كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
نظرت جودى إلى صحنها وقررت تذوق الجزر لأنه لابد لها من
تناول طعام بسيط وسهل الهضم حتى وأن كانت شهيتها للطعام قلت
فى الفترة الأخيرة إلا أنه كان من الصعب عليها أن تأكل وحولها
أمها من ناحية وتيد من ناحية أخرى فهما عائلتها الوحيدة وليسا
عدويها على الأقل
قالت إديث بأسلوب لايحمل أى رقة :
-عزيزتى إن لك مدة طويلة لم تعيشى فيها بيننا إلى درجة أنك لا
منتديات ليلاس
تذكرين أننى وتيد نبدل ثيابنا لتناول العشاء
لم تنسى جودى مبالغة أمها ولكنها إذا كانت قد أختارت أن ترتدى
قميصاً بسيطاً من الحرير فذلك لأنها ببساطة ليس لديها رغبة فى
بذل أدنى مجهود لتغير ملابسها فى الحقيقة فإن دولاب ملابسها لا
يحتوى إلا على عدد قليل من الملابس المناسبة التى لا تظهرأنها
فقدت عدة كيلو جرامات من وزنها
-يوسفنى ذلك يا أمى ولكنى لم أرتب ملابسى بعد وقد فكرت أن
ذلك لن يضايقك هذه المرة
-بالتأكيد لا ولكن...
قال تيد دون إهتمام :
-إن جودى دائماً تبدو أنيقة مهما كانت هيئتها
نظرت الأم والأبنة كلتاهما إلى تيد فى دهشه.فى نفس هذه اللحظة.
تذكرت جودى فجأة اليوم الذى وصلت فيه إلى هذا المنزل لتقيم فيه
كانت تشعر أنها غير مستقيمة ودميمة كان تيد يبلغ السادسة عشرة
من عمره وبأسلوب المراهق كان يطرح دائماً أفكاراً لكى يدافع عن
جودى ضد نقد أمها المستمر لها
-أشكرك يا تيد
كانت عينا تيد البنيتان تلمعان وهو يقول:
-ذلك نتيجة بسيطة وأنا متأكد أنك سمعته من قبل
فعقبت إديث على ذلك
-أن جودى من أجمل النساء
ثم أستدارت إلى أبنتها قائلة:
-ولكنك تبدين نحفية أخشى أنك تتبعين برنامج تخسيس لأنك
لوأستمررت فى فقد كيلو جرامات كثيرة من وزنك فسوف
تتحولين إلى هيكل عظمى
-أمى هل تعتقدين أنك سوف تجاملينى يوماً دون أن تتبعى هذه
المجاملة بنقد بعدها مباشرة
رفعت إديث حاجبيها فى دهشه قائلة
-لا أفهمك كلامك أنا لا أبغى سوى صالحك يا صغيرتى
جذب تيد أطراف الحديث وهو ينظر مباشرة إلى جودى قائلاً:
-هل ستقيمين هنا لسبب معين؟
-لا ليس تماماً
لم تكن أن تعرف أمها أو تيد كم هى مريضة وإلا لو علموا ذلك
فسوف تتلقى محاضرة من أمها عن خطرالسفرإلى بلاد العالم
الثالث ولن تنجو من سخرية تيد لأنها شربت ماء ملوثاً بالأضافة
إلى ذلك لم تكن ترغب فى أثارة عطفهم وشفقتهم عليها كان
لديها هدف واحد وهو أن تعيش بينهم فى سلام دون ألم ودون
مواجهة لذلك كان عليها أن تخفى نقطة ضعفها
قال لها تيد :
-أعتقد أنك لم تجوبى تلك البلاد لمجرد السياحة
أجابته :
-لا ليس تماماً
ثم سكتت لحظة وأستطردت تقول ساخرة :
-أريد أن أعرف فيما تتحدثان وأنا غيرموجودة؟هذا سؤال مهم
أجابتها أمها :
-نحن فقط نهتم برحلتك ,هذا كل ما فى الأمر
أنفجرت أسارير تيد بأبتسامة ساخرة .
ثم استطردت إديث قائلة:
-المرة الأخيرة التى رأيناك فيها كانت فى عيد الميلاد الماضى
قالت جودى فى نفسها بمرارة(أن كل الأمهات يتذكرون إذا كان
أطفالهن قد أمضوا معهن العيد أم لا؟.أنهن ليس كوالدتى)
ثم هزت رأسها قائلة :
-لقد أمضيت عيد الميلاد فى سويسرا مع بعض الأصدقاء وفى
المقابل فأنا لم أتذكر عيد ميلادك الماضى.
وافقتها إديث قائلة :
-نعم هذا صحيح لقد قابلتك فى المدينة فتناولنا العشاء معاً
علق تيد على ذلك وهو يمسك كوبه:
-لم أرك فى هذا الوقت وفى الحقيقة لا أستطيع أن أذكر أخر
مرة قابلتك فيها .
