لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-11, 08:11 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



&< ~^((الجزء الرابع))^~ >&


~[(ذكريات جسدها الألم)]~



تقدمت إلى الباب الحديدي ذو الصباغ الجديد وهي
مترددة تقدم رجل وتأخر أخرى خاآآئفة من أن
يعيد التاريخ نفسه ويحدث لها ما حدث في
الماضي رفعت رأسها إلى المنزل ولاحظت التغير
الملحوظ في المنزل الذي سكنته أربعة عشر عاماً
فأصبح كأنه ليس هو من حيث البناء أو الأصباغ ولو
لم تسأل لما تمكنت من معرفته .. تلفتت إلى
الشوارع المرصوفة والأبنية المجددة وكأنها ليست
القرية التي زارتها منذ سنتين فقط ..

تنهدت بحرقه ولا تعلم ما ينتظرها خلف الباب
ألقت نظرة على طفلها الذي تحمله ووجدته يلعب
بكرته الصغيرة .. انتبهت لصوت فتح قفل البابورفعت
رأسها و ارتجفت مما تراه .. الرجل الماثل أمامها
ليس والدها بل شبح والدها وتذكرت أنه كان
أفضل حالاً قبل ما يقارب السنتين ..

*****

قبل سنتين ..

عندما طردت من منزلها أمام أعين الناس تناقلوا
ما حدث وعندما رجعت لمنزل والدها الذي
أحتضنها رضيعة ثم طفلة ثم مراهقة وأبعدت عن
عنوه وهاهي تعود له ولا تعلم أيرحب بها أم لا ..
طرقت الباب بيد مرتجفة وبعد دقائق فتح الباب
وكان الواقف أمامها والدها أصبح هزيلاً شاحب
الوجه ..ألقت التحية فعرفها ..

أبو أمل : خير إيش جابك بعد سواد وجهك ..
أمل بعبرة مكتومة : يبه والله ظلم , ظلم .. وبكت ..
أبو أمل بغضب : أقول أنا ما قلتلك إنسي إن لك أبو ..

في هذه اللحظة ظهرت سلمى من خلف الباب ..

سلمى بحقد : خير تبلين روحك وتجين ترمين
بلاك علينا روحي دوري عن إللي غلطتي معه و
روحي عنده , وقالها إبراهيم قبل إنسي إن لك أبو
يلااا بلي ما يحفظك..

تفجرت عبرات أمل و أغرقت غطائها وتمسكت
بيدي والدها : الله يخليك يبه أنا بنتك تربيتك
مستحيل أسوي كذا ..يبه لا تظلمني والله حرام
أنا مظلومة .. يبه وين أروح مالي أحد في الدنيا
غيرك تخليني لمين ... استمرت تنشج ببكاء يقطع
نياط القلب ..سحب والدها يديه وجرته سلمى
للداخل وأغلقا الباب تاركا خلفه فتاة لم تبلغ
السادسة عشر من عمرها تواجه الحياة وحيدة
وتحمل في أحشائها جنيناً لا تعلم ما مصيره في الحياة ..

****

سمعت صوت والدها يسأل باستغراب عن
هويتها .. فكشفت الغطاء عن وجهها فرأت في
الحال قد تغير وجهه وامتقع لونه وبدا عليه الضيق
الشديد..

أمل ببحة من أثر كتم العبرات : يبه أنا أمل .

أبو أمل بصوت حاد لا يخلوا من نبرة الضعف : نــــــــــعم ليش رجعتي
أنا ما قلت لك لا ترجعين مره ثانيه ..

أمل بتردد : يـ..بــ..ـه وين أروح .

أبو أمل : اللي كنتي عنده السنين هاذي روحي عنده .

أمل : بســ

أبو أمل بقسوة : لا بس ولا شي يلا إنقلعي ..

أمل بترجي : يبه شوف هذا ولدي إبراهيم شوف يبه ياخذ من شكل أبوه ..

توجه أبو أمل بنظره إلى إبراهيم الذي يلعب ولا
يعلم ما يجري حوله .. وانفرجت أساريره للحظة
لكنه ما إن تذكر أم الطفل كشر بوجهه وأعرض
عنها مولياً إياها ظهره وأمسك بيد الباب يريد
إغلاقه ولكنها أسرعت وأمسكت يده ..

أمل ببكاء : الله يخليك يبه لا ترميني لكلاب البشر
مره ثانيه .. يبه أنا عشت فالشارع سته شهور
بدون بيت .. فشهقت بألم لمرور تلك الذكرى
المؤلمة من حياتها .. يبه تخيل .. شهقت مرة
أخرى .. تخيل آكل من الزبايل وأعيش في العماير
المهجورة وأنا خايفه من ذياب البشر .. مسحت
دموعها المنهمرة من خديها وعادت مرة أخرى ..
يبه أمشي بين الناس وأنا حامل في الشهور
الأخيرة واسمع الناس تقذفني وتسبني و تتكلم
في شرفي يرضيك يبه هذا الشيء .. جلست فلم
تعد تقوى على الوقوف من كبر الهم في صدرها
ووضعت يديها على وجهها وأكملت نحيبها
وسمعت في هذه اللحظة صوت إقفال الباب
ونهضت لتكمل مسيرها ولكن لا تعلم إلى أين ..

وفي داخل المنزل ..

جلس أبو أمل في ركن الصالة يبكي وينتحب
كالأطفال لا يعلم سبباً لذلك سوى أنه يريد إبنته
ولكنه لا يستطيع أن يتحمل وجودها .. وطبع في
ذاكرته صورة إبراهيم الصغير وابتسم بين دموعه ..

كل هذا حدث أمام نظر سلمى وهي تحمد الله
في سرها على نعمة العقل و ابتسمت بانتصار
عندما تذكرت ما دار بين أمل وأبيها .

عند أمـــــل ~

سارت بصمت بين المنازل وقد تعبت من المسير
وقد تكالبت عليها الأمور فهي منذ الليلة الفائتة
وهي تمشي حتى تصل لمنزل والدها وهي لم
تذق طعم النوم بالإضافة إلى أنها جائعة وكذلك
طفلها أرهق من حمله تارة ومشيه على الأقدام
تارة أخرى وقد لاحظت التعب على وجهه .. تلفتت
يمنة ويسره لترى مكاناً تأوي إليه من حرارة
شمس الظهيرة فوجدت إحدى العمائر المبنية
حديثاً .. تقدمت منها بتردد من أن يكون بها
عمال .. دخلت وتلفتت فلم ترى أحدا فجلست
وفتحت حقيبتها وأخرجت مفرش قطني وفرشته
وأجلست ابنها عليه ومدت له بعلبة من العصير
بعد أن أدخلت الماصة بها فشربها وهو بعينين
نصف مغمضتين ضحكت على شكله ..

بعد أن ارتوى مد لها الباقي : ماما ألاس .

أمل : شبعت .

هز إبراهيم رأسه إيجابا وقد غلبه النعاس فنام ..

أما هي شربت الباقي وحمدت الله على نعمته
وتذكرت أن في إفريقيا قد يمضي على الشخص
ثلاثة أيام ولم يذق طعم الأكل ولا الشراب .. ومن
خير من سيد البشر صلى الله عليه وسلم الذي
ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع .. سالت
دمعتها وغفت على أفكارها ..

استيقظت على صوت أذان العصر وسمعت أصوات
رجال يقتربون فنهضت مسرعة وحملت طفلها
وكذلك حقيبتها وخرجت من الجهة الأخرى ولا
تعلم أين يسيرها قدرها ..

******

دخلت مسجد النساء بعد أن أخفت حقيبتها
وتوضأت ثم صلت وجلست لتكمل أذكارها وكان
ولدها يلعب بالكرة ويتحدث مع نفسه كعادة
الصغار وضحكت عليه وتذكرة كلمة واحدة دائما
تتردد عليها [ما شاء الله ولدك عاقل] نعم هو كذلك
عند الناس فهي عودته أن يكون هادئ أما أمامها
تخرج كل مواهبه وشقاوته في اللعب .. تذكرت
ليلى وأسماء السهرات التي يقضينها وتمنت أن
تعود تلك الأيام .. تنهدت في نفسها واستغفرت
وحدثت نفسها "الحين وين أروح قبل سنتين
ساعدتني نهى وأمها الله يذكرهم بالخير" وغرقت
مرة أخرى بأفكارها وذكرياتها ..

*****

بعد ولادتها بإبراهيم لم تجد من يساعدها ويحمل
عنها همها فلم تجد سبيل إلا أن تتصل بنهى ..

اتصلت أمل على نهى من تلفون المستشفى : ألو السلام عليكم .

نهى بحذر : وعليكم السلام .. مين معي .

أمل بوهن : معك أمل ولا نسيتيني .. قالت الأخيره بمرح مصطنع .

نهى بفرحة غامره : أمل حياتي وينك كذا مره
اختفيتي وما سمعت عنك أي شي .. بكت ..والله
سألت عنك جيرانكم وقالوا لي كلام ما صدقته
عنك دورت فكل مكان لكن ما عرفت لك أثر ..

أمل بكت هي الأخرى : والله ظروف صعبه مرت علي ما يعلم بها إلا الله .

نهي بصوت مبحوح من أثر البكاء : أمول عمري إيش فيه صوتك تعبان .

أمل : أنا في المستشفى ولــ

قاطعتها نهى بخوف : أمل قولي لي إيش فيك ؟
حصلك شي ؟ وأنتي فأي مستشفى الحين؟..

ضحكت أمل من كلام نهى السريع : الله كل هذي
أسئلة تبيني أجاوب عليها ..شوفي يا ستي أنا
ولدت وجبت هيمو صغنون أما المستشفى ما
اعرف أسمه لحظة .. مرت بالقرب من السرير
ممرضة آسيوية سألتها .. إيش إسم هذا مستشفى ؟..

الممرضة : مستشفى الـ....... , وذهبت .

فتحت عينيها أمل عندما سمعت اسم
المستشفى فهو من المستشفيات الكبيرة التي
تكلف الكثير من المال ونسيت التي تنتظر على
خط الهاتف وتذكرتها ..

أمل : سمعتيها إيش تقول , ياربي إيش جابني
لهذا المستشفى كيف بدفع التكاليف .. وبكت ..

حزنت نهى عليها : خلاص أنا باجي لك مع أمي ونطلعك ..

أمل : لالا , لا تكلفون على نفسكم باتصرف أنا .. وترددت .. بس

لاحظت نهى ترددها : قولي أمل أنا تستحين مني نسيتي أحنا خوات ..

أمل : الله لا يحرمني منك .. بس تقدرون تاخذوني
عندكم بس أرتاح يومين لين ألقى مكان لي.

نهي بمودة نابعة من القلب : يا شيخة العين أوسع لك من الدار .

أمل : تسلمين . . مع السلامة .

نهى : مع السلامة ..

*****

أحست بطفلها يشد لباسها وجهت نظرها له
ورأته يؤشر لها بأن الطفلة أخذت كرته إبتسمت
للطفلة ونادتها وقبلتها على خدها وسألتها ..

أمل بابتسامة حنونه : إيش اسمك ياحلوه .

الطفله بحياء : ساره ..

إختفت إبتسامتها وهيج هذا الاسم عواطفها
وانتبهت لولدها ينظر للطفلة بغيره ولاحظت أنها
مازالت ممسكة بها ..فكت يدها وأجلستهما ..

أمل : يلا إلعبوا مع بعض طيب .

رد الاثنان : تيب .

وعادت مرة أخرى لتسبح في ذكرياتها الأليمة
وتذكرت كلمة لسلمى سمعتها يوماً (حلفت
لأمحي بسمت أمك لكن ماتت قبل ما أحقق
حلفتي لكني بحققها فيك يا بنت سويره)

حدثت نفسها"حققتي كلامك يا سلمى لكن الله على الظالم وين ما راح"

سمعت أذان المغرب جددت وضوئها وأنتبهت أن
ولدها نام في مكانه محتضن كرته بعد أن غادرت الطفلة ..

**********************

سمعت صوت طالب علم يلقي محاضرة بعد أن
سلم الإمام من الصلاة وأنصتت لما يقول كان
حديثه عن الابتلاء وعظيم أجر من صبر عليه
ودمعت عيناها عندما ذكر قصة نبي الله أيوب وقوة
إيمانه وصبره على الابتلاء لثمانية عشر عاماً فلم
يبقى له مالاً ولا أولاداً وحتى الأصحاب هجروه ولم
يتبقى له من يجالسه إلا زوجته وصاحبان له ولما
طال بلائه تناقل الناس أن أيوب لم يبتليه الله إلا
لذنب أذنبه فذكر له صاحباه ذلك فقال : اللهم إن
كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعان وأنا أعلم
مكان جائع ,فصدقني , فصدق من السماء وهما
يسمعان ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن
لي قميصان قط وأنا أعلم مكان عار, فصدقني ,
فصدق من السماء وهما يسمعان , ثم خر
ساجداً فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبداً
حتى تكشف عني فما رفع رأسه حتى كشف عنه.
وعرج على قصة يونس عليه السلام وصبره على
العيش في بطن الحوت لأربعين يوماً وقد أحاطت
به ثلاث ظلمات ومع هذا لم يتذمر بل كان من
المسبحين وكان يردد (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ..

ومن أكثر ابتلاء من سيد الرسل محمد صلى الله
عليه وسلم فقد ابتلي وصبر وأكثر بلاء نزل به أن
أبعدوه عن أرضه التي يحب .. فالله در الصابرين ..

وأنشد طالب العلم بصوت شجي :

يا صاحب الهم إن الهم منفرج ........ابشر بخير فان الفارج الله

إذا بليت فثق بالله وارض به.......إن الذي يكشف البلوى هوالله

اليأس يقطع أحيانا بصاحبه ...........لا تيأسن فان الفارج الله

الله حسبك مما عذت منه به.........وأين امنع ممن حسبه الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة..........لا تجزعن فان الكافي الله

والله مالك غير الله من احد .......فحسبك الله في كل لك الله

الحمد لله شكرا لا شريك له........ما سرع الخير جدا حين يشا الله

تأثرت أمل كثيرا بالكلام وعندما سمعت ما أنشده
انفجرت تبكي وتنشج وتحاول كتم بكائها عن
النساء الجالسات ولكن هيهات أن تخفى العبرات
وكانت شهقاتها ترتفع رغماً عنها اقتربت منها
امرأة مسنة وحضنها ومسحت على ظهرها بحنان
أمومي لم تتذوق له مثيلاً في حياتها ..

بعد لحظات هدأت ورفعت رأسها من حضن المرأة وابتسمت لها بامتنان ..

أمل بابتسامة ذابلة : مشكوره خالتي .. وقبلتها على رأسها ..

المرأة العجوز : الله يسلمتس يا بنيتي عسى ما شر تانسين شي يمه ..

أمل : لا يا خالتي بس تذكرت أمي اللي ماتت .. ودمعت عيناها ..

مسحت العجوز دموع أمل بحنان لا نظير له : الله يرحمها وكلنا على هذا الطريق يمتس ..

أمل : الله يطول بعمرك .. وأدارت رأسها فوجدت
طفلها متمسك بها وخائف من بكائها ..إيش فيك
حبيبي يلا قوم سلم على جده على راسها ..

قام الصغير متردد وهو ينظر لأمه تارة وتارة ينظر
لوجه المرأة العجوز الذي يشع نوراً وحناناً .. وقف
أمامها وسلم على رأسها وقامت العجوز بلف
ذراعيها على الصغير وحضنته بحنان وأجلسته في حجرها ..

المرأة العجوز : هذا ولدتس يمه .

أمل : إيه يا خالتي .

المرأة العجوز : طيب يمكن أبوه ينتظركم برا ..

أنزلت أمل رأسها بحزن : لا يا خالتي أبوه مطلقني .

العجوز بفزع : أووه عسى ما شر والله إنتس زينت البنات .

أمل : ظلمني و أتهمني بشرفي يا خالتي .

أمسكت المرأة العجوز بيد أمل : يا بنتي قولي سالفتس لي وطلعي الهم اللي بقلبتس .

أمل باحترام : طيب يا خالتي بس نصلي العشاء شوي ويقيم و أقول لك قصتي .

المرأة العجوز : قومي نتجدد .

نهضت أمل بسرعة وأمسكت بيد العجوز وقادتها
إلى الحمام (تكرمون ) وتوضأتا ثم صليا العشاء مع
الإمام وبعد انتهائهما من الأذكار جلسا في زاوية
المسجد ولم يتبقى من النساء إلا اثنتين كانتا
على وشك الخروج بعد أن تأكدت من خروجهما
بدأت أمل في الكلام ..

أمل : يا خالتي سالفتي يمكن ما حد يصدقها لكن صدقيني والله إنها حصلت لي ..

المرأة العجوز :قولي والله إني مصدقتس قبل ما تتكلمين .

أمل بعبرة مخنوقة : يا خالتي أنا أبوي زوجني وأنا
لسه ما دخلت أربعطعش سنه لواحد حق شراب
وبنات والله العالم بالمستور ولما زوجني موب كره
فيني لكنه يقول ما يقدر يستحمل يشوف
وجهي..تنهدت ثم أكمل .. قالي لما يخرج برا
يتمنى يجلس ويسولف معي ولما يشوف وجهي يكرهني ..

المرأة العجوز بذعر : والله إن أبوتس مفرق عنتس بسحر .

أمل باستغراب : كيف يعني ..

المرأة العجوز : يعني حد سحره عشان يفرقتس عنه .

أمل بذهول لحظتها تذكرت حب أبوها الشديد
لزوجته وربطت الأمر : كيييف؟ يعني عشان كذا
يكرهني ..بتردد ..طيب هو يحب زوجته مرره ولا يخالف شورها أبد .

فهمت العجوز ما حصل : أها والله العالم يابنتي إنها فرقته عنتس و جلبته لها ..

أمل بحزن : الله على الظالم يا خالتي الله على الظالم ..

المرأة العجوز : لا تدعين يا بنتي ما يصير هذي زوجة أبوتس بحسبة أمتس.

أمل باعتراض : لا يا خالتي عمري ما شفت منها
اهتمام أو حب .. حتى طليقي يصير ولد خالها وأبوي ما رفضه عشانها ..

تنهدت العجوز : استغفر الله .. طيب كملي وإيش صار لتس بعدها ..

أمل بحزن : آآآآهـ يا خالتي , لما جا ياخذني أبوي
قالي خلاص ما أرجع البيت ولا يشوف وجهي
أبد .. ودمعت عيناها .. وأخذني معه وعشت عنده
ياخالتي سنه وثلاث شهور وأنا أسمع أصوات
السكارى في الليل والنهار وما كنت أشوفه أبد
من المدرسة لين غرفتي أقفل على نفسي ولا
أخرج من الغرفة لا في الليل ولا في النهار أبد لأن
السكارى يدورون في البيت وخفت بالذات أنا كنت
صغيره لين جاء ذاك اليوم ..

