كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
اجابها وهو يتململ على مقعده :
ــ لا اعتقد ان نوعيه ارائى تهمك يا مارثا .كنت صبيا عندما رحلت واليوم صرت رجلا . هذا كل ما ف الارم.
ــ فهمت ,بكلمات اخرى , لا يجب ان اتدخل فى ما لا يعنينى .اليس كذلك؟
اجابها محركا كتفيه بسلبيه :
ــ لم تهتمى بمعرفه اخبارنا من ذخمس سنوات .اذن لا يعقل ان تتوقعيى من ان اصدق الان اهتمامك.
تلقت مارثا تقريعه بوخزه ندم وقالت بجرأه :
ــ قد لا تصدق هذا ,انها كانت لى مشاكلى الخاصه ايضا .بالنسبه الى علاقتنا ... كنت اّنذاك تستعد لدخول الجامعه . لم تكن هناك وسيله لمكاتبتك من دون ...من دون ان يعرف اخوك او ابوك بأمر المراسله . وبحكم الظروف وجدت ان الفكره لن تكون صائبه .الا توافقنى؟
بدا واضحا انه يفكر فى كلامها لكن ولاءه لاخيه ولعائلته كان يتصارع مع منطقيه تفسيرها .
اخيرا, نظر اليها جانبي وقال:
ــ لم يكن الامر سهلا بالنسبه الى اى منا .علينا جميعا ان نحكم على الاحداث من وجهه نظرنا الخاصه .
فسألته بهدوء:
ــ وماذا كان حكمك ؟
هز رأسه وقال:
ــ ليس لى ان اقول شيئا ,اكنى ادرك التأثير الذى احدثه رحيللك على اخى .وذها ما لا استطيع غفرانه .
تحملت مارثا هذه الضربه بمناعه اقل.
كانت تعتقد ان اليكس .باستثناء الاخرين ,قد يكون حكم على القضيه بذهن منفتح .انما يبدو انه كان منحازا كسائر افراد العائله .الان ما عادت تتلع بأمل الى اجتماعها بوالده .
كانت الهليكوبتر فى انتظارهم فصرف اليكس السائق ثم ساعد مارثا على صعود الطائره .
تعرفت فورا على القبطان الذى كان يساعد طاقم اليخت الذى يرسيه ارسطو فى بيرايوس ,مرفأ اثينا . بدا غريبا لمارثا ان تخاطب مره اخرى بالسيده ميكونوس . ان دايون لم يتقدم ابدا بدعوى طلاق . فافترضت انه اختار الانتظار كى يتحاشى الضجه لاعلاميه التى ستنجم عن ذلك .
انها ,لاول مره ,تطير فى هليكوبتر ,لذا انتابها شعور غؤيب لدى الاقلاع جعلها تتمنى او انها استعملا المركب البحرى . مع ذلك ,وحالما بدأول يرتفعون ,نسيت مخاوفها ,وسرعان ما اتضحت لها محاسن الليكوبتر فى رحله كهذه ,فالطيران الخفيض مكنها من تمييز معالم الجزر التى مروا فوقها . وفى غمره انفعالها نسيت تكلف اليكس السابق و سألته بصوت عال طغى على هدير المحركات :
ــ اليس هذا رائعا ؟ اقصد انك تستطيع بالفعل ان ترى مدى ضحاله البحر فى بعض الاماكن . اوه, انظر ,اليس ذلك دلفينا؟ ذلك الشئ الاسود فى الماء ؟
علق اليكس بجفاف وقد عجز عن اخفاء تمتعه باستنتاجها الساذج :
ــ اغلب الظن انه مركب صيد . نحن لسنا منخفضين الى هذا الحد .من الصعب ان نرى دلفينا من هذا العلو .
ــ اه .
تكدر محياها توا .و للحظه , شاركها اليكس خيبتا , اشاح عنها بسرعه لكن ليس قبل ان تشعر بارتفاع بسيط فى معنوياتها . كانت متأكده من قدرتها على تغيير رأى اليكس فيها اذا ما اعتطه وقتا , وسرها ان تعلم بأنه لا يزال يحتفظ بروح مرحه .
بدت تحتهم مراكب صغيره ذات اشرعه ناصعه البياض وسط زرقه المياه , ذكرتها هذه المراكب بالسفينه الشراعيه الى كان دايون يبحر بها . وبنهايات الاسبوع التى كانا يجوبان فيها البحر . استدارت الى سلفها تسأله :
ــ الم تتزوج بعد يا اليكس ؟
هز رأسه واجابها بلنفى بصوت كاد ان يغرقه هدير المحرك فحزرت مارثا انه كان يلوم نفسه على شروده المؤقت .
بدأوا يهبطون واصبحوا فوق المعالم الصخريه لارض غير محروثه حيث يجرى خيط رملى ضيق . كانت هناك منطقه خلفيه مشجره ترتفع الى قمه قاحله ,ثم تنحدر بضحاله اكبر فى اتجاه خليج محمى ومرفأ صغير . اما القريه فكانت تحضن الخليج . واكواخها الباهته الالوان تقوم وسط حدائق زاهيه من الخبيزه والدفلى. استطاعت مارثا ان ترى الطاحونه الهوائيه التى كانت تروى المنحدارات فى السابق حيث عرائش العنب تنمو بوفره . بدا كل ذلك حقيقيا ومألوفا بالرغم من غيابها الطويل . تسا ءلت للمره الثانيه كيف يمكنها ان تبرر حرمان جوزى من كل هذا .
كانت فيللا ميكونوس ذات تصميم يوانى نوذجى . طبقات فخمه وسط حدائق ونوافير . واحواض زنبق كثيف التفتح .
من مدرج الهبوط القريب من المرفأ انتقل اليكس ومارثا بسياره صعدت بهما الدرب المتعرج الى الفيللا. السائق كان واحدا من العاملين فى البيت وقد تعرف بسرعه على كنه مخدومه . تذكرت مارثا ان اسمه سبيرو او سيبروس , لم تتاكد بالضبط , فكم كان هناك من الاسماء ومن المستخدمين . كانت عائله بكل معنى بكلمه . عائله محبوكه الاواصر ,منصهره مع بعضهما البعض بتأثير ارسطو ميكونوس حيث الجميع يدخلون دائره سلطته الخانقه . وفكرت مارثا , ربما لو انها ودايون عاشا فى بيت مستقل لا ختلفت الامور . ثم سرعان ما سحقت الفكره . فارسطو لم يكن المسؤول عن تملك دايون وغيرته , رغبته فى اسر زوجته ضمن شبكه عائلته . وتحطيم علاقاتها الخاصه مع اهلها ....
|