لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-11, 07:22 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




&< ~^(( الجزء التاسع عشر))^~ >&

~[( متي ستشرق شمـــ ((الأمــل))ــس ؟؟ )]~

(1)



طارق بغموض وبقوة سألها : إنتي مغتـــــصبة ؟
رفعت أمل رأسها بقوة وهي متفاجأة وقد وقعت الكلمة على رأسها كمطرقة حديدة فجرت كل الأحاسيس ونبهت كل المشاعر الخامدة فأصبحت تعوم في بحر من الخوف أمواجه الرعب والألم والظلم والغبن فأصبح جسدها كقطعة من لوح خشبي تتقاذفه هذه الأمواج تارة يميناً وتارة شمالاً وظهر على وجهها كل هذه المشاعر وأكثر فأصبحت عينيها غائمتين من الدموع وكسى وجهها الحزن والوجوم معاً .. انتبه طارق لهذا الكم الهائل من المشاعر فتوتر ثم قال وكأنه يعيد صياغة سؤالة العنيف : أقصد يعني أنتي دايماً تنفرين مني و ما تبيني ألمسك ودايم تدوخين هذا غير إني أسمعك دايم وأنتي نايمه تصرخين وتبكين يعني كثير تحلمين بكوابيس كل هذا ماله إلا تفسير واحد وهو إنك ..صمت لحظة وقال بغموض ونبرة غريبة .. إنك مغتصــــبه ..نظر لها بقوة وحده وقال.. قولي الحقيقة ولا تتهربين .
كانت دموع أمل سجينة عينيها ووقفت أهدابها كصف منيع ضد نزولها ولكن مع نبرة إتهامه الصريح وكلامه الموجع لم تستطع أن تمنع دموعها من النزول بل سقطة دمعة فدمعة فدمعات وتوالت الدموع تلاها ارتفاع صوت شهقاتها حتى تردد صداها في المكان فلم يسمع سواها واستمرت على هذا الحال وطارق جالس بدور المتفرج الجامد بدون أي انفعال ظاهر والله وحده يعلم ما يدور في خلده مرت دقائق مؤلمة موجعة على أمل حاولت خلالها أن تتماسك ففعلت ونجحت فبادرته بسؤال وبصوت أبح متحشرج : ليش تسأل وإيش السبب ؟؟
استمرت نظرات طارق الغامضة والجامدة ولكنه تكلم بهدوء وتحايل : أممممم ليش أسأل قولي عشان أعرف إيش قصتك أما السبب أمممم ما عجبني حالك وأبي أساعدك ولا ما يصير .
رفعت أمل بصرها فالتقت أعينهم في حديث مبهم لم يعلموا هم أنفسهم ماهو أبعدت نظرها عن أسر عينيه ورفعت بصرها تدافع سيل الدموع الموشك للسقوط جراء تذكر ما ضيها وما حدث لها وعندما شعرت أنها تماسكت تنحنحت لتجلي حنجرتها حتى تستطيع التحدث فقالت بهدوء : جزاك الله خير على أنك تبي تساعدني أما قصتي راح أقولها وأتمنى تصدقني يمكن تقول خيال أو تأليف لكني أقولك من الحين إذا ما راح تصدقني فلا تسمعني وأنا ما راح أتكلم ..نظرت له فهز رأسه موافقاً أي أنه سيصدقها وكانت عينيه تلمعان تجاهلت نظرة عينيه وقالت تسرد قصتها .. لما وصل عمري أربع طعش أبوي زوجني سعود ..وأكملت حديثها وهو ينصت لها ويجيبها بإيماءات في فترات متباعدة إلى أن قالت له .. لما حسيت أنه قربت ولادتي ما أحد علمني كيف أو متى لكني حسيت أني بين لحظة والثانية راح أولد كنت أفكر بين كل ألم والثاني بولدي أو بنتي إللي فالطريق كيف راح يعيش وأمه ست شهور ما أحد يدري فيها ولا لها بيت تسكن فيه كنت أمشي وأمشي وإذا تعبت جلست أرتاح وأكمل طريقي وأنا ما أدري لوين راح أوصل أهم شيء إني أمشي واللي ربي كتبه لي راح يصير كنت أردد و أنا أمشي "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" وسبحان الله ربي دلني لطريق المستشفى وأنا ما أحس لحضتها حسيت بموية الجنين بين رجولي والألم يزيد وأنا أواصل مشيي عشان أوصل للمستشفى اللي ما يفصلني عنه إلا طريقين ضغطت على نفسي وتحملت الألم ولما وصلت باب المستشفى خلاص ماحسيت بنفسي إلا وأنا طايحة طلبت من الحراس يودوني الطواري رفضوا وأخلوا مسؤوليتهم مني ترجيتهم وأصروا زاد الألم وخلاص حسيت إن الجنين راح يطلع كنت راح أصرخ لكن المكان ما يصير أصرخ فيه تماسكت وحاولت مره أخيره لكن جا واحد بس سمعت صوته وهو يصرخ عليهم يجيبوا النقاله وأنا خلاص لحظتها ما أحس بشيءغير الألم والألم ثم الألم وماحسيت بنفسي إلا لما صحيت من البنج كنت أدعي للرجال من قلبي صحيح ما شفته حتى صوته ماميزته لكن دعيت ربي بصدق أن يوفقه دنيا وآخره ..ظهرت نظره غريبه في عيني طارق لم تهتم أمل بل أكملت بحزن وشجن .. حتى لما جا وقت خروجي اصروا ما يخرجوني إلا بأوراق طبعا أبوي وسعود رفضوا يعطوني إياها ومره ثانية نفس الرجال خرجني من المستشفي فصرت شايلة له جميل عمري ما أنساه ولو قدر الله وعرفته وطلب مني شيء بإذن الله ما راح أتردد بخدمته ..صمتت تتلاحق أنفاسها حتى تكمل ولكن طارق قاطعها يسألها وذات النظرة الغريبة تتأجج في عينيه : إيش سويتي لما خرجتي من المستشفى ؟
أجابته أمل بما حدث بعد ذلك من سكنها في بيت أهل نهى مروراً بالمشغل و ما حدث بعدها في المنزل المهجور وأخيراً قالت بحزن : وصار الحادث لإبراهيم و أنت تعرف الباقي ..ورفعت نظرها له ورأته يفكر بعمق فلم تقاطعه وظلت تنتظر ما يتفوه به فطال الصمت ولكنه قطعه بقوله ببرود تام كأن ما قالته لم يؤثر فيه : أمممم طيب خلاص اسمعي فيه دكتوره نفسيه فالمستشفى عندنا وهي شاطره مرررره إن شاء الله راح تستفيدين من علاجها .
نظرت له أمل بحيره واستغراب وتسائلت : دكتوره نفسيه ! ليش ؟؟ وأتعالج من إيش ؟؟
طارق ببرود أجابها : لأنك تعرضتي للإغتصاب والتحرش فهذا أثر عليك وصرتي بالحال هذا فأكيد راح تحتاجين لعلاج نفسي لمدة ..رفع نظره لأمل فرأها سارحه فقال منبهاً لها.. ها إيش قلتي ؟ واعتبري هذي مساعدة مني .
نظرت له له أمل بتردد وهزت رأسها بموافقة وقالت : طيب .
*******
في اليوم التالي ..
الساعة التاسعة والربع ..
سمعت طرقات على باب غرفتها فنهضت بكسل وهي تتثاءب وقالت بخمول : طيب طيب ..وفتحت الباب وهي شبه نائمة ولم تنتبه للبسها المكون من بجاما حريرية باللون العودي والتي أظهرتها بقمة البراءة ثم نظرت لمن يطرق الباب وقالت متفاجأة وقد ذهب كل نعاسها .. طااااارق ..إختبأت بحركة فطرية خلف الباب ولم يظهر إلا رأسها وقالت بتساؤل .. إيش فيه تبي شيء ؟
طارق رد بغموض جليدي : لا مافيه شيء بس عشان تروحين معي عند الدكتورة لأني حجزت لك موعد عندها .
أمل باستغراب : من الحين ..هز طارق رأسه بإيجاب فقالت .. خلاص الحين آخذ شور وأجهز وأجيك .
طارق ببرود وهو يهم بالمغادرة : طيب بسرعة لا تأخريني عن دوامي .
***
دخلا للمستشفى والذي ما إن دخلته حتى عصفت عليها ذكريات ما حصل وذكرى وفاة ولدها فأحست بالحنين له والشوق الملتهب ولكن دعت له بالرحمه .
سار بها طارق في أروقة المستشفى دون أي حوار متبادل سوى صوته بين كل مره وأخرى يرد أو يلقي التحية مع موضفي المستشفى فأقرت في نفسها بأنه يمتلك قمة التواضع ، وصلا إلى باب مغلق طرقه هو عدة طرقات فسمعا صوت إمرأة تأذن لهما بالدخول فتح طارق الباب فدخل ودخلت هي خلفه فألقيا التحية بهدوء فردت المرأة الجالسة على الكرسي خلف المكتب والتي ترتدي معطف أبيض فوق عباءة تظهر من أسفل المعطف الفضفاض ولا يظهر منها سوى عينيها خلف فتحتي النقاب فقالت برسمية هادئة : تفضل دكتور طارق ..والتفتت لأمل وقالت بذات الرسمية .. تفضلي أختي ..جلست أمل على الكرسي المقابل للمكتب بينما جلس طارق على الكنبات الجلدية المبتعدة قليلا فبادرت تسأل بلهجة رسمية اعتادت عليها وهي ممسكة بالقلم بيديها المغطاة بقفازين أسودين .. لوسمحتوا إيش المشكلة اللي تشتكون منها ؟
رد عليها طارق برسمية : المشكلة تعاني منها زوجتي ..وهو يشير لأمل الجالسة بهدوء وأكمل.. أمل وطبعاً هي راح توضح لك كل شيء بس قبل أي شيء إختاري وحدة من الممرضات وياليت تكون أمينة حتى يمنع تسرب أي معلومات وأنتي تعرفين أن هذا الشيء يؤثر على إدارة المستشفى فأتمنى أن يكون الموضوع بسرية تااامة وهذا اللي أعهده منك دكتورة ريم .
هزت الدكتورة رأسها بإيجاب وردت بذات الرسمية : أشكرك دكتور طارق على ثقتك وتطمن من هالناحية الحمد لله طول مسيرتي في المستشفى ما ظهرت أي معلومة خاصة أو عامة من مكتبي .
نهض طارق ليغادر وهو يقول : شكراً دكتورة وياليت تنتبهين لزوجتي ..وخرج تاركهما بعد جملته الأخيرة والتي أردفت عليها الدكتورة بقولها "إن شاء الله" وسمعا بعدها صوت إغلاق الباب لحظتها التفتت الدكتورة لأمل التي كانت منكسة الرأس فقال الدكتورة تسألها بحنو وعاطفة : كيفك يا أمل ؟
ردت عليها أمل بخجل هامسة : الحمد لله .
ابتسمت الدكتورة وقالت بتشجيع : ممكن ترفعين نقابك وشوفي أنا رفعته كمان ..ورفعت نقابها فأطاعتها أمل ورفعت هي الأخرى كذلك والتقت أعينهما فردت أمل على ابتسامتها الحانية بابتسامة متردد وخائفة فقالت الدكتورة .. ماشاء الله تبارك الرحمن ..وسألتها .. كم عمرك يا أمل ؟
ردت أمل بحرج : دخلت التسع طعش بكم اسبوع .
د/ريم بإعجاب : ما شاء الله اللي يشوفك يقول عنك طفله بس ..نظرت لعيني أمل بتدقيق وقالت بجدية .. اللي مخربك نظرة الخوف اللي فعيونك غير التردد اللي ملحوظ على كل حركاتك أتمنى يا أمل أنك تكونين معي شفافة وصادقة وتحكي لي كل شيء ..صمتت لحظة وأكملت بحنان.. بس قبل أي شيء أبي أسألك توافقين تكونين صديقتي ؟
هزت أمل رأسها بإيجاب وهي تبتسم لها : إيه موافقة دكتوره.
د/ ريم بفرحة : حلو بس قبل نتفق على أننا نبعد الألقاب خلاص ..أجابتها أمل بهزه فقالت الأخرى سائلة .. طيب تبين تتمددين على الكرسي ولا تجلسين مقابلة .
أمل بهدوء : لا أجلس هنا .. وهي تشير لمقعدها ..
د/ريم : طيب .. سألتها .. أول شيء إيش المشكلة ؟
أمل بتوتر أجابت : اغتـــــصـــااب .
فتحت الدكتورة عينيها بذعر وتماسكت كي لا تخيفها وسألت متأثرة : كيف ومتى حصل هالشيء ؟
أجابة أمل بحزن : قبل أربع سنوات أما كيف فــ...... وسردت لها أمل أحداث تلك الليلة وتبعاتها وكيف أثرت عليها وعندما أنتهت من كلامها بادرتها الدكتورة قائلة : الله يكون فعونك والعلاج بسيط بس أهمه وأساسه العزيمة والإصرار والإنتظام وبإذن راح تنحل ولازم تكوني واثقه بربك أول شيء ثم بنفسك وهذا شيء أساسي ها أتفقنا ، أمل الجلسة الجاية أبيك تجيني وهمتك فوووق عشان نبدأ أول مراحل العلاج ..سألتها.. إتفقنا ؟
أمل بحماس : اتفقنا .
خرجت أمل من مكتب الدكتورة وهي مرتاحة بسبب حديث الدكتورة ومواساتها لها وتشجيعها لأمل ، توجهت لمكتب طارق ودخلت بعد أن أذن لها بالدخول سلمت ورد عليها ثم قالت بهدوء : طارق خلصت الجلسة أبي أروح .
طارق ببرود : لحظة أتصل على البيت يرسلون لك السواق والخدامة ..وأمسك بالهاتف وكلم أمه وطلب منها إرسال السائق لأمل وسمعته أمل يعتذر بأن لديه العديد من الأشغال التي تعيقه عن توصيلها وأغلق الخط وقال لها بذات البرود .. الحين تجي السيارة انزلي إنتظريها فالإستقبال تحت .
هزت أمل رأسها إيجاباً ووقفت وقالت وهي مغادرة : مع السلامة .
خرجت واستقلت المصعد وضغطت زر الطابق الأول وتحرك المصعد خلال ثواني وفتح الباب وكانت سارحة ولم تنتبه أنها اتخذت الرواق المعاكس للاستقبال وسارت ولم تنتبه حتى صادفها باب فتحته ولفحتها البرودة الصادرة منه ونبهتها لماهية المكان وتوضحت الرؤية عندما فتحت الباب ورأت المكتب المواجه له وباب آخر مفتوح رأت من خلاله ثلاجـــــات المــــــوتى فدمعت عينيها عندما تذكرت آخر مرة رأت ولدها في ذات المكان ، مسحت دمعتيها فسالت ومسحتها مرة أخرى وهي تقف بانكسار وحزن أثقل كاهلها وجرح فؤادها من هذه الذكرى الصـــــعبة المـــــوجعة حد الإنكســـــااااار و التشتــــــــت ..
***
أصعب مواقف هالزمان يوم تجي نفس المكان

يوم توادع من تحب عينك تنادي بالحنان

تبدا تفكر في الحياة و احلى ليالي الذكريات

كيف ابتدت لحظة غلا كيف انتهت بيدا الممات

لا يالوادع لايالوادع لا لاتجينا باندفاع

عاشر وخلك با شتياق وابدا غلاتك باحتراق

لكن يجي يوم تكون مدفوع بيدين الفراق

لا يا الوداع لا يالوداع لا لا تجينا بندفاع

حكم القدر حق يصير واهوا البداية والاخير

عاشر اخو دنيا وشوف كيف النهايه والمصير

لايالوداع لايالوداع لايالوداع لا لا تجينا بندفاع

*المنشد / إبراهيم السعيد *
***
استدارت عائدة تسير بتثاقل وأغلقت الباب خلفها ومضت حتى وصلت للسيارة وهي لا تشعر بشيء سوى الألـــــم وتحركت السيارة .
****
مضت الأيام برتابة ..
وودع رمضان ..
وأطل العيد ..
في الأيام الماضية كانت أمل منتظمة على الجلسات مع الدكتورة وقد توطدت علاقتها بها وقد عللا هي وطارق للعائلة ذهابها للمستشفى بسبب الصداع الملازم لها وتعبها المستمر وأخفيا عن الجميع السبب الحقيقي وكذلك في الأيام الماضية تمكن والدها من معرفة المكان الذي أخفت فيه سلمى الأوراق وجلبها من مكانها واودعها أمل حتى يتمكن بطريقة ما أن يجبر سلمى على التنازل ، أما علاقة أمل بطارق فكان عنوانها الهدوء فمع تقدمها بالعلاج أصبحت أكثر هدوء وحتى الحوار بينهما لم يعد مقطوعاً كما في السابق ، أما شادن فقد أعلنت موافقتها وتم زف الخبر لعبد الرحمن الذي طلب أن تتم الخطوبة الرسمية ثالث أيام العيد .
(فجر يوم العيد)
كانت أمل وشادن ساهرتان تتسامران بعد أن جهزتا مستلزمات العيد وبعد القليل من الأحاديث تفرقتا قبيل أذان الفجر دلفت أمل لجناحها وتمددت على الكنبة الطويلة وراحت تسبح في بحار خيالها تذكرت جلسات علاجها مع د/ ريم وما نصحتها به من التثقف والإطلاع على قصص من مروا بمثل حالتها وكيف تعدوا منها وكذلك نصحتها بالمشاركة في النوادي التثقيفية والخيرية فعندما أخبرتها بصعوبة ذلك عليها اقترحت عليها المشاركة في المنتديات الثقافية والدينية والتي من شأنها أن ترفع من ثقتها بنفسها وتعزز الجانب الديني لديها وتذكرت حوارها مع الدكتورة بعد انتهاء الجلسة الرابعة وقد توطت العلاقة بينهما فأصبحا كأختين عندها سألتها أمل قائلة : ريم أنتي متزوجة ولا لا ؟
ردت ريم بشيء من المرارة : لا أرملة ..وتسائلت .. ليش تسألين ؟
أمل بتبرير : لا بس ولا مرة تكلمتي عن حياتك الشخصية ..وأكملت بنبرة إعتذار.. آآآسفة إني تطفلت .
ريم بتأنيب : أمل ليش تعتذرين ما فيها شيء إذا سألتي وحياتي موب سر كل اللي حولي يعرفون هذا الشيء ..وأكملت بتوضيح..وعشان تعرفين أكثر عندي بنت وولد توأم عمرهم سبع سنين ..وأخفضت نظرها بحزن..
انتبهت أمل لنظرة الحزن المتجلية في عيني ريم وسألتها : ريم ليش أحسك حزينه قولي إيش فيك ؟
دمعت عينا ريم ومسحتها وهي تقول بنبرة متصنعة للتماسك والهدوء : تزوجت لما كان عمري ثمنطعش سنه يعني تقريباً مثلك كانت حياتي مع يوسف هاديه كنا متفاهمين بس بعد سنه بدت مشكلة إني ما حملت راجعنا عند دكاتره كثير لكن كلهم قالوا ما فينا شيء سلمنا أمرنا لله لكن ما تركنا الدعاء والعلاج لكن أمر الله ولا إعتراض مرت سنه ثانية وثالثة ورابعة وفالسنه الخامسة خلاص صارت نفسياتنا دمار لكن مازال شوي أمل فينا رحنا دكتورة وقالت ما فيه حل إلا الأنابيب سويناها والحمد لله نجحت وحملت ياااا الله ما تتخلين قد إيش فرح يوسف بحملي صار شوي يضحك وشوي يسكت موب مصدق و أنا كنت أطالع فيه مبسوطة بعدين خرج يفرح أمه وأهله وكان مسرع بالسيارة يبي يوصل ويفرحهم معه ما يدري أنه حزّنهم وبكاهم عليه صارت الدنيا سودا بعيني على أني كنت وقتها طبيبة نفسية لكن تمنيت أن أحد لحظتها يطببني كنت تعبانه وموته أثر فيني بقوة وما قدرت أتماسك إلا لما ولدت بالتوم حسيت بالحزن راح وولا والحمد لله على كل حال والحين عيالي دايم يسألون عن أبوهم وكنت أصرفهم والحين بدو يستوعبون ويسألوا أكثر آآآآهـ اليتم صعب صعب موووووت ..ومسحت عينيها الدامعتين وتنهدت ثم استغفرت بهمس وأكملت .. بس الحمد لله أبوي موب مقصر معاهم بشيء ويحبهم كثير .
تأثرت أمل بقصتها ودمعت عينها ثم مسحتها وهي تقول بمواساه : الله يرحمه ..وتسائلت.. هو ما عنده أخوان ؟
ريم بهدوء أجابت : لا بس عنده ثلاث أخوات كبار وهو الولد الوحيد بينهم .
أمل باعتذار وهي تنظر لعيني ريم الحزينة : ريم سامحيني هيجت أحزانك وذكرتك بها .
ريم بتسامح : لا والله بالعكس هو دايم فبالي وعمري ما نسيته أصلاً كيف بنساه وعيالي نسخة منه .
أمل بحماس سألتها : عندك صور لهم ؟..هزت ريم رأسها بإيجاب وهي مبتسمة لها فأكملت أمل .. هاتي أشوفها .
نهضت ريم متوجهة لمكتبها ففتحت أحد الأدراج وأخرجت الصورة ومدتها لأمل التي أمسكت بها ونظرت لمن فيها بحب وحنان وقالت : ما شاء الله يهبلون الله يحفظهم لك .
ريم : آمين .
**
شعرت بهزات خفيفة لكتفها ففتحت عينيها ونظرت لطارق القريب منها والذي ما إن رأها فتحت عينيها ابتعد أما أمل فخفق قلبها من رؤيته بهذا القرب فنهضت بسرعة وجلست وهي تنظر له متسائلة .
قال طارق بهدوء وكأنه يجيب على سؤالها : أذن الفجر وما شفتك تحركتي فقلت أقومك تصلين .
نظرت له باستغراب وقالت مذهولة : أذن !! غريبة ما سمعته أنا صاحية .
نظر لها بغرابه وهز كتفيه بأن لا شأن له بها وغادر الجناح .
نهضت وهي تستعيذ بالله من الشيطان ودخلت غرفتها لتتوضأ وتصلي الفجر وتستعد للعيد .
*****


