كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
اخذت سالى ترشف شرابها بعصبيه وعيناها تقفزان بقلق فى انحاء الغرفه, فتوجه دايون بتثاقل الى النافذه وراح يحدق الى البحر دونما اكتراث . حسبته مارثا يحضر فى ذهنه وسيله اخرى لاذلالها . وانذهلت حين سألها فجأه:
ــ لم فعلت ذلك يا مارثا؟ لم هجرتنى؟ هل طلبت منك ان ترحلى؟هل هددتك بالطلاق؟ان كان هذا الرجل يهمك الى هذا الحد لماذا لم تخبرينى قبل ولاده الطفله؟
وضعت كوبها باحتراس على حافه المكتب ثم تسلحت بما تبقى لديها من رباطه جأش وقالت:
ــ تعرف لماذا تركتك يا دايون. ولم يكن بوسعك ان تتوقع منى البقاء معك بعد الاشياء التى قلتها لى. قد لا املك ثراء عائله ميكونوس لكننى املك بعض الكبرياء. لا احد ...
تهدج صوتها انفعالا وتابعت:
ـ لا احد على الاطلاق, وبخاصه زوجى, يستطيع ان يعاملنى كما فعلت وينفذ سالما من العقاب!
لستدار اليها هاتفا بغضب :
ــ حسنا, ماذا تسمين تصرفك ذاك؟كيف توقعت منى ان اتصرف؟ هل كان على ان اقول.. بالطبع , انا اتفهم هذه الامور! من الطبيعى ان تحتاج زوجتى الانكليزيه المتحرره الى اعجاب رجال اخرين؟ كلا!
ــ هذا الحوار عقيم!اين عقلانيتك؟ انك ترفض الاصغاء.
قست ملامحه وقاطعها حانقا:
ــ لكت الى مذا يجب ان اصغى؟ الى المزيد من الكذب والمناورات؟تجرأت على المجئ الى هنا لتتوسلى لاينا نساعد هذا الرجل . وانت تدركين بانك تسببين بذلك الالم والحرج لى ولعائلتى ومع ذلك تظنين انى عديم التعقل!
تنهدت بتعب:
ــ ان روجر سكوت صديق للعائله, مجردصديق لنا.
ترك النافذه ووقف قبالتها متأملا ببرود وقفتها الصامده:
ــ صديقالعائله هذا. اهو والد طفلتك؟
ــ كلا.
نفت ذلك اليا لكنها ادركت فورا افضليه الصمت.
ــ اذن , من هو؟رجل لندنى اعرفه؟ شخص عرفتك اختك اليه, ربما؟
انها عارضت زواجك منى, اليس كذلك؟عارضته لانه كان ينافى مخططاتها. سيطيب لها ان تؤذينى من خلالك . اليس مصيبا فى ذلك؟
ــ هذا الكلام القبيح ! كما انه ينافى الحقيقه. ساره ليست كذلك. انها تحبنى وتسهر على مصالحى... ارادت لى السعاده ولم تكن المؤوله عن عدم تكافؤنا.
قال مكفهر الوجه:
ــ بل كنا متكافئين! على الاقل. قبل ان تتدخل اختك.
ارتعدت مارثا غضبا وقالت تستفزه:
ــ بوسعك دائما ان تحد تبريرات لتقصيرك , اليس كذلك يا دايون؟اطبقت يداه على ذراعيها وفح بشراسه:
ــ احترسى فى كلامك معى يا مارثا. انت لا تزالين زوجتى. هناك حرمه للزواج فى بلادى تفوق حرمته عندكم!
ــ هل تهددنى يا دايون؟
شدت قامتها بشجاعه لكن ضغط اصابعه المها بشده.
كانت, فى وقت مضى , تزهو بطبيعته العاطفيه الحاره. اما الان فهى تعر اشياء اخرى كثيره , الوحشيه على وجهه, الغضب فى صوته. قدرته الفائقه على تحطيمها ساعه يشاء . كما تعى بألم انه الرجل الوحيد الذى يجعلها تدور فى دوامه كامله من العواطف التناقضه .
شاهد فى وجهها رهبه وتوقعا لنوع لنوع العقاب الذى قد ينزله بها, فتأوه على الرغم منه. وبالرغم من الهوه العميقه بينهما. لم تسعه الان ان يصفعها. حدق فيها بنظره مقيده. فانطلقت من شفتيها شعقه ارتياح . قال من بين اسنانه:
ــ انت تستاهلين القتل!
قلت لى انك تودين التمهل فى انجاب طفل, اننا نحتاج الوقت نمضيه بمفردنا قبل ان تضطلعى بمسؤوليه الامومه وافقتك انذاك! اسعدنى ان احتفظ بلك لنفسى..
|