كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فجأه ,قررت التوجه فورا الى البلده حيث يمكنها التجول فى السوق لبعض الوقت .انها بحاجه الى زيت لاكتساب السمره .
عادت الى غرفتها لتتأكد من ان تنورتهاالبسيطه وقميصها القطنى صالحان للخروج. استعرضت شكلها فى المراّ ه وتساءلت عما اذا كان حماها السابق سيلحظ الظلال تحت عينيها ,تمنت لاول مره لو انها ليست نحيله الى هذا الحد ,لكن الاعتناء بطفله فى الخامسه وبفتاه مقعده والاضطلاع بعمل كامل الدوام لهو عبء يعجز عن كسو عظامها باللحم .منذ انصالها عن دايون لم تجد الوقت الكافى كى تفكر فى مظهرها .شعرها الحررى الكث ,العسلى اللون وحده بقى على حاله مانحا اياها حق الزهو به .ان عقصه فى جديله واحده يوفر عليها المال المطلوب لزياره المزين وقد اعتادت على غسله بنفسها وتركه يجف طبيعيا .اما شعر جوزى الذى استحال على دايون ان يتقبل لونه ,فأصبح الان داكنا مثل شعره .مع ان مارثا تعترف بأن ابنتها تشبهها من نواح كثيره .
فيما كان التاكسى يمضى بها على الطريق الساحليه .سرها ان شعرها كان معقوصا لان الهواء من شأنه ان يبعثر ايه تسريحه .الا ان الخصلات القليله التى تناثرت على جبينها الشاحب اضفت مسحه ملطفه على صرامه تقاسيمها القلقه.
سألها السائق عبر كتفه:
ــ الى ماندىاكى ؟
استجمعت شتات ذهنها واجابت توافقه ببسمه خفيفه :
ــنعم ,شكرا
ارتفع حاجباه فى اعجاب صامت , وابتسامتها هذه محت الظلال من عينيها الرماديتين الواسعتين واضفت اغراء لا واعيا على تقاسيمها .
كانت رودس مليئه بالسياح فى بدايه الفصل الاكثر نشاطا من سائر فصول السنه .طرقاتها الضيقه تعج بالناس ,مقاهى الارصفه تغص بالزبائن , وفى هده امرفأ تتحلق المجموعات المعتاده من اليونايين الكهول حول طاولات الساحه ,يحتسون القهوه الحلوه المكثفه ويناقشون اخبار اليوم السياسيه .
دفعت مارثا اجره السائق وغادرت السياؤه .عبرت الطريق الى حيث تتجمع المراكب الشراعيه فى انتظار نقل السياح الى جزيره كالكى الصغيره او الى جزيره ليندوس الواقعه على الشاطئ رودوس الشرقى . تذكرت زيارتها لجزيره ليندروس وكيف سقطت هى وساره من شده الضحك بعدما ارتقيا التل على ظهر حمارين .
كان المرفأ ,خلف المراسى ,يطل على الغزال الحديدى ,شعار رودس ,عصر سحيق من دون ان يكون هناك شئ يذكره بالقرن العشرين .الشئ الوحيد الذى حطم هذا الوهم كان مركب يمخر البحر عند الافق ,وهنا سارت مارثا الى جدار البحر كى تحتمى من لفح الهواء .
لما اقتربت الساعه من العاشره ,عادت مارثا ادراجها وهى تحاول ان تتجاهل الرهبه فى داخلها .امضت نصف الساعه الاخيره تفكر فى جوزى وتتسأءل عما تفعله الان فى مدرسه الحضانه ,وكيف تواجه ساره جوزى وتتساءل عما تفعله الان فى مدرسه الحضان ,وكيف تواجه ساره المسؤوليات فى غياب .اما الان فاضطرت الى التفكير فى الاسباب وجودها المسؤوليات فى غيابها .اما الان فاضطرت الى التفكير فى اسباب وجودها المسؤوليات فى غيابها .اما الان فاضطرت الى التفكير فى اسباب وجودها هنا وبدت هذه الاسباب واهيه .سيكون صعبا عليها ان تفسر امتنانها لروجر من دون ان يصور والد دايون علاقتهما على غير حقيقتها .كيف تتوقع منه التفهم ,بانه لولا صداقه روجر لما استطاعت واختها ان تدفعا ايجار الشقه التى تسكنانها ؟ وبان ساره تعتمد على روجر ؟كلا, لا يمكنها ان تطلعه على حادت ساره لشده ما سيحدث لها ذلك من الم .اضافه الى عزوفها الشديد عن استدرار العطف.
لقد كتبت الى ارسطو عمدا ,لان الجزيره جزء من املاكه ,ولهذا السبب لم يسمح لروجر ولكل علماء الاثار الاخرين بالتنقيب فيها .هذا لا يعنى ان ارسطو يقضى معظم وقته فى جزيره ميكوس ,فمؤسساته التى تتعاطى صناعه السفن ,تقضى منه ومن ابنائه الثلاثه الكبار القيام بأسفار متواصله فى انحاء العالم ,عندما لا يزور مكاتب ميكونوس فى نيويروك او لندن او طوكيو ,يعيش فى فيللته فى اثينا التى لاتبعد كثيرا عن مكاتب الشركه هناك .
ان ثراء ا! ل ميكونوس العريق والمعقد ,كان دائما يثير استغراب مارثا . انها تحب المال بالطبع وتحب ان تصرفه لكن الدور الكبير الذى تلعبه الثروه فى حياتهم ,يحيرها باستمرار ,لم تكن احتياجاتها كثيره او مسرفه ...
طعام ,ثياب وسياره ...حتى ذلك كان ترفا بالنسبه اليها ,ولطالما تندر دايون بقناعتها الماديه هذه واطربه احساسها بالحرج عندما قدم لها قلاده ثمينه من دار تيفانى فى نيويورك .كان يجد صعوبه فى تفهم افتقارها الواضح الى الطموح وكبريائها التى حالت ادى بهما الى الانفصال .
اعترفت مارثا الان بانها فعلت حسنا لكونها لو تتكيف بسرعه مع جوهم الرفيع المستوى وحياتهم المتخمه بالترف .ان وضعا كذاك .كان من شأنه ان يكون اشد صعوبه بالنسبه الى فتاه اقل منها عنادا تتزوج من اجل المال لا من اجل الحب ,كما فعلت هى .دايون لم يصدق هذه الحقيقه ابدا ,وهى ادركت هذا منذ زمن بعيدا . لابد انه ارتاب طيله الوقت فى مشاعرها تجاهه وفى لهفتها الى الزواج منه .كان فى عمق اعماقه ,يحتضن غيره وظنونا فاستنتجت فى النهايه انه كان يخلط الحب مع رغبته الانانيه فى الامتلاك .انفجرت مشاعره ليله ولدت جوزى , جوزى الحلوه البريئه , ورأسها مجلل بذلك الشعر الاسمر النحاسى الذى حول كل ظنون دايون الى ارتياب . اجابها ارسطو ميكونوس برساله مختصره .قال انه يرفض مناقشه الموضوع عبر البريد .اذا كانت ترغب فى التحدث اليه فعليها ان تأتى الى الجزر .هكذا ,جعلها تأتى مكرهه .
|