لبست لباسها المكون من قطعتين وابتسمت عندما لاحت ذكرى ذلك اليوم حين تناقشت مع شادن في اختيار اللون وبعد نقاش دام عدت دقائق استقرت أمل على الطقم ذو اللون الأسود بتنورة كاروهات باللون الأسود والبيح وخطوط رفيعة باللون الأحمر أما شادن فاستقرت على طقم مماثل ولكن باللون الليلكي وبتنورة كاروهات باللون الليلكي والبيج وخطوط رفيعة من اللون الزهري الزاهي واشترت كل منهما الملحقات المناسبة له .
زينت وجهها بالقليل من البودرة وأضافت لجفنيها مسحة من الظلال بلون البيج الضارب للذهبي واكتحلت بالأسود وكثفته وبرمت رموشها بماسكرا سوداء أكملت جمال عينيها وحددت حاجبيها بإتقان وأضافت القليل من الإضاءة النصف لامعة تحتها و أكملت بعدت ضربات من البلاشر الأحمر ذو اللون الزاهي وختمت بأحمر شفاه سائل باللون الأحمر الزاهي أضفى رونقاً وجمال لشفتيها الصغيرتين وأكتملت لوحة بديعة من صنع البارئ ، لبست عقد باللون الأحمر يتدلى إلى منصف صدرها وتبعته بحلقين بذات اللون وخاتم صغير وأساور باللون الأحمر والبيج والأسود وساعة ارتدتها في معصمها الأيسر فاكتملت زينتها وتطلعت لشكلها بالمرآة لتتأكد من عدم نسيانها لأمر ما فأمسكت بهاتفها والذي كسته أيضاً باكسسوار أحمر واتصلت على شادن وبعد رنتين ردت قائلة : أهلين .
أمل ببشاشة : السلام عليكم .
شادن : وعليكم السلام ، هلا والله .
أمل : هلا فيك ، أخبارك .
شادن : تمام وأنتي ؟
أمل : الحمد لله ..سألتها.. ها خلصتي ؟
شادن : شوي وأخلص ..سألت..أنتي خلصتي ؟
أمل : تقريباً بس بسألك صلوا الناس .
شادن : أظن والرجال شوي ويجون ..واستفهمت باستغراب .. ليش تسألين ؟
أمل بستعجال : عشان أصلي ..وقالت بعجلة قبل أن تغلق السماعة .. يلا راح أصلي وأنزل عشان نعيد أقابلك تحت مع السلامة ..وأغلقت السماعة حينما سمعت رد شادن ..
لبست جلال الصلاة وصلت ركعتي العيد وعندما أكملت وقفت أمام المرآة لتفتح لفافات شعرها وعندما أكملت عملها جمعت نصف شعرها المتموج بمساكة حمراء متوسطة وتركت الباقي منسدلا بروعة أما من الأمام فرفعت نصفه اليمين بمساكة صغيرة مشابهة للتي في الخلف وأسدلت الطرف الآخر كخصلات متدرجة على وجهها ثم لبست بعجاله صندالها المتوسط الطول ذو اللون الأحمر وأخيراً أمسكت بعطرها وتعطرت بسرعة ثم خرجت بعد نظرة أخيرة في المرآة وسارت بعجل ولم تنتبه من سرعتها لطارق المنتصب أمام الباب فاصتدمت بصدره العريض فانتبهت بسرعة وارتدت ولكن أحست بشيء يمسك بيدها فنظرت لها فرأت أنه كان ممسك بيدها وينظر لها بعينين لامعتين فرفعت رأسها بعيون راجية بأن يطلق سراح يدها فقد بدأ الخوف يتمكن منها فحركت يدها الأسيرة ولكنه لم يغير من وضعه فقالت متوسلة وهي تنظر لعينيه : طارق فك يدي .
انتبه طارق لنفسه فأطلق أسر يدها ولكن لم تتغير نظراته لها بل بدا وكأنه يحرقها بنظراته فتكلم ولكن بنبرة غريبة عليها : أمل ما ودك تعيدي علي ؟
أمل بتوتر وقد ارتجف فكها وقالت بصوت راجف : إيه بعيد ..وأقرنت كلامها بمد يمينها المرتجفة والتي أصبحت باردة كالثلج من التوتر فالتقطها بيمينه القوية والتي احتوت يدها بحنان وقوة وفاجأها بجره لها وقبلها على خديها وجبينها وهو يقول بصوت عميق : كل سنه وإنتي طيبة .
ابتعدت عنه بسرعة وهي ترتجف كورقة وردت عليه برجفة وبصوت هامس : وانت بخير ..فابتعد عن الباب فخرجت بسرعة من الجناح و كأنها هاربة من خطر ما فسمعت خلفها إيقاع ضحكاته فعلمت أنه يضحك من هروبها فاغتاضت منه ولكن تلاشى غيضها عندما صادفت شادن فابتسمت لها بفرح وقالت ببهجة وهي تحتضنها : كل عام وأنتي بخير .
فردت شادن وهي تشد احتضانها : وانت بخير يا عمري .
فسمعتا صوت طارق يقول وهو يقترب ليبعدهما عن بعضهما : خلاص أتركيها كسرتيها .
ابتعدت شادن و صفرت بمكر وحماسة وهي تقول : أووووووهـ الأخ يغار ..والتفتت لأمل التي كسى وجنتيها حمرة لم تخفيها الأصباغ وقالت بذات المكر .. هنيالك أموووول طارق يغااااار عليك حتى مني هههههههه..فضحكت بمرح بينما ازداد احمرار وجنتي أمل أما طارق فكان ينظر لهما بغموض فقطع ضحكاتها وهو يتقدمهم على الدرج لينزل وهو يقول بأمر : يلا أنزلوا عيدوا على أمي وأبوي ..ونزل بسرعة فلحقت به الفتاتان بصمت وهدوء وسارتا حتى وصلا لمكان جلوس العائلة فبدأتا بالمعايدة وجلستا وقد جلست أمل بمقابل طارق ولكنها أجلست شذى في حضنها وأخذت تتحدث معها لتبعد ارتباكها من نظرات طارق المنصبة عليها وكانت تتحدث مع أبو طارق وأم طارق اللذان كانا يمتدحانها بجزل مما أثار خجلها وغيرة شادن التي كانت تعترض بغيرة مصطنعة : يعني المدح اليوم كله لأمل وأنا ما لي شيء طيب على الأقل جاملوني ..فنظرت لهما بحزن مصطنع فضحك الجميع عليها ..
رد والدها بمكر : لا أنتي راح نترك مدحك على عبد الرحمن أكيد ما راح يقصر..فألجمها الخجل عن الرد على والدها فاحمرت وجنتاها وطأطأت رأسها خجلاً فضحك الجميع على حياءها الغريب عن طباعها ..
فقال طارق وهو يغالب الضحك : أول مرة أشوف شادن تحمر من الخجل ..فضحك وتبعه الجميع فلم يشعر إلا بوسادة صغيرة اصتدمت بوجهه فأمسكها وردها على شادن وهو مستغرق بالضحك إلى أن صرخت بهم شادن قائلة : خلاص مانيب مستحية مره ثانية عشان ماتضحكون علي .
فتوقف الجميع عن الضحك فلم تبقى سوي ابتسامات مبتهجة .
بعدها تفرق الجميع فأم طارق ذهبت لتستقبل جاراتها وأبو طارق أُخبر أن هناك رجال أتوه فنهض طارق ليلحق والده فأوقفته أمل بتردد : طارق أممممم ممكن توديني لبيت أبوي ؟
هز طارق رأسها بإيجاب قال وهو يسير خارجاً : ألحقيني أنتظرك بالسيارة .
******
عادت من منزل والدها عند العاشرة بعد أن أعدت له فطوره وهي تتسائل أين تذهب سلمى كل هذا الوقت وهي تعلم أن سلمى علاقتها بجيرانها تكاد تكون منقطعة وليس لها أقارب سوى أمها التي ربما لا تعلم شيئاً عنها وتاهت تبحث عن إجابة وعندما لم تتوصل لإجابة تساؤلاتها قالت تحدث نفسها "مصير المتخبي يظهر" .
خُتم هذا اليوم برحلة لأحد المنتزهات استمتع بها الجميع وعادوا في وقت متأخر وقد أنهكهم التعب ونام الجميع مباشرة حتى يستعدوا للغد والذي سيتم به التجهيز لاستقبال أهل عبد الرحمن الذين سيأتون في ثالث أيام العيد .
***
يوم الخطوبة ..
بعد صلاة العشاء..
حضرت عائلة عبد الرحمن وتمت مراسيم الخطوبة ورحب بهم الجميع وأحضروا بصحبتهم العديد الهدايا وقدموها للعروس وأهلها وجاءت وقت النظرة الشرعية وطلب طارق من عبد الرحمن أن يتبعه للمجلس الآخر وفي هذه الأثناء اتصل على أمه طالباً منها أن تنادي شادن حتى تأتي للنظرة فنهضت أم طارق وأمسكت بمعصم شادن التي تجلس بحياء وخجل واضح فأوقفتها وسارت معها لخارج المجلس وقالت لها هامسة : روحي أمسحي مكياجك والبسي طرحة على راسك طارق ينتظرك عشان يشوفك عبد الرحمن .
ارتجفت شادن من التوتر وقالت بخجل : يما لازم هالنظره أنا خايفه .
أم طارق تقنعها بحنان ورقة : يا حبيبتي ما يصير وهذا حقه لازم يشوفك وهذي سنه الرسول صلى الله عليه وسلم .
شادن بهمس : عليه الصلاة والسلام ..وهزت رأسها بإيجاب وقالت بهمس .. خلاص الحين بروح بس نادي لي أمل .
ابتسمت أم طارق لها بحنان وفرحة وهي تقبل خديها : ألف مبروك ياعمري ..وسارت عائدة لمجلس النساء وهي تقول.. الحين أنادي لك أمل بس روحي غسلي وجهك يلا الرجال يتنظر ..احمرت شادن من الخجل ولكن لم تراها أمها لأنها دخلت للمجلس وماهي إلا لحظات حتى ظهرت أمل التي ابتسمت لها ..
أمل بابتسامه محبه : ها أشوف الوجه محمر إيش صار ؟
شادن ردت لها بابتسامة مرتبكة : ما صار شيء بس يبي يشوفني إيش أسوي الحين ؟
قالت أمل مطمئنة لها : لا تخافين أمشي جناحك بسرعة .
اسرعت الفتاتان للجناح وأمسكت بمناديل المكياج ومسحته فلم تبقي سوى القليل من الكحل وأضافت القليل من ملمع الشفائف بلا لون ونظرت للبسها المكون من تنورة جينز طويلة تكاد تلامس الأرض وبلوزة باللون السماوي برسومات عشوائية بعدة ألوان وذات أكمام طويلة حتى رسغها والتفت لأمل التي تقف بجوارها وسألتها : أمل لبسي تمام ؟
هزت أمل رأسها بإيجاب وقالت : إيه أهم شيء يكون ساتر يلا إلبسي طرحة بسرعة ولفيها مزبوط .
أمسكت شادن بحجاب أسود لفته ولم يظهر إلا وجهها وقد عكس السواد على بشرتها وزادها توهجاً ولم تضيف أي رائحة عطرية لأنه لا يجوز فهو رجل أجنبي عنها وعندما تأكدت من شكلها سارت مع أمل للخارج وهما صامتتان حتى وصلتا للباب الخارجي المطل على مجالس الرجال فقالت أمل مشجعة : يلا حبيبتي روحي الرجال من زمان ينتظر .
ارتعش جسد شادن من الخوف والتوتر وقالت بربكة واضحة : أمل خايفة .
قالت أمل تطمئنها بابتسامة هادئة : ما له داعي الخوف أكيد طارق راح يكون معك يلا أنا بتصل عليه يجي لك .
**
في مجلس الرجال ..
سمع طارق نغمة هاتفه ورفعه فوجد أن المتصلة أمل فكساه الجمود ولاحظ ذلك عبد الرحمن وسأله : خير طارق عسى ما شر ؟
طارق بهدوء وبذات الجمود : لا ما فيه شيء بس الأهل داقين لحظة ..ورفع الهاتف لأذنه وهو يقول .. هلا ... خلاص الحين جاي ..وأغلق السماعة ونهض وهو يستأذن وخرج من المجلس وبعد لحظات عاد وهو برفقة شادن التي كادت تذوب من الخجل وانعكس عليها بإحمرار كسى وجنتيها فأضاف عليها هالة من الجمال والبراءة وعندما نظر لها عبد الرحمن همس يذكر الله عليها فوقف وهو ينظر بإمعان فأحست بنظراته المصوبة عليها فطأطأت رأسها أكثر وعندما سمعا طارق يحثهما على الجلوس جلس هو مكانه أما شادن فجلست بجانب طارق والذي كان مواجه لعبد الرحمن وغرق المكان بصمت دام لحظات لا يقطعه سوى نظرات عبد الرحمن لشادن المنحرجة من الوضع حتى تكلم عبد الرحمن بتوتر حاول يخفيه : كيفك شادن .
تلعثمت شادن فلم تعلم أنها ستتكلم معه حاولت أن تتجاهل ولكن تشجعت وقالت هامسة : الحمد لله .
فرد يحاول أن يضفي المرح : وأنا الحمد لله بخير .
ابتسم طارق مخفياً ضحكه عليه بعد أن شعر بخيبة صديقة الذي أراد أن يلفت انتباه شادن فلم يستطيع وقال بجدية مصطنعة : شادن ارفعي راسك عشان تشوفيه يمكن ما يعجبك وترفضينه ..فلم تستجب له شادن بل نظرت له بطرف عينها بحنق وهي ا زالت مطأطأة الرأس فضحك طارق بمرح على شادن وكذلك على الغضب الذي رسم على وجه عبد الرحمن فقال بمرح وهو يضحك .. هههههه خلاص شادن روحي الظاهر عجبتك الجلسة معنا ..وضحك من النظرة التي حدجته بها شادن والغيض الذي رسم على محيا صديقه ..
هههههههههههه .
فوقفت تريد أن تغادر فاستوقفها عبد الرحمن وهو يقول : لحظة شادن ..أخرج كيس صغير كان بجانبه ووضعه على الطاولة الزجاجية التي أمامها وقال بهدوء .. أتمنى تقبلين هالهدية البسيطة .
فقال طارق يعترض بهزل : لا والله لا خذ رقمها أحسن ..نظر له الإثنان بغضب فضحك بقوة عليهما..
وخرجت شادن وهي غاضبة من المجلس وهي تسمع ضحكات طارق وسمعت صوت عبد الرحمن الذي يؤنبه بقهر وهو يقول : حراااااام علييييك أحرجت البنت وليه خليتها ترووح لسا ما شفتها كويس .
ضحكت هي الأخرى بخجل وهرولت باتجاه باب المنزل وهي تبتسم بخجل .
بعد نصف ساعة غادر أهل عبد الرحمن وقد وقفت أم طارق وأمل وشهد أمام الباب لتوديعهم بذات الحفاوة التي اُستقبلوا بها .
وقد اتفقوا على أن يكون العقد قبل الزواج بأسبوع الزواج في عطلة عيد الأضحى أي بعد شهران .

وهذا البارت غالياتي

(٢)
*******
مضت عدت أيام هادئة لم يتخللها سوى عودة أمل لمتابعة الجلسات النفسية وقد زاد من توطد العلاقة بينها وبين د/ريم .
بعد أقل من أسبوع من اليوم ستبدأ السنة الدراسية والتي ستلتحق أمل فيها بمقاعد الدراسة من جديد بعد غياب أكثر من سنتان واليوم بالتحديد ستذهب برفقة شادن إلى السوق والمكتبة لجلب المستلزمات المدرسية .
***
بعد العصر ..
كانت أمل في جناحها تستعد لتخرج مع شادن للسوق ، سمعت رنين الإنتركوم فرفعت السماعة فإذا بها شادن تستعجلها للخروج فالسائق وزوجته في انتظارهما فأجابتها أمل أنها ستنزل حالاً وأغلقت السماعة واستدارت بفزع عندما سمعت صوت طارق يسألها : على وين العزم إن شاءالله .
أمل بتوتر فقد تذكرت للتو أنها لم تستأذن منه فقالت بخفوت : رايحين السوق .
طارق بستهزاء : ومن مين استأذنتي ياهانم ؟
توترت أمل وظهر على صوتها المرتجف : نـ .. ـسـيـ..ـيــت ما .. أقـ..ـول لـك .
نظر لها بغموض : عادي روحي ..وسألها ..مين راح يوديكم ؟
نهضت من الكنبة وهي تجيب : السايق وزوجته .
هز رأسه بإيجاب وسار بصمت لغرفة النوم أما أمل اتجهت للباب لتخرج لشادن التي لن تتركها بسلام بسبب تأخرها عليها وعندما ركبت بجوارها لم تدعها حتى لتقفل الباب وانهالت عليها بالشتم والسب المازح ولم يكن من أمل سوى أن تضحك بخفوت على شادن التي وكأنها تشتعل من قهرها وزادت إشتعالاً عندما سمعت ضحكت أمل وضربتها على كتفها بحنق ففلتت ضحكت أمل وكتمتها بسرعة وتبعتها ضحكة شادن هي الاخرى ونسيتا ما حدث بعد ذلك وهما تتحدثان .
أكملتا التبضع على أذان المغرب فذهبتا لتصليا في مصلى النساء وعندما انهتا الصلاة اتصلت شادن على السائق فأتى ثم عادتا للمنزل وقد أنهكهما التعب وتمددتا في الصالة بإرهاق وحولهما أكياس المشتريات .
بعد لحظات دخلا أم طارق وزوجها ونظرا للفتاتين فتنبهتا لهما فستوت أمل جالسة وهي تبتسم بخجل أما شادن فبقيت كما هي لم تتحرك أخذ الوالدان يسألانهما عن سير تسوقهما وأخبراهما عما اشترتاه وجلسوا كذلك حتى أتى طارق وأكملوا جلستهم بأحاديث ممتعة لكن أمل لم تكن لتستمتع وهي تشعر بنظرات طارق لها والتي أشعرتها بالضيق وهي تتسائل في نفسها "إيش فيه هذا يطالع فيني كذا ياا ربيييي شككني بنفسي الظاهر بقوم أحسن من أني أكون متوترة ويلاحظون علي هذا الشيء" فنهضت وهي مبتسمة بتوتر قائلة : عن أذنكم بروح أصلي العشاء وأرفع أغراضي .
أذن لها الجميع وسارت بعد أن حملت أكياسها متجهة للمصعد وتبعتها شادن على الفور وركبتا معاً ثم أفترقتا كل واحدة لجناحها .
******
مرت الأيام التي تليها رتيبة هادئة بدأت فيها الدراسة وأنتظمت أمل بها وتعرفت على العديد من الصداقات المميزة وانظمت لجماعة المصلى وكانت تهتم كثيراً بالإشتراك بالأنشطة الدعوية مما جذب الكثير من الفتيات الاتي تجاوبن معها بسبب أسلوبها الدعوي المميز الذي أكتسبته من معلمتها الحبيبة (أم نهى) وأستمرت تحاول لفت إنتباه الفتيات اللاتي غيرن من هيئتهن بما يسمى (البويه و الإيمو) وكانت تحاول بمساعدة صديقاتها بأن يوزعوا نشرات لتصحيح مفاهيم هؤلاء الفئة وقد أحرزت بعض التقدم وبمزيد من الجهد ستنجح بإذن الله .
أما بقيت يومها كانت تذهب للجلسات النفسية بعد العصر وكذلك تذهب لوالدها مرة كل ثلاثة أيام ولم يحدث أي شيء مميز في هذه الأيام سوى إخبار والدها لها بأن سلمى وقعت تنازلها عن المنزل ونقل لملكيته وعندما سألته كيف حدث هذا لم يجبها بل لاذ بالصمت مما عزز شكاً لديها أن هناك سراً كبير خلف هذا الأمر وما أكد ذلك كثرة تواجد سلمى في المنزل ولكنها لم تستبين منه بشيء بل أعزت للزمن بإظهار المستور ، و في الإجازات الاسبوعية كانت تذهب برفقة شادن و شهد للسوق لشراء مستلزمات زواج شادن والذي قد قرب موعده .
أما علاقة أمل بطارق فأصبحت بتحسن مستمر مع تقدمها في العلاج فقد زال الخوف والتردد وحلت الثقة في نفسها وأصبحت تجلس مع طارق بثقة وتتناقش معه في أمور كثيرة مما زاد التفاهم بينهما وزاد طرداً في مشاعرها جهة طارق الذي كان قلبها ينبض خوفاً منه أما الآن فينبض على نحو آخر عند رؤيته أو سماع صوته فقط .
*********
بعد شهرين ...
عادت من المستشفى برفقة طارق التي تبرع اليوم بتوصيلها وقد كانت تسير بهم السيارة بهدوء على غير العادة وكل واحد مستغرق بأفكاره فقد كانت أمل تتذكر كلمات ريم لها قبل أن تغادر والتي ما زالت ترن برأسها وهي تنظر للأمام حتى أنها لم تنتبه لتوقف السيارة إلا عندما سألها طارق بقلق لمسته : أمل خير صار شيء اليوم عند الدكتورة ؟
انتبهت له من سرحانها ولاحظت أنه توقف عند المنزل فرفعت غطائها والتفتت له وهي تبتسم بتصنع : لا أبد مافيه شيء بالعكس الأمور ماشية تمام الحمد لله .
رد لها طارق بابتسامة : الحمد لله ..وسألها .. بقي شيء ما جهزتيه للملكة والزواج؟
أمل بهدوء : لا خلاص جهزت كل شيء الحمد لله ..وسألته.. ليش ؟
رد بهدوء : عشان إذا تبيني أوصلك السوق تكملينها .
قالت بامتنان : مشكور وما تقصر ..صمتت برهه وسألته .. راح ترجع المستشفى ؟
رد بذات الهدوء : إيه الحين رايح .
أمسكت أمل بمقبض الباب وهي تقول : أجل ما راح أأخرك ..نزلت من السيارة وقالت قبل أن تغلق الباب .. مع السلامة .
واستدارت متجهه للمنزل بعد أن سمعت رده عليها وسار باتجاه البوابة الخارجة وهي بالإتجاه المعاكس .
دخلت غرفتها ووضعت العباءة على المشجب وتمددت على السرير وهي تفكر بما قالته ريم وعاد يتردد في ذهنها ما قالته (أمل أنتي تقريباً خلصتي العلاج فوقت قياسي ماشاء الله عليك بصراحة أول مرة تجي عندي وحدة بعزيمتك وإصرارك وإيمانك بأن الله راح يساعدك وعشان كذا الحين يا أمل تقدرين تعيشين حياتك بدون خوف أو توتر أو أي إضطرابات وإذا حسيتي بأي شيء جوالي وعيادتي مفتوحة لك ومتى ما احتجتي أي شيء أو تستشيري عن أي أمر قلبي يسمعك قبل أذني أما الحين الباقي عليك أنتي أبيك تشتركين بمنتديات وتتفاعلين مع المجتمع وكمان أبيك تثقفين نفسك كثير وتبعدين عنك أي محبطات أو مثبطات لعزيمتك وبكذا أقولك أن اليوم آخر جلسة معي ) لحظتها أحست أمل بمشاعر مختلطة بين الفرح والحزن فقد فرحت كثيراً بأمر شفائها وأحزنها فراق ريم التي عدتها أكثر من أخت وقبل أن تودعها تبادلتا أرقام الهواتف والعناوين على أمل أن تلتقيا قريباً وقد دعتها أمل لحظور زفاف شادن فوعدتها بأنها ستلبي الدعوة وبرفقة إبنيها وافترقتا .
نهضت أمل وهي تستعيذ بالله من الشيطان وقد سمعت صوت أذان العشاء فأخذت تردد معه ثم نهضت لتصلي .
*****
اليوم التالي ..
ملكة شادن وعبد الرحمن ..
أتت الكوافيرة للمشغل الملحق بالمنزل بعد المغرب وبدأت بتزيين شادن التي كانت متوترة وخائفة وكانتا أمل وشهد تضحكان عليها وهي تصرخ عليهما أن يصمتا ولكنهما لا تستجيبان لها وعندما انتهت المزينة من عملها كان العشاء يؤذن فصلت شادن ولبست فستانها البسيط واللذي باللون التركوازي القاتم والذي عكس على بشرتها وزادها رونقاً وكان مكياجها ناعم يندمج به الزهري والتركواز وأحمر شفاه زهري لامع فأصبحت رائعة بحق أما شهد وأمل فلبستا فساتين ناعمة جداً ووضعتا لمسات المكياج لنفسيهما لأن الحفل بسيط ويقتصر على الأهل والجيران ورغم ذلك أصبحتا نجمتين وتميزت أمل بفستانها العودي والذي أبرز بياض بشرتها بتألق وجمال .
بعد صلاة العشاء تم العقد على خير واستمر الحفل البسيط والفخم بنظام إلى أن أعلنت أم طارق للحظور بالتوجه للبوفيه بينما كانت أمل وشهد تتأكدا من زينة شادن التي أُدخلت لمجلس آخر حتى يدخل عبد الرحمن عندها وكانت في أوج توترها وقد بردت أطرافها فقالت أمل تحاول تهدأتها ببتسامة مطمئنة : شدو حياتي خفي شوي على نفسك بلاش هالخوف كله .
فقالت شهد مؤيدة : صادقة أمل كذا راح تضري نفسك وتتلفي أعصابك هي أول شيء تتوتري وبعدها عادي راح تتأقلمين معه يلا حياتي أبي أشوف إبتسامة كرست ..وابتسمت لها بحب ..
أخذت شادن عدت أنفاس حتى تضبط أعصابها وأغمضت عينيها بمحاولة لإبعاد التوتر عنها وعندما أمسكت زمام أمرها فتحت عينيها وابتسمت بامتنان و قالت لهما : شكراً بنات .
وقبل أن تجيبا صاح هاتف شهد فالتفتوا لها وهي ترد بهدوء : هلا طارق ..خفق قلب أمل لسماع أسمه وقد تملكها الشوق لرؤيته فهي لم تره اليوم وسمعت شهد وهي تقول .. خلاص قل له يدخل أحنا راح نخرج الحين .. مع السلامه ..التفتت لأمل وهي تقول .. أمل يلا نخرج عبد الرحمن راح يدخل .. و التفتت لشادن بابتسامة .. ها شدو زي ما اتفقنا ..وابتسمت لها الفتاتان متمنيتان لها التوفيق وخرجتا ولم تمضي سوى نصف دقيقة حتى دخل شخصان رفعت رأسها ورأت أنهما طارق وعبد الرحمن فأخفضت رأسها حياء وخجلاً ألقى الرجلان التحية فردت عليهما بهمس ربما لم يسمعاه تقدم طارق أولا فقبل جبينها وقال بفرحة : مبروك شادن .
ردت بذات الهمس : الله يبارك فيك .
ابتعد طارق وتقدم عبد الرحمن المشدوه من جمال ورقة عروسه قبلها على جبينها وابتعد وهو يقول بصوت أجش هامس : مبروك ياعمري .
كست الحمرة خدي شادن من الخجل بسبب صوته وكلمة "عمري" التي تفوه بها فردت عليه بهمس وربما أقل من الهمس : الله يبارك فيك .
جلس بذات الكنبة التي تجلس عليها وهو يبتسم بفرح بادره طارق يقول ببهجة : ألف مبروك لكم وعقبال الزواج .
رد عبد الرحمن بسعادة : الله يبارك فيك ..وأكمل بمزاح .. ويلا ما ودك تفارقنا .
طارق بعبوس مصطنع : أفاااا تطردني وأنت متزوج أختي طيييب أنا أقول للوالد يلغي الزواج لين تعقل ..واستدار وهو يبتسم وخرج وهو يقول بغضب مصطنع.. الحين تشوف .
استدارت شادن تقول بلوم خارج عن إرادتها : ليش زعلته يلا روح راضه .
ضحك عبد الرحمن بقوة : هههههههه ..فنظر لشادن التي تتطلع له بحنق وضيق فتمالك نفسه وقال بذوبان .. أموووووت أنا على الحنونه ..خجلت شادن منه وطأطأت رأسها بخجل فأكمل وهو يرفع رأسها ويبتسم .. يا عمري أصلاً هو ما زعل بس كان يمزح أنا أعرف حركاته .
زاد خجل على شادن بسبب نظراته لها فأبعدت يده برفق وأخفضت رأسها فصاح بهزل : لااااا حرااام عليك تحرميني أشوف هالجمااااال .
ابتسمت وهي خجلى من حركاته المرحة وأسلوبه الرائع وبعد دقائق بدأت بالتأقلم وانخرطت معه بالحديث حتى كادت تنسى خجلها منه إلى أن أتت أم طارق لتسلم عليه وأتت بعدها المصورة التي التقطت لهم عدت صور ثم تبادلا الأرقام ومد لها بكيس صغير وفخم وهو يودعها فأخذته منه ثم خرج .
****
تمددت على كنب الصالة بتعب وإنهاك من حفل اليوم فقبل نصف ساعة غادرت آخر المدعوات ثم تلتها مغادرة شهد فذهبت هي لشادن بغرفتها وأخذت أخبارها وأرتها هدية عبد الرحمن المكونة من صندوق صغير مغلف بطرقة رائعة فتحته وكان يحتوي على علبة أخذت نصف حيز الصندوق به طقم من الذهب الأبيض ناعم وجميل وعلبة أخرى بها عطر مسجل بماركة عالمية وساعة بألماسات تتلألأ بروعة وفوقها كرت به كلمات رقيقة مهداة لعروسة ، ثم جلست تحكي لها شادن عما حدث بينهما ثم باركت لها أمل مرة أخرى وودعتها لأنها متعبة .
انتبهت أمل لحركة مزلاج الباب فجلست بعجل وظهر من خلف الباب طارق الذي نظر لها مباشرة مأخوذاً بجمالها فتقدم وهو يلقي التحية فردت عليه بخجل وقلبها ينبض بعنف من مشاعرها للماثل أمامها فوقفت بسرعة عندما تقدم لها وأصبحت عينيه ترتكز عليها ولم يزيحها وكأنه غرق بها ولا يستطيع النجاة منها ثم تقدم خطوة فخطوة حتى وصل إليها وأصبح محاذياً لها فسألها بنبرة غريبة وعينيه تلمعان : ليش ما قلتي لي أنك خلصتي الجلسات ؟
تلعثمت أمل وأغمضت عينيها التي كانت أسيرة لعينيه وقالت مبرره بعد أن تحمحمت : أحم .. أحم ..نسيت عشان انشغلنا وو... ..وصمتت ولم تجد أي كلام مناسب وقد كانت مطأطأة رأسها فأحست بسبابته تحت ذقنها ورفع رأسها ففتحت عينيها فرأت كلام كثير يجول بعينيه ولكنه لم يتكلم إلا بعد لحظات خالتها دهور ..
طارق بصوت أجش هاااادئ : أمل اليوم أنتي جنــــــااان .
*******
خرجت من الحمام (كُرمتم) وهي ترتدي بجاما حريرية باللون الأصفر وعليها كتابات باللغة الصينية بالعودي ولفت شعرها بمنشفة حال خروجها اصطدمت عينيها بعينين تنظران لها بتمعن أكتست خديها بحمرة الخجل وأخفضت عينيها وهي تبتسم له وذهبت لمرآة التسريحة لتجفف شعرها فسمعته يقول : أمل ماقصيتي شعرك من قبل ؟
ردت عليه أمل وهي تستدير لتواجهه فوجدته أمامها مباشرة فتساءلت كيف أتى بهذه السرعة فأجابته بخجل وتوتر : لا ما قصيته قبل بس كل نص شهر أقص حوافه .
طارق بهدوء وأمر : أها ، لا تفكرين تخلينه قصير أبد طيب .
هزت أمل رأسها بطاعة وقالت : طيب ..فانصرف ذاهباً ليتوضأ استعداداً لصلاة الفجر ..
عاد طارق من صلاة الفجر وطلب من أمل إعداد الفطور فسألته مستغربة : ليش أنت موب صايم اليوم ؟
نظر لها بغرابه : صوم ؟ ..وضرب رأسه براحت يمينه متذكراً وهو يقول .. أوووف كيف نسيت صيام العشر ..نظر لأمل بامتنان وقال برقة .. جزاك الله خير على أنك ذكرتني أصوم .
أمل بهدوء : وإياك ..وسألته.. ما أكلت أو شربت شيء ؟
أجابها وهو يخلع ثوبه ويسير باتجاه السرير : لا ما أخذت شيء ، بنام شوي لما يجي وقت الدوام ..وأكمل آمراً برقة .. يلا تعالي نامي .
أطاعته أمل وهي خجلى .
*****
مضى أسبوع والأوضاع بين طارق وأمل مستقرة وقد أنسجما معا بشكل رائع فانعكس ذلك عليهما فأصبح طارق ىبدو أكثر راحة وسعادة و على أمل التي كانت مشرقة الوجه وعينيها تتلألأن من سعادتها وراحتها وقد لاحظ الجميع التغير الذي حصل لهما ، أما شادن فأنهت استعدادها خلال الأيام الماضية لإنتقالها للحياة الزوجية والتي ستبدأ رحلتها اليوم وقد توطدت علاقتها بعبد الرحمن حيث كانت المكالمات الهاتفية بينهما مستمرة حتى آخر الليل .
****
زواج شادن وعبد الرحمن ...
مضى الزواج كما هو مرتب له وكان قمة بالفخامة والترتيب وما ميزه خلوه من المعازف والغناء الفاحش فأصبح أكثر هدوء وراحة ، كانت شادن كالبدر في تمامة في جمالها الآسر وطلتها الرائعة ، أما أمل فبدت كالنجمة متلألئة تلتف الرقاب لمرورها كانت متميزه بحق بفستانها الزهري الرائع ومكياجها البسيط والذي جعل إطلالتها أجمل .
زُفت شادن بعد إنتهاء الحفل إلى سيارة عبد الرحمن المزينه بالمعجون والأزهار والشرائط الملونة المتوقفة أمام بوابة القصر ركبت بهدوء إلى جانبه في الخلف أما من يقود السيارة فكان أخو عبد الرحمن الأصغر الذي حياها وبارك لها باقتضاب فردت عليك كذلك باقتضاب وسارت السيارة لمدة عشر دقائق ثم توقفت أمام فندق خرج عبد الرحمن واستدار لبابها وفتحه ثم ساعدها على النزول وسارا معا للوبي الفندق استلم بطاقة الجناح من موظف الإستقبال وسارا بصمت واستقلا المصعد حتى وصلا للطابق المقصود أمسك بيدها وسار بها لجناحهما فتح الباب ودخلا ثم أغلقا الباب بعدهما >>طقيت الباب عليهم فتح لي عبد الرحمن وكشر فوجهي استحيت منه قال : تبين مين ؟
قلت : أبي شادن .
تأفف وهو يدخل ونادى شادن اللي خرجت لي بعد ثواني وهي تقول : خير إيش تبين ؟
قلت لها بمكر : أبي أدخل عندكم أبي أشوف أكشن .
استحت شادن وقالت : لا ما فيه أكشن، تبين تعرفين وين الأكشن ..هزيت راسي بمعنى إيه قربت وهمست لي فأدني بمكر.. روحي لأمل وطارق أكيد عندهم أكشن .
طالعت فيها بمكر وقلت : خلاص بروح عندهم .
قالت بسرعة وهي تقفل الباب : طيب مع السلامة .
رحت لطارق وأمل ولقيت الباب مقفل الظاهر إني تأخرت يلا خيرها بغيرها >>خخخخخ >> بســ أمـ(g)ـل ــمة
********
في صباح اليوم التالي ..
استيقضت أمل فنظرت لموضع طارق فرأته فارغ فرفعت بصرها للساعة ورأت أنها تجاوزت العاشرة صباحاً فنهضت بعجل ودخلت الحمام (كُرمتم) ونظفت أسنانها وتحممت بعجل وتوضأت وخرجت وفرشت سجادتها وشرعت بصلاة الضحى ..
بعد أن أكملت صلاتها لبست ونزلت حيث مكان إجتماع العائلة فوجدتهم يتبادلون الحديث بهدوء وقد لاحظت عليهم بعض الحزن على فراق شادن التي كانت تملأ المكان بهجه سلمت وجلست بهدوءكما هو الحال واستمرت الجلسة حتى سمعوا الأذان الأول للجمعة فنهضوا حتى يستعدوا للصلاة وقد سارا طارق وأمل لجناحهما وعندما دخلا بادرت أمل تقول بهدوء يشوبة بعض الحزن : أهلك واضح عليهم أنهم يفتقدون شادن .
التفت لها ورأت في عينيه لمعة الدموع وقال بصوت خشن يبعد فيه أثر لمشاعره :أيه مره حزينين على فراقها وأمي كانت تبكي بس أنا وأبوي حاولنا فيها لما سكتت ..صمت لحظه وأكمل .. هذي شادن ملح البيت .
ردت أمل بمرح تحاول به إبعاد الحزن المخيم عليه : أفااا إذا شادن ملح أنا إيش أصير .
نظر لها طارق وهو يستعد لدخول الحمام (كُرمتم) و يبتسم بغموض : أنتي السكر والحلا كله ..وأغلق الباب خلفه تاركها مصدومة بل متجمدة من الصدمة ولم تنتبه من صدمتها إلا عندما توقف صوت إندفاع الماء فتحركت وهي تكاد تذوب من الخجل وعندما خرج لم تنظر لعيني طارق بل كانت تعطيه ملابسه وتعطره وهي لا تنظر لعينيه أبداً حتى سمعت ضحكته فنظرت له بغرابه ومازال وجهها يكسوه إحمرار الخجل فازدا ضحكه وقال وهو يدافع الضحك : أنتبهي لا تموتين من الحيا كل هذا الخجل عشان كلمه خلاص هههههه يا كلمة ردي مكانك ههههههااي .
نظرت له بغضب وهي تضع يمينها على خصرها وتهتز باصطناع وهي تقاوم البسمة التي رسمت رغم عنها على شفاتها وقالت بدلع لائق : لاااا والله .
ابتسم بغموض وأقترب منها وهو يقول : قسم بالله إنك طفله وأحلى طفله كمان .
********
مضى أسبوع سافرت خلاله شادن لعدة أيام وعادت ليلة العيد ومضى العيد أكثر بهجة من السابق وقد زادت علاقة أمل بطارق توطداً وأكثر ألفه ولكن لم يكشف أحد منهما مشاعره للآخر بل بقية أسيرة الغموض والكتمان .
مضى أسبوع آخر وعادت فيه أمل وشادن لمقاعد الدراسة ولكن هناك أمر عكر صفو حياة أمل وهو الحلم المزعج الذي تكرر لليالٍ وكأنه يلح عليها أن تنتبه .
***
في أحد أوكار الرذيلة ..
في منزل سعود ..
مكان جمع أنواع الفسوق والرذائل المختلفة وأصبح يباع فيه الجسد بأبخس الأثمان ويشرب فيه السُكـــر كالماء الزلال .. مكان يظهر شياطين البشر بأجساد بشرية تجتمع على الشر وتفترق عليه ..وفي إحدى زواياه ..
جلس سعود وإثنين من أعوانه الذين تجمعوا على مخطط شيطاني ويتناقشون ليحبكوا نسيجه بعد لحظات ظهرت سلمى التي كانت تسير وهي تتلفت خوفاً من أن يتبعها أحد وعندما أستقرت جالسة قرب المجموعة الشيطانية خلعت حجابها وعباءتها وهي تقول بسرعة : جبت لكم الرقم بس قبل أبي كاس .
نهض أحد المجموعة وغاب للحظات وعاد بكأس من الخمر ومده لها .
فتناولته وهي تقول : أوووه جيت بسرعه خفت أن إبراهيم يشوفني وما أدري إيش يفكني منه هالمره لما شافني المره اللي فاتت أخذ البيت مني ما أدري المره هذي لو شافني إيش يصير .
لم يهتم أحد بكلامها بل بادرها سعود طالباً بخبث : يلا هاتي الرقم .
مدت له بورقة كُتب فيها رقم وكانت نظرات الخبث تطل من أعينهم وضغط سعود الرقم ورفع الهاتف لأذنه وهو يقول : السلام عليكم ..
وعملوا عمل أبناء وخدام الشيطان في دمار البيوت وقد أغفلوا أن ربهم يتطلع على أعمالهم والله يمهل ولا يهمل .
*****
في ذات الوقت ...
في منزل أبو طارق ...
أتت شادن وعبد الرحمن لزيارتهم وعادت البهجة للمنزل وجلس الجميع يتسامرون بفرحة وجذل وحتى شذى أصبحت أكثر مرحاً وقد كانت هادئة جداً عندما غابت شادن وبعد أن تناول الجميع وجبة العشاء إجتمعت الأسرة في الصالة بعد أن ذهب عبد الرحمن وهم يتبادلون الأحاديث المرحة والتعليقات المحرجة حتى أرتفع صوت رنين هاتف طارق فصمت الجميع حتى يستطيع الرد وهو بدوره رفع هاتفه بعد أن ضغط زر الرد وهو يقول بهدوء : ألووو .. عليكم السلام ، نعم أخوي بإيش أخدمك .. طيب مين أنت كيف أقابلك وأنا ما أعرفك .. ظهر الغضب على قسمات وجهه وأكمل بهدوء مسيطر .. ليش إيش سوت ؟ ..نظر له الجميع مستفهمين ولم يهتم بنظراتهم بل نهض وهو يلوح بالذهاب وغادر المكان وهو يقول .. طيب وين أقابلك ؟ .. أممممم إيه أعرفه ربع ساعه وأنا عندك .
وغاب صوته مع صوت إغلاق الباب .
نظر الجميع ببعضهم قليلاً ثم أكملوا أحاديثهم ببعض التوتر والذي كان لأمل النصيب الأكبر منه .
وعند الساعة الثانية عشر إلا ربع دخلت أمل لجناحها بعد أن تفرق الجميع بعد ذهاب شادن ومع مضي الوقت أصبحت قلقة على غياب طارق أكثر فهو لا يحب السهر .. رتبت الغرفة وعطرتها وأستبدلت لباسها وسرحت شعرها وتركته يستريح على ظهرها كانت تفعل كل هذا وهي تكاد تحترق من القلق عليه وعندما تعدت الساعة الثانية عشر بربع ساعة سمعت صوت فتح وإغلاق الباب بقوة تدل على غضب صاحبها فتقدمت لباب غرفة النوم وفتحته فوجدت نفسها في مواجهة طارق والذي تطلق عينيه حمماً من غضبه مناقضاً لمظهره البارد الثلجي تسمرت عينيها في عينيه فرأت خلف الغضب أمراً أخافها بل أرعبها وأحست بيديه التي وضعهما على كتفيها بقوة وشد عليهما حتى أحست بألم إنغراس أظافره في لحم كتفيها فأحست بالذعر وأطلقت تأوهاً مكتوماً وهي تقول برجاء : طارق فكني آلمتني .. فزاد الضغط حتى شعرت بألم لا يحتمل وتبعه سيلان خطوط دافئة بللت لباسها فانطلق دموعها وهي تتوسله بهمس باكي .. طارق الله يخليك فكني آآآآه ..أخيراً أطلقها ولكن ليس ليرحمها بل .. حملها بعنف وألقاها كقومة من القذارة على السرير وهو يقول بغضب : خـــــاينه فـــــا... .
****
تكومت على الأرض قرب السرير وهي تنتحب بألم مــــوجــــع حد المــــوت فما حدث في الماضي عـــاد وبألــــم أعمـــــق وجراااح أكثر وذل بلغ أعمـــــاااق الروح وتجذر بهــــا وقاسمهما المشترك (سُكر العقل) فالأول أسكر عقله الخمر والآخـــــر أسكر عقله الغــــــضب ولكن لماااااذا هو غاضب ؟سؤال يتردد بإزعاج في نفسها لما هو غاضب ولماذا نعتها بالخـــــائنة وهي لم تلتفت لغيره والله يعلم صدقها وكأن طارق سمع تساؤلاتها وحيرتها فقال بصيغة أمر واشمئزاز ظهر في صوته : يالخــــاينة قومي لا تقعدين تتباكين عندي وتمثلين دور البريئة وأنتي حية سامة أحقر منك ما فيه أنا بروح أصلي الفجر وأجي أحصلك جهزتي ملابسك وأغراضك بوصلك لبيت أبوك ..وبأمر صارخ .. قوووومي .
نهضت بألم وتثاقل وهي تلملم بقايا كرامتها وقالت بصوت جرحته مرارت البكاء : والله ما خنتك لا تتبلى علي .
صرخ بغضب : لا تحلفين بالله الله أشرف من أنك تحلفين به أنت وحده بايعه شرفها وأنا مالي حاجه فيك بعد اليوم خلااااص أكتفيت منك ..وخرج صافقاً بالباب بقوة وعنف فانهارت أمل بالبكاء مرة أخرى .
عندما عاد وجدها تجلس بالصالة ووضعت حقيبتها التي أتت بها إلى هذا المنزل وها هي تعود بها وهي تحمل في يدها شيءً لم يتبينه فنهضت وهو تقول بتردد وبصوت أبح : أممم ممكن أخذ الجوال ؟
نظر لها طارق بسخرية وهو يبتسم بازدراء : هه خذيه عشان تكلمين أصحابك ..وسار خارجاً من الجناح فلحقت به بعد أن ابتلعت الإهانه المرررره ..
توقف أمام البيت بعد صمت أطبق على نفسها وعندما تكلم قال بهدوء أخفى به أي أنفعال قد يظهر عليه : أخرجي أمل خلاص الطريق بيننا مسدود وما أقدر أستحمل فكرة خيانتك ..
قالت بسرعة وهي تبكي : والله ما خـــ
أسكتها بإشارة من يده وأكمل بذات الهدوء : خلاص أمل روحي أنتي طــ
********
أمام منظر بديع