تذكرت ذلك اليوم حيث تجسد الألم وتكون في
أبهى حلله واكتسى رداء السواد والظلم ..

قبل سنتين ونصف ..

الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ..

كانت جائعة وظمأى فهي اليوم لم تأكل بسبب
المذاكرة لاختبار الفترة الثانية وغدا يكون آخر
اختبار في المرحلة الأولى من الثانوية عندما
وصلت بتفكيرها لهذه النقطة ابتسمت وتلاشت
ابتسامتها عندما أصدر بطنها صوتاً يدل على
الجوع وحدثت نفسها "ياربي مررره
جوعانه ..وضعت أذنها على الباب فلم تسمع
أصوات الموسيقى الصاخبة ولا صوت أحد يتجول
فأكملت تحدث نفسها ..الظاهر اليوم سهرتهم في
الاستراحة يا الله أتوكل على الله وبروح آكل يعني
إيش بيصير " تقدمت بثقة مصطنعة أمام الباب
فتحت القفل وتلاشت ثقتها عندما خطت خارج
الغرفة كانت تريد أن تعود إلى الغرفة ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان

/\

/\

/\

رأت سعود وقد كان ثملاً يترنح ويضحك وقف أمامها
مباشرة ثم أمسكا بقميصها وأصبح يتحدث بصوت خامل من أثر المسكر ..

سعود : اللاااااه عندي هنا كيكه حلوووووووووه مين إنتي ها .

حاولت أن تفلت من يده ولكنه كان ممسكاً بها
بإحكام بل أمسك بيده الأخرى ذراعها وشد بقوة .

أمل بخوف وبهمس : بعد عني .

اقترب منها سعود وقرب أذنه من فمها : إيش تقولين يا حلوه ..

أبعدت رأسها كردة فعل عندما اقترب منها ووضعت
يدها على أنفها من رائحته النتنة وصرخت : أقولك
ابعععععد عني .. وحاولت أن تحرر يدها منه ولكن
هيهات مع بُنيت سعود الضخمة مقارنة بضآلة أمل
وضعفها كفتاه .. وبكت .. الله يخليك ابعدددددد ..

سعود بخبث : أووووه الحلو يبكي ليش حرام
هاذي العيون تبكي .. واقترب أكثر وحاول شدها
إليه فنفرت منه بشدة فغضب منها وصرخ بها ..
اثبتي مكانك مانيب ماكلك ..

ولكنها استمرت في الهرب والنفور وصورته
وسلمى عندما كانا على سرير والدها تتجسد
أمامها فصرخت بصوت عالي عندما رأته يمزق ثيابها ..

وأسدل الظلم ستار أسود على مشهد تجسد
فيه الألم يمثل بحرفية على مسرح الحياة واختبأ
الأمل بعيداً عن الأنظار في أحد زوايا المسرح بعد
أن وُهن وأصابه العجز ولم يقوى على الحراك ..

********

بعد ثلاثة أشهر ...

في العصر

تقدمت إلى الهاتف وضغطت على الأرقام
وسمعت عبر الأثير صوت نهى المرحب : هلا والله.

أمل بابتسامة : السلام عليكم .. أخبارك نهو ..

نهى : عليكم السلام .. الحمد لله بخير أخبارك إنتي .

أمل وهي تتلفت تخاف أن ترى سعود وتتكلم
بسرعة : الحمد لله ,أخبار أمك و سهى ولودي.

نهى : الحمد لله كلهم بخير أسمعك مستعجلة إيش فيك ..

أمل : لا ما فيه شيء بس أخاف يجي سعود في
أي لحظة ..أمم نهى ..ترددت .. ولا أقول خلاص خلاص .

نهى بجدية : أمل إيش فيك أذاك سعود مره ثانية ..

امل بسرعة : لا لا بس ..

قاطعتها نهى : قولي أنا تحت أمرك باللي تبغين ..

أمل : مشكورة حبيبتي بس أنا من شهرين أحس
بتعب وخمول وأنام كثير ما أعرف إيش صار لي ..

نهى بذعر :أوووه أمل لا يكون حامل .

أمل والخوف استقر في قلبها : لااااا الله يخليك لا
تتقولي يمكن فيني مرض ولا شي .. وبكت ..
خايفه نهى مررررره خايفه .

بكت نهى : خلاص أمول راح أسأل أمي بس لحظة ..

وبعد لحظات سمعت صوت معلمتها الحبيبة التي
شملتها بحنانها , صوتها المحبب الذي يملأ النفس هدوءً : السلام عليكم

أمل بهدوء وبحة صوتها زادت من البكاء : عليكم السلام .

أم نهى : أخبارك أمل .

أمل : الحمد لله .

أم نهى : إيش فيك حبيبتي من متى تعبانه .

بكت أمل : يمكن من شهرين وأنا أحس نفس
تعبانه وأنام كثير وكرهت الأكل وبس أستفرغ .

أم نهى بتفهم : أمممممم أهدي حبيتي أنا أرسل
لك مع السواق والشغالة اختبار الحمل المنزلي .

استمرت أمل تنشج بحرقة تكلمت بين شهقاتها :
بس ..وشهقت.. بس هو كان ســ..ــكــ..ــران يوم كــ .. وانفجرت تبكي ..

إنصدمت أم نهى وأخفت صدمتها : وكلي أمرك لله حبيبتي والله ما بيضيعك .

أمل : إن شاء الله .. مع السلامه

أم نهى : مع السلامة .

وبعد نصف ساعة وصلت السيارة وأتت الشغالة
بكيس صغير مدت لها به وغادرت ..

صعدت لغرفتها وقرأت التعليمات ثم جربته وكانت النتيجة ..

/\

خطان كاملان ..عندما رأت النتيجة بكت ودخلت
غرفتها وغرقت في دموعها التي لا يمسحها سوى وسادتها ..

في صباح اليوم التالي ..

خرجت بعد صلاة الفجر وجلست في الصالة تنتظر
خروج سعود لدوامه فانتظرت وطال الانتظار حتى
وصلت الساعة التاسعة إلا ربع وخرج من غرفته
وقد لبس وتهندم وقف أمامها ..

سعود بسخرية : مين إنتي .. أوووه أمل غريبة أول مره أشوفك من سنه ونص .

خافت أمل من كلمته فحدثت نفسها "يا ربي
أخاف ينكر أنه" أغمضت عينيها من ألم تلك
الذكرى وفتحت عينيها على صوت حاد يسألها ..

سعود بحدة : خير جايه عندي تستعرضين ولا
إيش تكلمي إيش عندك مستعجل .

حركت أمل رأسها نفياً على كلامه وتكلمت بتردد :
إجلس أبي أقول لك شيء.

جلس وهو ينظر لساعته حتى يبعد نظره عنها
وقد لاحظت توتره وتعجبت وهي لا تعلم أن سبب
توتره هي بشكلها البريء في جلابيتها الوردية ..

سعود : طيب بس بسرعة .

ازدردت أمل ريقها بخوف : أممم .. ونظر لها يحثها
على الكلام ولكنها لما رأت نظراته سكتت .

سعود باستهزاء : مطوله .

..على بغضها لسعود إلا أنه زاد بغضه أضعاف في قلبها من سخريته بها ..

أخفضت أمل عينيها وتكلمت : أحم أحم , قبل
ثلاث شهور جيت الساعة ثلاثة سكــ...ـــران ووو

سعود وقد غضب : وبعديـــن بتحكين قصة حياتك , إيوه إيش صار ..

غرقت عينا أمل بالدموع : يعني ما تذكر إيش صار ..

سعود بإنكار واستغراب: إيش صار يعني ..

بكت أمل : حاول تتذكر إيش صار ..

سعود يتذكر : عادي كل يوم أجي كذا إيش الجديد .

نشجت بصوت عالي وانهمرت دموعها :الله يخليك تذكر لازم ..لازم .

سعود وقد سأم : وبعدين من ذا البكا تكلمي زين
ولا بروح .. هم بالنهوض فاستوقفته عندما فجرت الكلمة








..((أنا حــــامل)) ..

أدار رأسه لها وقد لمعت عيناه من الغضب وكادت
تطلق شراراً : إيش حـــــامل ومن مين حامل إن
شاء الله وأنا هذي أول مره أشوفك من يوم جبتك من بيت أبوك ..

صرخت فيه أمل : حراااااام لا تظلمني .

تقدم منها سعود وامسكها من كتفيها وهزها
بعنف : تكلمي من أبو اللي فبطنك .. صرخ .. من أبــــــــــــــــــــــووووه

أتفجرت تبكي بحرقة المظلوم : أنـــــــــــــــــــت أبوه .

سعود بغضب هآآآدر : كـــــــذابه .

وأمسكها من يديها وأخرجها من الباب وغاب
لحظات وعاد ورمى عباءتها وجرها إلى الباب
الخارجي وقذفها خارجا أمام الناس الذين
تجمهروا ورفسها على ظهرها حتى صرخت من الألم وصرخ بها .

سعود بصراخ : روحي دوري على أبو إلي في
بطنك موب تبليني أنا بوه وأنتـــــــــــــي




((طااااااااااااالق طااااااااااااالق طاااااااااااااااالق))



صفق الجمهور وتعالت الهتافات بعد أن أسدل
الستار على المسرح في نهاية الذكريات وقد
تفوق الألم على أقرانه في تجسيد هذه الذكريات
وفي الختام أعلن الأمل بصوت المهزوم أمام
الجمهور أن الــ ((ذكريات جسدها الألم))

******************************

نهايــــــــــــــــ الجزء الرابع ـــــــــــــــــــــة


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 08:13 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



