كاتب الموضوع :
بياض الصبح
المنتدى :
القصص المكتمله
&< ~^(( الجزء الخامس عشر))^~ >&
~[( نقطة على سطور الأمل )]~
فتحت عينيها متفاجأة مما رأت ليس بسبب فخامة الغرفة ودقة تصميمها ولا بسبب الامتزاج الرائع من
اللونين الكريمي واللون البني المحروق والمطعم بالإكسسوارات الذهبية فكل هذا لم يلفت انتباهها بل
أذهلها أن الغرفة مكونة من سريرين مفردين متقابلان وارتجف قلبها ونبض بعنف من خوفها من الفكرة
التي طرأت عليها وحدثت نفسها "ياااا الله يعني بنام معه بغرفة وحدة لا ياربي ما أبي ما أبي " ورفعت
بصرها إليه وقد كان مسترخي ويشاهد التلفاز ولكنه التفت لها وكأنه أحس بأنها تنظر جهته فوقعت
عينيها في عينيه فأخفضت بصرها على الفور ولكنه تمكن من رؤية التساؤل والخوف الذي سكنها وأجاب
على سؤالها .
طارق ببرود : طلبت جناح بغرفتين و ما حصلت إلا هذي الغرفة راح أسألهم بكرة إن شاء الله تكون
متوفرة .
هزت أمل رأسها بهدوء ظاهري وخوف تفجر في حناياها من فكرة أنها ستنام في ذات الغرفة وقالت
لنفسها "وأنا أقول ليش تضايق لما كان يحجز لأنه ما حصل غرفتين معناته حتى هو ما يبي نفس الغرفة
يارب تعين والله أحس أني بموت من الخوف " وسارت وجلست على السرير الآخر وقد كانت ترتدي
عباءتها أما حجابها فكان ملفوف بإهمال ويظهر منه جزء من شعرها أخفضت رأسها وجلست بصمت
لمدة طويلة حتى شعرت أنها مقيدة ولا تستطيع أن تتحرك بحرية وانتبهت لصوت إغلاق التلفاز تبعه
إغلاق الباب ورفعت رأسها ولم تجد طارق فتنفست الصعداء وهتفت بهمس : الحمد لله راح ..ونهضت
وخلعت عباءتها ورتبتها في الخزانة وتقدمت إلى حقيبتها وفتحتها وأفرغت محتوياتها ورتبتها في
الخزانة وكذلك أفرغت حقيبة طارق وأخرجت لها جلابية بيت قطنية بنصف كم وباللون الفوشي ورسوم
بيضاء ناعمة وجلست تنتظر خروج طارق من الحمام "كرمتم" ولم تنتظر طويلاً إذ خرج بعد دقائق
معدودة وهو يلبس روب الحمام فنهضت حال دخوله الغرفة وتقدمت إلى الباب كي تستحم هي الأخرى
ولكنه سمعته يحادثها فالتفتت له ..
طارق ببرود واستهزاء : اللي أعرفه أن الزوجة تجهز لزوجها ملابسه ولا يا ست أمل ما تعلمتي من
زواجك الأول هذا الشيء إذا ما كنتي تعرفينه فاتعلمي انك تجهزي ملابسي لما أكون في الحمام وكمان
ملابس الدوام كل يوم تكويها و تجهزيها فهمتي يا هانم ولا لا؟؟
تألمت أمل من نبرة السخرية في كلامه وزاد ألمها تذكيره لها بزواجها الأول الذي هو سبب كل جراحها
التالية فانتبهت لسؤاله مرة أخرى وهو يقول (فهمتــــــــــي) فردت بإشارة من رأسها وهمسه بأنها (
فهمــــــــــت) وسارت وخارج الغرفة ودخلت الحمام " كرمتم " و انسابت دموعها وكتمت شهقاتها حتى
لا تظهر فتُفضح .
***********
في المساء
صلت العشاء وجلست لتكمل أذكارها وبعد نصف ساعة دخل طارق الذي خرج من صلاة العصر ولم يرجع
ألقى التحية وتمدد على سريره وقال بعد مدة .
