كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أنتفض تيد قائلاً :
-هل يمكنك إعادة ما قلتيه
أضافة جودى :
-لقد سمعتنى جيداً جئت إلى هنا لأنهى زواجنا الذى تم دون أن
يعلم به أحد سوانا
-ولكن أعتقد أننا أفترقنا فعلاً أنا أتذكر جيداً اليوم الذى سافرت
فيه إلى المكسيك لتحصلى على الطلاق بعد أن أنهيت دراستك
مباشرة
أحست جودى بتعب فهذا الأعتراف أجهدها كثيراً فجلست على
المقعد وقالت :
-منذ عدة شهور وصلتنى رسالة من هذا المحامى فى المكسيك
لا أتذكر تماما تفاصيل هذه الرسالة ولكنى فهمت أن أسباب طلاقنا
لم ترد فى القوانين
-ماذا بعد ؟
-إذن ليس له قيمة يجب أن نعيد رفع الدعوى
فكر تيد وهو ينظرإلى جودى فى أنها تقول الحقيقة فحاول جاهداً
أن يهدئ من روعه حتى يتمكن من التفكير ثم تذكر ذلك اليوم من
عشرسنوات عندما أستيقظ فى الصباح وكان وحيداً فكيف أستطاعت
جودى أن تتركه بمفرده وتسافر دون أن تخبره بذلك؟وبقى فترة
فى فراشه يفكر بترو فى بادئ الأمر كان يبدو منهاراً تماماً فحبه
لجودى لم يتوقف بمرور السنوات ولكنه كان يبدو منهاراً تماماً
ولكنه كان دائماً يرفض التعبير
عن هذا الحب على الرغم من أنها كانت جميلة وهادية .
أحس تيد أنه مذنب فى حبه لها لأن جودى كانت صغيرة وبرئية
وفى المقابل كانت أبنة زوجة وأبيه و على الرغم من أنه كان يلوم
نفسه إلا أنه لم يندم على حبه لها هذا الحب الذى خلق داخله الحاجة
والقرار الحاسم للأحتفاظ بجودى للأبد
كان يعلم جيداً أنه عليه مواجهة عائلته ولكن هذا الأمر لم يقلقه كثيراً
ولكن كان الأمر يثيره حقاً هو فى مواجهة جودى ولم يكن لديه فكرة
عن حقيقة شعورها نحوه فمن الجائز أنها تكرهه ولكنه حاول أن ينزع
عن نفسه هذه الشكوك فذهب إلى جودى فى غرفتها فوجدها تجلس
بجوار النافذة فطلب منها أن يتزوجها فبدت خائفة وحذرة ثم وافقت
فى النهاية وتزوجا وعند هذه اللحظة فقدها تيد .
أنتزع تيد نفسه فجأة من ذكرياته وعاد إلى الواقع كانت جودى تقف
أمامه وتنظر إليه فسألها :
-وماذا حدث بعد ذلك؟هل كان موثق العقود غائباً عن الوعى فى هذا
اليوم؟
-أظن أنه شئ من هذا القبيل ,لا أعرف كان على أن أتابع ذلك بأهتمام
أكثر من الممكن أن يكون ذلك سيئاً لو كان أحد من قد تزوج لأصبحت
أنا زوجة لرجلين وأنت زوجاً لسيدتين
-أنت على حق فلدينا حظ كبير
أثارت سخرية تيد أعصابها فضمت قبضتها وقالت:
-فيما يخصنى فليس لدى مشروعات للزواج حالياً ولكن قد يختلف
الأمر بالنسبة لك أنت
أنتظرت جودى إجابة ولكنها لم تتلقها فأضافت قائلة :
--لو كان الأمر كذلك فأنا لا أملك شيئا يجب أن تصبر قليلاً
أجابها بهدوء :
-ليس الأمر كذلك
أحست جودى براحة كبيرة لأنه لن تتواجد تعقيدات أخرى سألت
نفسها فقط لهذا السبب؟!