&< ~^((الجزء الخامس))^~ >&

~[(وانطفأت شعلة الأمل)]~



مسحت دمعاتها المتساقطة والتي بللت خديها بيدين مرتجفة وفتحت العجوز ذراعيها وألقت نفسها وانتحبت بشدة .. أخذت العجوز تمسح على ظهرها بيد واليد الأخرى تمسح ما تساقط منها من عبرات وقد أحزنها وضيق صدرها ما ألم بهذه الفتاه من ضيق وهي في عمر الزهور ..
المرأة العجوز تهدئها : خلاص يا بنتي ربي بياخذ حقتس من كل ظالم .. يا بنيتي أصبري والله بيعوضك .
أمل وقد بُح صوتها وتوهج وجهها الأبيض الصافي بحمرة من البكاء وقد تورمت عيناها : بس المشكلة يا خالتي أن أبوي طردني ولا صدقني ..
المرأة العجوز : خلاص اللي فات مات يلا حبيبتي أختي تنتظرني تأخرت عليها وأنتي روحي بيتتس ..
كتمت أمل ألمها فقد آلمت المرأة وحملتها همها بما فيه الكفاية حدثت نفسها "أي بيت أروح له بيتي الشارع الله يصبرني "
أمل بابتسامة باهته : مشكوره خالتي و جزاك الله كل خير .. وسألتها ..إنتي تسكنين عند أختك .
المرأة العجوز بحزن : إيه يا بنيتي .
أمل باستغراب واستفهام : ليش ؟ .. ما عندك عيال يا خاله .
المرأة العجوز وقد دمعت عيناها : عندي لكن كل واحد فمكان ..وأكملت توضح .. ولدي الكبير سالم مهاجر ولا أعرف له أرض من سماء من عشرين سنه وبنتي الثانية سلمى متزوجة ولا تسأل عني أبد من سبعطش سنه والثالثة أحن وحده علي ماتت من سنه الله يرحمها .
حزنت أمل بشدة على حالها وخمنت أنها أم (زوجة والدها ) وكتمت ما عرفت ونهضت حتى تصرف الموضوع : الله يعينك يا خاله .. يلا أوصلك للباب..فقد لاحظت أنها ضعيفة النظر من تلمسها للجدار, ساعدتها أمل في النهوض وودعتها عند الباب وغادرت العجوز ووقفت تنظر لها حتى غابت عن نظرها وتعجبت أن تكون والدة سلمى وعمة سعود لها قلب من أطيب القلوب وهما يحملان قلوب لا تعرف إلا الحقد والكره ..
******************
خرجت من المسجد بعد أن جاء الحارس ليقفل الأبواب وحملت طفلها و حقيبتها وأخذت تمشي بالطرقات ولا تعلم أين تذهب ومازالت تمشي حتى خفت حركت الناس في الشوارع تلفتت تبحث عن محل للتموينات الغذائية فوجدت في طرف الشارع واحداً ولكنه به عدد من الرجال فوقفة قريب من تنتظر أن يقل الزحام فخرج طفل يبدو في التاسعة من عمره نادته وأدار رأسه جهتها :تناديني أنا .. وهو يشير بسبابته إلى صدره .
هزت رأسها إيجاباً : إيوه تعال ..
تقدم منها الولد ووقف أمامها وذهلت .. كان يشبه صديقتها نهى كثيرا ..وحدثت نفسها "سبحان الله بعد السنين هذي شفته لا زم أسأل عن أسمه".
أمل : اسمك يا بطل .
الولد : وليد ..
ابتسمت بعد أن تأكدت من هويته : أممم ممكن تشتري لي , تشوف كيف الرجال كثيرين ما أقدر أدخل .
وليد برجولة رغم صغر سنه : هاتي فلوسك ولا يهمك إيش تبغي .. ونظر إلى إبراهيم الذي يراقبهم بصمت وابتسم له وليد وأشار له بطفولة .. هذا ولدك ..
ضحكت أمل على تقلبه مرة رجل ومرة طفل ومدت له بالمال : إيوه ولدي واسمه إبراهيم .. خذ جيب لي خبز وجبن وعصير وحليب ومويه وكراسه وقلم ..
أخذ وليد المال وهز رأسه إيجاباً ودخل ليشتري ..
أما أمل فرؤية وليد هيجت ذكرياتها و أشعلت الشوق إلى صديقتها الغالية نهى ..
**************
قبل عامين ...
كانت ممدة على السرير في غرفتها الخاصة في منزل نهى وتضحك على نهى وإخوتها الذين ينظرون إلى الطفل وكأنه مخلوق فضائي ويبتسمون لأي حركة يصدرها أدارت رأسها إلى أم نهى الجالسة بمحاذاتها ..
أمل مبتسمة : خالتي جيبي لهم نونو يتسلو فيه ذبحو ولدي من كثر ما يطالعوه .
ضحكت أم نهى : هههههههههه لا خلاص راحت علينا كبرنا إن شاء الله نهى تتزوج وتملا البيت عيال .
صرخت نهى : لااااااا أمي نبي واحد صغنون زي هيمو .
فزع الطفل وبكى من صراخ نهى التي أُحرجت عندما نهرتها أمها قائلة :بنت جننتي الولد حسبي الله على إبليسك .
ضحكت نهى بإحراج : هههههههه خليه البكاء يوسع الصدر .
أمل بغيض مصطنع : لا والله وأنا أروح فيها .
نهى بحماس : أمي لا تضيعين الموضوع , نبي نونو الله يخليك .
سهى بنفس الحماس : جد ماما نبي بيبي صغنون فبيتنا .
أم نهى بتصريف : إن شاء الله , يصير خير ..
ضحكت أمل بخفة من تصريف أم نهى للموضوع وأدارت رأسها ونظرت إلى وليد الذي كان ينظر لإبراهيم بعينين تلمعان من البراءة وسألته : ها ولودي أعجبك هيمو .
هز وليد رأسه بحماس : مررررره يجنن .
إبتسمت له أمل : إنت اللي تجنن يا عمري .
*****
الساعة 12.30 بعد منتصف الليل ..
بعد أن انصرف الجميع ولم يتبقى عند أمل سوى نهى و سهى ..
جلسن الفتيات يتسامرن ويضحكن ..
سهى : تصدقون بنات أن زميلاتي يقولون يتجمعون ويشغلون أغاني ويتعلمون الرقص .. وأكملت بحماس .. حتى وحدة تقولي حافظه كلمات كل الأغاني الجديدة ..
عجبت أمل من حال هؤلاء الفتيات الصغيرات والمستوى الذي وصل إليه :بس سهى حبيبتي تدرين إن الأغاني حرام نسمعها ..
سهى : إيوه أدري أنا قلت لهم بس هم قالوا عادي ماما وبابا يسمعون وأنا أسوي مثلهم .
زال عجب أمل وحل مكانه الحزن والمرارة : إذا كان الكبار كذا كيف بيكون الصغار يعني .. الله يصلحهم عيالهم أمانه ليش ما يحافظون عليها ..
نهى بجديه : ولا المشكلة اللي حاطين برامج للأطفال يغنون فيها حبني وأحبك وهم ما يعرفون معناها لا والمشكلة أهاليهم يحفظونهم الأغاني ..
أمل : لا حول ولا قوة إلا بالله .. كيف بينصر الله الأمة وحالها كذا .و التفتت إلى سهى المنصتة للحديث .. سهى حبيبتي إذا وحده قالت لك أسمع أغاني قولي لها تقدر تولع عود كبريت وتدخله أذنها .. حتقدر تصبر على الألم ما أضن هذا وهي نار الدنيا لكن في الآخرة يصب الله الرصاص المذاب في أذن اللي يسمع أغاني ..
سهى بفزع : ياربييي الحمد لله إني ما أسمع أغاني إن شاء الله أقول لهم ..
نهى : خلاص سهى روحي نامي يالله .
ردت سهى باعتراض : لا والله وإنتي حضرتك تسهرين لوحدك مع أمل وأنا أنخمد ..
نهى بغيض : روحي نامي أحسن لك أمل تبي ترتاح وأنا بنام عندها ..
سهى : لاوالله وأنام بروحي فالغرفة .
نهى بغضب : سهىآآآ وبعدين البنت بترتاح .
سهى نهضت بخوف : خلااص بروح ..وكلمت أمل ..بكره أربعاء بنام عندك..ورجعت تكلم نهى .. نهى بكره بتداومين ..
نهى : لااا ..وريني عرض أكتافك .. وصرخت .. يلااااااااا ..
ضحكت أمل حتى أدمعت عيناها على شكل سهى الفزع ونهى الغاضب : ههههههههههههههه والله أنكم تحفه ..وأكملت بجديه .. روحي نامي عشان تداومين ثاني ثانوي تراكمي لا تضيعين درجاتك ..
نهى بلامبالاة : عااادي كلمت أمي وأبوي ووافقوا ..وأكملت بحماس .. يلاااا قولي كل شي من طقطق للسلام عليكم ..
رجعت أمل إلى أحزانها وتنهدت وحكت لنهى كل ما حصل لها خلال ستة أشهر ..
نهى : طيب كلمتي أبوك يجيب أوراقك للمستشفى عشان يطلعونك ..
أمل : كلمته ورفض قال أنا ما عندي بنت ودقيت على رقم سعود لكن رد علي وهو سكران إنتظرت كم ساعة ورد علي وطلبت منه يجيب على الأقل صوره من عقد الزواج رفض وقلت له طيب صك الطلاق قال لي ما طلعه من المحكمة ترجيته يجي يطلعني على الأقل وقفل الخط فوجهي ..
بكت أمل وحضنتها نهى حتى هدأت ..
نهى باستغراب : طيب كيف طلعوك ؟ وتدرين أنه ممنوع يطلعونك بدون أوراق ثبوتيه .
أمل : أدري بس كذا جو عندي و قالوا لي إطلعي وأنا قبلها قلت لهم طلعوني رفضوا ..
نهى : شي غريب .. وأكملت بحماس ..يمكن اللي دخلك هو نفسه إلي خرجك.
أمل : يمكن ..
وأكملوا سهرتهم وناموا في أماكنهم ..
جلست ثلاثة أسابيع عند عائلة نهى وهي مرتاحة ومرحب بها .. إلى أن أتى ذلك اليوم ..
جاءت جدة نهى في زيارة لهم ومكثت النهار بطوله عندهم وعندما خرجوا إلى الحديقة في المساء رأت الملحق مضاء المصابيح فدخلت عند أمل التي كانت ترضع ابنها .. تفاجأت أمل بالعجوز التي دخلت عليها .. وكذلك العجوز تعجبت من الفتاة الجالسة أمامها و سألتها باستغراب : مين إنتي ؟
تلعثمت أمل ولم تعرف كيف ترد عليها حتى أنقذها دخول نهى
ردت نهى بحذر :هذي صديقتي جات عندي زيارة .
الجدة :أها طيب من بنته ..
خافتا أمل ونهى ولم يردان .
تكلمت الجدة بحدة : قولي مين أبوك ؟
ردت أمل بخوف وصوت متقطع : بنت إبـ..ــراهـ..يــم الــ........ .
ضربت العجوز على صدرها بقوة وغضب وصرخت : كييييف تدخلون هذي الفــ.... بيتكم بيت ولدي ما يدخله هذي الأشكال ..
تجمع الكل عند أمل التي تبكي وتنتحب ..
أم نهى : تعوذي من إبليس يا عمتي البنت مظلومة ..
قاطعتها الجدة : مظلومة ولا مي مظلومة ما تقعد في بيت ولدي ساعة ثانية.
وخرجت الجدة مسرعة ولحقت بها أم نهى بعد أن طلبت من أمل أن تتمهل ولا تخرج الآن ..
نهضت أمل مسرعة وأخذت حقيبتها الصغيرة ووضعت بها ما لديها هي وطفلها من ملابس معدودة ولبست عباءتها ولفت صغيرها وخرجت مسرعة من المنزل على صوت الرجاء من نهى وسهى بأن تتريث ولكن لا تقبل الذل أكثر من ذلك ..
*********
انتبهت لليد الصغيرة الممدودة بكيس به ما طلبت ..
أمل بامتنان : مشكووور وليد .
وليد بتقليده المتقن للكبار : لا شكر على واجب .. مع السلامة ..
أمل بسرعة : لااا وليد إنتظر بعطيك شي لأختك نهى ..
وليد بتعجب : إنتي تعرفين نهى أختي ..
أمل بحنين : إيوه أعرفها أنا صديقتها تذكرني أنا أمل ..
وليد بفرح : والله إنتي أمل وين رحتي دورنالك فكل مكان ما لقيناك حتى نهى تعبت مررره ..
حزنت على نهى وحنت كثيراً لتلك الأيام : بالله طيب إنتظر بعطيك شيء لها ..أوكي .
وليد بإصرار : لا لا أنتي تعالي معايه نهى بتفرح فيك ..
أمل : لا حبيبي ما أقدر لكن أعطها هذي الورقة .. وكتبت بعض الكلمات وطوتها وسلمتها إياه وودعته ..
أمل : مع السلامة و سلم على أمك وأخواتك .
وليد : إن شاء الله . مع السلامة .
تتبعته بنظرها حتى دخل أحد البيوت القريبة ودققت جيداً في المنزل فعرفته ودارت مولية ظهرها للمنزل وسارت بها قدماها إلى اللامكان ...
***********************
دخل وليد إلى المنزل وجرى بسرعة إلى نهى ووقف يلهث أمامها وهي مستغربة تصرفه ..
نهى : خير إيش فيك كأن حد طاردك بعصا ..
وليد ومازال يلهث من الجري : أ مــ..ل ..ازدرد لعابه وأكمل .. أمل شفتها..
وقفت مذهوله من قول أخيها وأمسكت يده بشده : قول وييين شفتاها .. بسرعه ..
وليد : الحين شفتها عند السوبرماركت وأعطتني هذي..
ومد لها بورقة فتحتها بسرعة وقرأت محتواها وجلست وقد تساقطت عبراتها و بعد لحظات مسحت وجهها ونهضت قائلة قوم نجيبها ..
وليد : أنا قلت لها تعالي هي رفضت ..
نهى بإصرار :لا لازم تجي موب كيفها ..وأرتدت عباءتها بعجلة وأمسكت بيد أخيها وجرت باتجاه الباب الخارجي وتوقفت عندما نادتها أمها وأدارت رأسها : نعم أمي .
أم نهى : وين رايحة هذا الوقت ..
نهى بحماس : وليد الحين شاف أمل عند السوبر ماركت برمج أجيبها..
توجهت نظرات أم نهى المستفسرة إلى وليد فهز رأسه موافقا وأكمل
وليد : إيوه شفتها حتى معاها ولد أسمه إبراهيم وقالت لي أممم إيوه قالت سلم لي على أمك وأخواتك .. تلفت بعفويه وبراءة يبحث عن سهى ..وين سهى بقول لها أمل تسلم عليها .
جرته نهى من يده : مطول أمش ندور عليها ..وخرجا ..
أم نهى بخوف : لا حول ولا قوة إلا بالله ..يا رب تلقاها الله يستر ما تتعب زي المرة اللي فاتت
.....: منهي إلي تتعب .
أم نهى : أختك نهى الحين جاء وليد يقول شاف أمل وخرجو يدورونها .
سهى بفرحة : بالله ليه ما علموني أدور لها معهم .. يارب يلقونها ..
لم تستغرب أم نهى تعلق أبنائها بأمل فهي تعلم أن أمل ذات قلب مخموم لا يحمل إلا الحب الذي لم تحصل عليه أبداً ..
بعد نصف ساعة عادت نهى بصحبة وليد وهما صامتان جلسا ولم تمضي سوى ثوانٍ حتى انفجرت في بكاء مرير لفقدها أمل مرة أخرى ولا تعلم متى ستلتقيها .. استمرت تبكي حتى شعرت بضيق شديد كتم أنفاسها أصبحت كأنها تتنفس من ثقب إبره .. أسرعت والدتها بإحضار الماء بينما هرولت سهى وأتت بالدواء .. وبعد لحظات عصيبة مرت بها الأسرة ساعدتها أمها وسهى في إدخالها لغرفة نومها ووضعتاها على السرير بعد أن خلعتا عنها العباءة ..طلبت منهم إطفاء النور وتركها وحيده فلبيتا طلبها ..وسالت دموعها ورفعت جسمها وتساندت على طرف السرير وأصبحت نصف ممددة وأخرجت الورقة وأضاءت الأباجورة وقرأت الورقة مرة أخرى ودموعها تنساب على خديها ..
وكان محتوى الرسالة <<<<< ((نهى : مالك دخل بالرسالة ..
أنا : لييش القراء يمكن يبون يعرفون إيش كتبت لك
نهى : خلاص عشان القراء بقولها أنا .
أنا : لا إنتي تعبانه وأنا بقولها عنك .
نهى : أقول طسي ما أحد يقراها غيري
أنا : خلاص على راحتك بعدين موب تقولين تعبانه وما تقدرين تكملين .
نهى : مانيب قايله يلا تقلعي بقراها
أنا : طيييييب ما بقابلك بأمل عشان بعدين تعرفين تسبين هع هع هع <<< فيس شرير
نهى : لا حرااام خلاص أقريها أنتي <<< فيس حزين
أنا: خلاص حنيت عليك إقريها هذي المرة بس ما فيه غيرها ok
نهى : ok <<< فيس خايف ))>>> حوار بين الكاتبة ونهى
*************************
في صباح اليوم التالي ..
غفت أمل بعد صلاة الفجر بإرهاق بعد سهر ليلتين متواصلتين فقد كانت الليلة الماضية تبحث عن مكان تؤوي إليه وطفلها حتى وجدت منزل بعيييد عن أعين الناس قد هجره ساكنوه وأصبح مخيف لدرجة أن الأشباح تخاف منه ولكن لا مناص منه فلا يوجد مكان غيره تذهب له بالرغم من توفر المال لديها إلا أنها لا تستطيع أن تستأجر شقة أو فندق بسبب عدم توفر أوراق هويتهما .. سمت بالله واستعاذت به من الشيطان الرجيم وتقدمت وهي تتمتم بما تحفظه من أذكار وهي خائفة وكذلك ابنها تدور عينيه من الخوف وهو متمسك بأمه التي لا تقل عن خوفه بل تزيد أضعاف ..ودلفت إلى الداخل فلم تجد أثاثاً في الصالة وتقدمت فوجدت غرفة في اليمين يضيء فيها القمر من خلال النافذة دخلت إليها فلم تجد بها سوى صوفا طويلة ولكنها مكتسية بالغبار..أنزلت ولدها و تلفتت تبحث عن قماش لتزيل الغبار عن المقعد فلم تجد وأخرجت من حقيبتها إحدى ملابسها ونفضت الغبار وانتشر مخلفاً سحابة من الأتربة في الغرفة فانتابتها نوبة من العطس ..
إبراهيم : ماما عنوني أح .
أمل : طيب حبيبي خلــ آآآآآتتششششووووــصت ..الحمد لله .
وضعت ابنها بعد أن تأكدت من نظافة المقعد .. وتمددت هي بجانبه ..
إبراهيم : ماما حايف ..
أمل تهدئه وهي أحق بمن يهدئها : لا تخاف حبيبي الله معنا بس قول بسم الله .. بهذه الكلمات التي قالتها هدّأت ابنها وكذلك هدأت هي الأخرى ..
إبراهيم : بسم الله ..
ظلت تتقلب طول الليل لم يغمض لها جفن من الخوف واستمرت تردد الأذكار وسورة الإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي حتى سمعت صوت أذان الفجر من بعييد واطمأنت نفسها حاولت النهوض ولكنها وجدت طفلها متمسك بها بقوة أزاحت يديه الصغيرتين عنها ووقفت ثم مشت باتجاه حقيبتها وأخرجت قارورة من الماء توضأت بها واستقبلت القبلة وكبرت ..
بعد أن أكملت صلاتها تمددت بجانب ابنها لتكمل أذكارها فغفت من شدة الإرهاق ..
شعرت بيد تتحسس خدها ضنت للحظة أنها يد طفلها ولكن كانت اليد خشنة وكبيرة عندما وصل تفكيرها لهذه النقطة فتحت عينيها بفزع ووجدت أمامها رجل آسيوي من الجنسية الهندية ينظر لها بوقاحة وابتسامة خبيثة تعلوا شفاهه أبعدت يده بعنف وأنزلت غطائها بحركة عفوية نابعة من فطرتها الصافية وانتصبت واقفة وابتعدت عنه وقد حملت طفلها بين يديها وضمته لها بقوة حتى أحست بأنة ألم صدرت منه ..
الرجل بعربية مكسرة : ليس غطي إنت هلوووووووو
تقدم إليها بخطوة وتراجعت هي بالمقابل خطوة إلى الوراء واستمر هو في التقدم وهي في التراجع حتى اصطدمت بالجدار فبلغ هذه اللحظة الخوف أقصاه وأصبحت ترتجف من الخوف ورفعت سبابتها باتجاهه متسلحة بقوة وهمية : أبعددد أحسن لك ولا ترى بـ..... ..تلاشت تهديداتها عندما تذكرت أنها ليس لديها سند تؤول إليه في ضعفها إلا الله ..
أمسك الرجل إصبعها الممدود :ليس خوف من أنا , أنا ما في ياكل أنت , أنا يئتي أنت فلوس كتير يلاااا هبيبي تئالي ..
جرت يدها وبكت من الخوف والذل فالطريقة التي كلمها بها كأنها رخيصة أو بنت ليل ..
أمل ببكاء : رووووح عني أنت ما تخاف الله ..
الرجل وقد بدأ بالغضب : لا مافي روه ..
حاولت الهرب منه ولكنه أستمر في التحرش بها وحاول فتح غطائها ولكنها تبعد يده كلما امتدت إليها.. تلفتت تبحث عن مخرج فانتبهت أن الباب خلفه ..أحست به يحاول انتزاع طفلها فزادت من احتضانها له حتى سمعت يبكي بخوف , حاولت التملص حتى استطاعت ذلك ووقفت خلفه ودفعته للجدار واصطدم رأسه به وسمعت تألمه فمرت بحقيبتها وحملتها بسرعة وهربت خارج المنزل وهي تهتف وتبكي بصوت عالي : الحمد لله ..الحمد لله .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..
مشت بسرعة تجري تارة وتهرول أخرى حتى وصلت إلى الطريق وقفت مطمئنة بعد رؤيتها للناس يمشون في الطرقات مشت بهدوء لمدة طويلة بعض الشيء ورأت مطعم به قسم للعوائل تقدمت منه ودخلت وجلست في إحدى الجلسات المغلقة أراحت ظهرها وقدميها بعد السير الطويل وأجلست طفلها وطلبت لهما فطور وفطرا وجلسا يتحدثان ..
أمل : ها هيمو تبي آيسكريم .
قفز إبراهيم فرحا: أستليم أستليم .
ضحكت أمل على حركاته وطلبت لهما المثلجات , اختارت هي بالتوفي وهو بالفانيليا .. تقدم منها طفلها وتعلق برقبتها وقبلها بقوة على خدها ثم مرة أخرى على الخد الآخر ..
إبراهيم : ماما أبببك كتييييل .
استغربت تصرفه فهذه المرة الأولى التي يقبلها هكذا ولكنها ضحكة : هههههه وأنا أموووووت فيك ..
إبراهيم : لااااا أنا كتييييييييل مللللللله
أمل تقلده بضحكة مكتومة : لاااا أنا كتيييييييل مللللللله
قطع حوارهما النادل وهو ينادي لإدخال الطلبات والفاتورة .. دفعت المبلغ المطلوب .. وبعد أن ذهب النادل استمتعا هي وطفلها بطعم المثلجات وهما يضحكان وعند خروجهما ..
إبراهيم : ماما توله .
أمل : تبي كورتك .
أشار لولد في مثل عمره يحمل كرة فأخرجت الكرة من الحقيبة ومدتها له وأشار لها وهو واقف أمامها بأن تخفض رأسها ..
إبراهيم : ماما تئالي .
أمل : طيب حبيبي .. وأنزلت رأسها فقبلها بقوة مماثلة القبل السابقة وخرج يجري فخرجت تلحقه و هي تشعر بضيق شديد ونبضات قلبها سريعة وكأنها في سباق للمارثون .. خرجت فوجدته على الرصيف ينتظرها وهو يلعب بكرته فأمسكت بيده وقطعا الشارع الخالي تقريباً من السيارات فالساعة الآن تقارب العاشرة النصف وأغلب الناس في أعمالهم .. مشيا ببطء فسقطت الكرة من يد إبراهيم وهما في منتصف الطريق والكرة في المتبقي منه جر يده منها وجرى خلف كرته وبأقل من جزء من الثانية تقدمت سيارة مسرعة منه وصدمته وطاااار جسمه الصغير أمام نظرات أمه المذهولة وارتطم جسده بالطريق بالقرب منها فأسرعت إليه وحملته بين يديها وهو مسجى في دمائه التي أحالت لباسه الأبيض إلى اللون الأحمر القاني ..
فصرخت : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
*********
خيم الليل

وغرق الطريق في ظلام دامس

أضيئت شمعة

ولكن شعلتها لم تهزم الظلام وانسحبت بهدوء

وأضيئت أخرى

وأخرى

وأخرى

فوقعوا جميعاً صرعى أمام جبروت الظلام

فأصبح الطريق مليء بالضحايا

حتى أطل الأمل من بين الجموع

أنار شعلته

فسطعت حتى أردت الظلام صريعاً

وانتشر النور وكأنه الفجر الوليد

وفجأة

ظهرت الرياح بين جيوش الظلام

فعصفت بشراسة

((وانطفأت شعلة الأمل ))

و ساد الظلام من جديد
******************************

نهايــــــــــــــــ الجزء الخامس ـــــــــــــــــــــة


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 08:14 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


