كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثامن
[SIZE="6"][/SIZE
كانت إديث تدرس ترتيبات الحفل وتشرف على إعداد مائدة الطعام مثل القائد الذى ينظم صفوف جيشه فبل المعركة وأقترحت بعض الأقتراحات على جودى خاصة بتوزيع أماكن المدعوين فحركت جودى رأسها علامة القبول وقالت :
-أفعلى ما تريدين يا أمى فأنت تعرفين هولاء الناس أكثر منى وخبيرة فى إعداد المائدة لهذا السبب طلبت منك أن تتولى هذه الأمور
كانت الأم والأبنة جالستين معا تناقشان تفاصيل الحفل وكان تيد موجودا بجانب المدفأة وكانت السمار تمطر بالخارج كان دوجلاس نائما بينما تيد يقرـبعض الأوراق ويجرى بعض المكالمات الهاتفية
كأن صعبا على جودى التركيز فيما كانت تفعله فلقد كانت منتبهة إلى تيد
ضمت إديث حاجبيها وقالت :
-أنا سعيدة لأنى أسدى لك هذه الخدمة يا عزيزتى وأتمنى لو أكون مفيدة لك أكثر هل تريدين أن ألغى مواعيدى الخاصة لأكون معك فى هذه الليلة لأسعادك ؟
-لا يا أمى ,لا تقلقى بشأنى سأتولى الأمر بمفردى
كانت جودى تتمنى من أعماق قلبها بهذه الكلمات ألا تقع فى خطأ كانت لديها بعض الشكوك تجاه تيد لم ترى جودى أغلب المدعوين من سنين أما الباقون فكانت لا تعرفهم على الرغم من الجهد الذى بذلته لم تكن متأكدة من الطريقة التى سيتعامل بها الناس معها .
على أية حال كانت هذه الترتيبات تسعدها كثيرا.كانت سعيدة بمشاركتها فى الحياة أكثر من وجودها كمتفرجة وعندما ينتهى كل شئ لن يكون أمامها إلا أن تدعو أن يمر كل شئ بسلام .قالت لها إديث :
-أنا واثقة أنك ستبدين جميلة أنها ليلة مهمة للغاية وأنا حزينة لأنى لن أشارك فيها
-أعرف ذلك يا أمى,لكن أعذرينى لأنى أبلغتك بها فى وقت متأخر ولكننا لم نحدد الموعد أن وتيد إلا منذ خمس أيام ومن جانبى أتمنى أن تستمتعى بوقتك أنت أيضا
-أستمتع؟هذا شئ يثيرالدهشه نذهة فى الغابة مع مجموعة من الأصدقاء ليست ممتعة
لك يكن فى إستطاعة تيد أن يسمع الحوارالذى يدوربين إديث وجودى لأن صوت المطر حال دون ذلك إلا أنه لم يكن يستطيع التركيز فى عمله الذى أحضره معه من المكتب كانت الأفكار كلها متجهه نحو جودى فهو لم يرأها سعيدة هكذا منذو فترة طويلة وكانت صحتها فى تحسن دائم وأستعادت شهيتها للطعام وأصبحت لا تنام إلا ثمانى ساعات أو تسع ساعات فى أثناء الليل وساعة أوساعتين بعد الظهر أستنتج كل هذا التقدم وهو يراقبها
قالت جودى ببراءة :
منتديات ليلاس
-سيكون ذلك لطيفا للغاية يعتمد الأستمتاع على الأصدقاء,أما عن روبير جاج فهل سيشترك فى الرحلة؟
حاولت إديث أن تتحدث بلا مبالاة وقالت :
-أعتقد أنه سيشارك,لقد تذكرت الأن من الجائز أن يكون هو الذى نظم هذه الرحلة ولكن فى النهاية فإن وجوده لا يعنى شيئا بالنسبة لى
لماذا؟ ألم تقضى معه وقتاً طيباً الليلة الماضية؟
-نعم كان لقاؤنا فى النادى وفى الحقيقة لقد تخلصت منه لأنى لم أكن أرغب فى الخروج
-ولكن على الرغم من ذلك أستمتعت قليلاً
أحست إديث بالتوتر وقالت :
-لأكون صريحة أخبرك أنى لا أستطيع أن أقول لك إنى شعرت بالملل ولكن -أمى ماذا يضايقك ؟لم أرك من قبل هكذا غير مستقرة على رأى بخصوص شخص أو شئ ما.
-أن هذا الرجل لا يسمع إلا ما يريده فى كل مرة عندما يقترح على أقتراحا مثل الخروج فى نزهة أو مشاهدة فيلم لا أستطيع أن أرفض,قبل ذلك كنت أقول له أن ذلك الشئ لا يسعدنى حينئذ يبتسم وينتظر فى النهاية حتى أوافق على مطلبه
-يبدو أنه شخص مثير,لا أرى مشكلة فى ذلك
كانت جودى فى المقابل تواجه مشكلة حقيقية لأن تيد لم يكن فقد مثيراً بل كان أيضاً جذاباً كانت تشعر بنظراته إليها وكانت تفكر فى غضب أن عليها أن تظهر بأعصاب لم تكن تدرى لماذا كانت تشعر بهذا القلق؟فكل شئ يسير كما تتمنى وتولت هى ووالدتها عمل الترتيبات اللأزمة للحفل فى الواقع مثل إديث أستحوذ روبير جاج على تفكيرها كان الحال كذلك بالنسبة لجودى, لا تهم الأسباب يبقى الأساس وهو أن الترتيبات لم تعطى مكانا لأى توتر
لقد أمضت جودى مع تيد أوقاتا سعيدة خلال الأيام الأخيرة وكان لطيفا معها لم يسخر منها مطلقا ثم أستمرت مطلقا,أستمرت إديث فى الحديث وقالت :
-إن روبير شخص مختلف عن كل الذين قابلتهم فوالدك مثلا كان رجلا رائعا ولكننا كنا شابين وكان دائما هو منشغلاً بعمله ولكن أنشغاله لم يمنعنى من أن أحبه ولو لم يكن قد توفى لأحتفلنا بعيد زواجنا الثلاثين ولكنه للأسف تركنا ووجدت نفسى وحيدة معك.وبعد مرور عدة سنوات ظهر ماركوس
أبتسمت فى هدوء وقالت :
-كان رجلا جذبا ولكنه كان منشغلا أيضا بعمله وشركته كان مليئا بالنشاط والحيوية وكنت أشعر أحيانا أنى منجرفة فى تيار,كان يرهقنى كثيراًولكنى كنت أحبه ..