طارق بهدوء يسأل أمل : تبين نتعشى هنا ولا برا ؟؟
أمل بعد تردد وخوف قال بصوت قوي قليلاً حتى لا يظهر خوفها : براحتك بس برا أفضل .
طارق بهدوء : طيب قومي تجهزي .
نهضت أمل بسرعة وهي فرحة بالخروج وأخذت لها لباس وهمت بالخروج ولكنه سمعت طارق يقول
بسخرية : أوف كل هذي شفاحة على الطلعة لو كنت أدري كان مشيتك من أول ما جينا .
توقفت أمل واستدارت له ونظرت له بنظرة ملؤها الألم واستدارت وهي تقول بألم : لا موب فرحه
بالخرجة بس مليت من الجلسة في البيت وحدي وأكملت تحدث نفسها "وعلى الأقل استأنس بالناس
ويروح عني هالخوف شوي " .
****
دخلا إلى الكابينة المكشوفة من جهة البحر أما الجهات الأخرى مغلقة وكان المنظر رائع عندما انعكست
الأنوار على البحر والهواء بارد ومنعش كانت تستمتع بالهواء وتملأ رأتها منه وقطع تأملاتها
واستمتاعها صوت طارق فالتفتت له حتى تنتبه لما يقول .
طارق بهدوء : أمل تقدرين تخلعين النقاب وحجابك إذا تبين ما فيه أحد يشوفك من هنا .
خلعت أمل نقابها وأرخت حجابها ولم تنزله بل جعلته على رأسها و أخفضت رأسها تنظر للطاولة ولم
ترفع رأسها إلا عندما سمعت طارق يتحدث إليها .
طارق بتساؤل : أمل أنتي درستي لأي صف ؟
أمل بهدوء : كملت أولى ثانوي .
طارق بهدوء : أها ..وتساءل .. طيب ما تبين تكملين دراستك .
هزت أمل رأسها بإيجاب وأكملت : أنا كنت بكملها من قبل بس كل أوراقي واثباتاتي ما كانت معي شيء
منها وكمان ..قالت بغصة .. إبراهيم ما كان عندي أحد يمسكه لي .
طارق بهدوء : أممم الله يرحمه ..وأكمل بتساؤل .. طيب كيف كنتي بدراستك؟؟
أمل بحماس خفيف : الحمد لله كنت متفوقة ..وتساءلت هي الأخرى.. وأنت كيف كنت في دراستك ؟؟
طارق بهدوء : أنا أخذت المركز الثاني على المملكة .
أمل بحماس وقد حمسها موضوع الدراسة : ما شاء الله أنا كنت دايماً أقول لزميلاتي أنا أبي أكون الأولى
على المملكة لكن ..وقد عادت نبرة الحزن لصوتها .. ما كل ما يتمنى المرء يدركه .
طارق بتشجيع : من قالك إنك ما تقدرين لا تحطين هالشيء ببالك خلي حلمك يدعمك ويشحن طاقتك ولا
تخلين اليأس يسيطر عليك سجلي في المدرسة واجتهدي راح تنجحين وتحققين حلمك ..وسألها بحماس..