&< ~^((الجزء السادس))^~ >&

~[(دموع الألم)]~



فتحت عينيها ونظرت للغرفة حولها ورأت السرير ذو الأغطية البيضاء فعلمت
أنها في المستشفى دققت النظر جيداً فيه فأيقنت من رؤيتها لهذا المستشفى
من قبل وحدثت نفسها "ياربي متى شفته أنا متأكدة لكن متى ما أدري ..وتذكرت
ابنها إبراهيم .. إيوه يوم ولدت بإبراهيم طيب الحين هو وينه وأنا متى تعبت ما
أذكر شيء إلا ".. مرت الأحداث في عقلها كومضة ضوء وتذكرت كل ما جرى..
سقطت الكرة من يد إبراهيم وهما في منتصف الطريق وهي في المتبقي منه جر
يده منها وجرى خلف كرته وبأقل من جزء من الثانية تقدمت سيارة مسرعة منه
وصدمته وطاااار جسمه الصغير أمام نظرات أمه المذهولة وارتطم جسده بالطريق
بالقرب منها فأسرعت إليه وحملته بين يديها وهو مسجى في دمائه التي أحالت
لباسه الأبيض إلى اللون الأحمر القاني ..
فصرخت : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
هزته أمل بخفه واستمرت تهزه وتنادي عليه : إبراهيم حبيبي قوم يلا حبيبي لا تخلي
ماما لوحدها .. مسحت عن وجهه الأبيض الدم وهي تحدثه .. يلا قوم شوف ما ببكي
عليك عشانك بتقوم يلاااا ..
توقف صاحب السيارة للحظات وعندما شاهد منظر الطفل وهو بين يدي أمه فر كالجبناء
ولم يساعد أماً مكلومة بفقد ولدها
توقفت سيارة فخمة بالقرب منها و خرجت امرأة في منتصف الأربعين من عمرها
من السيارة وتقدمت من أمل التي تجلس بصمت وهي تنظر لولدها الذي حجبت
الدماء ملامحه ..
المرأة : لا حول ولا قوة إلا بالله , يا بنتي نزلي الولد عشان الإسعاف حيوصل الحين .
هزت أمل رأسها نفيا وهي ملتزمة الصمت ..
اقتربت منها المرأة وجلست بقربها ورأت شكل الطفل وأيقنت أنه قد فارق الحياة
فحدثتها بهدوء : يا بنتي قولي إنا لله وإنا إليه راجعون الرسول يقول (( إنما الصبر
عن الصدمة الأولى )) والله يعوضك إن شاء الله ..
نطقت أمل ببحة : إنا لله وإنا إليه راجعون ..وتفجرت دموع أمل كالأنهار وهي
تشد احتضان جسد طفلها .. وبعد دقائق حضر الإسعاف وبعد محاولات أخذوا الطفل
منها وكأنهم انتزعوا منها روحها وغابت في عوالم اللاوعي ..
***
سقطت دمعت وتلتها دمعات فشهقت ببكاء مر كمرارة فقدها لابنها وضياع أملها في
الحياة ولم تشعر بالمرأة الجالسة أمامها والتي تأثرت ببكائها ..
تكلمت المرأة بعد مدة : يا بنتي أذكري الله , قولي إنا لله وإنا إليه راجعون.
أمل بصوت ضعيف مبحوح : إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم آجرني في مصيبتي
وأخلف لي خيراً منها .
المرأة بتشجيع : إيوه كذا خلي إيمانك بالله قوي و الله يعوضك بأخير منه بإذنه ..
عندما سمعت كلمت ((الله يعوضك بأخير منه)) انفجرت تبكي مرة أخرى : كيف
أتعوض وهو إللي بقيلي فدنيتي كلها , أبويــ..فشهقت تبكي بحرقة عندا تذكرت
والدها وطرده لها مرتين والثالثة من زوجها.. خليها على الله يا خالتي , خليها
على الله ..
المرأة بتأثر من حال أمل : أصبري يا بنتي والله ما بيضيعك ..
أغمضت أمل عينيها وقد غلبها التعب ولسانها يكرر ((الحمد لله)) ..
خرجت المرأة من غرفت أمل بعد أن تأكدت من نومها وخرجت متوجهة إلى
مكتب مدير المستشفى ودخلت إليه دون أن يعترض طريقها أحد ..
بعد أن ألقت التحية جلست وهي صامتة وقد خيم الحزن على قسمات وجهها..
المرأة بحزن : والله حالة البنت تكسر الخاطر يا ولدي ..
.....: الله يعوضها .
المرأة : يووه ما سمعتها يوم قلت الله يعوضك بكت وقالت (كيف أتعوض وهو
إللي بقيلي فدنيتي كلها)
صمتت المرأة قليلاً ثم تكلمت : بس شكلها مره موب غريب عليّ راح أتأكد إن
شاء الله منها ..
...... باستفهام : يعني شفتيها من قبل ؟؟
المرأة : لا لا ما شفتها بس ذكرتني بوحدة ..وصمتت تفكر وتحاول أن تتذكر
مرت أحداث في عقلها ولكنها ضبابية لا ترى الوجوه ولكنها تتذكر ما دار ..
تذكرت طفلتين تتحدثان :
الأولى : خلاص حتسافرون بكره مع بيت جيرانا ..
الثانية وقد تقوس فمها على وشك البكاء : أيوه بنروح بس برجع مره ثانيه أزورك .
الأولى وقد دمعت عيناها وأمسكت بيد الأخرى : لا تنسيني طيب .
بكت الأخرى : طيب أصلاً أنا ما أقدر أنساك .
جرت الأولى يد الثانية وذهبت بها إلى غرفتها : تعالي نسوي حاجة عشان
ما ننسى بعض .
هزت الثانية رأسها وهي تمسح دمعاتها المتساقطة : طيب .
صنعت الطفلتان دميتين قماشيتين مضحكتان وضحكتا كثيراً وبعد ذلك بكتا
عندما تذكرتا الوداع ..
في اليوم التالي ..
وقفتا الفتاتان متقابلتان وهما يبكيان وينظران لبعضهما ..
الأولى : بتوحشيني كثير ..
الثانية : وأنا كمان ..
تقدمت الأولى واحتضنت الأخرى في محبة خالصة و توادعتا على أمل اللقاء..
**********
......: يمه يمه إيش فيك من زمان أنادي عليك ..
المرأة : والله ما سمعتك , إيش كنت تقول ؟؟
.....: سلامتك بس ماودك تروحين ترتاحين من الصباح وأنتي هنا وبعدين شادن
وشذى في البيت لوحدهم ..
تنهدت المرأة : أستغفر الله , والله ما ودي أترك البنت بحالها وهي كذا لكن ما بيدي
حيله أبوك مسافر وأنا خايفة على أخواتك وحدهم مع الخدم ..
.....: خلاص لا تقلقين نفسك راح أوكل ممرضة تسهر عندها ..ابتسم بحب لأمه
.. كله ولا تعب ست الكل ..
ضحكت المرأة : ههههههه , الله لا يحرمني منك ..ونهضت .. يلا حبيبي مع السلامة ,
لا تتأخر كثير .
......بابتسامة : إن شاء الله يا الغالية , مع السلامة..وما إن خرجت والدته اختفت
ابتسامته عندما تذكر الفتاة اتصل على قسم الممرضات وطلب من إحداهن ملازمة
الفتاة .. ودار تفكيره في هذه الفتاة الغريبة لم يحصلوا على أي أوراق أو هوية
لها وكذالك ولدها المتوفى كيف سيتعامل معها وحدث نفسه "منين طلعت لنا
هذي البنت أخاف أمي تتعلق فيها وما تتركها بس خايف يكون وراها مصيبه
وتبلينا بها ..تنهد وأستغفر .. الله يستر قلبي موب مرتاح "..
نظر إلى أوراق عمله ونسي كل ما يدور في عقله من أفكار أو تناسى ..
***************************
في صباح اليوم التالي
فتحت أمل عينيها وقد كانت الغرفة تسبح في سكون مميت ونظرت إلى النافذة
ورأت أن السماء مازالت مظلمة ولكن تسللت إليها خيوط الفجر عبر الأفق
فأيقنت أنه قد صلى الناس الفجر فحاولت النهوض ولكن جسمها لم يطعها تلفتت
تبحث عن شيء لتقف عليه ووجدت أزرار بالقرب منها ضغطت الأقرب وانتشر
النور في الغرفة فأغمضت عينيها من شدت الضوء وبعد لحظات فتحت عينيها
فوجدت أمامها ممرضة سعودية بحجاب ذو ألوان متعددة جالسة على الكرسي
المقابل لها ..
بادرتها أمل بالسؤال : الساعة كم ؟؟
الممرضة : الساعة خمسة وثلث .
مدت أمل يدها للممرضة فنهضت الأخيرة وأمسكت بيدها : ممكن توديني
الحمام (تكرمين)..
هزت الممرضة رأسها موافقة وأمسكت بيدها الأخرى لتزيل أنبوبة المحلول..
*******
..:السلام عليكم ورحمة الله , السلام عليكم ورحمة الله ,استغفر الله
,استغفر الله ,استغفر الله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت
يا ذا الجلال والإكرام .. وأكملت أذكارها ورفعت يدها تدعي للمولى أن يرحم
إبنها وأن يلهمها الصبر والسلوان .
أمل : ممكن توديني للسرير .
الممرضة بتهذيب : حاضر ..
سألتها أمل بعد أن جلست على السرير بمساعدة الممرضة : صليتي ؟؟
تلعثمت الفتاة قليلا ثم أكملت : الحين بقوم أصلي .
أمل : لا تأخرين الصلاة مهما كان قيل في الأثر : " لا يبارك الله في عمل
يلهي عن الصلاة " حبيبتي , حتى لوكان عليك مية شغله صلي بعدين
سوى أشغالك .
هزت الفتاة رأسها وانصرفت بعد أن أعادت أنبوب المحلول ومددت أمل
على السرير .
وما إن خلت الغرفة عليها حتى تذكرت طفلها الغائب عن الدنيا الحاضر
دوماً في قلبها وبكت وجرت دموعها أنهاراً تشعر بألم في صدرها وكأن
جدار أطبق عليه أغمضت عينيها التي لم تنفك عن جريان الدموع منها
وتصور أمامها وجه ابنها البريء ذو العينين الناعستين اللامعة ببراءة
لا مثيل لها والشعر الأسود الناعم أنفه الدقيق والطويل وشفاه ذات اللون
الوردي وتذكرت عندما قبلها وكأنه يودعها وشهقت ثم بكت بشدة تشعر بالبرد
يخترق عظامها ويستقر في قلبها فالدفء رحل مرة أخرى كما رحل عندما ماتت
أمها ..تنهدت ومسحت دموعها وتذكرت حديثا قرأته في أحدى منشورات المصلى
يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : ((يا ملك الموت قبضت ولد
عبدي ؟ قال : نعم . قال : قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده ؟ قال : نعم . قال:فما قال ؟
قال : حمدك واسترجع . قال : ابنو له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد)) ..
أمل بإيمان صادق : الحمد لله , إنا لله وإنا إليه راجعون ..أغمضت عينيها المرهقة
من البكاء ونامت بهذه الأفكار ..
************
نظرت إلى الوادي الأخضر أمامها وأعجبها حسنه وشدة نظارته ومشت فيه
ببهجة ولم ترى أحد أمامها فانطلقت تمرح وتضحك تجري تارة و تدور أخرى
وتقف وتستنشق الأزهار وتقدمت حتى وصلت إلى مكان لم ترى في حياتها
مثله اتحدت فيه الألوان بنسق رائع وتناغم فيه صوت الماء والهواء والأشجار
بلحن عذب يطرب الآذان ويسبي العقول دارت بفرحة غامرة ولم تكمل دورتها
فقد انتبهت إلى مكان ينبعث منه نور ساطع دهشت منه وتحركت مسرعة الخطى
إليه حتى وصلت له ففوجئت بما وجدت فيه .. رأت امرأة شابة شديدة الشبه بها
تلبس ثوباًً أبيض كأنه مصدر النور من شدة بياضه ووصلت الدهشة أقصاها عندما
رأت طفلها بين ذراعي هذه المرأة يضحك ويغني لها ويقبلها تقدمت منهما ووقفت
أمامهما وتحدثت ..
أمل بدهشة : مين إنتي وليش معك إبراهيم ؟؟
ضحكت المرأة وأنار وجهها : أمل ما عرفتيني أنا أمك ؟؟
أمل : بس أنا أول مره أشوفك , ليش إنتي ما متي ؟؟
ساره : أيوه مت بس أنا لازم أكون عايشة بقلبك صح ؟؟
هزت أمل رأسها إيجاباً وهي مبتسمة بفرح ..
أكملت ساره : أنا وصيت على أبوك يرعاك ..
أمل بحزن : بس أبويــ..
قاطعتها سارة : أعرف اللي حصل ..
أمل باسغراب واستفهام : تعرفين !! كيف تعرفين ؟؟
ضحكت ساره : ههههه ,أعرف لأن الأموات يعرفون إيش يحصل
لأهلهم <<<(هذي معلومة صحيحة ذكرها إبن القيم)
فرحت أمل : يعني إنتي قريبه مني .
ساره بابتسامه : بالضبط ..عبست تفكر قليلاً ثم أكملت .. ساره أبوك مكروب
لا تنسنه لازم يتعالج ..
أمل بحزن : أدري بس كيف أرد عنده وهو طردني ..
ساره بثقة : بتردين . بتردين .
إلتفتت أمل إلى إبنها ومدت يدها له فرفض أن يمد يده تعجبت أمل منه
وقالت : هيمو حبيبي تعال عندي ..
إبراهيم : نا ما بادي .
أمل : لييييش ؟؟
إبراهيم : ليث بتيتي كتيييييل مله أنا دعلان .
أمل بابتسامة : و لا تزعل خلاص ما ببكي ..
ساره بجديه : أمل خذي حق ولدك من أبوه ..
أمل بحزن : كيف أثبت له وأنا ما عندي دليل ..
ساره : ولدك دليلك ..
أمل بتساؤل : كيف ؟؟
ساره : اسألي ,,, أمل أبوك عالجيه ..
أمل : ما أعرف كيف أعالجه ..
نهضت ساره مبتعدة وقالت بقوة : راح تعرفين .
وترددت صدى هذه الكلمة حتى إبتعدت أمام ذهول أمل وعندما رأت طيفها يختفي
صرخت بقوة ..(يماااااااااااااااا إبراهييييييييييييم)
*****
سمعت أحد يوقظها لتشرب الماء ففتحت عينيها وعلمت أن ما حدث ليس سوى
حلم تمنته حقيقة ..
.....: يا بنتي قومي إ
شربي مويه تراك تحلمين ..
رأت أمامها نفس المرأة التي ساعدتها ..جلست بمساعدتها وشربت الماء
وأراحت جسدها على السرير ..
أمل بتعب : مشكوره خالتي .
المرأة : لا شكر على واجب بعدين إنتي مثل بنتي ..
أمل بامتنان : جزاك الله خير ..
المرأة : وإياك ..
صمتت المرأة تفكر وهي مترددة بإلقاء السؤال.. سمعت صوت أمل تناديها..
أمل : خالتي ..خالتي ..التفتت المرأة لها .. خالتي أذن الظهر ؟؟
المرأة بابتسامة : قبل شوي أذن تبيني أقومك ..
ردت أمل الابتسامة : إذا ما عليك كلافة ..
المرأة بحنق مصطنع : أنا إيش قلت لك إنتي مثل بنتي سمعتي ..
ابتسمت أمل لهذه المرأة الطيبة ..
صلت أمل وكذلك المرأة وبعد انتهائهما من الصلاة جلستا تتحدثان قليلاً
سألتها أمل بحزن : خالتي ولدي إبراهيم وينه ..
شعرت المرأة بحزن الفتاة وحزنت لحزنها : يقول ولدي حطوه في الثلاجة .
سمعت أمل كلمت ( الثلاجة ) دمعت عيناها ومسحتها عندما تذكرت عتاب
ابنها لها في الحلم ..
تنهدت أمل : استغفر الله , طيب أبي يدفنونه بس ..صمتت قليلاً وتذكرت كلام أمها ..
حثتها المرأة على الكلام : بس إيش تبين تقولين لأبوه ..
تفجرت دموع أمل عندما تذكرت سعود ورفضه لمن في بطنها صرخت بألم :لاااااا
أبوه ما يبيه ما يبيه ..
صدمت المرأة من قولها وساورتها الشكوك :ليش ما يبيه ..
مسحت أمل دموعها وتكلمت بصوت مخنوق : لأنه ينكر انه أبوه .
فجعت المرأة من قولها : ليييييييش ينكره .
دخلت أمل نوبة من البكاء ولم تستطيع أن تقول سوى كلمة واحد(والله مظلومة)
ثم أغشي عليها وظلت كلمتها تتردد في أذن المرأة..
*********************
فتحت عينيها وقد عم الظلام في الغرفة فأيقنت أنه قد حل المساء ففتحت الأنوار
فرأت نفس الممرضة التي لازمتها بالأمس ..
أمل : أبي مويه .
نهضت الممرضة وأتت لها بالماء ..
أمسكت أمل كوب الماء بيد مرتجفة سمت بالله وشربت ..
أمل : الساعة كم .
الممرضة : عشرة وربع .
أمل بضيق : ليش ماحد قومني للصلاة؟؟ ..
الممرضة : كنتي مغمى عليك وأعطتك الدكتورة مهدئ .
هزت أمل رأسها بتفهم ونهضت بتعب وتوضأت ثم صلت ما فاتها من الصلوات
وجلست تستغفر وتؤنب نفسها ..
بعد لحظات ..
كانت أمل ممدة على السرير وأمامها طاولة عليها بعض المأكولات مدت يدها
لتأكل لكنها ليس لديها أية شهية وأرغمت نفسها وتناولت بضع لقيمات معدودة
وأبعدت الطاولة فأخذتها الممرضة وأخرجتها من الغرفة وعادت لتجلس بمقابلتها ..
لاحظت أمل لباس الفتاة الذي يتكون من بنطلون من الجينز ضيق مبرز نحف
ساقيها ومعطف أبيض يصل طوله إلى نصف الورك وحجاب بلوني الأزرق
والزهري , حزنت بشدة على حال الفتيات في المجتمع اللاتي يدعين التفتح
والحرية الزائفة ..
سألتها أمل بعفوية : أنتي مرتاحة بلباسك هذا ..
الممرضة : إيوه يسهل علي الشغل .
أمل بتوضيح : لا قصدي ..أممممممم .. يعني مرتاحة تمشين كذا بين الرجال..
الممرضة وقد فهمت مغزى الكلام تكلمت بلامبالاة : عادي أنا ما أعطي أي رجال وجه .
أمل : يعني إنتي ما تعطينهم وجه هم يشوفوك عادي صح ؟؟
الممرضة : وأنا مالي هم عليهم الذنب .
رفعت أمل إحدى حاجبيها استنكاراً لما تقول وصمتت قليلاً ثم قالت : إذاهم كل
واحد يشوفك عليه ذنب واحد أما انتي تتراكم ذنوبك من كل واحد ذنب وإحسبي
إنتي عاد يعني لو شافك عشره كل واحد فيهم ذنب واحد وإنتي كم؟؟
الممرضة وقد أعجبت بكلام أمل ردت بذهول : يعني كل واحد يشوفني علي ذنب
..هزت أمل رأسها موافقة .. يعني عــ..عشره ذنوب ..
أمل :هذا إذا كانوا عشره لكن إنتي فمستشفى معروف الناس فيه من كل مكان
شوفي كم رجال شافك وكم في عدادك من ذنوب ..
سكتت الممرضة وقد أصابها كلام أمل في الصميم ..
سألتها أمل لتبعد عن جو التوتر : أبي أسألك سؤال ممكن ؟
*************************
في الصباح ..
بعد أن لبست عباءتها وجواربها وقفازاها خرجت من الغرفة ومرت على
مكتب الاستعلام سألت إحدى الجالسات : السلام عليكم ..
الموظفة : وعليكم السلام ..آمري أي خدمة ..
أمل : لو سمحتي أبي مكتب المدير .
الموظفة : فالدور الرابع على اليمين آخر مكتب يقابلك .
أمل : شكراً
الموظفة : العفو .
اتجهت خطوات أمل نحو الوجهة التي أشارت لها الموظفة وصعدت للطابق
المقصود وهي ترتجف من الخوف وقلبها يكاد ينفر من بين ضلوعها من شدت
خفقانه كل ذلك بسبب الرجـــــــــــال فكل الرجال في حياتها هم سبب عذابها
أولهم أبوها وضربه وتعذيبه وبعده سعود والطريقة التي كسرها بها ثم طردها
وأخيراً تعرضها لمحاولة الاغتصاب .. تكــــــــــــــره جنس الرجال وتخاف منهم
ولا تريد أن تختلط بهم أبداً مرة أخرى ..
تقدمت إلى باب مكتب المدير وعينيها تكسوها غشاوة من الدموع وقلبها وصل
لحلقها من شدة الخوف ..حاولت أن تهدئ نفسها حتى لا يوضح الخوف عليها ..
طرقت الباب وسمح لها بالدخول ..
فتحت الباب ودخلت ففغرت فاها من فخامة المكتب وبسرعة تمالكت نفسها وتركت
الباب مفتوحاً
.. ألقت التحية باستحياء ونبرة صوت قويه ..
رد عليها الرجل الجالس خلف المكتب ولم يرفع رأسه من أوراقه ..
الرجل ولم يرفع رأسه بعد : أي خدمه أختي ولا عندك شكوى ..
أمل بصوت تحاول أن تبين قوته رغم نعومة صوتها ووضوح بحتها المميزة
فيه : ممكن عندي طلبين ؟
الرجل : أمممم .. طيب تفضلي أجلسي وقولي إللي عندك ..
أمل باعتراض : لا أنا كذا مرتاحة .. أمممم .. دكتور
قاطعها الرجل : طارق ..دكتور طارق ..
أمل : دكتور طارق لو سمحت الطلب الأول ..أبي أشوف ولدي إبراهيم .. ترقرقت
عيناها بالدموع وبلعت عبراتها ثم أكملت .. الحين ..
عرف طارق هويتها من سؤالها وأحس باشمئزاز منها وظهر ذلك جلياً على
وجهه وكلامها مع أمه يدور في ذهنه وتكلم بكره واضح في صوته : طيب
طيب وإيش الطلب الثاني يا أخــــــــــــت..مد الكلمة بطريقة تبين مدى اشمئزازه منها ..
لاحظت أمل ذلك ولم تعقب فهي لا تعلم سبب هذا الكره لها ولكن لا يهم
فالرجال سواسية لديها ردت عليه بعد أن وضعت على المكتب ظرف به
كل ما لديها من مال وأكملت : هذا كل اللي عندي من فلوس أبيك تسوي ....
****************************
عند نهى ..
شعرت بضيق في صدرها لا تعلم ما سببه ولكنها موقنة بأن صديقتها
الغالية تمر بضيقة شديدة "وينك يا أمل والله أحس أن فيك شيء يا ليتك
ترجعين عندي ولا أتركك أبد آآآآآآهـ أشتقت لك حييييييييل " دمعت عيناها
فمسحتها بسرعة قبل أن يراها أحد ولكن رأتها من تشعر حتى بأنين قلبها
رأتها أمها التي أحست بمدى حزنها على صديقتها وتألمت لحال إبنتها ..
نهضت نهى بسرعة حتى تدرك شهقاتها قبل أن تظهر وتنثر ما أكنه قلبها من حزن ..
وصلت لغرفتها وأقفلت الباب عليها تمددت على سريرها وأفلتت شهقاتها
وانهارت تبكي من ألم فراق غاليتها .. رفعت وسادتها وأخذت الورقة التي
هي أغلى من كنوز الدنيا ..
قرأتها للمرة الألف منذ أربعة أيام ..
رفعت صوتها بقراءتها لا تريد قلبها يطرب لكلمات صديقتها بل تريد أن تسمع
كل شيء حولها الجدران والمرايا والسرير والمقاعد ..
نهى ودموعها تجري على خديها :
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أرق صديقة في الوجود..
أشتقت لك حيييييييييييل
هو أنت ناديت وإلا الصوت خيلي ،، يا من ضلوعي إذا ناديت سمعنك
اشتقت لك حيل وودي أسألك قلي ،، اشتقت لي وإلا طيوف الشوق ماجنك
*******
أتذكرين
قبل عامين
كنا معاً
كان قلبي يرقص بفرح
والآن
ينبض على لحن الأسى
قبل عامين
كنت أسير وحدي وأحمل في أحشائي طفلي
لا أخاف عليه
والآن
أسير ومعي طفلي
في كل لحظة يرجف قلبي خوفاً
أنـــــ أفقده
غاليتيـــ ~
أتذكرين
كيف كان قلبي يغمر الجميع بحب
ولا يقف عند حد
والآن
يكاد يختنق بحب اثنين
عزيزتيــــــ ~
قلبي يكاد يتوقف عن الخفقان
لأنه
فـــــــــــــقد صمامان
وبقي
اثــــــــــــــــــنان
الأول
يكاد يجف من الشوق وطول البعد
والآخــــــــــر
آآآآآآآآآآآآآهـ
أحس أنه سيقطع
في أي لحظة
أشعر بذلك
وإذا قطع فــــــــــاعلمي أن قلبي
مآآآآآآآآآآآآآآآآت
نهـــــــــــــى
يمكن كلامي يحزنك لكن هذا اللي أحس فيه
إذا استقريت في مكان محدد بإذن الله بأتصل فيك ..
محبتك وأختك فيـــــ ~ الله ... أملــــــــــ ~
******************************
هب واقفاً وملامح الغضب على وجهه وسار متقدماً عليها إلى خارج المكتب..
أما هي شعرت بقصرها أمام طوله رغم كونها طويلة بين النساء
و شعرت بقوة سيطرته للأمور وهيبته اللامحدودة .. مشت خلفه بعدة
خطوات وتبعته إلى المصعد دخل إليه ووقفت هي خارجاً فنظر لها بغضب
يستحثها على الصعود ولكنها لم تنظر حتى لوجهه واتجهت للمصعد
الآخر ووقفت عنده تنتظر توقفه ..
طارق بغضب يحاول كتمانه : تعالي اركبي راح تأخريني عن أشغالي ..
هزت أمل رأسها نفياً : لا ما بركب حتصير خلوه محرمة .
فتح طارق عينيه مذهولاً من ردها عليه ورد باستهزاء: وليش يا أخت
حأكلك أنا ..
أمل بقوة : ((لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)) .. في هذه
اللحظة توقف المصعد عندها وقبل صعودها سألته ..
أمل باستفسار : أي طابق أروح ..
رد عليها باقتضاب : الأول ..
ونادى عليها قبل أن يقفل الباب وقال لها : لا تحسبيني ميت عليك حدك
هنا لما تطلع النتيجة وما بي أشوف رقعت وجــــــــــــــهك فااااااهمه
هزت أمل رأسها بإيجاب واقفل باب المصعد وفتح باب أخر وهي دموعها
التي هطلت من قوة ألمها الذي تضاعف بالمئات ..
وصلت إلى الطابق الأول وانتظرت ظهور طارق من المصعد الآخر
وعندما وصل تقدمها إلى الثلاجة فدخل ثم دخلت بعده واقشعر بدنها من
البرودة وأحست بوخزه ألم في قلبها على إثرها سقطت أمطار من دموعها
سمعته يسأل أحد الموظفين عن ولدها فأوصلهما إلى الرف المخصص له
وسحب الحامل الملقى عليه جسده ثم فتح الغطاء عن وجهه شهقت بألم
عندما رأت وجهه كان كأنه نائم بسلام وابتسامة تعلو شفاهه ووجهه كأنه
الثلج في بياضه .. اقتربت منه وكشفت عن وجهها المبلل بدموعها ولثمت
جبينه وعينيه وخديه ودموعها غسلت وجهه قبل وجهها وحضنت وجهه بين يديها ..
أمل بصوت مبحوح : إبراهيم أدري أنت ما مت أنت حي صح رد علي أنت
صاحي بس مغمض فتح عيونك يلاااا فتح .. وعندما لم يرد عليها سوى صدى
صوتها شهقت بقوه كادت تخرج روحها .. إبراهيم أنا وعدتك ما أبكي شوف
..مسحت خديها من الدموع .. بس واللي خلقك حاخذ حقك من أبوك دنت عليه
وقبلته وغطت وجهه بهدوء
حدث كل ذلك أمام نظرات طارق والموظف الذي مسح عينيه من الدموع وخرج
من الغرفة فلم يتحمل منظر هذه الأم أما طارق واقف كأنه جماد بلامح جامد لا
يستطيع أحد أن يخمن بما يدور في داخله ..
بعد أن ودعته أنزلت غطائها التفتت إلى طارق ولم ترفع عينيها إليه ..
أمل بصوت ضعيف : دكتور لو سمحت أبيك تنفذ طلبي الثاني ..
تقدم طارق بصمت إلى طاولة بها هاتف ضغط بضعة أرقام وتكلم بهدوء
وأقفل وأدار رأسه لها : خلاص حيجي واحد من المختبر الحين ..
تقدمت أمل إلى الباب ووضعت يدها على المقبض فأحست بألم أنتشر بعنف
في خلايا جسدها ودمعت عيناها وحدثت نفسها "إبراهيم شوف ما بكيت
عليك هذي موب دموع الحزن هذي (( دموع الألم ))" وسقطت مغشياً عليها ...