ثم قطعت حديثها لحظات وهى تفكر وأكملت :
-والأن يوجد روبير الذى يعيش ببساطة ويجعلنى دائما أضحك كما لو أنه ليس لديه أى هدف فى الحياة سوى ملازمتى فى أى مكان واحيانا أتساءل هل قررالدخول إلى النادى بعد أن قابلنى إلى درجة أنه نقل بعض مشروعاته إلى هنا ؟
ثم رفعت يديها علامة على الدهشة وعدم الفهم ولكن فى نفس الوقت لم تستطيع أن تمنع نفسها من الشعور بالثقة والزهو
أبتسمت جودى وقالت :
-أنه الرجل الذى تحلم به كل امرأة
-لكنه...ياعزيزتى....فيم أتحدث ؟-كفى عن القلق ومحاولة تحليل القصة من كل جوانبها ,أستمتعى بالحياة ببساطة يا أمى ولو لمرة واحدة
ثم واصلت حديثها
-يوجد وقت معين لا يحتاج فيه إلى أن يركز كل طاقته وكل جهده فى عمله لأنه وصل القمة ومن الواضح أنه انجذب إليك وأرى أن ذلك شئ عظيم وأرى أنه رجل ذو طبيعة خاصة
ضمت إديث حاجبيها وتنهدت وقالت
-أنا لا أفهم الرجال
ضحكت جودى بصوت عالى ووجدت تيد يلتفت إليها فخفضت من صوتها
وقالت :
-أذهبى إلى النادى يا أمى وأهتمى برفقته
فكرت جودى فى أنه يلزمها حياة كاملة لتفهم تيد ولكن تتمنى ذلك؟فهى فى الطريق للوصول إلى هدفها وهى أن تصبح صديقة له أليس ذلك كافياً؟
ثم واصلت جودى حديثها والآلم تعتصرصوتها :
-على أية حال أرى أنك نجحت فى حياتك فلقد تزوجتى برجلين مثالين فى حين أن هناك عددا من السيدات اللاتى لم يصادفن حبا واحدا حقيقيا
رن جرس الهاتف و رد تيد.أبتسمت إديث لأبنتها وقالت :
-هذا صحيح وأنت واحدة من هولاء النساء يا عزيزتى أليس كذلك ؟
-نحن نتحدث عنك يا أمى وليس عنى
-أعلم ذلك ولكنى أريد أن تكونى سعيدة يا جودى فهذه هى رغبتى وأمنيتى الغالية
ثم أمسك يد أبنتها وقالت :
-أعلم أنى كنت أعاملك بجفاء أحيانا ولكن التمسى لى العذر إذا كنت سبتت لك ألما فعندما توفى والدك أصابنى رعب وفزع وكنت مستسلمة لشعور دائم وهو أنى أرتكب أخطاء كثيرة فى أثناء تربيتى لك ولكننى أحبك يا جودى ولكن للأسف كنت دائما لا أحتمل مسؤولتى كأم
واعتذرت إديث لأبنتها لأنها لأنها لم تكن تعاملها كفتاة ناضجة وأنما كانت تعاملها بجفاف كانت جودى سعيدة بتلك المحادثة ورات عينى أمها مبللتين بالدموع فأمسكت بيديها وأبتسمت وقالت :
-ما قلتيه يملأ قلبى بالسعادة
لاحظ تيد الأبتسامة التى أنارت وجه جودى وكان على أستعداد أن ينسى كل شئ حتى يرسم مثل هذه الأبتسامة على وجهها ثم قالت إديث
-أتعرفين يا عزيزتى أنى كنت أتمنى أنا وماركوس أن يميل أحدكم إلى الأخر ؟
القت جودى نظرة إلى تيد فوجدته ينظر إليها وقالت :
-حقاً؟
-لقد كنا نتحدث عن ذلك الأمر دون توقف.كان واضحا أنك تميلين تجاهه وكنا نتمنى أن يتحول هذا الشعور إلى حب وأن يبادلك تيد هذا الحب أيضا
قامت جودى بجمع القوائم الخاصة بالحفل لأنها كانت تفضل تغيير مسار الحديث فقالت :
-والأن راجعى معى قائمة الطعام أود أن أطمئن أن كل شئ يسيربنظام
فى الحقيقة لم تكن لم تكن جودى تشعر بالقلق بخصوص قوائم الطعام ولكنها كانت تخشى أن تنفجر فجأة فى البكاء فكلام والدتها سبب لها أضطراب وتوتر .ففى فترة معينة أحبت جودى تيد حبا عظيما وكان عليها أن تمضى الليل وحيدة تفكر ولكنه لم يحبها مطلقا وفى هذه الحالة فإن الأمل والندم لن يعنيا شيئا وكان عليها أن تسعد بهذه الصداقة التى تكونت بينهما ولكن هل هى كانت مستعدة لأن تسعد بهذه الصداقة حقا؟
|