إيش كان حلمك لما كنتي صغيرة ؟؟
أمل بحالميه وبراءة : دايما لما كنا صغار كنت أقول أبي أكون دكتورة عيون لأن ولد جيراننا ..وأكملت
بحزن .. كانت عيونه حمراء دايما وبعدين صارت كل فتره يقول أنه بدا ينزل نظره لما جاء يوم ومعه
أخوه الكبير ووقف عندي وكنت أشوفه حزين مره قال لي أمل أنا ما صرت أشوف خلاص أنا ما أقدر
أشوفك وابتسم بحزن وقال لكني الحمد لله شفتك من يوم كان عمرك يوم ولعبتك بيديني لين كبرتي ادعي
لي أمول أنه يرجع بصري , ذاك اليوم بكيت وقلت له لا أنت تشوفني صح فهد ومسكت يدينه وقلت نزل
عينك وطالع فيني لأنه كان طويل وأنا كنت صغيره وجلس عندي وقال أنا أطالع فيك لكن ما أشوف شيء
أدعيلي أمل أدعي أنتي صغير دعوتك مثل دعاء الملائكة لحظتها ما فهمت كل كلامه لكن إللي فهمته إني
أدعي له ورفعت يديني وقلت "يارب خلي فهد يشوف مره ثانية عشان يلعبني" وضحك على دعوتي
وراح بعد ما قالي شطوره أمولتي كل يوم إدعيلي كثير خلاص ..ونزلت دموع أمل لهذه الذكرى فهي لم
تنسى فهد الذي طالما كان لها الأخ والأب وكان أحن شخص عليها .. وناديت عليه بصوت عالي إذا كبرت
بصير دكتورة وأعالجك عشان تشوف ابتسم لي وراح ..رفعت أمل بعد أن مسحت عينيها وقالت بهدوء ..
ومن ذاك اليوم وهذا حلمي حتى لما راح إللي عشانه .
طارق بنظره غريبة ونبرة غامضة تساءل : وين راح ؟؟ يعني تعالج ؟؟
أمل بحزن : لا مــــات في نفس اليوم بحادث سيارة هو وأبوه كان راح يوديه المستشفى ومات وهو ما
يشوف .
طارق بذات الغموض والنظرات سألها : كم كان عمره يوم مات ؟؟
أمل بحزن دون أن تنتبه لنظراته : يمكن كان تسع طعش أو عشرين وأنا كنت تقريباً ثمان سنوات.
طارق بهدوء : الله يرحمه والله يهنيه الرسول يقول "من فقد حبيبتاه فله الجنة " أو كما قال .
أمل : عليه الصلاة والسلام .
ران الصمت للحظات وقطعه طارق وهو يسأل
طارق بصراحة : أمل بسألك وبصراحة أبيك تجاوبيني ..هزت رأسها وهي خائفة من السؤال الذي
سيطرحه وأكمل طارق بتساؤل .. ليش إنتي إنسانه كئيبة كل شوي تبكين وعلى أي شيء دموعك تنزل ؟؟
تنهدت أمل بحزن وردت باقتضاب : من اللي شفته في الدنيا .
طارق بتساؤل : وش شفتي ؟؟
وقطع حديثهما الطرق على الكبينة ينبه بصول العشاء فحمدت أمل ربها في سرها أنه قطع الحديث الذي
كان سيرهقها إجابته ودعت للنادل بكل خير .
************
فتحت عينيها ونظرت للسقف للحظات وتذكرت الرعب الذي عاشته في الليلة الماضية وأدارت رأسها
للسرير المجاور ورأت جسد طارق الطويل والممشوق ممتداً على طول السرير وهو نائم بعمق وعادت بها
أفكارها لما حدث فعندما عادا من المطعم عند ما يقارب الساعة الواحدة فجراً بعد أن تمشيا على البحر
قليلاً وتكلما في مواضيع كثيرة ثم عرج بها على إحدى محلات المثلجات واستمتعا بطعمها ثم استقلا
السيارة للعودة وفي هذه اللحظة بدأ الخوف يتصاعد في قلبها عندما تذكرت الجناح الذي يقطنا به , دلفا
إلى الجناح وفور دخولهما خلع طارق قميصه وبقي بالبنطلون الجينز الذي يرتديه والتقط بجاما من
الخزانة ودخل الحمام "كرمتم" أما أمل فأحست بالخجل واحمر وجهها فأخفضت عينيها وجلست على
سريرها حتى يخرج كي تستطيع التحرك وعندما غاب عنها خلعت عباءتها واسترخت قليلاً تنتظر خروجه
وعندما خرج دخلت هي على إثره ثم خرجت وهي ترتدي بجاما طويلة الأكمام وواسعة وترتدي فوقها
روب طويل لفته جيداً على خصرها النحيل دلفت للغرفة ووجدت طارق مستلقي على سريره ويشاهد
التلفاز تحركت ببطء وخوف ودوار يلف رأسها بعنف ولكنها تمالك نفسها حتى جلست على سريرها
واخفضت بصرها وهي تشد على يديها حتى لا تظهر رجفتها وجلست على ذلك مده وحتى أحست بنعاس
شديد ولكن لا لن لم تنام فهي خــــــــــائفة من كل شيء خائفة من الرجل الذي يشاركها الغرفة وخائفة من
الماضي والحاضر وكـــــل شـــيء ولم تنتبه أنها ترتجف وقد ظهر عليها وقطع أفكارها صوت طارق
يقول بسخرية لاذعة : خير مدام أمل إيش فيك ترتجفين تــــــــطمني تر أن بشر موب وحش قدامك .