عائلة أبو طارق ::
أبو طارق (عبد الله) [47] : رجل أعمال طيب القلب يملك مجموعة شركات
من ضمنها المستشفى الذي يديره طارق ..
أم طارق (علياء) [44] : ربت بيت متميزة تحب أبنائها وتوفر لهم الحب
والحنان , مشرفة توجيه سابقة ..
طارق [27] : الولد الوحيد , دكتور جراحة , يدير المستشفى منذ تخرجه ,
أرمل ,حنون وطيب القلب لكنه إذا كره أحد يكره بشده , وغاااااااامض ..
شهد [22] : البنت الكبرى , متزوجة ولديها بنت وولد (إياد وريناد) , طيبة وخدومة ..
شادن [18] : البنت الثانية , فتاة تحب الحركة والضحك , طيبة لأبعد حد ,
تدرس في ثالث ثانوي هذه السن متأخرة بسبب أمر حدث لها (سنذكره لاحقاً) ..
شذى [4]: البنت الثالثة , طفلة كثيرة الحركة والكلام يحبها والدها بشدة ..



*************************
نهايـــــــــ الجزء السادس ــــــــــــة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 08:16 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



&< ~^((الجزء السابع))^~ >&

~[(أرى بصيص من الأمل)]~


بعد ثلاثة أيام ..
فتحت عينيها وألقت نظرة على الغرفة التي سوف تودعها اليوم وللأبد
نهضت ودخلت الحمام (تكرمون) نظرت إلى وجهها في المرآة ورأت تحلق
السواد حول عينيها وذبول بشرتها غسلت وجهها تكراراً حتى تزيل الإرهاق
عنها توضأت وصلت الفجر وأكملت الأذكار وأمسكت بمصحفها الذي
رافقها لمدة عامين فهو هدية من ليلى في أول رمضان قضته معهن
وتذكرت ذلك اليوم ..
*******
صلت المغرب بعد أفطرت على تمرات وماء تمددت بجانب ولدها الذي
له من العمر آن ذاك شهرين رأته وقد فتح عينيه ونظر إليها ابتسمت
وحملته وأرضعته من صدرها حتى نام لفته جيداً ولبست عباءتها
وذهبت للمشغل وفتحته ونظفت وعندما حضرت ليلى سلمت عليها
وهنأتها بالشهر الكريم ودخلت لمكتبها ولم تخرج بعدها ..
بعد نصف ساعة ..
دخلت أمل إلى ليلى بصينيه بها كوب من القهوة وبعض الحلوى ..
أمل : السلام عليكم
ليلى : وعليكم السلام
أمل : إيش تسوين ؟؟
ليلى رفعت ما بيدها : أقرأ قرآن ..
أمل بأسف : آسفة قطعت عليك قرايتك ..
ليلى بطيبة نابعة من قلب محب : لا يا حبيبتي ما فيها شيء ..
أمل وهي تنظر للمصحف بغرابه وتساءلت : ليلى شكل المصحف
غريب أول مره أشوف شكله .
هزت ليلى رأسها بإيجاب : إيوه هذا المصحف مجود ومقسم لستة
أقسام كل قسم فيه خمسة أجزاء ..
أمل : الله حلوووو يعني مثل اللي في التلفزيون .
ليلى : تمام يوضح لك المد والإدغام وغيرها وكل حكم بلون ..
ابتسمت لها أمل ..
في اليوم التالي أهدتها لها ليلى مصحف مثله شكرتها أمل بجزل
وردت عليها ليلى بأنه كلما قرأت منه تدعي لها بالذرية الصالحة ..
******
رفعت أمل يديها ودعت لليلى بالذرية الصالحة ودعت لولدها وأمها
بالرحمة.. فقبل يومين دفن ولدها ووعدته ألا تعذبه ببكائها
فــ((الميت يعذب ببكاء أهله ))
*************************
في منزل لأول مرة ندخله ..
وقفت أم طارق مع إحدى الخدم في ملحق الضيوف وهي تأمر
ها بأن تنظف وتنسق وبعد أن انتهت الخادمة من العمل نظرت
إلى المكان براحة فأصبح كما تريد ..
دخل في هذه اللحظات طارق الذي تعجب من وقوف أمه مع الخدم
من الصباح لتنظيف الملحق وأحس بالخطر من القادم ..
تقدم إلى أمه بابتسامة مشرقة : صبحك الله بالخير يا يمه
..ودنا على رأسها وقبلها..
أم طارق بابتسامة : صبحك الله بالنور حبيبي ..
طارق بمرح : إيش عندها الغالية واقفة مع الخدم من الصباح ..
أم طارق : أبي أستقبل ناس اليوم ..
قطب طارق جبينه وتساءل : من هم ؟؟
أم طارق بحذر : المريضة اللي مات ولدها ..
ظهر الغضب على طارق وكتمه فالتي أمامه أمه : بس هذي حتى
إسمها ما نعرفه كيف تدخلينها البيت ؟؟
أم طارق بخيبة أمل : ليه إيش فيها والله إنها بنت حلال ..
لم يستطع طارق تمالك أعصابه وتكلم بين أسنانه : كيف بنت
حلال وولدها أبوه ينكر أنه ولده ..
تفاجأت الأم من قول ولدها : كيف عرفت ومين قالك الكلام هذا ؟؟
طارق : سمعتكم ذاك اليوم كنت جاي أناديك عشان نروح وسمعت
كلامها ..تنهد واستغفر .. كيف تبغين ندخلها بيتنا وأخواتي ..
قاطعته أم طارق بحزم : سمعت كل كلامها لين خلصت
..هز طارق رأسه نفياً : لا بس سمعت هذا الكلام ويكفي طلبها قبل
ثلاث أيام يثبت أن أبوه ينكر نسبه ..
أم طارق بتساؤل : إيش طلبت ؟؟
طارق وقد كان على وشك الخروج : أمنتني ما أعلم ..
أم طارق نادت عليه وبإصرار: وقف أنا رايحه أجيبها ..
طارق باعتراض : لكنـــ
قاطعته بصرامة قلما تظهر وبالذات لطارق : بس تقعد عندنا لين
أطمن عليها وبعدين الله يستر عليها ..
أذعن طارق لقرار أمه وخرجت وخرج هو خلفها وتقابلا في الصالة
أمسكت أم طارق الإنتركوم : ألو جولي الساعة عشرة تعالي
مع السايق للمستشفى ok .
جولي : ok madam .
خرج طارق وركب سيارته بي ام دبليو الجديدة السوداء وانتظر
أمه حتى ركبت وتحرك بسيارته ..
**************************
حزمت أمل حقيبتها وصلت الضحى وجلست تنتظر الساعة الثامنة
والنصف ويكون قد مضى على الأمر 72 ساعة نظرت للساعة المعلقة
على الحائط ورأتها قاربت على الثامنة والثلث أي بقي لها عشر دقائق
لبست عباءتها وحملت حقبتها وهي تهم بالخروج توقفت تنظر إلى المرأة
التي دخلت عليها والتي لم ترها منذ ثلاثة أيام أقبلت المرأة وابتسمت
لأمل التي رفعت نقابها تقدمت إليها وسلمت عليها أمل بينما قابلتها
المرأة باحتضان دافئ ..
أم طارق : شلونك يا بنتي .
أمل بابتسامة : الحمد لله بخير وأنتي يا خالتي ..
أم طارق : الحمد لله ..تساءلت ..أشوفك لابسه وين رايحة ..
أمل : خلاص كتبت لي الدكتورة خروج عندي أوراق باخذها وبروح ..
أم طارق بعفوية فهي تعلم مسبقاً أنها بلا منزل والحقيبة تثبت ذلك
: وين بتروحين ..
تألمت أمل للمرة الألف من هذا السؤال وأخفت ضيقها وردت بغموض
: أرض الله واسعة ..
أم طارق باعتراض : لا لا , والله ما تروحين إلا معي لين ربي ييسر أمرك ..
أمل باعتراض هي الأخرى : لا خالتي ما أقدر .. لا تحلفين ..
أم طارق بحنق : والله أن تروحين معي ولا كلمة ثانية ..
أمل استسلمت تحت ضغط المرأة وقالت بمحاولة أخيرة للتملص
: خالتي بس اليوم ..
أم طارق بجديه : لااا لين ربي يحلها ..
أمل باستسلام تام : على أمرك خالتي ..
أم طارق وقد هدأت : يا بنتي ما قلتي لي أسمك ..
أمل : خالتي أسمي أمل ..
أم طارق : عاشت الأسامي يا بنتي وأنا أم طارق .
أمل : عاشت أيامك ,, خالتي أنتي أم الدكتور طارق .
أم طارق بابتسامة فخر بابنها : إيوه ..
كتمت أمل ضيقها "يعني أنا بعيش معه في نفس البيت يا ربي هذا
يكرهني وأنا كمان , ما أبي أسكن عندهم بحاول مره ثانيه معها " ..
أمل بتردد : خالتي كيف أسكن عندكم وأنتي عندك شاب في البيت ..
أم طارق وقد فهمت ما يدور في نفس أمل : شوفي إنتي حتسكنين
في ملحق الضيوف وهذا الملحق له باب خارجي وماله إلا باب
واحد يطل على الصالة..
أمل بامتنان : خالتي ما أدري كيف أشكرك ..
أم طارق : إيش قلنا ما فيه بين البنت وأمها شكر ..
أمل : تسلمين .. تطلعت للساعة فوجدتها تقارب التاسعة والنصف
أي أنها تأخرت ما يقارب الساعة وأكملت .. خالتي بعد إذنك في
أوراق ضرورية أبيها ..
أم طارق : إرتاحي أنتي وأخلي طارق يجيبها لك ..
وقفت أمل : لا خالتي معليش أنا أبي أجيبها ..
وقفت أم طارق هي الأخرى : خلاص أنا بنتظرك في الاستقبال ..
أمل : طيب .. مع السلامة ..
خرجت الاثنتان إلى الردهة ثم تفرقتا كل واحدة سلكت اتجاه ..
أوقفت أمل في طريقها ممرضة محجبة ويغطي وجهها نقاب وتلبس
معطف طويل وفضفاض ..
أمل : لو سمحتي أختي ..
الممرضة : نعم ..
شكت أمل في الصوت وكأنها تعرفها : ممكن وين مكان المختبر ..
الممرضة وصفت لها مكانه وعندما همت أمل بالمغادرة أوقفتها الممرضة
الممرضة : أنتي المريضة اللي وكلني الدكتور طارق أسهر عندها ..
أمل : إيوه .. ليكون إنتي الممرضة ..بصوت فرح ..ما شاء الله
مبروك الله يثبنا وإياك على الطاعة ..
الممرضة بامتنان : مشكووووور على النصيحة والحمد لله أنا الحين
مرتاااااحة ..
أمل بفرحة : العفو .. إنتي لا توقفين عند نفسك لا كملي وانصحي
زميلاتك وأهلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((الدين النصيحة )) ..
الممرضة : إن شاء الله .. آسفة عطلتك ..مع السلامة .
أمل : مع السلامة ..
********
عند المختبر ..
وصلت و وتقدمت إلى مكتب استعلام القسم .. وقفت عند أحدى
الموظفات ..ألقت التحية وردت عليها الموظفة ..
أمل : لو سمحتي نتيجة تحليل باسم إبراهيم ..
الموظفة بحثت لثواني في الحاسوب ثم فتحت إحدى الأدراج وأخرجت
ظرفان الأول كبير توقعت أمل أن يكون نتيجة التحليل والآخر عرفته
واستغربت لماذا يعود لها ..
مدت الموظفة الظرفان لأمل : خذي ..
أمل باستغراب : ليش الظرف الثاني .؟؟
الموظفة : الدكتور طارق طلب أن يكون مع النتيجة ..
شعرت أمل بغضب شديد من تصرف طارق وتمالكت أعصابها .. شكراً
..ثم انصرفت ..
مشت أمل في الردهة بغضب كانت تريد تفريغه استغفرت ووقفت أمام
المصعد تنتظره وهي تحاول تهدءة نفسها وما هي إلا لحظات حتى
توقف المصعد وخرج منه طارق ..
تنحت عن طريقه وهي تشعر بالغضب يتصاعد من رؤيته ولكن ذكرت
نفسها أنه رجل غريب ولن تكلمه ستوصله المبلغ بطريقة أخرى
.. مر من أمامها ولم ينتبه لها وعندما التفت إليها لاحظ ما تحمله فعرفها ..
كانت تهم بالدخول إلى المصعد عندما سمعت صوته يناديها ..
طارق باستهزاء : يــا أخت ..
التفتت له ولم تتكلم ..
طارق بغضب مكتوم و بأمر: إذا كلمتك ردي علي ..
هزت رأسها بلامبالاة مقصودة حتى تغيظه وردت : بأي صفة أكلمك ..
رفع إحدى حاجبيه بسخرية ونظر لها بازدراء : بصفتك , أمممممم
..وضع سبابته عند صدغه وكأنه يفكر وأكمل .. خلينا نقول ضيفة
ثقيلة فبيتنا ..وبسخرية.. ينفع ؟؟
أحست أمل بالذل وجرح كبيييير في كبريائها وقالت بثقة مصطنعة
: شوف أنا ما جبرت أمك تاخذني معها مادامك موب راضي أجلس
عندكم وأكون ضيفة ثقيلة عليكم ..رفعت كتفيها بلامبالاة.. خلاص
إذن ما بروح مع أمك وخذ ..مدت له ظرف المال .. ما أحتاجه ..
أحس بغضبه يتزايد حتى أحمرت عينيه وكادت تطلق شرراً وتكلم
بين أسنانه : شوفي أولاً أنا ما أحد يطول لسانه علي , ثانياً بتروحين
مع أمي غصب(ن) عليك موب عشانك لااا عشانها هي مابيها تشك
في الموضوع والله العالم يمكن إنتي خدعتيها ومثلتي دور الطيبه
والشريـــــــــــــــفة ..مد الأخيرة بقصد.. عشان تسكنين عندنا
, ثالثاً حتصيرين ضيفة ثقيلة لشــــــــــــهر أو أقـــــــل ومالك دخل
بأحد ولا تحتكين بأخواتي أبـــــــــــداً وبعدها تخرجين بكرامتك ولا
أنا أخرجك بطريقتي ..جر الظرف من يدها ورفعه ورماه عليها
باحتقار واصطدم بصدرها ثم سقط وانتثر المال و دار عنها ومشى
قبل أن ترد عليه..
أما هي .. بلغ عندها الحنق والغضب أقصاه وأحست وكأن سكيناً
حادة سلطت على قلبها مزقت ما تبقى منه وتركته ينزف ألماً وذلاً
وكبرياءً مهدورة ثم انحنت وحملت المال وصعدت المصعد فانفجرت دموعها ..
******
ركبت السيارة بمحاذاة أم طارق بعد أن حملت الخادمة الحقيبة
ووضعتها في الخلف وتحركت السيارة ..
غرقت السيارة في السكون لمدة خمس دقائق لا يسمع إلا صوت
المحركات حتى قطعت الصمت أمل تتساءل بصوت هامس بسبب وجود السائق ..
أمل بهمس : خالتي عندك بنات ..
ابتسمت أم طارق تحت الغطاء وردت : عندي ثلاث بنات ثنتين كبار
ووحده صغيره وحفيدين بنت وولد بعد ..
أمل : ما شاء الله إنتي جده ..وتساءلت ..هم عيال الدكتور طارق ..
أم طارق : لا عيال بنتي الكبيرة شهد ..وأكملت بحزن.. طارق ماتت
