْ ابد !
اولا أمس ما نمت زين بالرغم من كِل مُحاولاتي لكني فشلت
وثانياً سالفـة ناصر اليوم وهو يوصلني غيْرت مزآجي اللي كان خربان من البدايه
وآخر شي , تفكيري بسـآلفة ورد اللي مو قادره امحيها من عقليْ من اول ما سمعتها مع إني متأكده من إني مو مهتمه, لكِني مسستغربه . .
- طرفـَه , الدكتور طارق يناديك
تأففت لمّا سمعت إسسمه ولبست القلفز " القفازات " وعدْلت حجابي وطلعت من الكلـاس ورحت لغرفة المريض اللي بطبْق عليه
دخلت الغرفه وسلمت بعد ما شفت طارق الجميل ينتظرني وواضح إنه معصْب كعادته !
" وش الله بلـاني بهالدكتور الغبي , ليش هو بالذّات يشرِف على تقييم التطبيقات النهائيه !! "
قلّبت عيوني وتجاهلت نظرآته , وابتسمت للمريض . .
* * * *
بدينا التطبيق , وكشفت على المريض كشوفـات بسيطه
بعدين شخْصت حـآلته الاساسيه , وكتبت له بعض الادويه وشرحت له نوع مـَرضه اللي كـان – بالكبْد – وإنه يحتاج تنويم وعمليه خاصه < وكل اللي صـار لا يـَخلوا من لقافة طارقووه وعصبيته اللي مـالها دآعي !
- طبعاً الكلام هذا اللي صار كِله المريض يعرفه من قبِل لكن الاختبار يحتاج كِل هالاشياء عشان نكون جاهزين للطب –
نـاظرت بالمريض اللي كـان صغير بالسن وواضح إنه اصغر منْي
تنهْدت وانا بالي مو معـاي , وفتحت يده وبديت اعطيه إبره فيها جُرعه من العِلاج , وأنا الصرآحه كنت بعالم ثاني بمعنى الكلِمه , عيوني على يدْه , وعقلي مع حياتي
" والله إنك سخييفه يا طـَرفه , كِل يوم تشوفين حالات ما يعلم فيها الا ربْك
وإنتي شاغل بالك بنت عمْك اللي أخذت وآحد ما تستاهله "
صحيح , على طاريها !
هل بتوآفق عليه والا لـا ؟
أحسسها بتتحسس من نقطة إنه مطوّع
بس الصرآحه اللي قاهرني أكثر , إني ارسلت لها الرِساله السخيييفه
يوووه والله احس نفسسي بأنفجر , لا وعاد اليوم أربعاء واكيد بتتعمْد تحرجني أو انها بتلمّح عن هالموضوع !
إف إف والله انك غبيه يا طررفه , كنتي بتقهرينها والحين هي اللي بتقهرك
- دكتوره طررفه !!!
فزّيت من شرودي على صوت الدكتور طارق , وأستوعبت إني بغيت أعطي المريض بالإبره أكثر من الجُرعه اللي يحتاجها جسسمه
تصرفت بسرعه وطلْعت الإبره من يده وانا أرجف ومرتبكه من هالخطأ الكبير , واللي أربكني أكثر صوت المريض اللي تألم لمّا طلعت الابره من يده !!
حطيت القطن عليه وقلت بإرتباك : آسفه عوْرتك ؟!
المريض يتنْهد وواضح إنه إنزعج : لا لا عادي < سلوك المريض وردة فِعله عن الدكتور وحده مِن بنود النجاح وشكلي ما طبقتها :(
قاطعنا الدكتور طارق وقال بحدْه : إذا كـان ما عوّره الحين , فأكيد راح يعوْره كِل جسسمه لو عطيتيه الجُررعه لا سمح الله
بلعت ريقي وقلت وأنا ماسكه أعصابي واحاول ما ألتفت عليه : آسفه دكتور
طـآرق بعصبيه : هذا غلطْ كبير , واتوقع إنك تعرفين نوع السائِل اللي بالإبره
انا مـآسكه أعصابي : دكتور طارق , قلت لك انا آسفه عن اللي صار , وياليت ما تحسب هالسلوكْ بالإختبار
طارق بإنفعال وهو يحط ستاند الاوراق اللي ماسكه عالطاوله بكِل قوّه : ما أحسسبه ؟!
وليه ما أحسسبه ! إحنا قاعدين نلعب الحين ؟!
" وأشر عالمريض " فوّاز مريض بالكبد والسائل اللي عطيتيه إياه كان من المُمكن يقتله لا سمح الله
" وبنبره إستفزازيه " إذا مات مريض غيره قولي ساعتها لا تحسبها غلطت !!
مسكت أعصابي وانا من جد موولعه وفيني اللي مكفيني
" قسسسسم بالله ماني قادره أستحمله بعد اليوم "
ولـا شعورياً تركت التطبيق كِله وطلعت من الغُرفه , ولقيت صديقاتي جنب الغرفه ينتظروني اطلع عشان يدخلون بدورهم
صرخ طارق وقال : تعالي هِنا وين رايحه !!
إلتفتت عليه بنفاذ صَبر لأني خلاص أبغى أخرْبها واخلّص : اسسمع يـا . .
وفجأه حسيت بدوآر بسيط برأسيي , وحطيت يدي عليه وحاولت أتوازن
لكِن إهتزازي البسيط فضحني , والبنات جوو وساعدوني أوقف !!
- طرفه حبيبتي وش فيك ؟
" ياربي وش اللي صاير , احس راسي بينفجر "
- امشوا يا بنات نوديها للعياده عشان ترتاح شوي
وأخذوني صديقاتي بهدوء وتركوآ التطبيق وطارق !
* * * *
بعد حوآلي ربع ساعه بالإستراحه , بعد ما رحت للعياده
- عباره عن غُرفه فيها طاولـات وبوفيه مخصصه للطالبات اللي يطبقون بالمدينه الطبيه -
وحده من البنات وهي تجلس جنبي : يالدلوعه , خوفتينا عليك , أثاري السالفه كِلها موب نايمه
انا بإبتسامه خامله : والله ما حسيت بنفسي , بغيت اطيح من طولْي يعني لو الله ثم الحبه اللي عطتني اياها المُمرضه تو كـان انا رايحه فيها
- الحمد لله , طيب طبْقتي زين ؟
سكتت شوي بعدين تنهْد وقلت : خرْبت أبو الدنيا , شكلي بعيد هالسسنه والسبّه طارقوه الكلب
ابتسموا البنات وقالت وحده منهم : اصلاً شكلنا كِلنا معاك , لأن التطبيق بجهه وإحنا بجهه
أنا توني اتذكر : اي صح , روحوا شوفوا دوركم بلا إستهبال !!
- وانتي تحسين صرتي أحسسن ؟
أنا : اي اي يالله ألحقواا على طارقوه لا يتعدى أساميكم ويسقطنا جماعي
ابتسموا لي البنات , وبعد ما تطمنوا عليّ رآحوا يشوفون تطبيقاتهم
وأنا جلست بالاسترآحه ومن جد ضاق خلْقي عالتطبيق اللي مدري وش بيسوي فيه طارقوه . .
" الله يسستر بس هاليوم كِله بلاوي من بدايته "
* * * *
2 وربع الظهر | فلة ام عبد المحسسن
- تحت بالمجلس المفتوح –
كـآنت دآنه جالسه فيه وماسكه بيدها روآية – بِعت الجسد – وتقرأ فيها
وتشرب من كـآس القهوه اللي جنبها , ومسكره التلفزيون والجو هادي ورآيق
دخـَل بهاللحظات من باب البيت عبد المسحن وكان شوي متبهذل مع ملـابسه
التفتت عليه دآنه وابتسمت على شكله : تسقي الحديقه مره ثانيه !
- كان عبد المحسن لـابس بلوزه نص كم سودا ساده , وعليها جينز طويل ازرق لكن رآفعه ومخليه الى ركبته ولابس نعـآل البيت ونص رجلينه متغرقه مويه –
عبد المحسن بتعب وهو يجلس قدآم اخته عالكنبه : من بعد ماراح المُزارع , وانا مكروف بالسسَقي
وماشاء الله على أمي , تطلع كِل يوم العصر وتجلس بهالحديقه وياويلها إذا حست أنها ما انسقيت
دانه تضحك : عالقوه هههه , بس مرة ثانيه لـا تعيدها وتكذْب عليها وماتقول لها إنه المُزارع سافر لعطلته
عبد المحسن بتنهْد : وش اسوي معها , لو قِلت لها قبل لا يسافر بتفضحنا تقول له يجلس سنتين بعْد وهو أكيد بيزعل " وبإبتسامه عفويه " هو بعد مسكين عنده أهل هناك !
دآنه تحارش : أيوا يا حنون , بتصير معْرس من قَدك
عبد المحسن بإبتسامه هاديه : إن شاء الله . .
" وقال وهو يتذكر " تعالي اقولك , أمي ذآك اليوم قالت عن البنت إنها مغروره , هل هي كِذا ؟!
دآنه تسكر الروايه : لـا حبيبي ما عليك من كلامها , أمي شافت البنت بتقوم من المجلس ذآك اليوم وحسْت إنها ماتبغى تجلس معنا , فقالت عنها متْكبره ومتعاليه
" وبجديه " انا اشوف انه حركتها كـانت طبيعيه , يعني يمكن عندها شي شاغل بالها , أو انها تذكرت شي وبتروح تسويه !
يعني مو كِل من قام عن المجلس صار مغرور
عبد المحسن بقناعه : صحيح . .
دانه بفرح : ان شاء الله تتم هالزواجه ونفرح فيك قريب
عبد المحسن يتنهّد : إن شاء الله
" ما ظنتي والله , أجل فيه بنت تطلب اسبوع تفكْر فيه قبل الشوفه ! , أنا اخبر الناس يشاورون البنت عن الشوفه يومين وبالكثير ثلاثه وإذا ماتبي تشوفه تقول انها رافضه , بس هذي ماشفت زيْها ! "
دآنه تفتح الروايه : روح خِذ لك شاور , ريحتك تجنن
عبد المحسن يقوم من الكنبه : انتي وش منزّلك من دورك , وين زوجك فيه !
دانه بدلع : متهاوشه معاه
عبد المحسن بضحكه إستهزائيه وهو يروح : تكفين . .