أمل باستنكار كاذب وقد ظهرت الرجفة في صوتها وكلامها : أأ ..أنا موب خــ .. ــايفه بس بر ..بردانه .
ضحك طارق بقوة وبسخرية ورد ببرود : مررره واضح أنك موب خايفه حتى كلامك يرتجف مثلك بعدين
وين البرد والغرفة دافية وبرودتها معتدلة ..وأكمل بسخرية .. وأضن مع لبسك هذا ..وأشار إلى لباسها
بسببابته بسخريه واحتقار وأكمل .. ما أضن راح تحسين بالبرد ..ونهض وأكمل ببروده المعتاد.. وعشان
أريحك من البرد ..أمسك بالريموت كنترول وأغلق المكيف وعاد ليتمدد على سريره وهو يكمل .. وهذا
المكيف وطفيناه عسى تخف الرجفه اللي فيك ..واستدار موليها ظهره وتغطى بلحافه وهو يقول بهدوء ..
تصبحين على خير .
أحست أمل بالذل والقهر للطريقة التي يعاملها بها وكأنها ارتكبت في حقه جرماً وتساقطت دموعها بهدوء
على خديها النديين فمسحتها وما لبثت أن عادت من جديد حتى انهمرت متتالية وهي تكتم صوت شهقاتها
فهي في هذه اللحظة لم يكن الخوف هو من سيطر عليها بل الذل والقهر والوحدة والألم , تمددت على
سريرها ودفنت وجهها في وسادتها علها تؤنس وحدة دموعها وتشاركها في موكب أحزانها , ظلت طول
الليل لم تنم حتى بعد أن نام طارق وهي التي خططت بأن تنام بعد أن ينام ولكن هيهات وقلبها قد لعب
بمهارة في ساحة صدرها وقد سدد الخوف أهدافه في شباك حياتها , سمعت أذان الفجر ونهضت لتتوضأ
قبل أن يستيقظ طارق وعندما دخلت الغرفة وجدته نائماً ولكن لن تدع الصلاة تفوته وستلقي الخوف بعيداً
عنها فهذه الصـــــــلاة وليس غيرها ..
الله أكـــــــــــــــبر الله أكـــــــــــــــبر
انتبهت من سيل أفكارها على صوت أذان الظهر أخذت تردد معه وما إن أكملت الأذكار حتى تقدمت من
النائم على السرير الآخر وقالت بصوت واثق ومسموع : طــــــــــارق قوم أذن الظهر .
************
بعد أربعة أيام ...
أمل "فالأيام الماضية بديت أتأقلم على حياتي مع طارق وما صرت أخاف كثير وصرنا نسولف ونخرج
بس موب كل الأيام يعني مرات يخرجني ومرات يطنش ويخرج وحده وما أشوفه إلا آخر الليل لكن حسيت
حياتي هادية شوي بس لما يجي الليل أخاف ولا أنام لا لما أتأكد أنه نام , أكثر من مره سأل الرسبشن عن
جناح بغرفتين وما حصل واستسلم وما عاد سأل الحين هو نايم ..تطلعت لساعة معصمها.. صارت
الساعة وحده ونص أبي أنام بكره ورانا سوق لأن بعد بكره و إللي يكون الخميس راح نسافر للسعودية
يالبا ترابها واحشتني موووووت هي وأهلها والله يعيننا على السفر وتعبه , بس حاجه تلعب فقلبي اليوم
طارق موب عوايده يطالعني كثير ومرات أحسه مرتبك بس أووف والله خايفه الله يستر إيش فبالك يا طارق لازم الحين أنام تأخر الوقت ..وأغمضت عينيها لتنام.."
****
في عصر اليوم التالي ...
صليا العصر ولبسا ثم خرجا متوجهان للسوق لشراء الهدايا , استقلا سيارة الليموزين التي تعاقدا معها انطلقت بهما السيارة في الشوارع الرائعة والمزدحمة حتى وصلا للمكان المتفق عليه ترجلا من السيارة ودلفا إلى المركز التجاري والذي من نظرة واحدة يعلم المرء مدى كبره وفخامته وكثرت مرتاديه , تجولا قليلا بصمت وكانت أمل مأخوذة بجمال التصاميم وألوان اللافتات والألبسة ولكن رأت هناك شيء ضايقها وبشدة حتى تمنت أنها لم تأتي فقد شاهدت النساء نصف عاريات والرجال بأشكال مقززة بسبب حلقات الأذن و الشعر المنكوش وغيرها من المظالهر ولكنها غضت الطرف وسارت مع طارق وسرحت بأفكارها ثم انتبهت له يجر يدها لتسير معه جرت يدها من يده بعنف وجحظت عيناها بخوف من خلال فتحتي النقاب وابتعدت خطوتان وكل ذلك حصل أمام استغراب ودهشه واستنكار من طارق وقال بنبرة خشنة ومؤنبة : خير وش هالخوف ترا بس بنبهك لأنك بعدتي عني ..وقال بأمر وبصوت خشششن..يلااااا أمشي ..وسار دون الإلتفات لها ودخل أول محل أمامه أما أمل فتبعته بصمت وما زال قلبها ينبض بخوف وأثر نظراته النارية لم تزول رفعت رأسها ونظرت إليه وهو يسير بشموخ وهيبة تلفت نظر كل من يسير حوله دلف إلى المحل و دلفت خلفه وراته يتجه إلى قسم الألبسة فسارت خلفه كذلك وتوقف أمام فستان ناعم باللون السكري بتشجرات عنابية اللون التفت لها وسالها ببرود : كم مقاسك ؟
أمل باستغراب وتردد : لـ .. ليش ؟
طارق بسخرية : ليش يعني أبي مقاسك ؟ ..و أكمل بجدية وحده .. قولي بسرعة عشان نشتري لك ونشتري للباقين .
أمل بعناد و رفض : بس أنا ما أبي شيء بس نبي نشتري لأهلك .
طارق بغضب مكتوم وبصوت منخفض ومخيف أفزع أمل : أمل قولي مقاسك وﻻ تري ما يحصلك خير .
خافت أمل من نبرة صوته وارتجفت من الخوف ولكن روح العناد ما زالت فيها فقالت بصوت منخفض خائف : بس أنا ما ابي شيء عندي اللي يكفيني وما هو غصب اني اشتري .
غضب طارق من عنادها وأمسك بمعصمها بقوة آلمتها وظهر الألم في عينيها وقال من بين أسنانه ليكتم صرخة غضب تكاد تفلت منه : أمل اتقي شري أحسن لك وقولي مقاسك كم ..ونظر لها بنظرة أوقفت جميع شعيرات جسمها من الرعب ..
فقالت بصوت مرعوب وهي تحاول تحرير يدها : مقاسي s ..واخفضت رأسها بعد أن حرر طارق يديها بطريقة توضح مدى اشمئزازه منها والتفت لياخذ مقاسها من الفستان وأكمل سيره يختار الألبسة المناسبة لها ولأخواته وأمه دون أن يعطي أمل أي اعتبار..
تجولا في السوق وأختار طارق الهدايا ولكنه كان يسأل أمل من فترة لأخرى عن رأيها فغالباً تجيبه بلا اعلم أو حلوه أو غيرها ولكن لم يتحدثا جملة كاملة مع بعضهما حتى أتى وقت صلاة المغرب صليا في المسجد التابع للمركز التجاري ثم أكملا تسوقهما حتى توقفا عند محل صغير للتذكارات أعجبت أمل بشدة بالمحل فقالت بحماس مخفي قليلاً : الله تهبل أشيائهم ..وتلفتت بانبهار في المحل ولكن لفت نظرها طقم من الميداليات للمفاتيح والجوال بألوان رائعة فقالت لطارق .. طارق أبي من هذي .
التفت لها طارق ونظر لها بنظره مبهمه وسألها بهدوء : أي لون .
أمل بخجل : وحده فيروزي ووحده وردي ووحده تفاحي ..نظر لها باستفهام ففهمت استغرابه العدد وردت بخجل .. وحده لي وثنتين للبنات شادن وشهد .
هز طارق رأسه بتفهم وطلب من صاحب المحل أن يخرحها بالإضافة إلى بضعة أشياء اختارها وحاسب الكاشير وسار وسارت امل بمحاذاته وقد عاد الصمت يطبق عليهما حتى خرجا واستقلا سيارة الليموزين وذهبا إلى الفندق وما إن دخلا وعبرا اللوبي حتى سمعا صوت منادي يقول (mr.tareq) التفت الإثنان للمنادي ولما رأيا أنه موظف الفندق التفت طارق إلى أمل وقال لها ببرود وهو يمد لها ببطاقة فتح الباب : خذي و روحي السويت وأنا راح أجي بالأشياء .
هزت أمل راسها بإيجاب وأمسكت بالبطاقة وسارت وهي خائفة من الرجال حوليها سمت بالله وركبت المصعد الخالي وضغطت زر الطابق الذي يقيمان فيه وارتفع بها ولكن بعد لحظات توقف ونظرت لرقم الطابق فوجدته ليس الطابق المطلوب وفتح الباب ودخل منه شاب خليجي ربما في منتصف العشرين خافت أمل منه وارتجفت وقالت بصوت قوي : لو سمحت اخرج أنا وحدي .
فقال الشاب بوقاحة : وهذا عز الطلب ..وأخذ ينظر لها بنظرات خبيثة وحاولت أمل الفرار ولكن المصعد أغلق بابه وتحرك لأعلى وقد ضغط الشاب رقم أعلى طابق للفندق فأصبحت أمل ترتجف مثل ورقة في مهب الريح وكادت تصرخ ولكن تقدمت من الأزرار وهي تضغطها بجنون وتطرق الباب بقوة وقد أغرقت دموعها نقابها وناجت بارئها بهمس وهي تقول "يارب اكفينيه بما شئت يارب رد كيده في نحره يارب اصرفه عني" واستمرت تناجي وتبكي تارة وتصرخ وتنادي طارق تارة أخرى .. تقدم الشاب منها وأمسك بيديها وأبعدها عن الباب وقد رسمت على ثغره ابتسامة شيطانية وهو يقول بمكر : لو تدقين من اليوم لبكره محد سامعك ..وأطلق ضحكة شيطانية..ههههههههههههاااااااي
رجف قلب أمل بشدة من الخوف والفزع وجرت يديها بعنف من يديه قالت بإيمان وإخلاص : يمكن ما يسمعوني البشر لكن ..قالت بقوة.. ربيييي يسمعني وما يخيبني .
اهتز الشاب للحظة من كلماتها ولكنه كابر وتقدم منها وهي تبتعد وهو يقترب وهي تبتعد حتى التصق ظهرها بباب المصعد وهو يقترب ولكنها غافلته وضغطت زر طابقهم وتحرك المصعد لأسفل , انتبه الشاب لتحرك المصعد لأسفل فصرخ بأمل : يا كـ.... وهجم عليها وحاول اقتلاع نقابها فصرخت بذعر وهو يجر وهي ممسكه به بقوة حتى تغلب عليها في اللحظة التي توقف المصعد وفتح الباب وكادت تسقط ولكن اصطدم جسدها بشيء صلب التفتت مذعورة وقد رسمت الدموع مسارات على وجهها فرأت طارق فصرخت : طاااارق وغطت وجهها في صدره وانفجرت تبكي فأحست به يمسكها من عضدها بقوة ويجرها عنه بعنف ويضربها كــــف دوى صوته في المكان تلته وابل من كلمات بثقل الرصاص على مسمعها وقلبها .
طارق بغضب : يا حقيره وين كنتي لي ربع ساعه أدورك وآخرتها رايحه مع واحد اكيد اتفقتي معاه تقابلينه فالفندق صدق تربية شوارع ..وصرخ .. انقلعي للجناح ولي معك تصرف ثاني ..ودفعها بعنف نحو باب الجناح فدخلته وهي مذعورة وترتجف من الخوف وقبل أن تغلق الباب سمعت زوجها يضرب الشاب بعنف وهو يردد(اكيد متفق معاها عشان تقابلها فالأصنصير قول ايش سويتوا اعترف ولا ترا ما يحصلك خير ) والشاب يرد عليه وهو يلهث من التعب ( ماأمداني أسوي لها شيء...) فيقطع الآخر كلامه بذات الغضب الهادر (ويعني انتظرك لين تسوي شيء لزوجتي) وأغلقت الباب عند هذا الحد وهي خائفة بل مرعوبة من عقاب طارق لها دخلت الغزفة وهي تنشج من شدة بكاها وألقت بعبائتها على سريرها ودخلت للحمام (كرمتم) لتتوضأ فليس لديها أمان سوى عند باريها .
*****
فتحت قفل الباب وخرجت بعد أ غلقت الباب ولم ترفع بصرها إلا عندما اصتدمت مره أخرى بشيء صلب رفعت رأسها له فلم ترى نفس النظرة التي وجدتها عندما خرجت من المصعد ﻻ نظره تكاد تحرقها من التهابها وتكاد شراراتها تصيبها ابتعدت عنه برعب ولكنها لم تستطع الابتعاد كثيراً فقد كانت يده ممسكة بيدها بقوه تكاد أصابعها تتفتت منها ولكـــــن زاد رعبها أضعافاً عندما تكلم بغضب ولكن بصوت بارد جليدي يناقض الحمم التي تطلقها عينيه .
طارق: أنا على بالي أنك عفيفه وطاهره لكن لا طلعتي حقـ.... و فــ... يعني سعود لما اتهمك وتبرا من ولدك موب من فراغ أكيد شاف اللي أنا شفته اليوم , يلا قولي ايش صار بينك وبينه ومتى اتفقتي معه ؟
هزت أمل رأسها بنفي وقد تساقطت دموعها بغزاره من قوة الإتهامات الموجهة لها وقالت بصوت يرتجف : لا ما أعرفه ..فتوقفت مرعوبة من صرخـت طارق وهو يقول (كــــــذااااابه) ولكن أمل أكمل بصوت مخنوق من البكاء .. والله ما أكذب هو دخل الأصنصير ..فتوقفت عن الكلام وشهقت بقوة عندما أمسك طارق بشعرها بشده وجرها لسريرها ورماها عليه بعنف وهو ينظر لها بنظرات حارقه ومكذبه لها ولكن أمل أكملت تدافع عن نفسها وبين شهقاتها .. والله . مـ..ما.. اعرفه رفض يـ.. يخرج لما قـ..ـلـت له ..فغرقت في بحر من دموعها ..
طارق بغموض : كان بإمكانك تخرجين لما دخل .
أمل تبكي وتمسح دموعها ولكنها تعود فردت عليه بصوت جرحه البكاء : كنت راح أخرج لكن ما لحقت الباب تقفل..نظرت له بأمل أن يصدقها ولكن لم تجد في عينيه سوى التكذيب المؤذي والشك القاتل فأكملت تحلف وهي ترفع سبابتها كالأطفال .. والله والله ما أكذب.