زوجته وحالياً موب متزوج بس ..تنهدت وقطعت كلامها .. خلينا من
هذي السيره إللي تكدر لكن ما قول غير الله يهديه ويتزوج عشان
يرتاح قلبي وينسى إللي حصل ..
أسكتت أمل فضولها وكاد تستفسر عما حصل ولكن رأت أم طارق
تمسح عينيها من الدموع وحدثت نفسها "مصيري أعرف وكل شيء
بيتوضح مع الأيام " ووضعت يدها على كتفها لتهدئها: خلاص خالتي
لا تكدرين خاطرك دموعك غالية , إن شاء الله حيجي هو بنفسه
ويقولك زوجيني ..
أم طارق برجاء : الله يسمع منك ..
في هذه اللحظة توقفت السيارة أمام باب القصر ..
كادت تفلت من أمل شهقة عندما رأت جمال القصر وروعته
وحدثت نفسها "اللهم ارزقنا الجنة " ..
ترجلتا من السيارة ودلفتا إلى داخل القصر وخلعت أم طارق
عباءتها وحقيبتها ومدت بها للشغالة وأدارت رأسها لأمل ..
أم طارق : أمل حبيبتي شيلي عباتك واجلسي ..
هزت أمل رأسها نفياً وجلست على إحدى المقاعد المفردة
: لا خالتي كذا مرتاحة ..
فهمت أم طارق مقصدها : يا بنتي اعتبري نفسك ببيتك ..
ابتسمت أمل بامتنان وحدثت نفسها "كيف راح يكون بيتي
ولا أرتاح بعد كلام ولدك اللي سم بدني فيه " وردت
: مشكوره خالتي ..
هزت أم طارق رأسها ورفعت الإنتركوم وضغطت عدة أرقام
ثم تكلمت : ستي جيبي إثنين عصير وصحن حلا وصحن
فطاير ok.. وضغطت زر أخر ثم أكملت .. شادن أنزلي أنتي
و شذى عندي ضيفه بسرعة ..
شادن : حاضر ماما ..
أقفلت أم طارق سماعة الهاتف وأدارت رأسها لأمل وابتسمت
لها : شادن الحين جايه ومعاها شذى أما شهد في بيت زوجها
على العصر أو المغرب تيجي عندنا ..
ردت أمل الابتسامة وبهدوء : الله يخليهم لك ..
بعد دقائق ..
أطلت من الدرج الحلزوني الذي يتوسط الصالة الواسعة فتاة
تبتسم بشقاوة وفرح و تتقافز على درجات السلم بخفة وهي ترتدي
بنطلوناً من الجينز وقميصاً باللون السماوي بتفرعات كحلية
اللون يصل منتصف الورك وبربع كم وبفتحة واسعة عند الصدر..
.. كتمت أمل ضيقتها من لباس الفتاة ولم تتكلم ..
تقدمت منهما الفتاة وألقت التحية بابتسامة وتقدمت من أمها
وقبلت رأسها واقتربت من أمل وسلمت عليها باليد ثم اقتربت
وسلمت بالخد ..
وجلست على كنبة تتوسط الكنبتين بين أمها وأمل وبادرتهم بالكلام ..
شادن : شلونك ماما ..التفتت إلى أمل .. أخبارك ..وابتسمت لأمل..
ردت الاثنتان بــ ((الحمد لله ))
أم طارق : شادن هذي أمل , أمل هذي شادن بنتي عمرها ثمنطعش .
شادن بابتسامة : تشرفت أمول ..
أمل ردت لها الابتسامة : الشرف لي يعني أنتي نفس عمري ..
تفاجأت الاثنتان من كلامها وكل واحد منهن جال بفكرها ما يناقض الأخرى
وردت شادن بسرعة : بـــــالله والله توقعتك أصغر وجهك
مررررره بيبي فيس ..
ضحكت أمل بخجل ..
وعلى النقيض فأم طارق كانت تظن العكس وحدثت نفسها
"يا الله مره صغيرة إذا كان الحين عمرها ثمنطعش أجل يوم تزوجت
كم؟؟ , ياربي مسكينه تعذبت من صغرها الله يكون فعونها بإذن الله
أوقف معها و ما أتركها إلا إذا تطمنت عليها "
أحضرت الخادمة ما طلبته منها مخدومتها ووزعت الأطباق والعصير وذهبت ..
أمل بتساؤل لشادن : تخرجتي من الثنوي ..
شادن بمرح : لا لسه السنه هذي رايحه ثالث ..سألتها.. وأنتي ؟؟
أمل بحزن : لا أنا تركت الدراسة بعد ما خلصت من أول ثنوي ..
شادن بتساؤل : ليش ؟؟ ماتحبي الدراسة ...
أمل : لا أنا أحبها بس ظروف حصلت لي وتركتها ..تستفسر منها ..
شادن ليش مو المفروض إنتي متخرجة الحين ..
هزت شادن رأسها إيجاباً : إيوه لكن وأنا فصف ثالث متوسط
صار لي حادث مع السواق والشغالة ..وأكملت بحزن.. صرت ما
أتحرك و تعالجت سنه كاملة والحمد لله شفيت ..وابتسمت بمرح
.. وشوفيني الحين مثل الحصان ..
أمل : قولي ما شاء الله ترى ما يحسد المال إلا أصحابه .
شادن : ما شاء الله
تكلمت أم طارق بعد أن كانت مستمعة لنقاشهن : أمل مدي يدك
اشربي عصيرك وكلي ترى باين الضعف عليك فالمستشفى أغلب
وقتك على المغذي..
شهقت شادن : ليش كانت في المستشفى ..أدارت رأسها لأمل
.. أمول إيش فيك تعبانه ؟؟..
هزت أمل رأسها نفياً وردت بحزن : لا بس ولدي ..وأنزلت
رأسها لتمسح عينيها من الدموع ..
أشارت أم طارق لشادن أن تصمت وقالت بهمس : أقولك بعدين ..
رفعت أمل رأسها وتكلمت بجمود : خالتي ممكن توريني
الغرفة أبي أرتاح شوي قبل الظهر ..
أم طارق : طيب ..وكلمت شادن .. شادن ودي أمل جناح
الضيوف عشان ترتاح ..
نهضت الفتاتان وتقدمت شادن أمل إلى الجناح ودخلتا بصمت .
شادن : أمول تعالي شوفي غرفة النوم والحمام (تكرمين)
داخل من هنا ..وأشارت إلى نهاية الردهة..
وهنا الصالة والمطبخ التحضيري ..وهي تشير إلى المكان
الواقفتان فيه .. وهذا الباب وراه مجلس ..وهي تشير لباب مقفل ..
أمل : مشكوره حبيبتي ..ومشت متجهة إلى غرفة النوم
.. تعالي معي نسولف شوي ..
هزت شادن رأسها باعتراض : لا إنتي ارتاحي و العصر نتقابل ..
أمل : إن شاء الله , قولي لخالتي مابي غداء ..
شادن : حاقولها إن شاء الله , مع السلامة..
أمل : مع السلامة ..
خرجت شادن من الجناح ودخلت أمل غرفة النوم لترتاح ..
*******************************
بعد صلاة العصر ..
كانت جالسة في الصالة وهي تتطلع إلى المنزل ودقت تصميمه
وتناسق ألوانه وأشكاله وهي تحدث نفسها "ما شاء الله لا قوة
إلا بالله إذا كان هذا الإبداع والجمال من صنع البشر كيف أجل
صنع رب البشر وهو اللي بنا الجنة بيده الكريمة سبحانه
’ يا رب ترزقنا الجنة ’ " انتبهت لصوت طرق على الباب وقفت
وسارت باتجاه الباب وفتحت وكانت تقف أم طارق وخلفها بناتها
شادن و شذى حيتهن ودعتهن للدخول وعندما مرت بجانبها شذى
أمسكت أمل بيدها برفق ونزلت لمستواها وقبلتها على وجنتيها وسألتها ..
أمل بابتسامة : إيش اسمك يا حلوه ؟؟
شذى : أنا سدى .
أمل بضحكة : ياقلبو ياناس الله يسعدك ..وقبلتها مرة أخرى
ووقفت وسارت بها إلى حيث تجلس أمها وأدارت ظهرها متجهة
إلى المطبخ لجلب القهوة التي صنعتها بعد أن صلت العصر أوقفتها أم طارق ..
أم طارق باستغراب: وين رايحة يا بنتي ..
أمل : بروح المطبخ سويت قهوه حاجيبها ..
أم طارق معترضة : لا لا أنتي تعبانه تقومين تضيفينا ..وأدارت
رأسها لشادن و نهرتها .. قومي روحي جيبي القهوة ..
أمل باعتراض : لا ياخالتي والله ما تقوم أنا أجيبها إلا إذا تعتبريني ضيفة ؟؟
أم طارق بنفي : لا والله والله إنك بنتي و أغلى بعد ..
صرخت شادن باعتراض مصطنع : أوووووووه لا طاح كرتنا
أجل ..وحدثت شذى.. شذوي قومي قومي راحت علينا أمل الظاهر
بتكوش على الحب كله..
ضحك الجميع على أسلوب شادن الساخر ..
أمل بضحكة : ههههههه الله يقطع شرك شدون ..وسارت باتجاه
المطبخ .. بعد إذنكم حاجيب القهوه ..
أحضرت أمل القهوة وطلبت شادن من إحدى الخادمات عبر
الإنتركوم إحضار الحلوى وجلسن يتجاذبن أطراف الحديث الذي
بدأته شادن بسؤال إلى أمها : ماما أبوي متى حيجي ؟؟
أم طارق بهدوء : اليوم طيارته توصل الساعة 9الليل ..
شادن : أها السايق حيجيبه ..
أم طارق : لا ,طارق إذا خلص الدوام راح يستقبله ..
شادن : بس مررره طول في سفرته هذي ..
أم طارق : أيوه اليوم يكمل له شهر من سافر ..
صمتت الاثنتان ونظرتا إلى أمل التي تتطلع لهم بتساؤل ..
ضحكتا عليها ..
شادن بضحكة : هههههههه , أمل والله لوتشوفين وجهك تموتين
ضحك كأنك طفل يبي يسأل لكنه متردد وخايف , قولي اللي عندك ...
خجلت أمل وأكتست وجنتيها باللون الوردي وضحكت بخجل
: ههههه , أمممم , ليش أبوك مسافر ؟؟
شادن : الله يسلمك أبوي بزنس مان يعني دايماً يسافر بس هذي
المرة طول..
أمل : أها الله يوصله بالسلامة ..
أم طارق و شادن : آمين
شادن : أمول انتي فأي مدرسة درستي .
أمل : فمدرسة القريه ..
شادن بتساؤل : ليه انتي مو من جده؟؟ ..
أمل : إيوه من جده بس القريه مش بعيده من جده يمكن 30 كيلو
وهي موب قريه بالمعنى الصحيح هي أقرب للحاره بس أحنا نسميها قريه ..
شادن : ليش هي يعني موب متطوره ..
أمل : لوسألتي هذا السؤال قبل أربع سنوات لو كان قلتلك خرابه
لكن الحين متطوره ومسفلته وكمان البيوت مجدده وأشكالها حلوه
يعني بختصار صارت حلووه مره ..
شادن : ما شاء الله ..تساءلت.. انتي متى آخر مره زرتيها ؟؟..
أمل بحزن : قبل أسبوع ..أخفضت عينيها حتى لا تريا الدموع التي
تجمعت فيها..
سكتت الاثنتان عندما رأيتا حالها ..
أم طارق : شادن روحي دقي على شهد شوفيها حتيجي ..
وقفت شادن وقد علمت أن أمها تريد أن تنفرد بها أمسكت بشذى
الصامته فهي تكون هادئة عن الأغراب وتكلمت : طيب ..وخرجت..
بقيت الاثنتان صامتتان إلى أن كسرت أم طارق حاجز الصمت .
أم طارق بتردد : أمل أبسألك سؤال أتمنى تجاوبي عليه إذا ما عندك مانع ..
رفعت أمل رأسها بعد أن مسحت عينيها : سمي يا خالتي ..
أم طارق : سم الله عدوك ..بتردد.. أممممم , أمل إيش اسم أمك وأبوك ..
اكتسى الحزن أمل وقالت بهدوء : ليش خالتي ..
أم طارق بجديه : لأني مشبهتك على وحد أعرفها من زمان ..
أمل : أها .. أبوي اسمه إبراهيم ناصر الـ...... وأمي اسمها ساره
بس ما أعرف إيش لأني ما عرفت عنها إلا قبل أربع سنوات بس ..
تفاجأت أم طارق "ياربي والله إني عرفت إنها بنتها مره شكلها
" وسألت بحذر : ليش هي وينها عنك ؟؟
أمل وقد دمعت عيناها : خالتي سلمى قالت لي إنها ماتت بعد ما
ولدتني بيوم و أنا ما أعرف شيء عنها غير اسمها .
تسابقت دمعات أم طارق وشهقت ثم بكت بقوه ..
خافت أمل على أم طارق واقتربت منها وجلست على ذات المقعد
وهي تبكي لبكاها : خالتي إيش فيك ليش تبكين ؟؟
أم طارق بين شهقاتها : يعني إنتي بنتها وهي ماتت لا لا ما صدق
كنت انتظر متى يجي اليوم اللي بنتقابل فيه لكن ..واستمرت تبكي
بألم وحرقة على فراق صديقتها .. أمل ما تدرين إيش كانت لي أمك
, ساره كانت أغلى صديقه لا مو صديقه أخت وأغلى من خواتي
عشنا مع بعض من صغرنا لين صار عمرنا 12 سنه وبعدها
..شهقت وبكت وأمل تبكي متأثرة من بكاها .. بعدها ما شفنا بعض
دورت عنها لكن ما لقيت لها أثر لكن ما فقدت الأمل إني بيوم
أقابلها لكن يوم شفتك حسيت إنك بنتها نفس شكلها وكلامها و
هيئتها ولما تأكدت آآآآآآآه ياليتني ما عرفت وأبقى على أمل
إني يوم ألتقيها ..
أمل ودموعها تجري : ياخالتي انتي عرفتي أمي وعشتي معها
وتكلمتي معاها لكن أنا إيش أقول أنا ما شفتها أبد , خالتي أحس
شي ناقصني من وأنا صغيره أدور على ذا الشي لكن ما لقيته
..شهقت بألم.. وما أحد عوضني خالتي أبوي كان يكرهني وسلمى
كمان وأنا ما أعرف السبب من يوم و أنا صغيره أنضرب بس إذا
خرجت وأبوي شاف وجهي وبدون سبب ..ومسحت دموعها بيديها
ولكنها عاودت الانهمار.. لكن عرفت السبب متأخر ومتأخر كثييييير
يا خالتي أبوي مسحور .
ضمتها أم طارق وهي تبكي بصمت : أنا راح أعوضك ولا أخليك
إنتي بنت الغاليه وأبوك يتعالج بإذن الله ..
أمل ببحة ومازالت مستمرة بالبكاء : خالتي أبوي كل يوم عن
الثاني يتعب أكثر شفته قبل أسبوع ظنيته شبحه خايفه يموت من
يبقالي بعده خآآآآآآآيفه ما ألقى أحد حوليني والله أموت ..
ضمتها أم طارق بعد أن تماسكت ومسحت دموعها : بسم الله عليك
..زادت في احتضانها .. وأنا وين رحت يا أمل والله ما أتركك وأبوك
كل اللي فيه من السحر وإن شاء الله ينفك عنه ..
أحست أمل بالدفء في حضن أم طارق وأغمضت عينيها ودموعها
تجري على خديها : خالتي احضنيني أحس البرد سكن فيني
, خالتي لا تتركيني وحدي..
أم طارق حضنتها بقوه : أمل أنتي بنتي وما أحد يتخلى عن بنته
ومن اليوم رايح تناديني يمه وما برضى تقولين لي يا خالتي أبد ..
ابتسمت أمل وهي في حضن أم طارق وردت : حاضر يمــــــــــه ..
*********
فيـــ ~ ركن من الوادي