-لن يكون هناك ما يشغلك لقد حددت موعداً مع المحامى الخاص
سأقابله وأطلب منه أن يعيد رفع الدعوى
تنهد تيد بعمق :
-هذا شئ عظيم كان لهذا العائق فائدة كبيرة بالنسبة لك أليس
كذلك؟على الرغم من المشكلات التى أعانيها فى المؤسسة فأنا أمتلك
اليوم أكثر مما كنت أمتلكه عند طلاقنا
كانت جودى تتوقع أن تفكيره سيتجه إلى هذه الناحية ولم تندهش
من ذلك لكنها كانت تتضايق من هذه الشكوك
-هدئ من روعك يا تيد فأنا لا أريد شيئا منك.
-وهل على أن أصدقك؟
سوف يؤثر ذلك على قليلاً
نظر إليها بحدة وقال :
-وعندما أحتضنتك ,هل........؟
ولكنه توقف قبل أن يكمل حديثه ثم قال :
-هل تعتقدين أنك عندما تتصرفين بهذا الشكل سأكون متسامحاً
معك؟يجب أن تعرفى أن هذه اللحظة كانت لحظة سيئة بالنسبة لى
هل تدركين كم كلفتنى هذه المجاملات من مجهود؟
كانت جودى تنوى عدم إظهار أى أى تعبير على وجهها وقالت :
-هل أنتهيت من كلامك؟
-لابل لم أبدأ بعد وأنبهك أنه يجب عليك أن تعطينى أكثر وتساعدينى
ولماذا لا نبدأ الآن؟
كان على جودى أن تتحكم فى أعصابها حتى لاتترك الغرفة وتهرب
من غضب هذا الشخص الكريه ثم قالت :
-أسدى لى معرفاً وأستمع إلى جيداً
-ليس لدى أى رغبة لأن أسدى لك معروفاً بل لدى رغبة فى أن أطلب
منك أن تسدى لى أنت معروفاً. وفى ما يتعلق بذلك...
قاطعته جودى :
-أرجوك يا تيد أستمع إلى جيداً
لا تذكر جودى أنها تكلمت مع تيد بهذه الطريقة من قبل ولكن كان
عليها أن تفعل ذلك لكى ينتبه إليها ويستمع إليها جيداً فقالت له :
-أولاً أنت تعرف جيدا أنى لاأحتاج إلى نقود فلدى ما أحتاجه لأن أبى
ترك لى الكثير,وكذلك والدك
-هذا صحيح ولكن بزيادة النقود يمكنك شراء طائرة خاصة فكرى فى
الأمر جيدا يا جودى فلن تهتمى بعد ذلك بمواعيد الطائرات
تنهدت جودى وقطبت ما بين حاجبيها قائلة :
-بما أننا ليس فى عجل من أمرنا فأنا أفضل البقاء هنا حتى أتأكد أن
كل شئ يسير كما أتمنى
أمسك تيد بالقلم وهو ينظر إليها ثم قال :
-تبقين هنا ؟
-فى ولاية نيويورك
-هل تقصدين أنك لن تقيمى هنا فى هذا المنزل؟
-أتمنى أن أبقى هنا لمدة أسبوعين ولكن إذا كنت....
قاطعها تيد قائلاً :
يمكنك البقاء هنا المدة التى ترغبينها
-أشكرك
-جودى أرجو منك ألا تتعاملى معى بشكل رسمى
خفضت عينيها كانت سلاميات يديها بيضاء مادامت فى حالة
غضب أو إثارة
-لدى رغبة فى أن أقيم فترة معينة مع أمى وبعد ذلك سوف
أعود إلى مسكنى فى المدينة
نظر تيد إلى القلم الذى كان يمسكه بين أصابعه وهو يبتسم
ثم قال :
-أتعرفين يا جودى أننى أرى هذه المغامرة شائكة,فهذا وضع
مثير للغاية
لم تتوقع منه مثل هذا الرد فقالت :
-مثير؟ماذا تقصد؟
-مازلت زوجتى إذا لم أكن تجاوزت.الحد كما لم يحدث من قبل.
كانت جودى تتمنى لو تستطيع أن تقرأ ما يدور فى عقل تيد فقالت :
-لست واثقة من أنى أفهمك جيداً
كذلك هو لا يفهم,إلا بعد غضب شديد تنبه إلى فكرة أن جودى
زوجته وأن علاقتهما مشروعة فقال :
-ألا ترين معى أنه شئ محير أن نكون زوجين منذ ست سنوات دون
أن نعلم بذلك؟لو كنا على دراية بذلك فمن الجائزأن تصرفاتنا ستختلف
كانت جودى تختار كلماتها بعناية فقالت :
-كنت تتوقع أن نتصرف بأى شكل ؟
-لا أعرف من الجائز أنه كان يمكنك أن تحضرى إلى هنا لتحتفلى
معنا بالعيد مرة أو مرتين
ثم تردد قليلاً قبل أن يكمل حديثه :
-ومن يدرى؟كان من الممكن أن تمنحى فرصة أخرى لزواجنا
حتى يستمر
كانت على وشك السقوط من فوق مقعدها فقالت :
-وأنت؟
حرك رأسه :
-هذا صحيح إن هذا الأمر يتعلق بى أيضاً
كان تيد مليئاً بكثير من مشاعر الأسى والغضب والكبرياء فقد
كان يعرف أن ليس له أعذار
تنهدت جودى ثم قالت :
-ماذا عسى يفيد الحديث فى ذلك يا تيد فهذه السنوات قد مضت
وحياتنا الأن أصبحت مختلفة بالأضافة إلى ذلك أننا لم نكن متزوجين
بالمعنى الصحيح للكلمة فلم نعش معاً كزوج وزوجة
-نعم أنت على حق
وضعت جودى يدها فوق جبهتها وقد أحست أن الآلام سوف تداهمها
على الرغم من أنها كانت تخشى المعاناة مثل المرة السابقة شعرت
أنه يجب عليها أن تبقى بضعة لحظات فلقد كانت المحادثة مهمة
لا يجب أن تقطعها فقالت :
-كل ما أستطيع أن أقوله أننى لا أملك شيئا أفعله أمام هذه التعقيدات
بالنسبة للطلاق لقد حاولت أن أنتهى من هذه المشكلة فى أسرع وقت
فقال تيد فى هدوء
-نعم أعلم ذلك جيداً
أحست جودى فى صوت تيد بشئ غريب جعلها ترتاب وقالت:
-لقد مرت ست سنوات يا تيد وأنت لم تنبهنى لشئ ولم تعطينى
أى أشارة
كل المعانة التىشعرت بها فى هذه الفترة تجلت أمام عينيها كما
لو كانت تعيش هذه القصة من جديد
وافقها تيد فيما قالته وقال لها بصوت أجش :
-أنت على حق ولكنى أستطيع أن أقول نفس الشئ بالنسبة لك
رفعت بصرها إليه ولاحظت أن عينيه عميقتان ودون أن تعرف
السبب أحست أن دقات قلبها تتزايد فقالت :
- ماذا...ماذا تقول ؟
حرك رأسه بسرعة
-لا شئ لا شئ مطلقاً
ثم وضع قلمه فوق المكتب وقال:
-جودى إنك لست مسؤولة عن تعقيدات هذا الطلاق إذن كفى عن
الأعتذار أما الأن فقد علمنا ما حدث وسنقوم بعمل اللازم حتى ننتهى
من هذا الأمر
(ننتهى من هذا الأمر) هذه العبارة لها صدى عجيب فهى تعبر عن
نتيجة غير طبيعية لشئ خاص جداً
ولكن فى الحقيقة هذه العلاقة الخاصة لم تستمر سوى ساعات وكان
ذلك من عشر سنوات
ثم أستطرد تيد
-لدى فقط سؤال أود أن أطرحه عليك
أرتجفت جودى خوفاً من أن تسمع المزيد على الرغم من أن تيد
بدأعاقلاً للغاية إلى تلك الحظة
-أى سؤال؟
-لقد قلت إنك تلقيت رسالة من المحامى الخاص بك منذو عدة شهور
فلماذا أستغرقت كل هذا الوقت لكى تخبرينى؟
فى هذه الفترة كانت هى مريضة ولكن لم يكن فى أستطاعتها أن
تخبره -لم يكن لدى رغبة فى أن أقطع رحلتى
سألها مفكراً:
-ما الذى يجذبك فى تلك الرحلات؟أنا أيضاً أهوى السفر من وقت
إلى أخر ولكن لدى شعور بأننى لو كنت أفعل ذلك بإستمرار
لشعرت بالملل
حركت كتفيها
-إن ذلك يشعرنى بالسعادة أن أذهب إلى مناطق بعيدة وأقابل أناساً
جدداً وأن أكتشف أشياء غير متوقعة
بطريقة أو بأخرى كانت جودى تقول الحقيقة ولكنها أدركت أن اللقاءات
والأماكن الجديدة لم تكن الأسباب الرئيسية لحبها للرحلات والذى كانت
تبحث عنه دائماً هو الهروب
المحادثة التى تمت بين تيد وجودى أثارتها وحجبت عنها النوم وكانت
تشعر بآلام فى رأسها ولكنها لم تكن قوية مثل المرة السابقة وفضلت
جودى ألا تتناول الدواء
فأسترخت حتى تهدأ ثم تذكرت تلك الليلة منذ عش سنوات عندما
دخلت غرفة تيد حتى تهدئ من روعه بعد المشاجرة التى وقعت
بينه وبين والده ثم أتجهت إلى حجرتها فتبعها تيد ليطلب منه أن
تتزوجه فوافقت لأنها كانت تحبه وبقيت على أمل برئ فى أنه
سيبادلها هذا الحب فى يوم من الأيام ولقد أصر تيد أن يكون هذا
الزواج سريا لأنه لم يرغب فى أن تعرف العائلة بما سوف يفعلانه
وقبل أن تفكر فى القرار وجدت جودى نفسها بجانب تيد يتبادلان
العهود الخاصة بالزواج وبعد هذه المراسم مباشرة توجه إليها تيد
بأسلوب جاف ليقول لها أنه سيصطحبها إلى المنزل حتى تجهز
أسلوبه الجاف أعطى جودى شعوراً بالبرود لقد طلب منها أن
تترك نطاق العائلة.كانت تجهز نفسها لمواجهة المستقبل مع من
تحب لا مع شخص لم يشعرها بحبه فهو لم يقبلها عندما أعلن
أنهما أصبحا زوج وزجة
كانت تتمنى أن يبقيا معا فى المنزل حتى يتمكن كل واحد منهما
من معرفة الأخر قبل أن يسافر وعندما أقترحت عليه ذلك رفض
بشدة ورحل
ولمدة أسبوعين ظلت تنتظره ساعات طويلة ىوقلبه محطم أن يأتى
لرؤيتها أو يتصل بها هاتفياً ثم عادت للمدرسة.ظلت جودى فترة
باقية على أمل أنه سيأتى إليها ويقدم لها أعتذاره ويعلن لها عن
حبه لكن دون جدوى.وبمضى الوقت شفى الجرح وهدأ الآلم
ولكن قلبها قسا وعندما أنهت دراستها بعد أربع سنوات سافرت
إلى المكسيك لتحصل على الطلاق ولكن إديث وماركوس لم يعلما
بهذا الزواج
بعد أن أنغمست جودى فى الماضى عادت إلى الواقع وظهر الآلم
من جديد فنهضت وتناولت الدواء وعادت للنوم وبهدوء أستسلمت
لنوم عميق
أنتهى الفصل الرابع
منتديات ليلاس
(أحلى صحبة&أطيب ناس)
|