طارق ببرود حارق : قالو للحرامي أكذب قال جانا الفرج , قولي خير لك إيش صار بينكم وﻻ ما يصير لك خير ..هزت أمل رأسها بنفي وظهرت الصدمة على وجهها بأنه لم يصدقها , تقدم منها خطوه وقال بتهديد خطير .. قولي وﻻ....
أمل بصرخه مدويه : ﻻااااااااا .
*****
سعوووود لا بعد حرام عليك إبراهيم حبيبي تعال ﻻ ترووووووح ﻻاااا سعود اتركني اتركني إبرااااهييييييم ﻻاااااا تخليه يروح السيارة بتصدمه سعووووود ابعد ابعععععد ...
: أمل أمل قومي أنتي تحلمين قومي .
نهضت مفزوعة من نومها وقد اختلطت دموعها بقطرات العرق الذي أندى جبينها نظرت لطارق الواقف أمامها والذي يظهر عليه القلق تحركت بسرعة باتجاه زاوية السرير بطريقة بينت مدى رعبها من الواقف أمامها وقالت بخوف : إيش تبي موب كافي اللي سويته .
طارق بندم أخفاه بالبرود : طيب خلاص ما صار شيء وبعدين أنا كنت معصب ..وتحولت نبرته لغضب عارم.. إيش بالله تبيني أسوي وأنا أشوفك خارجه من الأصنصير ومعك رجال غريب والأدهى والأمر أنك كاشفه وجهك إيش أسوي لك أصفق بيديني و أقول ما شاء الله زوجتي عفيفه وطاهره ما تسوي شيء غلط ..تقدم خطوه وقال بخشونه.. ﻻاااا ما نيب رجال إذا سويت كذا أبد .
انكمشت أمل بخوف وتساقطت دموعها من الرعب وضمت رجليها إلى صدرها وهزت رأسها بنفي وهي تقول بصوت مبحوح : و الرجال يتقوى على مره ضعيفه موب رجال ..ولم تشعر إلا رأسها يشد ﻷعلى من شعرها وارتفع صوت كـــف كسر هدوء الليل وابتعد طارق وتمدد على سريره كأنه لم يفعل شيء أما أمل فصوت الكف وألمه أهال عليها كل ما حدث قبل سويعات ..
***
تقدم طارق إليها حيث ألقى بها على السرير ابتعدت إلى الخلف واستمر بالتقدم حتى أصبح مواجهاً لها أغمضت عينيها برعب ولوحت بيديها بأن يبتعد فلم يفعل اقتربت يده منها وأمسك يديها بيد واحده فصرخت مرعوبه : لاااااا بعد ولكنه لم يلقي لها بالاً ففتحت عينيها فتمثل لها سعود وهو سكران في تلك الليلة فجرت يديها بعنف وصرخت : لااااااااا سعووووووود أبععععد ..و غشاها السوااااد ..
****
تجولت في ثنايا أسطورتي
ماضيها
وحاضرها
فلم أجد سوى سطور وكلمات خطها الألم
فواصلت بحثي علي أجل كلمه
أو حرف
أو قطرة حبر
على سطور الأمل
فلم أجد سوى
نقطه
فتسائلت
ما السبب ؟
أين صفحات الأمل التي سطرتها أحرف أسطورتي ؟
فتذكرت ماجرى فيها
وما كتب على صفحاتها
فقد كان الأمل يكتب سطوراً
فيأتي الألم ليمحوها
ويتفنن هو بملأ سطورها
فتصبح سطور الأمل فارغة
ويعود ليكتب من جديد
فيمحوها الألم
وذات يوم
كُتبت((نقطه على سطور الأمل))
تتمنى أن تبقى ثابته
فهل ستبقى
أم سيمحوها الألم
******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الخامس عشر ـــــــــــــــــــــة
..
..
..
|