كانت هناك وردة حمراء بهية

تألقت بجمال

ونثرت عبيرها

فشدت كل من نظر إليها

مر بها الألم

شده حسنها

حاول اقتلاعها

أبت إلا الصمود

ولكنه لم يتوقف عن المحاولة

حتى انتزعها بعنف عن أرضها

حملها بين يديه

نظر لها بازدراء

وألقها في مكان

مظلم

موحش

باااارد

وغادر

تركها تواجه العطش والخوف و البرد

وحــــــــــــيده

تحول لونها الأحمر الزاهي

إلى البنفسجي الكئيب

حاولت النهوض

لتبتعد

ولكنها لم تقوى

مر زمن طويل و هي تصد الموت بشرسة

وأتى يوم

هبت نسمة دافئة

أنعشت بقايا روحها

وكسر وحشة الظلام نور ضعيف قادم من بعيد

نهضت بما تبقى لها من قوة

و رأت النور القادم إليها

فأيقنت أنه الأمل

وصرخت ببهجة

((أرى بصيص من الأمل))

*****************************

نهايــــــــــــــــ الجزء السابع ـــــــــــــــــــــة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 08:17 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,111
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


&< ~^((الجزء الثامن))^~ >&

~[(هل رحل الألم ؟؟)]~.


.... صرخت : لاااااااااااااااااا
وانفجرت تضحك عليهما عندما رأت وجهيهما ولم تستطيع الوقوف من الضحك فجلست ومسحت عينيها من الدموع ووضعت يدها على صدرها وتنهدت : أوووه والله أشكالكم تحفه .
تكلمت أم طارق بعصبية تظهر في صوتها : الله يقطع شرك فجعتينا إيش بلاك ..
تكلمت شادن بجديه مضحكة وقد لاحظت يدي أمها محتضنة يدي أمل : قولوا إيش تسوون ها وانتي يا ست أمل خلاص أخذتي أمي على كذا بروح أنتظر أبوي وأعسكر عنده قبل ما تكوشي عليه هو الثاني ..
ضحكت الاثنتان عليها وتكلمت أمل وقد دفنت نفسها في حضن أم طارق : روحي أصلاً صارت هذي أمي وحدي ..رفعت رأسها لأم طارق .. صح يمه.
ابتسمت أم طارق بحنان : صح يا روح أمك ..
شادن باعتراض ساخر : لأه لأه ما يصحش الكلام ده دنا كدا حزعل ..واقتربت منهما وحاولت إبعاد أمل عن أمها فتوقفت عندما رأت دمعة سقطت من عيني أمل وأكمل بجديه بعد أن ابتعدت .. أمل والله ما أقصد أزعلك سامحيني أنا أمزح أبي أبعد جو الحزن عنكم لما شفتكم تبكون ..
رفعت أمل رأسها من حضن أم طارق ومسحت الدموع من خديها : لا يا عمري والله موب زعلانه لكني أول مره أحس بالحنان والدفا وأن عندي أهل أتمنى ما يخلوني ..
دمعت عينا شادن واقتربت من أمل وحضنتها بقوه : أمل انتي أختي ومستحيل أتركك سمعتي مستحييييييييييل ..
*********************
بعد أن صلت المغرب وجلست لتكمل أذكار المساء سمعت صوت الإنتركوم فنهضت ورفعت السماعة وسمعت شادن تلقي التحية وردت عليها ..
شادن : أمل بعد شوي حتيجي شهد ونتجمع في الحديقة أقابلك من الباب الخارجي طيب ..
أمل : لحظة , أخاف أخوك ولا أبوك يجو وأحنا برا ..
شادن : لا يا عمري ما سمعتي أمي تقول طيارته توصل تسعه ودوام طارق يخلص ثمانيه يعني لسه بدري ..
أمل : خلاص شوي وأخرج ..ثم أغلقت السماعة ..
وقفت ودخلت غرفة النوم ووقفت أمام حقيبتها وفتحتها ورأت أمامها قميص أحمر اللون لإبنها إبراهيم حزنت لفراقه ولكنها لم تبكي وحدثت نفسها "أنا على الوعد يا إبراهيم بإذن الله " فرغت الحقيبة من محتوياتها وفرزت ملابس إبنها ووضعتها في كيس صغير ورفعتها في مكان بعيد في الخزانة حتى لا تراه مجدداً ..
ورفعت لها قميص بني بورود تركوازية اللون بأكمام حائرة وتنوره طويلة من الجينز الباهت و تحممت بسرعة ولبست ملابسها بالإضافة إلى شالاً باللون التركوازي وضعته على رأسها تحسباًً لدخول أي أحد .. وخرجت لهم كما وصفت لها شادن ..
سارت قليلاً ثم وجدتهن يجلسن على كراسي من الخيزران تتوسطها طاولة من الزجاج موضوع عليها بضعة صواني مغلفة وترامس القهوة الشاي بالإضافة للعصير ..
سلمت عليهم وجلست وكانت تجلس أم طارق وفي حضنها شذى وبجوارها شادن فجلست هي على الكرسي المقابل لهما ..
أمل : أخباركم ..
الكل : الحمد لله , وأنتي ..
أمل : الحمد لله , خالتي ..
قاطعتها أم طارق : ها إيش قلنا ..
ابتسمت أمل : يمه متى حتجي شهد ..
أم طارق بابتسامة وهي تنظر لساعتها الفخمة : هي خلاص على وصول ..
أمل : أها ..تساءلت.. كم أعمار عيالها ؟؟..
أم طارق : أمممم أظن إياد سنتين وكم شهر أما ريناد عشره شهور ..
أمل : الله يخليهم لها ..
أم طارق و شادن : آمين ..
في هذه اللحظة سمعوا أصوات أطفال فعلموا أنهم وصلوا فقفزت شذى بفرح وهتفت : إياد دا إياد دا ..
وهرولت حيث سمعت الصوت ..
ضحكوا جميعاً على حماستها وقالت أم طارق بصوت عالي : شذى بشويش لا تطيحي ..
صرخت الصغيرة من بعيد : تيب تيب ..
أمل بضحكة : يا عمري وكمان توقف ترد وتجري ..
شادن : هي أصلاً من تسمع صوت إياد تنط وتروح له مثل البرق..
أم طارق : يا عمري عليها تفرح فيه لأنها وحدها ما عندها أحد مثل عمرها تلعب معاه ..
شادن : هذا لأنك جبتيها في الوقت بدل الضائع بعد ما كبرنا ..
..... : إلا غيرانة عشانها أخذت حب أبوي كله ..
رفع الكل رأسه ووجدن شهد التي تحمل في يدها طفلة جميلة جداً تلبس فستانا قصير لفوق الركبة ويربط من الأعلى بخيوط رفيعة على الأكتاف ، وبالقرب منها إياد وشذى الممسكة بيده ..
ألقت التحية ورد عليها الجميع وتقدمت من أمها وقبلت رأسها ويمناها ووضعت ريناد في حضنها وتقدمت من شادن وسلمت بالخد ثم اقتربت من أمل وابتسمت لها وبادلتها أمل الابتسامة ومدت يدها وصافحتها وقبلتها بالخد كذلك وجلست بالقرب منها ..
شهد : أخباركم ..
الكل : الحمد لله ..
أدارت شهد رأسها لأمل : أمل صح ..
هزت أمل رأسها إيجاباً وابتسمت : إيوه ..
شهد : يوووه شادن صجتني من الظهر كل شوي تدق علي تسأل متى أجي عشان أشوفك ..ضحكت عندما رأت شادن تهددها .. ههههههه لا صراحة خوفتيني ..أشارت لها شادن بألا تكمل.. لا بقول , وتقول كانت حتنجن عليك وحبتك بقوووه ..
أحرجت أمل وأحمر وجهها : وأنا كمان حبيتها والله ..
ضحك الجميع على شادن التي أحرجت واحمر وجهها من الغيظ وقالت بتهديد : هيييييين إن كان قلت لك شي مره ثانيه ..وأدارت رأسها لأمل .. تسلمين يا عمري ..
وقفت أمل وسارت إلى أم طارق ومدت يدها : يمه هاتي ريناد بسلم عليها ..
مدت أم طارق الصغيرة لأمل وحملتها وجلست على المقعد المجاور لها وقبلت الطفلة بحب وحنان : يا دلبو تزنن ما شاء الله ..أدارت رأسها لشهد..مررره حلوه بنتك ما شاء الله تشبه لمين .. أجلست أمل الطفلة بحضنها فأمسكت الطفلة بطرف الشال تلعب به ..
شهد بتفكير : أمممممم والله مادري أظن تشبه وحده من عماتها ..
شادن : إيوه أظن تشبه أريام .
شهد : إيوه صح مرره تشبهها .
أمل : الله يخليها لك بس لو تلبسينها فستان بأكمام أحسن ما شاء الله بنتك بيضاء والناس عيونهم ما ترحم وترى سمعت من وحده أن بنتها جاتها عين بسبب ملابسها دايماً قصير وعلاقي والبنت الحين مريضة مررره ..
شهد بذهول : يا الله حتى الصغار عيون الناس ما رحمتهم ..
أمل : بس السبب أهاليهم هم يرضون يلبسونهم هذي الملابس ويطلعون فيها عند الناس ..
شهد باقتناع : صادقة , إن شاء الله ما ألبس بنتي ها الملابس أبد مابي أفقدها ..
ضربت كلمت شهد وتر حساس عند أمل وتغير وجهها فأنزلت رأسها حتى لا يلاحظن ذلك ولكن رأتها أم طارق وحاولت أن تبتعد عن هذا الموضوع ..
أم طارق بحنين : بنات تذكرون خالتكم ساره إللي حكيت لكم عنها ..
شادن وشهد بفرحه : إيه نذكرها ..وأكملت شادن .. إيش فيها أحد حصلها ..
هزت أم طارق رأسها بنفي وأكملت : لا لكن حصلت قطعه منها ..
شهد وشادن باستغراب : كيف قطعه منها ؟؟
أم طارق بحب : أمل ..رفعت أمل رأسها وابتسمت لأم طارق وردت لها الأخرى الابتسام وأكملت.. أمل هي قطعه من ساره هي بنتها ونسخه منها فكل شيء إلا عيونها ..
شادن بفرحه غامره : صحيح أمي يعني أمل بنت خالتي ساره ..وقفت وسارت حتى وصلت إلى أمل وجلست بقربها وأمسكت يدها .. تصدقين أمول أمك حبيناها من دون ما نشوفها ..صمتت قليلاً ثم سألت .. إلا هي وينها ؟؟
صمتت أم طارق وأمل وران الحزن عليهما واستغربتا شهد و شادن سبب وجومهما وقطع الصمت أمل التي قالت بحزن : أمي ماتت بعد ما ولدتني بيوم واحد .
زال العجب وحل الحزن على الفتاتان وقالت شهد مواسيه : الله يرحمها ..
ردت أمل : آمين ..و أكملت بفرحة مصطنعة حتى تكسر جو الحزن .. لكن أنا عندي أم ثانيه الله يخليها لي ..رفعت رأسها لأم طارق وابتسمت لها وشارت عليها .. هذي أمي ..
ابتسمن الجالسات لها وهن متعجبات من صبر أمل وقوة تحملها ..
في هذه اللحظة سمعن صوت الأذان لصلاة العشاء صمتن لتكرار الأذان والدعاء ..
تحدثن قليلاً بموضوعات متفرقة ثم نهضن لأداء الصلاة ..
***********************
دخلت الجناح وخلعت الشال ثم وضعته على إحدى المقاعد ودلفت إلى غرفة النوم , توضأت ثم لبست جلال الصلاة ووقفت على السجادة وكبرت ..
بعد أن أنهت الصلاة جلست لتكمل الأذكار ثم خرجت إلى الصالة و فتحت التلفاز وكانت على قناة للاغاني أمسكت الريموت وأخفضت الصوت بسرعة وهي تستغفر وتقول : حسبي الله ونعم الوكيل على كل من اشتغل أو موّل مثل هذي القنوات الله حسيبهم ..
أخذت تقلب في القنوات ثم توقفت عند إحدى قنواتها المفضلة قناة (الروح) تحب سماع الأناشيد حتى تخرجها من حزنها ولو قليلاً ..
سمعت طرق الباب الفاصل بين الصالة الرئيسية والجناح وقفت وهي تقول : مين ..
سمعت صوت شادن وشهد تقولان : إحنا ..
ابتسمت وفتحت الباب ودخلتا وهما تسلمان ردت التحية و أرادت إغلاق الباب فسمعت صوت إياد وشذى يصرخان : لا تدفلين (لا تقفلين)..
ضحكت عليهما وأدخلتهما وجلست على المقعد المقابل للفتيات ثم أجلست الأطفال بجانبها ..
تساءلت أمل : شهد فين ريناد ؟؟
شهد : نايمه ..
شادن نظرت إلى التلفاز وقالت : أمل تحبين هالقناه ؟؟
أمل : أيوه أحبها وكمان قناة شدا وأممممم بس من قنوات الأناشيد هذي ..
شادن : بس فيه قنوات كثير غيرها ما تحبيها ..
هزت أمل رأسها باعتراض : لا ما أحبها لأن أغلب أناشيدها فيها إيقاعات وموسيقى .. رفعت الصوت من الريموت وأكملت بحماس .. بنات أسمعوا هذي مرره تجنن ..
وكانت تُعرض أنشودة للمنشد محمد العمري
أنتِ ملاك
القلب يمي لك مشى .. بالعطف والطيب انتشى
في حضنها عمري نشى .. ومن حبها قلبي يميل
أمي حياتي وجنتي .. أنتي عيوني وبسمتي
حبك شعاع بمهجتي .. والشعر من حبك يسيل
القلب سعده من رضاك .. والكون عطره من شذاك
كلي على بعضي فداك .. إن غبت سموني القتيل
يا نبض قلبي والوجود .. يا روح عمري يا الودود
يا أغلى من كل الحشود .. المدح في حقك قليل
يا دمع أحرقت العيون .. وأمي عليه ما تهون
لكن إذا حل المنون .. ما يوقفه قال وقيل
يا ناس من لي بعدها .. يا ناس منهو يردها
تكفون قولوا وينها .. عذبت قلبي بالرحيل
يا الله عساها في الجنان .. تنعم بخيرات حسان
وتبدل أيام الزمان .. بالعيش والدار الجميل