ولكن جودى تذكرذلك جيداً كان ذلك من ثلاثة سنوات وقد بدأ الأثنان
فى التحدث معاً.ذكرته جودى قائلة:
-لقد عدت دون أوضح سبباً ذلك
-لا داعى لذلك جودى فهذا بيتك ومن حقك أن تعودى اليه وقتما
تشائين
كان رقيقاً فى هذه اللحظة ولكن الدقيقة التالية ضايقها بسخريته
فتمردت وقالت:
-أتخذت قراراً يا تيد منذ خمس دقائق وأنت تعاملنى كزائرة غريبة
-التمسى لى العذر ولمن بما أنى لا أراك إلا مرة واحدة كل ستة وثلاثين شهر فلا أعرف جيدا كيف أعاملك
رفعت إديث عنقها فقد أعتادت هذه الحركة العصبية خاصة عندما
تشعر بأن هناك ضغط معين على شخص قريب منها ثم قالت:
-بما أنك تنوين البقاء هنا لفترة يا جودى فأظن أن إقامة حفل كبير
لك سيكون فكرة عظيمة فأناس كثيرون سيسعدون برؤيتك و...
-لا أعتقد ذلك يا أمى فأنا لا أرغب إقامة حفلات فى هذا الوقت
رفع تيد حاجبه فى دهشة قائلاً :
-هذا شئ جديد
-لا أعتقد أنك تعرفنى جيداً حتى تحدد إن كانت أى من رغبتى
جديدة.
أجابها بهدوء:
-لديك كل الحق أعترف بخطئى
عضت جودى على شفتها السفلى فلقد كانت المشاجرة مع تيد
أخر شئ ترغب فيه فقالت:
-معذرة أعتقد أنى مازلت مجهدة قليلاً
أرتسم نعبير غريب على وجه تيد ثم قال:
-فلننس ذلك .لماذا لا تقولين لى لماذا أنت متعبة هكذا؟فلقد قال
لى بارتون إنك نمت النهار بأكمله
هزت إديث رأسها علامة الموافقة :
-هذا صحيح لقد كنت نأئمة أيضاً عندما عدت من النادى
ردت جودى بصوت جامد:
هل تراقبانى أنتما الأثنين؟
فهى لم تكن معتادة على أن يراقب الناس حولها تحركاتها وأفعالها
فإن ذلك ضايقها
أجاب تيد:
- لكنى تحديداً سألت بارتون أين كنت عندما عدت من المكتب فلقد
مرت سنون دون أن تمضى هنا يوماً بأكمله فأردت فقط أن أعرف
ماذا كنت تفعلين
قالت إديث بصوت خافت :
-لم نلتق نحن الثلاثة على العشاء منذ سنوات وهذا بالتأكيد خطؤك
يا جودى لأنك لو لم تكونى تدورين حول العالم ما كان لذلك أن يحدث كثيراً إلى درجة أننا نشعر أنك تبذلين ما فى وسعك لتهربى من
غمغمت جودى وهى تخفض عينيها :
-أنا لاأعرف لماذا أفعل شيئاً كهذا؟
قالت إديث :
-أعترف بأنى لا أفهمك جيداً ,تيد كنت أتمنى لو أن والدك بيننا
الأن
رد عليها :
-أنت تعلمين جيداً أنه لو كان موجوداً فلن أكون أنا هنا
قالت له:
-كان ماركوس رجل طيب يجب ألا يقل أحترامك لذكرى والدك
يا تيد
-لم أكن أرغب فى ذلك
-أعلم أنك لم تكن ترغب فى ذلك ولكنك فعلته.هذا سلوك منتشر
كثيراً فى هذه العائلة
-أهو قلت الأحترام؟
-لا ولكنه السفر أنت أيضاً سافرت لمدة طويلة ولكنك عدت,أما
جودى ....
-أعتقد أنك مخطئة يا إديث
رجع بكرسيه إلى الوراء وفى يده كوب من العصير وقال:
-أعتقد أن الشئ الغيرصحيح فى هذه العائلة هوأننا لم نستطع
أن نعيش أبدا فى توافق ولكن بالنهاية وبعد ما سمعت فإن هذه
مشكلة مألوفة هذه الأيام
ألقت أديث عليه نظرة حادة ولكنها قالت بعذوبة :
-لا تهم الأن الأسباب التى جعلتنا نفترق,جودى أنا فى غاية
السعادة لعودتك ربما ستختلف الأمور الأن
غمغمت جودى:
-من الممكن
أبتسمت لها إديث أبتسامة من أبتسامتها النادرة :
-أنا سعيدة أنك توافقينى يا عزيزتى
فكرة جودى أن المشكلة لا تكمن فى موافقتها لوالدتها ولكنها
كانت تعرف دائماً أنه سيصبح من الصعب عليها التفاهم مع تيد
ومع أمها ولسبب ما غيرمعروف لم تتخيل أنها ستصبح يوماً
صديقة لتيد
أنتهت إديث من طعامها وقالت :
هيا بنا إلى الصالون سيحضر لنا بارتون القهوة سأتحدث قليلاً
مع الطاهى وسأتبعكما
أحست جودى بأعصابها ترق فالقت نظرة على تيد كانت مترددة
فى أن تبقى وحيدة معه وأخذت تبحث عن عذرلكى تنسحب ولكنها
لم تستطع فنهضت من مكانها ووجدت تيد خلفها يساعدها على
النهوض وأتجها معاً إلى الصالون.
نهاية الفصل الأول
منتديات ليلاس
(أحلى صحبة&أطيب ناس)
|