وقفت

شدني جماله

وسحرني ألوانه

ولكنه منظر حزين حد الألــــم

أنه منظر غروب الشمس

حيث أكسى مغيبها البحر حلة كألسنة اللهب

وغطت أفق السماء بشفق أحمر كالذهب

فأصبحت لوحة جميلة المنظر

مؤلمة المخبر

تستمر لحظات

وتغيب مخلفة السواد المعتم

وليل مؤلم

على المرضى

والجرحى

والمهجورين من أحبابهم

فيطول ليلهم

ويزيد ألمهم

فهل سيزول الألم

بشروق شمس الأمل

أم ستستمر العجلة بالدوران

والألم والأمل متعاقبان

فأيقنت بأن الألم سيزول يوماً

والأمل ستشرق شمسه دوماً

فقلت بأعلى صوتي مستفهمه

أمام آخر لحظات الغروب

(متى ستشرق شمس الأمل ؟)

فأبتلعت أصوات الأمواج صوتي

ولم يتردد في الأفق سوى

كلــــــــــمة

الأمــــــل

الأمـــل

الأمـل



******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء التاسع عشر ـــــــــــــــــــــة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 07:25 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



&< ~^(( الجزء الأخير))^~ >&

~[(غاب الألــم وأشرقت شمس الأمـــل )]~




صرخت أمل بذعر : لااااا طااااارق لا تقولهااااا تأكد أول لا تظلمني الله يخليك ..وأجهشت ببكاك مـــؤلم ..
نظر لها بألم وقال بمراره : أمل خلاااص روحي أوعدك أفكر بســ ..صمت وترك كلامه معلق وأبعد نظره عنها

فشعرت بمدى رفضه لها هذه اللحظة فقالت بألم وهي تنزل من السيارة : مع السلامة .
ونزلت وهي تجر أذيال الخيبة والذل وهي تدلف لمنزل والدها .
******
: السلام عليكم
: ألووو .. عليكم السلام
: طارق ؟
طارق : نعم أخوي بإيش أخدمك
: ممكن أقابلك عندي موضوع مهم لازم أقوله لك .
طارق : طيب مين أنت كيف أقابلك وأنا ما أعرفك ؟
: معك سعود تعال قابلني إذا تبي تعرف حقيقة زوجتك إللي هي طليقتي .
تكلم طارق بهدوء : ليش إيش سوت ؟
سعود بخبث وهو ينظر لرفاقه : أنت قابلني وأقولك السالفه كلها .
طارق :طيب وين أقابلك ؟
سعود وهو يشير لأصحابه بعلامة النصر : كوفي الـ.... إللي بشارع الـ..... تعرفه .
طارق : أممممم إيه أعرفه ربع ساعه وأنا عندك .
***
على طاولة مستديرة جلس طارق بجبين مقطب يخفي به غضبه ويقابله ثلاثة شبان إثنان يظهر الخبث من قسمات

وجهيهما أما الآخر فيظهر الحزن والحنق المصطنع بإتقان عليه وبعد أن مضى بعض الوقت بصمت وأصبح كل

فرد أمامه كوب زجاجي به عصير ، بدأ الحديث طارق الذي سأم من الصمت بسؤال وجهه لسعود : نعم يا أخ سعود

إيش الموضوع بس لحظه ..وأشار لأصحاب سعود بمعنى أنه يستفسر عن سبب تواجدهما ..
سعود بتجاهل لإستفساره قال بنبرة حزينة مصطنعة : الموضوع أن أمل لما كنت متزوجها كانت لما تتأكد إني نمت

تخرج لأصحابي اللي يسهرون عندي و تلزق فيهم وهم ما يبون يقربون منها بس هي ما تتركهم وعلى هذا الحال

كل يوم وأنا ما كنت أدري بسواتها بس شكيت عشان كذا أتهمتها لما قالت لي إنها حامل ولما أثبت التحليل أن

إبراهيم ولدي حسيت أني ظلمتها وقلت برجعها بس هي خدعتني أتفقت معها ترجع لي بس تزوجتك عرفت أنها

ماهي سهله وأنها ما تغيرت ولما حكيت لأصحابي عن سواتها ..وهو يمرر عينيه لرفاقه..حكولي إيش كانت تسوي

قبل .
لم يظهر على طارق سوى البرود المناقض لنيران الغضب المتقدة بداخله والتي تظهر من عينيه التي تطلق حماماً

وبعد صمت قصير قال ببرود : طيب إيش اللي يثبت كلامك ؟
نظر سعود لطارق ثم لصاحبيه وقال بهدوء : هذولا أصحابي إسألهم إذا ما تصدق .
نظر طارق لهما مستفسراً فقال أحدهما بكذب : صحيح هذا الكلام أنا دايماً كنت أشوفها تجي بملابس فاضحه

وتحاول تغوي الرجال وسعود يكون نايم ولا يدري بشيء كنا نلمح له عنها بس هو كان ما يصدق فيها .
وتكلم الآخر مكملاً مسيرة الكذب : هددناها إنها بنعلم سعود عليها كانت تضحك علينا وتقول سعود واثق فيني .
أكمل سعود بحزن كاذب ككلامه : عشان كذا لما عرفت قلت أحذرك منها يمكن تعيد إللي صار قبل , بعد ما كنت

أبيها إلحين لو تنهد السما على الأرض ما أخذتها بعد ما عرفت سواتها .
بعد أن تأكد طارق من إكمال كلامهم قال بهدوء بارد وساخر : خلاص قلتم إللي عندكم جزاكم الله خير على

المعلومات اللي أعطيتوني إياها ..ونهض ببرود وسار خارجاً من الكوفي تتبعه نظرات الإستغراب التي تطل من

الجالسين ولو نظروا لعينيه لما شكوا في مدى الغضب المتقد به ..
***
استوى سعود بجلسته وهو يبتسم بخبث وانتصار من خطته التي آتت ثمارها رغم الإحباط الذي أصابه من ردت

فعل طارق ولكن مكالمة سلمى التي وصلته قبل دقائق أعلمته بمدى نجاح خطته وقال منتشياً بفرح : أخيراً إنتقمت

منك يا أمل أنا محد يخدعني ..وضحك بملء فيه .. ههههههههههاااي
دخل صاحبيه وهم ينظران له بغرابه فسألوه عن سبب ضحكه فرد عليهم : أبشركم خطتنا نجحت وبقوه بعد .
سأل أحدهم :
كيف عرفت وباين أمس طارق ما صدقنا ؟
سعود : كلمتني سلمى وعلمتني أن أمل جابها طارق عندهم مع أغراضها أكيد طلقها لأنها تبكي من أول ما جات

عندهم .
*******
دخل والدها غرفتها للمرة العاشرة منذ أتت وجلس بجوارها وهو يسألها بألم على حالها : أمل حبيبتي قولي إيش

سوى لك طارق قولي والله لأروح له بس تكلمي ،
هزت أمل رأسها بمعنى لا شيء وهي مستمرة في البكاء وقد انتفخت عينيها وأصبحت بلون الدم القاني وتكلمت

بصوت أبح ومختفي من كثرة البكاء وهي تبرر بوهن وألم : لا يبه طارق ما سوى شيء كل الموضوع حصلت

مشكلة بيننا وأختلفنا بســ
نظر لها والدها بشك وقال بهدوء : خلاص تفاهمي معه وإن شاء الله تحلون الإشكالية إللي بينكم ..ونهض مغادراً

وهو يقول .. الله يوفق بينكم ويهدي سركم ..وخرج..
سرحت أمل و راحت تحدث نفسها "ما أظنها يبه تنحل هذي المشكله ماااا أظن لكن الله كريم آآآآهـ يارب تنصرني

على من ظلمني" ..أغمضت عينيها تحاول أن تريح عينيها من البكاء ولكن هيهات فما أن أغمضت عينيها حتى

رُسم أمامها وجه طارق الغاضب عندما نعتها بــ (الخائنة) فزاد ألمها أضعافاً وأنسابت دموعها مرة أخرى ..
وأخذ قلبها ينبض بعنف عندما تذكرت معاملة طارق لها الليلة الماضية ولم تشعر بدخول سلمى والتي رأت حالها

ودموعها المنسابة على خديها كالشلال فضحكت بشماته عليها فنظرت لها أمل وتكلمت الأخرى بصوت تملأه

السخرية والشماته وهي مازالت تضحك : هه مسكينة يا أمل تركك زوجك بعد ما عرف حقيقتك يــــا ..توقفت عن

الكلام بمغزى ثم أطلقت ضحكة عالية..هههههههههه .
نظرت لها أمل بنظرة غاضبة كادت تقتلها وشكت كيف عرفت .
خافت سلمى من نظرت أمل فانسحبت بسرعة من الغرفة وهي تغطي خوفها بضحكة شامتة طـــــويلة وما إن

خرجت حتى أخذت الأفكار تدور ببال أمل وقالت تحدث نفسها "إيش عرفها سلمى وأنا ما تكلمت ولا حتى قلت لأحد

أن طارق تركني ما أدري أحس أن ورا كلامها شيء وشيء كبير كمان "
**********

**********
مرت أيام طويلة رجعت أمل لطبيعتها ولكن بتحفظ لم تنقطع إتصالاتها بأهل طارق الذين ما زالوا يسألون عن سبب

فراقها عن طارق ولكنـــ لا جواب هي نفسها لا تعلم سبب إنقلابه عليها ولم تسمع عنه أي أخبار في المقابل رجعت

علاقتها بنهى أكثر إرتباطاً وتبادلتا الزيارات وكانت تلازمها نهى في الجلسات النفسية عند الدكتورة ريم بعد أن

عادت حالتها كالسابق عقب ما حدث تلك الليلة فقد أنتكست حالتها من جديد وكانت عندما تذهب للمستشفى تحاول

أن تبتعد عن أماكن تواجد طارق فقد كانت تذهب للعيادة وتعود أدراجها بسرعة دون أن تلتقي به ، عادت للمدرسة

بعد إنقطاع أسبوع وأجتهدت بدراستها وكانت تلتقي بشادن كل يوم والتي كانت تلح عليها بالسؤال فتجيبها بأن

تسأل طارق فترد الأخرى بأنها تسأله ويكون جوابه الصمت ..
أما عن سلمى ..
علاقتها بها شبه منقطعة إلا من لحظات تعبر فيها عن كرهها لها ببث سمومها وتستفزها بضحكاتها الشامتة .
********
بعد مضي شهر ونصف ...
أستقلت أمل سيارة والدها وحيته بهدوء فرد عليها وصمتا إلى أن قالت له أن يذهب لمنزل نهى فسار في المنعطف

المؤدي له فقال لها والدها بهدوء : أمل يابنتي لين متى وأنتى على هالحال ليش ما تكلمين زوجك وتتفاهمين معه

؟؟
نظرت لوالدها بحزن وقالت بصوت مليء بالمرارة : موب يدي الشيء هذا يبه وما أقدر أدق عليه ما أقدر ..ونزلت

دموعها وهي تقول بصوت متحشجرج من البكاء ..صعب إني أرمي نفسي عليه وهو إللي تركني .
رد عليها والدها بحزن على حالها : يابنتي أنتي ما ترمين نفسك هذي حياتك ولازم تسعين لنجاحها ..صمت لحظات

ولم يجد رداً على كلامه فقال بتصميم .. أجل خلاص أنا راح أتفاهم معه .
أمل بفزع : لا يبه لا تروح له الله يخليك .
رد بجدية وبحدة : لا بروح وأشوف إيش إللي صار هذا الحال ما ينسكت عليه .
لم تستطع أمل أن ترد عليه بسبب دخول نهى السيارة وإبتلعت إعتراضاتها وسارت السيارة بصمت حتى نزلتا

للمستشفى وأنطلق والدها مبتعداً بسيارته , تحدثت مع نهى بهدوء وهما تسيران ذاهبتان إلى عيادة الدكتورة ريم

وكانت تخبرها عن قرار والدها فردت نهى تطمئنها وتشجعها أن هذا أفضل من الصمت والإنتظار بلا فائدة فسهت

أمل تفكر في الأيام السابقة والتي قضتها في بيت والدها حيث لازمها الألم من نبذ طارق لها بالإضافة إلى معاملة

سلمى لها وكذلك عودة الآلام والأحلام السابقة لها وهذا ما جعلها تعود لعيادة الدكتورة ريم منذ ما يقارب الشهر

والتي أوضحت لها أنها لا تتجاوب مع العلاج كالسابق وحفزتها على أن تتخطى محنتها وأن تساعد نفسها ولكنها

كانت محطمة كلياً وتذكرت وقوف نهى ووالدها معها وتشجيعهما الدائم لها وهي شاكرة لهما جهدهما والذي أثمر

بتحسن نفسيتها مؤخراً حتى قررت الدكتورة بأنها ستحتاج لجلستين فقط لتنتهي من العلاج .. إنتبهت لحظتها

عندما توقفتا أما باب العيادة جلست نهى بالخارج بينما دخلت أمل للدكتورة والتي رحبت بها بحفاوة في المقابل

أبتهجت أمل لشعورها بمدى الحب الذي تكنه هذه المرأة لها بدأت جلست العلاج وحالما إنتهت قالت د/ريم بابتسامة

: ما شاء الله اليوم أشوفك متجاوبة ، ياترى إيش السبب ؟؟ ..سألتها بمكر..
ابتسمت لها أمل بهدوء : لا ما في شيء بسـ ..أخفضت رأسها وتكلمت بخجل.. أبوي راح يكلم طارق اليوم ويتفاهم

معه .
إبتسمت الأخرى بمكر : أها السالفة فيها طارق قولي من الأول ..صمتت لحظة تفكر ثم سألتها بهدوء.. أمل من يوم

تركك ما شفتية ؟؟
نفت أمل بهزة من رأسها وارتسم الحزن على ملامحها عندما جالت ذكريات ذلك اليوم ..قاطعت ريم إسترسالها في

الذكريات وقالت لها سائلة.. تتوقعين لما تشوفينه راح يأثر عليك هالشيء ؟
أمل بحزن : ما أدري يمكن ما أتأثر لأنـــ لأنيـــ ..أكملت بغصة.. أحبـــة ومشتـــــاقة له ..وانسابت دموعها ثم

مسحتها وأكملت.. أنا ما أدري إيش الذنب اللي يعاقبني عليه وأنا واثقة من نفسي لكن مصير اللي متخبي يظهر .
تكلمت ريم بهدوء وجدية : أمل لا تصير شخصيتك ضعيفة وتبكين على أي شيء وكل شوي ، دمعتك غالية و لازم

ما تنزل إلا فلحظات صعبة حاولي أنك تعرفين إللي لك وإللي عليك بدون ضعف وتهاون ، ربي خلقك حره ما

تتركين الناس يستعبدون هالحرية إللي أعطاك إياها ويسيرونك على هواهم ولا تتركين مشاكلك بدون حل ,لا,

دوري عن سبب المشكلة أول شيء بعدين شوفي إيش الحلول المناسبة لها وإبعدي كل البعد التسيب وترك مشاكلك

للغير يحلونها لك لأنهم يمكن إذاحلوا مشكلة راح يوقعونك بمشكلة أكبر وهم غافلين ، أمل أتمنى توعين لكلامي

وتفهميه وحطيه حلق بإذنك فهمتي ؟؟
أمل بتفكير وكأنها تسجل كل ما قالته الدكتورة و تحاول أن تعيه ، هزت رأسها بإيجاب وهمست : فـــهــــمـــت ..
*******
خرجت لنهى بروح مرتفة وإبتسامة ومتفائلة للقادم تقدمت منها نهى ونظرت في عينيها ووجدتها تلمع بتفاؤل

وقالت لها بفرحة : ما شاء الله أشوف النفسيه اليوم عال العال .
ردت أمل برضى : الحمد لله ..كررت الأخرى ذات العبارة وأكملت أمل .. يلا مشينا .
شادن : بس موب كأنه بدري على موعد جيت أبوك .
نظرت أمل لساعتها للحظة وأكملت : لا بس تقريباً نص ساعة تعالي نروح إستراحة النساء لما يجي .
وافقتها الأخرى وسارتا باتجاه اللوبي ومنه إلى الإستراحة ولكنــــ







رأتــــــــــــه
توقفت عن السير
نظرت له مليا
التفتت لها نهى تستحثها على السير ولكنها لم تستجب لها فانتبهت لما تنظر له فرأت رجل طويل يلبس ثوب أبيض

وفوقه اللاب كوت ويضع على رأسه شماغ أحمر ولم يظهر من شكله شيء لأنه مولياً إياهما ظهره لم تتعرف نهى

عليه ولكن صاحبتها عرفته وارتجف قلبها لرؤيته وعرفت نهى هويته فلم يكن سوى طـــــــارق أحست نهى بها

ومدى شوقها للماثل أمامهما والذي لم ينتبه لهما ولكنــــــ







شعر بأحد ينظر إليه فالتفت
ورأهــــــا
عرف عينيها
والتصقت نظراتهما للحظات ثم تمالكت نفسها أبعدت عينيها ودخلت مع نهى للإستراحة جلستا بصمت لدقائق ثم

حاولت أن تدمجها نهى معها بمواضيع شتى ونجحت بذلك إلى أن إنشغلتا بتراسل المقاطع الصوتية بينهما وفيما

هي تبحث عن جهاز نهى وجدت أسمه (طــــارق) تأكدت أنه هو من خاصية الإقتران بين جهازيهما رفعت رأسها

لنهى المنشغلة بهاتفها وأخبرتها : نهووو تخيلي حصلت طارق من الأجهزه الموجودة .
نهى بحماس : جــــد يالله إرسلي له أي شيء .
أمل بحيرة : مثل إيش ؟
نهى بتفكير : أممممم ما أدري ..صمتت لحظة وأكملت.. أرسلي ملاحظة إسأليه عن سبب سواته فيك .
أمل تفكر وتحدث نفسها "ما تعرفين إلا الظاهر يا نهى وما تدرين إيش إللي مستور" فردت بهدوء : لا ما راح

أسأله راح أرسله أنشوده معبرة ..ضربت عدت ضربات على الأزرار أمام نظرات نهى المستغربة والتي تسائلت

بغرابة .. أنشودة !! إيش إسمها .
تأكدت أمل من تمام الإرسال وأجابت : إسمها عروق الوفاء .
********
في المقابل تفاجأ طارق برنة الرسالة في هاتفه المحمول فرأى أنها رسالة بلوتوث إستغرب فهو لم يقبل إستلام

رسالة تفحصها فوجدها مقطع صوتي وضع السماعة بأذنيه وضغط زر التشغيل وأنطلقت الكلمات المؤثرة كثقل

الرصاص على أذنيه وقلبه فانطلق لمكتبه مسرعاً ليخفي تأثره من الكلمات أمام نظرات الإستغراب من الطاقم

الطبي الواقف معه .
أستقل المصعد وأعادها من جديد ..