انسجمت أمل مع النشيد وسرحت وهي تنشد بصوتها العذب وأصبحت عينيها غائمة من الدموع من أثر الكلمات ولم تشعر بانخفاض الصوت والأعين التي تنظر لها ولا الآذان التي تسمعها وقد استشعرت مدى الحزن الذي سكنها ..
انتبهت أمل لهم عندما انتهت من الإنشاد وابتسمت لهم بحزن وابتسمتا لها فقطعت شادن الجو الكئيب ..
شادن بمرح وحماس : واااااااو أمول صوتك مررررره يجنن ..
أمل بابتسامه : تسلمين لكنه موب لذاك الزود .
شهد باعتراض : لا والله يجنن مره ..
خجلت أمل منهما وقالت بمرح : أحم أحم أخجلتم تواضعنا ..ضحكن الفتيات عليها ..
شادن بهدوء : أمل لاحظت مثل صوت الموسيقى في النشيد ..
أمل : لا ما أظن موسيقى لأن هالقناه ما تعرض إلا اللي بدون موسيقى وأظن الأصوات مؤثرات يعني أصوات بشريه ..
شهد : أها , بس مره كأنها موسيقى ..
أمل : إيوه حتى أنا شكيت في البداية لكن تأكدت لمن سألت وحده فالشات وعلموها إنها مؤثرات بس ..
أمسكت أمل بإياد وأجلسته بحضنها قبلته على خده وسألته : اسمك يا حلو؟؟
إياد ببراءة : اداد ..
أمل بحب : يا قبلو ياحلاته أيود من هذي؟؟ ..تؤشر بسبابتها إلى شهد ..
إياد بفرح : ماما ..
ضحكت أمل على حماسه وأشارت إلى شادن وسألته : وهذي مين ؟؟
إياد : آدن
صرخت شادن بمرح : يا قلب آدن والله ..واقتربت منه وقبلته بقوة حتى بكى وأبعدها عنه ..
ضحكتا أمل وشهد عليها وقالت أمل : أعوذ بالله دفشه مره ..
نهضت شهد وحملت طفلها الباكي : خلاص حبيبي أضربها ..هز الطفل رأسه بإيجاب ودموعه تجري على خديه اقتربت من شادن وضربتها بخفه وكلمته ..ها رضيت ,,
في هذه اللحظة سمعن صوت أبواق سيارة فعلمن أن والدهن وصل فقفزن جميعاً ماعدا أمل وخرجن مسرعات نحو الصالة لاستقبال والدهن ..
أحست أمل فجأة بالوحدة والحزن وغبطتهن على حبهن لوالدهن كم تمنت أن تكون دائما في استقبال والدها ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن..
نهضت وأقفلت الباب ودخلت لغرفة النوم وأبدلت ملابسها بجلابية ورديه من القطن بأكمام قصيرة ووقفت أمام المرآة وفتحت شعرها الكستانئي والناعم بلفافات من أسفله والذي يصل طوله إلى منتصف الورك وأمسكت بالمشط ومشطته وسارت إلى السرير وتمددت عليه وهاجمتها الأفكار من كل صوب وجلست حتى تبعدها ثم أمسكت بمصحفها تقرأ منه حتى يبعد عنها الضيق ..
***********************
في الصالة ..
بعد الاستقبال الحافل الذي استقبله أبناءة به جلسوا على المقاعد يتجاذبون
أطراف الحديث بعد السؤال عن الأحوال ..
سأل أبو طارق شذى الجالسة في حضنه : ها شخبار شذونتي ؟؟
هزت شذى رأسها بإيجاب : تيبه ..وأكملت بحماس .. بابا أمل حلووووه مرررره ..
نظر أبو طارق باستغراب لأم طارق وسأل : من أمل ؟؟
نهض طارق مسرعاً وعلامات الضيق على وجهه منذ أن سمع أسم أمل وعلم أنها الفتاه التي تسكن عندهم وقال مستأذناً : أنا أستأذن بروح أرتاح ..وأدار رأسه لامه وأكمل ..لا تقوموني للعشاء شبعان .. وتمتم بصوت منخفض "شبعان قهر" وأكمل.. تصبحون على خير .
رد الكل : وأنت من أهله ..
التفت أبو طارق لزوجته وأعاد السؤال : مين أمل يا علياء ؟؟
غمزت له أم طارق بأنها ستخبره لاحقاً ..
فهمن الفتيات أن أمهم لا تريد أن تتكلم الآن وتكلمت شادن لتبعد عن الجو المشحون فقالت بحماس: بابا إيش جبت لي هديه ..
ضحك والدها وأكمل بسؤال : إنتي إيش طلبتي مني إذا نجحتي من ثاني ؟؟
شادن بتفكير : أممممم ..تذكرت وقفزت.. واو لابتوب جديد ..هز والدها رأسه إيجاباً فانطلقت وقبلت والداها .. مشكووووور بابا مررره مشكوور .
ضحك الجميع عليها ..
أدار أبو طارق رأسه لشهد وحدثها بحنان : ها شهودتي أخبار معاذ والعيال.
شهد ابتسمت بحب لوالدها : الحمد لله كلهم طيبين ..
سمعوا رنين الإنتركوم ورفعته أم طارق وقالت : ها جولي العشاء جاهز .
جولي : yes, madam
أم طارق : طيب حضروه ok
جولي :ok
أقفلت أم طارق السماعة وحدثتهن : يلا العشاء جاهز ..وأدارت رأسها لشادن .. شادن حبيبتي خذي صحن من العشاء لأمل ..
هزت شادن رأسها إيجابا وردت : طيب ..وسارت باتجاه المطبخ وطلبت من الخادمات تجهز طبق لأمل..
نهض الجميع وجلسوا على طاولت الطعام ينتظرون حضور شادن ليأكلوا ..
******
أما شادن أخذت الطبق وسارت إلى جناح الضيوف وطرقت الباب ودخلت فلم تجد أمل في الصالة وضعت الصحن على الطاولة في الصالة واتجهت إلى غرفت النوم وطرقت الباب بخفه فردت أمل تسأل : مين؟؟ ..
أجابتها شادن بمرح : وحده حلوه ممكن تدخل؟؟ ..
أجابتها أمل بضحكة : ههههههه ممكن تدخل الحلوه ..
فتحت شادن الباب مبتسمة : ها إعترفي إيش تسوين ؟؟
رفعت أمل كتفيها وردت : ولا شي حاولت أنام لكنه رفض يجيني قلت أقرأ قرآن شويه ..
شادن باعتراض : لا والله تنامين بدون عشاء يالله قومي أشوف ..
أمل باعتراض هي الأخرى : لا والله مابي مالي نفس ..
شادن بعناد وقد أمسكت بيدي أمل بعد أن أطبقت المصحف ووضعته على الكمودينو : يلا قومي بلا دلع يعني ما تغديتي وكمان ما تتعشي ..
أوقفت أمل معها وسارت بها إلى الصالة وأجلستها على المقعد و أمل تضحك على حركاتها وعندما دارت شادن حتى تخرج رأت شعر أمل وشهقت ثم قالت بسرعة : ما شاء الله ما شاء الله أمول شعرك يجنن ما شاء الله وطويل ..وتساءلت .. أمول لونه طبيعي ؟؟
هزت أمل رأسها وهي تضحك على شادن التي رسمت على وجهها علامات الدهشة : إيوه طبيعي ..
شادن : ما شاء الله ..وتساءلت .. طيب ما عمرك قصيتيه صح ؟؟
أمل بابتسامة : أيوه ,بس كل نص شهر أقص أطرافه ..
شادن : ما شاء الله ما شاء الله.
ضحكت أمل عليها حتى أدمعت عيناها : هههههههههههههههههههههه
..تنهدت ومسحت عينيها .. أوووهههه إيش فيك علقتي على كلمة ما شاء الله.
ضحكت شادن : هههههههههه ..أكملت .. والله من جدي خايفه أحسدك ..تذكرت أن أهلها ينتظرون حضورها للعشاء .. اوووووف أمل تأخرت على أهلي ..وخرجت ثم عادت أطلت رأسها ..أمول لا تنامين بجي عندك طيب .
هزت أمل رأسها وأجابت : طيب ..
بعد خرج شادن مازالت أمل مبتسمة على خفة دمها وروحها التي جعلت قلب أمل ينبض بفرح ويرفرف بحب هذه العائلة الطيبة ..نهضت لترفع شعرها بمساكة وتغسل يدها ..
وجلست رفعت الغطاء عن الأكل سمت بالله وأكلت ..
********************************
بعد أن تعشى الجميع نهضوا ليرتاحوا بعد تعب اليوم فأم طارق وزوجها توجهوا على غرفة نومهم بعد أن حمل أبو طارق شذى النائمة ووضعها في غرفتها المجاورة لغرفة نومهم , أما شهد و دعتهم وغادرت إلى منزلها بعد أن حضر زوجها وسلم على والدها ..
و شادن ذهبت لغرفت نومها وأبدلت ملابسها بلبس بيجاما بقميص بدون أكمام وبنطلون يصل طوله إلى منتصف الساق وسارت متجهة إلى قسم الضيوف ..
طرقت الباب ودخلت وجدت أمل في الصالة تنظر إلى التلفاز سلمت وجلست ردت أمل التحية و أخفضت صوت التلفاز واستدارت إلى جهة شادن الجالسة بجوارها على المقعد ..
سألت أمل شادن : جيتي من غرفتك كذا ؟؟
شادن بلامبالاة : إيوه عادي ..
أمل بهدوء : لا والله موب عادي فرضاً قابلتي أبوك أو أخوك بذي الملابس هالملابس بس البسيها فغرفة النوم ولوحدك بعد ..
هزت شادن رأسها بلامبالاة وقالت مقاطعة الموضوع : أمول قولي قصتك ترى أنا أختك ..قالت الأخيرة ببراءة ..
تضايقت أمل من تغييرها للموضوع وعزمت في نفسها أن تعيد الأمر مرة أخرى , ضحكت وردت عليها : إيوه أختي وأغلى مع أني ما أعرف إيش شعور الأخوات لكني والله أحبك ..
تنحنحت شادن : أحم أحم شعور متبادل ..وأكملت بحماس .. يلا لا تضيعين الموضوع قولي سالفتك ..
خيم الحزن على أمل عندما تذكرت ما جرى لها وسردت لشادن قصتها إلى أن وصلت إلى عملها في المشغل قاطعتها شادن ..
شادن : تقولين بعد ما وضعتي ولدك عشتي ثلاث أسابيع عند صديقتك و شهر في الشارع كيف سويتي ..
أمل : الله لا يوريك إللي شفته ..تنهدت واستغفرت ثم أكملت .. صرت أدور من مكان لمكان وأغلب الأحيان في عمارات اللي تنبني وأحيان فبيوت مهجورة عاد هناك خوف من البشر ومن الجن وكله كوم وبكى إبراهيم فالليل كوم ثاني أحياناً يجي الصباح وأنا ما نمت وبعدين كنت صغيره ما عندي خبره عن الأطفال فكنت أبكي لبكاه ..توقفت أمل عن الكلام ومسحت دموعها وأكملت بعد أن ابتسمت .. بعد شهر كنت فمسجد وبعد ما صليت جلست وجلست جنبي وحده سلمت علي ورديت عليها ..
********
وغاصت أمل في ذكريات ذلك اليوم ..
البنت :أخبارك أختي ..
أمل باستغراب : الحمد لله ..
البنت : أنا ليلى , و إنتي إيش اسمك ؟؟
أمل : أنا أمل ..
ليلى ابتسمت لها : هذا ولدك ..
أمل تهز ولدها الباكي : ايوه ..
ليلى : الله يخليه لك , ليش ما تركتيه عند أمك وجيتي تصلين ..
أمل بحزن وببراءة سردت قصتها لليلى : أمي ماتت وما عندي أحد يساعدني وأصلاً أنا وقت الصلاة أكون في المسجد بعدين أخرج أدور مكان أنام فيه مع ولدي ..
ليلى بدهشة : ليش ما عندك بيت ..
أمل وقد دمعت عيناها : لا ما عندي زوجي طلقني ورماني وأنا ما ادري إيش السبب وأبوي كمان طردني وما أعرف وين أكون ..
ليلى بحنان وقد احتضنت أمل : يا عمري والله ما أتركك يلااا تعالي معي ..
أمل باستغراب : وين أجي ..
ليلى بغموض : تعالي وبس ..
خرجت أمل بصحبتها وسارتا قليلاً ثم وقفتا أمام مبنى مكون من ثلاثة طوابق عليها لوحة كبيرة عليها اسم مشغل دلفتا إلى الداخل وفتحت الباب وأجلست أمل في غرفة الاستراحة وغابت قليلاً ثم عادت وهي تحمل تلفون نقال بيدها جلست مقابل أمل ..
ليلى : أمل ارتاحي وافتحي نقابك .
أمل : طيب ..ورفعت نقابها ورأت نظرات الإعجاب في عيني ليلى وسمعتها تتمتم بهمس "ما شاء الله " ..
ليلى بتساؤل : أمل كم عمرك ؟؟
أمل : ستطعش .
ليلى : أوووه مرره صغيره أجل يوم تزوجتي كم عمرك ؟؟..
أمل بتفكير : أمممممم قبل سنتين تزوجت يعني أظن أربعطعش..
حزنت ليلى عليها وأكملت بجديه : شوفي أمل أنا بكلم صاحبة المشغل تشتغلين فيه وتسكنين فالملحق بالسطح ..
أمل بتردد : طيب إيش أشتغل وولدي وين أحطه ؟؟
ليلى بحنان : الشغله سهله أول شيء تعرفين تنظفين ؟؟..هزت أمل رأسها إيجاباً وأكملت ليلى .. كويس يعني تنظيف المشغل أشياء بسيطه مرره وولدك أنا بساعدك فيه وقت الشغل وبعدين تنامين فالملحق ..
هزت أمل رأسها : طيب بس الإجار من وين أدفعه ؟؟
ليلى : من راتب الشغل جزء أجار وجزء لك , في شيء ثاني ؟؟
أمل بامتنان : مشكوووره ليلى ..
ليلى بحب : العفو والله إنك دخلتي قلبي على طول لما شفتك ..أمسكت الهاتف وضغطت بضعت أزرار ووضعته على أذنها وتكلمت برسمية مع الطرف الآخر لدقائق ثم أغلقته مبتسمة
ليلى : أمل مبروك وافقت تشتغلين وكمان تسكنين فالملحق ..ابتسمت وأكملت بحماس.. ترى أنا بيتي فالدور الثالث يعني أنا وأنتي جيران ..
أمل بفرحة : الله يبارك فيك ..
*******
أمل : جد كانت أطيب إنسانه قابلتها ساعدتني كثير بولدي جزاها الله خير وكمان أسماء طيبه لأبعد حد وأختها هيفاء كمان الله يذكرهم بالخير ..
شادن بتأثر : آمين ..إيوه وبعدين إيش صار ؟؟
أمل : اشتغلت فالمشغل سنتين وبعدها ..أكملت لها أمل ما حدث لها إلى أن وصلت إلى منزلهم ولم تذكر معاملة طارق لها في المستشفى ..
بكت أمل وفرغت بقايا الألم المتراكم في صدرها أملاً أن يرحل ولا يعود مجدداً وبكت شادن من بكائها ثم نامتا على المقاعد وهما لم يشعرا ..
******
سمعت أمل أذان الفجر استيقظت ورأت نفسها على المقعد وكذلك شادن فابتسمت ونهضت ومرت بشادن وأيقظتها تململت كثيراً وأصرت أمل أن توقظها حتى استيقظت بملل ..
شادن بتأفف : أملوه وجع ليش مقومتني الحين وإحنا سهرانين ..
أمل بجديه : قومي صلي الفجر بعدين نامي ..
حكت شادن شعرها القصير المتشعث بحركات طفولية : بس إذا غسلت وجهي ما أنام مره ثانيه ..
أمل ولم تتخلى عن الجدية : قومي أحسلك والا ترا بجيك المويه هذا على وجهك ..وأشارت إلى قنينة مليئة لمنتصفها بالماء..
شادن بفزع : لا لا والله قايمه الحين ..
أمل وهي تبتعد باتجاه غرفة النوم وتقول بسخرية : بنات ما تجي إلا بالعين الحمراء ..
صرخت شادن باعتراض : لا والله ..ووقفت متجهة إلى خارج الجناح وهي تتكلم بصوت عالي .. أمول إذا ما جاني نوم برجع عندك ok
أمل من داخل غرفة النوم : ok أصلاً أنا خلاص شبعت نوم ..
صلت أمل وبعد أن أنهت الأذكار دخلت المطبخ وصنعت كوبين من الحليب ووجدت بعض الشطائر سخنتها ووضعتها في صحن ووضعت معها الجبن والمربى وحملت الصحن إلى الصالة وفتحت التلفاز على قناة المجد للقرآن وجلست تستمع لصوت الشيخ فارس عباد من سورة البقرة وأغمضت عينيها واسترخت تستمع لصوته العذب الذي يطرب الآذان ..
فتحت عينيها و انتبهت لشادن التي تنظر لها باستغراب فضحكت أمل عليها وأخفضت الصوت : هههههههههه إيش فيك أول مره تشوفي أحد مسترخي؟؟
هزت شادن رأسها بنفي وأكملت : لا بس حسبتك نايمه لكن يوم شفتك تقرين معاه عرفت إنك ما نمتي ..صمتت قليلاً ثم أكملت .. أنتي سويتي هذا الفطور .
أمل : إيوه يلا حيبرد الحليب والتوست ..
فطرتا وجلستا تتحدثان قليلاً ..
دخلت عندهما أم طارق مستغربه : السلام عليكم .
ردت الفتاتان : وعليكم السلام ..أكملت أمل .. حياك يمه تفضلي أفطري معنا ..ونهضت .. بروح أسوي لك حليب ..
أم طارق بحنان : لا يا عمري لا تتعبين نفسك أنا بفطر مع أبو طارق ..وأدارت رأسها لشادن وأكمل باستغراب .. غريبه شادن تقوم من فجر
ضحكت الفتاتان وقالت شادن بسخرية : ما غريب إلا الشيطان , والبركة فالأخت أمل ما قصرت فيني حتى طار النوم ..
التفتت أم طارق لأمل وقالت بامتنان : جزاك الله خير يا بنتي كانت تتعبني على ما تقوم ..و أكملت بجديه .. أمل عمك أبو طارق يبي يكلمك وهو عند الباب ..
أمل بخوف : ليش يمه ؟؟
أم طارق بحنان : لا تخافين هو بس حيكلمك كلمتين من ورى الباب ..
أمل بانصياع وقد تقدمت إلى الباب : طيب ..ورفعت صوتها.. سم يا عمي ..
**************************
في رف بعيد عن الأعين

رأيت كتاب مهمل

تسلقت السلالم كي أصل إليه

حتى أمسكت به

جلست لأقرأه

وكان عنوانه الأمـــــل

فتحت أولى صفحاته

فوجدت مدادها الألم

عجبت

فتحت غيرها

فكانت كسابقتها

وغيرها

وغيرها

ولم أجد ما يطابق العنوان

ألم يقال الكتاب يوضحه العنوان

ولكني أرى النقيض تماماً

فلم أيئس

تصفحت حتى وجدت ورقة مشرقة مدادها

الأمـــــــــــــــل

فرحت بها

وقرأتها وأفرحني ما بها

ولــــــــــــكن

كان آخر سطر بها

ســـــــــــــؤال

رفعت صوتي به وأنا متعجباً منه

((هل رحل الألم ؟؟))

وهل سيعود؟؟

فسمعت صوتاً يتردد

نــــــعم سيعود

نــــــعم سيعود


*******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الثامن ـــــــــــــــــــــة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة بسمة أمل, الأمل, القسم العام للقصص و الروايات, اسطوره, بين الأمل و الألم أسطوره كاملة, بسمة امل, حقي, و كره, قصه مميزة جدا, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية