كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
بعد أن ذهبت إديث أستلقت جودى على الوسائد لكى تستمتع بوقتها
كان الجو رطباً ولكنه كان مشمساً وكان الهواء خفيف يحرك أوراق
الأشجار كانت جودى ترتدى ملابس واسعة لكى تخفى عدد الكيلو
جرامات التى فقدتها.كان اليوم السابق عصيباً للغاية جسدياًونفسياً
ولكنها الأن تشعر بتحسن كبير وأنها أكثر قوة وقد أشعرها الحوار
الذى دار بينها وبين أمها بتحسن كبير على الأقل أحست بأن كل شئ
يسيركما تتمنى هى
-صباح الخير ياجودى
أنتفضت جودى عندما سمعت صوت تيد ورفعت عينيها وهى
تظللهما من أشعة الشمس لكى تراه وقالت له :
-لقد عدت مبكراً يا تيد
جلس فى مواجهتها وقال:
-سوف أعود إلى المكتب مرة أخرى,ولكنى جئت لأطمن عليك
فقالت له جودى مندهشة:
-أنا؟!
حرك تيد رأسه بالأيجاب فلقد شغلت جودى تفكيره طوال اليوم
فكان يريد أن يفهم سر حالتها الغريبة وبعد تفكير طويل لم يتوصل
إلى تحليل لذلك,وأدرك أنه كان يرى جودى نادرا لذلك لم يكن يعرف
مم تعانى؟فسألها بأهتمام :
-كيف حالك اليوم؟
-أشعر بتحسن كبير
شعر تيد بالفعل أنها أصبحت أحسن حالاً فلقد تغير لون بشرتها
وعادت عيناها إلى طبيعتهما ولكن نظراته الحادة لها جعلتها تشعر
بتوتر فكان يرتدى حلة زرقاء اللون وقميصاً أزرق ورابطة عنق
من الحرير وكانت تنبعث منه رائحة عطرجميلة فهو دائماً يهتم
بمظهره فأخذت جودى تبحث عن كلمات تقولها :
-أنا.....
-ماذا حدث لك أمس ؟
أجابته بسرعة :
-كنت متعبة للغاية
حرك تيد رأسه علامة النفى وقال :
-لا هناك شئ أخر لقد كنت تتكلمين بطريقة غريبة وكانت عيناك
ذابلتين كما لو كنت تعانين أختلال التوازن
تنهدت جودى فى هدوء وفكرت فى أنه من الممكن أن تصرح له
بجزء من الحقيقة دون أن تندم على ذلك قالت له :
-لقد أصابنى صداع شديد
-ولماذا لم تقولى لى هذا؟
-لم أرغب فى أحداث قلق
-لكن كان من الممكن أن أعطيك دواء لتخفيف آلامك
-كان لدى الدواء فى غرفتى وقد تناولته عندما صعدت إليها ثم
إستسلمت للنوم
-وهل تصابين دائماً بهذا الصداع النصفى ؟
-لا ليس دائماً
فأمسك بيدها وقال لها :
-جودى إذا كنت تعانين من مشكلة,فهل ستحدثينى عنها؟
أجابته بصراحة :
-من المحتمل ألا أحدثك عنها
ثم أضافت
-أوكد لك تيد أننى لا أعانى أى مشكلة
-ولكنك قلت لى إنك لو كنت تعانين مشكلة فلن تحدثينى عنها
تنهدت بعمق
-بالأمس كنت متضايقاً منى أما اليوم فتهتم بى لقد قلت لك إننى
كنت مصابة بآلام شديدة فى رأسى أما الأن فأشعر بتحسن كبير.
لكنى لا أعرف ماذا تريد منى؟
فكر تيد فى أنها بالأمس كانت تطالبه بحصتها فى المؤسسة وكان
يجب عليها التحدث فى هذا الأمر فهى تملك حصة فى المؤسسة
وكان تيد يخشى أن تتدخل فى عمله
فعودتها إلى المنزل أحيت بداخله مجموعة من الذكريات والمشاعر
التى أعتقد أنها مستحيلة ولمنه لم يكن بحاجة إلى ذلك الآن.
نظر تيد إلى يديها الصغيرتين الناعمتين وكانت جودى تتفحص وجهه
وهى تحاول أن تفهم التعبيرات الظاهرة عليه كانت ترى أنه رجل يحمل
كل صفات الرجولة والجاذبية فكان بالأمس غاضباً منها أما الآن فهو
يتحدث فهى لا تفهم سببا لهذا التغيير ولكنها فى داخلها كانت تشعر
بالسعادة فاعتدلت فى جلستها وقالت :
-أشكرك على أهتمامك بى يا تيد ولكنى أشعر بتحسن كبير.
رفع بصره إليها وقال :
-أريد أن أسألك سؤال أخير إذا تناولت أدويه ضارة فهل سوف
تعترفين لى بالحقيقة؟
-أتناول أدوية ضارة!!هل تظن ذلك؟
-عفوا ولكن حالتك بالأمس كانت....
قاطعته قائلة
-لقد قلت لك إننى كنت أعانى صدعاً شديداً
-حسنا
أثارت تلك الشكوك غضب جودى ولكن هذا الغضب تحول إلى فضول
-هل عدت إلى المنزل لأنك فقط كنت قلقاً على ؟
-هل يصعب عليك تصديق أنه من الممكن أن أقلق بشأن أى شخص؟
-لا بالتأكيد لا فى المقابل أنا لاأصدق أنك تهتم بى
-لقد كان بيننا نزاع ولكن برغم كل شئ فأنت تنتمين إلى عائلتى يا
جودى
-نعم هذا صحيح
منتديات ليلاس
أحس تيد فجأة بأن الحاجز القديم الذى كان بينهما قد تهدم فأدار
وجهها إليه ونظر إلى عينيها وسألها بهدوء:
-ماذا بك؟هل يمكن أن تقولى لى ؟
أجابته :
-لا شئ,لماذا تسألنى هذا السؤال؟
-أشعر وكأن شيئا ماقد تغير بداخلك
هزت جودى كتفيها فى مرح وقالت :
-من الطبيعى أن أتغير بعد ثلاث سنوات
-هذا شئ أخر......
وقطع كلامه وتنهد بعمق وأكمل:
-عيناك دائما جميلتان فهما تذهبان العقل
أحست جودى وكان الأرض تميد تحت قدميها وحاولت فى
صعوبة العودة إلى الواقع فقالت :
-أعتقد أنه يجب علينا أن نتحدث
-نعم أنت على حق يجب أن ...
كان تيد ينطق الكلمات بصعوبة وجودى تنظر إليه فى أعجاب ثم
أرادت أن تنهض من مكانها فأمسك تيد بيدها وقال لها:
-قولى لى أنك تكرهيننى
-أكرهك ؟لا أنا لا أكرهك ولا أعتقد أنى كرهتك من قبل يا تيد
-قولى لى أيضاً أنك لم تأتى إلى المنزل لكى تسببى لى الألم
فأحست جودى فى كلامه بشئ غامض لأن كلامه كان غريباً
أسبب له الألم!عم يريد أن يتحدث؟ أجابته:
-بالتأكيد لا لكن لماذا أريد أن ....
لم يدعها تكمل حديثها وعانقها وفجأة حضر الخادم بارتون
ونادى جودى :
-أنسة كيلان....
ثم قال :
-أعتذر عن مقاطعتى لكما لكن هناك مكالمة هاتفية لك
أجابه تيد بغضب :
من يريدها الأن؟
-عفوا سيدى السيد بريان جارى يريد أن يتحدث مع الأنسة
جودى وقد قلت له إنها مشغولة ولكنه أصر على ذلك وقال لى
أنه أمر مهم
فنظرت جودى إلى بارتون ونهض تيد من مكانه وأبتعد قليلاً
أعطى بارتون سيدته الهاتف ثم عاد إلى المنزل مرة أخرى
سمعت جودى صوت بريان فأمسكت بالهاتف وقالت له:
-صباح الخير بريان
-أخيراً يا جودى أننى لم أتمكن من التحدث معك,كيف حالك؟
هل عدت بسلام؟وهل تلقيت الزهور؟
بدأ بريان لجودى كما هو لم يتغير هادئاً وبسيطاً ومرحاً فأجابته :
-نعم لقد تلقيت الزهور أشكرك فهى جميلة حقاً هذا لطف منك
-شئ عظيم عندما أخبرتنى سارا أنك عدت سعدت بذلك جداً فأنا
لم أرك منذ فترة طويلة
-أنت على حق
ثم ألقت نظرة على تيد فهمت منها أنه غاضب فقالت لبريان
-هل يمكن أن أتصلبك بعد قليل؟
-أعتذر, هل شغلت وقتك؟
-لا ولكن من الأفضل أن أتصل بك أنا
-إذن سأنهى المكالمة الآن ولكن يجب أن نتناول الغداء معا ذات يوم
سألته جودى وهى تنظر إلى تيد :
-الغداء؟ متى؟
-كما ترغبين ...غداً؟
-لا
-إذن بعد غد
تذكرت جودى أنها على موعد مع الدكتور يوم الخميس فكان يجب
عليها أن تذهب إلى المدينة فى ذلك اليوم فقالت لبريان:
-سيوافق أى يوم؟
-الخميس
-الخميس يوم عظيم
-سأتصل بك لنحدد المكان
-حسنا إلى اللقاء يا بريان
-إلى اللقاء
أستدار إليها تيد وقال لها :
-إذا كانت لديك أشياء خاصة تريدين أن تتحدثى فيها مع بريان
كان عليك فقط أن تطلبى منى الأنصراف وكنت سأحاول أن أفعل ذلك
نهضت جودى من مكانها وقالت بعنف :
-ليس لدى شئ خاص أقوله لبريان يا تيد -على الغم من ذلك قلت له أنك سوف تتصلين به مرة أخرى
-نعم لأن...أعتقد أنه كان من الضرورى أن نتحدث الأن.أقصد أن
الأتصال الهاتفى قاطع الحديث بالأضافة إلى ذلك وجدت أنك غضبت مرة أخرى
-مرة أخرى؟
-نعم لقد كنت غاضباً بالأمس,هل نسيت؟
-أنا أغضب فقط عندما يحاول أحد أن يأخذ من شئ أملكه
أندهشت جودى لكلامه وقالت:
-عم تتحدث؟هل تحلم؟لا يوجد أحد يريد أن يأخذ منك شئ ؟
قال لها :
-لقد كنت فقد قلقاً بشأنك عندما قلت لى إنك لم تأتى إلى هنا
لتسببى لى أذى,صدقت كلامك وكان هذا غباء منى فكيف
أصدق أنك قد تغيرت؟ولكن عذرى الوحيد أننى كنت أريد أن أصدقك.
-أؤكد لك أننى لم أت إلى هنا لكى أهدم حياتك ولكن عمن تتحدث أذن ؟
أتحدث عنك أنت وبريان يا عزيزتى عمن سواكما؟من غيرك لديه
أسباب ليكرهنى ؟على الأن أن أعود إلى عملى .أراك قريباً
أنتهى الفصل الثالث
منتديات ليلاس
(أحلى صحبة&أطيب ناس)
|