مأجور ياللي من فراقك تعلمت
ان الزمن يومين طيب... وخيب

فاجأتني بمفارقك ما تولــمت
كذا بدون أسباب عني تــغيب؟؟

ما مت من فرقاك لكن تألــمت
وشيبتبي ياصاحبي قبل اشـيب!

ولولا السحا من عاذلي ما تلعثمت
طاولته اللي في يدي من قريـــب

أضحك وأسولف وإن لحقني سهر نمت
لكن قسم بالله ماني بطيـــــــب

المنشد/ معيض القحطاني
للشاعر / محمد بن فطيس المري

********

********
أستقلتا السيارة بصمت سألها والدها بهدوء عن موعدها الذي لا يعلم عنه سوى أنه مراجعة روتينية فأجابته أنه

على خير ما يرام وسارت بهم السيارة لا يسمع إلا صوت هدير المحرك الرتيب فأخذت تفكر كيف ستكون ردت فعل

طارق عندما يستمع لكلمات النشيد وتذكرت كيف نظر لها وعرفها بسرعة وحدثت نفسها "معقول يدري إني أجي

للمستشفى , أكييييييد يدري لأنه هو المدير طيب نفسي أعرف إيش موقفه لما عرف إني رجعت للعيادة النفسية هل

ندم ولا لا بس أنا إللي شفته بعيونه شيء غريب بس ما أدري إيش هو" إنتبهت لتوقف السيارة وخروج نهى من

السيارة بعد أن ودعتها وردت عليها بهمس .
سألها والدها : أمول إيش فيك ساكته و دايم سرحانة قولي يابنتي إيش إللي مكدرك ؟ وبصراحة مو مريحني الحال

إللي أنتي فيها .
إبتسمت له أمل إبتسامة لم تصل لعينيها بل إستدل عليها من نبرة صوتها وهي تقول : لا يالغالي ما فيني شيء كل

الموضوع أني أفكر فالمشكلة اللي بيني وبين طارق وإلا أنا الحمد لله ما فيني إلا العافية وبما أنك بتروح له عشان

تحلون المشكلة خلاص راح أريح بالي من التفكير ..وأكملت بصوت مرح مصطنع .. ها كذا يرحيك .
إبتسم لها والدها بحنان : موب مهمة راحتي أهم شيء عندي أنك تكونين مرتاحة ومتهنية تري التفكير والهموم

تتعب القلب وتجيب الأمراض .
هزت أمل رأسها بإقتناع : أممم طيب ما راح أفكر كثير إن شاء الله .
في هذه الأثناء توقفت السيارة و أنزلها والدها عند باب المنزل وأنطلق هو بسيارته ليكمل أعماله .
*********
بعد العشاء...
صلت العشاء وجلست لتذاكر وتنجز واجباتها المدرسية وبينما هي غارقة في عملها سمعت طرقات على الباب

ودخل والدها وهو يسلم فردت عليه بحب وهي تزيح كتبها من حضنها وتجلس موازية له بعد أن جلس على إحدى

الكراسي وبادرها قائلاً : ها يا بنتي كيف المدرسة معك ؟
ردت عليه بهدوء : الحمد لله تمام .
همس والدها بالحمد لله وأكمل يقول بجدية : يا بنتي رحت لعمك وتكلمت معه بموضوعكم وأتناقشنا فيه وشفنا أن

أفضل شيء أنكم تتقابلون وتحلون مشكلتكم وإذا ما وصلتم لحل راح نتدخل فحل المشكلة ، إيش رايك ؟
نبض قلبها بقوة لفكرة إلتقائها بطارق وإرتبكت وتلعثمت الحروف وتزاحمت في الخروج وبقيت صامته للحظات

تفكر ماذا ستقول وأخيراً ردت بتوتر : أأ أممممم ماا أدري ..صمتت لحظة وقالت تستجدي الهدوء لتغطي على

توترها .. إللي تبونه بســ ..صمتت لحظة أخرى وقالت مستفهمة .. بس طارق كلمتوه ؟
هز والدها بإيجاب وهو ينظر لها بغرابة من توترها وتلعثمها في الكلام وقال بهدوء : إيه كلمناه وقال ما عنده

إعتراض كلميه واتفقي معه تقابلية .
أومأت أمل بإيجاب وهي غارقة بالتفكير وردت بشرود : طيب راح أكلمه إن شاء الله ..وصمتت وهي ما تزال تفكر..
عندما رأها والدها تفكر لم يقاطعها بل خرج بصمت و هدوء حتى أنها لم تشعر به ولم تنتبه من شرودها إلا عندما

سمعة رنة هاتفها وأنتفضت عندما ميزتها فهي النغمة المخصصة لطارق أمسكت الهاتف بيدين ترتجف وقلبها

ينبض بخوف وتوتر ومشاعر كثيرة إختلطت عليها ولم تعد تميزها توقف الهاتف من الرنين في ذات اللحظة التي

همت بالرد ففلتت منها تنهيدة إرتياح حبستها منذ شاهدت أسمه ينير الشاشة وما لبث أن عاد الإتصال و أصبحت

الشاشة تنير من جديد بجملة (حــ عــمــري ــب يتصل بك ...) وردت بسرعة حتى لا تتقاذفها الأفكار وتضيع في

دوامتها وقالت بهدوء يشوبه التوتر : ألـــو .
سمعت من الطرف الثاني صوت طارق وهو يلقي التحية ببرود فردت عليه بذات الهدوء ..صمت الطرفان للحظات

ثم بدأ طارق بالحديث ..
طارق ببرود : كيفك ؟
ردت عليه بتوتر : الحمد لله أنت كيفك ؟
أكمل ببروده المعتاد : الحمد لله بخير ..ثم بدأ يحدثها عن مشكلتهما بذات البرود وكأنه أمر لا علاقة له به .. كلمني

أبوي وأبوك اليوم عن المشكلة إللي بيننا وشافوا أن أفضل حل إن إحنا نحلها أكيد كلمك أبوك .
ردت بهمس : إيه كلمني .
فقال بإستفهام : وإيش رايك ..وأكمل بسخرية لاذعة شاركتها مرارة إلتمستها أذناها .. ولا أقول بلاش نتفاهم على

شيء واضح ومفروغ منه .
آلمتها بشدة نبرة السخرية في صوته ولكنها ردت بقوة وحزم : لا موب واضح أنت اتهمتني بدون ما تقولي إيش

مبرراتك حتى ما قلت لي إيش إللي يخليك واثق من إتهامي بالخيانة وأنا الله العالم ما عمري خنتك وأحلـفـــ
قاطعها بغضب حارق وبنبرة مشمئزة : لااااا تحلفين الله أكرم من أنك تحلفين به ..وأكمل بصوت جليدي .. خلاص

متى أقابلك عشان نتفاهم وأقولك ..بإستهزاء.. مبرراتي على قولك ؟ ..صمت الطرفان للحظة ولم يجد منها الجواب

فأكمل مستفهماً .. إيش رايك نتقابل بعد جلستك يوم الأربعاء عند بوابة المستشفى ؟
جرحتها الإتهامات في صوته والتي أكدت لها مدى أقتناعة من كلامة لدرجة شككتها بنفسها تجاهلت ألمها وردت

بهدوء : o.k .
طارق ببرود : وإلحين يلا مع السلامة ..وأغلق السماعة قبل أن يسمع ردها..
أماهي فإغلاق الخط فتح عليها بحر أمواجه من التفكير والألم والحزن وأصبحت تتقاذفها يمنة ويسرة بلا حول ولا

قوة .
************
يوم الأربعاء
خرجت من عيادة الدكتورة ريم مرتاحة البال وأكثر ثقة بنفسها بعد النصائح التي وجهتها لها د/ ريم والتي جعلتها

تدرك مدى ضعفها وتجاهلها لقدراتها وفتحت عقلها لتستطيع أن تواجه مشاكلها وتحلها بثقة وأول أمر لها أن

تواجهه (طـــــــــــــــارق) وإتهاماته لها للحظة توترت من الفكرة ولكن وازنت نفسها وتماسكت وهتفت لنفسها

"لا تضعفين يا أمل وراح تحلين المشكلة بأمر الله" سارت عدة خطوات حتى وصلت للوبي المستشفى فرفعت

رأسها ووجدت طارق ينتظرها أمام الباب إرتجف قلبها لرؤيته وتقدمت منه وهي لا تسمع سوى صوت نبضات

قلبها وخافت أن تفضحها , توقفت أمامه فأحس هو بأن أحد يقف بجواره فرفع رأسه ووجدها فأسرعت هي بإلقاء

التحية فرد عليها ثم قال يسألها ببرود : خلصتي ؟
هزت رأسها بإيجاب وأجابت بهدوء : إيه .
قال يستحثها على المسير : يلا مشينا ..فسار للخارج وتبعته هي بدورها ..
***
جلسا متقابلين في مكان هادئ بمقابل البحر وقد كان الوقت عصراً وبعد أن طلبا كوبا من العصير المثلج واستقر

طلبهما على الطاولة أمامهما تكلم طارق لينهي الهدوء المتوتر بينهما قائلاً ببرود : يلا أمل تكلمي .
نظرت له أمل بحاجب واحد مرتفع وهي مستغربة منه وقالت مستفهمه : مين إللي مفروض يتكلم ؟ أنت إللي

إتهمتني وما قلت لي أي دليل على كلامك ..ونظرت له بمعنى إبدأ بالكلام ..
نظر لها طارق ولكنها نظرات ساهمة وكأنه لا يرى أمامه أحد وبقي للحظات بهذا الحال حتى ظنت أنه لن يتكلم

ولكنه إنتبه من سرحانه وقال بصوت غلب عليه البرود الجليدي : إتصل مرة سعود وقال لي ..وأخذي يحكي لها ما

جرى وما قيل وهو يتفرس بوجهها ويراقب تصرفاتها بعينين ثاقبة كالصقر..
أما هي فبمجرد سماعها لإسم سعود علمت أن كل ما قاله إفتراءات لينتقم منها وأخفضت رأسها لتخفي نظرة

الرعب والصدمة من الكلام المفترى عنها والذي طعن بشرفها وهي البريئة وعندما أحست بالصمت يلف المكان

علمت أن طارق أكمل كلامه وهو ينتظر منها الرد ولكن لا لن تعطيه أي رد بل ستثبت كل شيء دون أن تتفوه بكلمة

بل قالت له بكل ألم وخذلان منه لأنه صدق هذا الكلام : وأنت أكيد صدقت كلامه ..نظر لها بحده واكملت دون أن

تهتم لنظراته .. ما راح أقول أني بريئة وأبكي لك وأترجى أنك تسامحني ..قالت بقوة حق المظلوم .. لاااا بما أنك

صدقت هالكلام فيني معناته حياتنا مع بعض المدة اللي فاتت كانت مبنية على سراب وأنهارت مع أول هزه أنا لما

حكيت لك حكايتي قلت لك بتصدقني قلت إيه ولو كنت أدري أنك ما راح تصدقني ما تكلمت وبكذا أقولك أنت بعدم

ثقتك فيني حكمت على زواجنا بالفشل والنهاية وأنا من إلحين أقول لك لو بيوم ظهرت برائتي وطلبت رجوعي لك

مستحيل أرجع لك ..أهتز صوتها من ألم خنق العبرات فيه ولكنها تكلمت بقوة .. طلــــقــــنـــــي يا طارق .
إبتسم طارق إبتسامة بااااااردة وقال ببرود وكأنه لم يهتم لكلامها : أكيد ما عندك رد ولا عندك أي تبرير وثقي إني

ما راح أترجاك وأرجعك وأنا أعرف حقيقتك القذرة يا خاينة والطلاق أمر لا بد منه ولكنه مأجل لحاجة فنفسي ..

وأستقام واقفاً ثم تبعته أمل بعد أن أسدلت غطائها على وجهها الذي ما أن غطته حتى بللته الدموع المنهمرة

والصامته فكلامه جرحها وأوغل جراحها وأصبحت روحها مذبوحة موجوعة حــــــتى النخاع ..
***
نزلت من السيارة ودخلت لمنزل والدها بهدوء بعكس البراكين الثائرة بها وما إن دخلت حتى بادرها أبوها بعد أن

ألقت عليه التحية وقال بترقب : ها بشري عسى تصالحتو .. ولكنه توقف عن الكلام عندما رفعت غطائها ورأى

وجهها العابس وعينيها الحزينتين فعرف الجواب بأن الأمور لم تسر بخير فقال لها بهدوء يشوبه الحزن .. خلاص

يا بنتي روحي إرتاحي وأنا راح أتفاهم معه .
هتفت أمل برعب : لا يبه الله يخليك لا تتفاهم معه ولا شيء الموضوع معقد أكثر من إللي تتوقعونه عشان كذا

خلاص بننفصل أنا وطارق وأنا مستحيل أرجع له .
هب والدها كالمقروص وقال بإنفعال : لا يا بنتي إلا الطلاق تراه موب زين بالذات إنتي ,سامحيني لازم تعرفين إني

أبي مصلحتك حتى لو كلامي جرحك ..صمت لحظة وأكمل .. يابنتي لو تطلقتي هذي المرة الناس راح يشكون أنك

أنتي فيك العيب وأنا ما أبي أحد يتكلم فيك ..تقدم منها وأمسك بيدها وأجلسها على إحدى الكراسي وجلس بجوارها

وهي في حالة جمود من كلام والدها وكذلك كلام طارق قبل قليل أكمل والدها كلامه بحنان .. قولي يا بنتي إيش

المشكلة اللي بينك وبين زوجك وراح نساعدك بحلها أنا وعمك وخالتك بس أنتي قولي .
هزت رأسها وهي ساهمة تفكر في هذه المعمعة حولها وقالت بهدوء : لا مشكلتنا وصلت لطريق مسدود وبعدين

كلام الناس ما يهمني أبد .
رد عليها والدها بمحاولة لإقناعها : حتى أنا يا بنتي ما يهمني كلام الناس لكن الناس تكلموا عليك مرة وقطعوك

من كلامهم وما أبي اللي صار يتكرر موب عشاني لا عشانك أنتي وعشان عيالك بعدين يابنتي ما أبي تعيشين بعدي

وأنتي منبوذة من الناس .
دمعت عين أمل ومسحت عينها وقالت متأثرة من كلام والدها : الله يطول بعمرك يبه لا تقول هالكلام مرة ثانية

..صمتت لحظة وأكملت .. أما المشكلة مصيرها يوم وتنكشف أوراقها والطلاق بيني وبين طارق مأجل لوقت الله

يعلم فيه ..وقالت برجاء وهي تمسك يدي والدها بين يديها .. الله يخليك يبه ريح بالك ولا تتعب نفسك وبإذن الله

راح أجيك يوم وأقول لك المشكلة إنحلت عشاني يبة أنا إلحين مشغولة بدراستي إذا تفرغت شفت لها حل ..ونظرت

لوالدها بجدية وقالت .. بس إنتبه يبه من سلمى أحس وراها مصايب أنا ما أبي أظلمها بس أحس بها الشيء .
هز والدها رأسه بهدوء وقال : إن شاء الله بس يالله إنتي روحي إرتاحي وريحي بالك ووكلي أمرك لله .
نهضت أمل بتثاقل من الهم الذي سكن صدرها وقالت وهي مغادرة : إن شاء الله .
دلفت غرفتها وخلعت عباءتها وما إن وضعت رأسها حتى أنفجرت مدامعها بدموع كالمطر وأصبح لروحها أنين

كأنين المرضى فثقل الكلام الذي قيل عنها كالجبل يجثم على صدرها كتمت آهاتها في وسادتها ولكن أنى لها أن

تكتم .
*********
مضى يومي الخميس و الجمعة عسرة على أمل من ثقل الهم الذي أصابها تلبستها حمى كادت تودي بحياتها

وأصبحت تهذي من شدة ما أصابها وأصبح والدها ملازماً لها ولا يبرح مكانه سوى للصلاة كان هاتفها لا يتوقف

عن الرنين تارة شادن وتارة نهى وأخرى أم طارق حتى أبو طارق جميعهم يتصلون ليطمئنوا عليها ولكنها لم تكن

تشعر بهم أبداً بل كان والدها يرد أحياناً على مكالماتهم .
أنقضى يوم الجمعة وأتى يوم السبت وهي ما زالت طريحة الفراش فطلب والدها من أبو طارق بأن تأتي أم طارق

لترافقها فهو لديه أعمال متوقفة فرحبت بذلك أم طارق على الفور و أتت إليها وغادر والدها لأعماله بقلب قلق

على صغيرته .
***
جلست أم طارق بجانب أمل الممدة والتي لا تشعر بمن حولها تحسست خديها المتوهجين من الحرارة فوجدت

حرارتها مرتفة فهمست لأبو طارق الذي ينظر لها بحزن وقلق : عبدالله حرارتها مرره مرتفعة يا قلبي عليها ..

ودمعت عينيها ومسحتها وقالت بحزن .. ما أدري إيش إللي قلب حالها هي وطارق اللي طول الوقت سرحان ولا

هو معنا .
رد أبو طارق يوسيها : شده وتزول إن شاء الله بنشوف أنا وإبراهيم حل لمشكلتهم ما يصير نسكت وننتظر .
أومأت أم طارق بإيجاب وقالت : خلاص أنت إلحين روح عملك وأنا بجلس عندها لين يجي أبوها .
أبو طارق وهو يهم بالمغادرة : يلا أجل فأمان الله .
ردت الأخرى : مع السلامة ..ونظرت لأمل بحزن وأمسكت بقطعة قماش وغمرتها بالماء البارد ووضعتها على

جبينها فشهقت من برودته فسمت عليها ثم سمعتها تهذي بإسم (طارق) وتردد كلمة (ظلم) و (أنا موب خاينة)

فشهقت أم طارق مرعوبة وقالت تحدث نفسها "معقول طارق إتهمها بالخيانه لا ما أصدق ما توصل لهذا الشيء

ياربي محتارة إيش اللي يخليه يشكك فيها ..هزت رأسها بنفي وقالت تقنع نفسها..لا ما أظن إتهمها يمكن هذي من

تراكمات من حياتها مع سعود , إيش يخلي طارق يتهمها أصلاً " وقالت تبعد وساويس الشيطان عنها .. أعوذ بالله

من الشيطان الرجيم ..وأكملت ما بدأته..
***
مضت ساعة تلتها ساعتان ولم تنخفض حرارتها فخافت أم طارق أن تسبب لها الحرارة مضاعفات أخرى فأتصلت

وهي قلقة على طارق والذي أجابها بسرعة وهو يرد التحية فأسرعت أمه تقول : طارق ياولدي لازم تجي إلحين

عند بيت عمك إبراهيم .
رد بخوف : خير يمه عسى ما شر أمل فيها شيء ؟
قاطعته أمه بعجلة : لا تخاف بس تعبت شوي تعال شوف إيش فيها .
فرد عليها بعجلة وخوف يتصاعد : طيب إلحين جاي بس خليك عندها يمه لا تتركينها .
أم طارق : طيب طيب بس لا تسرع .
طارق بسرعة : إن شاء الله , مع السلامة ..وأغلق بعد أن سمع ردها وخرج من المستشفى بإتجاه بيت عمه ..
لم تمضي سوى ربع ساعة حتى سمعت أم طارق صوت طرقات متتالية للباب فنهضت وفتحته ووجدت طارق الذي

ألقى التحية بعجل ويظهر عليه الخوف والقلق وكان يحمل بإحدى يديه حقيبة الطبيب فقال لأمه : وينها فيه ؟
أشارت أمه لغرفتها فأسرع بإتجاهها ودخل غرفتها الدافئة فوجدها مستلقية كالقماش البالي مغمضة عينيها

النجلاوين وعلا خديها وأنفها حمرة من التعب مناقض لإصفرار وجهها الواضح تقدم منها تحت نظرات أمه التي

تبعته أمسك بمعصمها ليقيس النبض فهالته حرارتها فأسرع بعمله فقاس لها الضغط والحرارة وأخرج من حقيبته

حقنة خافضة للحرارة فهتفت أمه تنبهه : إنتظر طارق يمكن حامل وأخاف تضرها .
نظر طارق لأمه بصمت ثم إلتفت ينظر لأمل التي لا تشعر بمن حولها وضع يده على بطنها النحيل تحسسه بيديه

ولم يتفوه بحرف بل إستبدل الحقنه بأخرى وحقنها بيد ماهره و أخرج أنبوبة المصل الوريدي وشبكها بظهر يدها

وعلقها بحافة السرير ثم جلس جوارها يراقبها بصمت تحت نظرات والدته التي وقفت تراقبهما قليلا ثم ذهبت لتعد

لولدها كأس من الشاي ولتعد حساء مغذي لأمل .
***
مضت ساعتين ونصف الساعة ...
أحست أمل بيدين دافئة تمسك بيديها وكأنها تبث لأوصالها الدفئ بعد البرد الذي سكنها لمدة لا تعلمها تعرف هذه

اليد الحانية وتحبها ولكن لا تستطيع أن تميز صاحبها فحاولت فتح عينيها حتى تعرف هويته ولكن أحست بوخز

بعينيها وصداع تشبث برأسها قاومت الألم وحاولت مرة أخرى ففتحتها فرأت وجهه نعم هو من تحب يديه الحانية

بل تحب كل شيء فيه فالتفت ووقعت عينيه بعينيها فمرت الأحداث السابقة كحلم بشع مخيف عليها وعندما نظرت

لوجهه تأكدت أن ما حدث لم يكن حلم بل واقع فسحبت يديها بهدوء وهي تقول بصوت مبحوح مستفهم : طـــارق

ليش جيت هنا ؟
تجاهل طارق سؤالها وسألها بلهفة أخفاها بالبرود: أنتي طيبة إلحين ؟
هزت رأسها بإيجاب وقالت مستفهمة : ليش جيت وبعدين أنا إيش فيني ؟
أجاب طارق بهدوء : تعبتي شوي كلهم قلقوا عليك أبوك وأمي وأبوي وأخواتي ..وأمسك عن الكلام ..
أبعدت أمل عينيها عنه وحدثت نفسها "وأنت ما قلقت علي ما هميتك بس هم قلقوا وأنت لا آآآآآهـ " فردت عليه :

خلاص أنا إلحين طيبة تقدر تروح شغلك ..كملت بنفسها "أنا موب مهمة عندك" وحاولت أن تنهض وعندما وقفت

أحست بأن الأرض تدور حولها فكادت تسقط ولكن يدين قويتين حنونتين أمسكتها وأجلستها ..
بعد أن تأكد من جلوسها قال لها طارق بطريقة الطبيب الذي يلقي النصح لمريضه : لا تحاولين توقفين وأنتي كذا

تعبانة وما فيك طاقة راح تطيحين وتتأذين .
هزت أمل رأسها بإيجاب وقالت : طيب ..وأبعدت يديه التي ما زالت ممسكة بها وأكملت ببرود .. خلاص تقدر تروح

بكلم أبوي يجي عندي ..مدت يديها حتى تأخذ هاتفها من الكمدينو فاستوقفها طارق ..
قال لها ببرود : لا تدقين عليه أمي هنا راحت تسوي لك شوربة دافية ..ونهض مغادراً يحمل حقيبته وهو يقول ..

بروح أناديها يلاا مع السلامة .
لو إلتفت ونظر لعينيها لوجد عينيها تستجديه أن يبقى عندها حتى لو كان لا يحبها وينعتها بالخائنة فهي تحبه بل

تعشقة وتتمنى قربه وتصرخ بداخلها "تكفـــــــــى حبيبي لا تــــــــرووووح " استمرت تنظر له حتى لم تعد تراه بل

ظهرت أم طارق والتي وجدتها سارحة تنظر للباب وكأنها ترقب أحد يظهر من خلاله فعرفت مابها تقدمت منها

فانتبهت أمل ونظرت لها بملامحها المتعبة وقالت بصوت مبحوح : يمه .
ردت أم طارق بحب وحنان وهي تقبل جبينها : عيونها .
سألتها أمل : من متى أنتي هنا ؟
ردت عليها بذات الحنان : من الصباح أبوك كان مشغول وأتصل على عمك وجيت .
أمل بامتنان : تسلمين يمه تعبتك معي .
قالت لها أم طارق بعتب : كذا تزعليني منك أمول أنا أمك وما بينا هالرسميات ..تقدمت ووضعت الحساء على

الكمودينو وقالت بأمر .. يلا أشوف أبيك تخلصين هذا كله .
ردت أمل معترضة : لا أول بقوم أصلي الفروض إللي فاتتني ..وحاولت النهوض فأمسكتها أم طارق وأجلستها..
قالت لها بحزم : لا أول كلي لأن جسمك ما فيه طاقة وماراح تقدرين توقفين بالصلاة يلا أمسكي ..مدت لها بالملعقة

فأطاعتها وبدأت أمل بالأكل أمام نظرات أم طارق الحنونة ..
سألتها أمل : يمه كم لي وأنا نايمة ؟
ردت أم طارق وهي منشغلة بترتيب الغرفة : ها نمتي يومين واليوم الثالـ...
قاطعتها أمل بذهول : إييييش ؟؟ ثلاث أيام وأنا ما حسيت بنفسي والصلوات كلها فاتتني ياارب كيف ما حسيت ..

وأخفضت رأسها بحزن ..
قالت أم طارق بحنان : أمل حبيبتي كنتي تعبانة و ما حسيتي عشان كذا كملي صحنك وقومي توضي وصلي عشان

ما يجي الظهر إلا إنتي مخلصة أبي أساعدك قبل ما يجي أبوك يلا حبيبتي .
هزت أمل رأسها بإذعان وحاولت أن تسرع في الأكل لتصلي ما فاتها .
********

********
بعد العِشاء ...
صلت العشاء وجلست في مجلس النساء وهي مسترخية وهي تنتظر حضور شهد وشادن وكذلك نهى فبعد أن علم

الجميع بشفاءها أنهالت المكالمات منهن ووعدنها بزيارتها للإطمئنان عليها وهي الآن تنتظرهن ..
أتت أولاً نهى والتي ظهرت اللهفة عليها دعتها للجلوس و جلست و بعد التحايا والترحيب سألتها : أمول حياتي

إيش إللي صار لك والله قلقت عليك مررره .
ابتسمت أمل تطمئنها بحب : لا الحمد لله إلحين أحسن أنا طيبة ريحي حبيبتي .
نهى براحه : الحمد لله والله فرحت إنك قمتي بالسلامة ..نظرت لها بإمعان وقالت ..أمل إيش إللي صار بينك وبين

طارق وصرتي بالتعب هذا ؟؟
حاولت أمل التملص من الإجابة وقالت بإرتباك : ها ما.. ماقال شيء ..قالت ذلك وهي تحرك عينيها يمنة ويسرة

لألا ترى نهى عينيها ونظرات الحزن والأسى التي سكنتها..
أمسكت نهى بوجهها وواجهتها وصبت نظراتها المستفسرة في عينيها وقالت لها نهى بجدية : أمل لا تضيعين

الموضوع باين أنه حصل شيء كبير بينكم وأنا ماراح أتركك إلا لما تقولين لي .
فاضت عيني أمل بالدموع ولكنها لم تسقط منها وقالت بحزن : راح أقولك كل شيء بس إلحين البنات جايين إلحين

لما يروحون أقول لك .
هزت نهى رأسها بإقتناع وهي تنظر لأمل بنظرات مخلوطة بين الحنان والترقب والتساؤل وقالت لها : o.k بس لا

تنسين .
أومأت لها أمل بإيجاب وهي تبرم زاوية المنديل بإصبعيها وتضعه في طرف عينها لتجفف بحر الدموع منها .
وأنخرطت الفتاتان في حديث عام وودي حتى وصلتا شادن وشهد التي تركت أبنائها عند أمها , وبعد السلام

والتحايا والإطمئنان على الأحوال بالتبادل بين الفتيات الأربع ساد على المجلس نقاشات رسمية بعض الشيء حتى

تسائلت شهد لتبعد عن الجو الرسمي الممل وقالت : نهى إنتي تدرسين ؟؟
ردت لها وهي تبتسم بهدوء ورقة : أيوه أنا سنه أولى فالجامعة قسم علم نفس .
شهد : ما شاء الله ..وتسائلت .. طيب كيف ماشية فيه ولا صعب ؟؟
نهى بذات الهدوء : الحمد لله ما شي الحال وعشان أحب هالقسم ما أشوفه صعب بالعكس مستمتعة فيه .
قالت أمل بهدوء : تصدقين توقعتك تدخلين علمي زي ما أتفقنا بس خونتي فيني ..قالت الأخيرة مبتسمة بمرح..
إبتسمت نهى بمرح : أنا كنت راح أنفذ الإتفاق بس بآخر لحظة غيرت بصراحة خفت من المواد العلمية

والرياضيات بالذات .
شادن تسائلت : طيب ليش إخترتي علم النفس ؟؟
نهى بمرح : حبيته مره وكمان ...صمتت لحظة وأكملت .. وكمان أحب أستكشف عن خبايا الشخصيات أحس

هالشيء يجذبني أتعلمه .
فقالت شادن بمرح : كل هذا فضول ؟
فقالت هي الأخرى بمرح وهي تضحك : هههههه إيه وكمان أول شخصية راح أحللها إنتي يلا إستعدي ..ونظرت

لها بجدية هازلة وكأنها تتعمق بنظراتها فيها فصرخت الأخرى وهي تضحك وغطت على وجهها حتى تحجب عنها

عينيها ..
وقالت شادن وهي تصرخ : لا مشكوووره ما أبي تحللين شخصيتي إبدي بأمل .
إنفجر الضحك في المجلس لحركة شادن العفوية
قالت لها نهى وهي تضحك : هههههه لا تخافين أصلاً ما وصلت لها المرحلة لساتني بأول سنه .
تنهدت شادن بهزل وهي تضع يدها على صدرها وقالت : أوووهــ كنت أحسبك راح تدربين علي .
ضحكن عليها ثم تغيرت الموضوعات و الأحاديث و تفرقت لاتجاهات شتى حتى أنقضى الوقت وعادت شادن وشهد

لمنزل والدهما وبقيت نهى التي ما إن خلا بهما المكان حتى بادرتها قائلة : يلا قولي كل شيء من طق طق للسلام

عليكم , بس قبل بسألك وين سلمى ما أشوفها ؟؟
ضحكت أمل بهزل وقالت بقهر : هه سلمى من يوم الثلاثاء قالت لأبوي أنها تبي تروح لأمها أسبوع ولا رجعت

للحين وأنا بصراحة أشك إنها عند أمها .
*********
مر يومان كانت تتفق فيهما أمل مع نهى لعمل خطة لكشف خطة سعود القذرة ضدها وفكرتا بكل الطرق

والإحتمالات لتجنب الخطأ وأول خطوة عليهما معرفة مكان سعود وشلته القذرة .
طلبت نهى من أمل إحدى كراساتها فأعطتها ثم فتحتها من الجهة الأخرى وكتبت تساؤلاتهما وبدأءت في كتابة حل

لها ثم قالت لأمل سائلة : أمول وين تتوقعين يتجمعون ؟؟
سرحت أمل قليلاً ببؤس وقالت بعد ثوانٍ : أظنهم ببيت سعود .
قالت نهى بتأييد : أكيييد ..ودونت الإجابة ثم إنتقلت للذي يليه وقالته لأمل .. إيش أسماء اللي شهدوا مع سعود ؟؟

وكمان لازم نعرف أرقامهم .
أومأت أمل بإيجاب وقالت بيأس : أكيد لازم نعرف بس كيف لازم يكون معنا رجال يساعدنا .
تمددت نهى على السرير وقالت بملل : أوووف جد إيششش نسسوي .
تمددت أمل جوارها بملل هي الأخرى ولكنها سرحت تفكر في حل وماهي إلا لحظات حتى صرخت هاتفة وأفزعت

نهى بصرختها وهي تقول : لقيتها لقيتها .
قالت الأخرى متحمسة : إيش هي إللي لقيتيها .
قالت أمل وهي تمسك بهاتفها وهي تضرب ضربات خفيفة عليه : الخـــــــــــطــــــــــــة .
********
********
دخل شاب في الخامسة والثلاثين من عمره ذو طول متوسط وبنية قوية إلى مكان تجمع سعود ورفاقة بعد أن ألقى

التحية رحبوا به بأصوات مختلفة فهو قد إنظم لهم منذ ما يقارب الأسبوع والنصف حتى أصبحوا يثقون فيه

ويتحدثون معه بكل أريحية عن خططهم القذرة وهو يوافقهم ويضحك معهم وهو يضمر في نفسه قمة الإشمئزاز

وبعد أحاديث متفرقة في المجلس صدح هاتف سعود فرفعة ببرود وهو يقول : ألووو ... هلا سلمى إيش عندك ...

/ووقف وهو يقول بصوت مرتفع وفرح / .. صددددق ... متأكده ... /فرح وكاد يطير لدرجة إسترساله بالضحك

وعندما تمالك نفسه قال لها / ... على هالبشارة الحلوة أطلبي إللي تبين ويجيك ... من عيوني , يلا بقفل ببشر

الشباب .. مع السلامة ..ثم أغلق الخط وإلتفت لرفاقه وقال بفرح عارم وهو يصرخ .. شبااااب خلاااص طلقهااااا

..وأنطلق يضحك وضحك معه البقية حتى أصبحواا لمن يراهم وكأنهم سكارى إلا رفقيقهم الجديد فقد بقي كما هو

يدعي الجهل ولما توقفوا من ضحكهم المجنون سألهم بفضول مصطنع : مين هي إللي طلقها ؟؟ ..وأدخل يده بجيبة

بقصد ..
رد عليه سعود بفرح : أمـــل زوجها طارق طلقها ..وأشار لنفسه بفخر .. وأنا إللي خليته يطلقها ..فضحك وتبعه

رفاقه الإمعه وأخفى رفيقهم الإشمئزاز وإبتسم له بفرح وقال : كيف خليته يطلقها ؟؟
قال سعود بفخر : رحت له أنا ووليد و سلمان وقلنا له .. وسرد له ماجرى بينه وبين طارق ..
تمنى رفيقهم أن ينهال عليه بالضرب من شدة وقاحته وظلمه للغير ولكنه إبتسم له بصمت .
قال سعود له بحيره : خالد ليش أحس كلامي ماعجبك ..ونظر له بشك .. لا يكون تروح تفضح سرنا .
فزع خالد من كلامه وخاف أن يكشف ولكنه تماسك وقال بإبتسامة مزيفة : لا أبد بالعكس هي تستاهل لأنها خدعتك

وراحت لغيرك وأنا معك وما راح أخونك فسرك ولا تشك أني ما عجبني كلامك بالعكس بس أنا تعبان وودي أروح

أرتاح فالبيت .
سعود باطمئنان وراحة : هذا العشم فيك وسلامتك بس ماودك تسهر معنا الليلة راح تكون غيير .
خالد بتهرب : لا معليش مرة ثانية .
سعود بحماس : خلاص أجل نهاية الأسبوع راح نروح رحلة لإمريكا على حسابي بمناسبة نجاح مخططنا وتراك

معزوم معنا يا خالد .
خالد بمحاولة أخرى للتهرب : إذا قدرت بروح معكم عاد تعرف إني متزوج وعندي مسئوليات إذا فضيت بلحقكم .
سعود بذات الحماس : خلاص على راحتك , يلاااا شباب الشراااب بدت الحفلة .
توزعت الكؤوس وإنتشرت القوارير بينهم بينما إنسحب خالد بهدوء من بينهم حتى أنهم لم يشعروا به أبداً وعندما

تأكد من الخروج بأمان وجلس بسيارته تنفس الصعداء وأمسك بهاتفه وضغط على الرقم وقال بفرح : ألوووو

حبيبتي أبشرك الخطة نجحت .
*******
كاد القلق يقضي عليها وهي تترقب المكالمة وتنظر للهاتف في اللحظة الواحدة أكثر من مرة تنتظر أن تنير شاشته

ولكن الأمر تأخر كثيراً فخافت أن تفشل وعندما كاد اليأس يدخل لعقلها وقلبها إذا بالهاتف يصدح وشاشته تنير

فأصبح قلبها يهتز بعنف وجسدها إضطرب فأمسكت هاتفها بيدين ترتجف وضغطت على الرد فسمعت الطرف الآخر

صوت فرح مبتهج يلقي التحية ردت عليها أمل بهمس مرتجف ثم ما لبثت أن قالت لها بذات الصوت المرتعش : ها

بشريني إيش صار ؟؟
قالت التي فالطرف الآخر بصوت فرح : مبرووووك أمووووووول نجحت الخطة وبكرة بإذن الله تكتمل البقية .
تنفست أمل الصعداء وإبتسمت بفرح بالرغم من تزايد دقات قلبها فقالت مبتهجه : الله يبارك فيك ياعمري ما أدري

إيش كنت راح أسوي لو ما ساعدتوني جــــــد مشكووووووووره ياعمري .
ردت الطرف الآخر بعتب : أمل إنتي لو طلبتي عيوننا ما بخلنا بها عليك تعرفين معزتك عندي ولا بينا شكر ولو ما

أنتي غالية لو كان زعلت عليك على هالكلام
ردت أمل بامتنان : تسلمييين حبيبتي ..وقالت متسائلة .. إيش صار معه ؟؟
فأجابت عليها : لما دقت سلمى وشافه كيف فرحان سأله إيش صاير وقاله كل السالفة وعاد تعرفين أنتي الباقي

..ثم قالت لها بجدية .. يلا إلحين روحي نامي عشان ترتاحين بعد الخوف والترقب لأسبوع ونص وما أذكرك أن

بكرة الجزء الأهم من الخطة ريحي بالك اليوم وبكرة يحلها ربك .
أمل بهدوء : إن شاء الله بحاول يلا حبيبتي طولت عليك مع السلامة وأشكري لزوجك بالنيابة عني.
قالت الأخرى مودعة : إن شاء الله مع السلامة .
أغلقت أمل الخط وهي تبتسم فرحة و أمسكت هاتفها من جديد لتخبر نهى بالخبر السعيد وبعد أن بشرتها وسألتها

سؤال تردد صداه في قلبها وعقلها ولم ترد عليها إلا بعد أن أعادته نهى مرة ثانية : أمل إذا نجحت الخطة وعرف

طارق ببرائتك إيش راح تسوين ؟؟ بترجعين له ؟؟
فردت عليها بغموض : راح تشوفين كل شيء بس أصبري .. وعندما أغلقت الهاتف غاصت أفكارها فيما سيجري

بعد الخطة التي نفذتها قبل سويعات ..
***
كانت تحدث نهى بالهاتف عن سير الخطة وأخبرتها أمل عن توثق علاقة خالد بسعود وشلته فنصحتها نهى بأن

تبدأ في تنفيذ الجزء الثاني من الخطة ولكن عليها أن تتأكد من تواجد سلمى بقربها وعدم وجود والدها فأخبرتها

ان والدها منع سلمى من الخروج وذهب هو لينام منذ ساعة فقالت لها نهى : كذا تمام إلحين روحي لمكان قريب

من سلمى وسوي نفسك كأنك تكلميني وأنتي تبكين وقولي الكلام إللي إتفقنا عليه بس أول تأكدي من ليلى أن

زوجها عندهم .
قالت أمل بهدوء : إلحين أدق عليها وأتأكد وأرد عليك بعد ما أنفذ الخطة .
نهى بموافقه : o.k الله يوفقك .
أقفلت منها وكلمت ليلى التي ردت عليها وبعد الترحيب والتحايا سألتها أمل : ليلى زوجك راح لهم ولا لسى .
أجابت عليها بهدوء : قبل شوي دق علي وقال إنه عند الباب يعني إلحين أكيد جالس معهم .
أمل بحماس : أجل بكمل الجزء الثاني يلا حبيبتي بروح عشان قبل ما تنام سلمى .
ليلى بتشجيع : روحي والله يوفقك .
عندما أغلقت أمل الهاتف نهضت وسارت باتجاه الصالة حيث تجلس سلمى وهي تتحدث على الهاتف الذي بيدها

تارة وتشاهد التلفاز تارة أخرى .
رفعت من صوت رنين الهاتف حتى تنتبه لها وكأنه صوت مكالمة واردة ردت عليها بصوت باكي متصنع وهي

تنظر من مكان ضيق لسلمى التي أرهفت لها السمع فقالت : ألووو، هلا نهى.. فشهقت ببكاء متصنع وأكمت .. نهى

تخيلي إلحين دق طارق علي ..وأطلقت شهقات متتالية بتصنع .. إيش يبي ؟؟ ..قالتها باستغراب وكأنها ترد على

الطرف الآخر المتاسائل وأكملت .. أكيد يبي يطلقني يقول ما أستحمل أرجع لك وعشان كذا طلقني ..وشهقت ولكن

هذه المرة ظهرت حقيقة فهي لم ولن تتخيل أبداً أن تفترق عن طارق فلو حدث ذلك لا تعلم ما سيحدث لها ثم أكملت

كلامها بصوت باكي حقيقي .. خلااااص يا نهى ما يبيني ..فتمالكة نفسها وهي تقول .. مع السلامه أكلمك بعدين

إلحين ما أقدر أكلمك .
سارت عدة خطوات متفرقة وهي تريد أن تتمالك نفسها وتوهم سلمى بمغادرتها للمكان وتمكنت من ذلك ثم إختبأت

في مكان تسمع صوت سلمى منه التي ما إن تأكدت من خلو المكان حتى أمسكت هاتفها وما لبثت أن بدأت بالتكلم

للطرف الآخر بفرح وهي تقول : ألوووو هلاا سعوود ... أبشرك أمل طلقها طارق ... أكيد أنا سمعتها بإذني وهي

تكلم صديقتها .../ فصمتت للحظاات وهي تبتسم تارة وتضحك أخرى ثم أكملت بعد مدة / أمممم أبي أبو سالم

وتعرف الباقي /وهي تضحك بخبث وحقارة/ ... تسلم عيونك ...يلا بشرهم مع السلامة ..وأغلقت الهاتف وهي فرحة

ثم دخلت لغرفتها التي خصصها لها أبو أمل ..
أما أمل فتساقطت دمعاتها من الظلم والقهر من هذه المرأة الظالمة ودعت في سرها قائلة "يارب أنصرني عليها

هي سعود ياااااااارب وأوقعهم فشر أعمالهم " وهي تخفي في نفسها إشمئزازاً من هذه المرأة القذرة ونهضت

تتوضأ وتصلي ليبعد الله عنها همها وبعد أن أكملت صلاتها جلست تنتظر النتيجة لخطتها والتي جاءت النتيجة كما

تمنت .
***
: الدكتور طارق ينتظرك فالمكتب تفضل .
: شكراً .
السكرتير برسمية : العفو .
تقدم الرجل إلى الباب وطرقه ثم دخل بهدوء بمشيته الواثقة وألقى التحية ووقف له طارق وصافحة ثم جلس

بمقابله وبعد السؤال عن الأحوال وتقديم الضيافة له سأله طارق برسمية : بإيش أقدر أخدمك ؟؟
رد الرجل المقابل له : أنا بصراحة جاي بموضوع شخصي ..وعندما رأى الإستغراب على وجهه قال يبرر.. أنت

صحيح ما تعرفني لكن راح أوضح لك كل شيء بس أتمنى تسمعني للآخر وما تقاطعني وبإذن الله ما راح آخذ من

وقتك كثير .
هز طارق رأسه بإحترام وقال بهدوء : إن شاء الله تفضل قول إللي عند يا أخ ..
قال الرجل بتوضيح : خالد معك خالد الـ.....
طارق بترحيب : والنعم .
رد خالد : ما عليك زود ..صمت لحظة وأكمل بتوضيح وبهدوء حتى لا يثير أعصاب طارق المتحفزة .. زوجتك .
نهض طارق من مقعده بعنف وجحضت عيناه بغضب وحينما بدأ بالتكلم قاطعه خالد وهو يقول بمحاولة خاسرة

لتهدأت مستضيفه ذو الأعصاب الثائرة : طارق لو سمحت أجلس ممكن تسمعني وبعدين أحكم أرجوك .
جلس طارق وقال بغضب ومرارة جلية : إيش تبيني أسمع عن خيــــ ..
قاطعه خالد بصرامة : لا إلا هالشيء مستحيل زوجتك تسويه وخذها مني زوجتك بريئة براءة الذيب من دم يوسف

..وأكمل بهدوء ليجيب على نظرات الشك التي يرمقه بها .. أسمع القصة وأنت الحكم .
أومأ طارق بالإيجاب على مضض .
وقال خالد بهدوء يحكي له ما جرى : أتصلت زوجتك على زوجتي تطلب منها تساعدها بخطة تكشف خطة سعود

وتظهر برائتها لك وحكت لها إللي قاله سعود لك وكانت محتاجة رجال يساعدها للخطة فلجأت لنا ولأني بصراحة

أكن لأمل إحترام وتقدير فحبيت أساعدها لما حكت لي زوجتي القصة وطريقة الخطة ..نظر له فوجد تساؤل في

عيني طارق فقال خالد مكملاً .. أكيد بتسأل كيف أعرفها صح ؟؟ ..هز له طارق رأسه بإيجاب فرد الآخر .. لما كانت

زوجتك تشتغل في المشغل كانت زوجتي المشرفة عليها وكمان أهتمت بولدها لما كانت تنشغل وكنا جيران فنفس

عمارة المشغل وأأكد لك أني في السنتين اللي عاشتها عندنا عمري ما شفت عليها أي غلط بالعكس كانت محترمة

ولا تكلم الرجال إلا للظرورة القصوى ..إبتسم وأكمل .. خرجت عن الموضوع الأساسي ..تنهد واستغفر بهمس ثم

أكمل .. المهم نفذنا الخطة اللي قالتها لنا والحمد لله نجحت أسمع وأحكم ..أخرج من جيب ثوبه جهاز تسجيل عالي

الدقة وفتح المقطع المطلوب وأنطلقت الأصوات التي ميزها طارق بسهولة والتي كانت زوجته هي محور الحديث

فيها تصاعد الغضب في طارق وأحمرت عيناه من الغضب وأشتدت قبضته حتى ابيضت سلاميات أصابعة

ووتواصل الحديث حتى توقف عند كلام خالد الذي قال فيه.. "لا أبد بالعكس هي تستاهل لأنها خدعتك وراحت

لغيرك وأنا معك وما راح أخونك فسرك ولا تشك أني ما عجبني كلامك بالعكس بس أنا تعبان وودي أروح أرتاح

فالبيت " ..أحرج لحظتها خالد وقال مبرراً بأسف .. آسف على هالكلام بس لازم ما أوضح له شيء حتى ما تنكشف

خطتنا .
قال طارق بهدوء مناقض للغضب المشتعل به ومخلوط بندم على ما فعل : لا ما عليك معذور ومشكور على خدمتك

اللي سويتها لنا ..أخفض رأسه وتكلم بما يعتمر صدره من ندم .. بس إللي سويته بأمل ما ينغفر أتمنى إنها

تسامحني .
رد عليه الآخر بهدوء : تأسف منها وبين لها موقفك وهي طيبة بإذن الله راح تسامحك ..في ذات اللحظة إنطلق

صوت هاتف طارق معلن عن وصول رسالة فتحها بعجل فنظر مشدوهاً مما قرأ بها وبقي جامداً للحظات لولا أن

نبهه خالد وهو يقول : طارق إيش فيك عسى ما شر .
مد طارق هاتفه لخالد بجمود ووضع يديه على وجهه بينما الآخر قرأ محتوى الرسالة بصوت منخفض وواضح :

"أكيد الحين عرفت إني بريئة من كل اللي قاله سعود عني وقلتها لك راح أثبت لك هالشيء بدون ما أتكلم وبعدها

إيش قلت لك مستحيل أرجع لك عشان كذا طلقـــــــــــني يا طـــــــارق بهدوء وبدون مشاكل أنتظر ورقتي" ..وبعد

أن أكمل قراءة محتوى الرسالة نظر لطارق بشفقة وأكمل بهدوء ينبهه .. طارق ..أنزل يديه ولكنه ما زال مخفض

النظر أكمل الآخر .. لا تيأس حاول فيها لما تقتنع ..ونهض وهو يقول .. وإلحين أستأذن ..مد يده مصافحاً فمد

الآخر يده وبابتسامة ميته لا روح فيها وأكمل خالد .. نتقابل على خير إن شاء الله مع السلامة .
همس الأخر مودعاً : مع السلامة .
********
منذ أن نهضت في الصباح وهي تشعر بإرهاق ودوار بالإضافة شعورها بموجات من الإستفراغ فعزت ذلك للحالة

النفسية التي تمر بها فقررت ألا تذهب للمدرسة اليوم وقد قررت ذلك سلفاً وزاد أمر هذا التعب المفاجئ بإصرارها

وأخبرت والدها عن رغبتها بالتغيب فعذرها عندما شاهد إصفرار وجهها وبعد أن أفطر والدها وذهب لعمله ذهبت

لغرفتها وتمددت وهي تشعر وكأنها تتقلب على الجمر من التوتر والتعب النفسي والجسمي ولم تستطع النوم بل

بقيت تفكر فيما سيحدث بعد الخطة .
وعندما أصبحت الساعة العاشرة و النصف إتصلت ليلى لتخبرها أن خالد متواجد عند طارق فشكرتها أمل بجزل

ودعت لها بالذرية الصالحة وودعتها .. أنتظرت لنصف ساعة ثم أمسكت بهاتفها وكتبت الرسالة وأرسلتها قبل أن

تتردد .
بعد مدة إتصلت بها نهى لتسألها عن ما جرى وأخبرتها عن خالد وتنفيذه لما طلب منه سألتها نهى : طيب طارق

ما أتصل عليك .
أجابتها أمل ببرود : لا ما اتصل أنا أرسلت له رسالة قلت فيها إللي أبيه منه .
نهى باستغراب : رسالة إيش كتبتي فيها ؟؟
أمل بذات البرود : لما أقفل منك برسلها لك .
نهى وهي مستغربة من برود أمل فقالت متسائلة : أمل إيش فيك أحسك مو طبيعية ؟؟
قالت أمل بهدوء : لا ما فيه شيء بس شوي تعبانه إذا حسيت أني أحسن راح أكلمك .
نهى : خلاص روحي إرتاحي ,لا تنسين الرسالة ..قالت الأخيرة مذكرة .. مع السلامة .
أمل بهدوء : إن شاء الله , مع السلامة ..وأغلقت السماعة ثم أرسلت الرسالة لنهى وجعلت الهاتف في وضع

صامت وتمددت في محاولة للنوم وهي ترى هاتفها تتوالى عليه المكالمات مرة من نهى ومرة من ليلى وهي لن

ترد عليهم حتى لا تسمع كلمات التأنيب فيكفيها وجع قلبها الذي توسل باستماته لألا ترسل تلك الكلمات لطارق

ولكنها لم تسمع له بل سمعت لصوت عقلها المتمرد .
**********
**********
مرت عدت أيام إنهالت عليها الإتصالات والرسائل من طارق ولكنها لم تجب عليه وكذلك تكررت الزيارات من

شادن وشهد اللاتي أرسلهما طارق حتى تعود معهما ولكنها كانت ترد عليهما بغموض بأنها ستفكر في الأمر ثم

ترد عليهما وتتجاهل الأمر عمداً أما نهى وليلى فبررت لهما فعلتها باقتضاب بأنه أمر غير قابل للنقاش وهما

احترمتا خصوصيتها .
من جانب آخر ..
غادر سعود ورفقته إلى امريكا بعد أن نفذ لسلمى مطلبها والتي ستتم هذه الليله حيث استأذنت من أبو أمل بالذهاب

لوالدتها فأذن لها بحسن نية فذهبت لمنزل سعود واستعدت للقاء أبو سالم الرجل الخمسيني الثري والتي كانت

دائما تحاول جذب إنتباهه حتى تجني منه أموالاً طائلة ولكنها لم تفلح ولكن بواسطة سعود تم لها هذا الأمر بعد أن

أهبت نفسها لمجيئه ولما وصل قابلته بفرح وأخذت تتقرب منه حتى وقعا في المحظور وكأنهما مراهقين وليسا

راشدين تعديا مرحلة إكتمال العقل بمراحل ..
أحست سلمى بأصوات وربكة في الخارج فشكت بالأمر جمعت ملابسها بسرعة وفرت هاربة وأختبأت في مكان

بعيد عن العيون بينما كان أبو سالم بالحمام "كُرمتم" وعندما خرج تفاجأ برجال الهيئة المتحلقين به فأمسكوه

وهو يصرخ : فكوني فكوني أنا أبوسالم ما أحد يمسكني كذا .
لم يبالوا بكلامه وجروه كالنعاج بكل ذل وإهانة لأنه يستحق هذه المعاملة .
وعندما غادروا من المكان بعد أن فتشوه فلم يجدوا أحداً أنطلقت السيارة ووصلوا للمركز وبعد التحقيق أخبرهم

بأن سلمى هي شريكته وعندما أخبرهم بكافة المعلومات عنها أرسلوا من يأتي بها من منزل زوجها أما أبو سالم

فبسبب نفوذه وللأسف خرج من القضية كما تخرج الشعرة من العجين .
وصل أفراد الهيئة الموكلون بإحضار سلمى إلى منزل أبو أمل فطرقوا الباب وبسبب تأخر الوقت فقد ذهب أبو أمل

للنوم ولم تزل أمل مستيقضة سألت من خلف الباب عن هوية الطارق فأجابوها بأنهم الهيئة ففزعت وتملكها

الخوف وذهبت لوالدها وأوقضته وأخبرته بمن عند الباب فلبس لباسه على عجل وأمرها أن تذهب لغرفتها وعندما

خرج لهم وبعد التحية سألهم بوجل : إيش السالفة ؟؟
أجاب أحدهم : إحنا موكلين من الهيئة نبحث عن زوجتك سلمى .
استغرب ورد عليهم : بس هي موب هنا ..وسألهم بتردد ..إيش سوت ؟؟
أجاب ذات الشخص : راح تعرف كل شيء فالمركز بس لازم نفتش البيت يمكن تخبت فيه .
قال لهم أبو أمل بجدية : طيب لحظة ..دخل المنزل وأمر أمل أن تلبس عباءتها وتلحق به فأطاعتها وذهبت له

وألتصقت به من الخلف لتحتمي به وقال لهم أن يبدأو التفتيش ولما رأو أمل سألوها من أنتِ ..
أجابت بصوت خائف ومتوتر وهي تلتصق أكثر بوالدها : أنا أمل إبراهيم الـ.....
نظر الرجال لوالدها فهز رأسه موافقاً : هذي بنتي .
ففتشوا المنزل بدقة ولم يجدوا سلمى فامروا أبو أمل أن يحضر معهم ليكمل الإجراءات اللازمة فذهب بعد أن تأكد

من إغلاق المنزل جيداً .
***
في مكتب الهيئة بعد أن حكوا له ما حدث من سلمى إكتسى وجهه الجمود والخذلان معاً فهو يعلم عن حالها وأكثر

من مرة عاقبها ولكنها لا تُردع فوقع تعهداً خطياً بأنه إذا وجدها يأتي بها إلى هنا حتى ينفذ لها حكم الرجم .
وعاد للمنزل وهو يحمل هماً آخر غير هم إبنته التي مازالت غاضبة من زوجها لسبب يجهله , دخل المنزل ووجد

إبنته تترقبه بخوف وعندما سألته عن الأمر أجابها بقصه لها عن القصة فأحست بمدى هم والدها وغضبه فقالت

تسأله : يبه وإيش راح تسوي معها ؟؟
فأجابها بغموض وهو يقف ليذهب لغرفة نومه : إن شاء الله بكرة تشوفين إيش أسوي ..وغاب داخل غرفته..
أما أمل فنهضت وهي حيرى من والدها وحانقة من فعل سلمى التي لم تحترم سنها وتتوقف عن أعمالها المشينة ,

دلفت لحجرة نومها وتمددت على فراشها وهي تفكر بكل ما جرى وكان كل تفكيرها منصب لطارق الذي لم يكلف

نفسه عناء ترضيتها والإعتذار بل أرسل من يتوسطون عنه وهذا لا يدل إلا على أمر واحد وهو أنه لا يهتم لأمرها

ولا يحبهــــــــــــــااا .
**********
في الصباح
ذهب والدها لعمله وذهبت هي لمدرستها رغم ما ألم بها من تعب وإرهاق لا تعلم مصدره وعندما التقيا في الظهيرة

وعلى الغداء ساد الصمت للحظات حتى قطعه والدها وهو يقول بلامبالاة : طلقـــت سلمى من المحكمة اليوم .
نظرت أمل لوالدها مذهولة وهي تكاد ترقص فرحاً بسبب تخلص والدها من سلمى فلم تعلم بماذا ترد عليه فأجاب

عنها الصمت وأطبق على المكان للحظات حتى قال والدها بجدية : أفتكيت من سلمى وهمها بقي إلحين أعرف إيش

المشكلة بينك وبين طارق إحترمت صمتك وما حبيت أتدخل لكنكم زودتوها وصراحة أنا موب راضي على هذا

الوضع .
نظرت لوالدها وهي صامته لم تستطع الرد وعندما لم تجيب قال لها بتبرير:أفهميني يا بنتي ترا ما قلت هذا الكلام

لاني تثاقلت وجودك بالعكس أنا أشوف فيك أمك اللي فقدتها بس كمان ما أبي تطول المشكلة بينك وبين زوجك و

تجفى القلوب ترا يا بنتي إللي بعيد عن العين بعيد عن القلب .
ضحكت هازلة في نفسها وهي تحدث نفسها "هه يعني هو حبني أصلاً عمره ما حبني ولو بس حمل لي أي شعور

طيب ما كان سوا إللي سواه بس يا يبه خل الطابق مستور" ولم تترك والدها بدون إجابة بل قالت بهدوء يشوبه

الحزن : يا يبه هو من يوم جيت هنا ما زارني ولا حاول يراضيني يعني أنا أروح أرمي نفسي عليه , ترضاها لي

يبه ..قالت الأخيرة بعتب..
رد والدها بحب : لا والله حاشاك يا بنتي بس أنتي ما وضحتي لي المشكلة عشان أساعدك نحلها .
قالت له بتملص : المشكلة إنحلت بيننا بس هو ما جاء لي بس يرسل أخواته أو يدق ويرسل رسايل بس ..وقالت

وهي تنهض من السفرة وتبعها والدها في النهوض وهو يتمتم بالحمد لله وأكملت تقول .. إذا فكر يجي لي راح

نتفاهم بإذن الله بس لا تصعب الأمر علي يا يبه .
رد والدها يدعو لها : الله يوفقك يابنتي ويصلح ما بينكم .
تمتمت بهمس وهي تغادر الصالة : آمين .
*******
في نفس الوقت ولكنه ليلاً في أمريكا ..
دخل سعود ورفاقة لأحد دور الرذيلة في تلك البلاد المتحرر من كل القيم السامية وفي مدينة لاس فيغاس المشهورة

بإسم "مدينة الرذيلة" دخلو وهم مشدوهين مما يروا ,النساء بكل الأصناف والشراب بشتى الألوان والرجال

والنساء السكارى متقاذفون بكل الجهات , فغروا أفواههم مدهوشين مما يروا فلم يلبثوا أن إنظموا إليهم يرقصون

ويشربون حتى ثملوا وكل واحد إنشغل , فمنهم من يرقص بتمايل وهو في قمة السكر وآخر يراقص فتاة أما سعود

فالتصقت به إحدى الغواني ولازمته وأغوته حتى سلبته ماله وعقله وجرته لأذيال الخطيئة بعد أن حرر لها شيكاً به

مبلغاً كبيراً من المال وأدخلته إحدى أوكار ذلك الدار وبعد إنغماسهم في الخطايا وودعته وهو نائم بعد أن كتبت له

رسالة ووضعتها في محفظته وغادرت , أما أصحابه فثملوا وناموا أماكنهم كالبهائم , وفي الصباح أستيقضوا

وتجمعوا ليذهبوا لشقتهم وبينما هم سائرون إذ أخرج سعود محفظته ليشتري علبة من السجائر فوجد بها رسالة

مكتوبة بالإنجليزية قرأها ولكن لم يفهم معناها فطلب من رفاقه أن يوضحوها له فقرأها أحدهم بصوت واضح قائلا

: "welcome to the world of AIDS" ..نظر له برعب وقال له بتلعثم وارتباك .. معناها "أهلاً وسهلاً بك

في عالم الإيدز"
تطلعوا له برعب وقد تجمدوا بوقفتهم أما سعود فأصابه الهلع ووقف كالتمثال الشمع لا يتنفس ولايتكلم وينظر

للفراغ بعينين ملؤها الدموع المتجمدة مثله تماماً بقي على هذا الحال حتى أحس بالفراغ من حوله فتلفت فلم يجد

أحداً من أصحابه بل هربوا جميعاً فذابت الدموع المتجمدة في عينيه وأصبحت أنهاراً .
********


بعد صلاة العصر ..
إستقبلت أمل مكالمة من أم طارق تخبرها بزيارتها لها ولم تمضي سوى نصف ساعة إلا حضرت فرحبت بها أمل

وضيفتها وعندما سألتها أم طارق عن سلمى أخبرتها أن والدها قد طلقها فلم تأسف عليها لأنها ليست أهلاً لذلك

ومضت الجلسة بهدوء تتخللها مواضيع متنوعة وعندما أستأذنت في الخروج أتاها والدها يخبرها أن طارق يريد

رؤيتها فقالت لوالدها بعتاب محب : يبه أنت قلت له يجي ؟؟
قال أبوها مدفعاً : لا والله يابنتي هو جاء مع أمه وأبوه عشان يعتذرون روحوا أهله وهو جلس قال يبي يكلمك

تعالي يابنتي تفاهمي معه الله يرضى عليك ..وقال وهو يغادر .. أنا رايح مشوار وأبي أسمع الأخبار الزينة ..وابتسم

لها وقال .. مع السلامة .
تمتمت بــ "مع السلامة " ونظرت لهندامها فوجدت أنه مقبول نوعاً ما دخلت غرفتها وأمسكت بعطرها فلم

تستسيغ رائحته رغم أنه عطرها المفضل فأمسكت بآخر فقبلت رائحته تعطرت منه وهي تحاول أن تهديء ضربات

قلبها الذي يوشك على النفور من سجنة أخذت تتنفس ببطئ لعلها تهدأ وكان لها ذلك فظهرت بمظهر واثق وعيناها

تلمعان بتصميم وثقة , دخلت وألقت عليه التحية فرد عليها وجلست في مكان مواجه له وبعيداً عنه حتى لا يسمع

ضربات قلبها التي أعلنت الهيجان من جديد وعندما وقعت عينيها على جسده الشامخ توقف الكلام في حنجرتها

معلناً الرفض والإستسلام فغرق المجلس في صمت لدقائق حسبتها ساعات وهي تنظر لكل شيء إلا عينيه ولما

طال الصمت قطعه طارق قائلاً بهدوء : أمل كيف حالك ؟؟
أجابت أمل بجمود وهي لا تنظر إليه : الحمد لله , كيفك أنت ؟؟
أجابها بذات الهدوء : الحمد لله بخير ..صمت للحظة وأكمل يسأل بجدية .. ليش ماكنت تردين على مكالماتي

ورسايلي ؟؟
حانت اللحظة التي تنظرت أمل لعينيه وقالت بهدوء وتصميم ترد على سؤاله بسؤال آخر : وليش أرد عليك ؟؟ ..

وأكملت بلا مبالاة وهي تبعد عينيها للجهة الأخرى .. أظن كلامي واضح فالرسالة إللي أرسلتها لك ..وسألته .. ولا

لا ؟
أحست بحرارة نظراته التي أطلقها عليها دون أن تراها بل شعرت بها وبعد ثوانٍ أجاب بحدة : لا موب واضحة أبد

أنتي قررتي من نفسك أنك تبين الطلاق لكن أنا لاااا ..قال الأخيرة بحدة أكثر..
نظرت أمل لعينيه بغضب وهي تتكلم من بين أسنانها : إيش بقي تسويه شككت بشرفي و ... صمتت ليفهم مغزاها

ثم أكملت .. وجبتني لبيت أبوي ولا فكرت تسأل عني وتجي لي إلا لما مرضت وكنت راح أموت وياليته حصــ ..

أطبقت يد حنونه على فمها لتمنعها من مواصلة كلامها والتقت عينيها الدامعتين بعينيه القريبتين منها فصمتت ..
قال بصوت حنون بعد أن أبعد يده وجلس بقربها : لا أمل الله يعطيك طولة العمر لا تتمنين الموت .
إبتعدت قليلاً عنه وهي تقول بهدوء وتساؤل : ومين راح يهتم؟؟ ..وهي تقصده بكلامها ففهم قصدها وإلتمعت

عينيه ..
أجابها بحنان وهو يعدد : ليش نسيتي أبوك وأبوي وأمي وأخواتي ..سألها وهو يتفحص وجهها .. ليش ذول موب

مهمين عندك .
صرخت بداخلها "ما أحد مهم لي مثلك ليش أنا موب مهمة عندك ليش ؟؟" ولكنها أجابت وهي تنظر لأي شيء

سوى عينيه : كلهم مهمين عندي ويسوون عيوني إللي أشوف بها .
قال بهدوء : طيب .
نظرت له مستغربة وتساءلت : ويش هو إللي طيب ؟؟
قال بنظرات ثابتة ومصممة : نروح بيتنا .
نظرت له باستغراب وقالت بجفاء : مين كذب عليك وقال لك إني مسامحتك أو حتى إني بروح معك هه ..ضحكت

بهزل وأكملت .. لا ما برجع معك وأنت حتى ما كلفت نفسك تعتذر أو تبين موقفك وياليت وقفت على كذا لا أرسلت

أخواتك يقولون لي أرجع لك ..ونظرت له وكبريائها تلح عليها أن ترفض العودة له أماقلبها وآهـ من قلبها الذي

تمرد عليها وأصر أن تسامحه ولكن عقلها وكبريائها أبت إلا الصمود في وجهه فقالت له وهي مسترسلة في

النزاعات الداخلية التي شتتها .. لها الدرجة مالي قيمة عندك بعد أسبوع جاي تقول لي ببرود نروح بيتنا ..قالت

بحدة .. لا يا طارق ماراح أرجع لك بعد الذل اللي شفته منك عشان كذا لا تتعب نفسك وتتعبني معك الطريق مسدود

بيننا ولا تنسى أنك أنت قلت لي قبل هالكلمة وجا دوري أقولها لك ..ونظرت له بقوة ظاهرة وهي تخفي جروحها

المثخنة بالألم والدموع ..
صدم طارق لقوتها الهشة التي ظهرت له وكأنها قوة ثابتة وبعد صمت طويل قال بمحاولة أخيرة لإرضائها : طــيب

لو قلت لك ..وهو ينظر لعينيها بغموض أكمل .. إذا الرجال اللي ساعدك يوم ولادتك بولدك إبراهيم هو ..صمت

لحظة وهي تتقلب بين الخوف الذي هجم عليها عندما نطق حرف طــ فخافت أن يقول كلمة الطلاق فهدأ خوفها

عندما أكمل كلامه وهجم الحنين لذكرى إبنها ولم يلبث أن ثار الترقب لمعرفة الشخص الذي تكن له العرفان لإنقاذ

حياتها وولدها وحينما طال الصمت منه وزاد الترقب رفعت بصرها له ورأت عينيه تتأجج بلمعان غريب وعندما

إلتقت نظراتهما أكمل طارق كلامه .. الشخص هو أنــــا .
تفاجأت واضطربت لدرجة أنها فتحت عينيها وهي تنظر له بذهول إستمرت لدقائق ثم تحول الذهول لعدم تصديق

وقالت له مشككة : وتتوقع إني بصدقك هه ..ضحكت بهزل وأكملت بجدية .. يمكن إستغليت كلامي إللي قلته لك

وقلت أضحك عليها وهي وش يدريها به ما شافته ولا حتى تقدر تميزه .
صدم لأنها لم تصدقة وهو الذي يثق به الرجال ويُعتمد عليه بشتى الصعاب فقال لها بجدية بعد أن تمالك من

صدمته : أأكد لك إني ما أكذب عليك وإذا تبيني أثبت لك هالشي أنا مستعد ..مازال الشك يعتمر في نفسها وعينيها

تفضحه فهزت رأسها إيجاباً تريد ما يثبت كلامه فأمسك بهاتفه وضرب بخفة وسرعة عليه ثم وضعه على أذنيه

وبدأ يتحدث للطرف الآخر والذي سمعت بأن أسمه أبو نايف فبعد التحية والترحيب وضع الهاتف على المايكروفون

وسأل الطرف الآخر .. يا أبو نايف تذكر المرأة اللي جات المستشفى قبل أكثر من سنتين وكانت راح تولد ورفضت

تدخلها ؟؟
أجاب أبو نايف الذي تذكرت أمل صوته بسبب كثرة ترجيها له آن ذاك ورفضه لطلبها وسمعته يقول : إيه تذكرتها

أنا شكيت بأمرها لأنها صغيرة وخفت تسبب مشكلة للمستشفى و ..آلم كلامه أمل وجرحها بالصميم فكلامه تشكيك

علني بها وظهر الألم على قسماتها ولاحظها طارق فقاطع إسترسال الرجل بالكلام ..
وقال له طارق بارتباك : لحظة , مين إللي دخلها للمستشفى وخرجها منه ؟؟
فأجاب أبو نايف باستغراب : ليش تسأل يادكتور ؟؟
قال له طارق بنفاذ صبر : أنت قول وبعدين أفهمك .
قال الآخر بذات الإستغراب : أنت يادكتور إللي دخلتها وخرجتها وخفـــ ..قاطعه طارق للمرة الثانية وهو يشكره ثم

ودعه بعجل ونظر لأمل التي مازال يرى نظرات الشك تنفذ من عينيها ..
قال وهو غير متأكد من تصديقها له : صدقتي ولا لسى تبين إثبات ثاني ؟؟
قالت له وهي متشكك من كلامه :طيب يمكن إتفقت معه على هالكلام .
هز رأسه وقد نفذ صبره منها وقال بمحاولة أخيرة وهو يدافع موجة غضب تكاد تظهر فتحرق كل ما أمامه وقال :

طيب وإذا قلت لك إنك قلتي لي لما دخلتك "الله يخلي لك أهلك وزوجتك وعيالك ويدخلك الجنه بغير حساب "

تذكرينها ولا لا .
كانت شبه مصدقة لكلامه وحين قال لها عن دعوتها التي لم تحدثه عنها صدقت وأعتمر الفرح قلبها لأنها تمكنت

من معرفة من له جميل عليها والتي عاهدت نفسها بأن تنفذ له أي رغبة يرغب ولكن توترت عندما نظرت لطارق

الذي ينظر لها بعينين متفحصة وقالت له بتلعثم : طــ .. طيب خلا .. خلاص صدقتك بس ..صمتت تحيك في نفسها

صيغة الكلمات التي ستقولها له وبعد لحظات قالت وهي تتمالك من توترها .. أنا قبل قلت إذا عرفت إللي ساعدني

وطلب أي شيء مني ما راح أتردد بخدمته وعشان كذا ..نظرت له بهدوء وجدية .. أطلب يا طارق إللي تبي وما راح أردك بإذن الله .
********
********
بعد شهر ..
*عادت الحياة بين أمل وطارق كما كانت ولكن يغلفها البرود من طارق والصد من أمل التي لم تنسى جراحها منه

رغم فرحتها بحملها الذي تبينته بعد أسبوع من عودتها لطارق والذي عبر عن فرحته بهذا الخبر بابتسامة باردة

وصمت , وهي الآن تستعد للإختبارات النهائية بعد أن إجتازت الفصل الاول بنسبة عالية ..
*أما عائلة عمها أبو طارق فلم يحدث أي حدث خلال الشهر سوى الحفلة التي أعدتها أم طارق بمناسبة عودة أمل

لإبنها ..
*أما شادن وشهد فكل واحدة منشغلة بعائلتها مع إستمرار زيارتهما لمنزل والديهما .
*نهى منشغلة بدراستها فقط .
*والد أمل يستعد اليوم لحفل ملكة وزواج بسيط على ريم والتي جمعت بينهما أمل بعد أن أحست بوحدة والدها

فعرضت عليه ريم فوافق عليها بعد لائحة طويلة من المدائح ثم أخبرت ريم برغبة والدها فوافقت بعد إستخارة

واستشارة .
*سلمى لا أحد يعلم أين هي .
*سعود بعد أن عاد مع رفاقة الذين يتهربون منه كأنه مجروب أثر ذلك في نفسيته فحبس نفسه في منزله البارد

بعد أن كانت تقام به الليالي الحُمر والرذائل أصبح مأوى لمريض لا يرجى شفاؤه إلا بإذن الله واكتشف أن شركته

تعرضت للإفلاس بعد المبلغ الذي دفعه للغانية وبعد أسبوعين زاراه وليد وسلمان وأعربا له عن رغبتهما في

الإعتذار لطارق عن كذبتهما الشنيعة في حقه وحق زوجته فبكى سعود ندماً على ما فعل وقال لهما أن يقولا له عن

مدى ندمه لفعلته وأنه يعتذر منه وعندما ذهبا له واعترفا بفعلتهما غضب وهاج عليهما وسألهما عن سبب

إعترافهما الآن بالذات أخبراه عن سعود وما أصابه وعن حالته وعن ندمه على ما فعل فأضمر طارق نفسه أنها

ربما تكون"دعوة مظلوم أصابت ظالم" وأخبرهما أن يعجلا به للحجر الصحي فتم ذلك رغم رفض سعود لذلك

وعصيانه ولكن كيف سيقاومهم .
*********
بعد أن أكملت هي ونهى وشادن مساعدة والدة ريم جلسن مع ريم المتوترة والتي كانت تحت يدين المزينة وكن

يسلينها قليلا وبعد نصف ساعة ذهبتا شادن ونهى لمنزلهما حتى تستعدا أما أمل فجلست معها وهي تنظر لها

بصمت فرضته المزينه عليهما ولما طال الصمت سرحت وهي تبتسم بحالمية وتتذكر توصيات طارق لها قبل أن

تأتي لريم ربما كان يغلف كلماته البرود لكن يظهر الإهتمام من عينيه وهو يوصيها قائلاً "أمل لا تتحركين كثير

وتجهدين نفسك إبعدي عن أي شيء يضرك و لا تشيلين شيء ثقيل طيب " ثم ردت عليه حينها وهي تبتسم وتتدلع

"ليش كل هالتوصيات هذا خوف علي ولا على إللي ببطني ؟؟" نظر لها لحظتها بنظرة لا تنساها وقال وهو يغادر

المكان "كلكم".
تنبهت من سرحانها على صوت ضحكات شادن وريم اللاتي ينظرن لها بمكر إحمر وجهها من نظراتهم وزاد عندما

قالت شادن اللتي لم تشعر أمل بحضورها : إللي ما خذ عقلك هههههه أكييييد أخوي صح .
وضحكن عليها أكثر وهي تأخذ المخدات الصغيرة وترميها عليهن وهي تشعر بالخجل منهن .
إنقضت مراسم العقد ثم الحفل البسيط وبعد ذهاب الضيوف دخل والد أمل بهيبته وهو يلبس البشت الأسود وتزين

لحيته شعرات بيضاء زادته وقاراً وهيبة , تقدم للمجلس الذي تجلس به ريم بفستانها الفيروزي المخصر على

جسدها الصغير والتي بدت فيه رائعة وقف أمامها وحياها ثم مد يده لها وهي بدورها مدت يدها وصافحها ثم قبل

جبينها ثم جلس جوارها وهو يبتسم لإبنته التي تبدو في غاية الفرح وبعد مضي دقائق ألبسها طقم ناعم من الذهب

وجلسا قليلا ثم قال لها بأن تستعد ليغادرا لمنزلهم الذي أعيد ترميمه وصباغته وتأثيثه بمساعدة أمل وعندما ركبا

السيارة أنطلقت بهما السيارة ولم تمضي سوى دقائق حتى رن هاتفها وإذا به طارق يستحثها هي وأمه على

الخروج حتى يغادروا .
******
عند العريسان ..
بعد أن دخلا لمنزلهما أدخلها للصالة وجلست ثم جلس بجوارها وهو يبتسم بطيبة لها وهي بدورها أحست بمودة

ناحيته تقدم منها ووضع يده على رأسها ودعا "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها

وشر ما جبلتها عليه" ثم قال لها آمراً بلطف : قومي غيري عشان نصلي .
هزت رأسها بإيجاب وهي خجلى من لطفه ونهضت وغيرت لباسها وخففت من مكياجها الناعم وخرجت إليه وهي

تحمل جلال الصلاة وهو بدوره فرش سجادتين لهما , بعد أن صليا إستأذنته بأنها ستتصل على والدتها لتطمأن

على إبنيها وعندما أنتهت من مكالمتها جلست مقابلة له تفصل بينهما طاولة عليها عشاء خفيف وبعد لحظات من

الصمت قال أبو أمل بلطف : ريم ..رفعت رأسها لتنتبه لكلامه وأكمل.. إن شاء الله ما تندمين إنك وافقتي علي وبإذن

الله راح أكون الأب لعيالك وكل إللي أبيه منك الإحترام والمودة وبإذن الله ما راح أقصر بشيء عليك ..وأكمل يسألها

.. إيش تبيني أسويه لك ؟؟ نبي نتفق من بداية حياتنا عشان بإذن الله ما نختلف .
قالت ريم بهدوء يشوبه الخجل : سلامتك ما أبي إلا تكون لعيالي الأب وأنا بإذن الله ما راح أقصر ناحيتك بشيء .
إبتسم لها وبدأ يأكل بعد أن أمرها بلطف وود أن تأكل .
******
في ذات الوقت ...
عندما صعدت أمل للجناح وقد سبقت طارق الذي كان يتحدث مع والدته جلست على كنب الصالة لترتاح قليلاً فهي

بعد المجهود الذي بذلته رغم قلته في حفلة زواج والدها إلا أنها مرهقة وذلك ربما بسبب إستيقاضها المبكر ,

أغمضت عينيها وهي تفكر أنها ستذهب بعد الراحة لتغير فستانها الناعم ذو اللون التفاحي الفاتح والذي أظهرها

في الحفل بإطلالة رائعة مع مكياجها الذي دمج به اللون التفاحي باللون الفوشي بطريقة رائعة وقد رفعت شعرها

كاشينون ناعمة بلفافات رقيقة أبرزت طول عنقها الدقيق , لم تشعر بنفسها وهي تغفوا إلا عندما أحست بحركة

قريبة منها وأنفاس حارة تلفح وجهها ففتحت عينيها ورأت عينيه أمامها تتألق بلمعان غريب ورائع وهو يبتسم

نصف إبتسامة تبدوا ساخرة أو باردة ولكنها تشعرها بالحرارة من أثرها وارتفاع في نبضات قلبها , طالت النظرات

بينهما وهم صامتون وأخيراً نطق بصوت أجش : أحد قال لك أنك اليوم مثل البدر يوم التمام .
تلونت خديها بالحمرة وهي تطرف بحياء وصمتت فأكمل هو بعد لحظات قائلا بهدوء بااارد وهو يبتعد : يلا ننام .
إستغربت تغيره , في لحظة يبدوا لها كالعاشق المتيم بها ولحظة أخرى ينقلب تماما , نهضت وتبعته بذات الصمت

الذي لازمها منذ دخول جناحهما .
******
في صباح اليوم التالي ..
أيقضها طارق لتستعد وتذهب معه للمستشفى وعندما نهضت سارت باتجاه الحمام "كُرمتم" ونظرت لعينيها في

المرآه فهي في الليلة السابقة وهي تزيل المكياج من وجهها دخل المنظف لعينها اليمنى من شدة إرتباكها من

نظرات طارق المسلطة عليها , احمرت عينها وعندما إستيقضت للفجر كانت مغلقة وملتهبة فأصر طارق على

إصطحابها لطبيب عيون فوافقت بعد إلحاح منه وهي الآن تستعد لذلك ..
نزلا من السيارة ودلفا المستشفى وسارا باتجاه قسم العيون واخذ لها موعد عند طبيب العيون وجلست في

استراحة النساء حتى وقت حضور الدكتور التي قيل أنه في جولته الصباحية على مرضاه وبعد مدة أتى الطبيب

دخلت عنده وكشف عليها ثم صرف لها الدواء اللازم بعد أن علم بحملها وعند خروجها سارت برفقة طارق قليلاً

واستوقفها ما رأت وومض عقلها بذكريات قريبة ولكنها تبدوا بعيدة ((عندما خرجت من المشغل مشت قليلا باتجاه

الشارع العام مرت بجانبها سيارة فخمة عرفت صاحبها و رأت أن السيارة عادت متوجهة إليها وابتعدت عن طرف

الرصيف وما هي إلا لحظات حتى أوقف سيارته بمحاذاتها وأنزل زجاج السيارة ..
: أمل تعالي إركبي .
تفاجأت بأنه عرفها وردت عليه بصوت قوي : بأي صفه أركب معك .
أعجب بردها وكبرت في عينه : اعتبريني تاكسي واركبي .
أمل باعتراض : ومن قال لك إني باركب تاكسي , يلا توكل , الله يستر عليك .. أسرعت
في مشيها وهو مازال يلاحقها .. تأففت منه ووقفت ..
أمل بعصبية : نعم مالك نيه تبعد عني ياخي استح على شيبتك عيالك قدهم كبري وأنت
تلاحقني ما تخاف ربي يردها لبناتك .
صدم من قولها فهو ليس بذلك الكبر أما أبنائه ليسو كبار مثلها : أنا ما في نيتي أي شر
وأنتي أكيد عمرك فوق العشرين يعني يناسب أتزوجك وبعدين عيالي أكبر واحد عمره تسعطش سنه .
ذهلت أمل من عرضه من جهة ومن كلامه من جهة أخرى وتكلمت بضعف: إبعد عني الله يخليك
إيش تبي بمطلقه ومعاها ولد ولساتها مادخلت الثمن طعش وأهلها ما يبونها .. وإبتعدت عنه ))
إنتبهت ليد طارق التي تشد عيها وصوته وهو يهمس لها بين أسنانه بغضب : أمل ليش تطالعين فالرجال ؟
نظرت له أمل بغضب لتشكيكة مرة أخرى بها وقالت بغضب مكتوم : ما كنت أناظر بأحد بس كنت سرحانه ..تسائلت

بحنق .. حتى السرحان حرام ؟؟ ..وهي كانت صادقة بكلمتها أنها لم تنظر له إلا لمحة وعرفته ثم سرحت وكأنها لا

ترى أمامها شيء ..
نظر لها بغضب ودفعها بخفة وهو يقول ببرود : روحي إجلسي لما أصرف الدواء وراح أدق على السايق يجي لك.
هزت رأسها بإيجاب وذهبت للإستراحة والتي وجدت بها عدة من النساء بعد أن كانت فارغة عرفت إحداهن

وجلست بجوارها بعد أن ألقت عليهن التحية وبعد صمت بسيط قالت أمل بهدوء : كيفك العنود ؟
إلتفتت العنود باتجاه أمل التي مازالت محتفظة بغطائها على وجهها وقالت بتساؤل : مين إنتي بس لحظة ..وكأنها

تذكرت صاحبة الصوت وقالت بعبرات مخنوقة .. إنتي أمل صح ؟؟
ردت أمل بهدوء يشوبه الحنين : إيه أنا أمل ..وفتحت غطاء وجهها ونظرت لها ولكن العنود لم يتغير من وضعها

شيء بل بكت بحرقة وألم وهي تقول لها ..
العنود ببكاء : أمل الله يخليك سامحيني أمل ..وأخذت تبحث عن يدي أمل حتى وجدتها وأمسكتها بيديها وقالت

برجاء .. أمل الله يسعدك سامحيني ..وشهقت عدت شهقات متتالية وأكملت .. ربي عاقبني على ظلمي لك وإبتلاني

آآآآهـ يا أمل دورت عليك عشان أستسمح منك ماحصلتك ..ورفعت يديها لتقبلها فسحبتها أمل وعيناها تدمع وكأنها

ضربت على رأسها بمطرقة حديدية من شدة الصدمة وهي تصرخ بداخلها "العنود عميت يااا الله"..
قالت أمل بتأثر وهي تحتضنها : خلاص العنود لا تتعبين نفسك أنا مسامحتك وأصلاً عمري ما زعلت عليك أو

دعيت عليك والله يشهد عليّ .
زاد بكاء المرأة وهي تقول بتأثر بالغ : تغلبين الكل بطيبة قلبك يا أمل الله يحفظك ويخليك للي يحبونك .
مسحت أمل عينيها وقالت وهي تحاول التماسك من الصدمة التي أصابتها : تسلمين ..ومدت لها بمنديل ومسحت

الأخرى عينيها وهدأت قليلاً ثم قالت أمل تسألها .. العنود إيش صار لعيونك ؟؟
تنهدت الأخرى بهم وقالت تحكي : آآآآآهــ يا أمل سالفتي غريبة , من مدة صرت أحس عيوني بدا يضعف نظرها

وبديت أحس بصداع قوي رحت لدكاترة كثير وكل واحد يعطيني تشخيص غير إستغربت كانت عيني طيبة إيش إلي

قلب حالها ما عرفت إيش إللي صار إلا لما جيت هنا كشف علي هذا الدكتور وبعد أشعة وتحاليل إكتشف إن

الأعصاب حولين العين أتلفها نمص الحواجب وعرفت لحظتها إنها عقوبة من ربي أنا لما كنت أحف حواجبي أدري

إنه حرام وأسمع نصايحك و أصم أذني ناحيتها وإلحين ندمت إني ما سمعت كلامك لكن إذا فات الفوت ما ينفع

الصوت .
ردت أمل وهي متأثرة بقصتها قائلة : أذكري الله ..تمتمت الأخرى بــ لا إبه إلا الله محمد رسول الله , وأكملت أمل

تدعو لها .. أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك , وما إبتلاك ربي إلا ليطهرك من ذنبك عشان كذا أصبر

وأحتسبي .
العنود بهدوء : آآآمين , إن شاء الله ربي يصبرني على ما أبتلاني ..صمتت لحظة وقالت تغير الموضوع ..بنات

المشغل كلهم إشتاقوا لك .
ابتسمت أمل لها بحب : حتى أنا اشتقت لهم ودايم توصلني أخبارهم مع ليلى .
العنود متفاجأه : ليلى تكلمك ؟؟
أمل بهدوء : إيه يمكن ما كانت تقولك عشان ما تضايقك .
العنود ردت : لا بالعس كنت راح أفرح وأنا من زمان أبيك بس ما كنت أقول لهم .
أمل : أها طــيـــ ..توقفت عندما سمعت طارق يناديها حتى تأتي فنهضت وهي تستأذن من العنود وخرجت له ..
وعندما عادت وهي تحمل كيس به أدويتها جلست بجوار العنود مرة أخرى فقالت العنود تسألها : مين إللي ناداك؟؟
ردت أمل بخجل : طارق زوجي .
قالت الأخرى متفاجأة بفرح : صدق مبروووك ألف مبرووك يا عمري ..وأكملت تسألها .. من متى تزوجتي ؟؟
ردت أمل بذات الخجل : لنا مدة وإحنا متزوجين ..وأكملت بعد صمت .. وأنا إلحين حامل وداخلة الشهر الرابع .
العنود بفرح : ما شاء الله ربي يتمم لك ويرزقك بره يارب .
ردت أمل : آآآمين .
وإفترقتا عندما حضرت سيارة أمل بعد أن تبادلتا الأرقام .
******
في المساء
عندما دخل طارق الجناح كانت أمل ترتبه قبل أن تذهب للنوم فجلس أمام التلفاز بالصالة وناداها وامرها بالجلوس

فأطاعته وجلست وعم الصمت للحظات ثم قالت تستحثة : طارق فيه شيء بروح أنا مشغولة .
نظر لها للحظة ثم قال بهدوء يشوبه توتر ظهر بطريقة شده على يديه : ممكن تفسرين لي إللي حصل اليوم ؟؟
أخفضت أمل رأسها تفكر ثم رفعته وهي تقول بثقة : ما صار شيء ..وقالت بتملق.. إنت شفت شيء صار؟؟
نظر لها بنظره حارقة كادت تحرقها فتكلمت قائلة بنبرة متماسكة بعد أن أثارت نظرته الرعب في قلبها : كل

الموضوع إني شفت رجال وتذكرت موقف حصلي وأتذكر قلته لك .
طارق باستغراب سألها : أي موقف ومين هو الرجال ؟؟
أمل بهدوء : الرجال زوج صاحبة المشغل أما الموقف لما لحقني يوم طردتني زوجته من المشغل .
هز طارق رأسه بإيجاب ونظر لها بنظرة مبهمة أثارت الكثير فيها وقالت بحزم متجاهلة مشاعرها : أظنك عرفت

موقفي منه ومن كل الرجال وما كان له داعي نظرة الشك هذي وأبيك تعرف إني موب أنا إللي أخون زوجي مهما

حصل ..ونهضت وهي لم تعطه مجال للرد ودخلت غرفة النوم وأغلقت الباب خلفها ..
******
مرت ثلاثة أسابيع إنشغلت بها أمل وشادن وكذلك نهى بالإختبارات وقد بذلت كل واحدة ما بوسعها .
منذ أربعة أيام أنهت نهى إختباراتها أما أمل وشادن هذا اليوم هو آخر يوم بالإختبارات .
عادتا من المدرسة بعد وداع مثقل بالدموع مع زميلاتهن ودخلتا وهما تجرا أرجلهما جراً وأعينهما مثقلة بالنوم

بعد تعب ثلاثة أسابع فدخلت كل منهما جناحها وتمددت بلباس المدرسة وغطتا في نوم عمييييق .
***
في المساء
عادت شادن لمنزل زوجها بعد أن استأذنته لأسبوعين لتذاكر بمنزل والدها فوافق على طلبها أما أمل أستعدت

وذهبت لمنزل والدها الذي إشتاقت له فهي لم تكن تراه هذه المدة بل كانت تتواصل معه عن طريق الهاتف .
***
دخلت لمنزل والدها وهي تحمل سلال الحلوى الفاخرة فهذه أول زيارة لمنزل والدها بعد زواجه , ابتسمت بفرح

عندما سمعت صوت والدها يلعب مع الصغار عندما فتحت لها ريم التي رحبت بها بحفاوة وجزل وأدخلتها على

والدها الذي تفاجأ بها وهب واقفاً يرحب بها ويحتصنها بفرح أما هي فقد تفاجأت كثيراً يبدوا والدها سعيداً وبصحة

جيدة حتى أنه يظهر أنه أكتسب عدة كيلوا جرامات أكسبته المزيد من الهيبة , عندما جلس الجميع حول طاولة

القهوة فرح الأطفال بالحلوى والهدايا التي أحضرتها لهما وقبلنها فقال لهما والدها : عمّار , لمار ..رفعوا رأسهم

له منتبهين فأكمل بمرح .. مين هذي ؟؟
قالا الصغار معاً : هذي خاله أمل .
ضحك أبو أمل وقال نافياً : لا يا حلوين هذي أمل أختكم لأنها بنتي وأنا بابا إبراهيم طيب ياحلوين .
رد الأطفال بفرح : طيب ..قالت لمار تسأل ببراءة ..أختي أمل إنتي ماما جابتك مثلنا ؟؟
ضحك الجميع على برائتها وقالت أمل ترد عليها بحب : لا حبيبتي أنا أمي راحت بعيييد لكن بابتنا واحد فهمتي

حبيبتي .
إبتسمت الصغيرة ببراءة لا مثيل لها قالت : فهمت .
قالت ريم بأمر : يلا كفاية حلاوة كل واحد يروح ينضف أسنانه ويجي .
هز الطفلان رأسيهما بطاعة ونهضا يلبيان أمر أمهما .
وأكملت ريم تسأل أمل بحب : ها أموله كيف الحمل معك ؟؟
ردت أمل بخجل : الحمد لله ماشي الحال موعدي يوم السبت يعني بعد ثلاثة أيام .
ريم بهدوء ومحبة : الله يوفقك وييسر لك .
فقالت أمل وهي تنظر لوالدها وريم معاً : آآآميين وعقبالكم إن شاء الله .
********
مر اليومين التاليين بهدوء وأتى يوم السبت وبعد صلاة العصر إستعدت أمل للذهاب مع طارق لموعدها عند طبيبة

النساء وعندما دخلت عندها وبعد كشوفات روتينية كالضغط ونسبة الدم طلبت منها الدكتورة أن تستلقي لتعمل لها

الأشعة التلفزيونية (السونار) وعندما تمددت كشفت الدكتورة بمساعدت الممرضة عن بطنها وبعدها وضعت الجل

ثم بدأت بتمرير الجهاز إقترب طارق ليرى الشاشة ويتكلم مع الدكتورة بلهجة رسمية لم تخفي فرحته التي إنتقلت

إلى أمل عندما إستمعت لنبض الجنين فدمعت عينها من الفرحة إقترب طارق منها وقال يهمس بخوف إلتمسته من

نبرة صوته وهو يقول : أمل إيش فيك تعبانه ولا شيء ؟؟
إلتقطت أمل يده التي كانت موضوعة على السرير قربها وضمتها بين يديها ثم قالت هامسة له وعينيها تلمع

بدموع كأنها النجوم : طارق سمعت هذا صوت نبض قلبه سمعت ..تنهدت بفرح وسعادة وأكملت بذات الهمس ..

الحمد لله إللي عوضني بعد إبراهيم الحمد لله ما كنت أتصور إني بعد الضياع والشتات إللي عشته راح تستقر

حياتي .. نظرت له بإمتنان وقالت .. شكراً طارق رغم كل شيء صار بينا شكراً ..وقالت لنفسها "أحبك" وودت لو

تصرخ بها وهي لم تعلم أن عينيا نطقتها قبل شفاتها وربما فهمها طارق ووعاها , تأكدت من ذهاب الدكتورة

والممرضة قبلت يده التي مازالت ممسكة بها ثم أنزلتها بهدوء ونهضت بذات الهدوء وطارق مازال متجمد في

مكانه ..
********
في الأيام التالية كانت بين أمل وطارق مودة ظاهرة وكان كل يوم يذهبان معاً إما لمطعم أو منتزه وأكثرها البحر

فقضوا أوقات ممتعة قربت بينهما كثيراً حتى أتى يوم الأربعاء وهو اليوم المحدد لإظهار النتائج ..
لم تنم أمل جيداً ليلاً وبقيت مسيقظة وهي متوترة حتى أن طارق أنبها على ذلك وأخبرها أنه يضر بصحتها وصحة

الجنين فأخبرته أنها قلقة من النتيجة فطمأنها أنها قدمت جيداً وليس عليها أن تخاف ..
وعند الساعة الثامنة والنصف إستقلت السيارة السائق وزوجته وذهبت باتجاه بيت شادن حتى يذهبا معاً لاستلام

النتيجة ..
بعد لحظات قلقة ومترقبه في السيارة خرجن منها ودخلا للمدرسة واتجها لمكان تسليم النتائج وما هي إلا لحظات

حتى تعالت هتافات شادن و ضمت أمل بشدة والتي كانت هي أيضاً فرحة بنتيجتها ونتيجة شادن المشرفة ..
عادا للمنزل وقد ذهبت معها شادن لتفرح أهلها بعد أن بشرت زوجها عن طريق الهاتف أما أمل فلم تتجرأ أن تكلمه

رغم التقارب الكبير بينهما في الفترة الماضية إلا أن هناك حاجز بينهما يأبى أن يهد , أرسلت له رسالة كتبت بها

"طارق أبشرك جبت نسبة حلوه ما بقولها لك إلا لما أشوفك ؛-)" .
عندما وصلن للمنزل أخبرا الجميع بنسبتهما ثم جلسن يتحدثن بفرح ظاهر وماهي إلا لحظات حتى سمعن صوت

إنطلاق رسالة من جوال أمل غمزت لها شادن بمكر : أكيد رسالة من عند الحبيب يهني .
إحمر وجه أمل خجلاً وأشارت لشادن بتهديد حتى لا تنتبه لها أم طارق ولكنها رأتها فانطلقت الضحكات على

وجهها المنحرج فنهضت هاربة وبررت لهن : عن إذنكم عندي شغلة بالجناح ..وذهبت قبل أن تسمع ردهن ولكن

سمعت صوت شادن تقول بصوت عالي تبعها .. (معك شغلة ولا تبين تشوفين رسالة الحبيب)
توعدتها بنفسها قائلة "والله لوريك ياشادن زفت طييب " وفتحت الرسالة وهي متلهفة لرده الذي كان "ألف

مبروك أمولتي وتستاهلين أحلى هدية تجهزي الليلة عشان أوريك هديتي لك على النسبة اللي ما أعرفها ؛-( بعد

العصر تكونين جاهزة ولابسه عبايتك لا تنسين " هتفت أمل بفرحة وهي تكاد تقفز : قال لي أمولتي أنا أمولته

أحبك أحبـــــــــــــــــــك مووووت يا طاااارق ..وهبطت همتها قليلاً وهي تهمس لنفسها .."بس ياليت تحبني

ياطارق مثل ما أحبك" ..صمتت لحظة وقالت تحدث نفسها "أقوم أجهز لباسي وأنام لي شوي قبل الظهر".
حضرت لباسها ولوازمه ثم تمددت على سريرها وهي تفكر في طارق حتى غلبها النعاس ونااامت .
*******

*******


في العصر..
جلست في الصالة السفلية مع أم طارق وهي ترتدي عباءتها ولفت الحجاب على رأسها ولم يظهر منها سوى

وجهها المزين بمكياج ناعم باللون الزهري فأكسب وجهها نعومة وبراءة , أخذت تتحدث مع أم طارق بأحاديث

مختلفة وعقلها يدور بفكرة واحدة أو بالأحرى بشخص واحد وهو طارق وهي تستغرب عدم حضوره وقت الغداء

وتعذره بعمل طارئ أتاه وفي منتصف الأحاديث إنطلق صوت رنين هاتف أمل وإرتفع نبضها عندما علمت من

صاحب الإتصال فقط من صوت النغمة المخصصة له رفعته وهي خجلى من نظرات أم طارق المحبة والمتسائلة

فقالت لها أمل وهي ترفع السماعة : هذا طارق الظاهر جاء ..وفتحت الإتصال وردت على تحيته ثم قوله لها

باستعجال أن تخرج فقالت وهي تنهض .. طيب إلحين جايه .
قالت أم طارق : خلاص رايحين ؟
ردت أمل وهي تربط نقابها : إيه طارق برا ينتظرني .
فقالت الأخرى بحب تدعوا لهما : الله ييسر دربكم ويحفظكم .
همست أمل بــ"آآمين" وقالت مودعة : مع السلامة يمه.
ردت الأخرى : مع السلامة ..وأضافت.. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
خرجت أمل من المنزل وهي مستبشرة بدعوة أم طارق لهما وكذلك فرحه بلقاء طارق .
دخلت السيارة بهدوء وألقت التحية على طارق ورد عليها بذات هدوئها وفور إغلاقها للباب إنطلقت السيارة

مضت الدقائق الأولى بصمت قطعه طارق سأل بحماس : يلا قولي نسبتك ؟؟ ..وأضاف .. شوفي أنا مقابلك ..

وابتسم لها..
خجلت من إبتسامته ولكنها تجرأت قليلاً قائلة بفرح : نسبتي 99.58 .
رد عليها طارق بحماس وهو فرح لأجلها : ألــــــف مبرووووك والله تستاهلين أحلى هدية عليها وعقبال السنة

الجاية تجيبي نسبة مثلها وأحسن كمان .
ردت أمل بخجل : الله يبارك فيك ومشكووور وما تقصر .
صمت الطرفان للحظة وسألها طارق بعدها : أمول شادن كم نسبتها ؟؟
ردت عليه بحماس : يلا توقع .
قال بتفكير : أممممم ما أدري بس أضن إما 96 أو 97 .
فقالت له له بذات الحماس : صح نسبتها 96.90 ..وسألته بعد صمت لحظة .. لسا مطولين ؟
فرد عليها مستفهماً : تعبتي ؟
ردت : لا بس الطريق طال .
قال طارق بتجهم مصطنع : أفا مليتي مني .
قالت تنفي بفزع : لا لا والله موب قصدي كذا .
أنفجر ضاحكا وهو يقول : إيش فيك خفتي ترا أمزح معك بس ..وأوقف السيارة بعد مدة بسيطة أمام البحر ويحاذيه

مبنى رائع التصميم وقال لها .. يلا أنزلي وصلنا .
ترجلا من السيارة وسار ثم تبعته باتجاه المبنى وعندما دخلا وأغلق طارق الباب قال لها أن تخلع عباءتها فخلعتها

ونظرت للمكان مبهورة من جمالة وروعة تنسيقة رتبت عباءتها ووضعتها جانباً وسارت في المكان تستكشفه أمام

نظرا طارق المبهوره من جمالها بلباس الحمل الزهري والذي أبرز بطنها الصغير بنعومة وجمال إلتفتت له فرحة

وهي تقول بحماس : المكان يجنن مرره .
رد عليها بغموض : ولسا ما شفتي شيء .
قالت بفرحة : فيه أحلى من كذا ؟؟
هز رأسه إيجاباً بذات الغموض وتقدم منها وأمسك يدها وجرها معه لغرفة في الركن وقفا أمام الباب وقال لها :

الهدية ورا الباب إن شاء الله تعجبك .. ثم قال لها أمراً بلطف.. يلا أفتحي الباب .
ترددت لحظة وهي تنظر له ثم تشجعت وفتحت الباب ووقفت مذهـــــــــــولة ..
كانت الغرفة جميــــــــــلة جداً ومنمقة بطريقة رائعة تجمع بين الورود الحمراء والزهرية تلفها أقمشة من الشيفون

الزهري وتلتف حولها شرائط حريرية حمراء ولا يضيئ الغرفة سوى الشموع فكست المكان جو من الشاعرية

الحالمة ويتوسطها طاولة بها قالب من الحلوى بشكل قلب وعلب مرصوصة حوله بتناسق بها هدايا مختلفة واحدة

عقد ماسي رائع وزوجان من حلق الأذن وساعة ذهبية مذهله وعلبة صغيرة بها خاتم ناعم تقدمت وهي مذهولة

ومأخوذة من الجمال حولها وتوقفت أمام قالب الحلوى المغطى بالشوكلا والمكسرات ويتوسطه قلب أحمر كتب

عليه بالشوكلا البيضاء "ألف مبروووك (أمولتي) وعقبال الدكتوراه" خالجها في تلك اللحظات شعور يفوق الخيال

غامت عينيها بالدموع والتفتت لطارق الذي وقف بجوارها وقالت وهي فرحة وبصوت مخنوق من الدموع وهي

تشير بيديها للغرفة : طارق كل هذا سويته عشاني أنا ..وهي تشير بسبابتها إلى صدرها..
نظر لها بعينين تلمعان وإبتسامة رقيقة : أنتي تستاهلين كل هذا وأكثر بعد .
نزلت الدموع المتجمدة وقالت بحب : لا هذا كثير كثثثثير علي .
تقدم منها أكثر ومسح الدموع برقة وقال وهو ينظر لعينيها : لا موب كثير وبعد ما أبي هالعيون الحلوة تدمع ما

أبي أشوف إلا ضحكتك وبس .
تمعنت في عينيه وهمست "أحبك" فلتت منها بلا شعور فهي ما يختلج صدرها منذ شهور ولا تعلم هل سمع أم لا

بسبب تجمده أمامها كالتمثال فقالت له تنبهه : طارق .
إنتبه لها وقال بلهفه ظهرت جلية على صوته : إيش قلتي ؟؟
قالت أمل بغرابة : إيش قلت !! ما قلت شيء .
قال طارق بذات اللهفة : بلى قلتي أنك تحبيني ..وأكمل راجياً .. قوليها أمل من جديد .
قالت أمل بحب وهي تهمس وخديها يحترقان من الخجل : أحبــــــك .
إقترب منها كثيراً وأمسك بيديها ونظر بعينيها بنظراته المتأججه بلمعان مذهل وهمس بصوت أجش وبذوبان: إذا

إنتي تحبيني أنا ..صمت لحظة وهي تترقب لما سيقول ..أنا أعشقك أموووووت عليك أهووووس بك وأهييييييييم

بعيونك إللي ذبحتني ونظرتك البريئة اللي صرت مجنونها ..صمت وأجلسها ومازال ممسك بيديها وهي جاء دورها

لتتجمد وأكمل بذات الذوبان والحب المتدفق من نظرة عينيه .. من أول يوم شفتك , شفت لحظتها طفلة تترجى

ينقذونها وجنينها كنت مار لحظتها وسمعت الصراخ المكتوم والترجي للحارس إنكسر قلبي عليها قلت لهم

يدخلونها وما أهتميت بأي مشاكل راح تواجهني أهم شيء إني أنقذ هذي الطفلة ولما سمعت دعوتك حسيتها طالعة

من قلبك أمنت عليها وطلبت من الدكتورة تهتم فيها ما أدري إيش السبب بس حسيت تجاهها بالمسؤلية حتى عند

الخروج سهلت الموضوع وبعد ما راحت تركت صداها بقلبي رغم إني كنت هذيك الفترة مازلت مجروح من سالفة

زوجتي وبعد سنتين لما جابوها بالنقالة وولدها ميت حزنت عليها وخفت منها ..صمت عندما نظرات الإستغراب

من أمل فقال يرد على نظراتها .. لا تستغربين إيه خفت منك على مشاعري الحية لك وإللي ما ماتت لسى , كنت

أحاول أبرر لنفسي وأقول أخاف أمي تتعلق فيها وما تتركها وأنا إللي كنت خايف إني أتعلق بك ولما جيتي لمكتبي

كنت أتصرف بطريقة عشان تنفرك وتبعدك عنا ولما طلبتي طلباتك حسيت بحزن على طلبك إنك تشوفين ولدك

وإنقهرت من طلبك للتحليل موب منك لا والله إللي يشوفك يوم تجين تولدين ويشوف إحتشامك وكمان إللي يسمع

صوتك القوي لما تتكلمين مع الرجال يشك بنفسه ولا يشك فيك , أنا إنقهرت عليك وأكثر قهري كان من زوجك إللي

ما اعترف بولده وما حافظ عليك وزاد قهري لأنك قدمتي كل إللي عندك عشان هالتحليل و بكل لحظة يزيد إعجابي

بك لكن بالمقابل أزيد من تحقيري لك عشان أبعد عنك وتبعدي عني ولما شفتي ولدك حسيت بحزن عليك وأنتي

تتكلمين معه ..توقف ومسح دمعتين سقطتا من عينيها وأكمل بلطف .. إيش قلت أنا ما أبي دموع ..ردت بابتسامة

وأكمل بدورة .. كنت أرمي كلمات جارحة أستغرب أنا نفسي منها عمري ماكلمت أحد بهالطريقة ليش أنتي بالذات

ولما سكنتي عندنا أهلي تعلقوا فيك حتى الصغار وأنا كنت أقول لنفسي هذا كله كذب وخداع وأنا متأكد إني أزيف

الحقيقة وبعدها لما بلغتي على سعود وشفته قدامي كان ودي أكسر راسه على نكرانه العلني وثقته لدرجة تشكك

أي أحد إلا أنا ما شكيت فيك لحظة ولما إتفقتي معي عشان الخطة وإني أتزوجك فهذي اللحظة إنرسمت قدام عيوني

صورة زوجتي الأولى وهي تتفق مع ولد عمها ضدي عشان تعطيني المخدر حسيت بلحظتها كل الإعجاب تحول

لكره وقررت إني أتزوجك عشان أربيك وتثاقلت المهمة هذي وحسيتها صعبه بالحيييل كل ما أتذكر إنك أمل إللي

ماشفت مثلها بالاحترام لكن ترجع همتي وفكرت تربيتك لما أتذكر خطتك وخداعك وزاد قهري أكثر لما قلت لك أبي

عيال ورفضتي قررت إني ماراح أتركك تنفذي كلامك بس تهديدي وكرهي كله رااح لما شفت كتلة البراءة والجمال

إللي جالسة قدامي حسيت بالإعجاب كله رجع لك وحدك لكن مادام غير لحظات ونفرتي مني وصرتي تستفرغين

خفت عليك لحظتها لكن نفورك مني بعدني عنك قلت الظاهر البنت أجبرت نفسها على الزواج مني وهي ما تبيني

وأنا كمان ما راح ألتفت لها وإللي ما يبيني مرة ما أبيه ألف مرة لكن ما ساعدتيني أنفذ كلامي كل يوم أشوفك أجمل

أسمع ضحكتك وبحتك فكلامك تلتمسها أذني وأنتبه لها وبعد هذا , كل ما أشوفك أجمل أجرحك أكثر, وفماليزيا لما

تكلمتي عن ولد جيرانك حسيت بغيرة راح تحرقني هذا وهو ميت كيف لوكان حي وصرتي قريبة مني وحسيت أني

ما أقدر أبعد أكثر عنك خلاص صرت ذايب لين صارت سالفة الأصنصير فهذي اللحظة الغيرة إللي بقلبي طلعت

وحرقتك شفت فيك وفاء تصرفت بطريقة عنيفة لدرجة حسيت أن الخوف إللي خف منك رجع من أول وجديد ندمت

على حركتي إللي سويتها وخليتك تبعدين عني أميااال , صرت أتجاهلك عشان ما أشوف نظرة الخوف إللي تشوه

عيونك وتجرح قلبي وفرمضان لما حصلتك بغرفتي حسيت بشوق لك حاولت أتقرب منك لكن خوفك منعني بعدت

ولما حصلت الملابس إللي جهزتيها مبخرة ومرتبه جذبتني ريحة العطر شميته وفرحت لأنك سويتي لي هذا لكن

إنفجرت الغيرة لما تذكرت إنك يمكن كنتي تسوين لسعود كذا ..
قاطعته أمل بحب : لا والله ما عمري سويتها لأحد سعود سنه ونص كنت عنده فالنادر أشوفه .
تنهد بهزل وحب : آآآهـ ريحتيني ..وأكمل بحب .. تذكرين لما رحنا بأبوك للشيخ ..هزت رأسها بإيجاب فأكمل .. لما

رجعت ودقيت على الباب وكان مقفول وما تردين كنت راح أنجن من خوفي عليك ولما فتحتي وشفت عيونك

الحمراء كرهت الحواجز وخوفك اللي بعدني عنك لحظتها تمنيت أضمك وأهديك لكني سويت العكس وجلست أهزئك

وبعدها هربت منك وعليك ولما رحتي لبيت أبوك وقلتي إنك راح تجلسين عنده فترة علاجه كبرتي بعيني كثيييير

واشتقت لك أكثثثر ولما قابلتك بعد أسبوع حسيت إش كثر كنت أحبك وكان ودي آخذك معي وأبعدك عن كل الناس

..تنهد واستغفر بتمتمة وأكمل .. أذكر كل مرة أطلب منك عيال كنتي تنفعلين وتبكين ويزيد خوفك إستغربت منك أنا

درست وعارف هالحالات لكن عندك عقلي يوقف عن التفكير والمنطق كنت ألح عشان العيال خايف أنك تصيرين

مثل وفاء إللي أكتشفت بعد موتها إنها تاخذ حبوب منع الحمل وحرمتني من هالنعمة بطيشها وما أبي المأساة

تتكرر من جديد بس بعد مدة حسيت إن إللي يصير معك ما له إلا سبب واحد كل مرة أبي أسألك أخاف تثبتين

هالكلام وأوقف لكن لما تجرأت وسألتك أثبتي لي صحة تفكيري وقلتي لي قصتك حسيت إني أناني ما فكرت إلا

بنفسي وأنتي تتعذبن عندي لحظتها فكرت أحل مشكتلك بسرعه موب عشاني لا والله ما فكرت هذيك اللحظة إلا فيك.
توقف وسألها : تتذكرين يوم عيد الفطر ..أجاب بعد أن أومأت بإيجاب.. كنت مقهور أنهم كلهم قريبين منك وما

تخافين منهم إلا أنا لدرجة إني غرت منهم حتى شادن ..ضحكت وتبعها بضحكة رطبت الأجواء ثم أكمل بعد توقفهما

.. باستمرارك فالعلاج حسيت أنك تقربين مني أكثر و ثقتك بنفسك تزيد وزاد لك حبي ولما إنتهى علاجك خلاااص

ما قدرت أصبر على بعدك وتعلقت فيك أكثر ولحظتها خفت ما أدري من إيش خفت لكن أكثر شي خوفني إن بعد

هالتعلق أفقدك ما قدرت إستحمل هالفكرة وجات مشكلة سعود مثل الشعرة إللي قصمت ظهر البعير حسيت إن

خوفي تحقق وما فكرت فيك كأمل إللي حبيتها لا فكرت أنك وفاء إللي خانتني وراحت مع ولد عمها وتصرفت بذاك

الشكل وأنا أحسن أني مغيب عن العالم وأنا موب أنا وأنتي موب أمل أنتي وفاء وتركتك عن أبوك وأنا لساتها

الفكرة ما دخلت بالي ومرت كل المدة إللي بعدها وأنا أحس إني غايب عن الواقع كانو يسألوني عنك ويلوموني

على تركك وأنا أصرخ بداخلي إنهم ما يسألوني عنك لا يسألوني عن وفاء الخاينة إللي كسرت كل ثقة فيني ناحية

الأنثى كنت أشوفك تجين المستشفى و أشوفك من بعيد كنت مشتاق لك لكن كلام سعود إللي قاله عنك هدم كل الثقة

إللي بنيتها لك وزاد ألمي وهمي لما أرسلتي النشيد لي يومها حسيت أفكار كثير تتصارع فيني منها إللي تقول

ظلمتك ومنها تقول لا أثق فيك مرة ثانية ومنها تقول ليش تعاتبني وأنا ما غلطت هي إللي غلطت وكثييير غيرها

أتعبتني وزادت همي ولما قابلتك سألتيني عن سبب سواتي فيك لحظتها بس فقت أن إللي سويته موب فوفاء لا بك

إنتي ولما تركتيني بدون ما تبررين حسيت إني أنحرق بداخلي وتمنيت كلمة تبرير وحدة لوكان سامحتك , لحظتها

قلتي إنك مستحيل ترجعين لي وطلبتي الطلاق , بكذا قطعتي الخيط الرفييع لي من أمل رجوعك وجرحتك بدل ما

أترجاك وباليوم إللي بعده سمعت عن مرضك لحظتها أنا إللي مرضت موب إنتي صرت أتجنب أسمع كلامهم عن

مرضك الغريب أكثر من مرة أوصل لبيتكم أبي أنزل عندك لكن أرجع بعد صرااع مع نفسي ولما دقت أمي علي جيت

وأنا أحس إني طاير من خوفي خلاص ما قدرت أستحمل فكرة فقدانك وآآآه ياقلبي لما شفتك كنت راح أجن كنتي

بدون أي حركة حاولت بكل جهدي أعالجك والحمد لله بعد ساعتين قمتي ما تدرين قد إيش فرحت وقلت أنهم كلهم

قلقوا عليك ما تدرين إني أكثر قلق وخوف عليك ولما جيت أروح كنت أتمنى تناديني عشان أرجع البعد عنك عذبني

.
قاطعته وهي توضح بعتاب : أنت لو إلتفت لي لو شفت قد إيش كنت أبيك ترجع ..رفع يديها وقبلها بحب وقال

بحنان .. يمكن هربت لأني خايف تنفضح مشاعري عندك .
نظر بعينيها وقال بجدية : ويوم كنت بالمكتب دخل عندي رجال وقال لي عن موضوعه الخاص فيني ولما قال

زوجتك وقفت وأنا من الغيرة ودي أكسر عظامة وقلت خلاص تحقق إللي خفت منه أنك صرتي مثل وفاء لكن لما

كمل حسيت براحة من جهه وذنب أكلني وحرق قلبي من جهه ثانية وزاد الألم لما أرسلتي الرسالة وقررت إني

مستحيييل أتركك لو أترجاك بس لا الترجي ما ينفع وأخواتي لما جو عندك يتروجونك موب أنا ارسلتهم لا أنا كنت

تعبان نفسياً وجسدياً حنوا علي وجو عندك يطلبون منك الرجوع لي وكنت ادق عليك أبي أي شيء يشجعني أجي

لك لكن ما حصلت غير التطنيش قلت مالي إلا أني أستفيد من الحل الأخير إللي سلمتيني إياه وهو رد الدين على

مساعدتي لكن صدمتيني لما شكيتي بصدقي عرفت لحظتها إن كما تدين تدان وأنا قبل ما صدقتك وجا دورك إنك ما

تصدقيني بررت لك ولما صدقتيني ونفذتي طلبي فرحت وكنت راح أطير لكن تصرفت معك بجمود لأن لو ظهر لك

حبي وفرحتي بتقولين هذا مجنون .
قالت له بحب : ما تصدق لو قلت لك إني حسيت أنك هو من يوم قلت لك قصتي ولما قلت لي موب ماني مصدقة لا

ما ني مستوعبة أن الإنسان إللي أنقذني وأحمل له جميل ما راح أنساه هو نفسه حبيبي .
رفع يديها وقبلها من جديد وضم كتفيها ووضعت رأسها على كتفه وقال بحب : أنتي حبيبتي وعمري وروحي كمان

..لفها له وواجهها وهو يقول بحب عميق .. أمولتي ما تدرين قد إيش فرحت لما طلعتي حامل رغم إني ما وضحت

وسويت نفسي ثقيل .
قالت بمزاح : أمووووت أنا يالثقييل .
ضحك عليها وشاركته هي بالضحك وعندما توقفا قالت له بحب : تدري طارق متى حبيتك ؟؟
أومأ بالنفي وهو ينظر لها بترقب فقالت بحب : من أول ما تزوجنا حسيت ناحيتك بمودة فطرية عمري ما حسيتها

ناحية سعود ويوم بعد يوم وأحس بمشاعري تكبر ناحيتك ولما نتكلم مع بعض أحس إني منجذبه لك لكن خوفي

خرب علي و لما تعالجت خلاص حبيتك وكنت بالقوة أمسك نفسي إني أقول أحبك كنت أقول لنفسي الرجال ما يحبك

ليش ترمين نفسك عليه رغم إنك دايم تشكك فيني وتقولي عني خاينة لكن كل هذا ما هز من حبي لك شيء لكن لما

رجعت لك بديت أتعلق بحبك أكثر لكن قهرتني لما شكيت فيني يوم شفت بدر زوج العنود بالمستشفى .
قاطعها طارق يبرر : لا ما شكيت كنت غيرااان وبمووت من الغيرة ما أبي عيونك تشوف أحد غيري أبد .
قالت له بثقة يخالطها خجل : ثق إني عيني ما تشوف أحد غيرك وما تتأملك إلا أنت .
رد عليها بذوبااان وهو ينظر لعينيها : فدييت عيونك يا حبي .
**********
: أمل حبيبتي يلا أوديك المستشفى .
نظرت له أمه وهي متوترة عليها وقالت : أتركها شوي أحسن تاخذ الألم هنا وما تروح إلا إذا قربت ولادتها .
صمت ونظر لزوجته التي تمشي بالصالة السفلية الكبيرة وهي تحمل قنينة ماء تشرب منها كل مدة وعينيها تدمع

من الألم وتضغط على شفتها السفلية لتمنع صوتها أن يخرج ولكن تظهر تنهدات الألم كل لحظة منها ويتألمان

الجالسان معها وفي قمة ألمها تذهب جرياً بما تستطيع من قوة للحمام "كُرمتم" وتتبعها أم طارق بخوف ولكنها

تعود لتمشي بمسارات وخطوات غير منتظمة .
تكلم بعد مدة : لا خلاص تروح أحسن يعطونها مسكن وترتاح من الألم .
قالت أمه وهي تلتفت مرة له ومرة أخرى لأمل : خلاص شوي وبعدها نروح .
طارق بتوتر: بس قرب الفجر وهي تتولد من الساعة وحده خلينا نـــ ..قاطعته صرخة أمل التي هتفت بصوت باكي

وهي تقول "يمه طااارق إلحقونيييي بولد " هب الجالسان بسرعة والتقطاها ألبساها عبائتها وهي تصرخ بضعف

ووهن وسارا بها للمستشفى بأقصى سرعة ..
دخلوا من باب الطوارئ وتلقفنها الممرضات بسرعة ولم تمضي سوى نصف ساعة عسرة على الجميع حتى

خرجت ممرضة بطفل صغييير جداً زهري اللون وعيناه مغمضتان أقبلت به لوالده وهي تهتف : دكتور تارك هزا

بيبي انتَ ولد .
كسى السرور ملامحة وأنتشل إبنه برفق من الممرضة وهو يقول : الحمد لله الحمد لله ..وسأل الممرضة.. كيف

زوجتي ؟؟
ردت المرضة : الهمد لله كويس بس هي نوم عسان تعبان سوي ..ومدت يدها لأخذ الرضيع ..يلا دكتور هات بيبي

ودي حزانه .
قال لها بهدوء : إنتظري ..والتفت لأمه الصامتة بفرح .. يمة شوفي ولدي .
ردت أمه بصوت باكي بعد أن مدت يدها لأخذه وضمت الطفل وهي تقول : الحمد لله "بارك الله لك في الموهوب لك

،وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره"
فرد عليها : "بارك الله لك وبارك عليك ، وجزاك الله خيرًا ، وأجزل ثوابك" ..ثم سألها لها بحنان وحب .. يمه ليش

تبكين ؟؟
ردت بعد أن أعادت الصغير للممرضة التي ذهبت مباشرة : من فرحتي الحمد لله أخيراً شفت عيالك الحمد لله ..

وأجهشت بالبكاء ..
اقترب منها طارق وقبل رأسها واحتضنها ثم قال : بإذن الله راح تشوفينه هو وأخوانه وأخواته يتزوجون وتزفينهم

بنفسك .
*******
في المساء ..
تجمع الكل في غرفتها وبدت أمل في غاية الفرح رغم التعب البادي عليها ولكن ما إن تنظر لولدها حتى تبتسم

ويضيء وجهها , قاطع تأملاتها سؤال شادن ..
شادن : أمول تعبتي كثير فالولادة ؟؟
نظرت لها أمل وقالت بمكر : إذا جربتي راح تشوفين ..ضحك الجميع فأكملت تسأل .. ليش تسألين ؟؟ ..ونظرت بها

بتفحص وأكملت .. ليكوووون ؟؟
فهمت الأخرى وهزت رأسها إيجاباً وهي خجلى فهتفت أمل : ياخاينة تحملين ولا تقولين لي خلاص زعلت .
أنتبه الجميع لكلامهما وتعالت التبريكات وهي ترد عليهم وردت على سؤالهم الموحد "متى حللتي ؟؟" فقالت :

اليوم بس دريت ؟؟
قالت شهد تخوفها : الله يعينك على التعب .
ففزعت شادن وقالت : للدرجه هذي متعب ؟؟
ضحكن على خوفها وتركنها بلا إجابة فالتجربة هي من ستجيب عليها .
*******
تسللت في القصر الخالي من الحياة نهاراً وفي الليل قمة الصخب والمياعة وهو الجو الذي ألفته كثيراً في حياتها

ولكنها الآن كرهته لإقترانه بالذل والحقد سارت وهي تتلفت لألا ينتبه لها أحد الخدم ودخلت إلى المطبخ وحملت

سكين تبدوا حادة من لمعان نصلها سارت بذات الحذر حتى وصلت لأبعد مكان في القصر وكان مخازن تكثر بها

الصناديق والأثاث القديم وأيضاً الحشرات جلست فلم يعد يهمها شيء لا تريد حياتها ملت من تكرار الأحداث بها

وتذكرت كيف يمثلون الإنتحار في مشاهد التلفاز فسارت على النهج فوضعت نصل السكين يدها اليسرى فقطت

أوردتها آلمها الجرح ولكن لم تعد تبالي وفعلت كما السابق في الأخرى ولم تلبث أن تحول المخزن أو تحت جسدها

الملقى بتعب إلى بركة دماء تزداد كل لحظة حينها أحست بألم تمسك بجسدها , ألم مبرح كضرب السياط بل كلهيب

النيران لا تعلم ولكنه ألم موجع حتى النخاع من قال أن الإنتحار أسهل طريقة للموت فهو مخطئ من يموت

بالإنتحار يتألم أكثر بملايين المرت من الموت الطبيعي , زاد الألم وأصبح لا يطاق ثم أحست وكأن يد كالفولاذ

اشتدت حول عنقها فتمنع التنفس عنها ولا يصل لأذنها إلا صوت قرعقة كالقراطيس من حنجرتها وفي تلك اللحظة

مر شريط حياتها كومضت بل أسرع ظهرلها تباعا "فتاه صغيرة أمها تحاول تربيتها على حسن الأخلاق ولكنها

تتمرد" ثم "ذات الفتاه تسرق مقتنيات قريناتها في العمر وتحقد عليهن بلا مبرر" ثم "الفتاة كبرت تزوجت مرة

واخلاقها في تدهور وإنحطاط ثم تطلقت وتزوجت أخرى فلم يتغير الحال "ثم "حقدها على كل النساء لأنهن نجحن

في حياتهن وأنجبن الأبناء وهي لا وأكثر من حقدت عليها بنت عمها سارة " ثم "توعدها بأن تدمر حياة سارة

وطفلتها الصغير "ثم "ذهابها بقطعة ملابس إلتقطتها من بيت إبراهيم مع قصاصات من شعر إبنته إلى الساحر

لتفريقهما " ثم "لحاق إبراهيم لها من مكان لأخر وهو يترجاها أن توافق عليه وهي تضحك لانتصارها أخيراً

تزوجته " ثم"تعذيبها لأمل ونشب الخلاف بينها وبين والدها ليزيد من تعذيبها " ثم "محاولة تزويج أمل لسعود

حتى يتسنى لها الذهاب لمنزل سعود أنى شاءت " ثم "طردها لأمل وتشريدها "ثم "لحاقها بزوج أمل لإغوائه

وإفترائها على أمل " ثم "تهديد إبراهيم لها بأن تترك طريقها الخاطئ عندما أكتشفها بمنزل سعود وسحب البيت

منها وتمردها من جديد " ثم "القبض على أبو سالم وهربها " ثم "تشردها لثلاثة أشهر بلا مال ولا طعام ولا

مأوى مثل ما حصل لأمل" ثم "سماعها لرجلين يجلسان أمام إحدى المنازل بأن إبراهيم قد طلقها وتزوج من

طبيبة طيبة الأخلاق وهي حامل وزاد حقدها " ثم "ظهور أبو سالم في حياتها من جديد حين وجدها في إحدى

الشوارع تمشى فأخذها لهذا القصر المعمور بلياليه الحمراء والمجون فأذاقها فيه من الذل والحقد لأنها هربت

وتركته وحده عندما وجدته الهيئة " ثم آخرها ليلة البارحة "كان آخر مشهد للذل عند أبو سالم حين أمرها أمام

الناس أن تمسح حذائه بلسانها ففعلت بعد دفعه لها لتسقط عند قدميه فتلعقها ثم خلعها وهو مشمئز وهو يقول (

لوثتيها بعد ما كانت نظيفة ) فنهضت وهي تجر أذيال الذل الخيبة " كل هذا وأكثر مرت في لحظــــــة او أقل من

لحظة ناهزت منتصف الأربعين ولكن كل حياتها مضت أمامها كلحظة فقط هذا هو عمر الإنسان مهما طال يبقى

لحظة أو ومضة فقط , فشهقت بألم متجذر في روحها تبعتها شهقات حتى فاضت روحها وهي بقمة

الألــــــــــــــــــــــــــــم .
*********
بعد شهور ...
قالت بفروغ صبر تغطيه ببسمة غاضبة لصغيرها : عبوي حبيبي يلا نوم ماما .
هزت الطفل رأسه بحماس وهو يقول : أأأ بابا "لا بابا" ..وهو يشير لوالدها الجالس على الحاسوب وينقر على

مفاتيحه فالتفت الوالد لإبنه بابتسامة وأشار له بأن يأتي فهم الطفل وهم بالحبو حتى وصل لوالده فضحك بفرح

وشاركه والداه بابتسامة محبة ..
فقالت أمل بتوتر : طارق هاتيه وشوف متى تظهر هالنتيجة مليت من الإنتظار ..ومدت يدها لتحمل طفلها ولكنه

رفض بل يريد مشاهدة الشاشة المضائة أمامه والتي جعلت عيناه تلتمعان ..
قال طارق بهدوء وحب : أتركيه عندي وأنتي ريحي نفسك بإذن الله راح تجيبين نسبة حلوه .
تنهدت وجلست بالكرسي المجاور له وقالت : الله يسمع منك صراحة تعبت من التوتر والإنتظار كل يوم .
صمت الطرفان للحظات ثم قال طارق بحماس بعد نقرات قليلة : أمول طلعت النتايج .
تصلبت امل من التوتر والترقب وركزت نظرها على طارق المندمج في عمله وماهي إلا ثواني وأنطلق هاتفاً وهو

يقول : مبرووووووك أمولتي مبروووووك جبتي 98.5 وأقترب منها بعد أن وضع طفله على الأرض وهي جامدة

في مكانها من الفرحة فأمسك بيدها ينبهها فانتبهت لحظتها وقفزت من الفرحة وتعلقت برقبته وهي تضحك بفرح

عارم .
********
لمحات مما مضى ...
* دخلت أمل كلية الطب وتخصصت في طب العيون كما كانت تحلم .
* ولدت شادن ولم تمر بفترة المخاض بسبب التقرير المبكر لها بولادة قيصرية فلم تتعب إلا من العملية .
* تزوجت نهى من أحد أقربائها وهي الآن حامل في شهرها الأول .
* حياة شهد مستقرة بين أبنائها وزوجها .
* وصلت ريم لأشهرها الأخيرة وهي في غاية الراحة مع والد أمل الذي هو الآخر بصحة جيدة وراحة تامة .
* أبو طارق وأم طارق حياتهما عنوانها المودة والحب الطويل .
* أما سلمى لم تكتشف جثتها إلا بعد أسبوع عندما نفّرت رائحة الجثة رواد القصر فبحثوا عنها ووجدوها متحللة

ومتعفنة.
* سعود بعد شهر من وفاة سلمى مات متأثراً من المرض بعد أن تاب وقد أرسل لطارق رسالة فحواها "طارق

أرجووك سامحني وقول لأمل تسامحني أسألك بالله تبلغها طلبي ".
*********
بعد ثمان سنوات ..
: عبد الله روح جيب أخوك إبراهيم من عند الجيران .
عبدالله : طيب ماما إلحين أجيبة .
رفعت طفلتها النائمة على الأرض بين الألعاب ووضعتها في سريرها وقبلتها ثم خرجت .
عند الباب التقت بطارق المبتسم بحب لها وبعد التحية سألها : وين العيال البيت أشوفه هادي ؟؟
ردت له الإبتسام بحب مماثل وهي تقول : عبدالله راح يجيب إبراهيم من عند الجيران و وجد نامت ووديتها

سريرها ..تقدمت وأمسكت يده وأجلسته على إحدى الكنبات وقالت .. إنتظر هنا شوي سويت لك عصير بجيبه لك

..ثم ذهبت قبل أن تسمع رده ولكن تابعتها نظراته المحبة ..
دخل الولدان وألقيا التحية وقبلا والدهما فقال لهما بأمر أبوي محب : يلا أشوف كل واحد يروح يتسبح وينام .
أطاعا الولدان الأمر ودخلا غرفتهما في اللحظة التي حضرت أمل بأكواب العصير فسألت عن أبنائها فأخبرها أنهم

قد أتوا للتو فدخلا .
شربا العصير وهما يتحدثان بأحاديث عن المستشفى والمرضى الذين تعاينهم أمل في عيادتها المتخصصة بالعيون

وكذلك عن أمور المنزل وفي منتصف الحديث نهض طارق ثم جلس بقرب أمل وقال بجدية : أمل ما قلت لك ؟؟
فزعت من نبرته الجدية فقالت بخوف : إيش صاير لا ما قلت لي .
نظر بها ملياً ثم أكمل : يعني ما قلت لك .
زاد الخوف عندها ولكنه قطعه وهو يقول بصوت أجش وهامس : ما قلت لك إني أحبـــــــــــــــك ..فأتبعها بضحكة

على وجهها الحانق ولكن قطعتها صرخة ألم صدرت منه ونظر لأمل باستفهام وقال.. ليش عضيتيني .
قالت وهي مبتسمة بمكر ودلال : لأني أحبـــــــــــــــــــــــك .

النهـــــــــــــــــــــــــــــــايه

تمت بحمد الله
يوم الأربعاء الموافق 22 من جمادي الثاني من عام 1432 هـ
الساعة 13: 11 صباحاً


أختكم ومحبتكم / بســ أمــ(G)ــل ــمة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 07:42 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


.~. قــــــراءة ممتعة .~.


.~. لتحميل الرواية كاملة على تكست و ورد .~.


مكتبة القصص والروايات المكتملة للتحميل ..


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 01:19 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




يعطيك الف عآآآآآفيييييييييية صبوووحتي ..
القصة مرة تجنن من قلتي لي عنهاا رحت قريتها على طول ..

أمل تنرحم ياحيااتي هي مو سهل بنت بسنها يكون عندها ولد ويرميها زوجها ويشك فيها ..
وفوق كل هذا ما يستقبلها ابوها عنده ..

بس جد قوية هالبنت على الرغم من اللي مرت فيه ..

يعطيك الف عافية ..


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 12-07-11, 09:19 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♫ معزوفة حنين ♫ مشاهدة المشاركة
  



يعطيك الف عآآآآآفيييييييييية صبوووحتي ..
القصة مرة تجنن من قلتي لي عنهاا رحت قريتها على طول ..

أمل تنرحم ياحيااتي هي مو سهل بنت بسنها يكون عندها ولد ويرميها زوجها ويشك فيها ..
وفوق كل هذا ما يستقبلها ابوها عنده ..

بس جد قوية هالبنت على الرغم من اللي مرت فيه ..

يعطيك الف عافية ..




حنوووو ربي يعافيج يا قلبي


أي مسكينة هالأمل مرت بشيء يهد الجبال

و هي بسن صغيرة و على كل هذا بالعكس

كانت صامدة و عرفت شلون تاخذ حقها من سعود


ألف شكر لمرورج الرائع



..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة بسمة أمل, الأمل, القسم العام للقصص و الروايات, اسطوره, بين الأمل و الألم أسطوره كاملة, بسمة امل, حقي, و كره, قصه مميزة جدا, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:49 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية